روايات شيقهرواية الضحية

رواية الضحيه الفصل الثامن

الفصل الثامن
إلتقى حاجبي جاسر وساد الغضب قسمات وجهه، لا يمكنها مغادرة المنزل وقد حصنه جيداً.
هل تعرضت للإيذاء ؟
سيقتل حراس البوابة فى كلا الحالتين ، هرول للخارج لتدور حوله الكلاب بغضب، مادامت الكلاب طليقة فليست نارا بالقرب وهذا مؤكد ، يعلم جميع رجال أدهم بخوفها الشديد من الكلاب ولا يسمح بفك الأطواق فى احتمالية مرورها بالقرب وربما كان هذا سبباً لتكرهها الكلاب بالفعل ، اتجه إلى البوابة فلم يجد سوى أحد حراسها ليصيح بغضب
_ انتو واقفين نايمين؟ لو الهانم جرى لها حاجة أو خرجت من الباب ده رقابيكم هتطير فى ثانية
ظهر التوتر جليا فوق ملامح الحارس الذى اسرع يحاول الدفاع عن نفسه وابقاء رأسه في موضعه
_ يا باشا الهانم ماقربتش من البوابة من أصله ومن ساعة مابلغتنا الست عواطف زمايلى بيمشطوا حوالين السور وانا مكانى
تابع جاسر تقدمه ليدفع البوابة الحديدية بقوة مغادرها وقف أمامها يتلفت يميناً ويساراً شاعر بالعجز ليأتيه صوت أحد الحرس من خلفه
_ جاسر لقينا دى جمب السور ورا قرب أوضة الحرس القديمة
دار حول نفسه وعينيه تبحث عما وجده ليرى حذاء نارا الذى كانت ترتديه لكن لم يكن الحذاء ما أثار الفزع بين ضلوعه بل قطرات الدماء التى غطت مقدمته
_ دم!! معنى كده حد دخل ونارا اتأذت، انا مش هرحمكم
التقط الحذاء وهو يعدو للداخل وعواطف تحاول مجاراة خطواته، أتجه إلى القبو ليقتحم بابا حديديا فينتفض الجالس خلفه والذى تراه عواطف للمرة الأولى بحياتها كما ترى للمرة الأولى أيضاً هذه الشاشات التى تراقب كل ركن بالقصر لكن يبدو أن جاسر مستعد فى هذه اللحظة لأي مجازفة مقابل إيجاد نارا.
توقفت عينا جاسر فوق شاشة واحدة وهو يأمره
_ رجع لى هنا من أربعين دقيقة بسرعة.
نظر للشاشة والأحداث التي تجرى عليها فلم ير سوى نارا، لم يراها تغادر أو تحاول بل اقتربت من الغرفة لتختفى عن الرؤية لكنها بالطبع لا تعلم أن الكاميرات لا تغطى هذا الجزء المهمل من الحديقة والذى حرص قاهر فى الماضى على اقصاءه عن الأعين حيث كان ينال هناك متعته الخاصة بل هى لا تعلم بأمر مراقبة الحديقة من الأساس، زاد غضب جاسر وهو يتذكر أن هذه الغرفة لها باب مستقل للخارج وهنا زاد الفزع فإن غادرت نارا برغبتها فما قصة الحذاء والدماء التي تغطيه؟
أحدهم تجرأ واحتجزها هو لا يرى جانب آخر للصورة.
عليه أن يحصى كل الاحتمالات لذا عاد يسرع نحو الحديقة ومنها إلى تلك الغرفة ليجد بابها مفتوحاً بالفعل، دفع الباب الذى كاد يسقط أمام قوته الغاشمة وعينيه تجوب المكان لتقف فوق باب الخروج المحكم إغلاقه حيث كان يغطى التراب كل شيء لكن خزانة الملابس المفتوحة تدعوه لتفقد ما تخفيه فيقترب بنفس التهور .
كانت المحتويات مبعثرة ليدل ذلك على عبث نارا بها فقد أغلق بنفسه هذه الغرفة بعد مقتل قاهر وأمر بعدم الاقتراب منها ، ابعد بعض الأغراض ليكتشف اختفاء هاتف قاهر الذى كان يحتفظ به هنا ولم يكن صعبا عليه رؤية القابس الذى ترك متصلا بالطاقة ليتأكد أنها فتحت الهاتف ومؤكداً رأت ما يحويه.
ضاق صدره وسكن الظلام بين أجفانه ؛ لازالت تعشق قاهر!
لازالت تهتم لأمره!
لقد خدعته مرة أخرى.. لقد تهاونت بقلبه مجدداً ، بعد كل هذا العذاب الذى لاقاه تهرب محتفظة بهاتف قاهر ، لكنها لا تعلم أنها تتجه نحو الهاوية وأنه لن يمرر لها هذا الخطأ المتعمد بحق كبرياءه كرجل.
ألقى حذاءها أرضاً حيث كان هناك المزيد من دمائها وعاد فوراً إلى غرفة المراقبة.
……………..
لازالت تبكى منذ وصلت للمصحة وهى لا تملك أجرة السيارة التي اقلتها ليدفع لها يامن الأجرة ويرحب بوجودها فى المصحة النفسية خاصته فهو يثق أن بعدها عن مصدر الضغط وموضع الاعتداء سيعمل على تحسين حالتها كثيرا وسيمهد له طريقا سلسا لمساعدتها وهو يسعد بكونه إنسان قبل أن يكون طبيب نفسى.
طرق الباب برفق قبل أن يدخل للغرفة حيث تجلس باكية منذ وصولها ، تحركت عينيها فقط نحوه لتنحدر المزيد من الدموع لكنه ابتسم وجلس بالقرب منها
_ نارا ممكن تحاولى تتكلمى وتعبرى عن اللى جواك، انت هنا فى أمان
_ مفيش أمان مادام اللى زى جاسر وسياف موجودين ، تفتكر سهل عليا اكتشف انى عشت وهم كبير، كل حياتى كانت كدبة طويلة، حتى الراجل اللي حبيته واخترته كان قذر بنفس قذارة أخويا ويمكن اكتر، انا مكسورة من جوايا يا دكتور.
_ ازاى عاش معاك خمس سنين من غير ما تشكى فيه أبدا
شخصت نظرات نارا فى اتجاه بعيد وهى تتحدث بشرود
_ كنت بقول أن ابويا بيشوف اللى هو عاوز يشوفه بس دلوقتي اتاكدت أن كلنا كده، كل انسان بيشوف اللى هو عاوزه مش الحقيقة ، إحنا اللى بندى ليهم فرصة يخدعونا لأننا بنخدع نفسنا فى الأول.
نظرا لها يامن معجبا بهذا المنطق الذي تتحدث به مع تعرضها لكل تلك الضغوط، كيف فكر شخص ما أن يدفع مثلها لتتشكك بعقلها؟
لقد استهان بها كثيراً ، حقا هى مقصرة فى حق نفسها فلا يوجد مبرر واحد يدفعها للصمت طيلة سنة كاملة لكنه لن يحكم على كل الأخطاء.
_ نارا مفيش حد قريب منك؟ هى والدتك فين؟
ظهرت الصدمة فوق ملامح نارا وكأنها تذكرت للتو أن لها أم يمكنها أن تلجأ إليها لكنها أيضاً لا يمكنها أن تفعل
_ مااعرفش سابوا بعض ليه! الاتنين كانوا ساكتين بس بابا أصر أننا نكون معاه وهى وافقت ومشيت، اتجوزت وسافرت برة وكانت بتزورنا فى الإجازات لما تنزل مصر واخر مرة شوفتها ايام جوازى من قاهر ويومها قالت لى انا خوفي منه خلانى خسرتكم ودى اكبر خسارة خسرتها فى حياتى، ماكانتش موافقة على جوازى من قاهر وده خلانى ارفض اتواصل معاها ولما مات طبعا مافكرتش اتصل بيها. هى فضلت تسبنى لكن بابا صمم يحتفظ بيا ويحمينى ويحافظ على وجودى جمبه ، مافكرتش اسأل عنها
_ معاك رقم تليفون ليها؟ أي وسيلة نقدر نوصل لها من خلالها؟
_ هى شخصية عامة وحساباتها على السوشيال ميديا باسمها، نوارة رستم حرم السفير محمد ضياء الدين. بس ما اظنش تفكر تساعدنى اللى خلاها تتخلى عنى وانا صغيرة يخليها تتخلى عنى تانى.
نهض يامن واتجه إلى باب الغرفة ليقف قربه وهو يثق أن نارا تراقب مغادرته
_ يمكن زمان كانت عارفة أنه هيحميكم انت واخوك لانكم ولاده لكن الأمومة فيها غريزة قوية تخلى الأم تخاطر بنفسها علشان تحمى ولادها لما تتأكد أنهم فى خطر ، بلاش نحكم عليها زمان لأننا مانعرفش سبب تخليها عنكم. وخلى بالك أن والدك ماكنش بيحمى وجودك جمبه لانك اتأذيتى اكبر أذية ممكن تحصل لست وانت فى بيته وحتى ماصدقش
أغلق الباب بهدوء كما دخل بهدوء لتظل عينيها متعلقة بالباب لحظات قبل أن تتجه إلى تلك الضمادة التى تغلف كفها المجروح لترفعه أمام عينيها ثم تنهض متجهة إلى النافذة فهى تشعر أنها تختنق وأن الفضاء قد فقد نسماته.
……………
اقتحم أدهم غرفة المراقبة ليقف الشاب وقلبه يرجف خوفاً مع ظهور سياف أيضاً، أشار إلى الشاشة
_ جاسر باشا شاف الكاميرا مفيش حد غير الهانم
دارت عينا أدهم على جميع الشاشات ليشير لاحدها
_ رجع لى دى على نفس التوقيت
أسرع ينفذ دون أن يهتم بإرتجاف كفيه بينما أدهم يتابع الشاشة ليستوقفه
_ شوف لى نمرة الأجرة اللى عدت دى
لحظات وقدم له الشاب الرقم بورقة صغيرة إلتقطها سياف ينظر إلى محتواها وهو يتجه للخارج
_ ساعة واحدة واجيب كل بياناته
تبعه أدهم الذى يشتعل صدره فهو بالفعل يعجز عن تحمل فكرة هروب نارا من منزله.
……………
راسل يامن نوارة على جميع الحسابات بنفس نص الرسالة الذى يخبرها عبره أنه طبيب نفسى وبحاجة لسرعة التواصل معها بشأن نارا تاركا رقم هاتفه هو يثق أن الأم ستفزع لحماية ابنتها خاصة أنها حرمت من وجودها بحياتها وستقتنص الفرصة لتعيد قلب ابنتها إليها ، لا يمكنه أن يخمن حاليا سبب احتفاظ أدهم ب نارا ربما يمكنه تفهم سبب احتفاظه ب سياف لكن لم نارا وهو يتعامل مع وجودها بهذا التجاهل ؟
كان تقصيه مزاعمها أمر هين لكنه لم يفكر فيه فقط لنرجسية عقله الذى يصور له استحالة حدوث أمر مشابه بمنزله .
التقط هاتفه دون أن يتفقد شاشته مجيبا ليأتيه صوت ملهوف
_ انا نوارة رستم، مالها نارا بنتى وليه بتتابع دكتور نفسى؟
نظر للهاتف بدهشة ، ما أسرع استجابتها!!
كيف أهملت نارا داعما قويا مثلها؟
_ افضل حضرتك تيجى عندى المصحة هى موجودة هنا حاليا لأنها هربت من البيت النهاردة ، اتمنى مايحصلش أي تواصل مع والدها لأنها لازم تبعد فعلا
_ ادينى العنوان من فضلك
محادثة هاتفية قصيرة للغاية لكنها ستشكل فارقا كبيرا مع حالة نارا وهو لن يتعجل النتائج حتى تسطع أمام ناظريه.
…………….
اتجه أدهم بعد مغادرة سياف للدور العلوى قاصداً غرفة نارا فربما وجد بين أغراضها ما يدله على مكان تواجدها، اقترب وكان عمار وطارق يقفان بالقرب بينما سمع صوت التحطم الصادر عن الغرفة لتتساءل نظراته فيسرع طارق موضحاً الموقف
_ جاسر جوه ورافض أننا ندخل له
اقتحم أدهم الغرفة ليجد جاسر يقف بقلبها وأمامه الحاسوب الخاص بابنته محطما، اغلق الباب واسرع يتفقده ناهرا جاسر
_ انت اتجننت اللاب توب ده كان ممكن يعرفنا مكانها
_ بنتك عاملة برنامج حماية بيدمر الداتا كلها لما الباسورد يدخل غلط تلت مرات
_ برنامج حماية! نارا؟؟
_ ايوه نارا ، وهى خرجت بمزاجها محدش خطفها بس انا هعرف ارجعها
ارتفع حاجبى أدهم مستنكراً تجرأ جاسر، يقدر موقفه ويتعجبه أيضاً فقد رآه ونارا صباحاً فى الحديقة فما الذي يدعوها للفرار بهذه الطريقة ؟
هل فقدت عقلها كليا؟ أم أن جاسر اقدم على ما دفعها لذلك ؟
_ لهجتك مش عجبانى يا جاسر، افتكر أنك فى الأول والآخر بتشتغل هنا وسواء نارا هربت ولا اتخطفت انا أدهم الزناتى وقادر ارجع بنتى واحميها وموضوع جوازك منها متعلق لحد ما افهم هى هربت منك ليه.
ودار على عقبيه مبديا المزيد من النرجسية والزهو بكيانه وقبل أن يبلغ الباب الذى يبعد عنه خطوات معدودة أخرج جاسر من جيبه محقنا ولحق به، قيد ذراعيه للخلف فى لمح البصر ودفع بمحقنه لرقبة أدهم الذى لم يملك وقتا للدفاع عن نفسه، جحظت عينيه وهو ينظر إلى جاسر الذى تملك منه شيطانه وساد السواد ملامحه
_ انا تربيتك يا باشا، اوعا تفكر أن انت او غيرك يقدر يحمى نارا منى، هى كانت في بيتك وانا اللى كنت بدخل اوضتها كل ليلة وانت نايم على ودانك انت وابنك، مش بعد العذاب ده كله هسمح لها تهرب أو هسمح لك تاخدها منى، اصلا انت نفسك تحت رحمتى من اللحظة دى ماتخفش مش هتموت غير لما اخد كل حاجة.
صمتت همسات جاسر التى تسرى بعقل أدهم بسرعة تفوق سرعة السم الذي يجرى بدماءه، بدأ يرخى ذراعيه تاركا للبدن الضعيف حرية السقوط وهو يخفى ما يدينه بجيبه قبل أن يفتح الباب راسما الفزع الشديد
_ الحقونى الباشا وقع
هرول طارق وعمار يحملان أدهم وهو يتبعهما مدعيا الصدمة إلى غرفته.
………………
طرقات خفيفة تبعها دخول سيدة يصعب التنبؤ بالمرحلة العمرية لها بصحبة رجل خط الشيب فوديه ولم تكن بحاجة للتعريف عن نفسها فهى بالفعل نسخة من نارا أو العكس
_ مدام نوارة!
لم يكن التعجب بصوته للتساؤل بل للعجب من شدة التشابه يمكنه أن يرى بوضوح الآن سبب احتفاظ أدهم ب نارا لقد كان يحتفظ بنسخة عن زوجته وليس بابنته
ما هذا المختل الذى نشأت المسكينة فى كنفه؟؟
تقدمت نوارة لتشير لرفيقها
_ زوجى ..
_ اهلا سيادة السفير
_ حضرتك تعرفنا كويس تقريباً!
_ السوشيال ميديا
جلسا أمام مكتبه للتساءل نوارة معبرة عن فزعها الذى يراه بوضوح
_ مالها نارا ؟ ارجوك طمنى
بدأ يامن يتحدث بهدوء مراعيا الصدمة التي ينقلها إليها والتى انتقلت لملامح زوجها أيضاً لقد كانت نارا بحاجة إليهما بالفعل
_ اقدر اشوفها؟
_ طبعا
_ ممكن ناخدها معانا؟ انا هوفر لها كل الحماية اللى تحتاجها
_ النقطة دى فى ايد نارا نفسها لأن فى فجوة كبيرة اوى بينها وبين مدام نوارة إذا قدرت تقنعها فطبعا الجو الأسرى الهادى والآمن افضل كتير من المصحة هى جت المصحة لأنها فشلت في إيجاد الأمان برة، اتفضلوا معايا
تقدم بهدوء وجارته خطوات نوارة بينما تراجع محمد قليلا ليشير لزوجته حين وقفا أمام الباب
_ ادخلى لها يا نوارة انا هستنى هنا.
أسرعت نوارة للباب تبث لهفتها عبره قبل أن تعبره إلى عالم قاتم احاطته الكآبة المسيطرة على نارا.
……..
كانت تقف أمام النافذة وكأنها تمثال بلا روح ولم تنتظر نوارة أن تنظر إليها فهى تعلم أنها قد ترفض دعمها، لقد أخطأت حين تركت أدهم وقبلت بنزع طفليها منها لتتجرع مرارة الخسران طيلة السنوات التالية وكلما زاد رفضهما لها كلما زاد عذابها، كانت تتوقع من سياف أن ينأى عنها فقد كان سياف نفسه سبباً رئيسياً للخلافات بينها وبين أدهم منذ مولده فقد كان أبيه يغذى فيه العدوانية ويحثه على العنف والقسوة وكلما حاولت إبعاده عنه كان صداما ينتهى بها طريحة الفراش.
سحبت نارا من ظلام نفسها لتدسها بين ذراعيها باكية
_ انا آسفة يا بنتى انا آسفة ماكنش لازم اسيبك ابدا كنت وافقت أنه يقتلنى ما أنا اتقتلت كل يوم وأنا شيفاكم بتضيعوا منى
لم تحرك نارا ساكنا بل استسلمت تماماً لتلك الضمة التى كان قلبها يتعطش لمثلها
ابعدتها نوارة لتحيط وجهها بدفء كفيها
_ انا هاخدك معايا، محدش هيقدر يوصل لك لو فيها موتى
_ دول مجرمين مش هتقدرى عليهم
_ لا هقدر، وهتشوفى أن امك هى اكتر حد ممكن يحميكى .
اتجهت عينا نارا إلى يامن الذى يقف بالقرب صامتاً وسرعان ما دفعت نوارة بعيدا عنها وهى تصرخ
_ ابعدى عنى، انا مش عاوزة حد يحمينى، مش عاوزة حد يساعدنى، مش عاوزة حد خالص
#الضحية_قسمةالشبيني

صفحتنا علي فيس بوك

تحميل تطبيق لافلي Lovely

لعنه الراصد (كامله)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى