الفصل الاول �
في فيلا الشريف يوجد رجل بعمر السبعون عاما وهو الحاج غالب الشريف يبدو علي وجهه اثار الحزن العميق بسبب حادثه تمت منذ سبع سنوات فقد فيها ابنيه غازى ونديم ومنذ هذه اللحظه عاش ميتا وقام بعمل توكيل بادارة المصانع الي زوج ابنته الوحيده ساميه الرجل الغير مناسب لابنته وعائلته ضياء الغريب وهو اسم علي مسمي فهو رجل غريب عنهم تعرفت عليه ساميه ولانها شخصيه طيبه للغايه استطاع ان يفرض شباكه عليها ويوصل الي هدفه وهو الزواج منها طمعا في الثروة…بعد مرور السبع سنوات وما تم فيهم باشياء لا يدرى عنها الحاج غالب شيئا جاءه اتصال من ابن اخيه و زوج خاله حفيده غيث الذي كان في الحادث مع ابيه وعمه ولكنه نجا من الحادث ولكن للاسف الشديد اتاه انهيار عصبي حاد ادي الي تلف جزء بسيط من المخ فاخذته امه الي اختها في فرنسا لكي يتم علاجه …رد الحاج غالب علي الاتصال من يحيي بضعف ووهن قائلا
=اهلا يا يحيي …انا خلاص ما اقدرش افيدك بحاجه في شغل المصانع …لو عايز مساعده اتصل بضياء جوز بنتي .
هتف يحيي باصرار وقال
=ضياء مين يا حج غالب …ضياء خلاص عمال يقفل المصانع لحسابه …ما فضلش غير انه يورث حضرتك واحفادك بالحيا.
ابتسم غالب بمرارة وقال
=اهو ده اللي كنت خايف منه …بس كان عندي امل يتغير بعد ما يملك كل حاجه …بس هقول ايه ما هو غريب فعلا ولا نعرف اصله من فصله .
زفر يحيي بحنق وقال
=ودلوقتي هنعمل ايه يا حج غالب …لازم نتصرف وباسرع وقت …انا اللي عليا عملته منعت اي حد يتعامل معاه في الصفقات المشبوهه.
ابتلع غالب ريقه بمرارة وقال
=ده ذنب ضحي وابنها …لما بعدتهم عن هنا …كان لازم اسيبهم لغايه ما يتفضح قدام بنتي ويطرد .
رد يحيي بلطف قائلا
=اللي عملته زمان عين العقل يا حج غالب …لان اللي كان هيتفضح هي ضحي مش هو …هو كان هدفه يمتلك ضحي علشان ياخد ورث ابنها .
اغمض غالب عينيه وانسابت منها الدموع وقال
=يحيي انا عاوزك تخلي ضحي وغيث يرجعوا …وخلي مراتك وابنك يرجعوا معاهم …وعايزك انت كمان جمبي يا يحيي .
جحظت عيون يحيي وقال
=حاج غالب انت بتقول ايه …ازاي غيث هيرجع قبل ما يكمل علاجه …انت نسيت مرات عمه عايرته ازاي اخر مرة وقعدت تقول عليه غيث الاهبل .
ثم استطرد قائلا بحرج
=وبعدين ما تأخذنيش يا عمي…مش انت اللي طردتهم علشان ساميه وضياء…تفتكر هينزلوا من كرامتهم وينزلوا ؟
اغمض غالب عينيه بحزن دفين وقال
=غيث لازم يرجع يا يحيي …وانا اقدر اخرص لسان غصون وغيرها …ده حفيدي الكبير اللي يمتلك اكثر من نص ثروتي …ولو ضحي مرضيتش قولها عمك غالب بيترجاكي وبيقولك سامحيه وأنا واثق انها هتوافق دي تربيتي يا يحيي.
ابتسم يحيي بانتصار وقال
=حاضر يا حج غالب …انا هبلغ ضحي بقرارك …وكلنا هننزل مصر قريب وهنكون تحت امرك .
تحدث غالب بضعف وقال
=الامر لله وحده …حفيدي هينور املاكه …واحنا كلنا اللي هنكون تحت امره .
ما ان انهي مكالمته حتي اتي ضياء زوج ابنته ساميه مرحبا بحماه بكل خبث قائلا
=ازيك يا حج غالب …ليه قاعد في البرندا كده تاخد برد …احنا محتاجين صحتك .
رد عليه غالب بجمود قائلا
=فين شادي ابنك …مش المفروض يرجع معاك من المصنع …ولا لسه بيدور وبيتسرمح مع البنات .
رد عليه ضياء بمكر قائلا
=هعمل ايه في الواد ده …جالبلي الكلام ديما …الحل الوحيد اني اجوزه ويستقر كده ويشتال مسؤوليه بيت وزوجه واولاد .
هتف غالب بغل وحقد مكبوت قائلا
=زوجه واولاد …وابنك بقي مين اللي ترضي بيه وهو بالوضع ده …لو بنتي عمرى ما ارضي بيه .
ابتسم ضياء بسخريه وقال
=انا لو عندي بنت اجوزها ليه…شادي من النوع اللي بيتغير بعد الجواز …احسن ما يكون ملتزم ويتنمرد بعد كده .
هنا دخل عليهم شادي بعد سماعه لما دار من حديث بين جده ووالده وعزم امره ان يتدخل في الحديث يسبق والده قبل ان يقوم بتعريف جده عن هويه العروسه المنتقاه له .
ذهب الي جده واحتضنه وهو مبتسما وتحدث بادب وهدوء قائلا
=انا هسمع كلامك بعد كده يا جدي …وهبقي انسان ملتزم …ومن بكره هنزل المصانع اباشر الشغل .
تنهد غالب وقال
=اه بمناسبه الشغل …غيث راجع قريب …وعايزك تمسك بنفسك شغله لغايه ما يرجع .
اتسعت حدقه عيون ضياء وفرجت شفتيه قائلا
=وهو هيقدر لما يرجع يمسك حاجه …ولا هو اتعالج خلاص …وبعدين انا ماسك كل الشغل بنفسي ايه اللي جد يعني .
نهض شادي من مكانه واتجه ناحيه والده يغمز له بمكر قائلا
=انا هعمل اللي يقوله جدي …انت كمان يابابا لازم تنفذ اوامر جدي …احنا كلنا هنا موجودين علشان نريحه مش نتعبه .
اقتضب وجه ضياء وهمس بخيبه امل لفشل مخططاته قائلا
=انا اسف يا حج غالب …انا كان قصدي مش نتعب غيث وخصوصا في حالته بس طالما دي رغبتك كلنا موافقين …عن اذنك انا هطلع ارتاح من تعب الشغل .
انصرف ضياء يزفر بحنق وغيظ لفشل مخططاته ودنا شادي من جده يبتسم له قائلا
=انا من ايدك دي لايدك دي يا جدو …قولي انت عايز اعمل ايه وانا هعمله …انا ابن حبيبتك برضه .
بعد مرور اسبوع
اتي كلا من غيث ووالدته ضحي واختها بثينه وزوجها يحيي وابنهم حمزة …استدعي الحاج غالب كل افراد الاسرة للترحيب بهم …صعد شادي الي غرفه قمر بناء علي امر من والده ليحثها علي النزول الي الاسفل لاستقبال ابن عمها …دخل شادي غرفه قمر دون طرق الباب وجدها ترتدي فستانا باللون الفيروزى قصير وبحمالات وضيق من الخصر ينسدل باتساع الي اسفل ركبتها بشئ بسيط يجعلها مثل الاميرات حيث كان تمتاز ببشرة بيضاء ناصعه وعيون بنيه فاتحه وشعر برتقالي لذلك من لحظه ولادتها اسماها والدها قمر الزمان …تنهد شادي قائلا
=اتفضلي يا سمو البرنسيس قمر الزمان …انزلي تحت …جدك مستدعينا كلنا . علشان ابن عمك المجنون وصل.
استدارت همس تنظر اليه بغضب وتزفر بحنق قائله
=هو انا مش قلتلك ميت مرة تخبط علي الباب …ليه مصمم تعصبني …ده انا اختي همس متعملهاش معايا .
رد عليها بنفس غضبها قائلا
=في ايه يا قمر هو انتي كل اما تشوفيني تتنرفزى …وبعدين احنا في حكم المخطوبين …ايه يعني لما ادخل من غير ما اخبط .
هزت قمر راسها بالرفض وشددت علي حروف كلماتها قائله
=مفيش حاجه اسمها حكم مخطوبين …حتي لو مخطوبين …ده ميعطيش ليك الحق تدخل عليا اوضتي وقت ما تحب .
اقترب منها شادي وهمس في اذنها كفحيح الافعي قائلا
=متبقيش تزعلي لما انفر منك ولا ابعد عنك…انتي مش وش نعمه …غيرك بس يتمني ابص في وشه.
ازاحته قمر وابعدته بكلتا يديها وجزت علي اسنانها قائله بغيظ
=انا مش زى غيرى …انا بحافظ علي نفسي …انا لو زى غيرى كنت ضيعت نفسي معاك من زمان .
انفعل شادي وقال بسخريه
=للدرجه دي حساه انك لو قربتي مني زى اي اتنين بيحبوا بعض …يبقي بضيعي نفسك …معني كده انك عمرك ما حبتيني .
رفعت قمر انظارها الي شادي قائله بتوتر
=انا بحبك يا شادي …بس لازم يكون في حدود في علاقتنا …لغايه ما الموضوع يبقي رسمي بينا .
تحدث بنبرة مرتفعه قائلا
=وانا هستني كتير لغايه ما الموضوع يبقي رسمي …كل يوم ابقي عايز اروح لجدي واطلبك منه …حضرتك بتأجلي ليه مش عارف .
بدات قمر تلعب باصابعها بتوتر فهي عاده منذ الصغر عندما تريد الهروب من اي موضوع …تلعثمت وقالت
=ما انت شايف …جدي كان تعبان …وابن خالك اللي جدك امر انه ينزل مصر فجأه فمكنش ينفع نتكلم في الموضوع ده قبل كده .
سالها شادي بحزم
=قمر انتي بتحبيني ولا انا مفروض عليكي …ولو مفروض عليكي …مين اللي فرضني عليكي والدتك صح؟
توترت قمر من سؤاله وردت بصوت منخفض وقالت
=لا طبعا …اكيد محدش فرضك عليا …انا بس حاسه ان في حاجه هتحصل ايه هي مش عارفه .
ابتسم شادي واقترب منها ليهدئها وهي تبتعد الا ان تم طرق الباب عليهم ليدلف ضياء يستعجلهم للنزول وما ان وجدهم بهذا الوضع انفجرت اساريره فبهذا يتحقق مبتغاه حيث ان قمر وهمس يمتلكون جزء من الثروة اكثر من جزء زوجته ..ابتسم لهم بسماجه وقال
=قمر حبيبتي …ايه الجمال ده ….خسارة تنزلي تحت وتلوثي عينيكي بالمناظر المقرفه .
نظرت قمر الي شادي نظرات غيظ بسبب ان والده رائهم في ذلك المنظر وقالت
=اتفضل حضرتك انت وشادي …وانا هدخل التواليت …ونازله وراكم .
خرج شادي بالاول ولكن ضياء كانه له راي اخر حيث انه ود التحدث مع قمر في امر مهم …نظرت له قمر بتفحص وقالت
=في حاجه يا انكل …علي فكرة انا مكنتش حابه حضرتك تشوفنا بالمنظر ده …بس صدقني انا مليش ذنب .
ضياء بخبث ومكر
=انا عارف ان ملكيش ذنب …بس هنقول ايه …الحب يعمل اكتر من كده .
ردت قمر بتوتر
=الحب لازم يكون في حدود …ياريت حضرتك تفهم الكلام ده لشادي …مش معني اننا بنحب بعض يبقي في تساهل ما بينا .
ضياء بنبرة منخفضه
=ايه رايك نستغل الظروف اللي تحت …واطلب ايدك لشادي من جدك …اظن كفايه تأجيل بقا.
تحدثت قمر ببرود وقالت
=مش هتفرق يا عمو …النهارده من بكره قريب …بلاش استعجال .
تحولت ملامح ضياء الي غضب وقال
=احلي حاجه فيكي انك مبتحبيش تستعجلي امورك …عندك حق …في العجله الندامه .
قمر بنفس برودها
=فعلا في العجله الندامه …محدش عارف بكره مخبيلنا ايه …لازم نتحلي بالصبر .
تركها ضياء وخرج لتستعيد ذكرى كانت منذ سبع سنوات عندما تعرض والدها وعمها وابن عمها الي حادث اليم ادي الي وفاة والدها وحبيبها الاول فهي مدللته حيث كانت عمره بالثالثه عشر الا وهو سن المراهقه تركها لتتخبط في حياتها هي واختها تمنت ان تموت مع والدها بهذا الحادث ولكن شاءت الاقدار تركها في عالم غريب …تركها لام لا تريد من الحياة الا الثروة …تتذكر كيف قامت والدتها بصفع ابن عمها لظنها منه انه المتسبب في الحادثه وتمنيها دائما ان يموت معهم …تتذكر كيف قامت بطرده هو وامه ونعته بالاهبل …تتذكر انهيار جدها بعد موت ولديها …شبت قمر وترعرت ولم تجد امامها الا شادي يوجهها رغم ان توجيهه لها احيانا ينحدر بها الي الاسفل …قوت قمر نفسها بنفسها وتعلمت المبادئ والقيم من خارج هذا البيت وان تعلمت شئ من داخله فهي ترجع الفضل لعمتها ساميه والده شادي حيث احتضنتها منذ الصغر وحاولت ابعداها كثيرا عن محيط امها هي واختها …اختها اااه من اختها همس الكلمات *
بالاسفل كانت تجلس ضحي والده غيث بجوار ابنها واختها بثينه وزوج اختها يحيي وابنه حمزة …خرج الحاج غالب من غرفته ليجد بثينه تنتفض وتهرول اليه وتاخذ بيده لتجلسه وتقبل يده علي عكس ضحي تماما لم تحرك ساكنا تنظر اليه بكل جمود وبرود لانها ما زالت تتذكر طرده لها من هذا المنزل حفاظا علي حياة ابنته الزوجيه …تحدثت بثينه بنبرة حنونه وقالت
=وحشتنا اوى يا عمي غالب …اخيرا سمحتلنا بالزيارة …شوف ابني حمزة كبر وبقا راجل قد الدنيا ازاي .
نهض حمزة من مكانه وذهب الي الحاج غالب يقبل يده ويقول
=انا حمزة …انا فاكرك كويس يا جدي …وبجد وحشتيني انا كمان …شوف انا بقيت راجل ملوى هدومي ازاي لا وكمان بقيت دكتور نفسي .
هبطت ساميه الي الاسفل واستمتعت الي حمزة وتمنت ان يكون هو غيث ولكنها ادركت حقيقه الموقف عندما وجدت ضحي وغيث يجلسان بعيدا …تقدمت اليهم بهدوء وصافحت حمزة وقالت
=علي كده بقي …وديعه بنتي هتفرح جدا …لانها لقت نفس تخصصها
كاد حمزة ان يسألها عن وديعه فهو يتذكرها بعض الشئ ولكن اقتحم عليهم المجلس يكل برود وسخريه شادي ليقول بنبرة لاذعه
=علي كده بقا المجانين بقوا تلاته في العيله …اللهم احفظنا …ويخرجنا منها علي خير
لتنهض ضحي من مكانها قائلا
=انا غلطانه اني رجعت تاني للمكان المقزز ده …الظاهر ان ابوك معرفش يربيك …علشان تتريق علي خلق الله.
هنا سمع صوتها ضياء وهو في طريقه للنزول من غرفه قمر لتتعالي دقات قلبه فهو يعشق ضحي حتي الثماله وكان يتمناها من ذي قبل …هبط سريعا وتقدم اليها واخذ يدها ليصافحها قائلا بهدوء
=حمد الله علي سلامتك يا ضحي …انا اسف بالنيابه عن شادي …هو يقصد اخته وديعه .
هنا خبط الحاج غالب بيده علي الطاوله بغضب لكي يتراجع ضياء عن افعاله وتحدث بهدوء ورزانه قائلا
=اقعد يا ضياء جمب مراتك …وانتي يا ضحي اقعدي جمب ابنك …ونورتي بيتك يا مرات ابني من زمان محسيتش ان ليا مرات ابن.
هنا ظهرت غصون علي الشاشه وهي زوجه ابنه الثاني ووالده قمر وهمس وربعت ذراعيها ونظرت الي الحاج غالب وضحي نظرات استهزاء قائله
=ايه اللي بتقوله ده ياحج …من زمان محستش ان ليك مرات ابن …اومال انا ايه علي الاقل عندي بنتين يتقالوا بالدهب …مش هبل وضاربهم السلك .
ليرفع غيث راسه بسرعه وينظر لها باعين حاده ويقلب طاوله الانتريه ويتقدم منها مثل المجنون ويمسكها من تلابيبها قائلا بصوته المتقطع
=ببب…سسسس …اسسسكتتتتي ….انا اعقل مننننك.
لتهبط قمر سريعا الدرج لتدافع عن امها وتفصل بينهم وكادت ان تتحدث ولكن عندما وقعت عيناها في عينيه الزرقاء تذكرت كل احداث الماضي بينهم …تذكرت طفولتها معه …هو لم يتغير كثيرا ما زال محتفظا بجماله وشعره البني ..نعم طول كثيرا ولكنه مثل ما كان اخر مرة راته بها يوم وفاة والدها …هو ايضا توقف الزمن لديه وظل ينظر لها علي انها اضغاث احلام له لم يستطع تفسيرها …افاقت من شرودها علي صوت نهجان صدره لتخبطه فيه وترجعه للخلف قائلا بقسوة
=انتي جاي بعد اللي عملته زمان …تعملنا مشاكل …اياك تمد ايدك علي والدتي مرة تانيه .
لتتدخل اختها همس مدافعه عنه لان الكوره اصبحت في ملعبها فهي تريد اقصاء اختها عن شادي ليبقي لها شادي بالاخير
=ايه يا قمر من امتي واحنا بنبقي قاسيين مع اللي زيه كده …اكيد ميقصدش يعمل كده مع مامي…اقعد يا غيث متزعلش منه دول ناس وحشيين.
جاءت وديعه من عملها لترى طريقه تعاملهم مع غيث لتتوجه اليهم بنظرات حاده قائله
=انتو ايه خلاص مفيش في قلبكم رحمه …دي طريقه تعامل مع حاله زى دي …هقول ايه انتو ايش فهمكوا في الطب النفسي
لينبهر بها حمزة ويغمز لوالده ليتحدث والده بنبرة فخر
=احييكي يا بنتي …ونعم التربيه يا ساميه …علي فكرة حمزة ابني في نفس تخصصي
ليقاطعه حمزة قائلا بنبرة مرحه
=نفسي اعرف ليه مصرين تعرفوني علي الناس …سيبوني اخد فرصتي …واتعرف علي الناس براحتي .
وتقدم من وديعه قائلا
=انا حمزة …دكتور مجانين …ومستعد ابقي مجنون لو انتي اللي هتعالجيه
ابتسمت وديعه ابتسامه خافته وقالت
=انا مش دكتورة …انا مرشده نفسيه …واتشرفت بمعرفه حضرتك.
ليتحدث شادي بنبرة مستهزءه ويقول
=واحنا بقي اكياس الجوافه ..قاعدين وسطيكم …مش صح يا جدي.
نظر له جده بغضب وقال
=احترم نفسك يا شادي …وراعي وجودي …وانتي يا وديعه من بكره هتباشرى مع الدكتور حمزة علاج غيث …عايز غيث يرجع زى الاول واحسن كمان .
لتنتفض وديعه من السعاده فهي تعشق اي شئ يقربها من غيث فقالت
=احنا تحت امرك يا جدي … واوعدك ان غيث هيرجع زى ما كان …انا قدها وقدود .
نهض الحاج غالب من مكانه وتوجه الي ضياء قائلا
=خد مراتك وارجع الشقه بتاعتكم …البيت معدش هيستحمل وجود تلات عيلات في بعض …اظن انت فاهمني كويس .
=غصون …تلزمي حدودك مع ضحي وغيث …والا انتي عارفه .
=قمر …حبيبه جدها هتاخدي خالتك ضحي وغيث ابن عمك …تطلعيهم اوضهم الجديده
كادت قمر ان تعترض ولكن جدها اضاف
=انا الكل هنا ينفذ اوامرى …ممنوع لحد الاعتراض …انا لسه ماموتش.
اخذ ضياء زوجته وابنه وعادوا الي شقتهم القديمه طوال الطريق كان ضياء شاردا فيما حدث ومقابله ضحي واوامر غالب ذلك الرجل الذي استشعر يوما ما انه مات وهو ما زال علي قيد الحياه افاق من شروده علي سؤال شادي له
=مالك يابابا ؟ليه اتضايقت لما جدي قالك نرجع البيت ؟وليه اساسا ماسبناش هناك ؟
حاول ضياء اخفاء الحقيقه في كلامه قائلا
=انا اساسا مبحبش اللمه الكتير …وجدك عارف كده …وبعدين احنا خلاص مبقاش لينا لزمه بعد رجوع يحيي ابن اخو جدك .
ابتسم شادي بسخريه وقال
=وكان فين ابن اخو جدي ده زمان …ايه اللي رجعه دلوقتي …وليه اساسا مشي مع مراته وابنه لما مشيت مرات عمي وابنها؟
زفر ضياء بحنق وقال
=انا معرفش هما مشوا ليه …وبعدين انا مالي …خلينا نركز في شغلنا وبس .
فرج شادي شفتيه وقال
=شغلنا …هو احنا لينا شغل اساسا …ده حتي الشغل اللي ماسكه اليومين دول بتاع سي غيث.
نظر له ضياء بحده وتحدث بغضب قائلا
=غيث مين وبتاع مين …غيث ده اهبل …واااه ده شغلنا حقي من زمان ومش هسيبه لا لغيث ولا لغيره .
اسرع شادي يهدأ من ثورة والده قائلا
=مش بالطريقه دي يابابا …احنا نسيب جدي اللي يقرر …في الاول والاخر دي امواله .
زفر ضياء بحنق وقال
=امواله دي انا اللي عملتها …بقالي سبع سنين متمرمط شغل …وقبلهم اخوالك ماكانوش بيتعبوا نفسهم يبصوا علي الشغل حتي .
سأله شادي بشغف
=ليه اخوالي ماكانوش بيباشروا معاك الشغل …وهما اساسا ماتوا وهما راجعيين من سفريه شغل …انا عارف ان عمي نديم كان بيكبر دماغه لكن عمي غازى اشك .
تحدث ضياء بارتباك وقال
=الحقيقه اني تعبت من الشغل الفترة دي …فجدك جمعهم …وصمم انهم يسافروا بدالي والنتيجه انهم ماتوا وسابولي هم لا يتلم .
قطب شادي جبينه وقال
=يعني يوم ما ينزلوا الشغل …يعملوا حادثه …دول نحس .
زفر ضياء بحنق وقال
=صدعتني يا شادي …اخيرا وصلنا الشركه …اتصل بأي حد يروح ينضف الشقه القديمه قبل ما امك توصل .
هز شادي راسه بالايجاب ودلفا الي الشركه وتحديدا مكتب ضياء ليتفاجئ بوجود يحيي علي رأس المكتب .
فرج ضياء شفتيه وقال
=يحيي …انت ايه اللي جابك هنا …اقصد يعني جيت امتي .
نهض يحيي من مقعده وقال
=مش تباركلي يا ضياء …مش انا رجعت اشتغل في الشركه تاني …وكله بأوامر عمي الحاج غالب .
ذهل ضياء وقال
=بس الحج غالب مقاليش انك راجع …وبعدين احنا مقسمين الشغل هنا …انت دورك هيكون في انهي اتجاه .
رد يحيي بحماس
=انا دوري امسك املاك غيث …لغايه ما عمي يختار المناسب …ا الحاج مرضاش يتعبك اكتر من كده.
ابتسم ضياء بسخريه وقال
=الحج طول عمره شايل جمايلي فوق رأسه ..زمان قبل حتي اولاده ما يموتوا ..حتي دلوقتي بيعمل حساب لمشاغلي . وتعبي
يحيي متصنعا للخوف
=بجد يا ضياء …للدرجه دي بقيت قريب من عمي …لا حيث كده بقي حاول تخليه يرضي عن ضحي وابنها .
هز ضياء راسه وقال
=هيحصل ..وضحي غاليه عليا اوى ..ولازم الحج غالب يعوضها هي وابنها عن سنين الحرمان اللي عاشتهم .
ابتسم يحيي بسخريه وقال
=والله يا ضياء …انتي اللي متتعوضش …بس ياريت تركز مع ساميه مراتك أكتر من اي حد تاني .
توتر ضياء من حديث يحيي وقال
=ايه اللي انت بتقوله ده …وقصدك ايه …وانت مالك اصلا ومال ساميه ؟
يحيي بمكر
=انت ناسي انها بنت عمي …ولولا دخولك وسطنا …كان زمانها مراتي وام ابني .
ضياء بغضب
=بسس اسكت …ما اسمحش ليك تقلب في دفاتر الماضي …ساميه اختارتني انا وبس .
ابتسم يحيي بسخريه قائلا
=متقلقش …بس زى ما انا مش هقلب في دفاتر الماضي …انت كمان لازم متقلبش زيي.
ضياء بخوف
=ياريت تكون قد كلمتك يا يحيي …ومترجعش تفتح الجروح القديمه …لان ساميه نست كل حاجه .
يحيي بمكر
=خلاص يا ضياء ….يبقي ننسي احنا كمان زى ساميه …وروح هاتلي كل الشغل اللي يخص غيث .
تنهد ضياء براحه وقال
=هبعت حد من الموظفين يجيبه …وهقعد معاك …اوضحلك الشغل ماشي ازاي .
في الفيلا
صعدت قمر مع ضحي وغيث لتريهم غرفهم وهي مخفضه رأسها من الخجل حتي وصلت الي باب غرفه غيث ترفع رأسها اليه قائله
=دي اوضتك …لو احتاجت اي حاجه ..اضرب علي الجرس اللي جمب السرير.
وجدته يرد قائلا
=شششكراااا …واناااا اسسسف ….مكنتش اقصصد.
هزت راسها وقالت
=انا كمان اسفه ليك …بس كان صعب عليا اشوف مامتي في الوضع ده …واسكت عن اذنك .
اخذت ضحي لتوصلها الي غرفتها وما ان فتحت لها الباب حتي اخذتها ضحي من يدها واجلستها قائله بحنان
=غيث مش اهبل يا قمر …غيث بس تعبان ..ومش قادر ينسي اللي مامتك عملته فيه زمان .
اتسعت حدقه عيون قمر وقالت
=مامتي …عملت فيه ايه …انا فاكرة انه بعد ما بابي مات حضرتك اخدتيه وسافرتوا.
تنهدت ضحي بألم وقالت
=دي نص الحقيقه …الحقيقه الكامله ان والدتك دعت علي غيث بالموت …ودي الحاجه الوحيده اللي متعلقه في ذاكرة غيث .
تساءلت قمر وقالت
= انا طول عمرى بسأل نفسي ليه دعت عليه …وهو ماله ومال اللي حصل …ذنبه ايه .
اغمضت ضحي عينيها وقالت
=طلع تقرير انه هو اللي كان سايق …بس صدقيني مش هو …بس ضياء جوز عمتك اوهم جدك بكده .