روايات شيقهرواية احنا و القمر جيران

رواية احنا و القمر جيران الفصل الخامس

الفصل (٥)
__
_لو سمحت ألبس الكمامه وتعالا أصرف الدوا
_ياستى مانا جوا الصيدلية أهو وعاوز دوا ضرورى كان زمانك جبتيه

تأففت الطبيبة الصيدلانية زميلة هبة بصيدلية بالمشفى ،وهمت بالرد على ذلك الرجل العجوز
_ياعم الحج لازم تلبس الكمامه دى التعليمات ودى الإجراءات الاحترازية عشان فيروس كورونا!

أشاح الرجل بوجهه بعيد ولوح بيديه علامه الإعتراض،ومضى …تنهدت الطبيبة وجلست بجانب هبة

_ياهووووبااااا ،سرحانه ف إيه
زمتت هبة بشفتيها وقالت ب أسي
_سرحانه ف الل إحنا فيه دا والله ، معرفش جالنا منين الوباء دا وأمتى انتشر
أردفت اليها زميلتها فى إندفاع مضحك
_الله يخربيت الصين والصنيين وخفافيش الصين ،هما ياكلوا بلاوى زرقا وأحنا نلبس

تنهدت هبة بعدما رددت الحوقلة ، ف دنت منها زميلتها وسألتها ب خبث وصوت هامس
_ايييه مفيش أخبار عن الموز ؟
إنتبهت هبة فنظرت إليها من خلف النظارة والكمامه وقالت
_موز!! موز إيه،انت جعانه نفسك فالموز؟
_هبة متستعبطيش ،بسألك عن جارك ابوعضلات الموسيقار الل اسمه…
تبسمت هبة وقالت
_بيجاد
_ايوااا ،بيجاد وبهزار
ضحكا الاثنتين على ما القت به الفتاه من كلمه عبثية مضحكه ف أكملت تتحدث إلى هبة
_مفيش اخبار بقا بعد حركة الشجاعة الل عملها معاكِ دى

_لاء …بس يعنى طبعاً شكرته واتأسفت له ..ومن بعدها حصلت موجه الكورونا دى وخدولهم فترة مش ظاهرين وبعدها رجعوا بقو ملتزمين بمواعيد الحظر
ف بقوا يتدربوا بدرى ويمشوا بدرى وبقيت بعرف أنام …وبالشكل دا مفيش إحتكاك مابينا

غمزتها الفتاة بجانب سترتها بخفه وقالت ساخرة
_وانت عاوزة يبقا فيه احتكاك ياهوبااا

_إيه العبط دا ؟! ،لاء طبعاً انا كدا مرتاحه خالص وهو فحاله وانا فحالى
ولحالى …أحلالى !

___
قرص من ال_اسبرين_ وضعه بيجاد ب فمه ووتجرع جرعة ماء بعدها
إثر تهامس إثنين من اصدقاؤه بالفرقة من على بعد يتحدثون ..
_على فكرة ، الواد بيجاد عيان وانا شاكك كدا ف ..

قاطعه زميله غاضباً بصوت هادئ
_شاكك ف إيه متستعبطش ! دور برد عادى
_ياسلام!! دور برد عادى ! السخونية والكحه دى وعلى طول ومفيش خافض ولا بيبطل كحه
إحنا مش بنعرف نكمل تدريب من كحته

تدخل كريم وأردف الى الاثنين
_على فكرة انا مش سامع كلامكم بس خمنته ، بيجاد عنده انفلونزا بس شديدة وهنكمل بروفات واقفلوا عالحوارات بقا منك له

نظر أحدهم ل كريم قائلاً ب اعتراض
_كريم …والله انت شاكك زيك زينا بس مش عاوز تواجهه
_إسمع هو لو عنده كورونا مكانش قدر يقوم من مكانه ، هو بيتدرب معانا اهو ويلا انجزوا قبل الحظر

قام بيجاد بمناداتهم والهمة بالبدء ،كانوا مرتدين كماماتهم ومعهم زجاجات الكحول المعقم ،، بدأوا واخذت الساعات حتى بدء يسعل بيجاد ومن ثم اشتد السعال أكثر وأكثر حتى توقف الجميع!

_ايييه يابيجو؟!
_مفيش حاجه ياجماعة ، هقوم أخد جرعة من الدوا الكحة ونرجع نكمل

نهض احدهم معترضا تاركاً ال آله التى بيده وقال
_نرجع ايه يابيجاد ، بيحاد إحنا هنوقف وإنت لازم تنزل تعمل مسحه فالمستشفى

نظر بيجاد نحو صديقه بضيق وأردف له بشئ من العصبية
_مسحه!!! إنت عاوز تقول إن عندى كورونا ؟!
_ايوة كل اعراضك بتقول كدا

نهض كريم يهدئ من الوضع المحتد
_شباب شبااب ، مفيش حاجه اصلا
_لاء فيه ياكريم ،وبصراحه بقا إحنا خايفين ..العمر مش بعزقه
وانا مش هقدر أكمل لحد م نتأكد ان بيجاد كويس
لكن لو عنده عدوى …

اقترب بيجاد ناحيه رفيقه وأردف
_لو عندى ، هنسيب التدريب ونلغى اشتراك المسابقة؟!
ابتسم صديقة ساخراً من خلف الكمامه وقال
_وانا هعمل إيه بالمسابقه وانا فى تعداد الأموات!!

بعدما تلفظ زميلة بهذة الكلمات وكأنها ترشق كالرصاص ، نهض البقية وتركوا الآلات من يديهم
وهموا بالرحيل واحداً تلو الآخر …ف نظر بيجاد إلى كريم
_مستنى إيه؟
_بيجو …انا هاجى معاك نعمل المسحة ونشوف عشان نطمن عليك ،وعشان المسابقة وعشان حلمنا الل قعدنا سنين نحلمه …عشان خاطرى يا بيجاد

#نور_إسماعيل
___

متى القلب في الخفقان اطمأن؟! ل أمل دنقل
_بتقرى إيه ؟!
نظرت ياسمين الى مابين يدى هبة فوجدت كتيب صغير يحمل ديواناً ،كانت تقرأ ب تمعن
ف أوقفتها ياسمين ب أخذ الكتيب منها على فجأة وتحدثت إليها

_يابنتى بكلمك
_فيه إيه ياياسمين ؟
_سرحانه فالشعر ولا كأنك سمعانى
_لاء سامعة بس الكلام المكتوب اخدنى شوية

ضحكت ياسمين وقالت لها
_رومانسيتك دى هتوديكِ فداهية فيوم

تنهدت هبة بحزن وقالت وعيناها تتناقل بين أسطر الكلمات
_مش يمكن دى الحاجه الوحيدة ال مهونة عليّا

ثم سكتت ل برهه وتابعت
_عارفة ياياسمين ، أنا أوقات وانا بقرا ديوان شعر ويعجبنى
يتهيألى أن الكلام ليّا
وإن فيه حد فعلاً بيقوله ليّا… أى مشهد رومانسي بييجى فيلم
أى بوست مكتوب حلو من حد ل حد
انا متخيلة بطل فخيالى …وبتخيل نفسي قدامه
تأثرت ياسمين كثيراً لما قالته لها هبة ، ف ربتت على أحد كتفيها وضمتها إليها ب حنان
ونظرت إليها ب عمق فى حدقة عينيها وقالت
_بكرة الخيال يبقى حقيقة ،وهتعيشى كل دا …صدقينى !

___
وبعد مرور الأيام…
تأكدت نتيجة الفحص لدى بيجاد انه يعانى من فيروس كورونا !
قام بعزل نفسه بمنزله ،وحده دون أحد …
بعدما تم تبليغهم بأن الحفل المسابقة الكبيرة سيقام _اون لاين_وفقاً للإجراءات الاحترازية المتخذه.
أى أنه ،ستعزف كل فرقة بمفردها بمكانها ولجنة التحكيم ستستمع عبر الانترنت.

ولكن!
هناك مشكلة، مرض بيجاد بالفيروس اللعين جعل هناك تأجيلات للتدريبات
وبالاصل ..لم يتأكد أحد انه سينجو منه…أم لا؟!

كان يرقد وحيدا وسط عقاقيره المخصصه، بغرفته …هزيل الجسد
يتنفس بصعوبة ،يسعل بشدة …حرارة جسده مرتفعه
لايشعر بشئ ،فاقد حاستى الشم والتذوق..
كان يرن هاتفه عشرات المرات باليوم ،ظلّ عدد المتصلين فى إنكماش
وتضائل حتى وصل إلى اثنين فقط يتصلون به
كريم …ووالده !

وعلى الجانب الآخر، لاحظت هبة غيابه ..وغياب فرقته
فى بادي الامر تحدثت الى نفسها أنه من الممكن بشأن انتشار الفيروس
ولكن بمرور الوقت علمت أنهم كانوا يواصلون تدريباتهم أثناء هجوم الفيروس لأول مرة بالبلاد ولا تغيير حدث مثل هذا.

أتى أمر آخر بمخيلتها ،وهو أنه يمكن ان يكون بيجاد حمل اشياءه ورحل بعدما انتشر الفيروس ومن الممكن أن يكون هناك سبب قوى تم به إلغاء المسابقه فعاد الى بلاده !

قطعت هى الشكّ باليقين ،وهبطت تسأل العم عبدالله مالك العقار
ولكن ماقاله لها كانت المفاجأة!!

عادت منزلها تفكر فى أمره ، لقد اصيب بيجاد المغترب بالكورونا
ذلك المرض اللعين ..وقد تركه الاصدقاء والاقارب خوفاً
أما عنها …فتذكرت أنه كان السبب فى إنقاذ حياتها فى يوم ما ..
أن من دونه كان من الممكن ان تموت او يتم الاعتداء عليها ، الطابق التى تعيش فيه لم يسكن امامها
سوى رجل مُسن وزوجته ، أى أنه هو الشخص الوحيد الذى بعثه الله كى ينقذها من هذا المدمن غريب الأطوار.

تشجعت، استعانت بالله ،، بما إنها طبيبة
صنعت بذلة وقائية ،ارتدت الكمامه والقناع العازل فوقها
وغطاء اليد .والقدم ، وصعدت..طرقت بابه
واحدة اثنان ولايوجد رد
قلبها خفق ،هل مات!
طرقت مرة أخرى …ومرة ثالثه وفى الرابعه بعدما بدأت تتأكد شكوكها
سمعت صوته يأتى من الداخل ضعيييف للغاية
_ايوااا ، أنا مش..هقدر افتحلك يالى برة

_عارفه ،حاول تفتح يابيجاد ..انا هبة وجاية اساعدك
_دكتورة هبة …انا مريض كورونا وو
_عارفه ،وأفتح دلوقت حالا .. أنا مش خايفه منك وهساعدك
يالا

حاول بيجاد ان ينهض ، بصعوبة تمكن من الوصول للباب
ارتدى القناع الواقى لوجهه ،وفتح الباب
نظرت إليه وابتسمت ثم قالت
_الف سلامه عليك يا بيجاد ،متقلقش كل حاجه هتعدى
وأنا مش خايفه منك ،ومش همشى غير أما تبقى كويس وأحسن من الاول.

صفحتنا علي فيس بوك

تحميل تطبيق لافلي Lovely

قصه عهد كثولو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى