رأت الموت بعيناها فستسلمت له فهو مصيرها المحتوم
انقطعت أنفاسها والموت يحوم حولها
يدا قويه انتشالتها من المياه يد المتعهد بحمايتها من الهلاك رفعها بكل ما أؤتي من قوه لتأخذ قسطا من الهواء
تنفست حنين بسرعه كبيره رأته أمامها نعم هو
عمار بصراخ:_أتنفسي يا حنين..
بكت حنين وأحتضانته بدون وعيا فهي رأت الموت بعيناها واستسلمت له وها هو يعيد لها الحياه من جديد
شعر عمار بأنه بعالم أخر لم يستشعر بشيئا أخر كل ما شعر به نبضات قلبه التي ترقص طربا
مرت الدقائق وهي متعلقه به تأبي الابتعاد عنه فالهلاك خارج أحضانه
عمار بتعب:_حنين صدقيني مش هسيبك انتي كدا بتشلي حركاتي
رفعت عيناها اليه فقال:_ سبيني..
واستسلمي للمياه وهي هترفعك
شددت من ضغط يدها بخوف علي قميصه وقالت بصوت متقطع من البكاء:_هغرق
عمار:_مستحيل أسيبك للموت يا حنين
نظرت له برجاء فستشعرت الصدق بعيناه فتركته واستسلمت للمياه
تمسك عمار بمعصمها وبدء بالسباحه بعيدا عن موقع السفينه سبح بها ببطئ شديد حتي لا تتأذي
تقدم بالسباحه الي رفيقه علي المرتدي لجاكيت النجاه رغم أنه يعرف السباحه يخشي من الموت لذنوبا ارتكبها..
عمار:_علي
علي بخوف:_عمار احنا هنموت
عمار:_علي اتفائل خير
علي باستغراب:_مين دي ثم تذكرها قائلا:_مش دي الا خبطت فيك هي ايه الحكايه بالظبط
عمار:_دا وقته يا علي
لمح عمار جزء من السفينه مطنوع من الخشب يطفو فوق سطح الماء..
أشار لعلي وتوجهوا جميعا له رفع عمار حنين برفق وصعد.هو الاخر وكذلك صعد.علي
كذلك فعل معظم الموجودين بالبحر اعتلوا أجزاء الخشب المتناثر علي سطح الماء
كانت حنين تنظر للجميع بريبه فالمعظم قد توافاه الله بالمياه
جثث تطفو علي سطح الماء جثث لاطفال ونساء وشباب بكت بخوفا شديد علي ان يكون مصيرها مثلهم
فتتمسك بيد عمار بخوفا شديد شدد من قبضته عليها ليبث لها الامان الذي أفتقده هو..
مرت الساعات ومازالوا بقاع البحر لا يوجد جديد سوي تزايد عدد الضحايا دائره موت تحوم بينهم تبحث عن الضعيف فتنتشله
تبقا عدد قليل من الناجين حتي هذا العدد كان يتناقص
عمار:_علي احنا لازم نتحرك
علي:_نتحرك فين انت اتجننت انت عايزنا نموت في نص البحر هنا ممكن حد يوصلنا
عمار:_لا احنا لو قربنا ممكن نوصل ليهم لو فضلنا هنا هنموت..
علي:_لا والله وانت الا هتعيش وانت معاك دي هتعوم اذي
عمار:_اتكلم بطريقه احسن من كدا يا علي
زفر علي بحنق وقال:_طب افرض محدش وصلنا هنعمل ايه
عمار:_أكيد حد بيدور علينا الحكومه المصريه او اي حكومه تابعه لحدود الدول دي
علي:_أمري لله..
عمار:_ونعمه بالله هنمشي حالا أعطي الجاكيت لحنين لانها مش بتعرف تعوم وانت بتعرف
علي بحقد:_مش هعطيها حاجه انت خايف عليها اكتر مني
حنين بخجل:_انا مش عايزه حاجه يا عمار
نظر له عمار بستغراب فعلي الذي امامه شخصا أخر لا يعلم ان الصعاب تظهر حقيقه الاشخاص..
وبالفعل بدء علي وعمار بالسباحه بعيدا عن المكان المتواجد به الجثث وبعضا من الذين علي قيد الحياه
كان علي متقدم علي عمار بالسباحه لان عمار يساعد حنين كان يشعر بأنه يقتل بالبطئ فهو استخدم ضعف طاقته لمساعدتها اي خطأ سيكلفه حياته وحياتها
نظر لعلي الحاقد الذي يرتدي ستره النجأه وهو يعرف السباحه حتي انه لم يتسائل علي أحد كل ما يعنيه نفسه
شعرت حنين بتعب عمار فبكت ونظرت له بعد ان توقف عن السباحه يستريح قليلا..
حنين بدموع تختلط مع المياه:_سبني يا عمار
نظر لها عمار بدهشه لتكمل هي:_هتموت معيا سبني
عمار بغضب:_أيه الكلام دا قولتلك متذكريش الموت فاهمه
مش هيحصلك حاجه لو وصلت اني اضحي بنفسي عشانك مش هتأخر ثانيه واحده
نظرت له باستغراب كيف له أن يضحي بروحه فداء لفتاه يعرفها منذ بضعه ساعات !
لما يفعل كل ذلك !
نظر لها عمار كأنه يقرء الاسئله التي تدور بعقلها
نظر لها نظره طويله وقال:_بحبك
لم تعلم ان كانت بحلما وسط الجحيم ام علي ارضا خضراء مملؤه بالعشق
نظرت له بحيره ليكمل هو:_عارف اننا بمصر عندنا عادات مختلفه الجواز التقليدي الاكتر بين الناس..
حتي انا كنت كدا لكن مش عارف ايه الا حصلي من اول ما شوفتك يا حنين حسيت برابط غريب بيربطني بيكي تعرفي اول اما السفينه غرفت وفقدتك حسيت ان قلبي هيوقف حسيت بروحي بتضيع مني دورت عليكي ذي المجنون لحد ما شوفتك بتغرقي حسيت ساعتها بخنجر تالم بقلبي شلل حركاتي اتمنيت يكون لي جناحات أطير بيهم ليكي..
فلو دا الحب فأنا بعشقك مش بحبك حب صدفه من أول ما شوفتك حب غير اي ظروف وانا هنا وسط الميه والموت بقولك أني بحبك يا حنين بحبك
بكت حنين وابتسمت قائله:_الظروف بتحطنا في مواقف غلط تعرف لو احنا مش في الميه ولا في الموقف دا انا كنت ضربتك بالقلم ولميت عليك الناس وقولت الشاب دا بيضحك عليا..
انفجر عمار ضاحكا فتاهت بسحر ضحكته التي تظهر للمره الاولي
ثم توقف ونظر لها قائلا:_كنت هخطفك لو عملتي كدا
ابتسمت حنين وقالت:_مفيش داعي تخطفني لانك فعلا خطفت قلبي
نظر لها وقال بفرحه:_طب أحضنك بقا
حنين بغضب:_عمار الله..
عمار بخبث:_يعني وعملتهاش قبل كدا
حنين:_لا عيب
عمار بمكر:_اوك برحتك
وابتعد عنها لتواجه المياه فتسرع لاحضانه
ابتسم واحتضانها هو الاخر متوعدا انهم اذا نجوا من الموت ستكون له
تابع عمار السباحه ومعه حنين الي أن تفاجئ بجثه رفيقه تعلو المياه..
غرق بغله رغم ارتدءه ستره النجاه غرق بالحقد المزروع بداخله غرق ليقابل مسيره المحتوم
بكت حنين وكذلك عمار خدعته دمعه خائنه من عيناه عليه فاقترب منه يتلمسه بحزن شديد علي حاله ثم فك الستره من عليه والبسها لحنين فلم يعد بحاجه اليها الان
ارهق عمار من المجهود الكبير الذي بذله فسبح قليلا وتوقف يلتقط أنفاسه التي ارهقت ليستسلم للمياه بارهاق ولم يستشعر بأنه يفقد الحياه..
صرخت حنين واقتربت منه تحاول ان تجذبه ولكنه أقوي منها كيف لها أن ترفعه بكت وصرخت بصوتها المبحوح لتجد سفينه تقترب منهم سفينه النجأه بين أمواج العشق
سفينه لتحمي عشقهم من الهلاك العشق الطاهر بين الاموات
بعد عده ساعات
أفاق عمار من غفلته ليجد حنين بجانبه ووجهها يعلؤه ابتسامه جميله للغايه
فتح عيناه علي مصرعها عندما وجد نفسه بسفينه عليها عدد قليل من الناجين..
أخبرته حنين انها سفينه النجأه التي بفضل تفكيره استطاعت ان تشير لهم علي موقع غرف السفينه الاخري فاتجهوا اليها لينقذوا هذه الارواح التي كانت تسارع للحياه
فرح عمار ولكن احتلت عيناه الحزن علي رفيقه
ترددت حنين كثيرا ولكن تحدت نفسها ووضعت يدها علي يده الموضعه ارضا لينظر اليها بحب شديد وخوفا من ان يفقدها بعد وصولهم
نظره تمتلئ الحب نظرتها هي له فأطمن قليلا..
ورفع يديها يغطئ شعرها الاسود المتناثر خارج الحجاب
خجلت حنين من لمساته الرقيقه لها واحمر وجهها خجلا
ابتسم عمار عليها وخلع خاتمه واعطاه لها ذكره لان تظل تذكره الي الابد
كما انه علم منها مكان سكانها واسمعا كاملا..
وصلت السفينه الي الشاطئ ورا عمار والده وكذلك حنين التي ابتسمت لرؤيه والدها يقف مع والدتها واختها بقلق شديد خشيه من ان لا يلتقي بابنته علي قيد الحياه
هنا الفراق بين العاشقين
نظرت له حنين نظره معبأه بالدموع ليحتضنها عمار والدمع حلفيه لم يعلم كم من الوقت احتضانها ليخرجها بحنان وينظر لها بعشق قائلا:_هرجعلك يا حنين انتي ملكي أنا فاهمه..
ضحكت وقالت بحب:_هستانك
ابتسم عمار وقال:_مش هيطول فراقنا أوعدك
ابتسمت له وتقدمت للنزول فنظر
لها نظره طويله محمله بالحب والعشق
نظرت له ثم تابعت طريقها الي والدها وما ان رأته حتي ركضت لاحضانه..
بكي والدها وهدي ومي بكاء محمل بالفرحه انها مازالت علي قيد الحياه
بكي محمد الذي عاد بالطائره بسرعه الريح ما ان سمع عن غرق السفينه
احتضن بنته بسعاده وحمد الله كثيرا..
كان يحتضنها وهي تنظر لمعشوقها الذي هبط من السفينه هو الاخر ليجد والده امامه ويبكي نعم بكي صاحب المليارات بكي خوفا علي ابنه ولم يتمكن بملايين المليارات انقاذ حياته احتضانه وبكي بسعاده لرؤيته علي قيد الحياه
نظر لها عمار وابتسم واحتضن والده بفرحه علي تغيره
أخذ محمد عائلته وانصرف وكذلك انصرف عمار مع والده.
مرت الايام وبقيت حنين محتفظه بالخاتم الذي اعطاها لها عمار حتي انها وضعته بسلسال حتي يكون قريب من قلبها
علم الجميع بما حدث وبالشاب الذي انقذ حنين
تمنا محمد ان يلتقي به ليشكره علي ما فعله مع ابنته
مرت الايام بدموع حنين علي فراقه لاول مره تشعر بالحب ولكن عليها التكتم فالبيئه التي تعيش بها تحرم فيها الحب حتي انها بكت الي الله فكان امرها محتوم علي ما فعلته حين تمسكت به بالمياه للنجاته..
بأحد الايام
خرجت حنين مع أختها مي للخارج لشراء ما يلزم لزفاف أختها فمي معقود قرانها
عادت الاختين من الخارج ودلفوا للمنزل بأكياس كثيره لتنصدم حنين عندما تجده أمامها نعم هو الذي وعدها بأنه سيعود وها هو أمامها يوفي وعد العشق المتيم الطاهر بين الامواج..
محمد:_تعالي يا حنين
دلفت حنين بخطوات بطيئه وجلست بجانب والدتها
لتجد ابيها يتشكره علي انقاذ ابنته والمفاجأه الكبري حينما طلب يدها من ابيها الذي وافق علي الفور فالحب بعيونه واضحا واذا حافظ عليها من الموت والهلاك هذا اثبات كافي لعشقه الشديد لها ودليل المحافظه عليها للابد
وبالفعل صارت زوجته لتنعم بالعشق معه بعد ان صارت قصتهم بين امواج وصدفه وعشق ليظل معا للابد..
تمت
جميل