ارض الجان كان ياما كان في قديم الزمان، عاش رجل يدعي ايوان، في قرية مليئة بالجان.
ايوان كان انسي زيه زي أي انسان، لكنه صحي في يوم لقى نفسه وسط قرية
ماكنش عارف هو جه هنا ليه؟ أو ازاي؟ صحي لقى نفسه مرمي في شارع من الشوارع الضيقة والمليانة بالطين، فتح عينيه وكانت أول حاجة شافها هي ماية المجاري، رفع راسه بسرعة وساعتها اكتشف انه نايم في الطين وجنب راسه مصرف مجاري، بص حواليه يمين وشمال، ماكنش شايف غير مباني ضخمة وعالية لكن الشارع كان ضيق…
– ازاي بنوا كل المباني الضخمة دي وصغروا الشارع بالشكل ده؟ وبعدين انا فين؟ ومين جابني هنا؟
كان بيكلم نفسه وهو ماشي في الشوارع يدور على أي حد يسأله لكن ماكنش بيقابل حد، الشوارع كلها فاضية…
– ايه المكان العجيب ده؟ معقولة مافيش حد ساكن هنا!
فجأة ظهر قدامه على مرمى البصر شخص طويل جدًا جاي من بعيد، خاف ايوان يقرب عليه، لكنه في نفس الوقت كان عايز يفهم، عايز حد يرد على أسئلته ويعرفه هو فين بالظبط؟ حاول يستجمع شجاعته ومشي ناحية الشخص ده، الشخص اللي أول ما شافه قرب منه في ثواني وكأن اللي كان بينهم خطوة مش مسافات، وقف قدام ايوان وهو بيبص له من فوق باستغراب، ايوان كان بيرتعش من المنظر، نزل الشخص ده براسه ناحيته وهو بيحاول يتفحصه عن قرب، ساعتها ايوان سأله بارتباك…
– انت مين؟ وانا فين هنا؟
– انا زُعابة، وانت في أرض الجان.
– أرض الجان؟!!
– نعم، أخبرني.. من أنت؟ وما جاء بك إلي هنا؟
سكت ايوان شوية وهو بيفكر في المصيبة اللي وقع فيها قبل ما يرد عليه…
– انا.. انا ماعرفش ايه اللي جابني هنا، صحيت لقيت نفسي مرمي على الأرض في وسط مجاري وطين، جيت هنا ازاي وامتى؟ مش عارف.
– يبدو انك اغضبت كبيرهم.
– كبيرهم مين ياعم؟! انا ماعرفش حد هنا.
– اسمعني جيدًا، ستدخل إلي هذا القصر، وتسير حتى نهايته، وعندها ستجد طريق عودتك، ثلاث بيض، وثلاث سود، إن قتلت الأسود نجوت وإن قتلت الأبيض هلكت، اغمض ولا تبصر، اقضِ ولا تركن، ادبِر ولا تُقبِل، امضِ ولا تلتفت، واستعن بالله ولا تخف.
– يعني ايه؟ انا مش فاهم حاجة.
شاور زُعابة بايديه الطويلة ناحية قصر من القصور وقاله…
– هذا هو القصر.
بص ايوان على القصر وساعتها اتفتح بابه، كان باب ضخم واقف عليه اتنين حراس في نفس طول زُعابة، بص لهم برعب وبعدين لف يبص على زعابة اللي كان اختفى، فضل يدور عليه بعينيه يمين وشمال، ماكنش له أثر، في اللحظة دي حس إبوان بالعجز وانه ماقدموش غير انه يسمع كلام زُعابة ويدخل القصر يمكن يقدر يرجع أرضه من تاني، مشي ناحية الباب، وأول ماطلع السلم، الحارسين ابتسموا، كانت ابتسامتهم مرعبة، جري من بينهم بسرعة ودخل، وهنا اتقفل باب القصر لوحده، اتخض ايوان لما سمع صوت الباب بيتقفل، خصوصًا إن الدنيا كانت ضلمة، حاول يشوف اي حاجة لكن الرؤية كانت مستحيلة، وفجأة سمع صوت ضحكات عالية جاية من جوة القصر، ضحكات مرعبة، بعدها سمع صوت صراخ، كان حد بيصرخ من التعذيب، اتجمد في مكانه للحظات وبعدها جري على الباب وحاول يخبط عليه، لكن أول ما لمسه اكتشف انه جدار، كان بيبكي لما سمع صوت جاي من بعيد، لف بهدوء، وبص في الضلمة اللي حواليه، بس ماكنش شايف حاجة، لحد ما ظهر قدامه….”
لحد هنا خلصت الرسالة اللي اتبعتتلي من اكونت غريب على الفيس بوك، انا اسمي كريم، بحب جدًا قراية القصص خصوصًا قصص الرعب، وفي يوم كنت قاعد بلعب لعبة على الموبايل، يعني بفصل شوية من الشغل، لقيت رسالة جات لي على الماسنجر، فتحها وقريت اللي انتوا سمعتوه دلوقتي ده، طبعًا الفضول قتلني عشان اعرف ايه اللي حصل لايوان؟ وايه معنى كلام زُعابة؟ وعشان كده أول ما خلصت كتبت بسرعة رسالة للي بعتلي القصة…
ماردش عليا لمدة ساعتين كاملين، ساعتين وانا ماسك الموبايل مستني يرد عليا، لحد ما في الاخر جالي اشعار برسالته، فتحتها بسرعة ولقيت فيها عنوان ومكتوب تحته في رسالة تانية “لو عايز تعرف تعالى العنوان ده” ضحكت ساعتها وانا بقول…
– اه دي اشتغالة بقى عشان اجي المكان وتقلبوني، لا ياعم شكرًا مش عايز اعرف.
وفعلًا كتبت له اني مش عايز اعرف حاجة، سيبت الموبايل وقومت ناحية المطبخ اعمل أي حاجة اشربها، وبعدها رجعت قعدت على المكتب وفتحت اللاب توب بتاعي عشان أكمل شغل، وبعد دقايق سمعت صوت رسالة جديدة، من مكاني بصيت على الموبايل اللي كان مرمي على السرير، كسلت اقوم اجيبه، وقولت مش مهم، دقايق كمان ولقيت رسالة تانية، بعدها رسالة تالتة، فكرت انها ممكن تكون رسايل من سارة خطيبتي أو اللي كانت خطيبتي، وده لاننا كنا بنتخانق الصبح، فيمكن تكون حابة تكمل خناق كالعادة، كملت شغلي عادي، بس بعد شوية وقفت ورجعت بصيت للموبايل، قومت وروحت ناحيته وفتحت الرسايل التلاتة واللي كان مكتوب فيهم…
– ايوان ماقدرش يخرج من القصر.
– بيقولوا انه شاف حاجات تشيب.
– انا اللي بكلمك مش سارة.
اترعبت لما قريت الرسالة الأخيرة، هو عرف سارة منين؟ لا هو ازاي عرف اني كنت بفكر ان سارة اللي بتبعتلي؟ اترددت شوية قبل ما الاقيه بعتلي…
– ايه؟ خايف ولا مش فاهم؟
– انت عايز مني ايه؟
– انت اللي عايز تكمل حكاية ايوان، الفضول جواك بس خايف تمشي وراه.
– لا ماعنديش فضول اعرف حاجة.
– حتى لو ايوان يبقى حد من دمك؟
– حد من دمي؟! انا ماعرفش حد بالاسم ده.
قلبي اتقبض ساعة ما قريت الرسالة دي، قفلت الماسنجر وبسرعة اتصلت بابويا، لكن موبايله مقفول، رنيت مرة واتنين وتلاتة، مافيش فايدة، وقتها جت رسالة جديدة، فتحتها,,,
– مويايله مقفول مش كده؟
رديت عليه بغيظ…
– انت عايز مني ايه؟ وابويا فين؟
– قولتلك قبل كده انا مش عايز منك حاجة، ابوك فين؟.. ده سؤال هتعرف اجابته في القصر.
– برضو مش هاجي القصر.
– ساعات بندفع ضريبة أخطاء مارتكبنهاش، واللي ارتكبوا الاخطاء دي ماحدش حاسبهم.
فضلت باصص في الرسالة وانا متنح، هو ازاي عارف كل حاجة عني؟ بيتكلم في حاجات انا نفسي كنت قربت انساها، في اللحظة دي جت رسالة تانية,,,
– بتكدب، انت مانسيتش ولا عمرك هتنسى.
– ياما تقولي انت مين ياما هتفضل تبعت وكأنك بتكلم نفسك.
– ههههه مستنيك في القصر يا صديقي.
– انا مش صديقك ومش هاجي القصر ده، انت فاهم.
ماشفش الرسالة، فضلت مستني شوية لكن برضو ماشفهاش، رميت الموبايل بعصبية على السرير، وقعدت على كرسي المكتب، ياترى الشخص المزعج ده عايزني اروح هناك ليه؟ طب ابويا فعلًا معاه ولا بيضحك عليا؟ صوت الموبايل رن من تاني، جريت بسرعة عليه وفتحت الرسالة وساعتها شوفت صورة لابويا، كان قاعد على كرسي ومتربط وعلى بوقه شريط لاصق، تحت الصورة كنا في رسالة مكتوبة…
– انا مش بضحك عليك.
بعد ماشوفت الصورة، واتأكدت ان ابويا معاه فعلًا خدت قرار اني هروح، لازم اخلص ابويا منه بأي طريقة، وطبعًا هتسألني ليه مابلغتش البوليس؟ لانه بعتلي رسالة وانا بركب العربية وقالي اني لو بلغت البوليس هروح مش هلاقي ابويا ولا هلاقي أي حاجة جوة القصر، عشان كده مابلغتش وروحت لوحدي، وصلت عند العنوان اللي ادهولي، فضلت واقف بالعربية أبص حواليا، ماكنش فيه غير الصحرا يمين وشمال، بس فجأة في نور ظهر من بعيد ولما ركزت معاه لقيت معالم القصر بانت قدامي بالتدريج، اتحركت بالعربية ناحيته، البوابة اتفتحت أول ما وقفت قدامها، دخلت ومشيت شوية لحد ما وقفت بالعربية قدام باب القصر ونزلت، كان قدامي مبني ضخم مش مرتفع هو حوالي 3 أدوار، لكنهواخد مساحة كبيرة جدًا، في ضهري كان في جنينة واسعة بس شكلها مرعب، شبه الغابات الأوروبية اللي بنشوفها في أفلام الرعب، روحت ناحية باب القصر، طلعت سلمة والتانية، وفي السلمة التالتة، في حاجة غريبة حصلت، السلمة زي ماتكون هبطت تحت رجلي أول ما دوست عليها، والباب اتفتح وقتها، على يميني تمثال ضخم شكله مرعب وعلى شمال نفس التمثال، الاتنين على وشهم ابتسامة مرعبة، طلعت السلمتين الباقيين بسرعة ودخلت من الباب، الدنيا كانت ضلمة جدًا، ايه ده؟ الباب اتقفل لوحده، كنت سامع صوت ضحكات عالية، صوتها مرعب، في صرخة بتيجي وتختفي، انا لازم اهدى شوية عن كده عشان اعرف افكر، طلعت الموبايل وفتحت الكشاف، بس نوره ضعيف جدًا
كأني ولعت نور عمود عشان انور به الصحرا كلها، قفلته الكشاف وعينت الموبايل في جيبي تاني، مشيت ببطء جوة القصر، الرؤية بدأت تبقى أوضح بعد ما عيني خدت على الضلمة، بس انا لسه مش قادر احدد اللي قدامي بالظبط، انا حاسس بهزة خفيفة تحت رجلي، الهزة بدأت تبقى أقوى، في صوت غريب، ايه ده؟ بعد ثواني كان في قدامي حيوان ضخم راسه كبيرة، قرب ناحيتي ونط على جسمي، وطيت بسرعة على الأرض، عدى من فوقي، بصيت ورايا لكنه ماكنش موجود، اختفى، في الكام ثانية اللي قرب مني فيهم شميت ريحته وكانت معفنة جدًا، قومت وكملت مشي، بس كان في حاجة لزجة تحت رجلي، وطيت عشان اشوفها، ده لعاب الحيوان اللي كان بيحاول يهاجمني، الله اعلم ايه نوع الحيوان ده، رفعت رجلي من المكان القذر ده، ومسحتها في بلاطة نضيفة من بلاط القصر، ماكنش في غير الصمت، مش سامع أي صوت، لا ثانية واحدة، في صوت زمجرة، ده جاي من ورايا، لفيت، نفس الحيوان تقريبًا واقف قدامي وعينيه لونها أحمر، واقف بيلهث، انا سامع صوت لعابه وهو بيخبط على البلاط، بيبرفلي جامد، فتح بوقه على اخره، شكله خد القرار انه هياجمني خلاص، بيقرب مني بسرعة.
قدرت اهرب منه تاني، المرة دي لما قرب مني، رميت نفسي ناحية اليمين ووقعت على الأرض، وهو اختفى زي المرة اللي فاتت، بس انا دلوقتي اقدر أوصفه، راسه راس كلب وجسمه جسم أسد، لكن رجليه.. رجليه طويلة جدًا، انا مش عارف ايه الحيوان ده، قومت من على الأرض، ولما وقفت شوفت قدامي سلم، شكله بيطلع على الدور اللي فوق، مشيت ناحيته وطلعت بخطوات تقيلة، لحد ما وصلت للدور الأول، كان قدامي طُرقتين، طُرقة على اليمين وطُرقة على الشمال، كل طُرقة منهم فيها أوض كتير جدًا، ماكنتش عارف المفروض اعمل ايه؟ وكالعادة جت رسالة عشان ترد على أفكاري…
– اختار اتجاه منهم تبدأ به، وانت وحظك.
– ايوة يعني المفروض هعمل ايه بعد كده؟
– هتفتح 3 بيبان من كل طرقة، ورا كل باب حاجة جديدة مستنياك، والهدف انك تخرج من الباب التاني قبل العشر دقايق ما يخلصوا وإلا هتفضل محبوس جوة لحد ما تموت.
عينت الموبايل في جيبي ووقفت ابص على الناحيتين، وفي الاخر اخترت الطُرقة اللي على يميني، مشيت ناحية الأوض اللي كان عددهم عشر أوض مترقمين، وقفت في النص بينهم، وفي الاخر اخترت الباب رقم 7، انا بتفائل بالرقم ده، فتحت الباب ودخلت، الأوضة كانت ضلمة بس بمجرد ما قفلت الباب، الأوضة نورت كلها وساعتها شوفت واحدة واقفة جنب سرير، وعلى السرير كان في طفل نايم، بصت ناحيتي، وشها كان مليان رعب وخوف، جريت عليا وهي بتمسكني من هدومي…
– الحقني، ابني بيضيع مني، الحق اعمله أي حاجة بسرعة.
– حاضر، حاضر.
قربت من الولد، بس أول ما بصيت عليه، رجعت لورا في فزع، الولد ده كان انا، انا اللي نايم في السرير، فضلت ببص عليه بخوف لحد ما الست دي فوقتني…
– انت هتفضل واقف مكانك كده؟ اتحرك والحقه.
– ايوة بس انا مش عارف هو عنده ايه؟ ولا عارف هعالجه ازاي؟
شاورت بايديها ناحية صيدلية خشب صغيرة وقالت…
– كل الأدوية في الصيدلية دي، شوف هتحتاج منها ايه وعالجه بسرعة.
جريت على الصيدلية فتحتها وجيبت كل الأدوية اللي فيها وحطيتها على السرير، بعدها بصيت للولد، ماكنش في أي حاجة، لكنه مغمض عينيه ومش بيتنفس، بصت لها وقتها برعب وانا بسألها…
– انا مش عارف المفروض اديله انهي دوا؟
دورت في الدوا وساعتها لقيت بخاخ انا عارفه كويس، لاني بستخدمه دايمًا، مسكت البخاخ وفتحت بوق الطفل واديتهوله، فضلت واقف ببص عليه لكن مافيش استجابة بصت لي ساعتها بغضب…
– انت السبب في موته.
– انا! انا جاي وهو ميت.
– انت دخلت وماعرفتش تنقذه انا هقتلك.
رفعت ايديها وكانت ماسكة سكينة وهتنزل بها على صدري، نطيت على السرير وروحت ناحية باب الخروج، جريت عليا بس في اللحظة دي سمعت صوت الولد بيكح، اتسمرت في مكاني وهي كمان ثبتت في مكانها للحظات قبل ما تبص وراها وتشوفه، كان قاعد وبيبص علينا، جريت عليه وحضنته، بعدها بصت لي بابتسامة وقالت…
– شكرًا، تقدر تخرج دلوقتي.
– ماتفكرش كتير، الوقت بيخلص، اختار الباب التاني، ولازم تبقى فاهم إن كل باب هيكون أصعب من اللي قبله.
المرة دي عيني جت على الباب رقم 5، روحت ناحيته ووقفت قدامه وانا ماسك الأوكرة بتردد، خدت نفس عميق وبعدها دخلت، كالعادة الأوضة ضلمة، قفلت الباب وساعتها النور كشف المكان.
الأوضة كانت من الطراز العثماني، أوضة واسعة، على يميني كان فيه صندوق كبير وده غالبًا خزنة الهدوم، قدام الصندوق كان فيه قاعدة جانبية مكونة من كنبة على يمينها كرسين وعلى شمالها كرسين، وفي النص ترابيزة عليها طبق فاكهة كبير، القاعدة كانت كلها من الخشب المزخرف، اما في وشي فكان في سجادة حمرة طويلة وفي نهايتها درجة سلم، بعدين ترابيزة صغيرة وعليها طبق فاكهة وكاسين وابريق من النحاس، وراهم سرير كبير، متزين بالتُل، السرير كان مفروش بالحرير الأحمر، وعلى السرير كانت قاعدة بنت جميلة، وشها ابيض بياض ماشوفتش زيه قبل كده، شعرها كان بطول دراعها ولونه أحمر، عينيها كانت زرقا، البنت كانت شبه عريانة، شاورت لي عشان أقرب، بصيت لها لثواني وبعدين حسيت بحاجة بتشدني لها، مشيت بخطوات بطيئة ناحيتها، كانت بتبتسم كل ما بقرب أكتر، لحد ما وصلت للسرير وقعدت جنبها، قربت مني وهي بتحط ايدها على كتفي وبتبتسم بدلع،
ريحتها كانت جميلة جدًا، مدت ايدها ناحية طبق الفاكهة ونقت أكبر تفاحة في الطبق وناولتهالي، بصيت لها بتردد وبعدين خدت منها التفاحة، وبنفس الابتسامة الثابتة على وشها شاورت لي براسها عشان أكل التفاحة، رفعتها ناحية بوقي وانا ببص لجمالها بس قبل ما اقطم منها، افتكرت الوقت، بصيت ورايا ناحية باب الخروج، في اللحظة دي عينيها لونها اتغير بقت حمرة، نزلت ايدي وانا ببرقلها، ملامح وشها هي كمان اتغيرت وبدأت تغضب، مسكت ايدي ورفعتها ناحية بوقي تاني وهي بتحاول تأكلني التفاحة، زقيت ايدها وقومت بعيد عنها، في اللحظة دي وشها اتحول وبانت عليه التجاعيد، سنانها كلها وقعت، وضهرها اتحني، خدت السكينة اللي في طبق الفاكهة وجريت ناحية الباب بسرعة، حاولت افتحه لكنه مابيفتحش، ساعتها سمعت صوت ضحكتها المرعبة جاي من ورايا، لفيت وبصيت لها، كانت بتقرب عليا ببطء وهي مبتسمة ابتسامة خبيثة، فضلت تقرب مني، استنيت لحد مابقت قدامي بالظبط، قربت وشها مني، ريحت نفسها كانت وحشة جدًا، مشت ايدها على وشي وهي بتقرب نفسها أكتر، في اللحظة دي مسكت السكينة وضربتها في جنبها، عينيها برقت ومسكت في هدومي وهي بتوقع، بعدتها عني ولفيت ناحية الباب، وقبل ما اخرج بصيت عليها، لكن.. الأوضة كانت فاضية، جثتها اختفت، الرعب اتملك مني أكتر، فتحت الباب والمرة دي اتفتح بسهولة، خرجت بره وقفلته ورايا، نفخت في الهوا وانا مش مصدق اني قدرت اخرج من الأوضة، في اللحظة دي جات لي الرسالة…
– لحقت نفسك على اخر لحظة، كان فاضل ثانيتين بالظبط والوقت يخلص، اختار الأوضة الأخيرة في الطُرقة دي.
نفخت تاني وانا بمشي وبقول في سري “هي ناقصة اهلك انت كمان، انا لو اعرف انت مين بس؟ وديني ماهسيبك” بصيت على الأوض وانا بحاول انقي منهم، بس هو أكيد كلهم شبه بعض، كلهم وراهم مصايب، اخترت الأوضة رقم 1، مشيت لأول الطرقة وفتحت باب الأوضة ودخلت، قفلت الباب بس المرة دي النور منورش، زقيت الباب عشان اتأكد إنه اتقفل ولقيته فعلًا مقفول، اومال النور مانورش ليه؟ استنيت شوية لكن برضو مافيش نور، اضطريت اني امشي في الضلمة عشان انفذ المطلوب قبل ما الوقت يخلص، وانا ماشي بدأت اسمع صوت فحيح أفعي، ماكنتش قادر احدد الصوت جاي منين، لكن الصوت كان بيزيد، دي مش أفعى واحدة دول كتير، كنت حاس ان قلبي هيخرج من مكانه من كتر الخوف، مش عارف أمشي يمين ولا شمال، ياترى هم فين؟ كنت بلف حوالين نفسي والصوت ماحوطني من كل ناحية، ماعرفش ليه فجأة افتكرت كلام زُعابة اللي كان في القصة “اغمض ولاتبصر” غمضت عيني، وأول ماغمضت، قدرت اشوف، الطريق قدامي كان فاضي لكن على يميني كان في حوالي خمس أفاعي، وعلى الشمال كان في زيهم، اما قدامي فكان موجود باب الخروج، مشيت ناحيته، الافاعي كانت ماشية جنبي وهي فاتحة بوقها، بيني وبينهم خطوة واحدة وأي حركة غلط مني رجلي هتبقى عندهم، فضلت ماشي وانا مغمض عينيا ومحافظ على خطواتي مستقيمة، لحد ما وصلت عند الباب، فتحته وخرجت، وساعتها جت لي الرسالة الجديدة…
– مبروك، قدرت تعدي من ال3 بيبان الأولانيين، بس ياترى مستعد للتلاتة الباقيين؟
رديت عليه بغيظ وكتبت…
– اه مستعد، ياترى انت عندك حاجة أقوى من الهبل ده؟ ولا كل العابك سخيفة زيك كده؟
– اممممم، هنشوف ماتستعجلش.
مشيت ناحية الطرقة الشمال ووقفت قدام البيبان، ياترى هيكون وراها ايه بعد ما استفزيته؟ المرة دي اخترت الباب رقم 15 ودخلت.
النور اتفتح اول ما الباب اتقفل، رجعت بضهري على الباب لما شوفت المنظر اللي قدامي، جثث كتير مرمية على الأرض، وفوق الجثث ناس واقفة وبتقطع في لحمهم وبتاكل منه، المنظر كان مرعب، واحد منهم قرب على جثة من المرمين على الأرض ومسك دراعها وبساطور كبير فصل الدراع عن الجثة، بعدها حط الساطور في جنبه ومسك الدراع بايديه الاتنين وبدأ ياكل فيه بشراهة، حسيت اني عايز ارجع، بس بصيت جنبي لقيت تحت رجلي جثتين، عديت من فوقيهم وانا بدخل جوة الأوضة، مشيت وسط الجثث، بحاول اتفاداهم واتفادى الناس اللي بياكلوا في لحمهم، لحد ما لمحت واحد منهم، كان قاعد على الأرض وبينهش بسنانه في جثة راجل مرمي قدامه، فضلت باصص عليه وانا ماسك نفسي بالعافية، فجأة رفع عينيه وبص لي، وشه كله مليان دم، ابتسم ابتسامة كشفت عن سنان صفرة مختلطة بدم الجثث، بعدها حط ايده في بوقه وخرج حتة لحمة كانت بين سنانه، ضحك وهو بيبص عليها في ايدها وبعدين رماها في بوقه، اتقدمت اكتر، كنت برفع رجلي من على الأرض بصعوبة بسبب الدم اللزج اللي كان مغرق البلاط، قدامي كان خمس أشخاص ملمومين حوالين جثة لست، الخمسة كل واحد فيهم كان بياكل جزء من جسمها، لحد ما دخل واحد سادس وحاول يدخل وسطهم عشان ياكل معاهم، في اللحظة دي وقفوا الخمسة، اربعة منهم مسكوه، اما الخامس فطلع سكينة من جنبه وطعنه بها، فضل يطعن فيه، بس الأربعة ماسبهوش، لا، دول رفعوه لفوق وبدأوا ياكلوا في جثته حتى قبل ما يموت،
كان بيصرخ قبل ما يغمض عينيه بعدها ونفسه يتقطع، تقريبًا كده ماكنش عايز ياكل معاهم ده كان بيبعدهم عن الست اللي بياكلوا في لحمها، عديت من جنبهم وانا كاتم نفسي، واحد منهم رفع راسه عن الجثة ولف ناحيتي، اتسمرت في مكاني، قرب مني وشمني، كنت خلاص مش قادر، عايز ارجع، بس استحملت لحد ما بَعَد وشه عني ورجع ياكل في الجثة تاني، ساعتها جريت، بس مع جريتي، اتكعبلت في الجثث، وقعت على واحدة منهم، كانت جثة ست في الاربعينات تقريبًا، عينيها مبرقة في عينيا، اعصابي كلها سابت، سمعت صوت جاي من ورايا، لفيت وشي وانا ببعد عن جثة الست وساعتها شوفت واحدة واقفة فوقي، بصت لي بحيرة، وبعدين طلعت سكينة من جنبها وقربت مني، غمضت عيني، بس بعد ثواني ولما اكتشفت اني لسه عايش، فتحت عيني، ووقتها لقتها موطية جنبي على ركبتها، قاعدة فوق جثة الست وبتقطع في وشها، كانت بتمشي ايدها على خد الست وهي بتبص لها بانبهار، بعدها ملامح وشها بتتحول لغيظ وغضب فبتقرر تقطع الجزء ده من وش الست، زحفت فوق الجثث بهدوء من غير ما هي تاخد بالها مني بعد ما انشغلت بتقطيع باقي الجثة، قومت وقفت، ومشيت ناحية الباب بس المرة دي بهدوء، طلعت الموبايل وبصيت في الساعة كان فاضل 20 ثانية، كان بيني وبين الباب خطوات قريبة لكنها مليانة بالجثث، لازم أكون أسرع، فجأة كل اللي كانوا واقفين
بدأوا يزمجروا بصوت عالي، ويجوا ناحيتي، كلهم رافعين السكاكين والسواطير بتاعتهم في وشي وبيقربوا مني ببطء، دوست فوق الجثث وانا بقولهم “انا اسف مضطر ادوس عليكوا” دوست عليهم وجريت بسرعة ناحية الباب، واول ما وصلت للباب، حسيت بحاجة بتعدي من جنب ودني، وفجأة صوت خبطة قوية، دي كانت سكينة واحد فيهم، رماها عليا من بعيد، بصيت بذهول للسكينة اللي كانت راشقة في الباب، ومن غير تفكير فتحت الباب وخرجت بسرعة، وطيت على ركبي وانا برجع، رجعت كتير وانا منهار في العياط، وبعد ما خلصت وقعت على الأرض وماحسيتش بنفسي.
لما فتحت عيني لقتني نايم على جنبي اليمين ومش شايف حاجة، عدلت جسمي ونمت على ضهري وساعتها حسيت بضباب على عينيا، بالتدريج بدأت الرؤية توضح وشوفت فوقي سقف عالي اوي، وفي نهايته قبة ازاز داخلة منها اشعة الشمس، كحيت وانا بعدل نفسي عشان اقعد، بس وقتها سمعت صوت واحدة بتقول…
– كل اللي بدك اياه يصير راح يصير.
– صُح يا خالة؟
لفيت وشي ناحية الصوت، وساعتها شوفت اتنين قاعدين على كنبة عربي، وقدامهم على الأرض مبخرة، طالع منها دخان، ماكنتش قادر اشوف ملامح البنت لان الدخان كان مغطي وشها، لكن كنت شايف الست بوضوح، ست سمرا محنية قورتها ودقنها، لابسة عباية سودة، وفي يشمك لكنها رفعاه على راسها، حاولت اقوم لكن حسيت بدوخة وصداع رهيب في دماغي، وقتها سمعتها بتقول…
– صُح الصًح كمان، خالتك فايقة مادام قالت لك المراد هيصير يبقى هيصير، وراح يجيكِ راكع تحت رجليكِ.
– اني ماعوزاهوش راكع، اني عِشقِتُه، لكن قلبه عِشِق غيري.
– العِشِق يابنيتي قدر، لكن مادُمتِ رايدة تجيبيه بنجيبهولك.
– انا رايدة يعشَقني كيف ما عِشِقته.
– القلب مالي عليه سلطان.
– يبقى تجيبه كيف ما تجيبه يا خالة المهم مايبقى لمرا غيري.
– صار يابنت الحلال، صار.
قامت الست من مكانها، مسكت المبخرة وحطتها في حتة فاضية وبعدين قالت للبنت…
– سمي وخطي.
راحت البنت ناحية المبخرة، وساعتها قدرت اشوف وشها، سارة! رفعت عبايتها من الجنب وبدأت تعدي من فوق المبخرة، الست الغجرية كانت بتتابعها وهي بتمتم بكلام مش قادر افهمه، سارة كانت بتعدي الأول بسرعة لكن مرة في التانية حركتها بدأت تبقى ابطء، حاولت اقوم تاني لكن في اللحظة دي الغجرية برقت لي وهي بتقول كلام غريب، حسيت بنفس الدوخة تاني، وبدأت أحس ان جسمي بيعرق، سارة كمان بدأت تدوخ، بس الغجرية بتمسك ايدها وبتخليها تكمل، افتكرت الوقت، الوقت هيخلص، انا لازم اخرج من الأوضة حالًا، المرة دي قاومت الصداع وقومت، اول ما وقفت الغجرية عينيها احمرت، بصت لها باستهزاء، وابتسمت ابتسامة سخرية، وانا بقول لنفسي كل ده مش حقيقي، ايه اللي هيجيب سارة هنا؟ البتاع ده بيلعب بيا من ساعة ما جيت، مشيت ناحية الباب، بس قبل ما اوصل حسيت بتقل في رجلي، كاني اتشليت، لفيت وشي ناحية الغجرية، لقيتها ماسكة عروسة في ايديها وعمالة تشكشك فيها بالدبوس، مع كل شكة كنت بحس بحاجة بتنغزني في جسمي، حاولت اقرب لها بس كانت حركتي ضعيفة، وفجأة حسيت بالصداع هيدمر دماغي، وقتها كانت بتشك العروسة في راسها، افتكرت ساعتها كلام زعابة “استعن بالله ولا تخف” بدأت اقول بلسان تقيل…
“أعوذُ بكلِماتِ اللهِ التامَّاتِ، الَّتي لا يُجاوِزُهُنَّ بَرٌّ ولا فاجرٌ، مِن شرِّ ما خلقَ، وذرأَ، وبرأَ، ومِن شرِّ ما ينزِلُ مِن السَّماءِ، ومِن شرِّ ما يعرُجُ فيها، ومِن شرِّ ما ذرأَ في الأرضِ وبرأَ، ومِن شرِّ ما يَخرجُ مِنها، ومِن شرِّ فِتَنِ اللَّيلِ والنَّهارِ، ومِن شرِّ كلِّ طارقٍ يطرُقُ، إلَّا طارقًا يطرقُ بِخَيرٍ، يا رَحمن”
(وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ)
سارة اختفت في الوقت ده، اما الغجرية فكانت بتبص لي برعب وخوف، بدأت أحس بجسمي بيهدى تاني، خصوصًا بعد ما هي وقفت شك العروسة، كملت وانا بقرب منها…
(فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَىٰ مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ * إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ* إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ* وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ)
(إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)
صرخت الغجرية صرخة عالية وهي بترمي العروسة بعيد، ساعتها مسكت العروسة وحطيتها في المبخرة، واول ما العروسة بدأت تتحرق لقيت الغجرية لحمها بيقع من على وشها، وبعدها صرخت في وشي قبل ما تختفي خالص، روحت ناحية الباب فتحته وخرجت، كنت حاسس بقوة رهيبة، طلعت تليفوني واستنيت الرسالة، لكنه مابعتش المرة دي، ابتسمت وانا بقول بصوت عالي “فينك؟ اختفيت ليه؟ خوفت ولا حسيت انك بدأت تخسر؟” ضحكت ضحكة عالية وبعدها بصيت على البيبان واخترت الباب رقم 11، فتحت الباب ودخلت، بس النور ماتفتحش.
استنيت شوية وبعدها لقيت بؤرة ضوء فيها واحدة قاعدة على كرسي بس راسها محنية على صدرها، وشعرها مغطي وشها، كانت لابسة جيبة فوق ركبتها وقميص مقطوع من كل حتة، ايديها كانت مربوطة وراها ورجليها مربوطة في رجلين الكرسي، في صوت رسالة جت، طلعت موبايلي وبقرأها…
ايه العبط ده، كتبت الرد بسرعة…
– انا مش هقتل أمي حتى لو هموت.
– بس هي تستاهل الموت، انت نسيت ولا ايه؟
– لا مانسيتش ولا عمري هنسى بس برضو مش هقتلها.
– يبقى هتقتل ابوك، واحد فيهم لازم يموت.
في اللحظة دي سمعت صوت ابويا جاي من بره الأوضة…
– كريم، الحقني يا كريم.
رجعت بصيت في الموبايل وكتبت له…
– سيب ابويا وامي، انا مش عايز حد فيهم يموت.
قربت ببطء من أمي اللي رفعت راسها وبصت لي والدموع في عينيها…
– كريم لا.. لا، اوعى تسمع كلامه، انا مش خاينة، والله العظيم ماخنته.
– مش خاينة ازاي؟! ابويا شافك بعينيه في أوضة نومه وعلى سريره.
– ماحصلش والله ما حصل.
قربت منها أكتر وحطيت ايدي حوالين رقبتها، وضغطت عليها…
– لا ياكريم، انا أمك.. بلاش.
ضغطت أكتر، صوتها راح وبدأت تخرج في الروح، ماكنتش قادر ابص في عينيها، وفجأة سيبتها، قعدت على الأرض وانا باخد نفسي بالعافية…
– مش هقدر، مش هقدر اموتها.
جت لي رسالة تانية…
– لا استنى، أرجوك استنى، ماتموتوش.
مرت ثواني كأنها سنين لحد ما بعت…
– هديك فرصة أخيرة، لكن لو مانفذتش أبوك هيموت.
رفعت رأسي وبصيت لها، كانت بتحاول تاخد نفسها وتفوق من اثر الاختناق، قومت من على الأرض وانا ببص لها بغيظ، روحت ناحيتها وانا بسألها…
– ليه؟ ليه عملتي فيا وفيه كده؟
ردت بصوت مليان دموع…
– انا ماعملتش حاجة، ابوك كداب.
مسكت رقبتها بقوة اكتر المرة دي وضغطت جامد، عيني كانت في عينيها وهي مبرقة في النور اللي فوق راسها، ضغطت أكتر لحد ما عينيها زاغت وقبل ما تقطع النفس سيبتها، سيبت راسها ساندة على ضهر الكرسي، وقعدت بعدها على الأرض تاني وانا منكمش على نفسي، رميت الموبايل جنبي وانهرت في العياط، بعد دقايق رفعت راسي وسألتها…
– ازاي؟ ازاي قدرتي تعملي فيا كل ده وبرغم كده مش قادر أذيكِ؟
كحت مرتين تلاتة قبل ما تبص لي والكحل مختلط بالدموع على وشها وقالت…
– انا ماخونتش ابوك يا كريم، ابوك هو اللي قال كده بعد ما اكتشفت انه حرامي ونصاب وهددته اني هفضحه، لبسني التهمة دي عشان يكسر عيني قصادك وقصاد كل الناس.
– ابويا مش حرامي، انتِ بتقولي كده عشان تبرري عملتك.
– لا ابوك حرامي، دي الحقيقة اللي لازم تعرفها، وتصدقها، انا عمري ما عملت أي حاجة تلوث سمعتي أو سمعتك، ابوك هو اللي حقير.
– اخرسي، اخرسي، انا مش عايزكوا انتوا الاتنين في حياتي، انتوا الاتنين العن من بعض.
– يا كريم انا عايزة اقولك…
حطيت ايدي على ودني عشان ماسمعهاش، سيبت نفسي وانهرت في العياط وفجأة مابقيتش سامع ولا حاسس بأي حاجة.
******
– كريم.. كريم، انت ياض قوم بقى كفاية نوم.
فتحت عيني لقتني نايم على الكنبة بتاعتي في شقتي، وطارق صاحبي واقف فوق دماغي، بصت له وانا بحاول استوعب اللي انا فيه وسألته باستغراب…
– طارق! انت جيت امتى ودخلت هنا ازاي؟
ضحك ضحكة عالية وهو بيقول..
– انت مش فاكر أي حاجة من امبارح خالص؟
– لا.. هو ايه اللي حصل؟
– دي كانت درمغة يا معلم، الشلة كلها كانت هنا، وخراب للصبح، بس كلهم روحوا مافضلش غيري انا وانت ويارا وماهيتاب، بس ايه شكلك عليت جامد يا بوب.
– عليت جامد؟! وفين اسمهم ايه.. انت قولتلي مين هنا؟
– يارا وماهيتاب يا حبيبي.
– اه يارا وماهيتاب.. هم فين بقى؟
– يارا نايمة جوة وماهيتاب في الحمام.
– حلو خش بقى صحي يارا وهاتها ولما ماهيتاب تخرج خدها معاكوا واتفضلوا اتكلوا على الله من هنا.
– ايه يا كريم مالك؟
– ايه! بقولك اتكل على الله.
– هي بقت كده!
– ايوة هي بقت كده.
– ماشي يا صاحبي.
– يلا ياعم الله يسهلك.
بعد ما مشيوا سمعت صوت رسالة جديدة على الموبايل، فتحتها وكان مكتوب فيها…
– براحتك بس هيجي يوم وهتدخل القصر.
بصيت على الرسالة اللي قبلها، كنت انا اللي باعتها وبقوله فيها…
– لا ياعم انا مش عايز اعرف حاجة.
يعني ايه؟ انا ماروحتش القصر! اومال اللي شوفته ده كله كان ايه؟ مجرد حلم!
جت رسالة جديدة…
– الأحلام مش دايمًا بتتحقق وإن كنت قدرت تغلبني في الحلم مش هتقدر تغلبني في الحقيقة.
– انت مين؟
– عدوك اللدود، شريكك على الأرض.
شادي_اسماعيل
أرض_الجان