الفصل الثاني عشر (مشاعر جديدة )
تجمد فؤاد وهو ينظر إليه ….ظن للحظات أنه لم يسمع كلامه جيدا …لابد أن الأمر مزحة !!
-معلش حضرتك بتقول أيه ؟!
تنهد كريم وقال:
-بقول اللي سمعته يا فؤاد ..عايزك تتجوز نسرين موافق تتجوزها ؟!!
-عمي المواضيع مبتتاخدش بالطريقة دي !
قالها فؤاد مصدوما…لن يكذ.ب تعجبه نسرين كثيرا …جمالها جذبه منذ مراهقته ..
وعندما عرفها جيدا زاد إعجابه بها …عرف انها مميزة عن أي أمرأة عرفها …ولكنه لا يمكنه أن يتزوجها بتلك الطريقة بالتأكيد لا…
عقد كريم حاجبيه وقال :
-يعني ايه يا فؤاد انت بترفض نسرين !!
هز فؤاد رأسه وقال بهدوء ؛
-لا طبعا يا عمي بس مسألة الجواز دي مبتتاخدش بالسرعة دي …ولا بالطريقة دي …أنا لازم اعرف هل نسرين عارفة بعرضك ده …هل هي موافقة ؟!
-مش مهم توافق …المهم أن أنت توافق !
قالها كريم بغلظة ليهز فؤاد رأسه ويقول :
-لا يا عمي مفيش اي شرع ولا دين بيقول ان البنت تتجوز غصب عنها…وانا عمري ما أقبل أن اتجوز واحدة غصب عنها يا عمي أنا آسف اتأكد الاول أن نسرين عايزاني وموافقة علي الجواز ده من غير اي ضغط وهتجوزها ماشي …لكن غير كده لا …
نظر كريم بقلة حيلة الي فؤاد وشعر أنه تسرع بعرض الأمر عليه …لقد شعر بالإحراج …
أحس فؤاد بأنه أحرج كريم فأمسك كفه وشد عليه قائلا :
-يا عمي أنا مش قاصد خالص أزعلك ..ولا أحرجك بس حرام تجبر نسرين علي حاجة …دي بنتك أحتويها واتكلم معاها وشوف هي عايزة أيه …أنا حاسس بالفجوة اللي بينكم … بصراحة ماما كلمتني في الموضوع ده وانا ملقيتش فرصة ألفت انتباهك أن مفروض تعاملك مع نسرين يتغير …بنتك محتاجة حنانك وحبك أنت…حاول تهتم بيها شوية بدل ما تحاول تتخلص من مشكلتها …..
تجمد وجه كريم ونظر الي فؤاد وهو ينطق ببرود ؛
-مش أنت اللي هتعلمني ازاي اتعامل مع بنتي يا فؤاد….وإن كنت أنت رفضتها غيرك يتمني يناسبني ويتجوزها ..وانا عارف اتعامل مع بنتي كويس …
ابتسم فؤاد بحزن وقال:
-اتمني فعلا انك تكون عارف تتعامل معاها كويس لان بنتك تستاهل أنك تحبها وتهتم بيها …هي خسـ.رت والدتها وفقدت الآمان .. بلاش تفقد وجودك كمان …زي ما بيقولوا ضر.بتين في الرأس تو.جع!
لم يعيره كريم أي اهتمام بل غادر منزله بخطوات غاضبة …
تنهد فؤاد بتعب وهو يدعك عينيه بتعب …يتمني ان يستمع كريم لنصيحته …ما يفعله مع ابنته غير صحيح بالمرة …هو حقا يُشفق علي نسرين …هي رغم برودها التي تدعيه ..وقلة ذوقها إلا أنها متعطشة لحب والدها …لقد رأى هذا في نظراتها….المسكينة تريد لوالدها أن يحبها …وبالفعل كريم يحبها ولكن لا يستطيع أن يبرز هذا الحب …لا يستطع أن يريها مشاعره له …هو عاجز عن إظهار العاطفة لإبنته وهو من سوف يندم في النهاية عندما يفقد حب وإحترام نسرين …
نهض فؤاد بتعب وقرر أن يتحدث مع والدته علي الهاتف …
-ايوة يا حبيبي..
أتاه صوت والدته من الطرف الآخر ليقول فؤاد دون مقدمات :
-ماما عم كريم جه هنا وعرض عليا اتجوز نسرين …هو فيه ايه ؟!
تنهدت نهى وقالت:
-والله يا بني ما أعرف …بس هو فجأة كده اتغير معاها…حتي بقا يعاملها ببرود أكتر والبنت بدأت تدبل …يا فؤاد أنا خايفة لاحسن البنت تدخل في مرحلة إكتئاب بسبب اللي بيعمله كريم …بحاول أفهمه ان اللي بيعمله مش صح ..بس هو مش راضي يسمع الكلام …أنا مش فاهماه يا فؤاد بيعمل كده ليه!!
تنهد فؤاد وقال:
-للاسف باللي بيعمله ده هيعقد البنت أكتر يا ماما ..أنا بجد نسرين بدأت تصعب عليا أووي وزعلان عليها …
-وأنا كمان يا بني والله بس هنعمل أيه …
-أتكلمي معاه يا ماما .. حاولي تقربيه من بنته بدال ما يخسرها للأبد ..
تنهدت نهى بتعب وقالت :
-حاضر يا فؤاد هعمل اللي أقدر عليه .
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
لقد صمم أن يخرج اليوم رغم نصائح الطبيب له إلا أنه لم يستمع …أراد الخروج …هو يكر ه أجواء المشفي كثيرا لا يطيقها…كان عدي بجانبه يمسك ذراعه …ما أن اتصلت به ليان حتي أتي سريعا وعلي حسب رغبته أعطاه الطبيب أذن بالخروج بالليل…
-أنا كويس يا عدي ..روح أنت أنا هرتاح في اوضتي..
هز عدي رأسه وقال:
-لا يا باشا أنسى أنا هساعدك عشان تتسطح علي السرير …ما كنت تبات النهاردة كمان في المستشفي يا بني …لازم الفرهدة دي …يخربيت عنادك…
-معلش يا عدي انا مرتاح كده .
قالها موسى بتعب ليتجه عدي به الي الفراش ويساعده علي التسطح …
تسطح موسى علي فراشه بتعب وهو يضع كفه علي بطنه ويتنفس بتأ لم …
-تحب أتصل بالدكتور تعبان ولا حاجة ..
هز موسى رأسه وقال:
-لا لا أنا كويس …هأخد المسكن وانام ..
عارضه عدي بقوة وقال:
-لا أنت هخليهم يحضرولك أكل وبعدين خد المسكن لكن مش هتأخده وانت مش واكل. …
ثم اختفي من أمامه بسرعة …تنهد موسى وهو يشعر بالأ لم ولكن الأ لم في قلبه كان أقوي بكثير ..لقد أبعدها عنه مرة آخري …عندما رآها صباحا نائمة علي صدره جل ما أراده أن يوقظها ويخبرها أنه يحبها …وأنه يريدها بحياته …يحتاجها بقوة …أراد إخبارها أنها أضحت حياته وان أسو ء لحظة في حياته لحظة أن كانت بخطر ولكنه عرف أن بوجودها معه سوف تكون دائما في خـ طر …لقد ما تت روان بسببه ولن يسمح أن تمو ت ليان بسببه…لن يتحمل ذنب آخر …لن يعيش الجحيم نفسه. ..ولكنه أيضاً لن يبتعد فيكيفه أن يراها كل يوم …يكفيه أن يري أنها بخير…أن يتأكد أنها سوف تكون دوما بخير !!
أغمض عينيه وهو يتذكر نظراتها الجر يحة …لقد جر.حها مجددا!! ولكن فعل هذا لكي يحميها ….بوجودها معه لن تكون بخير أبدا …
-جبتلك شوربة .
قالها عدي وهو يلج الي الغرفة بينما يمسك صينية عليها طبق حساء كبير وكوب من عصير البرتقال …
نظر إليه موسى ميهوتا وقال :
-متقوليش انك عملت الشوربة بنفسك يا عدي …
ضحك عدي وقال:
-لأ طبعا وصتهم يعملوها وجبتهالك بنفسي …
ابتسم موسى بتعب وقال:
-مين يصدق صاحب أكبر شركة عربيات في مصر جايب الشوربة لواحد شغال عنده …
وضع عدي الصينية علي الطاولة بجانبه ثم ساعد موسى لكي ينهض وعدل من وضع الوسائد من خلفه وقال مبتسما :
-أنت صاحبي يا موسى …أنت عملتلي حاجات كتير وآخرها أنقذت أُختي من المو ت وانا عمري ما هنسالك المعروف ده .
-وأنت كمان ساعدتني كتير يا عدي ..
أمسك عدي طبق الحساء وبدأ بإطعامه بنفسه ليقول موسى ..
-لا ده انت مدلعني آخر دلع …
-اي خدمة يا عم ..عشان تعرف مكانتك في قلبي أيه …
تنهد موسى وقال:
-هتعمل أيه عشان ليان…صحيح قبضوا علي عوض بس الموضوع لسه مخلصش يا عدي …أكيد اللي ما يتسمي هيحاول يعمل حاجة تاني …وانا حاليا مصاب …وهي عندها كلية …
صمت قليلا وقال:
-شوف أنا بقترح تجيب بودي جارد تاني ..يكون أحسن مني ويقدر يحميها …أنا للاسف مقدرتش أحميها …
رفع عدي حاجبيه وقال:
-أيه اللي أنت بتقوله ده يا عم ؟! مقدرتش تحميها أيه …ده أنت أخدت ر صاصة بدالها ..وهي دلوقتي بعد فضل ربنا طبعا عايشة بفضلك أنت …ازاي مقدرتش تحميها يعني !!وبعدين أنا هلاقي واحد يضـ حي بنفسه عشان يحمي أختي فين بس …لا أنت هتفضل مع لي لي للأبد وهتحميها …حتي لو أنا مُـ ت هتبقي أنت مسئول عنها …أما بالنسبة لكليتها فأنت لحد ما تتعافي هي مش هتخرج من البيت ابدا ..متقلقش عليها !
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
-أنت بتعمل ايه هنا ؟!
قالتها جواهر وهي ترى عدي يلج للغرفة …نظر إليها بجمود وقال؛
-هأخد شاور وأنام …هكون بعمل أيه يعني ؟!
ربعت ذراعيها وقالت بقوة :
-وأنت تنام هنا ليه !!روح نام في اوضة تانية متنامش في الاوضة دي …
رفع حاجبيه بدهشة وقال:
-أنتِ كمان هتقولي أنام فين ومنامش فين ؟!اصحي يا ماما ..دي أوضتي وده بيتي …
-خلاص أنا هروح أنام في اوضة تاني !
قالتها ثم اتجهت لتخرج من الغرفة ولكنه أمسك ذراعها وقال:
-رايحة فين يا حبيبتي؟!
حاولت جواهر أن تحرر ذراعها فلم تستطع فقالت بإنفعال :
-سيب أيدي يا بني آدم انت …أنا رايحة انام في اوضة تانية …
جذبها عدي إليه وهو يحاوط خصرها ويجعلها تلتصق به…..نظرت إليه بر عب واستطاعت أن تسمع دوي قلبها داخل صدرها …ازدردت ريقها بر عب وقالت:
-أنت…أنت بتعمل أيه سيبني ..خليني اروح أوضة تانية !!!
-أنا حابب أفهم أنتِ عبيطة ولا مبتفهميش رايحة فين يا ماما …أنا جوزك مينفعش تسيبي اوضة جوزك وتروحي اوضة تانية الناس اللي في القصر تقول عليا أيه …بت أنتِ مش عشان أنا سايبك بمزاجي هتتعوجي عليا …اتعدلي كده بدل ما أزعلك …أنتِ فاهمة ولا لا !!
دفعته عنها وصرخت قائلة:
-متلمسنيش كده يا حيو ان أنت !!!
احمر وجهه من الغضب ورفع كفه ليصـ فعها ولكنها أمسكت كفه فجأة …وقالت بقوة :
-متفتكرش نفسك بطل من الروايات الها بطة اللي هتشـ تم وتضر.ب وتبهد.ل البطلة وهي يا عيني هتسامحك عشان مامتك محضنتكاش وأنت وصغير أو باباك كان بيطفي السجاير في رقبتك …ولا هكون أن البطلة اللي هتسمح ليك انك تقلل منها أو تهـ ينها في اليوم اللي هتحاول تمد إيدك عليا تاني هكـ.سرهالك ..
ثم دفعت يديه بقوة ورفعت رأسها وعينيها تبرق بتحدي بينما تُكمل:
-عدي بيه أنا مليش دعوة باللي مريت بيه وخلاك غير سوي ..مش مضطرة أستحمل جنا.نك!!!
ابتسم بإعجاب وتشدق ساخرا:
-من فين حكمتي اني متحضنتش أو أبويا كان قاسي …أبويا كان راجل طيب ..حنين معايا ..صحيح حازم بس كان بيعاملني كويس وأمي ست مشوفتش اطيب منها يعني أنا معانتش من طفولة قا.سية ولا حاجة ..بالعكس كنت متدلع أووي..
رفعت حاجبيها بدهشة وقالت:
-أومال لما طفولتك كانت عادية ليه طالع كده ..
-كده زيك يعني ؟!
سألها متسليا لتجيب:
-قا.سي …مخـ تل … ومجنون..
أفلتت ضحكة من فمه وقال بفخر :
-تقدري تقولي إجتهاد شخصي …
-وده الإجتهاد اللي ربنا يحرمنا منه !
ضحك عدي وقال:
-كان نفسي أكمل الحوار المسلي ده بس للاسف ورايا شغل بكرة يا مهلبية ومش فاضي …بس اوعدك نكمله قريب …
اتجه الي الحمام ليستحم ….
لتجلس جواهر علي الفراش وتقول :
-ايه يا مراري.الطافح يا ناس …منك لله يا شريف …منك لله علي الورطة دي الهي ما تشوف يوم عدل في حياتك!!!
…..
بعد عشر دقائق …
خرج عدي من الحمام وهو يلف منشفة حول خصره بينما جذعه عاري …فغرت جواهر فمها وهي تتأمل جسده الرياضي الاسمر وصدره الواسع …شعره الذي يتساقط منه المياه ليجعله أكثر وسامة …رمشت بعينيها وهي تحاول التخلص من تأثيره وحاولت أن تبعد عينيها عنه إلا أنها فشلت تماما….
-ايه يا عروسة عجبتك !
صوت عدي الساخر جعلها تنتفض حرفيا …زمت شفتيها وقالت بغضب وهي تداري إحراجها:
-أنت ازاي تخرج بالشكل ده …ايه خلاص مفيش د م خالص كده …طيب قول أن فيه واحدة معاك في الاوضة يا بني آدم انت فمتخرجش بالمنظر ده .
ضحك وقال وهو يغمز لها:
-بس أنتِ عجبك المنظر ده .
احمر وجهها أكثر وهي عاجزة عن الرد عليه …لأول مرة تكون عاجزة عن الرد …وهذا أخافها …
اشاحت بوجهها وهي يرتدي بنطال بيجامته ثم يقترب من الفراش ..
-أنت…أنت ..بتعمل ايه ؟!
-هنام هكون بعمل أيه يعني ؟!
-هتنام هنا على السرير ؟!!
-اومال أنام علي الأرض مثلا ؟!بتقولي حاجات غريبة يا مهلبية …
زمت شفتيها بغضب وقالت:
-طيب ممكن تلبس تيشرت علي الأقل ..شكلك كده مش لطيف …
-لا مش هلبس واتخمدي بقا صدعتيني!!
ثم تسطح علي الفراش فقالت اخيرا:
-علي فكرة أنت اللي هتندم عشان نومت جمبي…أنا بتقلب وانا نايمة …
لم يعيرها اي انتباه لتنام هي علي الحرف …
….
مرت ساعة تقريبا كان قد غرق بالنوم …فجأة شعر بأحدهما يصـ فعه علي وجه. ..فتح عينيه ورأي أن جواهر نائمة وتتمتم بشئ في نومها …اقترب منها قليلا لتصـ فعه مرة آخري علي عينيه….
-آه يا بنت المجنو نة !!!
صرخ وهو يغطي عينه لترفع ساقها فجأة بطريقة غريبة وتضر ب وجهه بساقها حتي وقع أرضا …
-آه ..آه يخربيتك …يخربيتك يا بنت المجا نين أنتِ ..
قالها عدي بتأ لم وهو يضع كفه علي عينه التي كادت أن تضـ يع اليوم بسببها …نهض عدي ونظر إليها …لا هو لن يجعلها تربح اليوم …سحب وسادة واتجه الي الأرض …ألقي الوسادة علي الأرض
ثم اتجه لجواهر التي تنام.بطريقة مضحكة أمسكها من ملابسها وحملها ثم وضعها علي الأرض وذهب لينام علي سريره وعلي وجهه ابتسامة رائعة.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في اليوم التالي ..
لقد جافاها النوم منذ الليلة السابقة لم تتوقف أبدا عن البكاء حتي تورمت عينيها لقد حبست نفسها بالغرفة مع ياسمين وبركن ما في الغرفة وضعت كفها علي شفتيها ثم بدأت تبكي …نهضت من فراش ياسمين الصغير قبل أن تستيقظ الفتاة ثم اتجهت الي الحمام بسرعة وغسلت وجهها …هالها ما رأته في المرآة …لقد رأت امرأة محطـ مة …با ئسة …الا لم يرسم خطوطه علي وجهها …لقد حطـ مها ياسين …وقلبها الآن هو من تضر ر صحيح انها رأت قسو ته من قبل ولكن الأمر لم يكن مؤ ذي لتلك الدرجة لان قلبها لم يتورط …ولكنها الآن تشعر ام قلبها محـ طم …لا تصدق أنه سوف يعود لزوجته ويتخلى عنها بتلك السهولة …ولكن ماذا فعلت ليعاملها بتلك الطريقة !!
امسكت المنشفة وجففت وجهها وقررت أن تنفذ قرارها ستتركه …لن تبقي مع شخص مثله …هي ليست مضطرة لتحمل قسو ته تلك ..غير مضطرة أبدا !!
..
خرجت من الحمام واتجهت الي غرفتها لتجده جالس علي الفراش بوجه متجهم…لم تعيره اي انتباه واتجهت بآلية الي خزانة الملابس وأخرجت حقيبتها ثم بدأت بحزم.ثيابها بملامح جامدة …
كان ياسين يفرك كفيه بقوة بينما يجز علي أسنانه كل ما يرغبه الآن أن يحـ طم الحقيبة علي رأسها ..هي تريد تركه …تلك الغـ بية …من تظن نفسها ؟!هل تظن أنه سوف يركع علي ركبتيه ويترجاها كي تبقي …لا هو لن يفعل هذا ابدا …فلتذهب… هو لن يتمسك بها …
انتهت من حزم امتعتها وأمسكت فستانها البني وحجابها ثم اتجهت لترتدي ثيابها في غرفة الضيوف !!
ابتلع ياسين ريقه وهو يشعر بالإ ختناق …..هو حتي لم يذهب الي الشغل اليوم …أراد أن يراها وهي تنفذ تهد يدها ولكنه الآن يشعر بالرعب …يشعر أن حياته المستقرة مهد دة …وكأن الخر اب سوف يجتاحه….
انتظر بصبر وهي ترتدي ثيابها …فجأة طرأ بعقله فكرة …نهض بسرعة الي غرفة ابنته وأيقظها من نومها …لحسن الحظ اليوم لم تذهب الي المدرسة …لقد قرر استغلا ل ابنته كي تبقى ورد ولا تذهب …
-ياسمين …ياسمين حبيبتي أصحي …
فتحت ياسمين عينيها وهي تنظر إلي والدها. ..ابتسمت له وقالت:
-صباح الخير يا بابا ..
-مش وقته الكلام ده يا ياسمين …قومي وفوقي معايا …
جلست ياسمين علي الفراش وهي تنظر إلي والدها بتوجس …ابتلع ياسين ريقه …لايصدق أنه يتصرف بتلك الطريقة ..ولكنه احتاج ان يضغط على ورد لكي لا تذهب …
-ياسمين.حبيبتي ..طنط ورد عايزة تمشي وتسيب البيت …
شحب وجه ياسمين وقالت بنبرة يشوبها البكاء:
-ليه.هتمشي ليه هتمشي يا بابا …
-مش وقته تسألي ..روحي متخليهاش تمشي …يالا روحي بسرعة …
هزت ياسمين رأسها ثم نهضت من الفراش وخرجت من الغرفة مسرعة …
……
كانت ورد كانت انتهت من ارتداء ملابسها وعدلت حجابها
وامسكت حقيبتها لكي تخرج …
-طنط ورد !
انتفضت ورد عندما سمعت صوت ياسمين المخـ تنق بفعل البكاء …
نظرت ورد إلي الفتاة الصغيرة والتي كانت الدموع تغرق عينيها وقالت:
-ياسمين ..حبيبتي …
ثم تركت حقيبتها واقتربت منه وهي تنزل لمستوي طولها…
اخذت تربت علي شعرها وتمسح دموعها لتقول ياسمين ببكاء:
-طنط ورد أنتِ عايزة تسيبيني …أنا زعلتك في حاجة ؟!
هزت ورد رأسها بقوة لتكمل ياسمين وهي تمسك كفها:
-اومال ليه عايزة تسيبيني ليه ؟!متسبنيش يا طنط ورد ..عشان خاطري أنا بحبك اووي وهزعل لو مشيتي وهفضل أبكي …أنتِ كنتي بتقولي أن أنا بنتك …ينفع تسيبي بنتك وتمشي …
انفجر ت ورد بالبكاء وشدت ياسمين وهي تعانقها بقوة وتقول :
-أنا اسفة …اسفة يا ياسمين بس لازم أمشي …سامحيني مش هقدر اقعد …
ابتعدت ياسمين وقالت:
-لو بتحبيني متمشيش …متمشيش يا طنط ورد ..
ثم بدأت الفتاة تبكي بعـ نف لتنظر إليها ورد بعجز …كيف تبقى هنا كيف ؟!!ولكن لم تستطع أن تذهب وياسمين تبكي بهذا العنـ ف …
تنهدت وهي تقبل رأس ياسمين وقالت :
-خلاص مش همشي أنا قاعدة معاكي … للأبد!
ضمتها ياسمين وهي سعيدة لتعانقها ورد بدورها وهي تربت علي شعرها بينما كان ياسين ينظر إلي الوقف المؤثر وعلي وجهه ابتسامة رائقة!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
-اهلا اهلا يا شريف بيه نورت البيت ..
قالها عدي مبتسما وهو يقترب من شريف ويعانقه بينما يبتسم له بخبـ ث …
ابتسم شريف له بإيجاز وقال:
-شكرا يا عدي بيه ده نورك …أنا اسف اني جيت من غير ميعاد و…
-يا راجل متقولش كده البيت بيتك ومتنساش إننا نسايب يا شريف بيه …ده أنا جوز بنتك وزي أبنك صحيح ..
ابتلع شريف ريقه وهز رأسه وقال بتوتر:
-كنت عايز أشوف بيري بنتي …
-هي نايمة دلوقتي فوق هبعت الخدامة تصحيها وانت أشرب حاجة عقبال ما تنزل البرينسس ..عروسة بقا وبتصحي متأخر ..
قال كلمته الأخيرة وهو يغمز له ليتنهد شريف براحة لأن جواهر سمحت لعدي أن يلمسها وبهذا ستحضر له الوريث الذي يريده …
عدل عدي من وضع سترته وقال:
-عن اذنك بقا يا شريف بيه أنا رايح الشركة ..البيت بيتك خد راحتك تماماً
ثم خرج من القصر …
استقل عدي سيارته الفارهة وهو يستعد للإنطلاق …وضع نظارة الشمس علي عينيه وهو يبتسم بشرود لقد استطاع بث الرعب في قلب شريف …يعجبه الأمر ..فشريف يستحق تلك المعاملة وأكثر !!!
…….
طرقات متتالية علي الباب أيقظتها من نومها …فتحت جواهر عينيها بصعوبة بالغة وهي تشعر أنها تنام علي شئ قاسي …نهضت لتجد نفسها تنام علي الأرض…حكت شعرها بحيرة وقالت:
-أنا نايمة علي الأرض ليه ..مش كنت نايمة علي السرير ايه اللي جابني هنا ..هو أنا بقيت بمشي وانا نايمة ولا ايه ؟!
نهضت متجهة إلي الباب وتمتمت :
-اكيد ما دام عايشة مع المجنو ن ابن المجنو نة ده هتجيلي أمراض الدنيا …
فتحت الباب لتتراجع الخادمة الصغيرة للوراء وهي تنظر لشعر سيدتها المنبعثر بقوة وكأنها خرجت من إحدي افلام الر عب…
-مالك خوفتي ليه ؟!
ابتلعت الخادمة ريقها وقالت:
-م..مفيش حاجة يا هانم …بس شريف بيه مستنيكي تحت. ..
-عشر دقايق ونازلة ولو سمحتي تعمليلي ساندويتشات كفتة أفطر بيهم ..
هزت الخادمة رأسها وذهبت من أمامها مسرعة …لتغلق جواهر الباب وتذهب كي تستحم وترى هذا الرجل صرخت فجأة وهي تنظر إلي إنعكاسها في المرآة …لا عجب أن الخادمة شعرت بالر عب…المسكينة لو فقدت القدرة علي الإنجاب بسببها لن تلومها!!
……
بعد ثلث ساعة تقريبا …
خرجت جواهر من غرفتها اقتربت منها الخادمة بطبق شطائر الكفتة فأخذته منها جواهر شاكرة وقالت:
-شكرا يا بنتي ..
ثم اقتربت بالطبق من شريف وهي تأكل وتقول:
-خير عايز أيه ؟!
ثم جلست علي الأريكة بأريحية وهي تلتهم الطعام …
ضغط شريف علي أسنانه بغضب ثم اقترب منها وهو يجذبها من يدها ويقول:
-بت أنتِ اتلمي وانا بكلمك متعصبنيش عليكي …وسيبي الأكل ده من إيدك خلينا نتكلم كلمتين مع بعض عشان هنشوف نحل المشكلة دي ازاي !
نظرت إليه بحيرة وقالت:
-هببت اي تاني ؟!
تنهد وقال:
-للاسف عدي مدنيش كل الشبكات …عدي خد عني ااداني نص الشبكات بس والباقي مرضيش يدهولي …
ابتسمت جواهر بتشفي وقالت:
-من أعمالكم سُلط عليكم يا باشا …اهو شوف بعد التعب والروحة والجاية والتزو ير هتتحبـ س برضه …أنا بقول تقول ليه الحقيقة ..
-بس أخر سي. ..هو قال هيديني باقي الشبكات بعد ما يجيله وريث منك….
-نعم يا روح أمك !!
صرخت بها جواهر ليضع شريف كفه علي فمها ويقول:
-بس أسكتي بطلي تبقي عر بجية انضفي شوية ده أنتِ بقيتي عايشة دلوقتي في قصر …
أبعدت جواهر كفه بحدة وقالت:
-وريث أيه اللي إجبهوله …أنسي أن العبيط ده يلمسني يا شريف فاهم !!!
عقد حاجبيه بحيرة وقال:
-هو لحد دلوقتي ملمسكيش معقول!
-ومش هسلمسني ولو حاول هقـ تله !!!بقولك ايه يا باشا انا قولت اوك علي موضوع الجواز وجاريتك..لكن ز نا لا وألف لا أنت فاهم …أنا عندي اتسجن ولا اعمل كده وكلمة تانية في الموضوع ده انا هبلغ عنك وعن نفسي ونشرف أنا وأنت في السـ.جن عادي بالنسبالي ..اكون رد سجـ ون احسن ما اكون ز انية !!!
وضع شريف كفه علي فمها مرة آخري وقال من بين أسنانه :
-ممكن تخر سي شوية …هتخلي اللي ميعرفش يعرف وهتفضـ حينا …خلاص مش هتكلم في ام الموضوع بس عايزك تعمليلي حاجة …خدمة كده وأعتبريها اخر خدمة وانا هخلصك من بين ايدين عدي …
ابتعدت عنه وهي تقول بتوجس:
-خدمة أيه ؟
-تسر قي منه الشيكات وتقطعيها !
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في منزل عائلة خطاب …
-اكيد شوفت ليان رشيد أخيرا ..ايه رايك فيها ؟!
قالتها والدة يحيى علي طاولة الطعام بينما يحيى يتناول طعام الإفطار …
وضع يحيى قطعة خبر بفمه وقال:
-جميلة أووي يا ماما …عجبتني …
ابتهج وجه والدته ونظرت الي والد يحيى بسعادة لا مثيل لها فأن تناسب عدي رشيد هو حلم حلمت به منذ زمن …قالت بلهفة ليحيى :
-يعني حبتها بجد نروح نتقدم …
وضع كوب العصير ونظر لوالدته بحيرة وقال:
-علي مهلك يا ماما …ايه دخل الحب في الموضوع …هي مبدئيا عجبتني …يعني مناسبة ليا وجمالها عجبني وأسلوبها لطيف بس ده جواز مش بيتاخد خبط لزق كده …لازم أتكلم معاها وأشوف تفكيرها ايه لكن متجوزهاش كده علطول …
-ما فيه خطوبة يا بني !
-معنديش مانع يا ماما بس اتكلم معاها الاول يمكن منتفقش …
-يعني اتكلم مع عدي يا يحيى …
شرب كوب عصيره دفعه واحدة ومسح فمه بمحرمة ورقية وقال:
-تمام يا ماما اتكلمي معاه …يالا أنا ماشي دلوقتي ..
ثم قبل رأس والدته ووالده ورحل…
ابتسمت والدته بسعادة وهي تقول :
-الحمدلله …الحمدلله اخيرا عقدة الولد هتتفك وهيتجوز…الحمدلله يارب …الحمدلله ..
-يحيى قال إنه مجرد هيقابل البنت …جبت من فين أنه هيتجوزها يا حبيبتي ده مجرد مقابلة وهيشوفها بس .
ده طبعا لو عدي وافق ..
عقدت حاجبيها وقالت:
-وميوافقش ليه يا حبيبي هو هيلاقي زي يحيى مين …دكتور وصاحب مستشفي ومحترم ومرتاح ماديا ومتدين وأخلاقه عالية ومبيحطش السيجارة في بوقه ولا عمره عمل مشاكل …ده بالعكس هيفرح أووي لأن عدي بيعز يحيى جدا متنساش انهم كانوا صحاب وحتي لما لمحتله قبل كده رحب أووي بس كنت مستنية يحيى يشوف ليان والحمدلله شافها وعجبته …أنا كنت واثقة من كده علي فكرة ..
-طيب يا حبيبتي ربنا يتمملهم بخير ..
قالها وهو يكمل إفطاره …
……..
كان يحيى يقود سيارته وهو يصفر بينما باله رائق للغاية …لن يكذب لقد أعجبته الفتاة …رغم أنه سخر من والدته عندما أخبرته أنها سوف تعجبه ولكنها فعلا نالت إعجابه …لن يكذ.ب …ولكن قلبه لم يدق لها …وهو لم يهتم لانه لا يرى أن الحب مهم لتلك الدرجة …فالزواج الناجح ليس بالضرورة أن يكون أساسه الحب …من رأيه الدين والأخلاق ثم التوافق الإجتماعي والقبول هم أساس الزواج الناجح ..وبعد لقاؤه مع ليان سوف يحدد هذا.
……
وصل يحيى الي المشفي الخاص به وهو معتدل المزاج كالعادة يحي موظفينه بطريقة جيدة …يبتسم بوجههم …ولج لمكتبه وجلس علي المقعد وهو يتصل بالعامل لكي يحضر له قهوته …
…
في المنزل ….
امسكت والدة يحيى الهاتف لكي تتصل بعدي رشيد …تلك الفرصة لن تضيعها من بين يديها أبدا ….أخيرا أبنها قرر أن يتزوج …حلمها يتحقق وهي يجب أن تستغل تلك الفرصة بسرعة وتطلب يد ليان من عدي …وتعرف أن عدي لن يرفض أبدا …فهي تكون صديقة المرحومة والدته وعدي ويحيى كانا اصدقاء مقربين في صغرهما ولكن مشاغل الحياة فرقتهما …ورُغم ذلك لم يرى يحيى ليان الا في المشفى وهذا طبعا بعد أن عرضت عليه الفكرة وكلمته كثيرا عن ليان التي رأتها في عيد ميلادها العشرون ..فعدي كان حذر جدا بشأن شقيقته لا يسمح لأحد أن يصورها ولا يسمح لها أن تضع صورها علي وسائل الاتصال الاجتماعي …وهي حقا لا تدري ما السبب الذي جعله يفعل هذا …
اتصلت به وانتظرت بصبر أن يرد ..وأخيرا رد وقال:
-مدام ليلي ازاي حضرتك .
-حبيبي يا عدي وحشتني أخبارك ايه ؟
-الحمدلله ..
ابتسمت ليلي وقالت:
-بقولك ايه يا عدي أنا عايزة ليان أختك ليحيى ابني !
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
مر يومين …يومين وهي تحاول أن تنسي أنه خذ لها مجددا!!هو لم يتعافي بعد بالتالي شقيقها منعها من الذهاب للجامعة …حتي نسرين إن أرادت أن تراها تأتي إلي القصر …لم يسمح لها عدي أبدا بمغادرة القصر …كان ما يزال خائفاً عليها وقد تأكدت ليان أن هناك شئ ما يخفيه شقيقها …محاولة قتـ لها تلك خلفها قصة ولكن شقيقها يرفض إخبارها بالأمر …لا بأس هي لن تستسلم حتي تعرف من يريد رؤيتها ميـ.تة …هي لن تسمح أن يتعرض الجميع من حولها للخطـ ر …ضميرها لن يتحمل ان تُعرض حياة إنسان للخطـ ر بسببها …
-هاااي يا لي لي روحتي فين ؟!
قالتها نسرين هي تمسك كفها لتنظر إليها ليان بتعب وتقول:
-أنا خايفة يا نسرين …خايفة أووي ..موسى كان هيمو ت بسببي …
شدت نسرين علي كفها وقالت:
-متقلقيش يا بيبي الحمدلله جات سليمة وأهم قبضوا علي اللي عمل كده …صحيح متعرفيش هما مين ولا حصل معاهم أيه ؟!
هزت ليان رأسها بالنفي وقالت؛
-عدي هو اللي مهتم بالموضوع ده وبعدني خالص عن الحوار ده …انا معرفش يا نسرين أنا حاسة أن عدي مخبي عليا حاجة خطـ يرة …هو غامض أووي ومش راضي يتكلم ويقول حاجة ….
-ممكن يكون مش عايز يقلقك مثلا …عدي خايف عليكي ..
-عارفة
قالتها ليان وهي تتنهد ولكن هذا الغموض منه يقلقها جدا ….
-المهم فكك من ده كله ..قوليلي بقا اكيد بقيتوا سمنة علي العسل دلوقتي أنتِ وموسى …
حاولت ليان السيطرة علي نفسها وهي تبكي وقالت بصوت مختنق :
-لا الوضع سا ء للاسف مفيش فرصة أن تكون فيه حاجة بيننا يا نسرين …موسى خلاني أفقد الأمل تماما وانا مش هتنازل أكتر من كده .
-عمل أيه تاني ؟!
قالتها نسرين بغضب لتتنهد ليان وتقص لها ما حدث …
…
بعد أن انتهت صرخت نسرين بغضب وقالت:
-الحيو ان الوا طي …هو فاكر نفسه مين!!!منه لله ..متزعليش يا بيبي أنا هشوفلك بكرة شاب احسن منه ترتبطي بيه ..أنا مش عارفة عاجبك علي أيه ده حتي شبه سمكة ابو سفيان…لا جمال ولا أسلوب كويس…كويس انك مرتبطيش بيه أنا اصلا مش موافقة علي العلاقة دي …
ضحكت ليان اخيرا وقالت:
-أسمها سمكة ابو سيف يا نسرين …
-ايوة أيوة سمكة أبو سيف …هو شبه السمكة دي لا بيضحك ودايما مكشر …يا بنتي ده ممكن يجيبلك اكتئاب ابعدي عنه واسمعي كلامي …
تنهدت ليان بحزن وقالت:
-ما خلاص هو بعد عني ..ومش عايزني أقرب منه وبيحب واحدة تانية فأنا مش ههيـ ن كرامتي اكتر من كده …
نظرت ليان الي صديقتها بألم وقالت:
-أنا قلبي وا جعني اووي يا نسرين… حاسة اني اها.نت نفسي اووي وأنا برمي نفسي عليه …أنا قولت اخر مرة مش هقرب منه تاني …قولت هبعد واتجاهله بس لما أخد الرصا صة بدالي مقدرتش التزم بقراري لقيت نفسي خايفة عليه …ملهوفة عليه …أنا بحبه يا نسرين …بحبه ونفسي أنساه ..قلبي بيو جعني اووي. حاسة أن حبه بقا لعنة عليا …بقيت تعيسة بعد ما كان حبه مخليني عايشة دلوقتي بقيت ميـ تة ….
انفجرت دموع نسرين وبكت وهي تضم صديقتها وقالت:
-أحنا الاتنين حظنا و حش في الحب يا لي لي …أنا اللي بحبه سابني وقرر يتجوز وأنتِ اللي بتحبيه جلنف ومعندوش د م ولا إحساس …بجد أنا حاسة أن المشكلة فينا احنا الاتنين احنا ملناش نصيب نحب ..
ابتعد ليان وهي تمسح دموعها وقالت:
-الظاهر عندك حق !
امسكت نسرين كفها وقالت:
-بت يا لي لي أنا حاسة أن موسى كدب عليكي ومفيش واحدة في حياته ولا حاجة …ايه رأيك تعا.قبيه علي رفضه ليكي ..
-اعمل ايه يعني؟!
-مش بتقولي دكتور يحيى اتقدملك و…
هزت ليان رأسها وقالت بنبرة قاطعة:
-أنسي الموضوع أنا مش هستـ غل حد !!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
-لا ممنوع تطلع الشغل دلوقتي …خلاص يا أمير قولتلك مستحيل أسيبك تطلع…أنت لسه إيدك وجعا.ك..مترهقش نفسك وارتاح النهاردة !!
قالتها عبير وهي تقف علي الباب تمنعه من الخروج …
-يا نوح اسمعني بس انا كويس …وبقالي يومين مفتحتش الورشة كده أنا وأنت هنمو ت من الجوع …
هزت رأسها بالنفي بإصرار…كانت عنيدة …هي لن تسمح له أن يخرج من هذا المنزل يجب أن تتعافي يده كليا حتي تسمح له بالخروج ..
-بص طيب خد النهاردة بس إجازة وبكرة هسيبك وده وعد مني بس ارتاح النهاردة لو سمحت ..
حاول أمير أن يعترض الا ان عبير أمسكت ذراعه وقالت :
-أمير يالا تعالى نا عملتلك الفطار اللي بتحبه ..بطاطس محمرة وبتنجان وبيض بالطماطم ..متزعلنيش بقا …
-حاضر يا باشا …حاضر ..
ثم سحبته عبير خلفها واجلسته علي الكنبة الخشبية ثم أحضرت له صينية الطعام والخبز الساخن …..
-وأنت نايم اخدت بطاقة العيش وروحت الفرن اشتري …متتخيلش كنت مبسوط بنفسي قد ايه ..كنت حاسس أني عملت إنجاز رغم أن دي حاجة بسيطة …بس انا لما كنت عايش مع بابا مكنتش شايل هم الحاجات دي بس معرفش ليه حبيت أني اجيب حاجتي بنفسي ..فيها متعة غريبة ..
ابتسم أمير وقال:
-أنت طيب وابن حلال يا نوح …يعني أنا كنت فاكر الاول انك.شاب متدلع ومش هتقدر علي الحياة دي بس اتأقلمت بسرعة …
ابتسمت عبير بخجل وقالت :
-وبصراحة انت استحملتني وانا زودتها وأنا قاعد عندك كده …أنا بس …
قاطعه أمير وقال:
-يا سيدي حد.كلمك ولا طلب منك تمشي …أنا عايزك تبقي معايا ده انا لقيت الونس اخيرا …أنا قبل ما تيجي كنت بفضل اكلم الحيطان واعدهم…فعلا كنت بعد الحيطان من الفراغ …كنت من البيت للشغل للجامع وبعدين اقرأ شوية قرآن واحط راسي علي المخدة واحاول انام …الإنسان مينفعش يعيش وحيد يا نوح …الوحدة صعبة اووي ..فلو فكرت شوية هتلاقي انك بوجودك عملت فيا معروف ..
ابتسمت عبير بسعادة وشعرت بقلبها يخفق بقوة …كانت تشعر وكأن العالم لا يسعها بسبب فرط سعادتها …لا تصدق أن كلمات بسيطة كتلك تُسعدها لتلك الدرجة …أنها تشعر أنها تطير …تشعر بالفراشات تداعب معدتها …كانت تنظر إليه بهيام فجأة أطرقت برأسها وتجهمت وهي تفكر ..ماذا إن عرف امير الحقيقة يوما هل سيسامحها علي خد اعها …حسنا هي تشك بالأمر …أمير ابدا لن يسامحها …لقد كذ.بت عليه كثيرا …وخد عته وهو لم يقدم لها إلا الاحتواء والمساعدة…هو فعل الكثير من أجلها ..إذن هل يستحق أن يُعامل بتلك الطريقة …هل يستحق أن يُخد ع …
تنهدت بحزن وهي تفكر أن أمير لا يستحق هذا منها أبدا …يجب أن تخبره الحقيقة…ولكنها خائفة..خائفة من أن تخسـ ره فهي إذا خسـ رته ستعود وحيدة …أمير أصبح يعني لها الكثير …
-مالك زعلت فجأة كده ؟!أنا ضايقتك بكلامي ؟!
هزت عبير رأسها وقالت ؛
-لا بس أفتكرت بابا …
تنهد أمير وقال؛
-كل حاجة هتتحل يا نوح متقلقش …والدك اكيد هيعرف غلطه …خلي عندك ثقة بربنا وادعيه ..اللي عند ربنا مش بعيد وربنا سبحانه وتعالي قال ادعوني أستجب لكم…
صمت قليلا وأكمل
+نوح أنا ملاحظ انك مش بتصلي ولما بطلب منك تروح الجامع بتتهرب مني ..أنا مش عايز اضغط عليك طبعا بس اعتبرها نصيحة من أخ اوعي تهمل في الصلاة …ابدأ صلي وادعي ربنا وقرب منه يا نوح وصدقني هتلاقي كل مشا كلك بدأت تتحل
هزت عبير رأسها وداخلها يرتعش وقالت:
-أدعيلي بالهداية ..
هز أمير رأسه وقال:
-أنا بدعيلك دايما يا نوح ربنا يهديك ليه يا حبيبي.
……………
-فهمتي هتعملي ايه ؟!
قالها يوسف للمرأة الثلاثينية التي تبتسم له وتقول:
-فهمت يا دكتور …أنا هعمل أني خطيبتك وأننا هنتجوز قريب …خلاص والله حفظت مش لازم كل شوية تأكد عليا انا حفظت خلاص ..
تنهد يوسف وقال:
-ربنا يستر أنا مش عايز اي غباء منك لازم الكل يصدق الحوار ده …عارفة لو غلطتي هد بحك ..
-جرا ايه يا دكتور هتخو فني ليه قولتلك حاضر خلاص ..أنا لولا أنك دكتوري في الدراسات العليا مكنتش سمعت كلامك …
-متنسيش أني هنجحك في مادتي لكن لو عملتي اي غلطة هسـ قطك كل سنة …
-اووف خلاص فهمنا ايه المرار ده ياربي …كان عندي حق لما قررت متجوزش الرجالة كلها مجنو نة !!
……..
في منزل كريم …
تم عمل احتفال بسيط بمناسبة عيد ميلاد كريم حضره أصدقاؤه المقربين منير ويوسف وفؤاد …
كانت نسرين تنظر إلي يوسف وهي تشعر بأن قلبها يتمز ق من الأ لم …لا تصدق أنه جلب خطيبته الي هنا …لا تصدق أنه يحر ق قلبها بتلك الطريقة …سيطرت علي دموعها بقوة وعضت شفتيها كي لا تنفلت شهقاتها من بين شفتيها …نظرت إلي والدها المشغول بنهى..يضحك معها وهو يضمها وشعرت في تلك اللحظة أنها وحيدة للغاية. .
-قاعدة بعيد كده ليه ؟!
قالها فؤاد وهو يقترب منه …هزت نسرين رأسها وهي تعطيه ابتسامة مصطنعة لا تشبه ابتسامتها الحقيقية في شئ وتقول:
-مفيش حاجة يا فؤاد…
امسك ذراعها برفق وقال :
-طيب تعالي عشان هيطفوا الشمع ..
ثم سار بها الي الطاولة العريضة التي عليها كعكة العيد ميلاد…لم تنتبه نسرين لنظرات يوسف الغاضبة …
-نسرين حبيبتي خدي البسبوسة أنتِ بتحبيها ..
قالتها نهى وهي تقدم الطبق لها بكل حب …
-لا شكرا مش عايزة ..
قالتها نسرين بنبرة باهتة …
-أنت مش هتبطلي قلة ذوقك !!!
صرخ كريم بنسرين لتتراجع نسرين وتقول:
-أنا عملت ايه يا بابا ..فيه ايه ؟!
-فيه انك قليلة الذوق بطريقة مستفزة …معاملتك مع مراتي زي الز فت …فيه أنك متربتيش …
-كريم!!محصلش حاجة لده كله .
قالتها نهى بصدمة لتصرخ نسرين فجأة:
-أنا عملت ايه لده كله …أنت بتتلككلي ..ايه مش عاجبك وجودي في البيت قولها بصراحة بدل ما تحاول تطفشني …
-أنتِ فعلا قليلة الادب ..
صرخ كريم ثم صفـ عها بقوة …
-عم كريم !!!
زعق فؤاد وهو يمسك نسرين ويبعدها عنه ولكن كريم كان غاضب اقترب منها ورفع كفه ليضر بها مرة آخري ولكن كفه تعلق في الهواء …نظر ليجد ان يوسف يمسك كفه ووجه تلون بلون الغضب …رفع يوسف كفه الآخر ولكـ مه بقوة حتي سقط أرضاً!!!
يتبع
رواية اين انا الفصل الثاني والعشروين 22 بقلم ضحي ربيع