روايات شيقهرواية الحب لايكفي

رواية الحب لا يكفي الفصل السادس

الفصل السادس

منذ عادت سهى للداخل ورغم أنها تجلس بنفس الوضعية وتشعر بنفس الحزن لفراق أبيها المفاجئ والذى كان كضربة قوية تلقتها أثرت على تركيزها بشكل مؤكد إلا أن رؤيتها احتراق عثمان ترضيها ولا تهتم للسبب الحقيقي وراء هذه الثورة التى اشتعلت بكيانه يكفيها ويرضيها هيئته تلك.

ظلت دون أن تقترب من والدتها كما كانت طيلة النهار فهى تحمل أمها وزر زواجها من عثمان فلولا ما أقدمت عليه لما فكرت في الرضوخ وقد كانت قمة في السذاجة بالفعل ويحق له التهكم عليها كان يجب أن تتمسك بموقفها ما كانت أمها لتؤذيها وما كان أبيها ليفعل . ظنت أن عثمان يمثل لهما أهمية تفوق أهميتها لكنها كانت مخطئة وتهاونت في حق نفسها وحق الوعد الذي منحته لمحسن ولن تقبل من هذه اللحظة سوى بالمقاومة هى لن تكون لعثمان يوماً.

……………..

أوقف محسن السيارة فوراً منصاعا لرغبة وفاء في المغادرة وما إن همت لتفعل حتى نظر لها بحدة
_ لا هو الحقيقة غلط في حقى لما فكر في سهى وهى تخصنى

زادت حدة وفاء ونبرة صوتها أيضاً
_ هو ماكنش يعرف أنها تخص حد افهم بقا، مفيش حد غلط في الحكاية كلها غير سهى انت مش عاوز تشوف غير اللى يريحك ما هو كل واحد بيشوف الحقيقة من وجهة نظره هو اللى توافق ظروفه ومالوش دعوة بالناس.

التقطت نفسا عميقا وتابعت بنبرة أهدأ قليلا
_ محسن انا ساعدتك لانى كنت فاكرة سهى هتحارب علشانك بس هى ماحاربتش وحكايتكم خلصت افهم ده كويس .

أغلقت الباب بحدة لينظر فى أثرها بدهشة ترى هل هي مهتمة حقا لأمر ذلك الشاب أيضاً؟
ستظهر كل الخبايا قريبا فقد قرر أن يضع الصورة كاملة أسفل مكبر بصرى لن يتجاهل اي تفاصيل. حرك سيارته مجددا فما هى سوى أيام وتتأكد أو تنفى كل أفكاره.

………………..

ساعده الحزن على طمر غضبه حتى مرت الليلة بكل ما حملته من ضغوط وتفرق الجمع ولم يظل ببيت أبيه سوى أسرتهم التى فقدت عمودا قوياً لينذر فقده بترنح كيان العائلة أجمع.
نهضت هنية من مكانها بضعف واضح تترنح فى خطواتها لتسرع نحوها هالة بفزع
_ رايحة فين يا هنية؟
_طالعة شقتى يا هالة، رايحة بيت خيرى وهنام في سريره

نظرت هالة نحو زوجها بقلق لكنه لا يملك حيلة ولا يمكنه منع هنية التى تقدمت ببطء ليسرع نحوها عثمان
_ انا جاى معاكى يا خالتى يلا يا سهى وانت يا ماما ابقى هاتى البنات من عند الجيران، ماتقومى يا سهى

تحركت سهى ببطء ارجعه والديه لحالة الحزن التى تنهك أرواح الجميع لكنه رأى بوضوح كراهية سهى لصحبة أمها يبدو أن هناك الكثير من الإصلاح الذي تحتاجه ابنة عمه.

أغلقت هنية باب غرفتها فور أن دخلتها معلنة رغبتها في الانفراد بنفسها وفى نفس اللحظة قبض عثمان على ذراع سهى وسحبها خلفه بقوة نحو غرفتها ، دفعها للداخل حتى سقطت دون أن يهتم لتلك السقطة وهو يغلق الباب ويقترب ليشرف عليها من علوه بهيئة نجحت في افزاعها لتنكمش على نفسها لكنه بدأ توبيخه بنبرة صوت خفيضة محملة بالغضب
_ بقا حبيب القلب جاى لك لحد باب بيتى وانت بمنتهى البجاحة خارجة له؟

انتفضت مع جذبه لها مجددا لتستقيم أمامه وهى تحاول تبرير موقفها
_ انا ماكدبتش عليك ولا غشيتك انا قولت لك الحقيقة

دفعها عنه برفض واضح
_ قولتى الحقيقة بعد ايه ؟ بعد ما بقيتى مراتى قدام الناس، بعد ما أمنى ابوكى عليكى؟ ابوكى اللى الصبح كان بيوصينى عليكى وانت ..

قاطعته صارخة دون أن تعبأ بصوتها الذى خرج من الغرفة
_ وانت عملت بالوصية وأسهل حاجة عندك تمد ايدك عليا ، ما انت همجى لا تعرف تعاشر ولا تعرف تتفاهم

_ انا همجى!!
أشار إلى صدره مستنكراً رؤيتها له بهذه الصورة
_ انا مش هوريكى الهمجية دلوقتى لا ده مكانه ولا وقته بس انا هوريكى عثمان زى ما انت شيفاه اصبرى عليا تربيتك من أول وجديد على ايدى، أخفى من وشى وغورى نامى

عقدت ساعديها بتحدى وهى تظهر له مدى كرهها له وعزمها على تحديه ومقاومته متحدثة بقوة بالغت في إظهارها
_ لو فاكر انك تقدر تتحكم فيا يبقى بتحلم .

نظر لها بتركيز وكأنه يراها لأول مرة وهو بالفعل يفعل، لم ير هذا الجانب السطحى التافه منها سابقا فمنذ ودعت عهد الطفولة ووضعت بينهما الحواجز حافظ هو على الصورة البريئة المدللة التى كانت عليها بينما برعت هى في تشويه نفسها واوشكت على النجاح
_ بلاش تستفزينى يا سهى لأنى مش طايقك ، ولو عرفت انك قابلتى الباشا لو صدفة هتندمى
_ انا من أول الأسبوع هنزل شغلى في شركة محسن و..

ابتلعت ما تبقى من هراء كلماتها مع الصفعة التى اشعل بها وجنتها واطفأ بعضا من احتراق صدره
_ كلمة زيادة ومش هضمن نفسى

لم تعتد هذه المعاملة القاسية لطالما كانت مدللة أبيها ومدللة الجميع حتى هذا الذى أصبح زوجها لتكتشف أنه لم يعد عثمان الذى نشأت معه .
كبتت صوت بكاءها واتجهت لفراشها بينما اتجه هو للخارج ليهبط إلى شقة والديه فهو عاجز تماماً عن تحملها حاليا وبعده عنها هو الحل الأمثل.

اقتحم شقة والديه وكانت أمه تحاول إطعام الفتاتين ووالده يجلس بالقرب منهن ليتجه نحو غرفته دون كلمة واحدة، نظر له صبرى بحزن ثم تنهد بألم وتبعه مغلقا الباب لتتنهد هالة بحزن فمن الواضح أن عثمان وسهى يعانيان وليس هذا وقتا مناسبا لتخليه عنها بهذا الشكل .

……………

نظر عثمان إلى صبرى الذى يمكنه ببساطة رؤية معاناته ورغم ذلك يلحق به متقصيا أخباره
_ كل ده علشان اللى جه يعزى؟ يابنى بنت عمك لسه متخرجة من كام يوم وطبيعى زمايلها يسألوا عنها لكن مجرد ما يعدى شهرين تلاتة كله هيتلهى في حاله
_ مفيش حاجة يا بابا انا سبتها بس تبات جمب خالتى وتاخد حسها
_ بقى انت يا عثمان فاكر انى مش عارفك؟ يابنى طول بالك على بنت عمك دى خلاص مالهاش غيرك انت سندها

تنهد محاولا السيطرة على نفسه فكيف له أن يخبره أن ابنة أخيه لا تريد دعمه ولا قربه ولا تريده كليا
_ ماتقلقش يا بابا كل حاجة هتبقى تمام

يعلم خيرى أنه يكذب لذا يتهرب من النظر إليه لكنه منهك تماماً لذا قرر أن ينسحب ويمنحه بعض الوقت عله يتمكن من السيطرة على الأمور ويمكنه التدخل إن لاحظ تأزم الوضع.

دار عثمان على عقبيه فور مغادرة أبيه وهو يشعر أنه محاصر تماماً ، الجميع يضغط عليه وهو عاجز عن إتخاذ رد فعل يناسب ما يعانيه من ضغوط، ألقى بدنه فوق الفراش فهو سيبقى هنا لثلاثة أيام ومن ثم يعود بها لمنزله وحينها سيكون أهدأ ويمكنه أن يصل معها لحل يحافظ به على كرامته رغم أنه يشك أن تملك هى نفس النوايا.

…………………

مر الليل طويلاً يؤلم الجميع حتى أفرج عن اراوحهم شروق الشمس .
غادرت هالة غرفتها حيث تركت صبرى الذى لم يغمض له جفن طيلة الليل عله يحصل على ساعة واحدة من الراحة تمكنه من المتابعة .
اتجهت لغرفة عثمان لكنه لم يكن فيها لتشعر ببعض الراحة فربما راجع نفسه ورأى أن التوقيت غير مناسب لبعده عن زوجته فهى تعلم عثمان جيداً ليس ممكن يكابر في الخطأ لذا اتجهت إلى المطبخ فاليوم سيكون طويلا أيضاً.

………………..

جلس عثمان فوق المقعد المجاور لفراش سهى منذ تسلل لغرفتها مع الفجر فقد أصرت أمه على نوم سارة بصحبة عالية فأصبحت الغرفة لهما فقط وهو لا يريد المزيد من المعاناة لوالده، يمكنه أن يتحمل المزيد لأجله وربما لأجل الجميع عداه .

يراها تنام أمامه نوما غير مريحا ليتمنى أن يطلع على أحلامها التى تسحبها من عالم الواقع، يعلم سهى جيداً منذ نعومة أظافرها ليست ممن يقبل التسلط أو التحكم وبالكاد تقبل تنفيذ أمر لأقرب الأقربين، روحها مقاتلة ثائرة وحربه ضدها ستكون خاسرة إن ظل على نفس الأسلوب الذي تدعوه همجيا بينما هو ليس أكثر من دفاع شرعى عن حقه فيها.
يمكنه المداهنة فإن ظنت نفسها ذكية فهو داهية يعرف جيدا كيف يصل لأهدافه وهى ليست هدفاً له لكن هدفه الحقيقى هو وصية عمه .

فتحت عينيها ليرى الفزع محتلا ملامحها لرؤيته لكنه كلل وجهه بإبتسامة متهكمة متسائلاً
_ إيه شوفتى عفريت؟
_ كفاية شوفتك انت

لم يؤثر صوتها ولا هجومها عليه ولم يثر غضبه كما توقعت أو تمنت بل ظل على نفس وضعه وتابع بهدوء
_ سهى انا وأنت اتغصبنا على الجوازة دى وبما إننا هنكمل مع بعض يبقى لازم نحترم بعض وعلشان نحترم بعض لازم نثق في بعض وانت بتعملى كل حاجة ممكن تهز ثقتى فيكى

ابتسمت هى أيضا بتهكم وهى تنظر له مستنكرة ظنه حتى الآن أن بإمكانهما المتابعة معا
_ عثمان مفيش أمل أننا نكمل مع بعض
_ وانا مش هخالف وصية عمى ولا رغبة ابويا علشان شوية عند وجنان في دماغ واحدة مدلعة ومش فاهمة الدنيا زيك

أصاب بسهولة نقطة هدفه فهو يعلم أنها ستحاول إثبات عكس رؤيته لمجرد المخالفة فقط
_ انا فاهمة الدنيا كويس

قاطعها فورا دون حدة تذكر
_ اللى فاهم الدنيا بيبقى قد المسؤولية
_ انا ..
قاطعها مرة أخرى
_ انت كل همك تجرى على حبيبك وترجعى له من غير ما تفكرى لحظة إذا كنت مناسبة ليه ولا لا

صدمت من الفكرة فكيف يراها بهذه الضآلة؟
_ انا مش قليلة انا مهندسة وبكرة هشتغل
_ هتشتغلى في شركته هيبقى فين النجاح وهو طبعا هيبروز صورتك ويحسسك أنك ناجحة بس علشان تبقى مناسبة ليه ويتجوزك لانك عجباه هو لو بيحبك عمره ما كان عرضك لموقف زى امبارح وهو عارف انك اتجوزتى
_ ماكنش يعرف

اهتزاز نبرتها أظهر عدم ثقتها فيما تفوهت به ليتابع بنفس القوة
_ انت مصدقة نفسك؟؟

استقام واقفا لتنظر له بترقب لكنه لم يهتز او يرأف بها وتابع
_ انا من حقى امنعك تشتغلى بس انا مش هعمل كده لكن هراقبك لأنى مش واثق فيكى حتى لو هتشتغلى معاه مش همنعك

تحرك نحو باب الغرفة لتحتد نبرتها فوراً
_ مش هشتغل معاه انا هقدر أشق طريقى وأثبت نفسى للكل

انشقت شفتيه عن ابتسامة واهنة فقد ربح الجولة الأولى ويتمنى ألا تعيده خطوات للخلف فهذه الفتاة يخرج من فمها ما يبعث أسوأ ما فيه كرجل لم يتخيل يوماً أن يحتد على زوجته ووصل معها للضرب في زواج استمر يومين فقط.
_براحتك

تابع مغادرته بعد أن ألقى كلمته وكأنه بالفعل لا يهتم لتستوقفه بنبرة مستعطفة اعتاد عليها منها
_ عثمان انا عاوزة موبايل

دار ينظر نحوها وقد بلغ صدر الباب لتتابع بنفس النبرة
_ ماما واخدة موبايلى من زمان

أخرج هاتفه المحمول وتركه فوق طاولة قرب الباب عليها أن تعلم أنها لم تعد مجابة الطلب كما اعتادت فقد أخطأت الكثير من الأخطاء وعليها تحمل النتيجة.

رأته يغادر لتسترخى فوق الفراش مرة أخرى وهى تتذكر المرة الأخيرة التى سمعت صوت أبيها عبر هاتفه الذى تراه أمامها الآن ليتردد صوته مرة أخرى
_ بكرة لما تعاشرى عثمان وتعرفيه كويس هتعرفى أننا اختارنا لك راجل يستاهلك ويقدر يحافظ عليكى

إلتقى حاجبيها بحيرة وهى تتذكر أنها أنهت المكالمة بنفسها واعادت إليه هاتفه فمتى تحدث إلى أبيها إذا؟
إن كان هو من تسبب في صدمة أبيها وأخبره بما حدث منها فمتى فعل هذا؟

هل تظلم عثمان؟

تنهدت وعاد عنادها يسيطر على أفكارها فهى إن ظلمته بعدة افكار وبضعة كلمات فقد ظلمها هو لمجرد أن فكر في الزواج منها وهى لن تتراجع عن قرارها ستثبت نفسها ثم تبتعد عنه للأبد حيث لن يكون لأمها السلطة عليها مرة أخرى.

…………………….

مرت أيام العزاء بطيئة مؤلمة تتحاشى فيها التصادم مع أمها أو الحديث ايضا وقد لاحظ عمها ما يحدث وعثمان لا يغفل ذلك لكنه يصب جم اهتمامه على الصغيرة سارة مقتنعا أن سهى عليها التعامل مع حزنها وحدها مادامت ترى نفسها على قدر من المسئولية يؤهلها للخروج للعمل.

كان يقضى لياليه بغرفتها وبمجرد أن يدخل يتسطح ويوليها ظهره ثم يغفو سريعاً ورغم رفضها نومه بغرفتها فقد عجزت عن إعلان هذا الرفض أيضاً.

مع بداية اليوم الرابع بعد الوفاة استيقظ الجميع وكانت الأنفس قد هدأت قليلا تجمع الكل بمنزل خيرى حيث هنية التى لم يسمع أي منهم صوتها منذ يوم الوفاة ولم تتوجه بكلمة لأي منهم أو لغيرهم .
نظر لها صبرى بحزن
_ وبعدين يا بنت عمى هتفضلى ساكتة لحد امته؟
نظرت له بألم ولم تتحدث لتجيب عنها هالة
_ معلش يا صبرى خليها براحتها
صمت صبرى لدقيقة ثم نظر نحو عثمان الملتزم الصمت
_ قوم يا عثمان خد مراتك وروح وخليك راحة اسبوع كمان وانا هوالى الورشة

لا يريد عثمان أن يحتجز معها بمكان واحد لذا اعترض فوراً
_ لا معلش يا بابا هبقى انزل ابص على الورشة انت عارف ماليش في قعدة البيت وبزهق بسرعة .
_ خلاص انت حر انا نازل الورشة

ونهض مبتعدا عن جمعهم لينهض عثمان أيضا مقبلا رأس خالته وأمه
_ انا هروح وارجع بعد شوية ، يلا يا سهى
نظرت له بحدة واضحة لكنها نهضت وتبعته بصمت ليغادرا نحو منزلهما المستقل .

فتح عثمان الباب لتتخطاه نحو الغرفة مغلقة الباب دونها ولكنه إعتاد جفاءها بالفعل فلم يهتم بتلك الثورة التى تعتريها واتجه إلى الأريكة يريد أن يحصل على قسط من الراحة بعد عذابه الأيام الماضية فنومه في فراشها كان كنومه فوق حصيرة من الجمر .

دخلت للغرفة لتكره رؤيتها بهذه الفوضى منذ ليلة زفافها المشئومة فتبدأ ترتيب تلك الأعراض، كانت سترته لازالت ملقاة بإهمال بطرف الفراش حيث نزعها عنه لتحملها بتضرر وتتجه للخزانة . علقتها وقبل أن تتركها فتشت جيوبها لتنظيفها كعادة شخصية منها وسرعان ما سقطت بين أناملها تلك الممنوعات، سحبت كفها ونظرت إليه بدهشة وغضب ثم دارت على عقبيها واتجهت للخارج فقد وجدت سبيلا لإنزال غضبها به .

كان متسطحا فوق الأريكة ونظر نحوها بلا اهتمام لتلقى ما تحمله فوق صدره بحدة وهى تستنكر بوقاحة
_ انت كمان بتمثل عليا وعايش دور الزوج المصدوم وانت اصلا مش راجل وبتاخد منشطات؟

انتفض جالسا وقد حررت شياطين نفسه باختيار كلماتها المستفزة لتتقد عينيه بغضبه وقد عادت لتستخرج أسوأ ما فيه لكنها لن تتمكن من تحمل تبعية هذا

صفحتنا علي فيس بوك

تحميل تطبيق لافلي Lovely

رواية زواج لم يكن في الحسبان الفصل 15

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى