الشيطان وقع اسيرهاروايات رومانسيه

رواية الشيطان وقع اسيرها الفصل 27 و 28

قبل القراءة بعتذر على التأخير وحبيت اعوضكم وكتبت فصلين قراءة ممتعة ومتنسوش تدعوا لأخواتنا في فلسطين ♥️
الفصل السابع والعشرون والثامن والعشرون(طعنة في القلب )
وأصبح العشق جريمتي وأنا المجرم وها قد نلت عقاب الحرمان
#سولييه_نصار
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
-ضابط!!!
رددت بذهول ثم أكملت وعينيها متسعة بقوة :
-أنت كنت ضابط !!
نبرتها كانت متشبعة بعدم التصديق…كانت حقاً مصدومة ولا تصدق الأمر …كان موسى صامتاً ينتظر أن تتجاوز صدمتها …جذبها من كفها ثم أجلسها على الفراش وهو يتأملها جيداً بينما يغر ق أكثر في التفكير …هل ستتفهمه …هل ستصدقه ام أنها ستشـ مئز منه ومن ماضيه وتتركه …ستراه كو.حش كما رأته روان …ولكنه لم يخبر روان الحقيقة كاملة …لم تأتي الفرصة من الأساس ليخبرها كل شئ ….
-جاهزة تسمعي كل الحكاية من غير ما تكر هيني أو تسيبيني…. من غير من نظرتك ليا تتغير…أنا مش هتحمل لو كر هتيني يا ليان …جاهزة تسمعي اي حاجة هقولها؟! …
كانت ما زالت مصدومة وهي تنظر إليه …ابتلعت ريقها وقالت :
-جاهزة…
وهي في الواقع لم تكن بل كان قلبها ينتفض بقوة شديد …ولكنها كان يجب أن تسمع …يجب أن تفهم لا تريد أن يكون بينهما أسرار بعد اليوم ..
-أتكلم يا موسى وقول أنا جاهزة أسمع ….
مهما يقوله ستحاول تقبله …تنهد موسى وبدا وكأنه انغلق عن نفسه وشرد بالماضي . نبرته كانت مرتجفة وهو يقول :
– من ست سنين … كنت ضابط شرطة ..كنت ناجح في شغلي متجوز من روان حب حياتي مكانش عندي غيرها اهلي ما توا من صغري وعمي اللي رباني وبعد جوازي بسنة ما ت هو كمان …مكانش ليا اي حد الا روان وأحمد..وأحمد ده كان اعز صديق عندي …كان ابن عمي…كان عيلتي التانية أنا وروان …كان ضابط زيي ..جرئ مبيخافش من اي حاجة …كان شجاع اكتر مني …
ابتسم بشرود بينما الدموع بدأت تحتشد بعينيه وأكمل بنبرة مرتجفة :
-كان شغال في فرع المخدرات …كان بيلاحق عصابة كبيرة …وللأسف عشان مكانش بيقبل رشاوي وكان مخلص في شغله وبسبب كده اتقـ.تل !!!اتقـ تل بد م بارد وانها رت أنا…حسيت بفراغ كبير في حياتي …كنت حزين وغاضب…عايز اعا قب اللي قتـ لوه بأي تمن ..عشان كده اتنقلت فرع المخد رات وقررت أنا اللي احا رب العصابة دي بطريقتي أنا …دخلت وسطهم وبقيت قيصر …كنت مصمم اقتـ لهم واحد ورا التاني ..كنت بوقع بينهم …قدرت ابقى مقرب من رئيس العصابة ..كنت بقنعه أن اللي معاه خا ينين وكنت بقتـ لهم بإيدي ..كنت بأخد حق احمد ….بس للاسف اتكشفت..اتكشفت بطريقة بشـ.عة …صاموئيل كشفني يا ليان ..كشفني ودفعت أنا الثمن ..والثمن كان مراتي قـ تل مراتي وابني في بطنها ..ود مر حياتي !!!
وضع موسى كفه على وجهه واجهش بالبكاء …كانت ليان تبكي وهي تنظر إليه ثم ابعد وجهه وأكمل بنبرة كلها حـ قد :
-وقتها أنا سيبت شغلي في الشرطة وكرست نفسي انتقـ م منه …قتـ لت أبنه ..حر قت قلبه زي ما حر ق قلبي …وبعدين هر بت ..سيبت البلد اللي كنت فيها وجيت هنا عند عدي اللي كان صاحبي من زمان ..اللي كان عارف قصتي ووقف معايا وشغلني عنده وقابلتك يا ليان ..قابلتك وانا كنت مقرر اني محبش تاني بس روان …بس حبيتك يا ليان …حبيتك وخايف اخـ سرك …خايف …أنا لما بقيت وسطهم كنت شايف نفسي و حش. ..مش بني آدم أنا بقيت اقـ تل بدم بارد زيهم …كنت شايف نفسي إنسان معندوش قلب ميلقش بيكي بس دلوقتي أنا عندي استعداد اكون انسان من جديد بس متسبنيش …متسبنيش …
نهضت ليان وهي تهز رأسها بذهول …نهض هو أيضا ..
-ليان …أنا …
قالها موسى وهو يراها تبتعد عنه …كانت عينيها مشبعة بالدموع …لا تصدق ما سمعته للتو …كان يريد الإنتقا م فتحول لقا تل !!!رغم أن له أسبابه الخاصة ولكن الفكرة ذاتها جعلت معدتها تتلوى من الأ لم….
-أنا رايحة اوضتي ارتاح شوية …
قالتها بنبرة متصلبة قليلاً وثم كادت أن تذهب امسك كفها وقال بعذاب:
-ليان أنتِ هتسيبيني ؟!!…
لم ترد عليه وركضت لغرفتها وهي تبكي بعـ نف بينما جلس على الفراش بإنهيا ر وهو يتذكر كلمات روان أنه و حش …لا بد أن ليان تراه أيضا بتلك الطريقة !!!!!
انتفض عندما فُتح الباب فجأة وظهرت ليان وهي تبكي وقالت:
-مقدرش اسيبك …
ثم اندفعت إليه لتعانقه بقوة وهي تبكي وقد شعرت أن ذراعيه هي الوطن !!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
-أمير !!!
كان هذا صوت تحية الذي أختر ق أذنيه بقوة ….خرج أمير من أسفل السيارة …ملابسه متسـ.خة قليلاً…غار قلبه في جسده وهو يرى شقيقته تنظر إليه برعب …وعينيها رطبة بفعل الدموع !!!
نهض واقترب منها …كان لهاثه يصم أذنيه ….ادخلها داخل الورشة هي وتوأميها وقال :
-فيه ايه يا تحية ؟!
ثم قال بنبرة أكثر ر عباً .:
-فين عبير !!.
-معرفش يا أمير …معرفش …أنا روحت السوق اجيب حاجة وسيبتها مع الولاد ولما رجعت قالوا إن اتنين اخدوها بالعا فية من السوق وركبوها عربية …أنا هتجـ نن يا أمير …البنت اتخـ طفت كده من وسطنا …مين ممكن يعمل كده …
-أبوها…أبوها قدر يوصلها ….أبوها هو اللي أخدها …
تمتم أمير وهو يجلس أرضا …عينيه الذهبية لمعت بفعل الدموع …كان يشعر بقبضة باردة تضغط على قلبه … كان يشعر الأ لم …الأ لم شديد …لقد خسـ.رها…فشل في حمايتها من والدها …لن يسامح نفسه أبداً!!!!
نظر إلى تحية الشاحبة وقال:
-أعمل ايه يا تحية …أعمل ايه ؟!البنت اللي وعدتها أني أحميها دايما فشـ لت أحميها …فشـ لت وهي دلوقتي في ايدين أبوها …أنا فشـ لت …فشـ لت …
هزت تحية رأسها وهي تبكي …كانت تلك أحد لحظات أمير النادرة في الإنهيا ر …كان حقا منها.ر …ضا ئع ويشعر بالذ نب ….
نهض فجأة وهو يقول بإختناق :
-بس لا أنا مش هسكت مش هسكت …أبوها مش هيأذ يها تاني …أنا اللي هقفله المرة دي !!!!
دعك عينيه بتعب وقال:
-تليفون عبير عندك صح ؟!
هزت تحية رأسها بالإيجاب فابتسم وقال:
-كويس …كويس أووي …
……
بعد قليل ….
وصلا إلى منزل تحية أمسك أمير هاتف عبير وشكر الله لانه لم يكن عليه كلمة مرور …ضغط على الأسماء وبحث عن أسم جواهر وتنهد براحة عندما وجده ..اتصل بها وقلبه يدوي داخل صدره …..
……….
كانت جالسة بالحمام تدخن سيجارتها والدموع تسيل على وجنتيها …أنها تتأ لم …ضميرها يجلـ دها بسببه ….كلما أرادت أن تخبره الحقيقة تتراجع …نعم هي خائفة جداً …والخوف ليس بسبب السـ جن فقط ولكنها تخاف أن تفقده …لن تنكر الأمر بعد الآن هي تحبه …تحبه كما لم تحب أحداً من قبل …ارتكبت اكبر خطأ في حياتها وأحبته وتعرف أنها سوف تعاني بسبب هذا الحب …سوف يتمز ق قلبها …
أجفلت قليلاً عندما رن الهاتف ونظرت بجانبها لتجدها عبير …مسحت دموعها وردت على الهاتف بثبات :
-أيوة يا بيري…
عبست بشدة وهي تستمع لصوت رجل !!!
…..
-آنسة جواهر أنا أبقى أمير اللي قالتلك عليه عبير …
ارتجف قلب جواهر وقالت:
-بيري حصلها ايه ؟!!انت بتتصل من تليفونها ليه ؟!!
كانت الرعب يملأ نبرتها…عينيها متسعة بفزع ومئات الأفكار السـ يئة تعصـ ف بعقلها ….
تنهد أمير عبر الهاتف وقال :
-للأسف أبوها قدر يلاقيها وأخدها …
-يا مصيـ بتي …
صرخت جواهر وهي تنهض …تطفأ سيجارتها وتصرخ :
-ازاي قدر يوصلها ازاي ؟!!
وخزت الدموع عينيها وهي تشد خصلات شعرها بدون تصديق …كانت تشعر وكأن العالم يضيق بها …لا تصدق الأمر …بعد كل ما فعلته لتحميها وقعت بين يدي شريف …
-آنسة جواهر …يا آنسة …
كان أمير يهتف بإسمها وهو نافذ الصبر …هو أيضاً بدا وكأنه يغلي على مر اجل من الجـ حيم …لن يتحمل انهيا رها الآن …
-أنا معاك …
قالتها جواهر بصوت مختنق …
-أنا هروحله وأطلعها من هناك بس عايز اتأكد انها في الفيلا اللي عايش فيها ولا نقلها حتة تاني …
هزت رأسها وهي تمسح دموعها وقالت:
-لا لا أنا اللي هتصرف في الموضوع …
-آنسة جواهر لو سمحتي !!!
هتف بإعتراض لترد هي بحزم :
-أستاذ امير أنا اللي هتصرف في الموضوع ده متقلقش …أنا هعرف اضغط على شريف ازاي متقلقش أنت وانا هبقى اتصل بيك واقولك أنا عملت ايه …
كان متردد للغاية ولكن بقليل من التفكير أدرك أنها ربما تستطيع فعل شئ فهو لن يستطيع أن يقـ تحم المنزل ويأخذها من والدها وإن بلغ الشرطة سوف تقع جواهر في ورطة كبيرة وتلك الورطة قد تنال من عبير أيضاً…ما تلك المصـ يبة !!!…مسح وجهه بعنـ.ف وقال :
-طيب ماشي بس بشرط لو فشـ لتي أنتِ انا اللي هتدخل وهجيبها بأي طريقة ماشي…..ودلوقتي استناكي فين عشان أروح معاكي ….
-يا استاذ أمير ..
اعترضت بملل مرة آخر ولكنه قال :
-يا آنسة أنا مستحيل أسيب عبير أنا وعدتها أني دائماً هحميها…أنا هاجي معاكي وهفضل برا عشان لما تطلعي عبير أخدها أنا ولو فشـ لتي أنا اللي هتدخل
-أنت انسان عنيد اووي …
-يمكن اكون عنيد بس أنا وعدتها أني أحميها وللاسف فشـ.لت وقدر يوصلها فأنا دلوقتي لازم أرجعها مقدرش اسيبهاله …اديني العنوان اللي هستناكي عنده لو سمحتِ …
هزت رأسها بيأس وهي تملي له العنوان …وقد تيقنت الآن أن هذا الشاب هائم بعبير …يعشقها بإخلاص وبصدق …أنه مهووس بها كما أصبحت هي مهووسة بعدي …فكرت بُحزن
…..
أغلق أمير الهاتف وهو يستعد للذهاب…امسكته تحية وقالت:
-خلي بالك من نفسك يا أمير …..
هز أمير رأسه مبتسماً ثم ذهب لكي يبدل ثيابه ويجلب عبير
……….
وضعت كفها على وجهها وهي تنظر إليه برعب …الدموع بدأت تتجمع في عينيها بينما ينظر إليها هو بشـ ر ….عينيه السوداء كانت تشتعل بالنير.ان …يضغط على كفيه بقوة …تلك المشاغبة كلفته الكثير …قلبت حياته رأساً عن عقب …لو تزوجت هي عدي كان الآن سيكون بأحسن حال …كانت ستبقى ابنته زوجة عدي رشيد وسوف يستفيد هو من عدي وأمواله ….كان سيسامحه عدي بالتأكيد على فعلته القديمة وكانا سيكونان حلفاء ..وقد يجعله شريك بأعماله ..كل هذا كان سيحدث لو لم تهرب أبنته الغبية تلك …لقد د مرت أبنته كل شئ …كل شئ …
جذبها من شعرها وهو يقول :
-د مرتي كل حاجة …كل حاجة !!!!
ثم صفـ عها مجدداً…سالت الد ماء من فمها بينما أسرت دموعها بقوة في عينيها …لم تريد أن تريه ضعفها …كانت تتحداه …لم تعد تخاف منه …لم تعد تهابه…أو تحبه اصلا …لقد نجح والدها في محو أي مشاعر له من قلبها …نجح بالفعل ….
-ده حقي …أنا مش هسمحلك تمشي حياتي زي ما أنت عايز …غلـ طت مرة وصدقتك وجيت معاك من فرنسا …بس ده مش هيتكرر تاني يا شريف بيه ..مش هغلط واتجوز عشان أنقذك …وكفاية اووي انك استغـ ليت جواهر المسكينة و….
ضحك بسخرية مقاطعاً كلماتها السامة وقال’
-جواهر مسكينة !!!لا ..لا جديدة دي …جواهر شيطا.نة هي اللي ساعدتك تهربي …أما بقا يا حبيبتي في قصة اني استغـ ليتها فمفيش حد استـ.غل جواهر المسكينة دي قدك …خلتيها تهربك ولبست مكانك وبدل ما تساعديها اختارتي تبقي هربانة وسيبتيها لمصيرها هي ومفكرتيش فيها ….أنا أنا.ني صحيح بس أنتِ كمان أنا نية …اختارتي الهروب وخليتي صاحبتك تقف هي في وش المدفع …فمتعمليش نفسك بريئة…
اختنقت من كلماته ودفعته قائلة ؛
-ما كله ده بسببك …أنت زورت وخليت جواهر هي عبير …وعبير مبقاش ليها وجود خالص …أظهر ازاي ….عارف كان نفسي ابلغ عنك…مكنتش هتردد ادخلك السـ جن …بس للأسف صاحبتي متورطة معاك بالعافية وأنا مستحيل أذيها .. بس هيجي اليوم يا شريف بيه اللي هتتحط في السـ جن وتندم على كل اللي عملته ده وهتشوف. ….
ابتسم بإستهانة وقال:
-ده لو خرجتي من هنا يا حبيبتي !!!
ثم دفعها نحو أحد الرجال وقال:
-تتحبس.في اوضتها…يالا …
سحبها الرجل خلفه بينما هي تصرخ …لم يأبه هو لصرخات ابنته وكأن قلبه تحول إلى حجـ ر بالفعل !!!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
خرجت جواهر من الحمام مُسرعة …شكرت الله أن عدي ذهب إلى عمله مبكراً اليوم فهو متباعد عنها قليلاً اليوم …أخرجت بنطال أسود وقميص من القطن زهري اللون وارتدتهم بسرعة …مشطت شعرها ثم أمسكت حذائها وارتدته وخرجت مسرعة ..
..
خرجت من بوابة القصر ..لم تهتم بأن تطلب من أحد أن يقلها بل أخذت سيارة أجرة وانطلقت…
…. .
بعد ثلث ساعة .
نزلت من سيارة الأجرة وهي ترى أمير يقف بجوار الفيلا …
اقتربت منه وهي تقول:
-أنا هدخل دلوقتي أجيبها وأجي …استنى هنا …
-هدخل معاكي
قالها أمير بعناد لتغمض عينيها بنفاذ صبر…هي تكر ه الغبا ء !!
-لا يا أستاذ مينفعش خالص …قولتلك اهدى أنا هتصرف …أبوس ايديك مش عايزين مشا كل زيادة …استنى هنا …
ما أن اطمأنت أنه هدأ قليلاً حتى ولجت للمنزل ….
……..
-شريف ….شريف …
أخذت جواهر تصر خ بها وهي ثا ئرة …شعرها يتأرجح بقوة والنيرا ن تندلع من عينيها …
-وطي صوتك ..ده بيت محترم مش زر يبة …
قالها شريف بهدوء وهو يطالع جريدته …كان جالساً على الأريكة بكل راحة …يمسك جريدة وبجواره فنجان قهوة …كان قناع من الجليد يغطي وجهه….كان عكسها تماماً ..هي تشـ تعل وهو جالس بكل هدوء …يطالعها ببرود …
-فين بيري ؟!!
ابتسم ساخراً وقال:
-السؤال ده مفروض أنا أسأله يا جواهر مش أنت …أنتِ اللي ساعدتيها تهر ب صح ؟!مفروض تكوني عارفة مكانها مش جاية تسأليني أنا !!!
اقتربت منه وهي تشتـ عل …اختطفت الجريدة وازاحت فنجان القهوة حتى وقع أرضا وانكـ سر لمائة قطعة …
نظر إليها مبهوتاً وسرعان ما تحول بهوته لغضب فنهض ورفع كفه ليصـ فعها الا أنها أمسكت كفه بقوة وقالت:
-لا يا شريف بيه …فكر مليون مرة قبل ما تعمل كده …فين بيري ؟!! انطق فين ؟!
دفعت كفه وقالت عندما وجدته صامت لا يتكلم ؛
-طيب أنا هدور عليها هنا !!!
ثم أخذت تصر خ:
-عبير …فينك !!!
اتجهت للدور العلوي لتتسع عيني شريف وهو يرى جنونها المفاجئ …ذهب خلفها وهو يصرخ بها :
-أنتِ يا بنت تعالي هنا !!!
ولكن جواهر لم تهتم …لم تهتم أبداً وهي تتجه إلى غرفة عبير …لتجدها مغلقة …ضر بت على الباب بقوة وهي تقول:
-عبير أنتِ هنا ؟!
لتسمع صوت أنين خافت ثم دقة خفيفة من الداخل ونبرة ممز قة بفعل البكاء:
-جواهر ..جواهر الحقيني….
حاولت فتح الباب ففشلت تماماً …
كادت تصر خ في شريف الذي أتى خلفها إلا أنه امسك ذراعيها وهو يهزها بقوة قائلاً:
-أسكتي …أسكتي ممكن تخر سي شوية !!!!أنتِ فاكرة نفسك مين يا بت أنتِ …هي بلطـ جة يا روح أمك …
دفعته وصرخ به :
-أيوة بلطـ جة يا شريف وأقسم بالله لو مخرجتش عبير دلوقتي لأفتح عليك ابواب جهـ نم انت فاهم …عبير تطلع….طلعها يا شريف ؛!!
-مش هطلعها…وأعلى ما في خيلك اركبيه يا جواهر …واتفضلي امشي برا …برا بدل ما اخليهم يرموكي زي الكـ لبة برا الفيلا …يالا اخرجي من بيتي …
أمسك ذراعها وجذبها خلفه إلا أنها دفعته بقوة ثم أمسكت هاتفها وقالت:
-هقول.لعدي الحقيقة .
-نعم!!!
صر خ بصد مة ..لتبتسم هي بشـ ر وتقول:
-هقوله الحقيقة …كل الحقيقة يا شريف …هقوله انك زو رت الورق واني أنا مش عبير …وانك بعتني عشان اسر ق الشيكات منه …هد مرك يا شريف …هد.مرك !!!
ابتسم بسخرية وقال:
-طيب ما أنتِ كده هتدخلي السجن معايا يا جواهر …هنونس بعض …
-ميهمنيش …والله مبقاش يهمني ..اصل في الحالتين أنا خسرانة …أنا حياتي اتد مرت بسببك ..مش هسيبك تد مر حياة بنتك المسكينة دي …عبير هتطلع من هنا وفي اليوم اللي هجيبلك فيه الشيكات هتسافر فرنسا وتبعد عنك …تبعد عن جبرو تك …
-مش هتقدري تعملي حاجة يا جواهر…أنتِ جبا نة…
لمعت عينيها بالدموع وأفلتت من شفتيها ضحكة مريبة وقالت ودموعها تنساب من عينيها :
-جربني ..
ثم ضغطت على زر الإتصال …وقالت:
-خلينا ننهي المسرحية دي …أنا وأنت وعبير الحقيقية هنا…البوليس مش هيتعب خالص وهو بيقبض علينا ….
-يا مجنو نة!!
صر خ بفز ع وهو ينتشل منها الهاتف ويغلق الخط …كان ينهت بعنـ ف …لا يصدق أنها قد تتجرأ على هذا ولكن واضح من عينيها أنها لم تعد تخاف من أي شئ …ما الذي غير جواهر بتلك الطريقة ….
مسحت جواهر دموعها وقالت:
-خرجها …خرجها يا شريف عشان مش أوريك الجنا.ن الحقيقي ….خرجها !!!
-تخرج فين ؟!دي بنتي !!!!
صرخ بها لترد ؛
-عمرها ما كانت بنتك …انت عمرك ما كنت اب كويس ليها …أنت بلاء يا شريف …بلاء على اي حد دخلت حياته …خرجها والا اقسم بالله اهد الدنيا عليك …اكيد مش عايز تتفـ ضح وتدخل السجـ.ن ..سمعتك هتبو ظ اكتر ما هي با يظة…
ابتلع شريف ريقه …تلك المجنو نة كانت بالفعل على استعداد لتخر يب كل شئ …
أخرج المفتاح من جيبه وأعطاه لها …
تنهدت وهي تفتح الباب لتخرج عبير التي كانت تستمع إلى كل شئ وتضم جواهر إليها وهي تبكي …
ضمتها جواهر بقوة وقالت:
-أنا هنا …أنا هنا ..
ثم ابعدتها عنها قليلاً واتسعت عينيها وهي ترى اثر صفـ عة شريف لها …نظرت إلى شريف بقر ف وقالت :
-وبتقول أنها بنتك؟! انت أب أنت ؟!انت شيطا ن …
تنفس بغضب وقال:
-من غير ما تقولي محاضراتك في الأخلاق اللي أنا مش مستعد خالص أسمعها ياريت تنجزي في حوار انك تجيبي الشيكات ..مش قادر اصدق انك لحد دلوقتي مقدرتيش تخليه يحبك ..دي كارمن طلعت أذكى منك ….
زفرت بضيق ولم ترد عليه …سحبت عبير خلفها وغادرت المنزل دون أن يجرؤ أحد على منعها …شريف من الأساس لم يصدق أنها استطاعت فعل هذا به …ولكن خوفه من عدي جعله يخضع ويترك عبير من الأساس هو لا يحتاج بها الآن …جواهر هي ورقته الرابحة !!!
……..
فغر أمير فاه وهو يجد جواهر تخرج بعبير …دعك عينيه وهو لا يصدق …حقيقة هو كان متأكد أن جواهر سوف تفشـ ل في إحضارها ولكن الفتاة وفت بوعدها وأتت بها ..أتت بحبيبته …عبس أمير بينما عبير تقترب أكثر وتتضح تلك العلامة الحمراء التي على وجنتها ..اقترب منهما وقال:
-مال وشك ؟!
نظرت إليه عبير بشوق وقالت بإبتسامة :
-مفيش يا أمير …
-هو ضر بك ؟!
قال بنبرة مختنقة فردت جواهر :
-ربنا يجازيه على عملته دي المهم خلينا نبعد عن هنا شوية عشان نتكلم .
هز أمير رأسه وقال:
-ماشي يالا …
ثم أوقف سيارة أجرة وانطلقوا بها ….
…….
قُرب الحي الذي يسكن به أمير …
وقفت جواهر معهما وقالت:
-بصوا كده شريف مش هيقدر يعملك حاجة يا بيري يعني متخافيش…هو حاليا محتاجني أنا…يعني انتِ في السليم …
نظرت إليها عبير بشفقة وقالت:
-وأنتِ هتعملي ايه يا جواهر…في كل الأحوال هتتكشفوا ووقتها عدي مش هيرحمكم …
-ربنا هيسترها بإذن الله متفكريش فيا أنا ..خليكي هنا لحد ما اقدر اخلص اللي عايزه شريف ووقتها هتبقي حرة ..أنا همشي دلوقتي سلام …
ثم.كادت ان تذهب ولكن عبير أمسكت كفها ثم عانقتها وقالت بنبرة مختنقة :
-أنا لو كان عندي اخت مكانتش هتعمل معايا كده …شكرا ..شكرا أووي يا جواهر…
ابتسمت جواهر وربتت على ظهرها وقالت:
-خلي بالك من نفسك يا بيري ….هكلمك دايما ..
ثم ابتعدت عنها وذهبت
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
كان بمكتبه …شارد يفكر بها …يفكر في الطريقة التي تبتعد بها عنه …لماذا تبتعد بذلك الشكل …أنه يتألم…لقد أعترف لها وهي مصرة على التخلي عنه …
دعك عينيه بتعب وهو يفتح الملفات ليراجعها …لن يمسح لأي أحد أن يعطله.عن عمله ولا حتى زوجته….
اتصال هاتفي أتاه من السكرتيرة الخاصة به تخبره أنه هنا !!!هذا الذي قا طعه منذ زمن !!!!
…..
بعد قليل ولج جمال صفوت الى المكتب …رجل في الستينات من عمره يرتدي حلة سوداء ويظهر عليه الثراء والرقي …
-ازيك يا عدي …
ابتلع عدي ريقه وقال:
-خالي …
رفع الرجل حاجبيه وقال:
-آه خالك …خالك اللي اختارت تقاطعه عشان واحدة!!!
أقترب عدي منه وقلبه يدوي داخل صدره…كان يريد احتضانه ولكنه متردد ابتسم الرجل ابتسامة لطيفة وقال:
-احضنني يا واد أنا مش هاكلك…
ضحك.عدي براحة ثم ضم خاله بقوة وعينيه دامعة ….لا يصدق أنه يوماً وقف بوجه خاله من أجل أمرأة وتلك المرأة خذ لته بقوة …تلك حطـ مت قلبه ….
-وحشتني يا عدي …وحشتني اووي …
:وأنت كمان يا خالي ..سامحني …سامحني على اللي حصل منه …
-الأب مبيشلش من عياله يا عدي …وانت ابني وانا عمري ما زعلت منك ..خلاص محصلش حاجة يا ولد …
ابتعد عدي عنه وابتسم براحة وقال:
-تعالى اقعد يا خالي وارتاح ….
جلس جمال على المقعد المريح بينما جلس عدي في المقعد المقابل ..
-هطلبلك الليمون بالنعناع اللي بتحبه يا خالي ..
قالها عدي وهو يرفع سماعة الهاتف الا أن جمال أوقفه وقال:
-مش وقته يا عدي عايزك في حاجة مهمة خالص …مش عايزين اي حد يعطلنا !
عبس عدي ونظر إليه وقال:
-خير يا خالي فيه ايه قلقتني ايه الموضوع؟!
ظل جمال صامتاً يحاول أن يرتب كلماته لكي يتصرف عدي في هذا الوضع …كان يريد أن يحذر عدي مما ينويه عمه ..فمهما حدث بينه وبين عدي لن يتخلى عنه …هو بمثابة ابنه …فبعد وفاة والده هو قرر أن يكون الأب في حياة عدي …قرر أن يساعده لكي ينجح عمله وبالفعل نجح وسيظل يساعده حتى النهاية
….
-خالي قلقتني قولي فيه ايه ؟!!!
قالها عدي بقلب يرتجف …عرف أن الموضوع خطـ ير فجمال يبدو عليه التوتر …
-حسان رشيد جالي البيت !
غار قلب عدي داخل صدره …حسنا كان متوقع الأمر …:
-كان عايز ايه ؟!.
قالها عدي بنبرة حاول إخراجها متصلبة ولكنها خرجت مرتعشة …
-عايزني اقـ تل ليان …
تلك صدمة آخرى اصابته…هل أصبح عمه خسـ يساً لتلك الدرجة …هو لا يصدق أبداً …
تنهد جمال وهو يشرد ويحكي لعدي كل تفاصيل لقاؤه بحسان رشيد !!!
………..
-ايه اللي جابك يا حسان بيه هنا؟!
قالها جمال وهو يلج إلى غرفة الضيوف الكبيرة حيث يقبع حسان …ابتسم حسان ونهض قائلاً:
-وهي دي برضه معاملتك للضيوف يا جمال …أخص …ده انا حتى سمعت انك بتكرم الضيف مش بتهـ ينه …
جلس جمال بدون مبالاة وقال:
-على حسب الضيف يا حسان…فيه ضيوف مبيكو.نش مرغوب فيهم بس معندهمش كرامة بيجوا وخلاص …ابتسم حسان له ابتسامة صفراء …هل ظن أن كلماته السا مة سوف تؤثر بحسان …حسناً هو مخطئ تماماً…هذا الرجل ليس لديه اي كرامة أو كبرياء …رجل خبـ يث …وجمال لم يحبه يوماً…
-اووه.كـ سرت قلبي يا جمال …ليه يا راجل كده ده حتى أختك الله يرحمها كانت عزيزة على قلبي ..كانت مرات اخويا …
-انجز يا حسان عايز ايه ؟!
قالها جمال بملل وهو ينظر إليه …يريد أن يعرف ما سر تلك الزيارة ..فهو أبداً لن تكن علاقته جيدة بحسان ….
-أنت مش ناوي تأخد بتا ر اختك يا جمال ؟!
رفع جمال حاجبيها وقال :
-تار اختي؟!ليه مالها اختي ما تت مو تة طبيعية …مو تة ربنا هاخد تارها ليه ؟؛
ابتسم حسان بخـ بث وقال؛
-أقصد تارها من اللي كـ سر قلبها يا جمال …الست اللي سر قت جوزها منها وخلفت منه …ا
تفتكر مش لازم تاخد تا ر اختك …
نظر إليه جمال بسخرية وقال :
-اختي ذات نفسها كانت موافقة على جوازة جوزها يبقى أنت ايه مشكلتك يا حسان…ليه بتدور ورا الموضوع …لسه عايز ليان برضه …..يا راجل سيبها في حالها حرام عليك …هي مش ذ نبها حاجة ومعملتش أي حاجة !!!
اتسعت عيني حسان بغضب وقال:
-لا يا جمال …البت دي لازم تمو ت …اخويا خذلني واتجوز واحدة عمها قتـ ل ابويا ….يدل ما ينتـ قم من ابويا بيتجوز منهم!!!
-عمها اتحـ بس واتعد م يا حسان والبنت اللي اتجوزها اخوك ملهاش ذنب. ..كفاية سو اد يا حسان …متد مرش نفسك واعرف ان ليان بنت اخوك زي ما عدي ابن اخوك يعني مينفعش تأذ ي اي حد منهم …
نهض حسان وقال:
-لا البنت دي لازم تمو ت …ولو انت مش هتساعدني أنا عندي اللي هيساعدني …هقتـ لها وأحسر عدي عليها لانه اخد صفها اتخلى عن عمه عشان خاطرها….البنت دي مش من عيلة رشيد ..البنت دي د.مها نجـ س زي امها …زي عيلتها!!!
نهض جمال وقال:
-اطلع برا يا حسان وربنا يعينك على نفسك …ربنا يعينك على الغـ ل اللي جواك اللي هيجي في يوم ويقتـ.لك….روح يا حسان روح وحاول تطهر قلبك قبل ما تندم على ده كله لما تلاقي نفسك خسرت كل حاجة …لما تلاقي نفسك في السـ جن !!!
ابتسم حسان بسخرية وقال:
-معنديش مانع اني اتسـ جن مادام البنت دي هتمو.ت …هي بس تمو.ت وانا مستعد اتسـ جن على الأقل ابقى اخد تا ر ابويا …
ثم غادر تاركاً جمال يفكر أن بالتأكيد حسان يعاني من مرض عقلي …ما يقوله غير طبيعي بالمرة !!
…..
انتهى جمال من الكلام ليضر ب عدي على المكتب بغضب ويقول :
-طيب أنا أعمل ايه في الإنسان المر يض ده يا عمي.!!!انا تعبت منه ومن تصرفاته …هو عايز ايه بالضبط …عايز ايه ؟!!أنا في يوم هنسى أنه عمي واقـ تله …
-هو باين عليه أنه إنسان مش طبيعي …
هز عدي رأسه موافقاً وقال:
-ايوة عندك حق يا عمي …هو كده فعلا …ومن زمان كمان …انسان كله حـ قد وغـ ل …انسان مخـ تل عقليا …لولا أنه عمي كنت قتـ لته من زمان …مش كفاية معيشني في ر عب بسبب ليان …بس امسك دليل عليه أنه عايز يأذ يها لأحبسه ووقتها مش هيعرف يخرج تاني …
تنهد جمال بتعب وقال:
-لا إن شاء الله الأمور متوصلش للدرجادي وتقدروا تحلوها.ما بينكم يا عدي …متنساش ده عمك …وبرضه صعب شوية يتقبل ليان وهي بنت واحدة عمها قتـ ل أبوه…
-بس ليان ملهاش ذ نب يا خالي …ملهاش ذ.نب ..حرام البنت اتحر مت من امها بدري وبعدين ابوها ….يعني هي مش ناقصة …
شد جمال على كف عدي وقال:
-حاول تحلها بينك وبينه …اتكلم معاه يا عدي …على فكرة هو بيحبك …
ابتسم بحزن وقال:
-مظنش يا خالي …لو بيحبني ميأ ذيش ليان …ليان هى أغلى حد على قلبي …واللي بيحبني يحبها هي كمان …واللي يحبني ميأذ يهاش …وللاسف عمي حاول كتير يأ ذيها بس المرة دي لو لمسها أنا هقـ تله حرفيا !!!مش هسمح ليه يلمس شعره من ليان تاني …ده مستحيل !!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
بعد أسبوع ….
في أحد عيادات أطباء النساء المشهورين ….
جلست هي على الكرسي المريح وهي تكتب أسماء المرضى …من كان يصدق أنها سوف تعمل هنا !!!…عند جورج حكيم أحد أطباء النساء المعروفين بالبلدة والمعروف أنه يطلب أن تكون السكرتيرة الخاصة به متعلمة ولكنها دُهشت عندما قبل بها …هي تعمل في الفترة الصباحية وراتبها الذي تناله جيد جداً …حتى أنه أفضل من الراتب الذي كانت تناله من المشفي …وحسنا الفضل في هذا يعود ليحيى لن تنكر الأمر …هو من وجد لها هذا العمل وهي تمام الثقة أنه من طلب من جورج أن يعينها بشكل خاص وعلى الرغم من الاذ ى الذي لحقها بسببه هي ممتنة للغاية له ولن تنسى له أبداً هذا المعروف …
تذكرت اللقاء الأخير بينهما ….ذلك اللقاء الذي أخبرته بوضوح أن يخرج من حياتها ما أن تعمل
أغمضت عينيها وهي تشرد بلقائهما الأخير …
…..
هقبله بس بشرط ..
-قولي .
-انك متحاولش تقابلني تاني…عايزاك متحسش بتأنيب الضـ مير واعرف أنك عملت اللي عليك ..ده شرطي ..في اليوم اللي اشتغل فيه تمحيني من حياتك !!
انتظرت بتوجس وهي ترى تعاقب المشاعر على وجهه …الصد مة والحزن والإنفعال سيطروا تماماً على وجهه ……قلبها تأ لم من أجله وتأ لم من أجلها…فكرة أن يغادر حياتها كانت تقتـ لها بالفعل …لن تُنكر الأمر ولكنها هذا أفضل لهما…ولها بالأخص فهي لن تتحمل أن تُها ن من والدته مرة آخرى …لن تسمح لأي أحد بأن ير يق كرامتها …حتى لو كانت معد مة…لا يحق لأحد إها نتها …هي سوف تتمسك بعزة نفسها …كان يحيى ينظر إليها بعمق …يشعر بالضيق من كلماتها ولكن هذا أفضل بكثير …هو سيساعدها لأن ضميره يتعذ ب بسببها ثم يختفي من حياتها وبهذا يكون كفـ ر عن ذ نبه بشأنها …هذا ما أقنع به نفسه ولكن قلبه كان يسخر منه بقوة ؛!!!
-موافق ..
قالها بهدوء ورغم أن هذا كان اقتراحها إلا أنها شعرت با لضيق بسبب موافقته السريعة …عبست ووبخت نفسها … ماذا توقعت؟!هو لا يحبها ليتمسك بها وهذا افضل له ولها ….
رفعت وجهها له …وجهها كان خالي تماماً من المشاعر رغم الأعا صير التي داخلها ..
-كويس اووي ..
قالتها وهي تبتسم ثم أكملت :
-وأنا موافقة على الشغل …
ابتسم لها برقة ليتورد وجهها وتطرق برأسها ثم تقول بخفوت :
-ممكن ترجعني البيت ؟!
-أكيد
……
خرجت من شرودها وهي تتنهد …ها هي منذ اسبوع تعمل هنا مع الدكتور جورج …عندما عرف يحيى برغبتها في استكمال دراستها في التمريض أتى بها إلى هذا الطبيب عله يساعدها في التخصص الذي تنوي عليه …..ابتسمت رانيا بحماس وهي تفكر أنها قد تبدأ من هنا … قد تغير حياتها من هنا ….تعمل وتتعلم وتنسى يحيى تماماً فليس لهما فرصة سوياً ومن يعلم قد تحب مرة آخرى …قد يعوضها الله بشخص مناسب لها …شخص يحبها كما هي ….
رن الهاتف الأرضي للعمل لتجيب بأدب :
-ايوة يا دكتور …ماشي حاضر..
أغلقت الهاتف وهي تشير للمريضة التالية بالدخول بعد أن خرجت من عنده إحدى النسوة …
………
في المساء …
لا يعرف ماذا به ؟!من المفترض أنه وعدها أنه سوف يبتعد عن حياتها …سوف يمحيها من عقله …أقنع نفسه أن ما يشعره نحوها هو تأ نيب الضمير فقط ولكن ها قد مر أسبوع وهو يريد رؤيتها بأي طريقة …صحيح أنه يطمئن على اخبارها دوما ولكن هذا لا يكفيه …لا يكفيه أبداً … تنهد و نهض من فراشه وأمسك هاتفه وهو يتصل بجورج
……..
-أيوة يا دكتور يحيى أزيك ..
قالها جورج وهو ينهض من طاولة العشاء ممسكاً هاتفه ..رفعت زوجته ماريانا عينيها وتتبعته ومسحة من الحزن تسيطر عليها …
-دكتور جورج أسف اني بتصل في الوقت ده ازيك أنت …
ابتسم جورج بود وقال :
-لا يا دكتور عيب أنت تتصل في أي وقت …وأنا أظن عارف انت بتتصل ليه عشان الآنسة رانيا صح ؟!
صمت يحيى بإرتباك وقال:
-لا يا اخي كنت عايز أسلم عليك ..
ضحك جورج بمرح وقال :
-يالا يا بكا ش…المهم يا سيدي الآنسة رانيا كويسة اووي في الشغل وذكية وبتتعلم بسرعة …بنت طموحة أووي هتوصل بإذن الله ..
تنهد يحيى براحة وابتسم وقال:
-أنا مش عارف اقولك ايه يا جورج أنا بشكرك جداً جداً
-يا باشا متقولش كده احنا اخوات مفيش بيننا اي شكر أنا اللي بشكرك عشان جيبتلي سكرتيرة شاكرة زي دي …خلي أنت بس بالك من نفسك ..يالا سلام يا يحيى باشا …سلام…
ثم أغلق الهاتف وهو يجلس على طاولة العشاء وهو يبدأ بتناول طعامه …
-نفسي تعاملني بلطف زي ما بتعامل كل الناس يا جورج …
كان هذا صوت ماريانا المنكـ سر…رفع جورج عيناه ونظر إليها ببرود وقال:
-مش هنخلص من الحوار ده يا ماريانا …خلاص الواحد قر ف …..
تنهدت والدموع توخز عينيها وقالت :
-معرفش أنت ليه بتحاسبني على حاجة أنا مليش ذنب فيها بتحاسبني على أخطا ء غيري ليه ؟!!اتجوزتني ليه مادام مش قادر تحبني ؟!!!
-يووووه الواحد ز هق …
قالها جورج بغضب ثم ألقى المعلقة على الطاولة ونهض قائلاً :
-وأهو يا ماريانا قايم ومش واكل …كلي لوحدك !!!
ثم غادر تاركا إياها تبكي !!! …
…..
ولج جورج إلى غرفته وهو يخـ تنق … اتجه إلى خزانته وأخرج صورة من بين ملابسه لفتاة شقراء بعيني زرقاء كالزمرد ثم مرر أصابعه على الصورة برفق والدموع تتجمع بعينيه…
-وحشتيني يا سيلا ..
تمتم بإ ختناق وهو يضم الصورة
……..
في الخارج ….
كانت ماريانا تحمل أطباق العشاء وتغسلهم …ثم ترتب المطبخ …لم تكن تريد لجورج أن يتذمر فهي تعرفه كم يحب النظام …لذلك تفعل ما تستطيع لكي تعجبه …لعله فقط يحبها ….يغذي أنوثتها…لا تعجبها تلك الحياة الرتيبة ولا العلاقة الباردة بينهما …أنها تحاول بقدر إمكانها ان تجذبه إليها لكي يحبها أو يراها فتفـ شل …سيلا ما زالت بينهما …لم تغادر حياته أبداً …احيانا تند م لأنها تزوجت به …ولكن أحيانا أخرى تظن أن جورج يستحق أن تحاول من أجله….يستحق لكي تحا رب لكي تمتلك قلبه …هي زوجته ويجب أن تكسبه …وتستمر هي في خوض معا رك خا سرة من أجل كسب قلب زوجها وتعود محملة بالجر وح ..والخ اسر دوماً هي ومبرر الحرب أن زوجها يستحق !!
……..
في اليوم التالي ….
كانت تسرح شعرها الطويل امام المرآة وهي تبتسم وتغني :
-طول عمري بقول
لا أنا قد الشوق وليالي الشوق
لا أنا قد الشوق وليالي الشوق
ولا قلبي قد عذابه، عذابه
طول عمري بقول
لا أنا قد الشوق وليالي الشوق
لا أنا قد الشوق وليالي الشوق
ولا قلبي قد عذ ابه، عذ ابه
وقابلتك إنت لقيتك بتغير كل حياتي
ما عرفش إزاي حبيتك
ما عرفش إزاي يا حياتي
وقابلتك إنت لقيتك بتغير كل حياتي ..كل حياتي
وقف ياسين أمامها وعلى ثغره ابتسامة رائعة ..عانقها من الخلف ويديه ترتاح على بطنها المسطح وقال وهو يضع قبلة خفيفة على عنقها :
-مين اللي غير حياتك؟! …
أغمضت عينيها وقالت مبتسمة :
-يعني أنت مش عارف ؟!مش عارف انك أنت اللي غيرت حياتي كلها يا ياسين …. أنا بحبك أووي .بحبك اكتر مما تتخيل ..
تورد وجهها وهي تشعر بقبلاته الشغوفة على رقبتها …تنهدت وهي تمسك كفه التي ترتاح على بطنها فجأة فتحت عينيها وتجمدت تماماً وسقط قلبها في قدميها وهي ترى ياسين وقد تحول تماماً …أصبح على !!!
استدارت مسرعة وهي تدفعه عنها بينما بينما حدقتيها متسعة بقوة ….احتشدت الدموع بعينيها ونبرتها ار تعشت وهي تقول :
-أنت ..أنت ازاي جيت هنا ؟!وفين ياسين ؟!
ارتجفت شفتيها ببكاء عندما رأت وجهه قد تزين بإبتسامة رائعة ..
حاول الاقتراب منها إلا أنها تراجعت وهي تقول :
-ابعد عني …ابعد عني …
كانت مشاعر غريبة تعصـ ف بها …مشاعر ظنت أنها قتـ لتها …ظنت أنها و هم …ولكن بينما علي أمامها الآن شعرت بمشاعرها القديمة نحوه تعود بقوة …تصدمها وتخبرها أنها لم تنساه …ارتفع نشيجها وهي تشعر بالإختناق وكأن الغرفة تضيق بها .
-أنتِ مقدرتيش تنسيني لحد دلوقتي يا ورد ولا هتقدري!
قالها علي وهو يقترب منها أكثر …كانت هي تبتعد عنه …تهز رأسها …تنـ كر ما يقوله ولكنها غير قادرة على الكلام …ابتسامته اتسعت وهو يرى العـ جز بوجهها وقال :
-أنتِ لسه بتحبيني أنا …أنا وبس ….
طفرت الدموع من عينيها وهي تتنفس بقوة …تريد أن تنـ كر بقوة ولكن تشعر وكأن أحدهما ربط لسانها ….
صر خة ضعيفة انفلتت من شفتيها وهي تجد أنها اصطدمت بالحائط …نظرت إليه بر عب لتجده حاصرها تماماً…والحصار لم يكن جسدي فقط …هي شعرت أن روحها حوصرت …وقلبها أيضا …
-أبعد…أبعد …
قالتها بنبرة ضعيفة …ثم اتسعت عينيها برعب وهي تراه يرفع كفه ويتلمس وجهها ويقول :
-أنتِ مش عايزاني ابعد …اتحداكي تبعديني عنك …ورد أنا لسه في قلبك !!
كانت تبكي بعـ نف …تشعر أنها مكبلة وهو قريب منها بتلك الدرجة …أنها تختـ نق …تشعر أنها سوف تمو ت …ماذا يحدث معها .؟!تلك المشاعر ما تت منذ زمن …هي تأكدت من هذا … إذن لماذا عادت من جديد …وأين ياسين …لماذا على في منزلهما؟!
-فاكرة مشاعرك ليا يا ورد ..مشاعرك اللي لسه موجودة…أنتِ اتجوزتي صحيح بس مقدرتيش تنسيني ومهما تعملي مش هتقدري تنسيني يا ورد …أنا عايش جوا قلبك …أنتِ مقدرتيش تحبي ياسين ولا هتقدري تحبي حد غيري …
اخذت تشهق بقوة وتقول بصوت متقطع :
-أمشي …أ…أمشي لو سمحت …أمشي !!!
لكنه لم يتحرك بل ظل ينظر إليها مبتسماً …تلك الابتسامة التي جعلتها يوماً تفقد عقلها…تلك الابتسامة التي جعلتها تغرق بحبه …لقد قضت سنوات عمرها كلها وهي تحبه إلى أن أتى ياسين …ولكن اين ياسين الآن ..اين هو …يجب أن يأتي وينجدها ….رباه هي تخـ تنق ..تختـ نق …الغرفة تضيق بها …تأخذ أنفاسها بصعوبة شديدة
اقترب اكثر بفمه منها وهي غير قادرة على منعه ….
…..
-آه …
صر خة هربت من بين شفتيها وهي تنهض من نومها …كانت تلهث بقوة بينما الدموع تغرق وجهها…وضعت كفها على قلبها وهي تتمتم :
-كان حلم الحمدلله …
مسحت وجهها جيداً وهي تنهض من الفراش بكسل تتجه إلى الخزانة وتأخذ منها ملابسها …كانت بحاجة لكي تستحم وتنسى ما رأته في كابوسها المر عب ولكن لا تعرف لماذا تشعر بثقل بقلبها …
…….
بعد قليل …
خرجت ورد من الحمام وهي تجفف شعرها …ترتدي منامة وردية وتمشط شعرها الناعم وهي تتنهد وتفكر بحلمها …لماذا بعد مرور كل هذا الوقت تذكرته …ولماذا لا يغيب عن عقلها الآن ..حقاً ماذا يحدث معها …هي تتصرف بغرابة….هزت رأسها بتعب وهي تُكمل تمشيط شعرها …شهقت بخفوت عندما شعرت بيدي تحاوط خصرها …ابتسمت بإرتباك عندما قبل ياسين خدها وقال:
-ليه مش نادتيني اسرحلك شعرك ؟!…
-أنت مش رايح الشغل ولا ايه ؟!
قالتها مغيرة الموضوع ليرد :
-لا هفضل معاكي النهاردة ….شوية هنروح أنا وأنتِ وياسمين عند أمي نتغدى عنها …وبعدين هسيب البنت عندها وأخدك افسحك فسحة محصلتش …
ابتسمت له ببهوت وحاولت التحرر منه …كانت تختـ.نق وهو يعانقها بتلك الطريقة …
-معلش يا ياسين ابعد شوية عايزة اسرح شعري ….
-هاتي أنا اسرحلك شعرك …
قالها بلطف وهو يحاول امساك المشط الا أنها أبعدت المشط وقالت:
-معلش يا ياسين أنا عايزة اسرح شعري بنفسي …
غمز لها وقال:
-هاتي يا بت اسرحلك شعرك …هعملك تسريحة رابونزل اللي بتقول عليها ياسمين
وبالفعل حاول مجدداً أخذ المشط الا أنها شدته منه وقالت بإنفعال:
-يوووه خلاص يا ياسين قولت مش عايزة …مش عايزة افهم بقا متضايقنيش …
أجفل من انفعالها غير المبرر وقال:
-أنا عملت ايه يا ورد ؟!
أغمضت عينيها تدعكهما بتعب وقالت:
-متزعلش مني يا ياسين أنا مخنو قة شوية ….هرمونات الحمل بتخليني أرمي دبش …
ابتسم وقال :
-يا ستي أرمي دبش براحتك …
ثم اقترب ليقبلها إلا أنها أبعدت وجهها عنه وهي تقول بإرتباك :
-روح شوف ياسمين وانا هسرح شعري …
ظهر الجر ح في عينيه …ورأته هي …لا تعرف ما بها ولكنها تشعر بالإختنا ق …تشعر بالنفو ر منه …
ابتسم ياسين ببرود وقال:
-طيب يا ورد.انجزي احنا مستنينك
ثم ذهب وتركها …
لتستدير هي وتمشط شعرها بينما الحلم الذي حلمته ما زال يسيطر عليها بقوة ……
أغمضت عينيها وتنهدت قائلة:
-يارب ساعدني !!!…
………
خرج ياسين إلى صالة المنزل وهو محتار …ماذا بها …ولما تتصرف بتلك الطريقة…الم تفهم كم جر.حته!!!هو غاضب الآن …غاضب بقوة…أخذ يتنفس بإنفعا ل وهو يحاول أن يفهم ما هي مشكلة زوجته ولم تبعده بتلك الطريقة …لم يرى إلا الفراغ بعينيها لا العشق ولا أي شئ …ارتجف قلبه وهو يشعر بالإختنا ق …مئات الأفكار تعصـ ف به …استغفر ربه وهو يقنع نفسه أنها حامل وهرمونات الحمل أثرت عليها بشكل كبير …
-بابي؟!
اخرجه صوت ابنته من شروده لينظر إليها مبتسماً ببهوت ويقول :
-نعم يا ياسمين …
-ألبس دلوقتي يا بابي عشان نروح لتيتا…
-لا استني شوية كده نفطر وهنروح على الغدا ..
-ماشي يا بابي…
قالتها ثم ركضت نحو غرفتها تاركة إياه غا رق بشروده
…………..
في منزل يوسف ….
-لحد أمتى هتفضل كده يا يوسف ؟!
قالها منير وهو يلج إلى منزل يوسف …اتجه يوسف إلى الأريكة وتسطح عليها وهو يمسك صورة نسرين …
نظر منير الى المنزل المبـ عثر بدون رضا …كان المنزل متسـ خ للغاية … الملابس على الأرض وعبوات البيتزا والمياه الغازية …المنزل كان في حالة فو ضى حرفيا …
نظر منير الى يوسف واقترب منه وقال:
-هتد مر حياتك بإيدك مرة تانية يا يوسف …لحد امتى هتفضل موقف حياتك عشان عيلة صغيرة ..واحدة اصلا علاقتها بيها كان غـ لط تماما …كنت متوقع ايه وانت رايح تحب واحدة قد عيالك …فوق يا يوسف فوق!!!! …
أظهر أخيراً يوسف رد فعل …رفع عينيه لمنير ونهض وقال:
-اطلع برا …يالا برا …
أجفل منير ليصر خ يوسف به :
-قولتلك يالا برا…برا !!!!مش عايز اشوف حد…مش عايز حد يكلمني …حر ام عليكم سيبوني في حالي …لحد امتى هتفضلوا تلوموني !!! …
ثم أخذ يدفعه بقوة لكي يخرج …
-يوسف مالك !!!…
ولكن يوسف كان يبدو وكأنه فقد عقله تماما …أخذ يدفعه بقوة وهو يشـ تم :
-أنا قولت برا …برا سيبوني في حالي بقا …يالا امشي من هنا…مش عايز اشوفك يا منير …مش عايز اشوف اي حد …ابعدوا عني ابعدوا عني !!! …
ثم فتح الباب ودفع صديقه للخارج وأغلق بوجهه الباب ثم انها ر على الأرض والدموع تطفر من عينيه ….أخذ يضر ب الأرض بقبضته وهو يصر خ ويبكي …الأ لم كان ر هيب …يشعر وكأن أحدهما يعتـ صر قلبه بقوة …
-نسرين …نسرين ليه عملتي فيا كده يا نسرين …ليه ….لييييه…ليه كـ سرتيني ليه …بس انت اللي كـ سرتك الاول …أنا اللي كـ سرتك …أنا آسف يا نسرين …آسف!!!
تسطحت على الأرض ودموعه لا تتوقف عن الانسياب…كان يشعر أنه يمو ت …يحس بالإختنا.ق …يخبر نفسه دائما أنه سيعيدها ولكن داخله شئ يخبره أنها لن تعود …وحتى لو عادت لن تعود كما كانت ….لقد أذ اها يعترف بهذا … أذ اها وهو الذي أقسم أنه لن يمسها بسو ء …لقد احتـ قر دوما والدها لانه يؤ ذيها والآن أصبح هو مثل والدها…هو لا يختلف عنه كثيراً …يريد أن يقابلها ويعتذر منها مليون مرة يطلب منها أن تعود إليه …فلا حياة بدونها …هي يمو ت من غيرها …يمو.ت بالفعل …أغمض عينيه ودموعه تنفـ.جر أكثر
…….
خرج منير من البناية السكنية لصديقه وهو يشعر بالحزن عليه …يتأ لم على رفيق عمره …يوسف يد.مر نفسه بنفسه …لا يتقبل أنه خـ سر نسرين …ماذا كان يتوقع لم تكن لتنجح علاقتهما سوياً …هو بعمر والدها والفتاة ما زالت صغيرة …دعك عينيه بتعب ثم أخرج هاتفه وهو يتصل بأحد ما يطلب لقاؤه !!!
……
في المقهي ….
كان كريم يجلس أمام منير ينظر إليه بحيرة ويقول :
-خير يا منير طلبت تشوفني ليه فيه حاجة ؟!
شعر منير أن نبرة صوت كريم متصلبة قليلاً وللحظات تردد ليكلمه.في الآمر ولكن حالة يوسف أصبحت صعبة للغاية صديقه يعا ني ….هو بحاجة للمساعدة ورغم أن منير هو صديق يوسف الا ان كريم أقرب ليوسف منه …
-كريم أنا جاي اكلمك عن يوسف !!
قالها منير فجأة وقد تخلى عن تردده …رأى النير ان تتصاعد بعيني كريم ولكنه لم يهتم …يوسف كان يعاني وبحاجة لمساعدة ورغم ان كريم الآن يكر هه أكثر من أي شئ ولكنه الوحيد الذي سوف يساعده ….
نهض كريم ليذهب الا أن منير أمسك ذراعه وقال:
-كريم هنسيب صاحبنا يعاني بالشكل ده ومش هنساعده …
دفع كريم يده وصرخ به :
-نساعد مين يا منير …اساعد مين …الإنسان اللي ارتبط ببنتي من ورايا وقر طسوني هما الاتنين؛ !!!
نظر منير حوله بإرتباك….أخرج المال ودفع الحساب ثم أمسك كف كريم وجره للخارج وقال:
-ممكن تهدأ….اهدى بس واعرف انك بتتكلم عن بنتك يا كريم ….متتكلمش عنها بالطريقة دي حتى لو كانت غلطا نة !!!
ابتسم كريم بسخرية وقال:
-بنتي …بنتي اللي خذ لتني …كـ سرتني …كانت بتمشي مع صاحبي …
-يا كريم بنتك كانت محتاجة حنانك وملقتهوش ودورت عليه برا …ويوسف انت عارف اللي مر بيه مش سهل …أنا مش قادر اصدق انك مش شايف نفسك غلطان ورامي اللوم كله على بنتك
-لا انا مش غلطا ن….مش غلطا ن يا منير …هي اللي غلـ طت في حق نفسها وفي حقي وأنا مستحيل اسامحها. …ومستحيل اسامح اللي اسمه يوسف ده حتى لو ما ت …متكلمنيش في الموضوع ده تاني لو سمحت يا منير ولا تطلب مني اروح ليوسف …أنا خلاص نهيت علاقتي بيوسف نهائيا …الإنسان اللي يطعـ نني في شر في عمره ما يكون صاحبي يا منير …أنا قطعت علاقتي بيوسف ..قطـ عتها نهائيا ومستحيل اسامحه على اللي عمله !!مستحيل …
تنهد منير وقال:
-يعني كده خلاص يا كريم ..اتخليت عن يوسف خلاص ؟!
-اللي عمله يوسف خيا نة ليا يا منير وانا عمري ما اسامح على الخيا نة…لو سمحت متتكلمش عن الموضوع ده أنت كمان عشان منخسر ش بعض ممكن ؟!…
تنهد منير بتعب وقال:
-اكيد يا كريم اكيد !!
……..
كان متسطح على الأرض وذكرياته مع نسرين تندفع لعقله بقوة ذكريات تدفئ قلبه وتجـ لد روحه في نفس الوقت ….
……
-قول انك.بتحبني .
قالتها نسرين وهي تريح رأسها على كتفه وتغمض عينيها…قلبها يدوى داخل صدرها وتشعر بأ لم غريب….
حاوط يوسف كتفها وقال:
-أنا بحبك يا نسرين …بحبك اووي…اكتر مما تتخيلي..بحبك …
ابتسمت بسعادة بينما وخزت الدموع عينيها وقالت:
-أنت أماني يا يوسف …انت الإنسان الوحيد اللي بحس معاه بالأمان …بحس ان عمره ما هيأ.ذيني …فأوعى تأ.ذيني يا يوسف …عشان خاطري اوعى تأ.ذيني…أنا ممكن امو ت فيها…متبقاش زي بابا …
هز يوسف رأسه وهو يضمها إليه أكثر ويقول بصوت أجش:
-عمري ما أعملها يا نسرين …أنت حياتي كلها ومحدش بيأ ذي حياته …عمري ما هأ ذيكي ولا هسمح لأي حد يأذ يكي !!ده وعد مني ليكي يا برينسس …
-اللي حلوة اووي كلمة برينسس قولها علطول …
قبل رأسها وقال :
-حاضر يا برينسس …
ثم ضحكا سويا ….
خرج من شروده وانسابت الدموع من عينيه وهو يشعر بالإ ختناق …لقد خـ سرها …خـ سرها للأبد …ود لو يقـ تل نفسه …أراد حقا أن يمو ت لن يرى هذا الحب في عينيها مجدداً لن يراه ابداً…رباه لما فعل هذا …لما د مر ك?

صفحتنا علي فيس بوك

تحميل تطبيق لافلي Lovely

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى