الرقية الشرعية أسباب شرعية للعلاج والاستشفاء والشفاء من الله سبحانه وتعالى ولا يملك أحد من الخلق ضراً ولا نفعاً ، ولذلك يجب اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى دون سائر الخلق.
يستحبّ للراقي أن ينفث أثناء قراءة الرقية الشرعية؛ ويقصد بالنفث؛ النفخ الخفيف بدون ريق، وتجوز الرقية من غير نفثٍ، إلّا أنّ الأفضل أن تكون الرقية مع النفث؛ اقتداءً بما ورد بالغالب من فعل النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، فعن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كانَ يَنْفِثُ علَى نَفْسِهِ في مَرَضِهِ الذي قُبِضَ فيه بالمُعَوِّذَاتِ)،[٢] وقولها: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذَا مَرِضَ أَحَدٌ مِن أَهْلِهِ، نَفَثَ عليه بالمُعَوِّذَاتِ)
إرشادات عامة يجب أن تُراعى عند الرقية الشرعية
* استقبال الراقي القبلة.
* أن لا يعتقد الراقي أن الرقية تؤثر بذاتها بل بذات الله سبحانه وتعالى.
* بإمكان الراقي الاقتصار في الرقية على الآيات القرآنية أو التعوذات النبوية، لكن الأكمل في ذلك أن يجمع بينها.
* بإمكان الراقي أن يختار ما يناسب حسبما يتسع له وللمرقي الوقت، كما أن له الاختصار في الرقية، بحيث يختار منها ما يناسب حال المرقي، وللراقي كذلك قراءة الرقية على مراحل، بحيث يستريح المريض بينها.
* كون الراقي والمرقي على طهارة تامة.
* النفث – وهو نفخ لطيف مع بعض ريق – في أثناء القراءة وبعدها، ولا بأس بتركه.
* استحسان وضع اليد في أثناء القراءة على الناصية أو على موضع الألم، مع ملاحظة عدم جواز مس النساء من غير المحارم.
* لزوم تدبر الراقي والمرقي لنصوص الرقية، فلا يقولها الراقي دون تفكر بمعانيها، ولا يستمعها المرقي إلا وقد اجتهد في تدبرها، واستحضر كلاهما الخشوع في أثناء الرقية بتعلق القلب بعظيم قدرة الله -تعالى- وحسن الاستعانة به سبحانه.
* إن لاحظ الراقي تأثر المريض ببعض الآيات في أثناء الرقية، فلا بأس بتكرارها ثلاثًا، أو خمسًا، أو سبع مرار، حسب الحاجة وملاحظة درجة الاستجابة.
* مراعاة لفظ الرقية المناسب للمقام عند القراءة فيقول: (أرقي نفسي)، (أرقيكَ) أو (أرقيكِ)، أو (أرقيكم)، وذلك بحسب الحال.
* أن ينوي الراقي برقيته نفع أخيه، ومحبة أن يشفيه الله ويخفف عنه، وكذلك توخي هدايته، بل إن تيقن الراقي وجود جني متلبس، حرص عندئذ على تخليص المرقي من ذلك التلبس، مع حرصه كذلك على دعوة ذلك ا
لجني إلى التقوى والاستقامة، وهذا مطلب مهم جدًا ينبغي للراقي ملاحظته؛ ذلك أن همَّ المسلم الأعظم الدعوة إلى الله -تعالى
لقول المولى – عز وجل -: ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ﴾ [يوسف: 108]، فالمسلم داعية في المقام الأول؛ فحري به أن يباشر رقيته وهو يحمل في صدره هاتين النيتين (الشفاء، ومحبة الهداية)، وليتنبه الراقي إلى أنه لا ينبغي له أن يسعى إلى أذية الجني ابتداءً، إلا إذا استعصت عليه سبل هدايته، فكم من جني متلبس تاب وأناب على يد راق، بل كم من شيطان مارد أسلم على يديه، فكتب الله -تعالى- شفاءً للمريض وهداية للجني.
* قد تستمر الرقية لمدة أسبوع كامل، وربما كانت أقل من ذلك، أو أكثر، وذلك بحسب حال المريض ومدى استجابته للعلاج، حتى يتم الشفاء بإذن الله.
* إن للراقي القراءة جهرًا أو سرًّا، والجهر أولى، وذلك بصوت معتدل يتمكن معه المرقي من سماعه؛ فيزداد بذلك تأثره بالرقية وانتفاعه بها.
*إذا جزم الراقي بأن المرقي يعاني من سحر – والعياذ بالله – فإنه من المهم للغاية أن يركز في رقيته على الآيات التي ذكر فيها السحر، مع تكرار قراءتها على المسحور، وبخاصة المعوذتين، ففي ذلك تأثير بالغ على فك السحر، ودفع الأذى، بإذن الله.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ مِنْهُ نَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا اسْتَعَاذَ مِنْهُ نَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم وَأَنْتَ الْمُسْتَعَانُ، وَعَلَيْكَ الْبَلَاغُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ.