الفصل التاسع
في الصباح نهضت قمر من فراشها لتستعد للذهاب الي مصفف الشعر حتي تكون في احلي صورة يوم زفافها…دلفت اليها غصون لكي تخبرها بطلب يد شادي الي همس بالرغم من حنق وسخط غصون علي هذا الخبر لانها كانت تريد الثروة في يد ابن اختها وليس لضياء …ولكن اذا كان الامر اخبار قمر لافساد العرس فلابد من اخبارها …نظرت اليها نظرة ثاقبه وقالت
=قمر حبيبتي الف مبروك يا قلبي…عرفتي ان الفرحه هتبقي فرحتين…امبارح شادي طلب ايد همس اختك…وهمس كانت طايرة من الفرح.
قمر برعب
=…ازاي يا ماما…انتي مش عارفه شادي عمل فيا ايه…وليكي قلب تفرحي؟
تسرب القلق الي قلب غصون لانها تعتقد ان شادي لم يمس قمر نصا لاتفاقها مع ضياء وان ما حدث كان مجرد ورقه ضغط علي قمر لتوافق علي الزواج من شادي …وانها رفضته بعد تأكيد ساميه انه لم يلمسها…ولكن تساءلت فيما بينها لما هذا الحزن والاعتقاد لدي قمر ان شادي مسها بسوء فسألتها قائله
=قمر مش عمتك قالتلك انه محصلش وان ده لعبه من ضياء…ولا في حاجه انتي مخبيها عني…انطقي…وديني لو حقيقي لاطربقها فوق دماغ الكل.
تمنت قمر ان تشرح احساسها لوالداتها…وتخبرها ببقعه الدماء التي كانت علي فراشها…ولكنها خشت ان تقوم بعمل فضيحه لها فعزمت امرها علي الصمت وكتمت كل الاشياء بداخلها وقالت
=لا مفيش حاجه مخبياها…انا بس مكنتش احب ان اختي تتجوز واحد زى شادي…وبعدين ازاي جدو وافق عليه وهو عارف اخلاقه عامله ازاي.
غصون بتريقه
=بصراحه البت همس دي محظوظه عنك…اخدت واد مخلص…مش انتي راحه تتجوزيلي واحد اهبل…ويمكن ميعرفش يعني ايه جواز اصلا.
مسحت قمر علي وجهها من الغيظ قائله
=قلت لحضرتك ميت مرة…غيث مش اهبل…غيث تعبان وبكره يخف واكيد حضرتك ساعتها هتتمني ان افضل متجوزاه…وهتندمي علي كل الكلام اللي قلتيه في حقه.
زفرت غصون بحنق وقالت
=…انتي حرة…بس متبقيش تيجي تعيطي…علي اخر الزمن بنتي هتتجوز ابن ضحي
دلفت في هذه اللحظه ضحي لتأخذ قمر الي مصفف الشعر وما ان رأت غصون وقد سمعتها حتي تجاهلتها قائله
=يالا يا قمر…احنا اتأخرنا…عايزين نلحق الفرح…وبعدين انا عايزاه النهارده كل حاجه تتم علي الشعرة…وميبقاش في نقص او تقصير.
هزت قمر راسها بطاعه وقالت
=حاضر يا انطي ضحي…انا اساسا جاهزة…وبعت الفستان من بدرى للكوافير…وهو قالي فعلا احاول متأخرش…لاني محتاجي شغل معين.
نظرت لها غصون وارادت اعلان الحرب قائله
=دي بنتي علي فكرة…مش بنتك…وبعدين مستخسرين في بنتي يجيلها الكوافير لغايه البيت…او حتي ميكب اريتست…اما ناس مبتفهمش في الذوق صحيح.
ردت قمر بالنيابه عن ضحي قائله
=انا يا ماما اللي حابه اروح للكوافير…لان ده الوحيد اللي هيعرف يعملي تسريحه لايقه علي الفستان…وللاسف مش بيروح بيوت…لانه بيسافر كتير.
ضحي بحنق
=غيرانه مني…روحي معانا…انا ما منعتكيش…وزى ما قلتي هي بنتك…مش بنتي…بس يا ترى هتروحي تعملي ايه…ده كل حاجه تقريبا خلصانه.
ابتسمت غصون بسخريه وقالت
=طبعا هما هيلاقوه فين محامي يدافع عنهم زيك…روحي يا ختي معاهم…اما نشوف هتطلعي عامله ازاي النهارده…يا خوفي تطلعي زى حماتك يوم فرحها.
حزنت قمر لعدم عرض والداتها الذهاب معهم ونكست رأسها ارضا وخرجت تجر اذيال الخيبه ورائها …ذهبت قمر الي مصفف الشعر الذي اعتني بها وببشرتها وبشعرها جيدا ليخرج منها لوحه فنيه تليق بجمال الفستان…ارتدت قمر فستانها وما ان رائها كل من في المحل حتي انبهروا بجماله وبداوا يتسائلون عن خامته ومن اين احضر لتحدثهم ضحي قائله
=العروسه تبقي مرات ابني…وعجبها الفستان في مجله فرنسيه…وانا اصريت ان اجيبهولها بصراحه انا بعتبرها بنتي مش مرات ابني .
ابتسمت لها قمر وقالت
=متشكرة اوى لحضرتك…كلك ذوق…ربنا يباركلنا فيكي…ويشفي غيث…وتفرحي بيه كمان وكمان…وربنا يقدرني اسعده زى ما حضرتك أسعدتيني.
لينظر الجميع الي ضحي متمنين لانفسم والده زوج مثلها….اخذ المصفف بتجهيزها حتي كانت في ابهي صورة فاندفع قائلا من جمالها
=علي فكرة الفستان ميجيش ذرة في جمال مرات ابنك يا مدام ضحي…زى ما بيقولوا القالب غالب…وانسه قمر من احلي زبايني بس مكنتش متوقع انها هتطلع جميله كده.
خرجت ضحي وقمر من عند مصفف الشعر ليجدوا السائق في انتظارهم ليستقلهم الي قاعه الفرح …تهبط قمر من السيارة لتتفاجئ بوجود والداتها امامها والتي اجبرت علي ذلك من قبل غالب…لتبهر غصون من جمال الفستان حيث انها لم يتثني لها الفرصه لرؤيته بسبب الشجار بينها وبين وديعه…لتتقدم ولتأخذها بين احضانها المصطنعه لانها تعلم ان الضوء تسلط عليها
لتتقدم ولتأخذها بين احضانها المصطنعه لانها تعلم ان الضوء تسلط عليها
…همست لها في اذنها وقالت
=بصراحه فستان جميل…واللي لابساه اجمل…بس يا خسارة يدي الحلق للي بلا ودان…يعني لو كنتي سمعتي كلامي مش كان زمانك دلوقتي واقف جمبك واحد يشرف.
لوت قمر شفتيها وقالت
=ماما…ارجوكي …كفايه لحد كده…مش عايزة اتنرفز في يوم زى ده…غيث يشرف أي واحده تتجوزه…قولي بس يارب انا اللي أشرفه.
لتندفع كلا من همس ووديعه لتقبيلها وتبدا وديعه بالمباركه قائله
=الف مبروك يا قمر…انتي فعلا اسم علي مسمي…بتمنالك السعاده من كل قلبي…وعايزاكي تنسي أي كلمه وحشه قلتهالك…صدقيني يا قمر انا بحبك جدا.
تليها همس قائله
=انا فرحانه اوى يا قمر…بس زعلانه انك هتعيشي بعيد عني…مبروك يا اختي …فرحانه كمان ان يوم فرحك هو يوم خطوبتي…يارب نفضل فرحانين علي طول.
لتغمض قمر عينها عازمه امرها ان تبوح بكل الاسرار لهمس حتي لا تقع هي الاخرى بفخ شادي.
هنئتها ايضا بثينه قائله بمرح
=لا بقي انا لازم اخد واحده من العيله حلوة كده زيك يا قمر…انا كده هغير منك يا ضحي…اشمعني انتي وانا لا…انا طول عمرى بحب عيلتي.
ليقوم بازاحتهم من قاعه الاستقبال الحاج غالب ليقف بجانبها حتي يأتي غيث لاستلامها وبدء الفرح قائلا
=الحمد لله رب العالمين…اني عشت وشفت اليوم ده بعيوني قبل ما اموت…انا كده اطمنت عليكي عقبال ما اطمن علي اختك يا قلبي…وافرح باولادكم.
لينفتح الباب امامهم ويظهر يحيي برفقه حمزة وغيث ويتقدم لها يحيي ببوكيه رائع من الورد لانه يعلم ان هذه الاشياء لا يفهمها غيث فافتعلها عوضا عنه فتقدم لها قائلا
=احلي عروسه…انا اتمنيت ان يكون عندي بنت وانا اللي اقدملها البوكيه بايدي…بس طالما ان ربنا ما ارادش فانا هعتبرك بنتي وده قليل عليكي يا قمر الزمان.
اخذت قمر باقه الزهور من يحيي لترى غيث في حضوره الطاغي وحلته الجميله ووسامته المعهوده والتي تفاجئت من منظره غصون بنفسها…وتمنت ان يكون طبيعيا ويكون ابنا لاخرى غير ضحي التي تكرهها كثيرا…اما عن قمر فابتسمت له من كل قلبها وتمنت ان تكون بحالها لتوهبه اغلي ما تملك…ايضا الكل انبهر بجمال غيث الغير متوقع.
تقدم غيث اليها وهو ينظر الي اسفل لترتفع عينيه الحزينه اليها من تذكره لحديثها الاخير معها ليمد يده اليها ليخرجا سويا من قاعه الاستقبال الي قاعه الفرح…هنئته والدته واحتضنته وكانت في فرحه عارمه وهو كالمغيب حتي اعتقد البعض ان حمزة اعطاه حبوب مهدئه لكي لا يخرج عن شعوره في هذا اليوم لان امه اصرت ان يكون العرس في مكان عام ليراه الجميع …كاد ان يجلس ولكن كالعاده امر صاحب الدي جي بقيامهم بالرقص علي الاغنيه الرومانسيه…ليطلب ضياء من صاحب الدي جي العدول عن هذا العمل ليتفاجئ الجميع بسحب غيث قمر الي ساحه الرقص ليرقصا سويا وهي مغيبه بين احضانه لترتفع عينها اليه بذهول وكادت ان تحادثه لولا انه قاطعها قائلا
=متخاااافيييش ياااقمررر…حمززززة علمنييي الرررقص…علشااان اشرررفك قدااام صحباااتك….ومخلكيييييش محرررروجه منييييي.
ذهب ضياء الي غصون ليهمس لها قائلا
=…الواد غيث ده بيرقص ولا كأنه اعقل مني ومنك…يالا اهي بنتك فازت بمال وجمال…ويمكن يتعالج يبقا من كله
نظرت له غصون باستهزاء وتركته ورحلت تتأكل من الغيظ…لتجد ان الرقصه في اخرها وتذهل مما فعله غيث في أخر الرقصه وهو يحمل قمر ويدور بها في وسط ساحه الرقص ليقوم الجميع بالتصفيق لهم ثم ينزلها وهو ممسكا بخصرها بمنتهي الامتلاك ويحتضنها واضعا جبيبنه علي جبينها ليهدئ من نبضات قلبها المتسارعه…ويقبلها من جبينها قبله يذهل لها الجميع ولا تنطبق علي حالته.
قام كل من في القاعه بالتصفيق لهم وتقدم الحاج غالب واصطحب معه شادي وهمس ليقوم باعلان خطوبتهم وبعد اعلان خطبتهم أمام الجميع قام شادي بتقديم الشبكه الي همس والتي تفاجئت بها كثيرا لان يوم اقتناء قمر لشبكتها كانت همس تتلمس طقما معينا فكيف لشادي ان يعلم انها كانت تريده …ارتفعت أنظارها الي ساميه عمتها التي أومأت لها برأسها بمعني كل أمنياتك مجابه يا همس…وبعد أن قام شادي بتلبيس الشبكه الي عروسه همس…قام بتقبيل جبينها قائلا لها
=مبروك يا همس الكلمات…أظن كل أمنياتك اتحققت…وعملتي المستحيل علشان توصلي لكل اللي حصل دلوقتي…بصراحه شابوووه .
اقتضبت ابتسامه همس لتحاول ان تزيحه من أمامها ولكنه لم يهملها الفرصه حيث قبض علي ذراعيها باحكام ولكنه لم يسلم من كلماتها اللاذعه وهي تقول بحنق
=الله لا يبارك فيك يا شادي يا غريب…انت اللي أمنيتك اتحققت مش أنا…انت اللي خفت لنصيبي يروح لابن خالتي…بس ملحوقه أول ما يوصل هسيبك وهتجوزه.
ليقبض شادي علي ذراعيها أكثر وبقوة
عند حمزة ووديعه
حمزة بمرحه المعتاد يشاغب وديعه قائلا
=طب ايه…البنتين واحده اتجوزت والتانيهخ اتخطبت…حتي رجاله العيله ارتبطوا…وأنا لسه سينجل…وانتي عنستي يا ختاااي…مش ناويه تفرحينا وتفكي العقده.
ابتسمت له وديعه بسماجه قائله
=فكها انت…وبعدين أنا فرحانه كده وأنا لوحدي…وبعدين ايه عنستي دي…أنا لسه صغيرة …بس اللي أعرفه انك مرتبطه بحب واحده…ليه مترتبطش بيها بدل ما انت سنجل كده.
رد عليها حمزة بحزن مصطنع قائلا
=للأسف اللي رابط قلبي بحبها…بتعاملني وحش أوى…ومش حاسه بيا ولا بقلبي ولا بنبضاته…يرضيكي كده يا وديعه ي أوختي…لا بلاش أختي.
كتمت وديعه ضحكاتها ةأشاحت بوجهها الي الجانب الأخر لانها فهمت كل تلميحاته عليها.
عوده الي همس وشادي ارتفعت أصوات الموسيقي لينادي صاحب الدي جي ليجتمع البنات والشباب للرقص فلمعت في رأس همس فكرة خبيثه فقامت مسرعه وذهبت الي ساحه الرقص لترقص لتثير غيرة شادي الذي انتفض لجريها وركض ورائها ليجدها تقف في منتصف البنات وترقص ويرتفع بها المسرح لتظهر امامه
ليذهب الحاج غالب اليه قائلا
=شكلك كده سميت بدنها بكلامك المقرف…تصدقي هتخليني أغير رأيي واول ما الواد حازم ابن خالتها يجي هجوزها له…علي الأقل ممكن يدلعها …مش انت
انتفض شادي من كلمات جده قائلا
=يعني انت عجبك اللي هي بتعمله ده…تقوم من غير استئذان وتفرج القاعه علينا بالشكل ده…ده حتي بلاش انا…تعمل اعتبار ليك وللعيله.
ذهبت اليهم ساميه لتقول لشادي بهدوء
=روح هاتها يا شادي…ميصحش كده…وبعدين يا سيدي ارقص انت معاها…ماهي أكيد زهقت من القعده…همس بتتخنق بسرعه…ربنا يهديها.
كل هذا تحت أنظار قمر الساخطه علي أختها …أما عن غصون فهي كانت سعيده بتصرفات همس
توجه شادي الي همس رافعا لها يده لينزلها وهو يبتسم لها ابتسامه خبيثه ويتحرك بها خارج القاعه قائلا
=تحبي نبدأ الحساب بينا من امتي…من ساعه ما لبستي دبلتي…ولا من قبل كده…اصل انتي من زمان وانتي بتغلطي…بصراحه ملكيش حل.
وضعت همس يدها في منتصف خصرها قائله
=اه مليش حل…وانت عارف كده كويس…وعلي فكرة مش هتقدر تحاسبني لا دلوقتي ولا بعدين…لو علي الحساب احاسبك أنا علي اللي عملته في أختي
ثم تركته ورحلت ليزفر حانقا مما قالت
عند حمزة ووديعه
حمزة بتتاوب
=الحفله دي ممله…ده حتي كنت ناوى أخدك ونرقص …بس خوفت لشادي يلطشني قلمين…كفايه عليه همس…ربنا يعينه…شكلها هتجننه.
ابتسمت وديعه بهدوء قائله بدلع
=ومين قالك اني كنت هوافق أرقص معاك…أنا يوم ما أرقص أرقص مع بابا مع شادي…مع خطيبي أو جوزى…انت بقا صفتك ايه…مديرى في الشغل
ليستمع اليهم يحيي ويتقدم اليهم قائلا ليغيظ حمزة
=والله عندك حق يا وديعه…بس يا ترى بقا لو ليكي خال مثلا هترقصي معاه….طبعا اااه…بم اني مكان أخوالك تسمحي لي يا برنسيس وديعه بالرقصه دي.
لتتسع ابتسامه وديعه قائلا
=طبعا …أسمحلك يا عمو يحيي…قد ايه حضرتك انسان ذوق…وشيك…يا بخت أنطي بثينه بيك…وياريتك كان الدكتور طلع ليكي…عن اذنك يا دكتور.
ليضرب حمزة كفا علي كفا وهو يجد يحيي يسحب وديعه الي ساحه الرقص ليتوعد الي يحيي قائلا
=طيب خد المزة بتاعتي…وأنا هأخد المزة بتاعتك…ونبقا كده خالصين…يا أبو حمزة…بقا أنا يتعمل فيا كده…طب هتشوف…أنا هعمل ايه
ليستمع اليه يحيي ويقوول بضحك
=خدها يا حبيبي …بدل ما هي أكله ودان خالتك ضحي بالكلام…وناسياني…ما هو أنا اتركنت علي الرف من زمان…وقلت أشوف رزقي بقا
ليتقدم حمزة بخبث الي ساميه ويسحبها ليرقص معها أمام أنظار يحيي وبثينه المتسعه وهو يغمز بخبث الي يحيي
عند قمر وغيث
من لحظه رقصتهم سويا ظلت قمر تحدق بالفراغ أمامها وتتذكر نعومته وبراعه خطوات غيث في رقصه وتحدث نفسها أنه حتي لو تعلم سنين عمره لم يكن بمثل هذه البراعه وكأنه يرقص دوما وليس فب بدء تعلمه…برقت عينيها عندما حملها ودار بها في القاعه كمحترف رقص وهبوطها أمامه وتقبيله لجبينها بحب وشغف …كل هذه الامور كانت تشغل عقلها بطريقه جنونيه ومحيره …أفاقت من شرودها علي صوت غيث …عندما وضع غيث يده علي وجهه يزفر بحنق قائلا
=لييييه كلللل الفرررح ده….اناااا زهقتتتتت…وعاااايز ارووووح اناااام….هوووو لسسسسه كتيييير…احنااااا قاااعدييين مبنعملششش حااااجه.
تنهدت قمر قائله
=عندك حق…احنا قاعدين ملناش لزمه…انا هقول لجدي يخلص الفرح علي كده…لان أنا كمان زهقت وتعبت وعايزة أروح أنام…نوم عميق
اشارت قمر لجدها تناديه فأتاه لتقول له بأدب
=جدو حبيبي …هو لازم نطول في الفرح…حضرتك شايف حاله غيث عامله ازاي…اكيد الاجواء والاضواء صعبه عليه…فكفايه كده أرجوك.
تذمر غيث من حديث فقال
=انتيييي كماااان زهقققت وتعببببتييييي…ولاااااا لااازم تقوووولي عليااااااا اناااا بسسس…وانتييي تبقاااا كويسه…..وانااااا اللييي مريض.
انتبه غالب الي غضب غيث لإامر بانهاء الحفل فورا,
انتهي الحفل قام السائق بتوصليهم الي بيت والد قمر …دلفت قمر بالاول بعد ان فتحت باب الشقه بالمفتاح تبعها غيث يتأمل شكل الشقه التي اول ما راءها تذمر لديكورها التعيس والوانه القاتله التي لا تليق بشقه عروس ابدا…بعد مشاهدته لصاله الشقه ونفوره منها وجد قمر تعطيه ظهرها تتذكر كل احداث الحفل وتتعجب من افعال غيث افاقت من شرودها علي صوت غيث وهو يتحدث بجفاء قائلا
=اناااا اوووضتيييي فييين…اناااا اتخنقتتتت وعااايز اغيرررر هدووومي…الحفلهههه كااانت طووويله….وانااااا عررررقتتتتت كتيييييير.
استدارت له قمر تنظر اليه مطولا كيف علم انه سيكون له غرفه ولها غرفه اخرى من المؤكد انه قص ما قالته اخر مرة علي حمزة…وحمزة هو اللذي املي عليه بهذه الافكار…مثلما املي عليه بفكرة الرقص وحملها والدوران بها…اخيرا ظهر صوت قمر وهي ترتبك وتقول بقلق
=انا اوضتي اللي علي يمين اوضتك…ادخل غير هدومك بس متنامش…لاني هحضرلك العشا …انا عارفه انك مأكلتش حاجه من ساعه الصبح.
غيث بصوت قوى
=قمررر…اناااا مششش صغيررر علشاااان تحضريلييي العشاااا…لووو عااايز هأأأكل نفسسسي بنفسسسي….انااااا بعرررف اعتتتتمد عليييي نفسسسيي.
اهتز جسد قمر لقوة كلمات غيث واعلانه الاستغناء عنها وعلمت ان كل هذا بسبب حديثها معه …اخذت تفرك اصابع يدها في بعض وهتفت بتوتر قائله
=مش قصدي انك صغير…انا قصدي نتعشي سوا …لانك اكيد جعان زيي…وأنا حابه أكل معاك…ولا هتزعلني وتسيبني أكل لوحدي…
ذهب غيث الي مقدمه باب غرفته وكاد ان يفتحها الا انه التفت لها قائلا بصوت منخفض
=اناااا اكلتتت قبل الفرررح…انتييي مأكلتيشش مننن الصبححح…اناااا لاازم اكل علشااان العلاااج….انتييي سلييييمه مشششش مريييضه زىىىىى.
هنا طفح الكيل لدي قمر ووضعت يدها علي مقبض غرفته حتي لا يفتحه وانتفضت قائلا بغضب
=بص بقا علشان نبقي علي نور من اولها…لو مفكر انك بأسلوبك ده هتخليني احن عليك ونبقي زى اي اتنين متجوزين…تبقي عبيط فعلا زى ما بيقولوا.
استمع لها غيث والي غضبها وحزن من داخله ورد عليها بصوت منخفض يحمل خيبه امل قائلا
=انتييي عنددددك حقققق…اناااا عبيييط…ومششش عااايز حنيييتك عليااااا….ولووو اقدددر أقووولك انيييي مششش عااايزك اصلاااا …كنتتتت قلتتتت.
اغمضت قمر عينيها بألم لتترقرق منها الدموع تحسرا علي ليلتها الاولي معه ثم فتحتهم ببطء لتجد ان الرؤيه منعدمه من اثر الدموع ولا ترى غير عيون غيث لتبحر فيهم وهي تضع يدها علي خديه لتعطيه املا من جديد كما يظن وهي تقول بصوت مبحوح
=غيث انا مقصدتش بالحنيه زى ما انت فاهم…انا قصدي اني هلين قدامك…انما علي الحنيه فانا مش وحشه زى ما انت فاكر انت بس بعمايلك دي بتصعب عليا الموقف وانا بجد مش قادرة ارحمني ارجوكي يا غيث اعتبرني حتي مش موجوده.
ازاح غيث يدها من علي وجنته وقبل باطن كفها برقه وارتفعت يده الاخرى الي وجهها ليملس ظهر اصابعه علي وجنتيها ليشعرها يالقشعريرة حتي انها اغمضت عينيها لتذوب من ملامسه اصابعه حتي تقدم الي اذنها ليقول بصوت ضعيف
=عاااارف انيي كددده بتعبكككك…بسسس صدقيييييني انااا تعبااان اكترر منكككك…مششش طاااالب منكككك غيررر تقوووليلييي مااالك.
علي الجانب الاخر عند ضياء اتصل بغصون لانها لم تمهله فرصه في الحفل للحديث معها ليتحدث كفحيح افعي قائلا
=عارفه يا غصون لو مجتيش الشقه دلوقتي هعمل ايه…هجيلك انا وهطلع الورق العرفي اللي بينا قدام بنتك وحماكي…وعلي ايه وعلي اعدائي.
انتفضت غصون من مكانها بعد غلق ضياء للهاتف في وجها لتتجه مسرعه الي الشقه فيبدو انه اشتاق اليها جيدا ويريد ان يكون عريس مثله مثل غيثه…حيث ان ساميه تتمنع عنه منذ زمن طويل…او انه مخطط جديد لضياء لانهاء غيث لترثه قمر وتبقي تحت سيطرته.
ذهبت غصون الي شقتها مع ضياء وفتحت الباب ودلفت ترمي بالمفتاح ارضا وتزفر بحنق قائله له وهو يجلس امامها بكل برود يتناول كأسا من العصير
غصون بحنق
=ايه عايز ايه…جايبني علي ملا وشي ليه…هو ده وقت نتقابل فيه مش قادر تصبر للصبح….افرض حد صحي واكتشفوا اني مش موجوده.
ضياء ببرود
=ايه يا غصون مشتاقلك يا حبيبتي..ده انا قلت هاجي الاقيك موجوده ومستنياني من نفسك…تقومي تتعصبي عليا ومش عايزة تيجي….قلت أجيبك بطريقتي.
وضعت غصون يدها في منتصف خصرها وقالت
=…ما انا لما اتعصبت…هددتني…بزمتك مش خايف لتتفضح زيك زى
ابتسم ضياء بسخريه وقال
=…ما هو انا مكنتش هفضحك الا بعد ما ابني يتجوز بنتك …وكل حاجه تبقي تحت ايدي
غصون بغل وحقد
=انت حقير فعلا…تأخدني لحم وترميني عضم…ورسمت الخطه واخدت همس لابنك علشان متبقاش خسران في اللعبه…انما انا اللي أخسر كل حاجه.
ضحك ضياء بشر وقال
=…مش ضياء الغريب اللي يخسر يا غصون…وبعدين انا ابني احسن من ابن اختك الصايع…ولا غيث الاهبل
=ابتسمت غصون بسخريه وقالت
=اهبل ايه بقا…شوفت عينك الواد النهارده عمل عمايل تخليني اشك انه اهبل…وحاسه انه هيبقي خطر عليك يا ضياء…اللي يشيل ويحضن ويبوس يعمل أكتر من كده.
نهض ضياء من مقعده وذهب نحوها ليهمس في اذنها كفحيح الافعي قائلا
=الخطر علينا احنا الاتنين يا غصون…وبعدين انا طول عمرى بدافع عنك…جه الوقت اللي انتي المفروض تخلصيني من غيث فيه…وفرصه تأخدي بتارك من ضحي.
انتفضت غصون قائله
=قصدك ايه…اقتله…طب ازاي وهو خلاص معدش عايش معانا ..بقي في شقه غازى…وقمر مش هتسمحلي أروح هناك كتير…ولو عملتها أول واحده هتشك فيا قمر.
استدار ضياء حول غصون قائلا بخبث
=هتعملي نفسك عيانه…وتجبيبهم القصر…وانتي وشطارتك بقا….هتربطيهم في القصر جمبك…وبنتك بالذات في أوضتك…علشان تبقي دليل برائتك.
شردت غصون قليلا ثم قالت
=…طب وده اقتله ازاي…اقصد يعني اسمه مثلا…ولا ايه مش فاهمه
ضياء بغل وحقد
=بسلاح ومترخص…بس يا عيني يحيي كان سابه في اوضه الاسلحه اللي في بدرون الفيلا وسافر…ورجع ملقهوش انا اخدته علشان تقتلي غيث بيه.
عوده الي شقه قمر وغيث وليله عرسهم…تركت قمر غيث بعد الحاحه الشديد لمعرفه ما بها ودخلت الي غرفتها لتهبط علي فراشها تبكي علي حالها…اما عنه فدخل غرفته لينزع رابطه عنقه ويرميها علي الارض ويأخذ حماما باردا ليريح اعصابه …خرج غيث من الحمام وارتدي ملابسه البيتيه التي تبرز جماله عضلاته وظل يفكر في موقف قمر منه وكتمانها لاسرار لم يعلمها …عزم امره الذهاب الي غرفتها فقد مرت ساعه وستكون ابدلت ملابسها ومن المؤكد انها لم تنم لان نور غرفتها مضئ…نزعت قمر طرحتها وبدات بنزع فستانها وهي معطيه ظهرها للباب …اما عن غيث فقد دلف الغرفه بدون وعي وبدون ان يطرق بابها ليتفاجي بقمر والفستان اسفل قدميها مرتديه فستان ابيض من الستان بحمالات رفيعه…فزعت قمر من وجوده واستدارت ومالت الي الاسفل بسرعه لترفع الفستان مرة اخرى لترتديه لتجده يمسك بيديها بقوة لابعاد يدها عن الفستان وينهضها من جديد ناظرا الي عينيها بقوة وممسكا لخصرها ليحملها ويبعدها عن محيط الفستان حتي لا تكون قدميها بداخله ويقوم بركل الفستان برجله علامه منه ودلاله انه ليس له فائده في هذا الوقت…لتنظر له قمر وتندهش وتبتلع ريقها بصعوبه وتقول
=غيث انت ازاي تدخل عليا من غير استئذان…وايه اللي انت عمال تعمل ده…اطلع برا لو سمحت…مينفعش كده…احنا متفقناش علي الحاجات دي.
ازاح يده من علي خصرها واحاط وجهها بكفيه ليقرب وجهها منه هامسا في اذنيها بصوت كفحيح الافعي قائلا
=في واحده محترمه تقول لجوزها يوم فرحهم اطلع برا…طب ده حتي تبقي عيبه في حقي…وانتي اكيد مترضهاليش يا قمر الزمان….
ثم ترك وجهها فجأه وابتعد قليلا ليرى تأثير المفاجأه عليها …لتذهل من صوته وحديثه المظبوط بدون تقطيع او هذيان لترتبك واحست بقدميها كالهلام وكادت ان تسقط الا انه امسكها بخصرها بقوة لتتلعثم قائله
=غييييث…انتتت مييين…دههه اكيييد حلللم…..انتتتت طبييييعيييي…مشششش معقوووول…..كنتتتت بتضححك عليييينا كلناااا…..لاااااا….
اتسعت شفتيه من الابتسامه وضحك بصوت رنان قائلا
=ايه ده يا قمر…انتي بتتكلمي كده ليه…انتي اتعديتي يا حلوة…انا غيث الشريف ابن عمك وجوزك…. ولا نستيني…انا طبيعي ومفييش اي حاجه…ايه رأيك بقا.
كادت قمر ان تنهض لتستعيد وعيها وادراكها للموقف ولكن غيث كان له رأي اخر حيث قام بقبض شفتيه علي شفتيها في قبله ساحقه
رواية احببت زوجة زوجي الفصل السابع والعشرون 27 بقلم زينب مجدي