ظل عمار وعلي يتبادلان الحديث والضحكات
وكذلك حنين ومي وهدي الي ان حدث مالم يكن متوقع ما كان قلب هدي يتملكه الخوف والفزع لأجله اصطدمت السفينة بصخر كبير في قاع البحر أدي الي كسر الجزء المتحكم بها مما ساعد في وصول المياه في قاع السفينة اعتلت صراخات وبكاء الأطفال بعد الاصطدم فمنهم من يبكي لاصابه بجسده ومنهم من يبكون خوفا علي القادم..
احتضنت هدي بناتها بخوف شديد فما تشعر به يتحقق أمام أعينها
اما السفينه فكانت أصواتها ترهب الجميع
ركض عمار الي الأسفل حتي يكتشف ما الذي حدث بالسفينه وتتبعه علي
ليصرخ بهم المتحكمين في السفينه أن يبتعدوا من ذلك المكان..
فجذب علي رفيقه وابتعدوا عن المكان ليستمع عمار حديث أحد المتحكمين بالسفينه يخبر القبطان ان السفينه علي وشك الغرق فالاصطدام كان قويا للغايه وستبدء المياه بأختراق اضلع السفينه فهي علي وشك الغرق بأي وقت وعليهم إخلائها وإنقاذ مايستطيعون من أرواح فزع عمار الي ما استمع اليه فعلي السفينه اطفال ونساء وشيوخ كيف سيتمكنون من انقاذ الجميع..
سأل القبطان علي المده التي يمتلكونها فأجابه الرجل بأسف أن أمامهم بضعه ساعات لا يتمكن من تحديدها
علم الجميع بما حدث للسفينه و بدأت حاله الفزع تسيطر علي الجميع
صرخ كبير القبطان بالرجال ان الوقت ينفذ أمامهم ووصول سفينه اخري من القاهره الي المكان المنشود يتطلب علي الأقل 10 ساعات فهل ستصمد السفينه لحين وصلهم جلس المتحكمين بالسفينه باهمال علي المقاعد..
لا يقوي احد علي التفكير فيما سيحدث صرخ أحد القباطنه بأن يحضرون قوارب النجاة ويحملون فيها الكهول والنساء والأطفال أما الشباب فهم أقوياء شيئا ما عن النساء والأطفال والكهول وبالفعل بدءو بتنفيذ الاوامر واخرجوا جميع القوارب الموجوده ف السفينه وامروا الأطفال والنساء والشيوخ بالصعود للقوارب أخذت هدي تحتضن بناتها والبكاء حليفهم فهي تريد أن تلتقي بزوجها قبل أن تموت ولا تريد أن تفقد احدي بناتها الي جاء دورها للصعود الي القارب وبالفعل صعدت هي وبناتها وحمدت الله كثيرا ودعت ربها أن ينقذ الكم الهائل من الأرواح وبدأ الرجال بتنزيل القوارب بحذر شديد باستخدام الحبال الي قاع البحر ليصرخ بيهم رجل يبكي ويخبرهم أن ابنته صغيره فعمرها لا يتعدي الثامنه من عمرها فكيف ستقوي علي محاربه الموت..
كيف ستغامر من أجل حياتها نظر الرجال للفتاة بحزن فالقارب لم يعد يحتمل اي وزن أخر
كان القبطان في موقف لا يحسد عليه نظر الي تلك السيده التي تحتضن بناتها وعينها تملأها الخوف والدموع نظر لها فهي الوحيده التي تمتلك اثنتان أما الباقي فلديهم طفل واحد فحكم القبطان وأصدر حكمه وكاد قلبه يقتلع من مكانه من شده حزنه علي ما سوف يتفوه به أن عليها التنازل عن احدي بناتها فالاخرون لا يمتلكون سوي ابنا واحدا أو ابنه.
علمت هدي بما يفكر فنظرت لهم بخوف شديد وعيناها يغطأها الدموع الحارقه
اقتربوا منها لتحتضن بناتها بخوف وصوت بكائها يعلوا المكان بأكمله
أبت أن تضحي بأحدي بناتها فهم فلذه كبدها كيف لها ان تتنزل عن أحداهما بتلك السهوله
لم يسع الوقت للتفاوض عليه إنقاذ ما يقدر عليه من أرواح فنزع من احضنها احدي بناتها وكانت حنين
صرخت وبكت وهي تتمسك بوالدتها وهو ينتشلها بالقسوه من أحضانها..
صرخت كأنها زهره بريئة تقتلع من غصونها قبل نضجها بكت وتمنت أن يتركها ليست للموت ولكن من أجل حال والدتها وشقيقتها تمنت لو تري والدها قبل أن تغادر الحياه ظلت تترجاه هذا القاسي من وجهه نظرها ولكن لا عليه فهو موقفه يحتمه علي فعل ذلك عليه إنقاذ الأطفال
وقعت عيناها علي الطفلة وهي تبكي فقررت أن تترك مصيرها لله عز وجل فإذا رحمت هذه الطفلة سوف يرحمها الله وايقنت ذلك بكت هدي ومي كثيرا أثناء هبوط القارب للاسفل..
صرخت هدي وهي ترا ابنتها بسفينه الهلاك صرخت بهم ان يجعلوها بها وتصعد إبنتها الي القارب ولكن الوقت محسوم أما حنين فكانت تطمئنهم باعلي صوتها أن الله معها ولكن هي بداخلها تشعر بخوفا مريع يقتلع جسدها
كانت مي تصبر والدتها أن الله لن يتخلي عنهم وأن حنين قويه وهي من الداخل محطمه فاختها الصغري لا تقوي علي فراقها أعلنت هدي استسلامها فلم تعد تحتمل فراق فلذه كبدها فوقعت علي ذرعي إبنتها كالجثه الهامده..
بكت مي وحاولت إفقاتها ولكن لم تستجيب لها
أما حنين فوقعت علي الارض باهمال تنتظر هلاكها مع سفينه حتمت عليها الهلاك…