الحب رحمة ترجىروايات رومانسيه

الحب رحمة ترجى للكاتبة شاهندة الفصل الرابع

كل صباح خيبة أمل
وقفت في هذا المحل التجاري، تمسك هذا البلوفر وتتأمله جيدا، إقتربت منها (منار)تمسك ببلوفر آخر أزرق اللون قائلة: إيه رأيك في ده لمحسن؟!
طالعت(رحمة) البلوفر قائلة بإستحسان: حلو اوى بس هاتى المقاس الأكبر، النوع ده من القماش بيكش بعد أول غسلة.
تأملت(منار)البلوفر قائلة بأسف: تصدقى صح، ياخسارة مفيش منه مقاس كبير، بس عاجبنى أوى هاخده ولما يكش أبقى ألبسه أنا.

ضحكت (رحمة)قائلة: إعادة تدوير يعنى. انتى ملكيش حل يامنار، جايبة البلوفر لجوزك وانتى عينك فيه.
شاركتها (منار)ضحكتها ثم قالت: اللى بيصمموا الملابس هما اللى غلطانين، منزلين تصاميم محايدة، متبقيش عارفة إذا كانوا حريمى ولا رجالى. فبينفعوا الاتنين.
مطت (رحمة)شفتيها قائلة: والله معاكى حق.
لتتأمل هذا البلوفر الذي تحمله قائلة: بس ده رجالى أكيد.

تأملته (منار)بإعجاب قائلة: حلو اوى، دايما بيعجبنى ذوقك. والبلوفر هيعجب جلال كمان.
عقدت (رحمة)حاجبيها قائلة: بس أنا مش جايباه لجلال.
عقدت (منار)حاجبيها قائلة: أومال جايباه لمين؟
قالت(رحمة) بإستنكار: لخالد طبعا. انتى ناسية انى متجوزة؟!
قالت(منار)بإرتباك: لأ طبعا مش ناسية، بس يمكن عشان اللون ده يليق على جلال وميليقش على خالد أبدا بسبب بشرته السمرا، لكن جلال بشرته بيضا وبيليق عليه أي لون.

تأملت (رحمة)البلوفر مرة أخرى قبل أن تقول: معاكى حق، عموما كدة كدة هشتريه، جلال أوخالد مش هتفرق. الاتنين واحد بالنسبة لى.
قالت (منار) وهي تتجه لتحاسب مدير المحل: مش واحد على فكرة. عيدى حساباتك.
تبعتها (رحمة)قائلة بحيرة: تقصدى إيه بالكلام ده؟!
توقفت (منار ) وإستدارت تطالعها بهدوء قائلة: واحد جوزك والتانى زي أخوكى، إزاي يبقوا واحد؟!

قالت(رحمة): الاتنين مكانتهم غالية أوى في قلبى. تقريبا زي بعض. يبقوا واحد بالنسبة لى.
مالت (منار)تتطلع مباشرة إلى عينيها قائلة: مينفعش. لازم حد فيهم هيكون أغلى عندك من التانى، لنفترض مثلا إن فيه موقف حصل واضطريتى تختارى مابينهم. هتختارى مين؟ خالد ولا جلال؟
لم يصدمها هذا السؤال قدر صدمتها من أنها لم تستطيع أن تجيبها مباشرة وتذكر لها إسما.
لاتستطيع إختيار احدهما وترجيح كفته على الآخر.
كلاهما أساسي.

لا تستطيع الإستغناء عن أي منهما.
بل لا تستطيع تخيل حياتها دونهما سويا.
قد تضحى بكل شيئ.
عداهما.
تتعجب من نفسها.
لما لم تستطيع بكل بساطة إختيار زوجها؟ هو يستحق بكل تأكيد مكانته كشخص قد تضحى بالعالم كله من أجله.
فبالنهاية هو زوجها.
ولكن كيف يحتل ( جلال)نفس المكانة حتى أنها لا تستطيع تفضيل شخص آخر عليه؟
تحركت (منار)مجددا بإتجاه مدير المحل وهي تقول: ده بالظبط اللى أقصده.

لم تستطع تلك المرة أن تتبعها وهي تقف في منتصف المحل تشعر بصدمة من مشاعرها التي حتى وان كانت مبررة لما فعله لها (جلال)طيلة عمرها وطيبته ورحمته تجاهها، إلا أن مشاعرها تجاه زوجها وجب أن تغلب كل مشاعر قد تكنها لأحدهم. كادت أن تترك البلوفر من يدها ولكنها رفعته أمام ناظريها للحظة، ورغما عنها وجدت نفسها تتجه لمدير المحل كي تبتاعه، وتهديه لمن تحوم حوله أفكارها المضطربة في تلك اللحظة.

كتمثال صامت توقفت، تراه يطالع تلك السيدة بملامح ودودة، بينما يقول بإبتسامة: بإذن الله هستنى ردك النهاردة بالليل ياست نرجس.
قالت السيدة بدهشة: النهاردة كدة علطول؟!
إتسعت إبتسامته قائلا: خير البر عاجله.
لينقل بصره إلى تلك الفتاة الجميلة التي وقفت تطالعه بخجل وهو يقول: ولا إيه رأيك ياآنسة نبيلة؟
أطرقت تلك الفتاة برأسها وهي تقول بخجل: اللى تشوفه ياسى جلال.

قالت (نرجس): شفت البنت؟ ماتقوليله موافقة بالمرة، هنستنى ليه بالليل؟
قالت الفتاة بخجل: يووه بقى ياماما. أنا هطلع منها أهو.
ثم أسرعت تغادر المحل لتمر بجوار(رحمة)التى شعرت بغصة في قلبها وهي تطالع هذا المشهد، تدرك ان تلك الفتاة هي حبيبته الغامضة، رآها (جلال)فإتسعت إبتسامته قائلا: تعالى يارحمة، واقفة عندك ليه بس؟

تقدمت منهما ببطئ حتى توقفت بجوار تلك السيدة، ليقوم(جلال)بالتعريف بينهما قائلا: رحمة بنت خالتى، ودى تبقى الست نرجس مامة الآنسة نبيلة زميلتي في المصنع.
زميلته إذا.
هناك بكل تأكيد تعرف إليها.
وإلى هناك أيضا كان يسرع كل يوم.
لأجلها هي.
أفاقت من أفكارها على صوت السيدة (نرجس)وهي تقول: أهلا ياحبيبتى، جلال كلمنا كتير عنك، ما شاء الله زي القمر.
جاءت إبتسامتها رغما عنها باهتة وهي تقول: ميرسيه ياطنط. كلك ذوق.

إبتسمت (نرجس)قائلة: ربنا يبارك فيكى. طيب، همشى أنا وهرد عليك ياجلال بالليل، متنساش تسلم على مامتك وتقولها انى هستناها تجينى وتشرب معايا فنجال القهوة المظبوط.

إذا تلك هي السيدة (نرجس) التي تقضى معها الخالة( فاطمة) ليالى الخميس يحتسيان بعض القهوة ويدردشان سويا. إنها علاقة مرغوبة من الطرفين إذا. مالت(نرجس) على (رحمة)قائلة: والله لولا عمك حافظ بعيد عنك تعبان ومبيفارقش السرير، كنت جبت نبيلة و جيتلكم قعدنا معاكم شوية، بس هعمل ايه بقى؟ مبقدرش اغيب عليه كتير، ابقى تعالى مع خالتك يارحمة واقعدى مع نبيلة شوية، اهو تسلوا بعض.
قالت(رحمة): بإذن الله.

ربتت على كتفها بحنان، ثم لوحت لهذا الذي يطالعهما بإبتسامة وغادرت بهدوء، بينما إستدارت (رحمة)لتطالع (جلال)وفى عينيها إستقرت نظرة إتهام واضحة، جعلت إبتسامته تتجمد ثم تزول تدريجيا وهو ينتظر كلماتها ليعلم ذنبه الذي يبدو أنه إقترفه، في حقها.

كان يطالعها مترقبا لإنفجارها الذي على وشك الحدوث، فكل العلامات تدل على ذلك، تلك النظرة بعينيها واحمرار وجهها ويديها اللتان إشتدا على تلك النبتة التي تحملها، قبل أن تضعها على طاولة قريبة وتقول بصوت حاد: مش هتبطل تخبى علية وأكون أنا آخر من يعلم ياجلال.
عقد حاجبيه قائلا: قصدك إيه يارحمة؟ أنا مش فاهم حاجة خالص.

قالت بحدة: هي دى البنت اللى انت بتحبها وعايز ترتبط بيها مش كدة؟ وكنت بتطلبها منها وعايزها ترد عليك بسرعة مش كدة؟ نبيلة دى تبقى هي البنت اللى هتتجوزها. مش كدة؟
طالعها للحظات بملامح خالية قبل أن يقول: ممكن أعرف مشكلتك دلوقتى إيه بالظبط؟
قالت بمرارة: مشكلتى انك بتخبى علية، بتحب وبتخطب من غير ماتقولى او حتى تاخد رأيي.

رفع أحد حاجبيه قائلا: وانتى لما حبيتى خالد واتفقتى معاه على الجواز وانتوا لسة في الجامعة كنتى خدتى رأيي أو إهتميتى حتى تسألينى؟
رفعت حاجبيها بإستنكار قائلة: وانت بقى بتردهالى ياجلال؟
لم يتفوه بكلمة وإنما تحدثت خيبة الامل التي أطلت بمقلتيه عن مشاعره في تلك اللحظة، ليطرق برأسه قائلا: مع الأسف لسة مش قادرة تفهمينى وبتفسرى تصرفاتى بطريقة غلط.

ليرفع إليها عيون متألمة أصابتها بجرح في قلبها وهو يردف: عموما لادى طريقتى ولا أسلوبى ولا طبعى حتى، أنا مش هخبى عنك حاجة الا في حالة واحدة بس، ان قلة معرفتها تكون في مصلحتك. غير كدة مستحيل أخبى عنك حاجة، مع الأسف انتى لسة متعرفيش غلاوتك عندى وإلا مش هتقولى الكلام ده أبدا.

شعرت بالذنب يغمرها، إستطاع بحنكته التي تميزه أن يقلب الأدوار وتصبح هي المذنبة، رغم أنه حتى الآن لم ينفى كلماتها أو يؤكد صحتها، حتى الآن لم ينفى او يؤكد خبر خطبته، لذا فلم يسترح القلب بعد ويبدو أنه لن يسترح مطلقا.

لم تستطع ان تعيد سؤاله وقد بدت ملامحه المتجهمة خير دليل على أنه غاضب منها، لتدمع عيونها وتستدير لتغادر المكان، يتابعها بعينيه قبل أن تطل منهما نظرة حزينة وهو يزفر جالسا يفرك وجهه بيديه، يطلب من الله الصبر والجلد، تنهد وهو يرفع وجهه ويدور بنظراته في المكان، لتستقر نظراته على تلك النبتة التي تخصها، ويبدو انها نسيتها. رقت نظراته وتبدلت ملامحه ليشمله الحنين، الحنين إلى وقت كانت العلاقة بينهما لا يشوبها هذا التوتر الدائم أو الشجار الذي يبدو أنه أصبح ملازما لهما في تلك الأيام الأخيرة، بسبب خطبته المزعومة تلك، حتى أنه لو لم يكن يعرفها حقا لقال أنها…

نفض تلك الأفكار من رأسه بسرعة، فلا يستطيع تحمل هذا الأمل الذي تبعثه في نفسه تلك الأفكار، فآخر مايحتاجه الآن هو أمل تسحقه، خيبة الواقع.

الفراق.
قد تبدو كلمة بغيضة تحمل مشاعر لا تروق لنا.
ألما وجرحا وشوقا وعذابا لا يحتمل.
نحاول الصراخ بكل قوتنا كي نعبر عن تلك المشاعر المتصارعة بداخلنا…
لكن لماذا لا نتجاهلها فحسب وكأنها لم تكن يوما؟!
لماذا لا نبدلها بمشاعر جديدة حتى وان كانت غير حقيقية.
كسعادة أو أمل، فربما مع الأيام، صار الوهم حقيقة حين نؤمن أن حياتنا لن تتوقف على شيئ أو على أحد.

أغلقت هذا الكتاب الذي تقرأه وقد باتت الكلمات بلا معنى، فألم الفراق لا نستطيع ان نبدله بسعادة وهمية او أمل زائف، فلن يمحوا الألم سوى واقع سعيد. وقد لا تتوقف الحياة على شيئ أو شخص قد فقدناه كما يقول الكاتب إن كان غير ذا أهمية، ولكنها قد تتوقف عليه ان كان مرادفه. روحنا.

وقتها نحيا كل صباح خيبة أمل، وتتحول إشراقة يومنا إلى ظلام. لنتمنى مع الأيام أن نوسد في التراب لنتخلص من هذا الألم الذي يبقى في القلب، حيا.

أمسكت البلوفر تتطلع إليه للحظات ثم ضمته إلى صدرها وتنهدت بصمت، أصبحت أفكارها في الأيام الأخيرة مضطربة تحمل سوادا عميقا لا تستطيع التعامل معه، وشعورا رهيبا بالفقدان. وكأنها فقدت شيئا لا تستطيع تعويضه، أو كأنها على وشك الخسارة ربما. وربما هي فقط تزداد شوقا ل(خالد)حتى بات قلبها مثقلا بمشاعر الفقد، أو ربما هي تشعر بالوحدة بعد أن كانت تقضى أيامها في بيت خالتها ولكنها منذ تلك الليلة تمكث بشقتها، تدعى إصابتها بنزلة برد.

فهي لابد وأن تعد نفسها منذ الآن لواقع لا مفر منه. فقريبا وقريبا جدا. سيصير (جلال)ملكا لأخرى وسيصير وجودها في منزلهم شيئ ثقيل على زوجته بكل تأكيد، تنتظر خبر زواجه من فم خالتها التي تطل عليها دوما، ولكنها بالرغم من مرور أسبوع على هذا اليوم، لم تسمع هذا الخبر المنتظر ولم تجرؤ على سؤال خالتها عنه.

العديد من الاحتمالات. ولكن الشيى الأكيد أنها تشعر بالألم، خاصة وقد تجاهلها (جلال)تماما، حتى انه لم يسأل عنها في مرضها ولو مرة واحدة. الأدهى أنها تحلم به يجلس جوارها وهي نائمة، يتمتم لها ببضع كلمات لا تفهم منهم شيئا، فصوته الهامس بالكاد يصل إلى آذانها ولكنها حين تفتح عيونها لتراه. لا تجده وتدرك أنها فقط أوهامها.

دق جرس الباب، فتركت مابيدها على الأريكة ثم نهضت لتفتحه. تجمدت وهي تراه أمامها. يطالعها بنظرة عاتبة، وهو يمسك تلك النبتة خاصتها بين يديه، ناولها إياها قائلا: دى الوردة بتاعتك، نسيتيها عندى في المحل، كنت بسقيها كل يوم وأعرضها للشمس. حاولت ادخل النت واعمل بحث عنها عشان أراعيها كويس بس مع الأسف معرفتش إسمها فإتعاملت معاها زي مابتعامل مع الورد الجورى.
أمسكتها تتطلع إليها بحب قائلة: بروميليا.

ثم نظرت إليه قائلة: إسمها بروميليا. جميلة مش كدة؟ اوراقها حلوة وملونة. ومبتحتاجش رعاية كبيرة وممكن كمان نزرعها في إضاءة ضعيفة.
تأمل النبتة قائلا: هي جميلة فعلا. وإسمها غريب. طول عمرك بتحبى الورد يارحمة.
طالعته بصمت فقال بهدوء: مضطر أمشى. عن إذنك؟
أمسكت ذراعه تستوقفه وهي تضم النبتة لصدرها قائلة: إستنى.
إلتفت إليها فإستطردت قائلة: انت لسة زعلان منى؟

هز رأسه نافيا، لتردف قائلة: طب ليه مسألتش علية وأنا عيانة؟
مال فمه قائلا: عشان عارف انك مش عيانة، قلت أكيد مش حابة تشوفنى او تتعامل معايا. فبعدت لغاية ماتغيرى رأيك.
تبا…
يعرفها اكثر من نفسها. لا تدرى أتفرح بذلك أم تحزن؟
طالعته بخزي قائلة: اتصرفت زي الأطفال واتكسفت من نفسى ومقدرتش أواجهك.
إبتسم قائلا: مش اول مرة ومش هتكون الأخيرة، طول عمرك كدة تزعلى زي الأطفال ولما تهدى تعتذرى زي الأطفال برده.

أطرقت برأسها قائلة بأسف: طول عمرى تاعباك. مش كدة؟
رقت ملامحه مع صوته وهو يقول: مهما تتعبينى، على قلبى زي العسل.
رفعت وجهها إليه قائلة: يعنى مش زعلان منى؟!
هز رأسه نفيا بإبتسامة، لتتأمله بإعجاب قائلة: إنت عندك طيبة ورحمة مشفتهاش عند حد أبدا ياجلال.
إكتفى بإبتسامة هادئة، فإبتسمت بدورها وهي تسحبه إلى داخل المنزل قائلة: طب تعالى معايا بقى أوريك جايبالك إيه.

لتترك ذراعه وهي تضع النبتة على الطاولة، تسحب هذا البلوفر وهي تمنحه إياه قائلة: قولى رأيك بقى؟
أمسكه بإعجاب قائلا: ذوقك جميل طبعا يارحمة، بس انتى بجد جبتيه علشانى أنا؟
ذلك الأمل في صوته جعلها تهز رأسها على الفور مؤكدة وهي تقول: أيوة، تلبسه بقى بالهنا. وعقبال ماأجيبلك بدلة الفرح.
إكتفى بإبتسامة هادئة، هل ستستنطقه لكي يخبرها بما لديه؟!
يبدوا انها مضطرة لذلك.

لذلك قالت وهي تحاول أن تكون هادئة بدورها: نبيلة وافقت؟
هز برأسه مؤكدا، لتشعر بتلك الغصة في صدرها تعود إليها وكأن هناك قبضة تعصر قلبها فتسبب لها ألما. لتردف قائلة: والخطوبة امتى؟
قال بهدوء: قريب بإذن الله.
ازدادت غصتها وزاد ألمها لتقول بإبتسامة باهتة: ربنا يتمللك بخير ياجلال وتحقق كل أحلامك.
تأملها للحظة بتلك النظرة الغامضة قبل أن يقول: يارب. مضطر أمشى بقى عشان هنزل معاهم نجيب الشبكة.

لم يدعوها للذهاب معه، هل أبعدها عن حياته بالفعل ماإن إرتبط بأخرى، تماما كما فعلت هي بالماضى؟!
قالت بحزن: هتاخد خالتى معاك؟
هز رأسه نفيا وهو يقول: لأ.
عقدت حاجبيها، هو يبعد الجميع إذا. تبا. هل يهوى تلك الفتاة إلى هذا الحد حتى تغنيه عن الجميع؟!
قال لها: وانا راجع هجيبلك الورق اللى انتى محتاجاه عشان تكتبى جواباتك.
قالت بهدوء: ملوش لزوم، هو راجع خلاص آخر الأسبوع.

كيف نسي موعد رجوعه في كل عام؟ أو أنه يتناسى؟
هز رأسه وقد شحب لونه قليلا قائلا: ييجى بالسلامة. عن إذنك.
إستدار مغادرا بهدوء، بينما تنهدت هي وهي تعود إلى مقعدها تجلس عليه وتتطلع إلى نبتتها، تملس بيدها على أوراقها بحنان، قبل أن تنزل من عيونها، دمعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى