أحبك و حسبروايات رومانسيه

رواية أحبك و حسب للكاتبة فاطمة حمدي الفصل السابع والأخير

كالورد أنت والراء تاء كالورد أنت مع حذف الراء لقد كان منذ الأمس فقط غريبا عنها..

وفي صبيحة هذا اليوم الموالي هو أقرب الناس إلى قلبها، استطاع بالمودة والرحمة فقط أن يستحوذ على قلبها ويجذبها نحوه، كانت تدابير في علم الغيب يجهلها كلاهما، تقابلا معا في وقت ما بلا موعد ودون قصد منهما فتبدأ حكاية تغلفها الانسانية فحسب. فتحت عينيها بتثاقل وقد تقلبت في الفراش إلى الجهة الأخرى فانصدمت حينما رأته بجوارها ونهضت جالسة على الفور وهي تبتلع ريقها.

البارحة كانت أجمل ليلة مرت عليها في حياتها لقد تذكرت، وهكذا شعرت وابتسمت بود وهي تتأمل تفاصيل وجهه الرجولية، قربه منها يربكها ويقلب كيانها ولكن لا بأس في ذلك ابدا كيف لطبيب مثله أن يتزوج فتاة مثلها؟ من حيث الفارق في كل شيء، عدم وفق في الطبقة أولا والتعليم ثانيا فهي لم تكمل دراستها بعد، وكان هذا سؤالها له بالأمس، ولم تكن تتوقع رده حين قال:.

– يمكن معاكي حق في اللي بتقوليه بس الحاجات دي مقدور عليها ينفع تكملي تعليمك عادي جدا لو حابة لكن أنا شوفت فيكي حاجة مش موجودة في متعلمين كتير وأغنيا كتير، «قلبك»! روحك، بساطتك طيبتك خجلك كل دا أنا ملقتهوش قبل كدا غير عندك أنت!

فردت عليه:
-بس دا مش معناه إن كل اللي في الطبقة بتاعتكم مش طيبين وكويسين..
-أكيد طبعا، بس زيك أنت مافيش ودي وجهة نظري أنا بس، أنت عاوزة إيه دلوقتي؟ ضحكت برقة وقالت:
-مش عاوزة حاجة أنا بس كان عندي فضول أعرف أنت بتفكر إزاي، أي حد مش هيتقبل علاقتنا وزواجنا أصلا..

-أي حد يروح ينام أصلا مش ناقصة الحكاية وجع دماغ في الحقيقة، وبعد ذلك لم تستطع الحديث مرة أخرى حيث اصطحبها معه إلى عالم آخر نهضت عن الفراش ببطء كي لا توقظه الآن وتوجهت إلى الحمام كي تغتسل وتتوضا ثم تقوم بتأدية الصلاة، ثم بدأت في إعداد طعام الفطا لم.

لأول مرة دون امر من أحد وإهانة من عمها وزوجته، دون ضغط وصياح ودون التعدي عليها أيضا، تنهدت بارتياح وشرعت في الإعداد بحب وهي تدندن بخفوت، وما إن انتهت ذهبت إلى الغرفة وهي تحمل كل شيء قامت بصنعه على الصينية، ثم وضعتها جانبا وذهبت إلى المهمة الأكبر وهي ايقاظه، راحت تضع يدها على كتفه في رقة وهي تنطق اسمه، استجاب لها بعد بضعة دقائق وما إن فتح عيناه حتى قال عابسا:
-إيه دا؟
-ايه؟
-إيه اللي بيحصل دا؟

-إيه خير في إيه!
-فيه قمر بيتكلم، أول مرة أشوف قمر بيتكلم! أشاحت بوجهها وهي تضحك قبيل أن ترمقه بنظرة مغتاظة، ثم قالت متنهدة:.

-الفطار جاهز..
-تسلم ايديكي الحلوين يا حبيبتي، تورد وجهها خجلا وهي تعدل صينية الطعام بينما يصلها صوته ضاحكا:
-طب قوليلي انت اللي حبيبي بحبك أي حاجة من دي يعني! سعلت قاصدة ذلك كي تتهرب من محاصرته هذه، في حين نهض هو مقتربا منها وراح يقبل جبينها بهدوء تم يخبرها:.

– هنروح زيارة النهاردة القصر مش عاوزك تقلقي من حاجة بابا وماما ناس طيبين وهتاخدوا على بعض على طول إن شاء الله، هزت رأسها موافقة في صمت وجلست معه يتناولا الطعام وبالطبع لم يمر هذا الوقت دون مزاحه المستمر وغزله الصريح، ولاحقا، عندما استقل معها السيارة وانطلق بها في طريقه إلى بيت عائلته..

نظرت له سماء بهدوء وسالته:
-ممكن تحكيلي عن مراتك، الله يرحمها؟ ابتسم سالم كعادته عندما يحادثها لكن هذه المرة كانت ابتسامة حزينة بينما يخبرها ببساطة:
-كان فيها منك على فكرة، مش في الشكل في الروح عارفة؟ لآخر يوم كانت بتتكسف مني يك كدا، لم
– عشان كدا اتجوزتني؟ نظر لها رافعا أحد حاجباه مع قوله:
-مش فاهم قصدك..
– عشان يعني شبهها في الروح..
-ولو، فيها مشكلة؟ حركت رأسها نافية وصمتت، ليقول هو:.

-أنت إنسانة وهي إنسانة تانية هي ماتت خلاص بس هفضل ادعيلها لحد ما أموت أنا الله يرحمها هي وبنتي واموات المسلمين..
-آمين يارب ويرحم بابا وماما..

تنهد مبتسما من جديد حين قال:
-كمان هفضل أدعي إنك تبقي جنبي لآخر نفس فيا، وإن يكون يومي قبل يومك عشان مش هقدر أستحمل مرارة الفراق تاني بادرت تقول بلهفة:
-بعد الشر عنك متقولش كدا، ثم لأول مرة التقطت يده بين كفيها وضغطت عليها مع قولها:.

-دا أنت بقيت كل حاجة في حياتي ومش عارفه لو مكنتش ظهرت كان إيه اللي هيحصلي، شكرا ليك ولكل حاجة عملتها عشاني، أخذ يدها ورفعها إلى فمه وراح يقبلها بحب وقد قال: شكرا ليكي أنت كمان عشان نورتي حياتي، ممكن أسألك سؤال؟
-لأ خليها شوية كدا مش ورا بعض..

ضحكت بمرح وهي تنظر من نافذة السياره فقال لها:
– اسألي
-إزاي قادر تعيش بالبساطة دي وقادر تضحك وتجبر بخاطر الناس وتساعدهم واللي يشوفك ميقولش أبدا إنك مريت بالحزن دا، اللي يشوفك هيقول إنك اسعد إنسان في الدنيا، حرك رأسه موافقا على كلامه مع توضيحه لها:.

-لأن بعد ما أبكي على اللي فات إيه اللي هيحصل هل هيرجع؟ ولما أعيش مكتئب هخلي اللي حواليا برضوه مكتئبين هخليهم عايشين وشايلين همي وليل ونهار بيفكروا، وعشان لما ارضى بقدر ربنا ربنا هيراضيني، واهو الحمدلله رضاني وأنا دلوقتي مبسوط وأسعد واحد في الدنيا فعلا، وفي نظرة إعجاب منها قالت:
-ياريت كل الناس تقدر تعمل زيك، وتمى أكون أنا كمان زيك..

-أنت بقيتي مراتي خلاص يعني أنا أنت وأنت أنا فهمتي حاجة؟ ضحكت ببراءة:
-فهمت كل حاجة.

-الحمدلله، وأدينا يا ستي وصلنا القصر، ترجلا من السيارة بعدما صفها، أمسك يدها بعد ذلك واتجه بها إلى الداخل، أخذت سماء تتلفت حولها بانبهار تام مما تراه هناك حيث الحديقة ذات المساحة الهائلة بأشجارها وأزهارها وهوائها الطلق، يفتح الباب لهم بواسطة الخدم وتمر معه إلى بهو القصر حيث الأثاث الراقي والديكور الرائع ٠. شعرت بريبة عندما كان يهبط والده الدرج ويقول باتزان:
-حمدلله على السلامة يا دكتور..

-الله يسلمك يا بابا..

هكذا قال سالم وهو يهم بترك يدها لكنها تمسكت بها بقوة، فضحك والده عندما شاهد تصرفها ذاك، ليقول باطمئنان:
-متخافيش يا بنتي نورتي البيت ابتسمت له سماء وردت بحياء:
-منور بحضرتك..
-اومال ماما فينب
-فوق في اوضتها، اطلع لها وأنا هستنى هنا مع سماء يلا، هز سالم رأسه موافقا وقال ممازحا قبل أن ينصرف:.

-خلي بالك منها، أنا بقول أهو! هنا امتي من انصرف سالم ضاحكا بينما اصطحب السيد عامر سماء معه حيث الصالون وجلس معها، وبدأ بالحديث معها كي يجعلها تطمئن أكثر…

وبينما كان سالم يصعد الدرج تقابل مع نهال التي نظرت له بغيظ وقالت بطفولية:
-حمدله على السلامة، بقى كدا تتجوز من ورانا وتسيبنا وتمشي ليه عملت كدا. ششش بس يابنتي إيه بالعة راديو على الصبح ما تهدي، نهال.
-خالتو زعلانة منك وعمرها ما هتسامحك أصلا، سالم بنفاد صبر:
-ماشي يا بوتاجاز اطلعي أنت منها بس واخفي من وشبي ٠. نهال وقد رمقته بغيظ:.

-اتغيرت يا أبيه سالم، أنا نازلة أشوف اللي غيرتك دي شكلها إيه! وفيها إيه أحسن مني أصلا إإ سالم وقد رفع حاجبه:.

-يا بنت أنت عيب كدا، دا أنت قد عيالى يخربيت
-أنا نازلة اشوفها..
-خدي بس تعالي هنا تعالي، قالت نهال بتأفف:
-نعم عاوز إيه! سالم مهددا:
-عارفة لو ضايقتيها، هز علك
-والله عال يا أبيه سالم، سالم وقد أغمض عيناه بغيظ:
-اخفي من قدامي، انصرفت نهال وهي تهمهم بكلمات تدل على غضبها، واستكمل سالم طريقه وهو يقول:
-مجنونة وهبلة، وصل إلى غرفة والدته وطرق الباب إلى أن وصله صوتها وهي تقول بجدية:
-ادخل..

الفور وابتسم باتساع لكنها لأول دخل سالم على تبادله الابتسامة وقابلته بعبوس تام، اتجه مرة لم انحنى سالم نحوها وجاورها على الأريكة ثم يقبل يدها ويقول بمرح:
-وحستيني والله، سمحت يا سالم أنا مش عاوزة أتكلم معاك لو
-ليه بس يا أم سالم، أنا عارف فعلا إني غلطان بجد بس مكنش قدامي حل تاني والله، ردت عليه بعتاب:.

-أنت ابني الوحيد عارف يعني ايه ولا حضرتك محتاج شرح؟ وبعدين ليه مكنش قدامك حل تاني هو اللي خلق البنت دي مخلقش غيرها ٢٢
-لا خلق كتير، بس هي دي اللي من نصيبي حضرتك مؤمنة وعارفة يعني إيه نصيب وكل حاجة بتحصل في حياتنا ربنا بيكون رايدها لينا متلومنيش عشان خاطري وانسي اللي فات أنا جبتها معايا عشان تتعرف عليكي وتتعرفي.

عليها عشان خاطري عامليها كويس هي والله طيبة جدا. قالت بغيظ:
-والله؟ وأنا بقى الأم الشريرة صح! قال ضاحكا:
-مين قال كدا دا أنت الطيبة والحنية كلها والله وعشان كدا عارف إنك هتحبيها وتاخديها في حضنك عشان هي يتيمة، رفعت حاجبيها معا قائلة:
-يا سلام على البكش يا سلام
-فكيها بقى عشان خاطري، تنهدت لقاء ونهضت عن مجلسها قائلة:.

-تعالى عرفني عليها وأمري لله اومال بس لو كانت شهادة عالية ومن بيت عيلة كدا كنت عملت ايه؟
-أنت عارفة إن دي اخر حاجة تفرق مع ابنك..
– عارفة يا مغلبني يلا تعالى معايا..

في الأسفل..
كانت عيني نهال تتفحصانها بدقة شديدة وترمقها بنظرات عدائية واضحة مما جعل عامر يقول بجدية:.

-نهال قومي اسأليهم كدا الغدا جهز ولا لسة، نهضت نهال بغيظ وتركتهما، ثم تتجه السيدة لقاء إلى المكان بصحبة سالم الذي راح يمسح على ذراع زوجته ويضمها إليه بحنان، ويتركها بعد ذلك تصافح والدته وتقول والدته بدورها وهي تفتح لها ذراعيها: تعالي يا حبيبتي أهلا وسهلا بيكي نورتينا، لم تتردد سماء وعانقتها ببراءة فربتت لقاء على ظهرها بحنو فهي على علم بما عانته سماء مع عمها منذ أول لقاء..

تبخر خوف سماء وتوترها عندما تصرفت لقاء معها بهذا الشكل فيتنهد سالم أيضا بارتياح وهو يبتسم لها، وقد قاما والديه بعد ذلك بالترحيب بها وقد دخلت هي إلى قلبهما بالفعل ببراءتها وطيبتها التي لا تتصنعها، وفي جو عائلي تناول الجميع طعام الغداء بين مزاح وضحكات سالم، وشاركتهم الصغيرة نهال في ذلك فهي لم تجد حلا اخر الجميع قد أحبها وسالم لم ولن يناسبها أبدا فتخلت عن وهمها وبدأت تعود لوعيها، بعد الغداء وقف سالم في حديقة القصر فقد جاءته مكالمة عمل وبعدما انتهى شعر بذراعيها تحيطانه من الخلف وشفتيها تطبعان قبلة في.

فابتسم والتفت لها ليجدها ترتجف خجلا وهي تنظر إلى عمق عيناه، تصرفها كان مفاجأة منها له بل قالت أيضا بهمس وهي تلتصق. له: اتسعت ابتسامته أكثر وهو يحاوط وجهها بكلتا يديه ويداعب وجنتيها بابهامه لثكمل سماء بكامل مشاعر ها:
-بحبك اوي، قبل وجنتها ثم جبينها وقال:
-بموت فيكي ربنا يخليكي ليا..

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى