-أبنته؟ولكن كيف
-لا يوجد شىء اتحدث معكِ عنه
-يوجد يا منة الله يوجد الكثير من الأسألة بحاجة لأجاباتها منكِ
أرجوكِ ساعديني لكي استطيع مساعدتك
-لنذهب لمكان أخر لا أود أن تُقهر أبنتي مثلما قُهرت
خرجوا لمكان بعيد في أحد بساتين القصر
-هل تتذكرين هذا المكان
-أنا؟ لا تعلمين أنني أذيت رأسي وفقدت ذاكرتي لذلك وددتُ التحدث إليكِ
-هذا البستان مرحنا بهِ ثلاثتنا
انا،انتُ وسُليمان
ملئ بضحكاتنا ومرحنا لا أعلم ما حدث لكِ لماذا تغيرتي؟ لماذا أصبحتي بهذه القسوة؟
-انا لا أتذكر شئ أرجوكِ ذكريني ماذا حدث
-لا أستطيع أن أصدقك ولكني سافعلها للمرة الأخيرة
كنا ثلاثة أطفال بهذا القصر نلعب ونمرح معا لم نفترق لحظة واحدة ،حتى توفت والدتي بسبب مرضها فأخذني الملك الأكبر والدك وقام برعايتي حق رعاية اصبحنا أختين ورفيقتين لم نفترق بل ذاد قُربنا كبرنا معا وأحتفظنا بأسرارنا معا أيضاً ،تعلقت بهِ منذ صغرنا وكنتِ تعلمين ذلك أنتِ فقط…..
كان حُباً طفوليا بريئ لم يشوبه العيب
حتى مات والدك فجأة لم نفيق من صدمتنا حتى أختفيتي أنتِ و والدتكِ أفتقدناكِ كثيرا انا وهو شعرنا بالوحدة والحزن علي مر السنوات التي أختفيتي بها لم ننساكي يوما
كلما ذهبنا لبيت الأقحوان نزرع لكِ نبتة وكأنكِ بيننا علي أمل عودتكِ يوما
كلما كبرنا ذاد شوقنا إليكِ وحبي لسليمان أيضاً……أقترح علي الزواج ولكني رفضت ، رفضت الزواج بهِ قبل أن نلقاكي قررنا يوم لقاكِ سيكون يوم زواجنا
ولكن كان لقاكِ هو فراق سُليمان
عاد سُليمان من أحد المعارك يوما لم أراه سعيدا قبل ذلك اليوم
أخبرني أنه عثر عليكِ
لم أصدقهُ حينها ظننته يمزح ولكنه أقسم لي بأنه رأكِ وتحدث معكِ وانكِ من أنقذتيه عندما كان علي وشك الموت
لا أستطيع وصف شعوري حينها وددت التحليق ك طائر لكِ أراكِ بسرعة واضمك بشدة كما كنا نفعل بصغرنا
ولكن فاجأني سُليمان حينما قال بأن الملكة ترفض الرجوع للقصر
تعجبت وحزنت لعدم مقدرتي لرؤيتكِ
ولكن عزمنا ألا نيأس وعدني سليمان بأن نجتمع في أقرب وقت
عشت بأنتظار رؤيتك أياما وشهورا ،قررنا الزواج حينها رغم أننا وجدناكِ ولكن لم نستطيع رؤيتك بزفافنا كما تمنينا
حتى وفى سُليمان بوعده بعد شهر من زفافنا و ياليتهُ ما أوفى به
خرجت مهرولة إليكِ ودموع أشتياقي تسبقني
وجدتُكِ فتاة جميلة تغيرت ملامحكي كثيرا ولكني لم أُبالي هرولت لأضمك بشدة ظللنا نبكي ونبكي بثثنا أشتياقنا بصمت ودموع
حتي وجدتهُ فجأة يُمسك بذراعي ويرميني بعيدا عنكِ ويسألني من أكون
صُعقت من سؤالها للوهلة الأولي ظننتهُ يمزح معي كعادته
حتى وجدتهُ ممسك بيديك وياخذكِ للقصر وتركني خلف…..
قبل ما تكمل جملتها وقفها صوته من وراهم وهو مدمع ومزهول
-منة الله حبيبيتي أين كنتِ
-سُليمان؟؟…….
ضحى ربيع