السابع والعشرين
منذ غادرت سهى المنزل ترك نفسه لأفكاره لتتقاذفه بينها كيفما شاءت لتزيده تشتتا وضياعا ، لم تستغرق زيارتها أكثر من ساعتين ومع حساب المسافة إلى العنوان الذى أخبرته به فزيارتها نفسها لم تزد عن نصف ساعة وليس هذا ما شغل فكره بل من قابلت هناك؟
لقد جاء ذلك الشاب مرافقا وفاء لتأدية واجب العزاء فهل هو مقرب منها لدرجة مرافقتها ؟
بالطبع سيكون هناك كما كان فى وفاة عمه
زاد تأكيد عقله على هذه النقطة من تملك الإحباط من نفسه وزعزعة السكينة التى حصل عليها مؤخرا .
سمع صوت الباب ثم خطواتها التى تتقدم نحوه لينتبه محاولا استعادة هدوءه الظاهرى مع دخولها الغرفة مبتسمة
_ اتأخرت عليك ؟
هز رأسه نفيا مع دهشته لتلك الابتسامة التى لا تتناسب برأيه مع المكان الذي جاءت منه ليحاول الحفاظ على صمته بينما بدأت تبدل ملابسها بأريحية مزعجة بالنسبة له ثم اتجهت نحو الفراش لتجلس بالقرب منه
_ مالك ساكت ليه ؟
حاول أن يبدى ابتسامة لا تنبع من صدره وهو يعقد ذراعيه متسائلا
_ أبدا ، قولى لى بقا شوفتى زمايلك هناك؟
_ ابدا مفيش غير أهل وفاء هى قالت لى أن صاحب الشركة اللى بتشتغل فيها وواحد زميلها هناك معاها من وقت ما عرفت
_ ماكانوش زمايلكم يعنى؟
_ لا طبعا
عفويتها فى الإجابة على تساؤلاته اشعرته ببعض الراحة لولا رغبته في معرفة من هو صاحب تلك الشركة
_ كويس أن وفاء اشتغلت بسرعة كده
_ دى تانى شركة تشتغل فيها ، شركة صغيرة بس شكلها مرتاحة فيها ، تعرف الغريب أن محدش راح من زميلاتنا رغم فى اكتر من واحدة ساكنة قريب مننا
بدأ يشعر أنه تمادى فى إتباع ظنونه لذا قاد الحوار لاتجاه آخر
_ انت اكيد زهقتى من القعدة جمبى ، كلمى زميلاتك واخرجى معاهم
ضحكت سهى وهى تنظر نحوه مستنكرة
_ عثمان انت عمرك شوفتنى خارجة مع زميلاتى ؟ هو انت بتنسى اللى يخصنى انا بس ولا إيه ؟
حاول أن يبتسم مبررا موقفه
_ انا بس مش عاوزك تضايقى
_ انت حاسس كده علشان انت مضايق طبعا واحد زيك ماكنش بيقعد فى البيت نص ساعة لازم يضايق لكن أنا مش مضايقة ولا زهقانة ولا عاوزاك انت تبعد عنى
بدأت ابتسامته تسطع بصدره ليظهر صفاءها مظللا قسماته ، مجرد رغبتها التواجد بقربه ينفى كل الظنون الحمقاء التى تبعها عقله الأخرق، عليه أن يعمل على حل تلك المشكلة داخله فهو كما يبدو أصبح مؤخرا مزعزعا داخلياً.
……….
لم تعايش وفاء هذه التفاصيل بهذه الدقة مطلقاً لذا ظلت تراقب فى صمت دون تدخل فعلى فى تفاصيل الأحداث فقط تراقب وكأنها ليست طرفاً في هذه القصة ، زيارة سهى خففت عنها كثيرا فهى لم تتحدث منذ غادرت غرفة عمها لكن سهى غادرت سريعا لتعود هى إلى الصمت .
اقترب عزيز من موقعها وقد بدى الهرم على وجهه وقد فقد أبيه منذ عدة ساعات فقط
_ وفاء استاذ عمار ومحمد عاوزين يعزوك قبل ما يمشوا ومش هينفع ادخلهم وسط الحريم ولا هينفع تخرجى وسط الرجالة.
لم تتغير ملامحها ورفعت هاتفها لتطلب رقم محمد وتنتظر لحظة واحدة قبل أن تقول
_ انا حبيت اشكرك واشكر أستاذ عمار على تعبكم معايا النهاردة بس مش هقدر أخرج علشان الصوان … لا مفيش داعى للإجازة انا جاية بكرة إن شاء الله.
أنهت المحادثة التى لم تتعد أربعة جمل لتنظر نحو عزيز وكأنها تطلب منه المغادرة ليغادر بالفعل فهو فاقد تماما لأي مقدرة للتحاور أو المناقشة .
……….
غابت سهى عن عثمان منذ ساعة أو أكثر، شعر بالكثير من الملل في غيابها، هل كانت تشعر بالمثل في غيابه؟
تلهف قلبه لإجابة هو لا يملكها فعليا لكنها ستغير الكثير بالفعل، لقد ظن حين طلبت منه التقدم للدراسات العليا أنها تريد أن تتعالى عليه بالمزيد من الشهادات العلمية لكنها كانت بالنسبة له منجى من عملها بشركة ذلك المغرور .
تحرك رغم شعوره بالخمول مغادرا هذا الفراش ليتجه للخارج باحثا عنها قبل أن تصل أمه وخالته وتنتزع منه لساعات إضافية.
كانت بالمطبخ ليتجه نحوها بلا تردد متأففا
_ سهى انت بتعملى إيه وسيبانى لوحدى انا زهقت
_ بعمل أول وأهم إنجاز فى حياتى
_ اللى هو إيه يعنى؟
_ صينية مكرونة بالبشاميل
ضحك رغما عنه لوهج الحماس الذى يتراقص بين اهدابها ثم تقدم ليجلس قربها
_ تسمحى لى اشاركك إنجازك العظيم ؟
نظرت له محذرة من التهكم لكنه ضحك وأحسن التقاط الحوار وتأويله ليتساءل
_ هو انت ليه مااشتغلتيش بعد الجامعة ؟
تنهدت سهى فهى مجبرة على مواجهة الماضى مع كل تساؤلاته وكأن هذا الماضى يصر أن يصفعها بحقيقة سطحية أفكارها ورؤيتها القاصرة عن التمييز بين الناس بينما تجهم وجهه لهذه النهدة والتقى حاجبيه ليتساءل
_ كل دى تنهيدة؟
زمت شفتيها ثم أجابت
_ كل ما افتكر ازاى كنت سطحية وتافهة بزعل من نفسى.. انا جالى عرض شغل واحد ماكنش مناسب ولما زهقت من قعدة البيت قدمت على دراسات عليا قولت درجة الماجستير هتفتح قدامى ابواب اكتر وانت بنفسك مدينى الفلوس قبل الحادثة بيوم واحد.
تعلقت عينيه بمحياها، لكم أصبحت صادقة معه!
عليه أن يطرح كل ظنونه عن رأسه وصدره ويمنحها الثقة التى تستحق .
_ طيب سيبك من الكلام وركزي فى المكرونة
_ مش انت اللى سألت ؟
تلك الحدة التى تصرخ معلنة عن نفسها تذكره بصورة أصغر منها كانت أكثر براءة لذا ابتسم رغم تلك الحدة
_ سألت سؤال برئ لكن أنت قاعدة تتكلمى ونسينى الأكل وانا بطنى وجعتنى من الأكل المحروق اللى بتعمليه
_ انا بعمل أكل محروق يا عثمان ؟
_ ده انا بجاملك لما بقول عليه أكل
اتسعت عينا سهى دهشة ليتابع بنفس نبرة صوته المتهكمة قاصداً مشاغبتها
_ انا اكيد يوم الحادثة اكلت من ايدك وعينى زغللت ولا جالى تسمم، يعنى انت اللى عملتى فيا كده
زار الوجوم قسمات وجهها معلنا عن زحف الحزن الذى سيطر بسرعة غير متوقعة منه فقد عاشت ليال لا تنساها تلوم نفسها على ما حدث بينما اهتزت ابتسامته دون أن يفهم ما يحدث معها ليتساءل
_ مالك يا سهى؟ انا بهزر علفكرة
نفضت نفسها لتتجه نحو الفرن فى محاولة لتجاهل سؤاله ، تفقدت ما تعده ثم اتجهت نحو الحوض لتبدأ جلى الأطباق
_ هى خالتى اتأخرت النهاردة ليه؟
_ زهقتى منى ولا إيه ؟ دلوقتى يجوا ومااعرفش اتلم عليك كام ساعة
نظرت نحوه بدهشة مستنكرة
_ إيه ده انت بتغير ولا إيه؟
_ بغير!! ده انا نفسى اقول لهم سيبوها لى يوم واحد على بعضه احس اني متجوز يا ناس
ضحكت بقوة وهى تهز رأسها مستنكرة أفكاره ، لازال يستخدم عكازيه لذا لا صوت لخطواته ، استغل ذلك وتحرك ليقترب منها حتى أصبحت في مرمى صدره لكنه يعجز عن ضمها والمحافظة على اتزانه فى الوقت نفسه لذا أفرج عن أمنيته هامسا
_ نفسى اخدك فى حضنى وخايف اوقعك معايا
لم تفكر لحظة واحدة وتركت من بين يديها لتدور حول نفسها وتضمه بقوة وكأنه سيتلاشى بغتة ، تنفست بعمق تختزن بعضا من رائحته قبل أن تهمس
_ عمرى ما اقع وانت جمبى انا كنت هقع وانت بعيد الحمدلله انك رجعت لى علشان تسندنى .
اغمض عينيه يتمسك بكل ذرة من هذا الإحساس المسكر لحواسه وهى بهذا القرب تروى قلبه بهذا الاحتياج ، اعتمد على ساق واحدة وأحد عكازيه ليحيطها بذراعه بلهفة فهو بالفعل يشعر أنها كانت جزءا مفقودا من روحه وجده بعد ضياع كاد يهلكه.
نثر بعضا من أشواقه بين ثناياها ليذوب مع نشوة نيله هذا الرضا لكن تأتى الرياح بما لا تشتهي سفنه ليعلو رنين جرس الباب معلنا انتزاعها منه وإلقاءه خارج نعيمه الذى يسكن بين ذراعيها.
ابتعدت عنه برفق لتلتقط عكازه ، نظرت لوجهه لترى كم يحترق لكنها اقتربت لتترك بذرة شوق فوق وجنته قبل أن تهرول نحو الباب ليعود إلى المقعد بصمت .
سمع صوت أمه المتساءل عن سبب تورد وجهها وسمع ردها الذى ينسبه إلى حرارة المطبخ ليزفر بضيق فهو لم يحظ بجنى تلك الورود التى تفتحت فوق وجنتيها .
…………….
عادت وفاء ليلا للمنزل وصحبتها شقيقتها وزوجها فالجميع يرى برضوح أنها تعانى تشوشا مجهول السبب، لم تكن مقربة من عمها لهذه الدرجة ليتسبب فقده في تشوش ذهنها.
كانت سميحة تنتظر عودتها وقد أعدت لها طعاماً فهى تثق أنها لن تتناوله خارجاً، تقدمت للداخل لتجد سميحة تنتظرها فتتساءل
_ اختك وجوزها مشيوا ليه؟
_ اليوم كان طويل يا ماما ومحتاجين يرتاحوا
_ كانوا أكلوا الأول
_ عزيز وريم صمموا ياكلوا هناك
_ طيب هجهز لينا الأكل
_ اه يا ماما انا جعانة اوى
اتجهت سميحة للمطبخ بينما اتجهت وفاء لغرفتها لتعود بعد تبديل ملابسها فتجد أمها تنتظرها لتجلس فورا وتبدأ تناول الطعام، نظرت لها سميحة بدهشة
_ مالك يا وفاء؟
_ ابدا يا ماما جعانة
_ انت زعلانة على عمك؟
تخلت عن تناول الطعام الذى تتهرب من خلاله لتنظر نحو أمها فيظهر صراعها وتشوشها
_ انا مش عارفة احدد احساسى، حاسة انى اتخذلت تانى، فكرت أن فعلا هيبقى لينا عيلة بس اهو يا دوب عرفناه ومات ، تقدرى تقولى لى يا ماما كان بيرجع لنا ليه؟ ليه يرجع قبل ما يموت علشان يوجعنا اكتر ما كنا موجوعين؟
ربتت سميحة فوق كتف ابنتها بحنو ثم تحدثت بهدوء
_ مش دايما بنكون فاهمين حكمة ربنا يا وفاء، مفيش حاجة بتحصل من غير سبب واكيد رجوعه ده ليه منفعة ليكم وليه ، الله يرحمه كان راجل طيب وكتير حاول يصلح غلطات غيره، يمكن رجوعه فى آخر أيامه مراضيه ليه من ربنا و علشان يسيب لكم ذكرى حلوة تفتكروه بيها وتترحموا عليه، اكيد مجرد أنه حاول وقرب وهو فى الحالة اللى شوفناها دى يستحق مننا نفتكره بالخير .
اومأت وفاء لكنها لم تقتنع تماما بما قالته أمها وعادت لتناول الطعام فهى بحاجة لبعض الراحة التى لن تسمح بها أمها دون تلك الوجبة.
فى الصباح استيقظت فى موعدها تماما وبدأت تستعد للعمل، وقفت أمام خزانة ملابسها تنظر لمحتوياتها بحيرة ، هل ترتدى ملابس الحداد؟
هل يستحق ممدوح ذلك؟
عادت صورته لتقف أمام عينيها وهو يدخل منزلهم للمرة الأولى والوحيدة بتلك الحالة التى كان عليها، ربما أثرت زياتهم عليه تأثيرا سلبيا لكنه ارتضى بذلك فقط ليراها وشقيقتيها، لقد حاول كما أخبرتها أمها ومحاولته تلك تستحق منها كل التقدير، سحبت رداءا أسود وقررت أن رجل مثله يستحق أن تحد عليه ، لقد انتظرت منه الكثير وليس ذنبه أن العمر لم يسعفه ليقدم لها المزيد ورغم ذلك هى واثقة أنه كان مستعد لما تحتاجه لذا ستذكره دائما كما تمنت أن يكون.
غادرت الغرفة لتجد أمها تستعد لعملها أيضاً
_ انت رايحة بيت عمك يا وفاء؟
_ لا يا ماما رايحة الشركة بس هعدى عليهم وانا راجعة ومش هتأخر هاجى نتغدا سوا
تشعر سميحة أن وفاء منذ دخل ممدوح لحياتهم تبدو أكثر هدوءا وهذا يشعرها بالراحة كما أن بعض التغيرات التي تطرأ على شخصيتها تزيدها نضجا .
وصلت وفاء للشركة ليبدأ الجميع في مواساتها لفقدان عمها واحتفظ معظمهم بتساؤلاتهم عن وجودها بالعمل عدا أشرف الذى لم يتمكن من كبح فضوله ليتساءل
_ انت جيتى الشغل ليه؟ المفروض تاخدى إجازة
_ والمفروض ليه! هو لما اخد إجازة واقعد اعيط عمى هيرجع؟
_ لا طبعا بس دى الأصول
_ علشان نكون منصفين لازم نعترف أن الأصول دى بتقول أنى لازم احترم راجل زى استاذ عمار وقف شغله امبارح وفضل معايا طول النهار يبقى الأصول انى مااعطلش شغله اكتر من كده.
_ طيب والحداد الشرعى مش تلت أيام؟
_ الحداد ! هو اللى مات عمى ولا عمك انت يا استاذ أشرف؟
لاحظ محمد اختلاف نبرة صوتها للحدة ليتدخل فورا لينهره
_ أشرف مش ملاحظ انك بتتدخل فى اللى مالكش فيه؟
بدل أشرف نظراته بينهما وعاد يتابع عمله محافظا على صمته بينما دخلت المساعدة تخبرها باستدعاء عمار لها لتغادر المكتب بنفس الحدة
دخلت لمكتب عمار الذى استقام فورا مواسيا لها
_ البقاء لله يا وفاء ماعرفتش اشوفك امبارح قبل ما امشى
_ ونعم بالله يا استاذ عمار انا بشكر حضرتك مرة تانية على وقفتك معايا امبارح
ابتسم عمار ودار حول مكتبه ليجلس أمامه مشيرا لها لتجلس
_ إحنا شركتنا صغيرة زى ما انت شايفة وانا يعتبر الكل هنا جزء من عيلتى بما انى اصلا ماليش عيلة
لم تتمكن من مقاومة الدهشة التى تزحف عبر ملامحها وهى تتساءل
_ مالكش عيلة ازاى ؟
_ انا كنت إبن وحيد لأمى الله يرحمها بس والدى الله يرحمه كان متجوز اتنين ، ليا اخوات من الأب بس طبعا محدش فيهم بيسأل عنى و بما انى الكبير بسأل عنهم من وقت للتانى وطبعا الدنيا بتاخد كل واحد وانا دلوقتي لوحدى امى اتوفت من سنتين
_ الله يرحمها ، شكلك كنت بتحبها اوى
_ كانت جزء من روحى بس اعمل ايه ده حال الدنيا ، انا فضلت سنة كاملة بعد وفاتها مش عارف اعيش ولا اشتغل بس فى النهاية الحياة بتستمر
_ فعلا الحياة بتستمر
_ تعرفى امى كانت الزوجة الأولى اللى اتحملت كل حاجة علشان الحياة تستمر لدرجة مشاركة جوزها مع واحدة تانية بس انا لما شوفت المعاناة اللى عاشتها والضغوط اللى اتحملتها من والدى ومن اهلها اتمنيت لو كانت أطلقت يمكن كانت ارتاحت أو اترحمت من العذاب اللى كانت بتعيشه علشان كده انا بحكى لك دلوقتى، والدتك حقيقى ست عظيمة أنها قدرت تاخد قرار الانفصال اللى أوقات كتير بيكون أفضل من متابعة حياة هى والموت واحد .
ابتسمت وفاء وهى ترى القدر يضع أمام عينيها نموذجا آخر للمعاناة لذا علقت بهدوء
_ فعلا امي ست عظيمة صعب تلاقى زيها اتحدت الدنيا كلها علشان مصلحتنا أنا محظوظة أنها امى.
ابتسم عمار لتلتقط بشاشة ملامحه التى لاحظتها منذ أول مرة لكن يبدو أنها جزء منه لكنها استقامت واقفة ليقف أيضاً
_ عن اذنك اشوف الشغل اللى عندى فى تصميم لازم يخلص
اومأ لها لتغادر المكتب وعينيه فى اثرها، لقد أثرت فى تفكيره منذ جاءت أول مرة لمقابلة العمل لكنه لم يتخيل أن يتصاعد هذا التأثير بتلك الوتيرة السريعة ، عاد يجلس خلف مكتبه وهو ينهر نفسه عن هذه الأفكار الصبيانية ( وبعدين يا عمار انت عمرك قد عمرها مرتين هتجنن ولا إيه؟)
بدأ يحاول تسليط تركيزه على عمله لكن تلك القوة التى تملكها هذه الفتاة تفرض نفسها أمام عينيه وعلى قلبه الذى يبدو مستمتعا بما يحدث .