روايات رومانسيهرواية بعشقك طامعة

رواية بعشقك طامعة الفصل 27

تنهد غيث تنهيده طويله و أشاح بوجهه الي الجانب الاخر وقال بصوت مخنوق

=..عارف…انا اللي عطيت الدوا لخلود…وعلي فكرة الدوا مكنش فيه حاجه…ده كان فيتامين…وانا مثلت عليكي علشان أوهمك ان في حاجه حصلت ليا….بس والله يا قمر مكنش قصدي حاجه من اللي في بالك… صدقيني يا قمر أنا بحبك.

انهارت قمر علي المقعد من خلفها تنظر إليه ببلاهة غير مستوعبه ما يقوله قائله

=مثلت عليا…وانا اللي كنت بموت وخايفه عليك…وكان فيتامين…ياااه …للدرجه دي…انا رخيصه في نظرك…مش بتثق فيا وتثق في خلود؟

هز رأسه ينفي ما تقوله وذهب إليها ويجلس على عقبيه امامها واضعا يده على ركبتيها قائلا

=لا يا قمر أنا بثق فيك…بس أنا كنت حابب أوقع أمك وضياء…وانتي كنتي الوسيلة كده…يا قمر انتي شايفه مامتك عملت فيا ايه…كان لازم تقع بقا وبدليل قاطع علشان اخلص من الخطر اللي مسيطر علينا.

نهضت قمر من أمامه بعنف قائلا

=الوسيله الوحيده علشان توقع عدوك…هي مراتك صح…انت عارف انتي بتعمل زى مين…زى اللى بيبيع مراته لواحد يعقد معها ليله مقابل الصفقة.

اقترب منها ليطبق على ذقنها بقوة يجز على اسنانه ويهتف بقسوة قائله

=اخرسي ولا كلمه…كله الا الاهانه…وافتكرى اني قلتلك لو وصلنا لطريق مسدود هتكوني انتي السبب…وبعدين الخطه دي كانت هتتعمل هتتعمل…بس بدل ما يعملوها من ورايا…عملوها وهما تحت تأثيرى.

ازاحت قمر يده بقوة وازاحته بعيدا عنها قائله

=تعرف لو كنت مش عارف…كان هيبقا اهون بالنسبه ليا…بس انت كنت عارف وشايفني بتقطع علشانك…وانت مكمل في تمثيلك…ومستمتع بعذابي…بس عارف انا اللي غلطانه…ابقي اتصرف معاهم انت بقا…واعتبرني خلاص انتهيت من حياتك وابقي خلي خلود تكمل معاك حياتك زى ما بتكمل خططك

تركته واتجهت الى غرفتها واغلقت بأحكام واخرجت حقيبتها من الدولاب ولملمت ملابسها واشيائها وخرجت وجدته يجلس باحباط على المقعد وأول ما رأها تحمل حقيبتها نهض بفزع قائلا

=ايه ده انتي رايحه فين…هتسيبني يا قمر…مش هسمح لك…وحتى لو بعدتي مسيرى هرجعك…اخزى الشيطان يا قمر…واقعدي نتفاهم.

رفعت قمر راسها بثقه قائله

=مفيش بيننا أي تفاهم…انت وعدتني بالصراحه…بس مع أقرب فرصه خلفت وعدك…انا كمان وعدتك اني افضل معاك لأخر العمر…واخلف بوعدي معك…علشان تبقي واحدة بواحدة…والبادي أظلم…اااه ومش هقولك بقا جو الحوارات القديم…طلقني وسيبني واتجوزى غيرى وعيش سعيد…لااا…انا بقولها ليك بنفسي …طلاق مش عايزة…بس انا في سكه وانت في سكه…علشان تفضل طول عمرك تحس بالذنب من ناحيتي…وتفهم قد ايه انت خسرتيني…لما لعبت بيا وبمشاعرى…سلام يا يا غيثو.

تركته وخرجت من الشقه تجر حقيبتها خلفها…وهو مصدوم من ردة فعلها حتى ان الصدمه ألجمته ومنعته من اللحاق بها…شعر بالغضب من نفسه لما افتعله من أكاذيب معها…عازما أمره علي ارجاعها بكافة الطرق…رغم انه يعلم جيدا أن ما فعله معها سيجعل من الصعب رجوعه إليه…لأنه خسر ثقتها فيها…ووجدت انه وضع كل ثقته في خلود…التي تبغضها كثيرا…وتنعتها بالشيطانة…….اااه منها

**********************************************

عادت قمر الي القصر مجددا وجدت ان الكل مجتمع بلا استثناء كأنهم ينتظرونها …وحمدت ربها انها تنوي الدخول في حوار الاسئله والاجوبه معهم واعلامهم الحقيقه الكامله …جلست أمامهم …وجدت هاتفها يرن بأسمه تركته يرن كثيرا الا ان فصل الخط…اتصل مرة أخرى فقامت باغلاق الخط عليه…بعث لها برسالة إن لم ترد عليه سوف يأتي…فاضطرت بالرد عليه لتعلمه بوصولها…وانها تريده ان ياتي تحاسبه على أفعاله امامهم …اضطر غيث للموافقه علي طلبها…حتي لا يثير غيظها أكتر…وانهي اتصاله بها…وهاتف جده ليعلمه بالأمر…استدعى غالب قمر الى مكتبه عندما رأى حالتها والتي استغربت استدعاؤه ففهمت ان غيث أخبره…رفضت قمر لتجد جدها يجلس أمامها هو واختها وضحي…زفرت بحنق ونهضت لتجلس بينهم حتى تكون في مقابله والدتها وضحي الذين كانوا ينظرون إليه بتوجس …نظر لها جدها بحيرة وقال

=انتي ايه اللي جابك يا قمر…وغيث مش معاكي ليه…وبعدين مش انتي قلتي انك حابه تقعدي في شقتك…علشان تبقي براحتك مع غيث ؟

هبط يحيي الدرج قائلا بترحيب

=اهلا قمر…القصر نور والله يا بنتي…ايه ياعم ده سؤال برضه يتساءل قمرايه عيلتنا…..دي فرصه نشوف قمر بقالنا زمان مشفنهاش.

نظرت قمر لغصون وضياء بأعين مشتعلة تهز رأسها بغيظ من منظرهم قائله لهم بلؤم وخبث

=طبعا فرصه…فرصه اني اجي اشوف الناس اللي كنت اللعبة بتاعتهم ..اللعبه اللي غيث باشا خطط ليها …وقام حادف اللعبه عليهم …بس في طرف من أفراد اللعبه عمل نفسه ناصح وقام مغير الدواء وكانت اللعبة هتنجح بس للاسف يا غصون هانم …مش لعبتك فشلت.؟

ابتسم ضياء بانتصار قائلا

=حلو أوى اللي انتي بتقوليه ده يا قمر…انا بقا بره اللعبه دي…ده انتي زى بنتي يا قمر…وهي اللي خططت لكل شئ وارغمتني علي الاتفاق…وبعدين انتي مش لسه قايله انها غيرت الدوا؟

نظرت له غصون بأعين مشتعلة قائله

=جرا ايه يا ضياء…لعبه ايه اللي بتتكلم عنها…ومن امتي وقمر زى بنتك…وتخطيط ايه اللي انت بتتكلم عنه…وبعدين يا قمرانتي مريضه ودي أكيد هلاوس بتجيلك.

استشعر يحيي صدمه قمر فذهب اليها يحيي يربت على كتفيها وهي جالسه بين ضحي وهمس المنخفضين رؤوسهم هاتفا بحنان ورقه

=قمر يا حبيبتي …بصرف النظر عن الأحداث اللي بنمر بيها…بس كوني علي يقين…ان محدش فينا يحب انك تكوني لعبه في ايده…احنا كلنا هنا بنحب وبنخاف عليكي.

انهمرت دموع قمر كالشلال تضع يدها علي وجهها قائله بقسوة

=انتوا عاملين بتحبوني وبتخاف عليا…وبتستخدموني علشان توصلك لهدفك.. اللي هو الانتقام…بس انا بقا خلاص استكفيت منكم كلكم…وقررت اعيش لوحدي حتي همشى من القصر ده.

نهض غالب من مكانه يلحق بها يمنعها من الخروج قائلا بحب

=لا يا قمر…متسبيش القصر يا حبيبتي…ويبعد عننا…انتي مكانك هنا…ولو مش عاجبك حد فينا…تقدرى تمشيه…احنا منقدرش نستغنى عنك أبدا.

انتبهت همس لتصميم قمر علي تركها للقصر فانتفضت قائله بعنف لجدها

=انا كمان همشي مع قمر…لان بصراحه استكفيت منكم ومن العيله كلها…احنا عملنا اللي علينا مع غصون هانم.. ورفضنا مصالحها…بس انتو اللي صممته …كان فيها ايه لو كنتوا مش توها وخلصنا؟

غالب بجراءة ولأول مرة ليصرح بما في جعبته قائلا

=لو كنا مشناها يا همس…كانت هتمشي وهتفضل تعمل حركاتها القذرة دي وهي بعيد…لكن احنا حطيناها تحت عينينا…ومسكنا عليها أدله في حياتنا منحلمش اننا نمسكها.

اتسعت حدقة عين قمر قائله باندهاش

=يعني ايه الكلام ده…انت كنت عارف باللي بيعمله غيث وساكت…وبتمثل معاه…الله الله الله…احنا مصدقينك وانت بتنصحني أصالحها؟

أشاح غالب بوجهه إلى الجانب الأخر قائلا

=كان لازم أعمل كده… قمر انتي طيبه وكان ممكن يبان عليكي وتكشفين في أي لحظه…وبعدين انا قدرت اطلع من غصون حاجات علي ضياء هتفيدني قريب.

حدق ضياء بعينيه الي غصون وتملك الغضب منه لولا وجودهم في محيط العائله لكان قتلها واحرقها اما عن غصون رفعت حاجبيها كانه لا يساوى بالنسبه لها

قمر وهي غير مستوعبة صراحته تهتف بقوة ناظرة لهمس

=انا صح يا همس …في النهايه احنا مين…احنا اولاد غصون…يبقي عشان ينتقموا من غصون …يبقي مفيش أسهل منها كوسيلة…وكل ده تحت ستار بيحبونا.

ابتسمت قمر سخريه قائله

=بس انتي يا همس…حبيبك ميعرفش حاجه عن المخطط ده…اما انا جوزى خدعني وخاني…وراح رمي ثقته في قلب واحده غيرى.. واحدة تساومني على برائتي قصاد طلاقي منه.

رأي غالب ضرورة تدخل ضحي الجالسه بصمت فغمز لها لتبعث رسالة الغيث ليأتي فورا ليمنع قمر من الذهاب فقال

=ما تقولي حاجه يا ضحى…تعرفيها انك كمان مكنتيش عارفه…لأحسن هي مفكرة اننا كلنا ضدها…وبعدين يا قمر…هو اعترف لك بكل حاجه فسامحوه.

بعثت ضحى الرساله الي غيث ونهضت قائلة القمر

=انا معاكي يا قمر في كل حاجه…وأي قرار عايزة تاخذه…بس بصي الموضوع من وجهة نظر تانيه…الست اللي قدامك دي كانت هتعمل كده …الفرق هنا ان غيث كان عارف…لو مكنش عارف كان ممكن ياخد دوا تاني وكان ممكن يروح مننا…وللأسف الملعونه غيرت الدواء…وكنت هضيع ابني.

غصون بوقاحة

=ابنك ابنك ابنك…ابنك مين أصلا اللي أفكر فيه…علي فكرة دي خيالات ابنك زرعها في دماغ بنتي…مجنون وجنن مجنونه أجن منه…

شهقت قمر لما تقوله غصون وودت أن تفتك بها ولكنها ابتلعت شهقاتها لحظة دخول غيث اليهم فتحول وجهها الي الجمود خاصه عندما اقترب منها يأخذها في أحضانه يربت علي ظهرها بحنان قائلا بجنون

=عارفه لو كنت جيت ومتلقيش…كنت هتجنن…ومش بعيد ارتكب جناية…قمر سامحيني ارجوكي…والله العظيم هي كانت ناويه تفرق بينا حتي لو مكنتش عارف…حتي بصي شوفي الرساله اللي بعتها بتقول ايه

*غيث الشريف…صعبان عليا والله…مراتك لسه بتحب شادي ابن عمتها…ومتفقين عليك يموتوك…لو مش مصدقني هتلاقي ازازة الدوا في هدومها…وازازة تانيه فى اوضة شادي…فاعل خير*

أزاحت قمر يده من على أكتافها ونظرت له باستحقار هاتفه بكل غضب

=الدوا اللعبه يا غيث بيه صح…انت اللي سمحت للرعاع يعملوا كده…تعرف كنت أتمني يكون حقيقه…وانت تصدقها…صدقني كان هيبقي خير ليا.

شهقت ضحي ووضعت يدها علي فمها من الصدمه قائله

=يا لهوى…هي حصلت…مش كفايه تتهمها بموتك…كمان اتهمتها بالخيانة…انا حاسه اني في غابة…انتي استحاله تكونى أم…كمان وصلت شادي.

دلفت في هذه اللحظة سامية والتي سقط عليها الخبر كالصاعقة فهتفت قائله

=ابني انا…طب ليه وهو كان هيجوز بنتك يا حقيرة …ومعروف انك بتكرهي غيث علشانه ابن ضحي…وكنتي من الأساس عايزة تتجوز شادي القمر.

شادي قد أوصل والدته بعد اخبار غيث بضرورة تواجدهم لمنع قمر من الرحيل …صف سيارته ودلف الى القصر ونظر إلى غيث قائلا بجمود

=الكاميرا اللي كانت في اوضتي…بينت ان غصون هانم حطت الدواء…وبعدها بيومين…ابويا شال الدوا…بس زى ما اتفقنا يا غيث انا قلتله انك جيت تفتش عندي علي حاجه…ولما سألني ايه هي قلتله معرفش.

نظر ضياء الي ابنه بغضب لانه لم يتوقع أن يسقط علي يده فنظرت له غصون باستهزاء لتعلمه ان شعورها في محله إن شادي من صفهم

هبط حمزة الدرج قائلا بمرح

=يا أختاه على موضوع الدوا…ما قلنا فيتامين يا جماحه…فيتامين…وانا اللي محضره…ما تفضون سيرة بقى…وكله طائر يرجع لعشه يا جودعان.

نظرت قمر له وللبقيه بغيظ وحقد تبعتها أعين همس بنفس النظرات الي شادي والذي خشي غضبها فقال

=والله ما أعرف يا همس إلا في أخر الموضوع…وموضوع الكاميرا اللي في اوضتي ده عادي…انا عامله بقالي فترة…لما لاحظت ان ابويا بيدخل اوضتي كتير.

ضحى برجاء من قمر

=قمر أرجوكي يا قمر…متتسرعيش في الحكم علي غيث…غيث كان لازم يعمل كده عشان يحمي نفسه منهم…وعشان يبان قدام الخدامه انه فعلا تعبان….بس والله رقدته في المستشفى لأخر مرة كانت طبيعيه مش تمثيل

نظرت لها قمر بوجوم…لانها اتصلت عليها حتى لا تقلقها علي غيث..ولكنها كانت تعلم أن ابنها بالمستشفى.

فابتسمت بسخرية قائلة

=اهلا ضحى هانم…اللي كنت بعتبرك أمي…لا أمي أيها بقا…تصدقي بالله انا كرهت كلمة أم علي ايديكم…بقا أنا اتصل أقولك بايته بره مع ابنك…وأجيبك وأقولك قلقانه عليه…وسيادتك عارفه…بتمثيل الدور بنجاح.

أضاف حمزة بلهجته المرحة التي زادت البله طينه قائلا

=بس الشهاده لله يا غيثو وخالتي…طلعوا أستاذة ورؤساء قسم…مثلوا الدور بجد…انا نفسي حسيت انك تعبان…ولازم أكشف عليك بنفسي …اه والله..

أخذ شادي يغمز لحمزة حتى يستوقفه ولكن حمزة لا يفهم فهتف شادي قائلا بعنف

=ما خلاص بقى يا دكتور المجانين…جاي يكحلها ولا تعميها انت…جاي تهدي النفوس صح…اطلع نام يلا شيخ…بهدلت الدنيا…منك لله…اشوفك فيك يوم.

أخذ حمزة ينظر إليه ببلاهة وهو والموجودين المصدومين من حركات حمزة في مثل هذا الموقف يستكمل كلامه قائلا

=تشوف في يوم…على كده بقى عايز البت وديعة تبقى أرملة زي خالتي…حرام عليك…ويا سلام بقا لو تيجي رقبتها علي ايد الست غصون والتاريخ يعيد نفسه.

اتسعت حدقة عين ضحى واخذته من يده تكمم فيه قائله

=اخرس ولا حرف زياده…امشي روح على شغلك…انتي خلاص كده بتدخلهم على طلاق…تعرف لو حصل ده…هنسي انك ابن اختي…

ابتسمت غصون سخريه قائله

=تصدقي فعلا لايق عليه أنه ابن اختك…مجانين في بعض…وبنتي أجن منكم…بصي يا قمر هانم…العالم دي كلها بما فيهم ضياء..بيلعبوا علشان يوقعوني فيكي…ولو صدقتيهم…يبقى معلش هعتبرك مجنونه…واللي حصلك بعد موت أبوكي يشهد علي كده…وبعدين كل ده مفيش دليل.

جلست قمر بأريحية وهزت رأسها قائلة

=تصدقي عندك حق…هما كمان اللي خططوا وموتوا أبويا وعمي…وهما كمان اللي حاولوا يفرقوا بيني وبين جوزى…وأنا بصراحه مجنونه…وهتشوفي دلوقتي دليل جناني…

أخرجت قمر من جيبها هاتف الخادمه وفتحت كل التسجيلات لتعلم الجميع الحقيقه الكامله…لدرجه ان غيث نفسه متفاجئ من هذا الأمر.

بعد الاستماع إلى كافة التسجيلات نهضت قمر من مكانها تتحدث بكل ثقة

=هاااا يا غصون هانم…هتكبري برضه… ولا هتعرفي انك مجرمه…يا شيخه ده انا كل اما احاول اصدقك تغلطي بزيادة…وعلي فكرة المره دي عملت نفسي مصدقاكى …بس للاسف حاولت برضه قتلتيه…

ثارت غصون عليها وقال

=انتي مجنونه يا قمر…

صرخت قمر بها وبقوة قائله

=أنا مش مجنونة…انتهيتي خلاص يا غصون هانم…الأدلة دي تدخلك السجن…وأنا مش هسكت مش هسكت يا غصون هانم..مش علشان البيه المحترم اللي خدعني…لاااا عشان انا خلاص لقيت فرصه أخذ حق أبويا بيها.

نظر الجميع إلى غصون باشمئزاز …ولكن تحولت أنظارهم إلى قمر التي ثارت علي غيث قائله

=وانت…من ساعة ما رجعت ماشفت منك غير قلة الثقة والخداع والمكر…حولتني للعبه عشان تنفذ انتقامك…ومش مهم قمر بتزعل شوي وبترجع ترضي…تعرف قد ايه كنت هموت من القلق والخوف عليك؟…وانت كنت عارف وعادي بالنسبه ليكي….لاااا طبعا….عارف ليه لان انتي غرضك الوحيد الانتقام وبس…مش هنكر انك بتحبني…بس بطريقتك…طريقة التملك…انتي عايز قمر…ومش مهما قلبها..في ستين داهيه….

نظرت اليهم جميعا لتراهم منكسي رؤؤسهم وأولهم جدها ويحيى وحمزة وضحي.

أغمضت جفونها وتأكدت تماما أنها ليس لها وجود في تلك العائلة فابتسمت بسخرية قائلة

=طبعا الكل لازم يعرف ما عدا قمر…اوعوا حد يقول للقمر….أصل قمر يا حرام ضعيفة…شخصيه مهزوزه…هتنهار بسرعه ويبان عليها…

لتنفجر فيهم قائله

=كلكم خدعتوني…ومثلت عليا…وأنا العبيطه كنت بحكي ليكم عن قلقي عليه…وفي الأخر طلعتوا عارفين…عارفين انه بيمثل عليا…للدرجه دي طاوعكم قلبكم…تعرفوا قد ايه كنت مبنامش بسبب قلقي عليه.

وجهت أنظار تجاه والدتها قائله باشمئزاز

=انتي السبب……خليتي الكل يعاملنا علي اننا بناتك…مش منهم……انا بكرهك….وبكره اليوم اللي فتحت فيه عينيا علي الدنيا…وبقالي أم زىك …ياريتني كنت مع ابوي في الحادثة…وما معاه…هو الوحيد اللي كان بيحبني.

ثم وجهت أنظارها إلى غيث تسأله باشمئزاز قائله

=يا ترى يا غيث بيه…حوار المستشفى كان تمثيل برضه؟…ولا قلبت بجد …ياريت تطلع هي كمان تمثيل…لأنها أصلا مش هتفرق …انت خلاص سقطت من نظرى.

ليرد حمزة بهدوء قائلا

=المفروض يكون تمثيل…لكن لما الست أمك غيرت الدوا…تعب فعلا…وكان هيموت…ولولا انك لحقتيه…كان هيروح مننا فعلا.

ظلت قمر تتحدث بعصبيه وصوت عالي والكل ينظر لها بذهول وغيث ظل ساكنا وكأن على رأسه الطير حتى انتهت قمر من غضبها

ليتحدث بهدوء قائلا

=خلصتي كلامك وثورتك وغضبك ولا لسه…لو حابه تكملي…كملي براحتك…عندك الوقت الكافي…عشان تطلعي كل اللي في قلبك.

نظرت له باستحقار وتوجهت نحو باب القصر لتفتح تسمعه يتحدث بجمود غير متوقع…حيث توقعت ان يتودد لها ليكسب رضاها ولكنه خالف توقعاتها.

=استني عندك…انتي قلتي كل اللي عندك…وجه الوقت تسمعيني فيه… تحبي تسمعي منين …من الأول…حاضر هقولك…هنبتدي من ساعه حادثة أبوكي و ابويا…لما الهانم أمك حاولت تقتلهم…وتلبسني القضية.

زفرت غصون بحنق ولوت شفتيها لانها ستسمع نفس الاسطوانه …لتجده يدور حولها قائلا وهو يشير اليها باشمئزاز

=الهانم أمك استغلت وجود الكل في المقابر…وجتلي المستشفى…ونزلت فيا ضرب…وأنا مريض …وأتعرض لكل ده…سهل مش كده يا قمر هانم؟

ترك غصون ووضع يده يغرزها في كتفي ضياء يهتف بعنف قائلا .

=البيه ضياء…الست غصون عايز تزيح أمي من طريقها…قالتله اتحرش بيها…وبالفعل عملها…مش علشان يسمع كلام غصون هانم…لاااا…علشان هو أساسا من قديمه وهو كان نفسه يتجوز أمي بس أمي اللي فضلت أبويا عليه…والعيله الكريمه بدل ما يصدقوا أمي …كذبوها……

ذهب إلى جدة ليقف أمامه يرفع رأسه قائلا

=وجدك المحترم طردنا……ورحلنا علي فرنسا…وهناك بقا رحله علاج…اللي كانت مدمرة بالنسبة ليا….وطبعا جدك منع أي وسيلة اتصال بينا.

ثم التفت اليها ينظر اليها بمنتهى الأسى والحزن قائلا

=ولما رجعت علشانك وعلشان تكوني بتاعتي وليا لوحدي…قابلتيني بالشكل المهين بتاع سيادتك…ومعامله الكل ليا علي أساس اني أهبل… بموافقتك على الجواز مني…علشان هي جوازة والسلام.

أشاحت قمر وجهها إلي الجانب الأخر عندما ذكرها بموقفها منه منذ البداية

رجع مرة أخرى إلى جده ينظر اليه بسخرية قائلا

=ورفض جدك اني اعرفك اني سليم…وتصميمه بجملة حرقت قلبي…لو ظهورك هيتعب قمر…يبقي بالناقص من الظهور ده…علي فكرة جدك ممكن يحرقنا كلنا علشانك…بس للأسف مش عارف يتخلص من راس الحيه.

وضع غالب يده على وجهه بأسى وحزن لما افتعله بغيث…وانهزامه أمام غصون التي لم يقدر عليها.

زفر غيث بحنق ويستطرد حواره قائلا

=وكملت بمحاولة قتل الست والدتك ليا…و علي فكرة أنا عارف انك شوفتيها…ولا فاكراني معرفش…وأخرها بقا محاولة قتلها ليا بتغيير الدوا…اللي مكنتش عامل حسابه.

نفخت غصون بضيق أمامهم وكأنهم لا يفهمونها بشيء لتصعق بما يقوله غيث حيث قال بكل ثقه

=زعلانه مني يا هانم…ليكي الحق… عارفه ليه…علشان مش مريتي باللي أنا مريت بيه…ودلوقتي وقت الحساب للكل…مش انتو بتقولوا غيث راجع علشان ينتقم…هو كده فعلا .

جلس على الأريكة بأريحية وهي كادت ان تموت من حسرتها على حديثه المستميت تسمعه يقول

=بس بصراحه محتار أبدأ بمين الحساب…بجدي…ولا ضياء…ولا غصون….ولا أبدأ بيكي انتي قمر…علي حسب كلامك…اني راجع انتقم منك.

نظرت له قمر سخريه قائله

=لا والله…تنتقم مني أنا…له انت كده سيادتك ما انتقمتش…لما تخليني فرجه للي يسوى واللي ميسواش…ده مش انتقام…ولما تخلى واحده كانت خطيبتك زمان…تيجي تساومني على طلاقي منك ده مش انتقام..؟

ضحكت غصون ضحكه رنانه قائله

=خطيبته …اللي هتموت وتريحك من طريقها…عشان تفوز بيه…يبقى افهميها لوحدك…أنا معملتش حاجه…هو متفق مع السنيورة بتاعته يوقعوني فيكي …علشان يخلصوا منك.

هزت قمر رأسها بيأس قائله

=يوقعوني فيكي…لو احنا واقعين في بعض…اوعى يخيل عليكي يا غصون هانم اني سامحتك…لاااا أنا بس كنت عايزة أجيب أخرك…وكنت هجيب…بس للأسف البيه جوزى معطنيش فرصه.

تحدث غيث بخبث قائلا

=هتجيبي أخرها ازاي يا قمرى…فرجيني كده…

ربعت قمر ذراعيها امام صدرها وقالت

=بالتسجيلات اللي معايا

ضحك غيث بسخريه وأيضا غصون ليتحدث غيث كفحيح الأفعى

=التسجيلات اللي معاكي دي مش دليل كفايه…لازم كمان الخدامه تكون موجودة…وتعترف عليها.

ابتسمت غصون ابتسامه نصر لتقول

=وأنا ساعتها…هجيب الشهادات المرضية التي كنت بطلعها ليكي أيام دراستك…اللي بتثبت انك كان بيجيلك هلاوث …وبرضه أنا معملتش حاجه.

نهض غيث من كرسيه واستدار حولها ليقف بجانب أذن ضياء ليقول

=انتي كده تعتبره براءة يا ست غصون…أما بقا ضياء بيه…عمل ايه …ااااه …انتي يا غصون..جبتلنا ورق المعدات المغشوشة…يالا خير نبدأ بيه

انتفض ضياء بغضب قائلا

=نعم يا خويا…معدات…اللي لبستوني تمنها…وبقت مديونية عليا للبنك…العب غيرها…وبعدين غصون اللي اتفقت مع خلود علي كل حاجة…أنا كنت شاهد بس…والدليل انها غيرت الدوا…لما حست ان خلود بتحبك…

جاءت غصون لترد عليه بتهمك لتجده ينظر الى الباب بابتسامه نصر ويقول

=تعالي خلود

لينظر كلا من غصون وضياء برعب اليها لانها الشاهد الوحيد على جريمتهم

رواية مكر حماتي الفصل الرابع4 بقلم مصطفى جابر

صفحتنا علي فيس بوك

تحميل تطبيق لافلي Lovely

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى