روايات رومانسيهرواية بعشقك طامعة

رواية بعشقك طامعة الفصل 28

🌹نظر غيث الي باب القصر بابتسامه نصر وهو يقول

=تعالي يا خلود.
لينظر لها ضياء وغصون وهي تدلف بكل ثقه وتجلس أمام قمر واضعه ساقا على الأخرى لتغمض قمر جفونها وتفتحها لتتفاجئ بجلوس غيث بجانب خلود ينظر إلى قمر نظرة جمود قائلا
=طبعا كلكم عارفين خلود….من أكثر الأشخاص اللي وقفوا جنبي في رحلة علاجي…. اينعم كانت فترة قصيرة… بس اكتر فترة محتاج فيها لأي حد.
نظرت قمر الي جدها نظرة لوم وعتاب فاخفض رأسه أرضا
لتجد غيث ينظر إليها قائلا
=انا مش بلومك يا قمر… عارف انه مش ذنبك…وانك انظلمتي زىى… بس علي الاقل كنتي عوضيني لما ارجع…. بس خلاص مش مشكله حصل اللي حصل.
ابتسم لخلود قائلا
=في البداية اتصلت بخلود … كانت مفكرة اني عايش سعيد… ومفكرة ان قمر حامل. …لدرجه انها كانت بتحسدني وتقولي يا بختك…
ثم استطرد باسف قائلا
=عرفتها اللي فيها ومتلومنيش ي قمر لان هنا الكل عارف حكايتنا فمجتش علي خلود…. عرضت عليها تنزل مصر تساعدني… يمكن تعمل فيك زى الستات… تغيرى مثلا… وفعلا حصل… بس بصعوبه… يالا خير
تنهد مطولا وزفر حاذقا ليقول
=نيجي بقى لمربط الفرس… غصون وضياء… اللي شرهم مبيخلصش… خلود مخها عالي جدا… ذكيه …ذكيه بطريقه تجنن… وده يرجع لشخص معين… ما علينا
نهض غيث من مكانه ونظر لقمر بخبث قائلا
=خلود وانا رسمنا الخطة سوا….. والخطه نجحت… بس انا كنت هوقف الخطة عند حته الدواء في الدولاب… وهاخد ايصالات الامانه اللي عليهم…. بس للاسف انتي شوفتي الخدامه…. بالإضافة إلى أمك الشيطانية التي غيرت الدوا……
وضعت غصون يدها في خصرها قائله
=معندكش دليل يا غيث… وبعدين انا شايفه انك هترجع لخلود… يعني خلاص نفذت انتقامك… إيصالات الأمانة هتدفع من نصيب قمر في الورث … اصلا قمر خلاص خسرت كل حاجه… ومش هتخسرنى انا كمان… اناا هخليها عايشه في جنه…. احسن من جنتك.

ابتسم غيث بسخريه قائلا

=عندي الدليل ومش وصلا الامانه وبس…اللي انتي ممكن تجيبي فلوسهم قي أي وقت…أنا عندي دليل يدخلك السجن انتي وجوز عمتها في تهمه الشروع في قتل.

انتفضت غصون ونظرت الي ضياء نظرة كنظرة الصقر لتحدق في وجه خلود التي فتحت حقيبتعا بكل هدوء لتخرج منها تسجيلات صوتيه وتقول وهي تنظر لقمر بخبث

=مش ملاحظه يا قمر…اني برضه كسبتك…وديما خطواتي سابقه خطواتك…يا حرام…هااا يا غصون انتي والحاج ضياء…تحبوا اسمعكوا اتفاقكم علي قتل عيث…ولا نخلي النيابه العامه تسمعه.

تلجلج ضياء في حركاته قائلا

=انتي متقدريش يا خلود…عارفه ليه…لانك معانا…وأكيد التسجيلات فيها اتفاقك معانا…واحنا التلاته هنروح في داهيه…وبعدين حاليا مفيش دوا.

ضحكت خلود ضحكتها الرنانه قائله

=يا عيني يا عمو…الظاهر معاشرتك للحاجه غصون خلتك…غبي زيها…يا باشا..التسجيل متشال منه اتفاقي معاكم…هو أنا عبيطه زيكم.

عضت قمر علي شفتيها بغيظ قائله

=انتي مش من حقك تحاكميهم…انتي مش من العيله…انتي مجرد عروسه ميرونت نفذتي خطه وخلاص…دورك انتهي…اتفضلي اطلعي برا.

نظرت لها خلود بتهكم وسخريه قائله

=مش لما أشوف ردك علي الست غصون الأول…عرض الجنه يا حلوة…بس بشرط تفارقي غيث…وساعتها انتي اللي مش هيبقي ليكي وجود في العيله.

نظرت قمر الي خلود نظرات استحقار قائله
=يااااه… للدرجة دي واثقه من نفسك يا حرام…. مسكينه يا خلود هانم……دي عيلتي يا هانم…وهفضل فيها…ومحدش يقدر ياخد مكاني.

ثم نظرت الي غيث بأسف قائله

=انا هساعدهم في سجنك يا غصون هانم انتي وعم ضياء…. شفتي بقا وصلتي لفين…أما بقا عن عرضك اللي معرفوش…فالنار اللي عايشه وبنكوى بيها أرحم من وجودك في حياتي.
ابتسم غيث قائلا
=ايه يا غصون هانم…. مش ناويه تقولي ليها عرض الجنه بتاعك… ولا اقولك هو ملوش لازمه هو كمان… لا ن قمر ملكيه خاصه… طول ما انا عايش… مش هتبقي لحد غيرى.
لوت قمر ثغرها لسخريه قائله
=متبقاش واثق من نفسك كده اوى…. انا وانت لسه متحاسبناش…وأنصحك تخليك بعيد…أوأقولك أنا اللي هبعد…وأظن كده كفايه…انت انتقمت مني ومنهم بما فيه الكفايه

تعصب غيث لما تقوله وشد علي رأسه بغيظ قائلا

=هتفضلي طول عمرك غبيه…قلتلك ميت مرة…انا رجعت علشانك…بس لما رجعت هما كملوا في أفعالهم القذرة…وكان لازم أغرقهم بايدي

صرخت قمر في وجهه قائله

=مش بايدك…انت استخدمت غريمتي…خلتها تخرج أسوء ما عندها…ولسه مكمله…عايزاك تسيبني وهي تكمل معاك…عماله تظهرلك قد ايه انها أذكي مني…وانت ساكت ليها.

لوت خلود شفتيها بسخريه قائله

=طب ما تتعلمي…اللي معاها غيث الشريف…لازم تبقي قويه بوجودها…مش ضعيفه وانهزاميه زيك…أنا قلت كتير…وبرضه عقولها للعيله كلها…انتي متستاهليش غيث.

أمسكتها قمر من تلابيبها لتسحقها أرضا ليرفعها غيث قمر من فوقها

=بتعملي ايه يا قمر…اهدي…اللي بتعمليه ده الجنان بعينه…وبعدين أنا كان لازم ألجأ لحد من بره العيله…ما كان ممكن أستخدم شادي مثلا…بس أنا كان لازم أستخدم خلود علشان هما عارفين انها ممكن تبيع الدنيا علشاني

نهجت قمر بين يديها وأغمضت عينيها قائله

=عايزني أهدي…ابعد عني… أو أقولك…سيبني أبعد…صدقني احنا كده هنرتاح…احنا قضينا مع بعض أيام حلوة…عمرى ما هنساها…بس معدش ينفع نكمل.

اضطر حمزة للتدخل لتلطيف الجو قائله

=ما خلاص بقا يا قمر…هي بتحبه اااااه…دي حقيقه متتنكرش…بس يعني هو بيحبك انتي…وكان قصده في الاخر يوقع الوليه الحيزبونه دي والراجل الكشر ده…وبعدين خلود أصلا

صرخت ضحي في وجه حمزة قائله

=حمززززة ….اطلع بره دلوقتي…الجو خلاص بقا مشحون…مش ناقصاك…اتصرف يا يحيي خرج بره…الدنيا عماله تلطش…أنا تعبت.

أمسكه يحيي من تلابيبه وأخرجه من باب القصر

خرج حمزة وهو يزفر بحنق من طردهم ليه ليضع يده علي زر موجود خارج باب القصر يغلق كل مفاتيح الاضاءة وتنعدم الرؤيه بالقصر ليتسلل الشخص بجوار قمر وويكمم فاها بمخدر ويحملها ويهرب بها.

****************************

في القصر بعد فتح حمزة ليضئ القصر من جديد نظر الجميع اليه وضحكوا كثيرا علي فعلته…اما همس عندما تلفتت بجوارها ولم تجد قمر وغيث ففهمت أمر ضحكهم وتوجهت الي شادي لتنقض عليه لولا ان أتاه لكمه قويه من ضياء أربحته أرضا …ثم أنهضه من علي الأرض وأخذه ورحل …لم يمهل همس فرصه قي الثأر من شادي…فظلت تنظر في أثرهم مطولا تخشي علي شادي من ضياء ليطمأنها جده بعيونه…نظرت الي غصوللتجدها تلملم أشيائها وتهرب …كادت تستوقفها ليشير اليها جدها أن تتركها ترحل

***************************

استيقظت قمر تتملل في فراش جديد توضع فيه لأول مرة وتهمهم باسم غيث تارة وباسم همس تارة الي ان انفتح باب جناحها ليدخل الشخص اللذي خطفها لتنظر اليه بأعين نصف ناعسه تنظر الي الغرفه فتجدها ليست غرفتها بالقصر ولا غرفتها بالشقه ظلت تنظر حولها بحيرة ثم لتتذكر اخر موقف بالقصر حل بها عندما تم تكميم فاها في الظلام لتنظر امامها برعب وتتضح رؤيه الشخص الذي امامها وتقول

=انت…ايه المكان اللي انا فيه ده…وليه عملت فيا كده…قصدك ايه من اللي بتعمله ده…ليه مصر تعذبني معاك…ايه مستكفتش باللي عملته.

ليبتسم الاخر ويقول

=ده سجنك….ولعلمك كلها كام يوم وهيبقا بارادتك…يا قمر الزمان…اللي الزمان جه عليها أوى وأن الأوان ترتاح بقا…وتريح قلبي معاها.*****************************************************************

……ذهب شادي مع ضياء الي شقه ضياء التي يقطن فيها اوقات الراحه له…ودخلا ليجلسه والده ويجلس أمامه وشادي متوجسا ومسيطرا عليه التوتر والقلق ففهم جيدا ما يود ضياء سؤاله حتي سمعه يقول بلهفه

=بقا غيث كان معرفك ان في حاجه في أوضتك…وانت كنت عارف اللعبه وسايبني أغرق يا بن الكل …….غصون يا ما قالتلي انك تبعهم…من امتي تعرف الموضوع ده؟

نظر اليه شادي بمكر ورد عليه قائلا بلؤم وخبث

=جدي…اللي قالي في حاجه في دولابك…لو أبوك ما شالهاش…شيلها انتي…لأنهم هيتهموك قي قضيه قتل وخيانه…وكان لازم أبقا معاهم…انت سمعت غيث قال ايه…انه لا يمكن يثق في حد فينا…فلذلك جاب واحده من بره…أنا لازم أخليه يثق فيا..علشان أحقق طموحاتي وطموحاتك.

توتر ضياء أكثر يفرك في يده كثيرا يستفسر بوضوح قائلا

=وانتي مالك ومال طموحاتي…وبعدين مين اللي قاله ان عندك علبه دوا شبه اللي عندها…مش انت وهو بقالكم فترة كويسين مع بعض…وهو واقف جمبك في جوازتك من همس؟

شادي بأعين نصف غامضه يتحدث بخبث ومكر قائلا

=الظاهر ان اللي بعتله رساله قمر كتب اسمي كمان في الرساله…كل ده علشان متجوزش همس…وان اللي بعتله الرساله ده متأكد ان علبه الدوا دي في وسط هدومي…الا ما كنش بعتها أساسا وذكر اسمي وكان اكتفي بقمر…بس يا ترى مين من مصلخته يفرق بيني وبين همس….طبعا حبيبتك غصون.

رد ضياء بسخريه قائلا

=هو في غيرها…أكيد الزفته غصون…هي عايزة غيث يطلق قمر…وانت متتجوزش همس والبنات تنهار وكده غالب غصبن عنه هيعيطيهم ميراثهم وهي تأخدهم وتسافر وترميهم في أي مصحه وتعيش بفلوسهم…ست شيطانه.

شادي بمكر

=وحضرتك متأكد ليه انها غصون…ولما هي غصون هي متأكده ليه ان معايا علبه شبيه للي في دولاب قمر…قصدك هي اللي حطتها؟طب لو هي اللي عملت كده مين اللي شال علبه الدوا من مكانها؟

ضياء لم يقدر علي اخفاء الحقيقه عن شادي أكثر من ذلك فأردف قائلا

=أنا متأكد ان هي لأن أنا اللي شيلت علبه الدوا من أوضتك…وخلود كمان دخلت الشك جوايا من زيارتها لأمك…وعرفت انها هي اللي عملت الفخ ده…لما كذبت وقالت ان في علبه من العلبتين اتكسروا.

نظر اليه شادي بغموض وقال

=علبتين دوا…يالا الهول…وخلود كمان راشقه في الخطه…يعني انت كنت في الخطه معاهم…طب ليه كده طيب…هتستفاد ايه مثلا…واحده عايزة بنتها تطلق لتصفيه حسابات قديمه…والتانيه عايزة غيث يرجعلها…وافرض انك مكنتش شكيت في أمرها…كان مصيرى هيبقي عامل زى قمر؟

ابتسم ضياء بسخريه وقال

=ليه وهو حصل ايه لقمر…عارف يا شادي انا مكنتش خايف علي قمر قد ما كنت خايف عليك…بالنهايه غيث بيحبها وممكن يصفح عنها بس بعد ما تروح من بين ايديه…أما هدفي هو انه يضربها ويطلقها ويرميها بره القصر…ولما غالب يشوفه بيعمل كده في حفيدته الغاليه يحرمه من الميراث ويبقا ليك في الأخر انت وهمس.

شادي بنشوة لانه وصل الي هدفه فهتف بتأكيد

=اطمن يا والدي…كل السيناريو اللي انت خططت له انت والست غصون اتحقق…فعلا قمر هتطلق من غيث …هو هيحاول بس قمر عنيده…حتي جدي مش هيعرف يصلح اللي حصل ما بينهم لانه شريك في اللي حصل من غيث.

ضياء بابتسامه نصر قال

=الله علي كده…حلو أوى…من يوم ما رجع غيث وأنا نفسي غالب يطرده تاني…وأرجع أنا المسيطر من أول وجديد…وان كان علي ميراث قمر تغور بيه هي وأمها.

نهض شادي من مقعده واستدار حول ضياء قائلا بخبث

=طب واللي يرجعلك ميراث قمر…ويمنعها من السفر هي وأمها…تعمله ايه…وده كله هيحصل بعد ما جدي يطرد غيث…وطبعا السيد يحيي هيمشي وراه.

نهض ضياء وتحدث لشادي بلهفه قائلا

=ياريت…تعرف يا شادي أنا أكتر واحد مش طايق وجوده هو الزفت يحيي…ونفسي جدك يطرده هو كمان مع غيث…ادفع كل ما أملك بس ده يحصل.

ابتسم شادي بخبث وجلس بأريحيه قائلا

=يبقا يا والدي تكتب ليا كل أسهمك في المصنع…وبكده جدي مش هيلاقي حد يسيطر علي العيله بعد ما يطرد غيث الا انا…لانه مش هيوثق فيك بعد اللي عملته قبل ما يجي غيث….حاجه تانيه دي الطريقه الوحيده اللي يقدروا يتغاضوا بيها عن وصل الأمانه بتاعك.

جلس ضياء هو الأخر يفكر فيما قاله شادي ليجد أن كلامه صحيح…فعلا غالب فقد الثقه فيه نتيجه لأفعاله واذا كان كل شئ ملك شادي ستتم كل الأمور بسهوله فأجاب علي شادي بموافقه قائلا

=موافق…انت صح يا شادي…أنا لازم مش اظهر في الصورة الفترة الجايه…لأني لو ظهرت هيدخلوني السجن بتهمه الشروع في قتل…أنا هقولهم اني تعبت وهسافر أعمل تحاليل…وكتبتلك الأسهم باسمك…بس هتمنع ازاي قمر من السفر.

ابتسم شادي بخبث قائلا

=نيجي بقا لمربط الفرس…حضرتك قبل ما تسافر وتبعد…تتصالح علي غصون…وتفهمها ان انت عرفت تجيب وصلا الامانه من خلود .مقابل انك عطيتها صورى معاها……بس للأسف احنا مش هنعمل كده…لان هيكون ساعتها الشرط الأساسيان تعطي غصون وصل الأمانه بتاعها بعد ما تسافر وانت تحصلها وهي ساعتها هتعرف انها لو رجعت هتتحاكم في قضيتين واحده شروع في قتل…وواحده وصل أمانه…وبكده نبقا خلصنا منها…وقمر هتفضل هنا …جمب أختها…وهتفضل رافضه ان غيث يرجعلها…في حاجه حابب أعرفها ليك…لما غيث بدأ الخطه دي….كان جدي معترض…وشرط عليه…ان لو قمر رفضته…هيرجع فرنسا….هو وأمه ويحيي…وقمر موقفها واضح…عمر ما هيتغير…زيد عليهم بقا همس…أنا هشعللها من ناحيه غيث…وأخليها تأثر علي قمر في الموضوع ده..

ضياء بمكر

=يا ابن اللعيبه…وبكده نخلص من غصون وغيث ويحيي…وبعد ما ده يحصل…أنا ملوش لزمه ان أسافر…علشان انت من حقك تفرح وتتجوز همس …وبكده الحق يرجع لأصحابه.

هز شادي رأسه مبتسما وهو يقول

=الله ينور عليك يا والدي…وبعدين عيب ده أنا تربيتك…المهم بس الفترة دي تبعد شويه…اتحجج انك مسافر مثلا…وحاول متتقابلش بالست غصون ….قضيها تليفونات…وعرفها انك جبت وصلات الأمانه

احتضن ضياء شادي بحرارة قائلا

=حاضر يا حبيبي…جهز اوراق التنازل عن الأسهم…وانا هفضل هنا مش هخرج من شقتي…اساسا محدش يعرف عنوانها الا انت…هستني منك اللحظه اللي تقولي أظهر فيها.. .

ابتسم شادي قائلا

=الله عليك يا والدي…كل مرة بتبهريني بتفكيرك…مش عارف من غيرك كنت عملت ايه…بس يا والدي معندكش حاجه أقوى من كده…علشان تقنعها تسافر..

تذكر ضياء أمرتسجيل صوتي لها قديم بخصوص حادثه زوجها فقال

=اه عندي…تسجيل مسكته عليها زمان..يثبت انها تحالفت معايا في قتل جوزها…همسح صوتي منه وهحط صوت تاني غيره….بس استني ازاي هأخد الوصلات من خلود

شادي بخبث

=مين قال اننا هناخد الوصلات من خلود…انت هتوهم غصون بكده…طبعا هتقولك مش مصداقك…بس أنا بقا هجبلك صور الوصلات دي بطريقتي ..وبكده هتستسلم ,وتوعدها انهاهأخدهم منك بعد سفرها بيوم علشان تضمن انها تسافر…اصلا خلاص لو سافرت مش هتقدر ترجع هتخاف من اللي هيحصلها من غيث عمره ما هيسيبها خصوصا بعد ما قمر تسيبه..المهم أنا هجهز ورق بيع الاسهم وهجيلك…وياريت موبايلك يبقا معايا…علشان محدش يعمل تتبع ليه.

اعطي ضياء لشادي هاتفه وتم تجهيز اوراق التنازل عن الأسهم …ايضا قام شادي بتسجيل كل هذا الحوار بينه وبين ضياء.

***********************************************************************************************

بعد لفظه لجمله ده سجنك…تحولت حاله قمر الي حاله هياج وصريخ واخذت تضرب في اتجاهه كل شئ من أركان الغرفه وهو يحاول يقترب منها لتهدئتها ولكن دون جدوى…ليتذكر حديث والدته عندما قام بحملها ووضعها في السيارة…فقد صممت والداته علي الذهاب معه…وهو بالرغم من رفضه…الا انها عللت له موضحه انه لا بد من تواجدها لتهدئه قمر…ظنا منها انه سوف يأتيها حاله هستيريا…وقد كان…صعدت والداته الي جناحهم مسرعه وجذبته من يده لتخرجه خارج الجناح لتغلقه جيدا ثم توجهت الي قمر والتي كانت في حاله مبعثرة ظنت والداته انها سوف تجد قمر ضعيفه وتبكي ولكنها تفاجئت من مظهرها فقد كانت صلبه وقويه لتفهم ضحي تغير قمر…فتقدمت اليها لتجد قمر تعطيها ظهرها تزفر بحنق تهز رجلها أرضا بعصبيه فاستدارت ضحي حولها تهتف بلوم وعتاب قائله

=كده برضه يا قمر…مش عايز تكلميني…وأنا اللي قولت وجودي مهم…ومرضتش اسيك معاه لوحدكم…وبعدين كان لازم تتوقعي ان ده اللي يحصل.

هتفت قمر برعب قائله

=اتوقع…ليه ان شاء الله…كان سيادته اشتراني…البيه بيتلاعب بيا…وانتوا تقوليلي سامحي…أسامح علي ايه بالظبط…وفي الأخر يخطفني ويحبسني.

ابتسمت ضحي وقالت

=كان لازم يعمل كده…بعد ماسيبتيه ومشيتي…من غير ما تسمعيه…وبعدين ده بيعشقك…ومش قادر علي بعدك ثانيه…فجابك هنا علشان يقدر يقعد ويتفاهم معاكي.

ابتسمت قمر بسخريه قائله

=ههههههه …يبقي يقابلني…ده انا هخلي عيشته مرار…هخلي سجنه ليا جحيم…هخليه يقولي حقي برقبتي…وهو بنفسه اللي يمشيني…قال بيعشقني قال.

هزت ضحي رأسها بسخريه قائله

=اه بيعشقك…وانتي كمان بتعشقيه…وأقولك علي حاجه…انتي اللي غايظك في الموضوع ده كله…خلود…انما موضوع تمثيله مش فارق معاكي.

توترت قمر ووضعت يدها خلف رقبتها تفركها بعيظ قائله

=خلود مين دي اللي هتغاظ بسببها…يشبع بيها…أنا اساسا هطلق منه…وهو بقا يروح يتجوزها ولا حتي يتجوز غيرها…مش فارق معايا .

نظرت ضحي الي داخل عين قمر بقوة وهتفت قائله

=طب عيني في عينك كده…عينك بتقول غير كده…وافرضي ان خلود عايزة غيث…هتسيبه ليها بالساهل كده…مش هتحاربي علشانه…

قمر بحنق

=اعمل ايه يعني…كل مرة تظهرلي تفقعلي مرارتي…زى ما يكون انا دواها…وهو كل مرة الاقيها معاها…كانت معاها في علاجه…ودلوقتي معاها في خططه..انا لازم اطلع عينه زى ما هو مطلع عيني.

اخذتها ضحي واجلستها بجوارها علي الاريكه قائلا بخبث ومكر

=لو عايزة تطلعي عينه…تفضلي هنا …وتأخدي منه حقك تالت ومتلت…مش بالبعد يا قمر هتأخدي حقك..البعد بيورث الجفا…جننيه وانتي قريبه…حسسيه انك قريبه وبعيده في نفس الوقت…خليه يحتار فيكي…مش تقعدي تصرخي وتصوتي…حسسيه انه معملش حاجه لما جابك هنا…وعيشي حياتك قدامه…خليه يندم انه خبي عليكي أي حاجه…حسسيه بقوتك…مش بضعفك…ضعفك هو السبب اللي خلاه ميقولش ليكي علي مخططه…لو شافك قويه صدقيني هيحرم يجرحك بعد كده…فكرى في كلامي كويس يا قمر…ومتسديش الباب اللي بينك وبينه…لأنه لو اتسد عمره مش هيتفتح تاني…أنا هسيبك دلوقتي تفكرى…وليكي حريه الاختيار…ولو مصرة انك تمشي…أنا بنفسي هجبره علي كده.

تركت ضحي قمر تفكر في الأمر كثيرا…لم تنكر انها سعيده لاختطافه لها فهذا يمثل لها كثيرا…انه لا يطيق البعد عنها ولو ليله واحده…عزمت أمرها ان تنفذ مخطط ضحي…فدلفت الي الحمام لتأخذ حماما لينعشها ولتزيح به همومها…أما عنه فقد سردت له ضحي ما تم بينهم…ومن ثم قرر الصعود لها لمعرفه ما تم الوصول له من قرار …دلف غيث في لحظه خروج قمر من الحمام…تلف جسدها بمنشفه طويله…من أول لحظه رأها علم أنها لا تود الرحيل عنه…استغرب كثيرا من عدم مدارة جسدها عنه…حيث تحركت بأريحيه ودلفت الي غرفه الملابس لترتدي تنورة سوداء قصيرة وعليها تيشرت ابيض بأكمام يسقط كتفا منه عن الأخر ليبرز كتفها الابيض لتخرج له بهيئتها هذه ليقسم بداخله أنه سينهار أمام تنورتها…ويحمد ربه أنها لا ترتديها خارج المنزل…تقدمت الي مراءة الزينه لترفع شعرها كحكه كبيرة لتبرز كثافه شعرها البرتقالي.. وقامت بوضع عطرها المثير الذي يذيب غيث أمامها..نظرت له في المراءة لتجده يتطلع اليها برغبه لتبتسم بخبث في داخلها…يرواضه احساس ان يذهب اليها ليحتضنها من الخلف ولكنه يخشي رده فعلها فتحدث بارتباك قائلا

=ماما قالتلي انك هتأخدي قرار بخصوصنا…طبعا أنا نفسي تفضلي معايا…بس في نفس الوقت خايف أجبرك علي حاجه وترجعي تكرهيني…فحابب أسمع قرارك.

استدارت له قمر تبتسم بسخريه قائله

=وانت شايف ايه مثلا…شايفني لابسه لبس خروج وعايزة أروح…زى ما انت شايف أنا أخدت شاور ولبست هدومي وقررت افضل هنا…بس خلي بالك ده مش اجبار منك…ولا علشان انت نفسك في كده…لااا كل الحكايه ان عجبتني المغامرة وناويه اشوف أخرتها ايه.

ابتسم غيث بخبث وقال

=ولسه …انتي لسه شوفتي مغامرة…انا مغامراتي ملهاش أخر يا قمرى…وكله هيبقا بمزاجك…بس بالنسبه بقا لهدومك…مفيش شكر للعبد لله عليها؟

تقدمت منه قمر ببطء لتتسارع دقات قلبه لترتفع بأصابع قدميها حتي تصل لأذنه هامسه بنعومه

=لاااا…مفيش شكر…لان ده واجب…اللي بيخطف لازم يكون عامل حسابه لكل حاجه…علشان يعرف يستمتع بالخطف…ولا ايه يا غيثو.

دغدغدت قمر مشاعره بهمساتها فأطبق علي خصرها يجذبها اليه قائلا

=ايه يا عمر غيثو…انتي عايزة تعملي في ايه…أنا حاسس انك انتي اللي خاطفاني…مش أنا اللي خاطفك…الظاهر ان الموضوع ده هيجي فوق دماغي.

تقسم قمر بداخلها أنها ارادت ان تدخل قلبه وتغلق علي نفسها ولكنها تماسكت قليلا لتبعده عنها ليرتد للخلف وهي تهتف ببرود مصطنع قائله

=شفت انت بقا مش قد ي ازاي…وانك لما تخطفني هتتعب انت أكتر…عموما انت اللي اختارت…أنا كنت حابه ننفصل بهدوء…من غير ما حد فينا يتعب التاني.

قام غيث بالاقتراب منها لتتراجع الي الخلف حتي التصقت بالحائط لتجد نفسها محصارة بين ذراعيه وهو يجز علي أسنانه قائلا

=أنا عن نفس مش هتعب …انتي اللي هتتعبي…وهتتعبي قلبك كمان…لأن قلبك بيدق علشاني.. وبالنسبه للانفصال…من يوم ما اتكتبتي كزوجه ليا في الوثيقه كنتي لازم تعرفي ان الانفصال عني مش هيتم الا بموتي.

لتشهق قمر وتضع يدها علي فمه قائله

=بعد الشر عنك…ثم رجعت بيديها تقبضها وتعتصرها قائله

=وبعدين انا خلاص موت قلبي…علمته ميدقش ليك تاني…بسبب خبثك ومكرك ….وألاعيب انت والحقيرة بتاعتك…اللي قررت انها تكون معاك خطوه بخطوه.

اغتاظ غيث من نعتها له بالخبيث والماكر فأمسك احدي خصلا شعرها الكثيفه ليلفها علي أصعابه ويجذب بها وجهها اليه قائلا

=انا مش خبيث ولا مكار…أنا عملت كده علشان أحميكي…لو كنت قلتلك من الأول…كنتي هتروحي بتهورك وهتتعصبي عليها وهتكشفي ورقنا…مش صح.

اقتراب وجهها من وجهه جعلها تتوتر قليلا فارتبكت قائله

=مش صح…أنا كمان كنت شاكه فيها من ساعه ما جت وصالحتنا…ولو كنت حكيتلي…كنت هسيبها لغايه ما أوقعها…لكن انت سيبتني أشوفك وانتي تعبان وقلبي بيتقطع عليك…زى ما يكون كنت بتختبر حبي ليك.

وضع يده أسفل ذقنها ورفعها قليلا لينظر في بحور عينيها العسليه قائلا

=وليه أختبر حبك ليا…وأنا متأكد انك بتعشقيني…زى ما أنا بعشقك…وزى ما كان قلبك بيتقطع عليا…أنا كمان كان جوايا حزين علشانك.

قمر بقوة انزلت ذراعيه لتبتعد عنه حتي لا تستسلم له هتفت بحده قائله

=واضح انك كنت حزين.. وانت كل يوم بترسم وتخطط مع الهانم خلود…وأنا زى الهبله نايمه علي وداني…وعماله أفكر في سيادتك وفي مرضك.

ذهب اليها ليحتضنها من الخلف واضعا ذقنه علي كتفها قائلا باهتمام

=انا ما شفتش خلود من ساعه ما كانت عندي في المكتب…وكانت جايه تبلغني عن اتفاقها مع ضياء ومامتك.. وانتي يومها تجاهلتيها …ومشت

استدارت له قمر لتضع يدها في خصرها قائله باستهزاء

=وكان المفروض أعمل ايه يومها …أفرشلها الأرض رمل مثلا…وبعدين أنا مطلبتش منك تعرفني بتقابلها ولا لا…ده شئ يخصك لوحدك.

نظر اليها بخبث وقال

=اللي يخصني يخصك يا قمرى…لأننا واحد…وأنا ملكك لوحدك…ولا خلود ولا غيرها يقدروا يبقوا مكانك…مكانك جوه قلبي يا قلبي…

زفرت بحنق قائله

=انا شايفه انك بقيت شاعر…بياع كلام.. وعلي فكرة أنا مش هيضحك عليا بكلامك ده…قمر القديمه ماتت…واتولدت قمر جديده علي ايدك.

ابتسم بخبث قائلا

=طب وماله يا قمرى..علي الأقل أعرف أربيها كويس…ويمكن تجبيلنا قمر صغيرة كمان..واربي بناتي سوا وأفرح بهم…أحلي تربيه دي ولا ايه؟

اغتاظت قمر من رده وكادت ان ترد عليه الا انه قاطعها قائلا

=كان بودي أسمع اعتراضك.. بس للأسف عندي شغل مهم.. لما أرجع هسمع اعتراضك للصبح…واترافع في المحكمه علشانك يا قمرى.

ثم عزم أمره علي الخروج وهو مارا من جوارها انقض عليها ليقبلها بعمق وهي مذهوله مما يفعله تحاول عدم الاستجابه لقبلتها ولكن دون جدوى…ليتركها تتنفس مقبلا جبهتها ثم تركها وخرج لتضع يدها علي شفتيها المنتفخه باستمتاع من أثر قبلته المحمومه لتتذكر ما فعله بها لتقسم أن ترد له الصاع صاعين بخطه أخرى بديله…فهبطت الي الدرج للجلوس مع ضحي…والقيام بخطتها. الشيطانيه…خاصه وانها استغلت ذهابه الي المصنع لتطرق علي الحديد

******************************************************************************************

هاتف ضياء غصون من رقم أعطاه له شادي فردت قائله

=الو مين

فرد عليها بحنق قائلا

=أنا يا غصون….ياللي بعتيني لغالب…بقا أنا أبيع الكل علشانك وانتي تبعيني لغالب وغ=عايز تلبسني ابني في جريمه…؟

رفعت غصون حاجبها ولوت ثغرها قائله

=أهي كل حاجه اتكشفت…بتتصل بيا لي دلوقتي…وايه الرقم الغريب ده؟

أخذ ينفث بدخان سيجارنه قائلا

=اسمعيني كويس…تروحي القصر…نجيبي جواز سفرك…وأنا هجبلك وصلات الامانه اللي عند خلود.

قهقهت غصون عالبا قائله

=وده ازاي يا فهيم؟

ابتسم بسخريه قائلا

=بحاجه انتي خدمتينا بيها…لما حطيتي صور شادي وقمر في دولاب ابني…ساعتها خلود كانت هتموت وتفضل الصور زى ما هي…علشان هي مصلحتها انها برضه عايزة غيث….انتي مشوفتيش كانت عامله ازاي…لما خطفها؟
لمعت عين غصون بخبث قائله
=طب وهخدهم منك امتي.
ابتسم ضياء بانتصار قائلا
=تاني يوم ما تسافرى…. هسافر وراكي…. ونريح نفسنا من خلقهم
هزت غصون رأسها قائله
=تمام ي ضياء…. انا هجيب خط جديد اكلمك منه…. بدل الخط ده ليراقبونا.
ابتسم ضياء قائلا
=تمام…. منتظر تليفونك
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

هبطت قمر الي الأسفل لتجد ضحي تهاتف أحدا علي هاتفها المحمول فهمت منها أنها بثينه أختها…لتخبرها ان غصون جائت لتأخذ اشيائها وجواز سفرها..انهت ضحي اتصالها ببثينه والتفتت خلفها فوجدت قمر تعقد ذراعيها أمام صدرها وتنظر اليها بخبث فنظرت ضحي لها بحيرة وقالت

=قمر…انتي هنا من أمتي…أنا كنت لسه هطلع أشوفك…بجد شكرا يا قمر انك فضلتي هنا مع غيث…كده أحسن ليكم …انتو الاتنين…في نفس الوقت شايفاه نازل مبسوط.

ابتسمت قمر بسخريه وقالت

=وطبعا انتي يهمك انه يكون مبسوط…مش كده ولا ايه…علي العموم مش ده موضوعنا…أنا لازم أروح القصر فورا…قبل ما غصون هانم وتهرب.

هزت ضحي رأسها برفض قائله

=مستحيل…لو عايزة تروحي…استني غيث.

تضايقت قمر وفكرت قليلا ثم لمعت برأسها فكرة شيطانيه فقالت

=بصي أنا مش هستناه…لكن لو عايزاه يعرف…ممكن أول اما يوصل القصر تبلغيه

ترددت ضحي كثيرا في الموافقه…ولكنها وجدت أن رأي قمر أفضل لأنها لا تريد مواجهه ابنها للعينه غصون فهزت رأسها بالموافقه…فابتسمت قمر بسخريه لأنها علمت أن ضحي تخاف علي غيث كثيرا بعكس غصون لا يهمها بناتها…انطلقوا الي القصر ودلفت قمر لتجد جدها وهمس ببهو الصاله لتطلب منهم عدم التدخل فنادت علي غصون لتهرول غصون الي الاسفل متفاجئه بصوت قمر حيث ظنت أنها ستكون منهارة لتتفاجئ بتقدم قمر وهي تستشاط غضبا منها فاقتربت منها بحنان مصطنع قائله

=قمر يا حبيبتي…ايه اللي جرالك يا قلبي…أنا لسه واصله حالا…ومن ساعتها وأنا مش علي بعضي..قلتلك يا قمر…ده مينفعكيش ده انسان مريض …هدفه الانتقام…طبعا أنا عارفه انك لا يمكن ترجعي ليه..بس هو أكيدهيغصك تعيشي معاه

شاهدت بثينه هذا المشهد التمثيلي وصعقت منه لتجز علي أسنانها قائله

=شوفي ازاي…تاه عننا الموضوع ده…هو قعد يأخد دوا…وكان هيموت…ولفقلها التهمه…برافو عليكي يا غصون…ابهرتيني الصراحه.

أشارت قمر الي بثينه لتتوقف عن الكلام لتنظر الي غصون بقوة متحدثه بصوت حاد قائله

=انتي تقتيلي القتيل وتمشي في جنازته…زمان قتلتي أبونا…ولما اتجوزت غيث حاولتي تقتليه…وانتي اللي حاولتي تسميه…ومتحاوليش تنكرى لأن خلاص يا مدام غصون ألاعيبك كلها انكشفت…ودلوقتي حالا اتفضلي اخرجي من حياتنا وللأبد …لاني بصراحه أنا واختي عمرنا ما هننفصل عن العيله دي أبدا …انتي اللي ملكيش مكان في وسطنا.

التفتت غصون للبقيه لتراهم ينظرون اليها بشماته واضحه في أعينهم لتعلم أنها وقعت في فخهم لتفجر قائله

=بكره انتي كمان يا ست قمر سي غيث هيرميكي…عارفه ليه…لأن الهانم حبيبته هي صاحبه الخطه دي كلها…وزى ما عملت الخطه دي علشان تفرق بينكم…هتعمل خطط كتير في مقابل انها هتأخده منك.

هزت قمر رأسها بسخريه وقالت

=لم تأتي بجديد يا والداتي العزيزة…ولو ان لقب الأم مش مناسب لحاتك…حاجه بقا حضرتك نستيها انا كده بكرمك وبخليكي تخرجي من حياتنا لأن الأدله عليكي كتير …خلود مسجله ليكي…والخدامه …ممكن غيث يرحمك ويقول دي أم مراتي ..زبس أنا لا…اللي فات كوم…وده كوم تاني يا غصون هانم.

اضافت همس لحديث قمر قائله

=في حاجه كمان لازم تعرفيها قبل ما تمشي…ضياء الراجل اللي بعتينا علشانه…هو نفس الراجل اللي باعك المرة دي…وعلي فكرة لما اتحطيتي انتي في كفه وابنه في كفه اختار كفه ابنه وحماه من شرك…وشال الدوا في أخر لحظه…الدوا الفيتامين يا مدام غصون

نظرت غصون لهم بأعين غاضبه وعزمت علي سحقهم جميعا وبأي ثمن ولكن سوف تبدأ بضياء أولا فهتفت وهي تغادر قائله

=اوعوا تفكروا ان غصون كده انتهت…لااا…بكره تشوفوا انا هعمل فيكم ايه واحد واحد

واسرعت بالمغادرة لتصطدم بغيث قائله بغضب

=اوعي تفكر انك كده انتقمت…لااا…هتشوف انتقامي ولا انتقامك يا غيث الأهبل.

نظر اليها غيث وأسرع باخراج هاتفه حيث وكل شخص بمراقبتها حتي لا تأذي أحد من أفراد العيله…دلف غيث لتراه قمر فتسرع الي غرفتها وتغلقها باحكام عليها حيث ان هذا جزء من خطتها الاطاحه بغصون والمكوث في القصر وعدم العوده اليه….ظل ينظر في أثرها وتحدث الي والداته بهدوء قائلا

=ليه مقولتيش قبل ما تيجوا…خفتي عليا صح…الله أعلم الهانم اللي فوق دي ناويه علي ايه بعد رجوعها هنا…اكيد مش هترجع معايا تاني.

ابتسمت همس بخبث وقالت

=اكيد يا غيث دي أختي وأنا عارفاها…يالا أحسن تستاهلوا..ولسه شادي لما أشوفه…ده انتوا هتشوفوا أيام سودا علي ايدينا…حلال الله أكبر.

صعد غيث درجات السلم متوجهها الي غرفتها يحاول فتحها ليجد الباب مغلق ذلك يطرق عليها كثيرا ولكن دون جدوى وهي بالداخل تتسع شفتيها من الابتسامه وهي تراه ينفجر من الغيظ بالخارج وهو يقول

=يا قمر مينفعش كده يا قمر…طب دخليني طيب…نتفاهم..زوهخرج تاني..ومش مهم ترجعي معايا..زبس أفهم بس انتي اتحولتي ليه…مش كنتي الصبح وعدتيني هتفضلي معايا؟

حركت المفتاح في الباب لتوهمه أ،ا ستفتحه فابتسم ابتسامه تصل الي أذنه فضحكت ضحكتها الرنانه من الداخل كأنها تراه وقالت

=انا وعدتك الصبح وخليت بيك…زى ما انت وعدتيني بالصراحه ورجعت خليت بيا…ودلوقتي أوهمتك اني هفتح الباب وهدخلك…زى ما انت أوهمتيني زمان بحاجات كتيرا وأنا صدقتك..زيعني واحده بواحده والبادي أظلم يا غيثو.

ظل يهز رأسها بعدم استيعاب لما تقوله…وتأكد انها تغيرت تماما عن ذي قبل وأصبح معاملتها علي أنها ضعيفه خطأ كبير.

تحدث ليستعطفها قائلا

=يعني يرضيكي يا قمر…أرجع الفيلا وأقعد هناك لوحدي…لأني ببساطه مش هقعد هنا وانتي جمبي ومش عارفه أشوفك…ومش هرجع الشقه وانتي مش معايا.

ابتسمت قمر بخبث وقالت

=هقولك علي فكرة …روح لخلود…وخدها معاك الفيلا…هتعجبها أوى…وهترضا تبقي معاك في أي مكان…أما أنا أسف يا غيثو…أنا زى الطير اللي رجع لعشه.

كاد أن يرد عليها لولا اتصال شادي يعلمه أنه ذاهب الي ضياء لتنفيذ بقيه الخطه

*****************************************************************

ذهب شادي الي ضياء ليجده ينتظره متلهفا قام شادي بوضع اوراق بيع الأسهم أمامه وبالفعل تم البيع بنجاح وبهذا أصبح ضياء لا يمتلك شئ بالمصنع ليخرج شادي من حقيبته ورقه توكيل من ضياء لشادي ليقرأها ضياء ويستغربا قائلا

=ايه ده يا شادي…ده أنا علي كده هبقا علي الحديده…ما تحجر عليا بالمرة…ولا ده كمان من ضمن انك تبين لجدك اني مش أملك حاجه وبكده يديلك الأمان.

هز شادي رأسه بالنفي قائلا

=لا يا والداي…اللي حصل ان الست غصون لما كانت معاك في مرة اخذت نسخه من ملف بيع المعدات المضروبه واعطيته لجدي لذلك جدي خلي فلوس المعدات مديونيه عليك للبنك..زولما جدي يعرف ان المديونيه اتحولت ليا هيعفيني منها…شفت أنا بساعدك ازاي يا بابا..زرغم انك وعدتني انك هتنفصل عنها الا ان الملف وصل لجدي بعد ما انت اتصالحت انت وأمي وجدي عرف انك لسه بتخونها فهيثق فيك تاني ازاي؟

غضب ضياء عندما علم بخبث غصون وبيعها له فقال بلؤم وخبث

=اما عرفتك مقامك يا غصون مبقاش أنا…علي العموم امضتي اهي..زلو كانت دي الوسيله الوحيده علشان نمتلك كل شئ…بس أنا عايز أخرج من هنا فيأقرب فرصه.

أشار شادي الي الباب مرحبا بخروج ضياء خاصه بعد امضائه علي كل ما يملك وقال

=اتفضل يا والدي …براحتك…وياريت تأخد تليفونك كمان…صرعتني الست غصون تليفونات…وأنا طبعا مرضتش أرد عليها…علي حسب اتفاقنا.

ضياء بسخريه

=تلاقيها الفرحه مش سايعها…لما عرفت ان غيث ساب قمر…وتلاقيها كمان بتشوف التهمه ثبتت عليك ولا لا…متعرفش اني أذكي منها.

ارتاح شادي في جلسته قائلا

=اللي حضرتك متعرفوش يا والدي..زان غيث طلع أذكي منك ومنها…وهو اللي كان راسم خطته الدوا دي مع خلود…وانتو شربتوها…

انتفض ضياء من مقعده قائلا

=ايه بتقول ايه…مستحيل …يعني ده فخ وأنا وقعت فيه…وانت عرفت منين…منه…وجدك عرف…انا كده ضعت يا شادي…انت الأمل الوحيد ليا بعد كده.

نهض شادي يربت علي كتف ضياء بحنان مصطنع قائلا

=شفت بقا يا بابا…أنا حولت كل اللي تملكه ليا ليه..زعلشان لما يحصل حاجه محدش يقدر يكلمك…وأهو حصل…روحت أهدد خلود..لقيتها بتضحك وبتبلغني أنه فخ منصوب ليكم….لا وايه قمر عرفت وطينت الدنيا وشحتت غصون هانم…قامت غصون طلعت التسجيلات بتاعتك كلها قدامهم وباعتك تاني…وأنا علشان أفضل في العيله وأخد كل اللي انت عايزه…قولتلهم اني هطردك وهأخد كل حاجه منك..زمساكين ميعرفوش اني هرجعك تاني وغصبن عنهم…أما بالنسبه لغيث قمر فعلا كرهته بعد ما خان ثقتها واتفق مع خلود ضدها..زونفس السيناريو هيحصل ان جدي هيرفض وجوده علشان خاطر حفيدته الحلوة فهيرجع فرنسا وهيزهد المصنع والممتلكات وهيوكلني أنا بدالك…بس أهم حاجه غصون المفروض معدتش تظهر تاني في حياتنا…حاول تضحك عليها تاني يا بوص .

نظر ضياء الي الفراغ أمامه بغضب قائلا

=انا هريحكم منها خالص…اعتبروها صفحه واتقلبت من حياتكم…أنا عارف سكتها ايه…هي نفسها تسافر أنا هسفرها وبعيد كمان…زى ما كانت عايزة.

ابتسم شادي بخبث وودع والده وخرج ليتركه في حاله غضب شديده من غصون اللعينه عازما أمره علي الفتك بها والثأر منها بأبشع الصوروالالوان والأشكال

*******************************

ظل غيث من لحظه دلوف قمر الي غرفتها بالقصر واغلاقها عليها باحكام…اخذ يطرق علي بابها كثيرا…ويتوسل اليها ويتودد لها بكلمات الحب الغير المنتهيه…ولكن دون جدوى…كادت ان تتراجع عندما شعرت في نبرات صوته بالندم واقدمت علي فتح بابها له…ولكن تراجعت باللحظه الاخيرة…حيث اخبرها شعورها أنها انها ان سامحته سوف يتمادي في أخطائه…ظلت سعيده بوجوده خلف بابها ولكن تلاشت ابتسامتها عندما مل من طرقه للباب…وذهب الي غرفته المجاورة لها…خرجت الي الشرفه ظنا منها أنه سيدخل شرفته ويناجيها ولكنها اصيب بالجمود عندما وجدته يغلق باب شرفته ولم يخرج حتي لرؤيتها…لتنفجر في البكاء الي أن نامت..زاستيقظت متأخرا وعيونها منتفخه…وأول ما قامت به …خرجت من الشرفه لتجده يستقل سيارته ذاهبا الي المصنع دون السؤال عنها صباحا…اغتاظت من فعلته…وركضت الي غرفه همس لتوقظها…استغرقت وقتا طويلا لايقاظها الا ان ردت اخيرا عليها همس تدفن وجهها في الوساده قائله بصوت ناعس

=انا منمتش طول الليل يا قمر…سيبيني أنام…عايزاني اصحي ليه بس؟

لكزتها قمر بالو ساده الاخرى قائله

=هتقومي يعني هتقومي…وهتيجي معايا المصنع…علشان نعرف البهوات قيمتهم.

تذكرت همس أمر شادي ومعاقبته فقامت باستسلام وارتدت ملابسها سريعا…أما عن قمر استغرقت وقتا طويلا في انتقاء ملابسها الي أن وقع يديها علي كنزة من الدانتيل المبطن باللون الأبيض بنصف أكمام تبرز جمال ذراعيها الابيض…وارتدت تحتها بنطالا واسعا من القماش باللون الاسودوفردت شعرها المتمرد علي علي طول ظهرها ووضعت بعض لمسات المكياج الخفيفه لأنها عامه لا تحتاجها…توجهت الفتاتان الي المصنع وصعدوا الي الطابق الموجود به غيث…ليجدوا مديرة مكتبهم تنظر اليهم بابتسامه بشوشه وتخبرهم أن غيث وشادي بالاجتماع…لتلمع فكرة خبيثه برأس قمر وتدفع همس أمامها الي غرفه الاجتماعات ليتفاجئ بها شادي وتتسع حدقه عينيه بذهول…في بادئ الأمر ارتبكت همس ولكن سرعان ما حولت ارتباكها الي حركات دلع عندما قالت لشادي أمام الموجودين.

=شادو…وحشتيني يا بيبي…قلت اجي بنفسي وأشوفك…بقالك يومين مش بتسأل عليا…يا وحش…انت قلبك قاسي أوى يا شادو…رغم انك انت اللي مزعلني.

جحظت عين شادي لما تتفوه به همس هو يعلم أنها مجنونه وتقوده الي الجنون دائما ولكن ليس في لحظات غضبها منه…أيعقل ان زال غضبها عنه…

تحدث اليها بحيرة قائلا

=وانتي كمان…كنتي اتصلي وأنا أجيلك…وبعدين احنا في اجتماع…اخرجي دلوقتي اقعدي في مكتبي وأنا هخلص وجيالك.

نظرت خلفها لتجد قمر تدلف لينظر لها جميع الموجودين بالاجتماع وينبهروا بجمالهم مما أثار غيرة غيث فانتفض قائلا

=خليكي يا همس…الاجتماع خلص يا جماعه…كل واحد يتفضل علي مكتبه…

خرج كل الموجودين يتمتمون بكلمات تدل علي أن الاجتماع لم ينتهي وقصد غيث انهائه لغيرته علي زوجته…تقدمت قمر أمامه وجلست علي الكرسي الذي بجواره تبتسم بخبث قائله

=ليه خليت كل واحد يروح علي مكتبه…هو في أسرار المفروض أنا واختي منعرفهاش…مش المفروض يا غيثو الاجتماعات دي أنا احضرها؟

جحظت همس بعينيها من رد قمر علي غيث وهو يتصنع البرود ناظرا الي الاوراق أمامه بدون أن يرد علي قمر فردت همس قائله باستهبال

=هو احنا يعني يا همس هنفهم حاجه يعني…وبعدين احنا جايين نشوفهم وبس…مالنا احنا بالورق والاجتماعات والحاجات دي..زالحاجات دي بتجبلي صداع.

ذغرت قمر الي همس بعينها قائله بغيظ قائله

=نعم يا ختي…مش انتي اللي قولتيلي نيجي علشان نطمن علي حاجات…طالما هما بيخبوا علينا مخططاتهم…علشان متبقيش زى الأطرش في الزفه.

التفت شادي الي همس بذهول فكيف لهمس أن تفكر في هذه الاشياء هو يعلمها مرحه للغايه ولا تفكر في العمل…أسرعت همس بهز رأسها لتنفي كلام قمر قائله لشادي

=لا والله يا شادي محصلش…أنا مليش دعوى…هي متغاظه من غيث..زفصحتني من أحلامي وجابتني هنا ..زأنا حتي ما غسلتش وشي حتي شوف.

ارتفعت أنظار غيث الي قمر الغاضبه من تصريح همس وابتسم لها بخبث فهمته قمر بوضوح فنهضت قائله بغضب

=بتبعيني يا ختي…كل ده علشان بتحبيه…طب ابقي وريني بقا لما يضحك عليكي تاني…ويخبي عنك حاجات مهمه…متبقيش تيجي وتعيطي.

هتف شادي بغضب موجه الي قمر قائلا

=لا متخافيش …اطلعي انتي منها…أنا وهي بنحب بعض ومتفاهمين كمان…متجننهاش أكتر ما هي مجنونه…ورحمه أبوكي…مش ناقصاكي.

وأخيرا تحدث غيث قائلا ببرود

=شادي خد همس واخرج انت…اقعدوا مع بعض في مكتبكم……ولما تخلص ابعتها مكتبي…علشان تروح مع أختها…لان ورانا شغل النهارده كتير.

هز شادي رأسه بطاعه وأمسك بيد همس التي اشتاقت الي يده كثيرا وخرجوا من المكتب لتغتاظ قمر من أختها…فنظرت اليه بغضب قائله

=شغل ايه الكتير اللي وراك النهارده…ولا بتقول كده علشان تفهمني انك مش هتغصب عليا أروح معاك فيلتنا…وبعدين أنا كنت جاي أباشر علي الشغل وخلاص أنا راحه لهمس هاخدها وأروح

اتجهت الي الباب مسرعه لتفتحه لتتفاجئ بقبضه يده القويه تغلق الباب من جديد ليخاصرها بذراعيه وهي تعطيه ظهرها تسمعه يجز علي أسنانه من الغضب قائلا

=سيبيهم يقعدوا براحتهم…وخلي عندك دم شويه…متبقيش عزول..هما ما صدقوا يتصالحوا…لأن ببساطه همس مش قاسيه زيك… وعلي فكرة أنا عمرى ما هغصب عليكي تروحي معايا…كله هيبقي بارادتك.

التفت اليه لتجد نفسها محاصرة بين أحضانه فتوترت وهتفت ببرود مصطنع قائله

=ارادتي…لو بارادتي عمرى ما هعتب عتبه الفيله دي تاني…وعلي فكرة أنا عمرى ما كنت قاسيه…انت اللي بتقسي عليا وبتخبي عني حاجات وبتعتبرني مش موجوده.

اقترب منها لتلفح انفاسه الحارقه بشرة عنقها قائلا

=انتي موجوده في كل كياني…بس مش قادرة تفهمي ده…ولا عمرك هتفهمي بسبب عنادك المستمر…نفسك ان كل مرة أغلط علشان تزيدي في بعادك عني…رغم اني متأكد ان كل حته فيكي بتاديني.

شعرت قمر أنها لو ظلت واقفه معه أكثر من ذلك فسوف تنهار أمامه فابعدته عنها وذهبت الي الجانب الاخر من الغرفه تهاتف همس وتعلمها انها تنتظرها في الطابق الاسفل لحين انتهاء جلستها مع شادي…وتحاشت النظر اليه…الي أنا تركها وخرج ليصفع الباب وراءه بعنف مما ضايقها كثيرا لتتعجب من أمر نفسها وتدرك ان كلامه صحيح…هي لا تطيق القرب ولا البعد في أن واحد.

*******************************************************************************************

ظلت بغرفه الاجتماعات الي أن هدأت انفاسها قليلا وقررت الخروج لتجد واقفا مع مديرة مكتبه التي تتفرس ملامحه جيدا فزفرت بحنق لتعلمه أنها موجوده في محيطه لينظر اليها بطرف عينيها ثم يرجع ابصاره الي الوراق التي بين يديه ويعطي تعليماته لنديره مكتبه ويأخذ ويرحل حارج المصنع لاتمام أعمال خارجيه..زكادت أن تهبط لأسفل ولكن لمعت برأسها فكرة ان تدخل الي مكتبه…أول ما دخلته وجلست علي كرسيه لتشتم رائحه عطره لتجد أحد الادراج أمامها لتفتحه لتجد خطاباتها بالكامل لتمعن النظر اليها جيدا وتجد جميع الردود علي خطاباتها بالخلف معهم ورقه مرفقه مكتوب فيها

*اسف قمرة…كنت أود ان احضر اليكي بعد أول خطاب لأحتضنك…ولكن خشيت ان أراكي من خلف قضبان سجني*

لتصدم مما قرأته وتتأكد بالفعل أن قلبه لم يخونها ولو لمرة واحده لتهدأ قليلا وتغلق الدرج وتخرج لتعزم أمرها أن تصالحه ولكن بطريقه لا تبين فيها انكسارها…خرجت قمر خارج المصنع واخذت تهاتف همس كثيرا الي أن ردت عليها برساله قائله

*اسف يا قمر…شادي مرضاش أمشي من غير ما يعزمني علي الغدا…ممكن تروحي لوحدك معلش*

تضايقت قمر ونفخت كثيرا مما زاد تضايقها أنها وجدت عجله القياده الأماميه قد هبطت..زوطبعا كل هذا من تخطيط غيث حيث أملي علي شادي الأمرين…أمر همس وأمر السيارة

وجدت غيث يصل بسيارته أمام باب المصنع لتهبط منه مديرة مكتبه وتودعه ويهبط هو الاخر لينظر الي سيارتها بسخريه فزفرت انفاسها وتضايقت من نظرته الساخرة لتبتعد عنه وتقف علي أول الطريق لتشير الي سيارة أجرة لتوقفها…فاشتعلت عينيه من الغضب وانزل ذراعها التي تشير لسيارة الأجرة وسحبها خلفه قائلا بغضب

=هي حصلت…علي أخر الزمن…عربيتك عطلانه…وجوزك واقف قدامك…وراحه توقفيلي تاكسي…انتي اتجننتي…مهما ان كان عنادك وكرهك ليا ميوصلش لكده يا هانم.

تخشب جسدها بعد دفعه لها لتصعد السيارة ليأتيها من الجانب الاخر يسمعها وهي تقول له بخبث

=ده مش عند …ده ثأر لكرامتي…انت شفتيني وأنا خارجه من أوضه الاجتماعات وتجاهلت وجودي ومشيت…وراجع دلوقتي تبصي لعربيتي وشمتان فيا.

وضع يده علي رأسه من كتر التفكير في أمرها فهتف بغضب قائلا

=انتي هتجننيني…مش انتي اتصلتي بهمس وقلتيلها هتروح معاكي…عايزاني أعملك ايه يعني…ابوس ايدك ورجلك علشان تروحي معايا مثلا؟

نظرت الي عينيه تستفسر منه قائله

=وايه يعني مش انت بتقول انك بتحبني ومتقدرش تستغني عني…ايه اللي غيرك بقا…زهقت مني…زى ما زهقت امبارح وروحت نمت؟

حاول اظهار ثباته وهي تنظر الي عينيه بمرواغه لتسحره وتربكه بعيونها العسليه لينظر الي الجانب الاخر من السيارة قائلا بتوتر

=الموضوع مش موضوع ملل ولا زهقان…انا ابتديت احس اني بتعامل مع طفله…مش انسانه ناضجه…علي طول بتهاجمني في أفعالي وتصرفاتي.

اغمضت قمر عينيها بمرارة قائله

=انا بهاجمك علي عدم ثقتك فيا…انت علي طول شايفني ضعيفه…وخايف من ردود أفعالي…حتي لما بعدت عني زمان…خفت ترد علي جواباتي علشان مضعفش وأقول انك بقيت كويس.

ضرب بيده علي مقود السيارة يتنهد بغضب قائلا

=برضه بتقلبي في الماضي…مفيش فايده فيكي…مش عايزة تعيشي في الحاضر…ورافضه تفكرى في مستقبلنا…ياستي أقسم بالله بثق فيكي…بس كنت خايف عليكي.

دفعت باب السيارة وخرجت منه بغضب فخرج خلفها ليجدها تحولت الي كتله من نار الغضب تهتف قائله

=خايف عليا…خايف عليا من ايه بالظبط…منها…أنا خلاص استكفيت منها ومن زمان كمان…قول بقا انك كنت خايف علي نفسك…زى ما كنت خايف علي نفسك زمان.

اثارته جملتها فهتف قائلا

=أنا زمان ودلوقتي …لو خفت علي نفسي…فهو علشانك..زعلشان متنهاريش لو شوفتيني مسجون أو مقتول…لاني كنت مفكر انك بتحبيني.

ضغط عليها بمثل هذه الجمله لتنفجر بغضب قائله

=علي طول بتتهمني اني مش بحبك صح…خلاص خليك عند تفكيرك…وأنا كمان خليني علي تفكيرى…ونشوف مين الصح فينا في الأخر ويالا علشان نروح.

تخشب جسده عندما وجدها تصعد السيارة بارتياح كأنه لم يوجد بينهم أي مشكله ليعلم انها ستقوم بحركه من حركاتها الخبيثه ليستقل السيارة خلف المقود قائلا بخبث

=ويا ترى بقا قمر الزمان…تحب السواق بتاعها يوصلها أي مكان…الهانم بتمتلك شقه وفيلا …ده غير قصر جدها…علي أي مكان هطيرى يا قمر الزمان؟

لمعت برأسها فكرة خبيثه لأنها تود أن تذهب الي الفيلا معه وبنفس الوقت تود ان توضح له أنه شئ خارج عن ارادته فقالت

=الصراحه يا غيثو…أنا جيت النهارده بعد ما وعدت جدي اني هرجعلك…أصل الصراحه تعب بعد ما شافنا متخاصمين…فحيث كده بقا نطلع علي الفيلا أهو لو اتخانقنا هناك محدش هيعرف عننا حاجه.

سألها بخوف مصطنع

=جدي ماله…أنا لسه شايفه الصبح…طب ما قولتيش ليه من أول ما جيت…كنت بعت دكتور…علشان أطمن عليه…كده أنا لازم أرجع القصر علشان أشوفه.

ارتبكت قمر من كذبتها وهتفت بتوتر قائله

=لا هو مش مستدعي القلق ده…اللي عند جده نفسيا…مش جسدي…هو زعلان علينا…ولو رجعنا هيزعل أكتر…لأنه هيعرف من عينينا اننا لسه زعلانين.

لمح غيث الكذب في عينيها شغل مقود السيارة قائلا

=خلاص اللي تشوفيه يا قمرى…عموما الفيلا دي بتاعتك أساسا…لو حابه اني اسيبك لوحدك وأروح أبات في شقتنا مفيش مشاكل…ومتخافيش كل اللي هتحتاجيه هتلاقيه هناك.لم ترد عليه اعتقدت أنه يمزح معها ولكن ما ان وصل الي الفيلا وهبطت من السيارة اعتقدت أنه سوف يصفها في الجراج فدلفت الي الفيلا تتأمل معالمها فقد كان اساسها مختار بعنايه وألوانه مبهجه فابتسمت بسعاده ولكن سرعان ما تلاشت ابتسامتها عندما سمعت السيارة تغادر من الفيلا فصرخت بذعر قائله

=غيث…انتي سيبتيني وروحت فين…ارجع يا غيث…متسيبنيش لوحدي…أنا كنت مفكراك بتهزر معايا…طب رجعني القصر طيب…هو مفيش حد هنا.

لتفتح الاضءة من خلفها فتستدي لتراه خلفها لتركض اليه وتدفن نفسها في احضانه ليربت علي ظهرها بحنان قائلا

=بس اهدي…مش أنا اللي مشيت بالعربيه…ده السواق بتاعي…خليته يروح يصلح عربيتك…ععلشان لو زهقتي وحبيتي ترجعي القصر وأنا مش موجود.

خرجت من أحضانه تهتف بغيظ قائله

=وطبعا ده مقلب جديد من مقالبك…تقولي في العربيه هتسيبني لوحدي…وتدخلي بالعربيه وبعدين العربيه تخرج تاني بحجه عربيتي وتصليحها…علي فكرة أنا مش هرجع القصر ورجلي علي رجلك كل يوم في المصنع وهنا.

نظر لها غيث بجمود واستقل الدرج بمفرده وذهب الي جناحهم ليرمي نفسه علي الفراش بغضب يفكر كيف يعاملها لترضي عنه لأنها دائما تظن فيه وتسمع صوت عقلها اللعين ولا تود أن تستمع لصوت قلبها الذي يناديه…صعدت قمر بعده لتجد يغمض عينيه وهي تعلم جيدا أنه متصطنع النوم أمامها حتي تخرج وتدلف الي غرفه لأخرى…ولكنها لا تريد الخروج من جناحه وتحتار ماذا تفعل معه لتظل بنفس الغرفه معه…فتصنعت الدوار لتسقط علي الارض وتصدم بأرضيه الغرفه وما أن سمع صوت ارتاطمها حتي قام بحملها ووضعها علي الفراش ينظر اليه وهي متصطنعه الاغماء ويحدث نفسه قائلا

=بقيت لمضه أوى يا قمر,,,فين برائتك بتاعت زمان…شكلك هتتعبيني معاكي الفترة الجايه.

انتظرت قمر ليفيفها ولكنه ظل يتفرس في ملامحها ويريد التهامها ففتحت عينها ببطء تتصنع أنها لا تعلم أين هي ليتأكا علي ذراعيه ويحيطها بجسده دافنا رأسه في عنقها يغمض عينيه باستمتاع قائلا

=انتي في قلبي يا روح قلبي.

**************************

استمتعت بأنفاسه الدافئه فوق بشرة عنقها…لتحاول أن تتحرر منه باصطناع…تتلمس بشرةخديه لتحاول ازاحته قليلا…لتتفاجئ بشفتيه وهي تلثم يديها بحنان…تود أن تبقي علي هذه الحاله لزمن بعيد…ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فانزاح من فوقها وجلس علي الفراش مواليا لها ظهره ببرود…نهضت ببطء وجلست علي الفراش نصف جلسه…تنظر الي ظهره تود أن تحتضنه…وضعت أطراف اصابعها علي كتفيه لتتفاجئ بجوده وتصلبه…فأغمضت عينيها بمرارة وتحدثت بصوت منخفض قائله

=الظاهر اني غلطت لما جيت الأوضه دي…كنت مفكرة انك عايز تصالحيني…لكن انت ولا علي بالك…علي طول بتحب تقلب الوضع لصالحك.

نهض من الفراش واستدار اليها بغضب قائلا

=أنا برضه…ولا انتي…أنا حاولت معاكي بمختلف الطرق…عمال أعطف وألطف…وانتي مفيش حاجه بتعمليها غير انك تشكي فيا…حتي من شويه لما بعت السواق يصلح عربيتك تخيلتي اني عملت كده قاصد اني أوهمك اني سيبتك.

نهضت من فراشها هي الأخرى قائله بنفاذ صبر

=عادي يا غيث…احنا أصلا علاقتنا ببعض مبنيه علي الشك…انت شكيت فيا زمان…وأنا بشك فيك دلوقتي…وبعدين أنا اترعبت وانت مش موجود جمبي.

ارتفعت نبرة صوته قائلا باستهزاء

=علي أساس ان وجودي جمبك بيفرق معاكي…وبعدين طالما خايفه كده ليه خلتيني اجيبك هنا…كنت روحتك القصر …وكنا عرفنا ندارى موضوع زعلنا مع بعض ده قدام جدي.

ابتسمت بسخريه قائله

=علي أساس ان جدي مش هياخد باله…وبعدين انت ايه اللي مضايقك…ولا كنت عايز ترجع هنا لوحدك…وتبقا علي راحتك…ولا يمكن عازم حد علي العشا هنا وأنا ضيقت عليك.

زفر غيث بحنق قائلا

=قمر…متختبريش صبرى…أنا لو حابب أبقي لوحدي…كنت هصمم أرجعك القصر…بس طالما دي رغبتك…أنا معنديش مانع…ولو حابه اسيبلك الاوضه دي وأمشي همشي.

اختنقت قمر من كلماته وتحدثت بصوت مختنق قائله

=لا وعلي ايه …ده مهما ان كان بيتك..زواسف علي ازعاجك…انت صح …ملوش لزوم نفضل في الفيلا …بكره الصبح هروح المصنع وهطلع من المصنع علي القصر.

توجهت قمر نحو الباب ليجذبها من ذراعها اليه قائلا

=مصنع ايه وهباب ايه…اللي انتي عايزة تروحيه…انتي مشوفتيش العمال النهارده كان بيبصوا عليكي ازاي…احنا صحيح مفيش بينا تفاهم بس أنا راجل وبغير.

عضت قمر علي شفتيها بخبث وتنهدت وهي بداخل احضانه لتحرق انفاسها صدره قائله

=جرب نار الغيرة شويه…زى ما خلتني أجربها مع خلود…ودلوقتي مع الهانم مديرة مكتبك…الا هو حضرتك موصلتهاش ليه ورجعت علي المصنع.

تعالت ضحكات غيث علي غيرتها وقال وهو يعبث بخصلات شعرها

=معقوله…قمر الزمان بتغير عليا…ده أنا كنت فقدت الأمل والله…بس معلش هريحك وأقولك ايه اللي رجعني المصنع…قلبي هو اللي رجعني.

لوت ثغرها بابتسامه ساخرة ولكزته في صدره قائله

=ايوه…اشتغلني بقا…علي أساس أنك عارف الورطه اللي كنت فيها…وحسيت بيا…وجيت جرى تلحقني…فاكرين هأكل من الكلام ده…

مال عليها قائلا بصدق

=اشمعني دي اللي ما شكتيش فيها..زذكائك خانك المرة دي قمر…لو كنتي مركزة وسألتي نفسك ليه اختك روحت مع شادي من غير ما تقولك وليه…

لتشهق قمر وتضع يدها علي شفتيه وهي تقول

=انت اللي عملت ده كله

ليبتلع باقي حروف كلماتها وشهقاته في شفتيه ليوقفها عن التحدث ثم ترك لها فرصه للتنفس وهو يسند جبهته علي جبهتها قائلا

=ارجوكي يا قمر…أنا عارف انك زعلانه مني…بس أنا قلتلك أنا مستعد أعمل المستحيل علشان تفضلي جمبي…عارف كمان انك هتاخدي وقت علي بال ما ترضي عني…وأنا منتظرك…بس متبعديش عني…خلينا عايشين هدنه مع بعض…وان كان علي نزولك المصنع معنديش مانع…طالما هتبقي جمبي.

نظرت اليه مطولا حتي رأت لمعه الحب في عينيه فحاولت السيطرة علي مشاعرها أمامه لأنها تأكدت انها سوف تنهار أمام عينيه وتسامحه لأنها تأكدت أن مدارة للأمور عنها كان دائما في صالحها ولكن عليها أن تعلمه أنها تعشقه مثل ما يعشقها…فهي تطمع في المزيد من عشقه .

**************************************

ناموا ليلتهم سويا بنفس الغرفه ونفس الفراش وهو يفترش لها ذراعه لتنام عليه بهدوء…وبصمت بينهم الا ان هدأت أنفاسهم وناموا بسلام…استيقظت قمر لتجده نائما بارتياح فأيقنت أن وجودها بجانبه يشعره بالراحه…ظلت تتأمل ملامحه وتعبث في خصلات شعره الساقطه علي وجهه..زوظلت تنفخ في وجهه ببطء لتتطاير خصلات شعره …فتح غيث عينه ببطء وما ان رأها أمامه فأغمض عينه مرة أخرى وفتحها لاستيعاب أنها موجوده بجواره…ظل ينظر لها مطولا الي أن أتاه اتصالا من جده فانتفض قليلا وأجاب علي جده بلهفه قائلا

=ايوه جدي …خير …مالك في حاجه…انت تعبان….فيك حاجه…طب بس اهدي بس…انت بتزعق ليه دلوقتي…أنا مش عارف أفهم منك حاجه.

ليرد عليه غالب بخوف قائلا

=غيث ..انت لازم تجيب قمر وترجعوا القصر حالا…وجودكم بره القصر خطر عليكم…أنا معنديش استعداد أخسركم…زى ما خسرت اولادي.

حاول غيث تهدئته قائلا

=طب اهدي بس يا جدي…احنا لسه صاحيين…هنغير هدومنا ونجيلك حالا.

واغلق الهاتف مع جده ليجد قمر أمامه تهتف بذعر قائلا

=غيث هو في ايه…جدو جراله حاجه…طمني أرجوك أنا أعصابي باظت.

جذبها غيث في احضانها ولثم جبهتها وربت علي ظهرها ليطمأنها قائلا

=متقلقيش يا حبيبتي…جدي بخير..زبس عايز يشوفنا ضرورى

خرجت قمر من أحضانه سريعا وهرعت الي غرفه الملابس لترتدي ملابسها سريعا وتذهب معه الي القصر…وصل كل من قمر وغيث الي القصر ليجدوا جدهم في انتظارهم فركض غيث الي غالب يرقد علي ركبتيه أمامه يمسك يده بحنان قائلا

=مالك يا جدي…عايزني أرجع أنا وقمر القصر ليه…وايه اللي الخطر اللي بتتكلم عنه ده…وخسارة ايه اللي انت خايف منها…عرفني يا جدو في حاجه جديده حصلت.

غالب بخوف وذعر

=اللي بلغني من مراقبه ضياء …انه قالب الدنيا علي غصون…ومش لاقيها…واختفاء غصون ده مش مطمني…معني كده انها بترتب لمصيبه .

نظر غيث الي قمر فوجدها صارمه لا تهتز ولا تخاف من سيرة غصون فقام ببث الطمأنينه في جده قائلا

=متخافش يا جدي…الأمور كلها تحت السيطرة…أنا عارف هي فين…ومن مصلحتنا انه مش يوصلها دلوقتي…خصوصا ان تنازله عن أسهمه لسه شادي معملوش توثيق.

تنهد غالب وابتلع ريقه قائلا

=يبقي من اللحظه دي لغايه ما نعرفه طريقها عن طريق شادي…لازم قمر تفضل في القصر…مش وقت دلعك انت وهي…لو مش خايف علي نفسك خاف عليها يا أخي.

نظر غيث الي قمر بطرف عينيه وقال

=انت بتقول ايه يا جدي…أنا بخاف عليها أكتر من نفسي…وموضوع الفيلا ده كان محاوله مني لرجوعها…وان كمان هخليها هنا علشان محدش يقدر يوصلها.

ربت غالب علي يدغيث بحنان قائلا

=وانت كمان خلي بالك من نفسك…أنا مليش غيركم…انتو اللي طلعت بيكم من الدنيا…ومعنديش استعداد أخسركم… وخلي شادي يخلصنا من التوثيق بقا.

حاولت قمر أن تصرخ في وجههم فهم ما زالوا يتعاملوا معها كطفله يخشون عليها من ألاهوال والمصائب ولكنها فضلت الصمت حتي أتاه صوت غيث وهو يوجه حديثه لها قائلا

=أظن سمعت يا قمر…وشوفتي قد ايه احنا خايفين عليكي…بلاش عند أرجوكي..زانتي مش هتقدرى تحمي نفسك…فلازم تبقي هنا لغايه ما نخلص من الموضوع ده.

رد قمر بجمود قائله

=انا مش هأقعد هنا يا غيث…وهروح المصنع وهعيش حياتي…وهرجع علي الفيلا بتاعتنا…هي مش هتحدد اقامتي…ومن بكره هقدم بلاغ بواقعه الدوا.

رد عليها غيث بغضب قائلا

=بلاغ ايه اللي انت هتقدميه…الدوا ده يخصني…ولازم يبقا في اثبات …انتي عارفه انك بتوديني في داهيه بعملتك دي……ده بلاغ كاذب.

قمر بغضب

=ماشي …بس انا برضه مش خايفه…ومعنديش استعداد أفضل مستخبيه كتير…أنا زهقت…اديني عنوانها…وأنا هروحلها …هي بتخاف من القويين لكن طول ما هي شايفاني ضعيفه عمرها ما هتخاف مني.

انتفض غالب بغضب قائلا

=هو انتي مفكرة علشانك بنتها هتخاف عليكي..زلا يا ماما اللي انت متعرفهوش…ان جدتك اللي هي أمها زمان لما وقفت في طريقها وجت تصارحني بحقيقه جشع أمك …أمك وقعتها من علي السلم وجالها شلل نصفي ولما بدأت تخف حكتلي علي كل حاجه بس بعد فوات ألاوان.

صعقت قمر مما سمعته أكثر عن حقيقه أمها وردت قائله

=انتو اللي غلطانين…كل مرة محدش قدر عليها…بابا كان ديما يشتكي منها…وقالي كمان لما جالك وقالك انه هيطلقها…انت عاقبته علي رفضه لبنت عمه ورفضت طلاقه منها.

حاول غيث تهدئتها قائلا

=خلاص يا قمر…اللي حصل حصل…أنا معنديش مانع تنزلي وتروحي وتيجي زى ما انتي عايزة…بس معايا…ومش عايز أي اعتراض منك.

قمر برجاء قائله

=يا غيث أرجوك افهمني…هي خلاص مش هتقدر تعملنا حاجه…هي تارها دلوقتي هيبقا مع ضياء…ولما تخلص منه أو هو يخلص منها..زهتدور علينا…ساعتها يحلها ألف حلال.

اندهش غيث لتفكيرها وتسلسلها للاحداث ولكن قاطعها غالب وقال

=يا قمر يا بنتي..أرجوكي…بلاش تعيشينا في قلق…أقولك خدي غيث وسافرى فرنسا…ومنها تقضوا شهر العسل المنحوس بتاعكم..زبس بلاش تحسريني عليكم.

قمر بصرامه

=لا يا جدي…أنا مش ههرب…أنا هفضل هنا…وبعدين هي تحت مراقبتنا وسيطرتنا…يبقي نخاف ليه بقا مش فاهمه…وبعدين لو علي شهر العسل اعتبره حصل يا جدي.

غيث باندهاش ولهجه مرحه قال

=حصل!…طب وربنا ما حصل…انتي هتتبلي عليا…ده كله بصل بصل بصل…أنا ريحتي عفنت…من كتر النكد…قال اعتبره حصل قال.

ضحكت قمر من مرحه بشده وقالت

=شفت يا جدو …انت كده جلبت لي…وغيث ما هيصدق يقلب في القديم والجديد…والله يا جدو ما تخاف علينا…وبعدين أنا مش حابه أقعد في القصر اليومين دول.

انبهر غيث لاصرارها علي الرجوع الي الفيلا بشده ورد قائلا

=اه سيبها ترجع الفيلا معايا..أصل احنا بينا تصفيه حسابات كبيرة أوى…وانت ميخلصكش اننا نبقا مديونين لبعض كتير يا جدي…لازم نسدد ديونا

قمر بخبث

=أنا عن نفسي مش مديونالك بحاجه…انت اللي ديونك كترت..زمن قبل ما توصل مصر يا غيث…وعلي فكرة يا جدو انت كمان عليك ديون .

غالب بابتسامه باهته

=والله يا بنتي هو ملوش ذنب…أنا اللي أصريت علي كده..زحتي صممت انه ميظهرش نفسه ليكي..زبس هو اللي مكار أول ما اتقفل عليكم باب واحد كشف نفسه.

نظرت قمر الي غيث بخباثه وقالت

=صدقني يا جدو…هو كان ناوى يكمل…بس استفزازى له..زخلاه مش قادر…وأنا عماله أغيظ فيه وأشاورله علي أوضته …فجاب أخره مني.

ابتسم غيث بسخريه وقال

=أنا جايب أخرى منك من زمان..زوكنت ناوى من أول مواجهه بينا ان أكشف نفسي…ربنا وحده اللي يعلم أنا مسكت نفسي بالعافيه ازاي.

تذكرت قمر أول لقاء بينهم بعد رجوعه وقالت

=طول الوقت وأنا شاكه فيك…ومش مستوعبه انك مريض…وفعلا طلع احساسي في محله…رغم ان الكل كان بيأكد ليا انك لسه تعبان.

ربت غالب علي كتفها بحنان قائلا

=والله هو فعلا كان تعبان وهو مخبي عنك الحقيقه…وتعب أكتر لما عرفتي ورفضتي حقيقته…سامحوني يا ولاد اني حرمتكم من بعض زمان.

نظرت قمر الي غيث ببرود وقالت

=انت صحيح يا جدو بعدتنا سنين عن بعض…بس في طرف مننا حاول يقرب…بس التاني ولا اي اندهاش…رغم انه كان مدرك قربه…

تنهد غيث قائلا لها

=مش يمكن الظروف منعته…وخاف عليكي أكتر من نفسه…في حاجات كتير كان ممكن أعملها واحسسك بقربي…بس خفت تضيع كل حاجه بينا…ليه مبتحسنيش الظن…

أحست قمر انها تضغط عليه أكثر ليخرج ما في جعبته بخصوص أمر الخطابات فهتفت بحب قائله

=انا مش بظن فيك وحش…أنا بس كنت عايشه في أحلام…وكنت أتمني تكون واقع قدامي…بس علي رأيك الظروف مسمحتش…ويمكن لو كانت سمحت مكناش متجوزين دلوقتي.

ابتسم غالب بسعاده وقال

=الله ينور عليكي يا حبيبه جدو…عايزك دايما عاقله كده…عيش الحاضر والمستقبل…وارمي الماضي ورا ضهرك…كأنه لم يكن…واتمسكوا ببعض أوى.

ابتسمت قمر ونظرت الي غيث قائله بتذمر طفولي

=علي فكرة أنا من امبارح ما أكلتش…ولازم أروح المصنع معاك دلوقتي…فاتصرف بقا…لأحسن أكل العمال…وبعدين احنا اتأخرنا كمان.

تقدم اليه بخطواته الرزينه وأمسك يدها بحنان وقال

=طب يالا بينا…علشان انتي أصلا وشك باهت من امبارح…نفطر وبعدين نطلع علي المصنع…النهارده الشغل هناك خفيف…عن اذنك يا جدو

أومأ غالب برأسه ينظر اليهم وهم يعدو أمامه ويبتسم بسعاده علي سعادتهم ولكن تلاشت سعادته عندما تذكر أمر غصون وحل مكانها ذعر وخوف يود الفتك بها.

**************************

صفحتنا علي فيس بوك

تحميل تطبيق لافلي Lovely

جلابية محب (كامله)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى