

مارس 2004
(صوت رنة تليفون أرضي)
– أيوة.
– مساء الخير يافندم.. عندنا بلاغ عن جريمة قتل.. جواهرجي اتقتل في بيته.. لازم حضرتك تيجي بسرعة.
– فين المكان بالظبط؟.. تمام.
نزلت سماعة الموبايل من على ودني لقيت عماد باصصلي ومستنيني اتكلم عشان يفهم فقولته…
– ده بلاغ عن جريمة قتل.. احنا لازم نتحرك حالًا.
– إحنا لحقنا نرتاح من القضية اللي فاتت.
– طبيعة شغلنا يا عماد هنعمل ايه.. يلا بينا.
اتحركنا انا وعماد على العنوان.. وأول ما وصلنا كانت الساعة 11 بالليل تقريبًا.. لقيت ناس كتير واقفة حوالين البيت اللي حصلت فيه الجريمة.. طلبت من العساكر يمشيوا الناس عشان أقدر اشتغل.. بعدها دخلت الشقة.. لقيت راجل في الأربعينات مرمي على الأرض والدم مغرق الباب اللي وراه.. ولاحظت إن في مكان لطلقة وسط رأسه.. قربت بهدوء وبدأت اعاين المكان بدقة أكبر.. ووقتها شوفت فارغ رصاصة عيار ٩ مِلي تقريبًا.. كملت بحث وأكتشفت إن سلك حرارة التليفون الارضي مقطوع.. واضح إن القاتل شخص محترف.. وعمل كده عشان لو حد حس بوجوده مايقدرش يتواصل مع النجدة.. وفي كمان إزاز شباك مكسور.. ده المكان اللي دخل البيت منه.. بلغت فريق الطب الشرعي والجنائي عشان ييجوا يعاينوا مسرح الجريمة ويرفعوا البصمات.. بعدها قولت لعماد…
– مرات المجني عليه فين؟.
– برة يافندم.
– طب هاتها ياعماد.. هي اسمها ايه؟.
– اسمها ميرفت سعادتك.
– تمام.. هاتها.
خرج عماد عشان يجيبها.. أما انا فبصيت في المكان مرة تانية وساعتها خدت بالي من بطاقة المجني عليه واقعة على الأرض.. قربت منها ومسكتها بمنديل.. ولما بصيت فيها عرفت إن اسمه بركات الدمنهوري.. في نفس الوقت حسيت بزوجة المجني عليه داخلة وهي منهارة في العياط.. لفيت وشي وبصيتلها لثواني وبعدين قولتلها…
– البقاء لله يامدام ميرفت.
– البقاء والدوام لله.
– أنا طبعًا متفهم الموقف.. بس لازم أفهم اللي حصل عشان أقدر أرجع حق استاذ بركات.. إحنا هنا عشان نساعدك.. فياريت تحكيلي اللي حصل.. وقولي أي حاجة حتى لو كانت صغيرة.. لأنها ممكن تفيدنا جدًا في التحقيق.
قالت بنبرة حزن:
– انا كنت نايمة.. لكن صحيت مخضوضة لما حسيت بحركة في الأوضة.. بصيت وشوفت بركات داخل وشه مخطوف وبيقفل الباب بسرعة.. قومت من على السرير وانا مرعوبة.. سألته في ايه؟.. قالي إن فيه حرامي دخل البيت.. ماكنتش قادرة أتمالك أعصابي.. لكن لقيته حط إيده على بُقي لما الصوت اختفى.. حاولت أهدى شوية.. بعدها اتصنتنا من ورا الباب.. ولما ماسمعناش صوت.. بركات قالي شكله مشي.. بس أول مافتح الباب.
سكتت عند الجملة دي وانهارت في العياط.. اديتها وقتها وبعد دقيقة سألتها…
– هاه يا مدام ميرفت.. ايه اللي حصل لما استاذ بركات فتح الباب؟.
مسحت دموعها وحاولت تتمالك اعصابها وهي بتقول…
– أول ما فتح سمعت صوت طقلة.. بعدها شوفت بركات وهو بيوقع بضهره لورا.. وقتها رفعت راسي ناحية الباب وشوفته.. كان واقف وماسك مسدس في ايده.
– طب قدرتي تتعرفي عليه؟.. يعني تقدري توصفي شكله؟.
هزت راسها بالنفي وهي بتقول بدموع…
– لا.. لأنه كان لابس قناع مُهرج.
– طب عمل ايه بعد كدة؟.
– لما بصيتله نزل المسدس من ايده وقالي اجيبله الدهب والمجوهرات وإلا هيقتلني انا كمان.. قولتله إني هعمل اللي هو عايزه بس يسيبني اعيش.. ومشيت ناحية الدولاب خرجت كل دهبي وكان في فلوس بركات شايلها في الدولاب.. حطيلته الفلوس في علبة المجوهرات وناولتهاله.. وقتها رفع المسدس في وشي وقالي لو اتكلمت أو طلعت صوت هيرجع ويقتلني قبل البوليس ما يوصل.. بعدها خرج جري على برة.. كان نفسي اصوت بس خوفت.. خوفت.
بعد الجملة دي انهارت في العياط مرة تانية.. ولطمت على وشها.. طلبت منها تهدى وقولتلها…
– اهدي يا مدام ميرفت.. أي واحدة مكانك هتعمل اللي انتِ عملتيه.. انا هسيبك دلوقتي ترتاحي وماتقلقيش خالص.. حقك وحق استاذ بركات هيرجع.
شاورت لعماد اللي خدها وخرج.. وفي نفس اللحظة دخل دكتور محمود الطبيب الشرعي.. سلم عليا وبعدها قرب من الجثة عشان يفحصها.. وساعتها قالي…
– مافيش إصابات في باقي الجسم.. الطلقة هي سبب الوفاة.. ومن الواضح إنه مات بعد الطلقة على طول.
– تمام يا دكتور محمود.. لو فيه أي ملاحظات تانية أو تقديرات.. عرفني أول ما تخلصوا.
– حاضر يا باشا.. بس مبدئيًا اللي واضح قدامنا إن القاتل محترف جدًا.. مش أي شخص يقدر يصوب على الرأس بالسرعة والدقة دي.
– واضح فعلًا إن القضية هتكون صعبة.
التفت لعماد اللي دخل وانا بتكلم مع محمود وقولتله:
– عماد.. لازم نبدأ نتحرك على أكتر من محور.. محتاجك تراجع الكاميرات حوالين المكان وتشوف لو فيه أي تسجيلات مهمة.. وإذا كان فيه حد غريب ظهر قبل الجريمة؟.
– تمام يا فندم.. هبدأ حالًا.
خرج عماد وأنا كملت معاينة المكان.. وبدأت أراجع ملاحظاتي بس ماقدرتش اوصل لأي أستنتاج لحد دلوقتي.. مر الوقت لحد ما سمعت صوت رنة موبايلي.
– ماهر باشا.
– ايه الاخبار يا عماد؟.
– باشا.. فيه حاجة غريبة جدًا.. الكاميرات اللي جنب البيت في الشارع سجلت شخص لابس قناع مُهرج.. وكان بيتمشى قدام البيت قبل الجريمة بنص ساعة تقريبًا.. واعتقد كمان إن القاتل ملاحظش وجوده لأن مفيش أي كاميرا غيرها في المكان رصدته.
– هات التسجيل ده فورًا.. وابدأ اسأل كل الناس في المنطقة لو حد شاف حاجة.
– تمام يافندم.
قفلت الخط وبصيت للجثة تاني.. مهرج وقاتل؟… الحكاية دي شكلها وراها سر كبير.. لحظات ولقيت ياسمين أخصائية المعمل الجنائي داخلة الأوضة.. بدأت في شغلها على طول واول لما شاورتلها على فارغ الطلقة قالت:
– واضح إن الفارغ ده لطلقة عيار ٩ ملي بس هنتأكد لما تروح لخبير الأسلحة النارية.
– طب لقيتي بصمات في الشقة برة؟.
– مافيش أي بصمات واضحة قدامي.. القاتل كان لابس جوانتي في ايده.. واضح إنه فاهم بيعمل ايه كويس.
بعد ما خلصت كلامي معاها.. خرجت ولعت سيجارة.. وسيبتهم جوا يكملوا شغلهم.. بعدها لقيت عماد جاي عليا وبيمد خطوته.. واضح إن عنده حاجة يقولها.. وأول ما وصلي قال…
– في حاجات جديدة حصلت لازم تعرفها يا باشا.. واضح كدة إن القضية دي هتتحل بسرعة.
– انت بتتكلم بالالغاز ليه يا عماد؟.. ماتقول في ايه على طول.
– تعالى معايا حضرتك وانت هتفهم قصدي ايه.
روحت معاه ودخلني عند جار المجني عليه.. اللي رحب بيا ولقيته بعدها بيقولي…
– انا شاكك في حد كده ياباشا إنه يكون هو اللي عملها.
– مين ده؟.
– في عيال اخوات اعوذ بالله منهم.. مربين الرعب للمنطقة كلها.. وعندهم سبقة في قضية اغتصاب وسرقة.
– مين العيال دي؟.
– ولاد الخولي.. احمد ومحمد.
– تمام.. شكرًا على المعلومة.
سيبته ومشيت.. وبعدها سألنا كام شخص عن سلوك العيال دي.. والكل اجمع إنهم فعلًا بلطجية.. وممكن يعملوا أي حاجة عشان الفلوس.
رجعت المكتب وطلعت إذن ضبط وإحضار.. بعدها حطيت الإسطوانة اللي عليها فيديو الكاميرات الخاصة بالشارع.. حطيتها في الكمبيوتر وبدأت اتابع الشخص اللي عماد شاورلي عليه.. كان لابس اسود وحاطت على وشه قناع مهرج.. كنت شايفه بيتحرك ناحية البيت.. وبيلف حواليه وهو بيبص يمين وشمال عشان يتأكد إن مفيش حد شايفه.. بعد كده خرج مسدس من جيبه.. وبالمقبض بتاعه كسر إزاز الشباك.. جريت الفيديو لحد ما لقيته خارج تاني من نفس الشباك.. بعدها ركب عربية سوزوكي مافيش عليها نمرّ.. ومشي بيها.. وقتها بصيت لعماد وقولتله:
– حاول تتبع العربية دي ياعماد.. شوفلي كل الكاميرات اللي بتطل على الشارع.. عاوز الفيديوهات دي في اسرع وقت.. يمكن نقدر نحدد مكانه.
– اوامرك يا فندم.
مرت ساعات وانا مستني تظهر أي حاجة جديدة لكن مافيش جديد.. طلعت علبة السجاير خدت منها سيجارة ولعتها.. ومع أول نفس سمعت رنة تليفون المكتب…
– ألو.. مساء الخير.. حضرتك عامل ايه.
– مساء النور.. الحمد لله. خير.. في إيه؟
– فيه شخصين مطلوبين كان عليهم قرار ضبط وإحضار.. وتم القبض عليهم النهاردة الساعة ٣ العصر.. إحنا دلوقتي في القسم.. ومستعدين للإجراءات.
– تمام.. ابعتهملي فورًا.
مر تلت ساعات وسمعت صوت خبط على الباب.
– أدخل.
دخل ضابط المباحث ومعاه المحضر.. ادهولي وهو بيقول…
– أتفضل يافندم.. بس عاوز ألفت نظر سعادتك لحاجة.. إحنا ضبطنا مع العيال المسدس ده.. وده مثبت في المحضر.. وفي حاجة كمان.. العيال دي أول لما اقتحمنا شقتهم حاولو الهرب واشتبكوا معانا.. لكن العساكر كانت منتشرة بشكل كويس والحمدلله ماحصلش أي إصابات.. ولقينا عندهم في البيت أدوية مخدرة وكل ده مثبت قدام حضرتك في المحضر.
– عظيم.. بس لازم المسدس ده يروح لخبير الأسلحة النارية.. ويتعمل مقارنة بينه وبين فارغ الطلقة اللي لقيناه في مسرح الجريمة.. عشان نقدر نحدد الطلقة اللي خرجت كانت منّه ولا لأ.
– تمام يافندم. استأذن سعادتك.
خرج ضابط المباحث أما أنا.. ففتحت الملف قدامي عشان أبص عليه وتبين من المحضر اللي معمول.. إن العيال دي فعلًا اخوات وساكينن في نفس البيت في المنطقة.. وهم محمد وأحمد الخولي.. خلصت قراءة المحضر.. بعدها طلبت من أمين الشرطة يدخلي أول متهم وهو احمد الخولي.. واللي كان معروف عنّه إنه عدواني اكتر من اخوه.. وده واضح من الندبة اللي على وشه.. واللي شوفتها أول ما وقف قدامي.. بصيتله لثواني وبعدين سألته:
يتبع..
فتحت الملف قدامي عشان أبص عليه وتبين من المحضر اللي معمول.. إن العيال دي فعلًا اخوات وساكينن في نفس البيت في المنطقة.. وهم محمد وأحمد الخولي.. خلصت قراءة المحضر.. بعدها طلبت من أمين الشرطة يدخلي أول متهم وهو احمد الخولي.. واللي كان معروف عنّه إنه عدواني اكتر من اخوه.. وده واضح من الندبة اللي على وشه.. واللي شوفتها أول ما وقف قدامي.. بصيتله لثواني وبعدين سألته…
– اسمك وسنك؟.
– احمد الخولي.. 30 سنة.
– كنت فين يا أحمد إمبارح بالليل الساعة10؟
– كنت سهران عدم لمؤاخذة في الكباريه ياباشا.
– وكان في حد معاك؟.
– أيوة.. كنت مع محمد أخويا.
– يعني كنتوا مع بعض طول الوقت؟.. مافيش أي وقت كنت فيه لوحدك؟
– لا.. طول الوقت كنا مع بعض.
– طيب.. إنتو ليه روحتوا البار دا؟.. يعني كان في مناسبة ولا مجرد سهرة؟
– لا.. مفيش حاجة خاصة. كنا خلاص عاوزين نخرج شوية ونريح دماغنا.
– طيب.. مشيتوا امتى من الكباريه؟
– احنا قعدنا لحد الساعة 3 بالليل.
– في حد شافكوا هناك؟.
– أيوة.. في ناس في الكباريه ممكن يشهدوا إننا كنا موجودين.
– طيب.. أخوك محمد كان معاك طول الوقت؟
– أيوة ياباشا.. كان معايا طول الوقت.
ومع تكرار الأسئلة توقعت إنه يغلط في إجابة بس كان عنده ثبات انفعالي وده يدل على حاجتين يا إما هو صادق يا إما ممثل شاطر أوي.. خلصت معاه التحقيق وامرت امين الشرطة يرجعه الحجز ويجيبلي المتهم التاني.. وأول ما دخل سألته…
– اسمك وسنك؟.
– محمد الخولي.. 27 سنة.
– كنت فين إمبارح بالليل الساعة 10؟
– كنت مع أحمد اخويا في الكباريه.
عاد نفس كلام أخوه بالظبط.. ماغيرش أي كلمة احمد قالها.. وده خلاني احس إنهم متفقين مع بعض.. واضح إني مش هقدر اطلع منه بحاجة مفيدة.. لكن حاولت اضغط عليه بالكلام يمكن يغلط ويقول الحقيقة فقولتله…
– طيب.. انت بتقول إنك كنت مع أحمد طول الوقت.. لكن في كاميرات في المنطقة بتسجل شخصين منهم واحد لابس زي المهرج.. وبيبص على البيت اللي حصلت فيه جريمة القتل؟.. مش أنتوا اللي كنت في المنطقة دي قبل الجريمة؟.
– لا.. إحنا ماكنّاش في المنطقة في الوقت ده يا باشا.. وانا كنت مع أحمد في الكباريه زي ما قولت لسعادتك.
– طيب.. هل فيه حد ممكن يكون عنده مشكلة معاكوا؟.. حد ممكن يكون له مصلحة و عايز يجر رجليكم؟
– ياباشا إحنا أعدائنا كتير.. وممكن يكون في حد عاوز يلبسنا القضية.. احنا اه لينا سوابق بس أخرنا نسرق أو حتى نخطف ياباشا.. إنما نقتل مش سكتنا.
– تمام يا محمد.. خده ياعسكري.
طلبت إنهم يتححزوا بعيد عن بعض.. ماكنتش عاوز يكون في تواصل بينهم بأي شكل.. لحد دلوقتي كلامهم متطابق مع بعضه.. واللي هيفصل شهادة الشهود وتقرير خبير الأسلحة النارية.. اللي هيقول هل فارغ الطلقة اللي لقيناه في مسرح الجريمة هيتوافق مع المسدس اللي معاهم ولا لأ؟.. لسه مافيش أي حاجة واضحة.. اضطريت اروح الكباريه بنفسي عشان أسأل عنهم.. وفعلًا كل اللي شغالين في المكان أجمعوا إن الأخين كانوا موجودين ساعتها.. وحتى العربية اللي ركبوها بعد ما خرجوا من الكباريه ليلتها.. مش متطابقة مع العربية اللي المتهم مشي بيها بعد ما ارتكب جريمته.. كدة الاتنين دول مش هم اللي بدور عليهم.. رجعت مكتبي وكلمت عماد…
– في جديد يا عماد؟.
– للاسف يافندم.. ماقدرناش نتتبع العربية.. الكاميرات ماكنتش كفاية.. وواضح إن القاتل عارف مكانهم عشان كده دخل شوارع مافيهاش أي كاميرات.
– لو كلامك صح يا عماد يبقى القاتل من المنطقة.. ماهو مش معقول قاتل غريب يعرف مكان الكاميرات.. عامة تعالى المكتب عشان محتاجك في حاجة تانية.
– حاضر يافندم.
قفلت مع عماد وطلبت قهوة.. دماغي كانت مصدعة من قلة النوم وكتر التفكير.. ولعت سيجارة ومع كل نفس كنت باخدة عيني كانت بتغمض.. طفيت السيجارة وماكملتش قهوتي.. سندت دماغي على الكرسي وعيني غفّلتْ.
(صوت رنة التليفون الأرضي)
– أيوة.
– مساء الخير يافندم.
– مساء النور.
– في بلاغ جالنا دلوقتي عن جريمة قتل.. محتاجين حضرتك معانا.
– فين بالظبط؟.
خدت العنوان وقفلت معاه.. بعدها كلمت عماد يغير طريقة ويجيلي على هناك.. وأول ما وصلت عديت من الشريط اللاصق اللي محدد مسرح الجريمة.. وقابلت الظابط اللي بلغني وساعتها قالي…
– المجني عليها اسمها رئيفة.. عايشة لوحدها بعد ما ابوها وامها ماتوا.. اتقتلت بعيار ناري.. والبيت زي ماحضرتك شايف قريب جدًا من مسرح الجريمة اللي حصلت من كام يوم.
قربت من المجني عليها ونزلت بركبتي جنبها على الأرض.. من النظرة الأولى اتوقع إنها في التلاتينات من عمرها.. كانت مقتوله قدام باب بيتها بحوالي ٥ متر.. قومت وقربت من الباب ودققت بنظري ووقتها اكتشفت فارغ لطلقة اتوقع إنه عيار ٩ ملي.. وده تقريبًا نفس الفارغ اللي لقيناه في مسرح الجريمة الأولى.. واضح كده إن القاتل واحد يا إما مجرد صدفة.. تقرير خبير الأسلحة النارية هو اللي هيفصل.. دخلت البيت اللي من الواضح إنه حصل صراع جواه بين المجني عليها والقاتل.. وده باين من الازاز المكسور والكراسي الواقعة.. فحصت كل شبر في البيت.. وأكتشفت كمان إن سلك التليفون الأرضي مقطوع.. وده تشابه جديد بين الجريمة دي والجريمة الاولى.. تشابه بيزود إحتمالية إن القاتل واحد.. خلصت معاينة المكان وفي نفس الوقت وصل فريق الطب الشرعي والجنائي عشان يعاينوا مسرح الجريمة.. واستنيت اعرف منهم تفاصيل أكتر عن اللي حصل بالظبط.. فسيبتهم يشوفوا شغلهم وبصيت لعماد وقولتله…
– محتاج منك تفرغلي الكاميرات اللي حوالين المكان.. وتسأل الجيران لو حد منهم شاف أي شخص بيقرب من البيت.. أو بيحاول يستكشفه.. أي معلومة ممكن تفيدنا مهما كانت صغيرة.. اتحرك دلوقتي وهستنى منك مكالمة.
– تمام يافندم.
بعدها طلبت من الظابط الموجود يجبلي الشخص اللي بلغ.. عشان اسأله شوية اسئلة واللي بالمناسبة كان جار المجني عليها.. ولما وقف قدامي بدأت كلامي معاه وقولتله…
– اسمك ايه؟.
– علي يافندم.
– قولي ياعلي.. عرفت إزاي باللي حصل؟.
– من ساعتين كدة.. كنت طالع ارمي الزبالة.. وقتها لاحظت إن آنسة رئيفة واقعة على الأرض.. فكرت إنها ممكن تكون جاتلها الأزمة زي العادة.. بس أول لما قربت منها شوفت الدم.. وفي اللحظة دي بلغت على طول.
– أزمة ايه؟
– أزمة السكر يافندم.
– وأنت عرفت منين إن بيجيلها أزمات سكر؟
– جارتي ياباشا ده الباب جنب الباب.. واكيد حصلها أزمات قبل كده.. ده انا في مرة لحقتها على اخر لحظة.
– طب ماسمعتش أي صوت.. ضرب نار أو صريخ؟.. بحكم إنها جارتك والباب جنب الباب.
– لأ والله يافندم.. العيال عندي مش بيبطلوا لعب وعاملين دوشة على طول.. وزي ما حضرتك شايف الشارع فاضي طول الوقت.. حتى لو صرخت ماحدش كان هيلحقها.
– طب المجني عليها ليها أعداء؟.. أو في مشاكل بينها وبين حد الفترة الأخيرة؟.
– ابدًا والله يافندم دي المنطقة كلها بتحبها.
– يعني ماكنش في خلافات بينها وبين أي حد؟.
– خالص يافندم.
– ماشي.. شكرًا يا علي.
خلصت تحقيق معاه وطلبت من العسكري يسجل بياناته كلها عشان لو احتاجته تاني.. بعدها دخلت جوة واتكلمت مع فريق الطب الشرعي ووقتها ياسمين قالتلي…
– انا فحصت وضعية الجثة وزوايا الأطراف.. وكمان الجروح اللي باينة عليها.. وخدت عينات من الدم حوالين الجثة عشان اعملها تحليل (DNA) هنقدر نعرف من خلاله إذا كان كله يخص الضحية ولا فيه دم تاني ممكن يكون للقاتل.. وملاحظة كمان وجود فارغ لطلقة عيار ٩ ملي تقريبًا جنب الباب.. وده ممكن يوضح إن السلاح المستخدم نفس العيار اللي لقيناه في الجريمة الأولى.. انا أمنت الفارغ وهسلمه لخبير الأسلحة النارية.. عشان يفحصه ويتأكد لو بيطابق اللي لقيناه قبل كده ولا لا؟.. بس من الواضح كمان إن المجني عليها حست بوجود القاتل في البيت.. ولما حاولت تهرب شدها من أيديها وسحبها جوة.. ومع مقاومتها قدرت تفلت منّه وتخرج برة البيت.. لكن القاتل كان واخد قرار وصوب عليها.. تحديدًا على راسها.. اعتقد كمان إنه هرب من الشباك اللي دخل منّه مش من الباب.
بعد ما خلصت كلامها.. بدأت تحضر الأدلة لنقلها للمعمل الجنائي للتحليل.. في الوقت ده دكتور محمود كان بيفحص الجثة.. ولاحظ إن على اطرفها آثار لزراق.. وده بيأكد اكتر إن كان في مقاومة وشد وجذب حصل بينها وبين القاتل.. بعدها حرك الجثة عشان يشوف مكان الطلقة.. واللي كانت في مؤخرة رأسها.. وساعتها قال…
– تفسير ياسمين منطقي جدًا.. المجني عليها فعلًا قاومت وحاولت الهرب.. ولما القاتل ماقدرش عليها.. ضربها طلقة في مؤخرة الرأس.
– تقدر تحددلي زمن الوفاة بالظبط.
حط أيده على دراع الجثة وبص على الدم اللي مغرق الأرض وقال…
– الوفاة حصلت من 3 ساعات تقريبًا.
– تمام يا دكتور هستنى من حضرتك التقرير النهائي.
في اللحظة دي لقيت عماد بيتصل بيا وبيقولي…
– للاسف يافندم مفيش أي كاميرا رصدت القاتل.. انا بتفق مع حضرتك القاتل من المنطقة وعارف مكان الكاميرات الموجودة.. واعتقد كمان عارف ضحاياه كويس جدًا.. ولما سألت بعض الجيران ماحدش سمع ولا شاف أي حاجة.. ممكن يكون القاتل بيستخدم كاتم صوت على المسدس.
– تمام يا عماد لو في جديد بلغني.
– اوامرك يافندم.
ولعت سيجارة ودخلت اعاين البيت مرة تانية يمكن أوصل لأي دليل يوصلني بالقاتل أو الدافع بتاعه.. والمرة دي اكتشفت حاجة ممكن تغير كل اللي وصلتله.. صندوق مجوهرات المجني عليها فاضي.. معنى كده إن القاتل سرقه.. وده نفس اللي حصل في الجريمة الاولى.. مابقاش عندي شك ان القاتل واحد.. بس ياترى هو مين؟.
يتبع…….
\
والمرة دي اكتشفت حاجة ممكن تغير كل اللي وصلتله.. صندوق مجوهرات المجني عليها فاضي.. معنى كده إن القاتل سرقه.. وده نفس اللي حصل في الجريمة الاولى.. مابقاش عندي شك ان القاتل واحد.. بس ياترى هو مين؟.
مروا 3 ايام لحد ماجالي تقرير خبير الأسلحة النارية.. واللي أكد إن الفارغين من عيار ٩ ملي وخارجين من نفس المسدس.. كمان اكد كمان إنهم ماكنوش لنفس نوع المسدس اللي مع الأخين المحجوزين.. وده دليل يبرأهم من قضية القتل الاولى اللي كانو متهمين فيها.. وقتها قررت إني ارجع لمسرح الجريمة التانية يمكن الاقي أي حاجة جديدة.. بس للاسف مالقتش أي حاجة تدلني على القاتل.. لكن في الوقت ده ووانا واقف قدام البيت لقيت واحدة ست بتقرب مني وبتقولي..
– أنا عايزة اقولك حاجة يافندم.
– أنتي مين؟
– أنا حسناء جارة رئيفة.. بس الموضوع مالوش علاقة بيها لكن ممكن يفيد في التحقيقات.
– أتكلمي يا استاذة حسناء.
– امبارح حوالي الساعة ٤ الفجر.. سمعت صوت خطوات برة البيت.. قومت من على السرير لحد ماقدرت احدد مصدر الصوت.. كان جاي من عند الباب.. حطيت ودني عشان اتصنت.. لقيت شخص بيحاول يفتح الباب.. جريت على أوضتي وحاولت أرن على النجدة بس التليفون ماكنش فيه حرارة.. اكتشفت بعد كده إن الشخص ده قطع سلك التليفون الأرضي.. وفضل يحاول يفتح الباب لكن ماعرفش. راقبته من الشباك وخدت بالي انه لابس حاجة على وشه.. وبسببها ماقدرتش اشوف ملامحه.
– طب ماقدرتيش تحددي أي وصف ليه.. طويل قصير.. أو تخين مثلًا؟
– للاسف ياباشا الدنيا كانت ضلمة.. انا يدوب لمحت البتاع اللي حاطة على وشه ده بالعافية.
– تمام متشكر جدًا.. ده رقمي ولو في أي جديد بلغيني.
مشيت بعد ما اديتها الكارت بتاعي وفي الوقت ده قررت انا وعماد نرجع المكتب.. لكن واحنا ماشيين ناحية العربية لقيت عماد بيقولي:
– استنى لحظة كدة يافندم بعد إذنك.
– في ايه ياعماد؟.
– حضرتك مش شامم ريحة غريبة؟.
– ريحة؟.. ريحة ايه؟
– في ريحة وحشة أوي سعادتك جاية من البيت اللي قدامنا ده.
– طب تعالى معايا كده.
اتمشينا لحد ما بقينا قدام الباب وهنا بدأت اشم الريحة.. يمكن بسبب دور البرد اللي جالي مؤخرًا ماقدرتش اشمها من على مسافة.. كانت ريحة عفن وده اللي وترني وحسسني إن في شيء مش مظبوظ.. خبطنا على الباب لكن مافيش حد رد.. حاولنا كام مرّة وبرضه مافيش أي رد.. قولت عماد ياخد لفه حوالين البيت.. وانا فضلت واقف قدام الباب لحد ما سمعت صوت عماد..
– هنا يافندم.
روحت ناحية عماد وسألته وانا بقرب عليه…
– في ايه ياعماد؟.
– بص هنا كده سعادتك.
شاورلي بأيده ناحية شباك مكسور.. حسيت وقتها إن شكوكي هتطلع صح.. دخل عماد من الشباك وانا وراه.. لحد ماشوفنا شريط دم على الأرض مشينا معاه.. لحد ما وصلنا لجثة متعفنة في الحمّام.. بلغت باللي حصل وبدأت تحقيق على الفور.. نفس تفاصيل الجريمتين اللي قبل كده.. المجني عليه مرمي على الأرض ومصاب بطلقة في نص راسه.. وفي فارغ لطلقة اعتقد انها ٩ ملي.. كنت متوقع إني هلاقي سلك التليفون الأرضي مقطوع كالعادة.. وده اللي اكتشفته فعلًا.. وفي وسط البحث المكثف عن أي دليل يوصلنا للقاتل.. لقيت هوية المجني عليه واللي بالمناسبة إسمه خالد.. طلبت فريق الطب الشرعي والجنائي لمعاينة الجثة.. وقبل ما يوصلوا لمحت بعيني خزنة المجني عليه مفتوحة ومتاخد الفلوس اللي فيها.. كده انا قدام قاتل متسلسل.. مش مجرد قاتل عادي.. بس الحاجة اللي محيراني لحد دلوقتي.. هو ليه ماحاولش يأذي ميرفت زوجة بركات الدمنهوري المجني عليه الأول؟.. في سر هنا انا لازم اعرفه.. في الوقت ده دخل فريق الطب الشرعي والجنائي.. وبدأو في شغلهم وبعد الفحص سألت الدكتور محمود…
– إيه الوضع يا دكتور؟.. شايف إيه مبدئيًا؟.
– يافندم الجثة في حالة تعفن متقدم.. واضح إن الوفاة حصلت من ٤ لـ ٥ أيام.. وطريقة القتل واضحة.. طلقة في منتصف الرأس.. لكن الطلقة اضربت من مسافة قريبة جدًا.. احتمال كبير القاتل كان واقف قدامه بمسافة بسيطة.
– طب الدم اللي على الأرض؟.. ده من الجثة ولا حاجة تانية؟.
– الدم ده أعتقد إنه من الجثة نفسها لأن مفيش أي آثار لمقاومة حصلت.. واعتقد حصله نزيف شديد وقت الإصابة.
أتكلمت ياسمين وقالت:
– حضرتك.. فارغ الطلقة اللي لقيته جنب الجثة اعتقد إنه متشابه جدًا مع الفارغين اللي في الجريمتين اللي فاتوا.. وعملنا مسح للمنطقة حوالين الجثة.. مافيش أي بصمات واضحة على الخزنة أو الشباك المكسور.. وكمان قطع سلك التليفون الأرضي عشان يتأكد إن الضحية معزول تمامًا عن أي وسيلة اتصال.
– طب بالنسبة لخط الدم اللي على الأرض ده.. هل القاتل حرك المجني عليه من مكانه؟.
– أيوة يافندم الجريمة حصلت في الصالون.. تحديدًا جنب الكنبة دي.. والقاتل سحب المجني عليه للحمّام وده واضح من الأثر اللي على الأرض.
خلصت كلامي معاهم وخرجت انا وعماد نسأل الجيران عن سلوك المجني عليه.. اكتشفنا إنه عايش لوحده من بعد موت مراته.. وانه لسه راجع مصر من فترة قريبة ومالوش اختلاط بحد.. كملنا بحثنا وتتبعنا كل الكاميرات اللي ممكن تكون كاشفة البيت.. بس للأسف القاتل ماظهرش في ولا واحدة فيهم.. رجعت مكتبي ولعت سيجارة.. وفتحت كام ملف قدامي بحاول الاقي أي تفصيلة ممكن تقدمني خطوة.. ثلاث جرايم بنفس الطرق وبنفس الدافع.. بس القاتل ماعملش غلطة لحد دلوقتي.. في الوقت ده جالي تقرير الطب الشرعي والجنائي للمجني عليها رئيفة.. وأكد تقرير إن الدم اللي كان متواجد في مسرح الجريمة للمجني عليها فقط… ومافيش وجود لأي دم لشخص تاني.
ومرت الأيام بدون أي جديد.. حالة من الهدوء ومن الرعب في المنطقة.. كنت بفكر انزل لزوجة المجني عليه أسالها عن كام حاجة لما جالي تقرير خبير الأسلحة النارية وأكد إن التلت فوارغ متشابهين.. وان التلاتة من نفس المسدس.
طلبت عماد.. واتحركنا على عنوان ميرفت زوجة المجني عليه.. وأول ما وصلنا رحبت بوجودنا.. وكان باين عليها انها بقت أهدى.. بدات كلامي معاها وقولتلها…
– أنا مش عاوز احبطك.. بس إحنا لسة ماقدرناش نوصل لأي جديد.. ياريت لو عندك أي معلومة.. أو لو افتكرتي أي حاجة قوليلي عليها.. مهما كانت صغيرة.. لأن من الواضح إن في سر في الموضوع.
– أنا اللي عندي قولته لحضرتك.. وبعدين انا اكتر واحدة عاوزة حق جوزي يرجع.. بس مافيش في أيدي أي حاجة اعملها.
– طب تفسري بأيه.. إنك الوحيدة اللي القاتل ما اذاهاش رغم إنه بيقتل ستات عادي؟.
– لو سمحت انا مش قادرة اتكلم دلوقتي.. وماعنديش أي معلومات اقولها اتفضلوا.
في الوقت ده قررنا نمشي.. بس شكوكي حواليها زادت اكتر من الأول.. خرجنا من البيت انا وعماد وفي الطريق فكرت مع عماد بصوت عالي وقولتله اللي في دماغي…
– دلوقتي القاتل بيقتل بدافع السرقة.. وواضح إنه مش مختار ضحاياه عشوائي.. وده معناه إنه عارفهم كويس.. يبقى أكيد في رابط بين الضحايا دول.
– ايوة يافندم.. بس احنا لما دورنا وراهم مالقناش أي رابط بينهم.. مافيش حد فيهم كان يعرف التاني.. أو على صلة به.
– يمكن يكونوا مايعرفوش بعض.. بس مش ده الرابط الوحيد.
– قصد حضرتك ايه؟.
– دلوقتي بركات كان معاه فلوس ومراته عندها مجوهرات.. والقاتل عارف الموضوع ده.. وبرضه رئيفة وخالد كان عندهم خزن فيها فلوس.. السؤال بقى الفلوس دي جابوها منين؟.
– بركات جواهرجي.. ورئيفة عرفنا إنها عايشة على ايجار الكام شقة اللي ابوها سابهالها قبل ما يموت.. وخالد كان لسه راجع مصر ومعاه فلوس حوشها في غربته.
– طب وتفتكر مين اللي ممكن يكون عنده المعلومات دي عن كل واحد في التلاتة؟.
– يا إما حد من اصحابهم وعارفهم كويس.. يا إما بواب.. أو سمسار من المنطقة.
– بالظبط.. دي الاحتمالات التلاتة اللي ممكن حد يعرف معلومات عن الضحايا التلاتة.. وبما إن مالهمش اصحاب مشتركين يبقى الموضوع مش هيخرج عن البواب أو سمسار.
– وده هنعرفه إزاي يافندم؟.
– لو لاحظت معايا موقع البيوت لل3 ضحايا هتلاحظ إنهم قريبين جدًا من بعض.. ولو بصينا على خريطة هتلاقي إن ال3 بيوت بيعملوا مربع ناقص ضلع.
– قصد حضرتك إن البواب أو السمسار من المربع ده.
– بالظبط.. وده اللي هنلعب عليه.
– هنلعب عليه إزاي يافندم؟.
– احنا لو سألنا دلوقتي بشكل مباشر مش هنقدر نوصل لحاجة.. عشان كدة هنلعب لعبة صغيرة.. واحد من رجالتنا هيدخل الربع ده وهيسأل كل البوابين والسماسرة عن شقة للبيع.. وفي كلامه معاهم هيعرفهم بطريقة غير مباشرة إنه لسه راجع من السفر ومحتاج شقة يقعد ويستقر فيها.. خصوصًا إنه ناوي يفتح سلسلة مطاعم في مصر.. طبعًا هيتعرض عليه شقق كتير.. هيعمل نفسه متردد وهيطلب شقة للإيجار لحد ما يختار حاجة على مزاجه.
– وطبعًا بعد ما يقعد في الشقة الإيجار.. القاتل مش هيصبر لإن ريقه هيجري على الفلوس اللي معاه.. وهينفذ بسرعة.
– ايوة.. وساعتها هيلاقينا مستنينه.
وصلنا المكتب وساعتها بدأت انسق مع الظابط اللي هيقوم بالمهمة دي.. وفهمته كل المطلوب.. وتاني يوم بدأ التنفيذ.. وطبعًا عماد كان مراقب كل خطوة بيعملها وبيتابع الأشخاص اللي بيوقف معاهم.. سواء بوابين أو سماسرة.. لحد ما اكتشف إن واحد منهم خلص مع الظابط بتاعنا وراح بعدها قابل واحد غريب.. لما كشفنا عنه اتضح إنه شاب من سكان المنطقة.. عاطل عن العمل وعايش لوحده.. طلبت من عماد يراقبه لحد التنفيذ.. وده اللي حصل لمدة أسبوع.. لحد ما لقيت عماد بيصحيني من النوم الساعة 12 وبيقولي إن الشاب نزل من بيته وراح ناحية شقة الظابط.. نزلت بسرعة وروحتله على هناك.. ولما وصلت كان تم القبض عليه بعد ما دخل البيت وحاول يدور على الظابط بتاعنا عشان يقتله.. لكن لما مالقهوش.. بدأ يدور على الفلوس.. بس اتفاجئ بعماد وباقية القوة بيقتحموا الشقة.. استسلم ورمى المسدس على الأرض.. خدناه وطلعنا البيت عنده وساعتها لقينا كل المسروقات اللي سرقها.. وخبير الأسلحة أكد إن المسدس ده هو نفس المسدس اللي استخدمه في الجرايم التلاتة.. وفي التحقيق اعترف الشاب إنه ارتكب الجرايم دي.. وإنه كان بيختار الضحايا عن طريق الاتفاق مع البواب.. وبعد ما البواب يقوله على الضحية اللي معاها فلوس.. بيبدأ يراقبه فترة.. بعدها ينفذ جريمته.. وبعد اعترافه اتحول الشاب للمحكمة واللي أمرت بإعدامه.. وبكدة يكون خد جزائه في الدنيا ولسه هياخد جزائه في الآخرة.. وهي دي نهاية كل مجرم تسول له نفسه إنه يمشي في طريق الحرام.. ويقتل روح بريئة بدون حق.
تمت بحمدالله.