الحب رحمة ترجىروايات رومانسيه

الحب رحمة ترجى للكاتبة شاهندة الفصل الثامن والأخير

فى القلب سكنت، رحمة
أوقات بييجي الصح في الوقت الغلط
والقلب زي السهم لو شد وفلت
وبصراحة الدنيا بتغيرنا بالراحة
ومابين شعور بالذنب والراحة كله إختلط
بقى عادى ناس يختاروا صح ويتإذوا
والحب مش محكوم بحاجة تميزه
مش اي إحساس بالسعادة بيتقبل
ولا اي وعد نخده سهل ننفذه
وبصراحة الدنيا بتغيرنا بالراحة
ومابين شعور بالذنب والراحة كله إختلط.

لاتدرى لما لا تتوقف عيونها عن البكاء وقد ذرفت كل الدموع في تلك الليالى الاخيرة، تنهمر مجددا مع إنسياب كلمات تلك الأغنية إلى مسامعها، وهي تروى زهورها، تنعى قلبا أحب ثم فقد محبوبه ففقد رغبته بالحياة وحين جاءته فرصة أخرى ليحيا مجددا بسعادة، أضاعها من بين يديه ليعيش حالة الفقد مجددا، ولكنها تلك المرة، قاتلة.

دق جرس الباب، فتركت(رحمة)مابيدها وهي تتقدم بإتجاهه وتفتحه لتجدها(منار)، لقد جاءت في الوقت المناسب إذا. ربما تلهيها عن أفكارها الحزينة تلك، قالت (منار)بعتاب: انتى فين يارحمة؟ محدش بيشوفك، وبتصل بيكى علطول الموبايل مغلق.
أشارت لها(رحمة)بالجلوس قائلة: معلش يامنار، ظروف والله. المهم انتى أخبارك إيه؟

جلست (منار)قائلة: حلوة أوى الحمد لله، محسن جاب عربية جديدة بس إيه رهيبة، تمشى خطوة وتقف وينزل يزقها أو يطلب من الناس تزقها معاه، وأنا جواها، بيبقى متغاظ طبعا انى مبزقش معاه وكمان قاعدة جوة العربية ومأنتخة.
لتشير إلى بطنها مردفة: بس الباشا عاملى حصانة فمبيقدرش يتكلم كلمة واحدة.
تطلعت إليها (رحمة)بفرحة، قائلة: انتى حامل يامنار؟

هزت (منار)رأسها بسعادة قائلة: فى الشهر التانى يارحومة، ادعيلى بقى تكون بنوتة عشان اوقف على كدة ويبقى معايا معاذ و مليكة. الخلفة مش سهلة وأنا مش أدها ياأختشى.
إبتسمت (رحمة)قائلة: مبارك يامنار، ربنا يتمملك بخير ياحبيبتى وتجيبى اللى نفسك فيه ويهديلك جوزك يارب.
قالت (منار): أيوة بقى هو ده الكلام، الراجل بيشد شعره منى وقرب يتجنن.

ضحكت (رحمة)بقوة فابتسمت (منار)قائلة: من زمان مسمعتش ضحكتك الحلوة دى، انتى بجد كويسة يارحمة؟
هزت (رحمة)رأسها قائلة: هبقى كويسة يامنار، المهم انك بنت حلال، كنت هتصل بيكى عشان عايزاكى تنزلى معايا نجيب فستان حلو أحضر بيه خطوبة جلال ابن خالتي.
إتسعت عيون(منار)بدهشة قائلة: وهو مجنون رحمة أخيرا قرر يتخلى عن أميرته ويتجوز من عامة الشعب؟

عقدت (رحمة)حاجبيها قائلة: مجنون رحمة وأميرته. إيه الكلام اللى انتى بتقوليه ده؟ أنا مش فاهمة حاجة.

ضحكت(منار)قائلة: أصلك عمرك ماخدتى بالك، ولا في دماغك أصلا، جلال بالنسبة لك أخ، بس انتى عمرك ماكنتى أخت بالنسبة له، من أيام ثانوى والكل كان ملاحظ حبه ليكى، ونظرته اللى مبتنزلش من عليكى لما كان يوصلك الدرس ويقعد يستناكى لحد لما تخلصى، الشلة سمته مجنون رحمة لانه مكنش بيفارقك أبدا وحبه كان باين في كل تصرفاته، ولما دخلنا الجامعة فضل جلال هو جلال. اتراهنا على انك هتتجوزيه في خلال سنة او اتنين بالكتير، بس انتى فاجئتى الكل واخترتى قصة تانية خالص.

كانت (رحمة)تستمع إليها بصدمة.
هل أحبها جلال حقا؟
وهل اطلقوا عليه مجنونها؟
كيف لم ترى هذا العشق في عيونه كما رآه الجميع؟
غافلة كانت عن ادراك عشقه.
ولكن بالرجوع إلى ماضيها، تجدهم محقين بالفعل.

أفاقت من أفكارها على صوت (منار)وهي تقول: تعرفى إن أنا نفسى استغربت لما حبيتى خالد واتجوزتيه، مع إنى كنت شاكة انك بتحبى جلال انتى كمان، ولما سميتى طفلك جلال قلبى اتوغوش، وقلت أكيد بتحبه بس مش حاسة، لكن دايما كانت نظراتك لخالد وتصرفاتك معاه بتخلينى أبعد الشكوك عن عقلى وأقول إنها اوهام في دماغى.
ترى هل أحبته بدورها ولم تشعر بالهوى سوى عند إدراكها أنها على وشك فقدانه؟

نفت تلك الفكرة فلو كانت احبته ماشعرت بهذا الحب تجاه زوجها الراحل، أم تراها كانت لتفعل؟!
قالت (منار): إيه يابنتى، روحتى فين. لسة مصدومة؟ لأ فوقى كدة إحنا في عصر السرعة، وقوليلى شكلها إيه العروسة دى؟ حلوة كدة وتستاهله؟
هزت (رحمة)رأسها قائلة: هي حلوة فعلا والمهم إنه بيحبها.
قالت(منار): طب مستنية إيه، قومى إلبسى وتعالى ننزل نختارلك فستان يجنن، ويارب نلاقيه باللون اللى شايفاه يليق عليكى، يبقى حظك نار.

حظي.
أعرفه جيدا كخطوط راحتي.
لأدرك انه قد يصبح رائعا في كل شيئ.
ولكنه بالتأكيد، سيئ بالحب.

دلفت(رحمة)من الباب تتجه نحوه بخطوات بطيئة، تتأمله وهو يعقد حاجبيه مركزا في هذا الجهاز أمامه، يمسك كاوية اللحام الصغيرة تلك فتنطلق شرارتها وتصيب بالتأكيد هدفها، كم بدا رائعا كحاله دوما، رجل يتقن عمله ويرضى بمكسبه القليل فيمنحه الله خيرا كثيرا، حانت منه إلتفاتة إليها فإبتسم قائلا: ياهلا ياهلا. نورتى المكان كله يابرنسيسة.
أميرته كانت بالفعل، يطلق هذا اللقب عليها دوما ولكنها ويالحظها، لم تنتبه أبدا.

إبتسمت قائلة: كنت عايزنى.
ترك ما في يده، وإستدار حول الطاولة يسحبها من يدها وسط دهشتها ورعشتها التي أصابتها من جراء لمسته ليدها وإحتضانه كفها بأصابعه وهو يقول: هوريكى حاجة.
تبعته إلى هذا المحل المجاور له، فتحه ثم دلف إليه تاركا يدها وهو يقول: إيه رأيك بقى؟
تأملت المكان من حولها قائلة: يجنن طبعا، أخدته عشان تفتح المحلين على بعض وتكبر مشروعك. صح؟

هز رأسه نافيا بإبتسامة هادئة وهو يقول: لأ. خدته عشانك إنتى.
طالعته بدهشة قائلة: عشانى أنا؟!
أمسك يديها بين يديه قائلا: أنا عارف أد إيه بتحبى الورد، مشفتش حد بيراعيه وبيهتم بيه أدك، حلمك بإن كل بلكونة تتملى ورد، وكل مناسبة يكون فيها ورد هيبتدى من هنا، هتزرعى وردك وتبيعيه في المكان ده وهيبقى أجمل من اي ورد ممكن حد يشتريه وسعره مناسب كمان. هتحلى حياة الكل زي مابتحلى حياتنا يارحمة.

طالعته بعيون غشيتها الدموع، لم يهتم بها أحد كإهتمامه بها ولم يمنحها أحد سعادة تعادل مايمنحها إياها، أدرك أمنياتها وأحلامها فجعلهم حقيقة، وها هي تقف عاجزة عن إبداء كلمة شكر واعتراف بالجميل، فلا توجد كلمة قد تعادل معروفه تجاهها ولا يوجد شيئ قد تفعله يكفى لشكره على حبه واهتمامه بها، شعرت بأصابعه تجوس على وجنتيها تمسح تلك القطرات الندية التي تساقطت من عيونها، يقول بحنان: مش كفاية بكا يارحمة.

قالت بصوت متهدج: انا مش عارفة اقولك إيه ولا أشكرك إزاي على كل حاجة بتعملها وبتخلق جوايا فرحة من غير حدود.
قال بإبتسامة حانية: مفيش شكر بينا، أنا بعمل كدة لإنك تستاهلي، تستاهلى الفرح دايما يارحمة.
طالعته عاجزة عن تلفظ كلمة الحب ولكن نظراتها قالت ماعجز اللسان عن قوله.
أتى المساء ومعه سيأتى الوداع.
تبكى عيوني لتطفئ شموع عشقي.
تصرخ روحي.
لا ترحل.
ويعجز اللسان عن الكلام.
لتنهمر الدموع مجددا.

وتجعلنى ادرك شيئا واحدا.
كنت لى دوما واليوم، ستصير لغيري.
أخذت نفسا عميقا ثم فتحت باب الشقة، لتجده امامها يكاد ان يطرق بابها، وسيم المحيا ومتأنق، كعريس.

تأملها في هذا الفستان الذهبي الرقيق، يناسبها تماما وكأنه صنع من أجلها، رفعت شعرها على هيئة شنيون جذاب تدلت منه بعض الخصل على جيدها، بينما لم تضع أي زينة على وجهها سوى أحمر شفاه رقيق، فبدت فاتنة كما كانت دوما ودوما ستكون في ناظريه، قال لها بإبتسامة: إيه الجمال ده كله.
أطرقت في خجل قائلة: مش أوى كدة.
لترفع رأسها وتطالع عيناه قائلة: أكيد نبيلة هتكون أجمل.
طالعها بدوره قائلا: مفيش اجمل منك في عينية.

تقافزت دقات قلبها حتى كاد أن يخرج من صدرها مع كلماته ذات النبرات الدافئة ونظراته التي أخبرتها صدقه، شعرت بوجنتيها تشتعلان من الحرارة، لتأخذ نفسا سريعا قائلة: هي خالتي فين؟
قال بإبتسامة: سبقتنا. يلا بينا.

مد يده إليها فأمسكت بيده، تدرك أنها ترتعش في تلك اللحظة ولكنها لم تستطع ان تمنع هذا الشعور الذي يسرى بأوصالها كلما احتضن كفها بيده، سارا سويا حتى السيارة وهناك أسرع يفتح لها الباب لتدلف إليها بدهشة، أسرع إلى الجهة الأخرى وركب السيارة بدوره ثم قادها لتقول (رحمة): العربية دى بتاعة مين؟
قال(جلال): إستلفتها من علاء صاحبي، النهاردة يوم مميز ولا إيه؟
هزت رأسها بهدوء دون كلمة. ولسان حالها يقول.

قد يبدو اليوم مميزا بالنسبة إليك ياحبيبي.
ولكن هذا اليوم بالنسبة لى هو يوم أشيع فيه أحلامي.
وأوأد العشق بقلبي.
فقط من أجل سعادتك.
التى ماأبغى سواها.
قال بإبتسامة: قربنا نوصل، مش قادر أقولك انا فرحان أد إيه النهاردة، واخير حلم بيتحقق مع إنه كان تقريبا ميئوس منه. وأخيرا اتنين بيجمعهم الحب هتجمعهم دبلة وبعد الدبلة عش صغير يكملوا فيه احلامهم. وأخيرا الحب بينتصر فوق الظروف.

أغمضت عيناها ألما، في كل خطوة يخطوها تجاه مكان الخطبة، يحقق حلمه ويذوى حلمها، في كل خطوة يخطوها يضيع منها و يزداد الألم، حتى اصبح غير محتمل، تشعر بروحها تسحب منها وكانها تختنق بتلك الغصة التي أحاطت بعنقها، لتقول بسرعة: اقف على جنب ياجلال، أقف عشان خاطري.

توقف على الفور، ففتحت الباب وأسرعت إلى سور الكورنيش تمسك به بقبضتيها بقوة ومشاعرها تجد منفسا من خلال دموع إنهمرت بحرقة، وجدت من يسحبها من كتفيها جزعا من حالتها ودموعها المنهمرة، يقول بألم: بتعيطى ليه يارحمة؟

طالعته بعيون عبرت عن دواخلها لأول مرة، تقول بمرارة: غصب عنى ياجلال مبقتش قادرة اتحمل ولا قادرة أخبى اكتر من كدة، طول عمرك بالنسبة لى أخ، ماهم دايما كانوا بيقولولى جلال اخوكي يارحمة، وأنا مكنتش اعرف حب تانى غير حب الأخ لأخته، فسرت مشاعرى على إنها الحب ده، ولما حبيت وإتجوزت لقيت مشاعرى تشبه مشاعر الحب اللى حبيتهولك، بس طريقة تعبيرنا عنه مختلفة، مكنتش فاهمة إنى بخرج من حب لحب تانى يشبهله، وانى عمرى ماحبيتك كأخ، بدأت اعرف ليه كنت بتضايق لما واحدة من صاحباتى تقولى انها معجبة بيك، بدات أفهم ليه سميت ابنى على إسمك، إحساسى بالذنب ناحية خالد خلانى حطيت مشاعرى دى على جنب وحاولت انساها بكل قوتى، وقررت انى أبعد عنك وده خلق جوايا حالة نفسية بتخليني انسى اي حاجة ممكن تسبب لية ألم، ونسيت فعلا حبي ليك لحد مارجعتلكم تانى وبدات مشاعرى تعود للحياة بعد مادفنتها، كنت بستغرب ان ذكرياتي مع خالد بتبهت، ومشاعرى من ناحيتك بتقوى، وخصوصا مشاعر الغيرة من نبيلة لما عرفت انك بتحبها وعايز تتجوزها، حسيت بالذنب من تانى وبدات احاول أنساها من تانى، وأرجع بمشاعرى لجوزى اللى هو أولى بالمشاعر دى زي ماكنت فاكرة، ولما فقت وافتكرت، كل حاجة كنت ناسياها لقيتها بترجع من جديد، بس فضلت انكرها لغاية مااتصدمت بيها من خلال كلام عرفنى إنى طول عمرى كنت بحبك، وإنى مش هقدر أشوفك مع غيري، وعشان كدة بترجاك، لازم تسيبنى أمشى، مش هينفع أفضل موجودة وأنا شايفاك معاها، الألم ده ممكن يموتني.

طالعها بحنان قائلا: عارفه وجربته قبلك ومستحيل أخليكى تمرى بيه.
يقصدها مع (خالد) بكل تأكيد، لتقول بحزن: يبقى هتسيبنى أمشى، مش كدة؟
هز رأسه نفيا قائلا: مستحيل.
طالعته بحيرة: بس أنا…
قاطعها قائلا: إنتى حبيبتي يارحمة، أنا ليكى ومستحيل هكون لغيرك.
إتسعت عيناها بصدمة قائلة: ونبيلة؟!
مال فمه بإبتسامة قائلا: نبيلة زميلتي وبس.
قالت: والخطوبة. والحفلة.

قال: هي هتنخطب فعلا بس لمنتصر زميلنا في المصنع، كانوا بيحبوا بعض بقالهم سنتين، بس ظروفه كانت ملخبطة حبتين، وربك يسرها بقرشين وأخيرا جه وقت تحقيق حلمهم.
قالت بفرحة: يعنى انت
قاطعها قائلا: مش خاطب ولا هخطب غيرك انتى.
قالت بسعادة: بجد ياجلال، ولا أنا بحلم؟

قال بحنان: بجد ياقلب جلال، انتى متعرفيش انا بحبك اد إيه، انتى روحى اللى من غيرها مقدرش اعيش، طول عمرى وانا بحبك انتى، من يوم ماعرفت الحب وانتى بقيتى حبيبتي، لا عمرى شفت غيرك نصيبي ولا هشوف يارحمة.
طالعته قائلة: يعنى كل كلام الحب اللى في جواباتك ده…
قاطعها قائلا: كان ليكى إنتى ومش هيكون لغيرك.
قالت بحب: جلال أنا…
صمتت فقال يستحثها: انتى إيه ياقلب جلال؟
قالت بسعادة خجولة: انا بحبك.

قال بسعادة: وانا كمان بحبك، كنت بس مستنيكى تعترفى بمشاعرك عشان أقدر أقولها من قلبي، كنت خايف اكون بالنسبة لك مش اكتر من بديل لمشاعر إفتقدتيها، بس النهاردة وانا بسمع الكلام ده من شفايفك مش عايز اعمل غير حاجة واحدة بس، أحضنك وألف بيكى أدام الناس دى كلها وانا بقول. بحبك.
ضحكت قائلة: مجنون.
إبتسم قائلا: مجنون رحمة.

تذكرت ذلك اللقب الذي اطلقه عليه أصدقائها بالماضى، لتدرك انها وحدها من أضاعت قصة الحب الرائعة تلك حين لم تنتبه لمشاعرها، أفاقت على صوته وهو يقول: انا بقول خير البر عاجله ونعمل بقى الفرح الأسبوع الجاي، أنا مستعجل أوى.
إبتسمت وهي تسرع إلى السيارة قائلة: مش قبل مااعمل خطوبة وتبعتلى جوابات وتكلمنى في نص الليل.

تبعها ثم جلس خلف المقود قائلا بإستنكار: على فكرة بقى أنا خاطبك من 3 سنين وكنت بعمل كل ده، ده انا حتى كنت بدخلك الأوضة بالليل واقعد جنبك بالساعات أكلمك واحكيلك عن مشاعرى. يعنى الفرح واجب قومي وإلا هفضح نفسي قدام خالتك وهتضطرى تسترى علية.
طالعته بدهشة قبل ان تنفجر في الضحك ليتأملها بحنان، توقفت عن الضحك ثم قالت: بقى كدة، طيب عشان الكلام ده هخلى الفرح كمان سنتين عقابا ليك.

قال متظاهرا بالحسرة: أنا اللى جبت ده كله لنفسي، غلبت أقوله إسكت يالساني بس مبيسكتش وفاضح نفسه كدة علطول.
ضحكت(رحمة)مجددا ليبتسم (جلال)بحنان وهو يقود السيارة وقلبه ينتفض، فرحا.
وجدته يدلف من الباب، فإبتسمت مرحبة وهي تقول: خلصت شغل ياحبيبي.
إبتسم قائلا: لسة حاجة بسيطة ياقلب حبيبك، بتعملي إيه؟
أشارت لتلك الباقة التي تجمعها قائلة: البوكيه ده وأبقى خلصت.
تأمل الباقة بإعجاب قائلا: طول عمر ذوقك حلو ياحبيبتي.

إبتسمت فأردف قائلا وهو يتطلع إلى الزهور: انا كمان كنت جايلك عشان أعمل بوكيه حلو كدة.
تطلعت إليه بعيون أطلت فيهما الغيرة بسرعة كنيران مستعرة، جعلت خافقه يتضخم عشقا، ليردف قائلا: عشان حبيبة قلبي طبعا، النهاردة عيد جوازنا وبالمناسبة دى عازمك برة، فجهزي نفسك.
إقتربت منه وقد تبدلت ملامح الغيرة إلى عشق قائلة: كدة بوظت مفاجأتي، انا عاملة إحتفال كدة في البيت على قدنا وطابخالك بإيدية.

قال بعيون لامعة: يبقى نأجل العزومة لبكرة وناكل من إيد حبيبتي.
إبتسمت قائلة: أعملك البوكيه؟
سحب ورق التغليف وهو يقول: لا ماأنا إتعلمت من حبيبتي أعمل احلى بوكيه ورد، وأحلى حاجة في الموضوع إنى هجمع فيه كل وردة بتعشقها ما أنا حافظ كل حاجة بتحبها. وردة جوري حمرا لإنها بتحب اللون الأحمر.

كان يلتقط كل وردة وهو يسميها مردفا: وزهرة بنفسج لونها بنفسجي والتانية بيضا على شكل قلب، وزهرة القرنفل اللى شبهها في جمالها وكبريائها. أما الزهرة ة دى فتوليب رمز حبي ليها، وزهرة الاوركيد رمز السحر، ومعاهم زهرة الأقحوان الزهرية رمز الولاء والإخلاص، اما الليلك فده فرمز لعفويتها ونختمها بزهرة الفريسيا عشان بتشبهها في برائتها ورقتها.

كاتت تطالعه بوله، حتى إكتملت باقة الورد فضم الباقة بشريط وزيل بعض الكلمات على كارت وضعه بمنتصف الباقة ثم منحها إياها قائلا بحنان: كل سنة وانتى حبيبتي.
إبتسمت بعشق وهي تتناولها منه قائلة: كل سنة وانت حبيبي.

غامت عيناه واقترب من شفتيها فدق قلبها بقوة وكادت ان تستسلم لرغبته ولكنها دفعته قائلة: احنا في المحل على فكرة وممكن أي حد يدخل علينا في أي وقت، يلا ياأستاذ على شغلك خلصه ولما نروح بيتنا يبقالنا كلام تانى.
قال برجاء: طب بوسة واحدة بس، تصبيرة يارحمة.
ظلت تدفعه إلى الخارج قائلة: بالليل ياجلال.
قال: طب عشان خاطر خالتك اللى بتدعيلك عند الكعبة دلوقتى.

قالت بإبتسامة: لما تكلمك قولها دعواتها إستجابت خلاص، وبوسهالى.
قال متذمرا: مش لما أبوسك الاول يارحمة.
ضحكت وهي تخرجه من المحل ثم تغلق الباب قائلة: هانت ياقلب رحمة.
ظهر الإحباط على وجهه للحظة قبل ان يبتسم وهو يهز رأسه متجها إلى المحل المجاور لها بينما عادت هي إلى طاولتها وعلى شفتيها إرتسمت إبتسامة بدورها، تتطلع إلى باقة الورد بحب، قبل أن تمسك الكارت وتقرأ محتواه الذي يقول فيه.

قد نبحث عن مشاعر كثيرة في قلوب أحبتنا كالحب والشوق والاهتمام ولا ندرك أننا مانبحث سوى عن رحمة ترجى في قلوبهم فالجميع قادرون على الحب والإهتمام ولكن القليل فقط من هم قادرون على الرحمة، ولقد كنتي وستظلين دوما، رحمتي. تلك التي بحثت عنها كثيرا فوجدتها في النهاية تسكن قلبي.
إبتسمت بعشق، وهي تملس على بطنها بحب ثم ترفع إلى وجهها باقة الورد، تقبلها بحنان وهي تحمد الله أن رزقها عشقه، وطفله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى