في شقه ضياء…ظل ضياء يزرع الشقه ذهابا وايابا…يفرك من الغيظ وذلك بسبب عدم وصوله لغصون بسبب هاتفها المغلق واختفاؤها من كل الأماكن التي من المحتمل أن توجد بها…بالاضافه الي اتصاله المتكرر بشادي بدون اجابه…تأفف شادي من اتصالات ضياء المتكررة مما لفت انتباه غيث فأمره ان يجيبه خاصه بعد توثيق أوراق تنازل ضياء عن أسهمه في المصنع…تنهد شادي ورد علي والده الذي كان يتحدث بغضب قائلا
=ايه ساعه علشان ترد…ولا حبيبه القلب قاعده جمبك…أه ما خلاص انت ملكت كل حاجه…وأنا بقيت عامل زى خيل الحكومه..اللي طلع علي المعاش.
رد عليه شادي بحب مصطنع قائلا
=خيل حكومه ايه يا بابا…ده انت البيج بوص…وبعدين كنت قاعد مع سي غيث…وماصدقت انه خرج ورديت عليك…خير يا بابا أوامرك.
ضياء بتعب وبفزع من أمره
=أنا تعبان أوى يا شادي…قعدتي هنا لوحدي بين أربع حيطان خنقاني…نفسي أخد حقي بقا.. ومش عارف أوصله…اتصرف يا شادي وتعالي لي حالا أنا محتاجك
نظر شادي الي غيث الماثل أمامه فهز رأسه له دلاله علي أن يذهب اليه فورا..فرد شادي علي ضياء أنه بمسافه الطريق سوف يكون عنده..وبالفعل ما ان أغلق ضياء هاتفا ووضع رأسه علي الأريكه وبأقل من ساعه كان شادي يفتح مفتاح الشقه ويدلف اليه قائلا باستهزاء
=هو في ايه يا والدي…محسسني انك عيل صغير وأنا حابسك…ما تخرج هو أنا حوشتك…وبعدين انت مش قلت مليش دعوة بموضوع غصون وانت هتتصرف فيه؟
نهض ضياء ببطء من علي الأريكه بتعب واعياء قائلا بجمود
=أنا فعلا قلت كده…بس سيادتك مفكرتش ترفع سماعه التليفون تطمن وتشوف أنا وصلت لايه… زى ما تكون ما صدقت تأخد اللي انت عاوزه.
جلس شادي أمامه ووضع ساق فوق ساق قائلا بشر وتريقه
=أيوه ما صدقت أخد حقي وحق أمي منك…وبعدين ايه مش قادر علي الست غصون…ولا محتاج مساعده…أنا ممكن أساعدك عادي…
نظر له ضياء باستغراب وتحدث قائلا بسعاده وترحيب
=ياريت تساعدني يا شادي…غصون طالما مختفيه…تبقي ناويه علي شر ليكم كلكم…ولازم ألاقيها قبل ما تحاول تغدر بأي واحد فيكم…
ارتفعت أنظار شادي اليه قائلا بلؤم وخبث
=أنا بقا عرفت مكانها…بس خلي بالك يا والدي…أنا مش عايزك تلوث ايدك بدمها…احنا مش ناقصين…انت أكيد ماسك عليها ممسك هددها بيه.
نظر اليه ضياء بسخريه قائلا باستهزاء
=علي أساس لو ماسك عليها ممسك كنت هستني مساعدتك…وبعدين تعالي هنا…انت مش قلت ان خلود هتاخد غيث وتسافر وتريحنا منه ؟.
نظر اليه شادي ببلاهه مصطنعه قائلا
=خلود مين والناس نايمين…خلود اللي كانت بتضحك عليك انت وغصون يا والدي…وكانت متفقه مع غيث…وكل اللي عملوه ده علشان يخلصوا منكم وقمر تبقي لغيث …
نظر ضياء اليها بحقد وغل يتضايق من تأنيب ابنه له قائلا
=انت بتأطمني …خلود أوهمتني انها بتعمل كل ده علشان تزيح قمر من سكتها…ااااه يا خلود يا بنت الكل…مضيتنا علي وصلات أمانه…وكل ده بقا في ايد غيث…وانت ساكت مبتتحركش….أنا بغبائى صدقتها لانها في يوم من الايام كانت خطيبته وكان باين الكره في عينيها لقمر وكمان مساعدتها لحازم انها توقع قمر.
مط شادي شفتيه ونظر لوالده بلؤم وخبث قائلا
=اخلص انت بس من غصون…وأنا أجيبلك الورق من عند غيث…لأني بصراحه خايف علي نفسي من غصون…ونفسي أستقر بقا وأتجوز البت همس.
شرد ضياء في ما قاله شادي ثم نظر اليه قائلا بغموض
=وانا ايه اللي يضمنلي انك هتكون صادق معايا……مش يمكن تستندل زى غصون وخلود…وتكون بتلعب لصالح غيث..واهو انت هينوبك من الحب جانب.
شادي بقلق وحيرة
=ضمان…ضمان ايه اللي هيعوزه أب من ابنه…علي فكرة أنا لو عايز أغدر بيك..بسهوله كنت أرفع قضيه حجر عليك وأمي هتساعدني فيها.
ضياء بسخريه
=بالسهوله دي واثق ان أمك تقدر تساعدك…لهو انت متعرفش لغايه دلوقتي قد ايه أمك بتخاف مني…العب بعيد يا شاطر…مش ضياء الغريب اللي ابنه يحجر عليه.
نهض شادي من مقعده وتوجه الي ضياء يريت علي كتفيه بحنان مصطنع قائلا
=ما عاش ولا كان اللي يحجر عليك يا والدي…أنا اندفعت في كلامي معاك… بعد ما حسستني انك بتشك فيا…بقا سايب غصون وعمال تستجوبني.
ضياء بتفكير وغموض
=مين قالك اني هسيبها…أنا بس اجيب عنوانها…وساعتها هجهزلها خطه متخرش المياه…علشان لو حصل لها حاجه…أطلع أنا منها…ومش بعيد غيث اللي يشيل ليلتها.
حدق شادي بعينيه في والده باستفسار قائلا
=ازاي يعني غيث اللي هيشيل الليله…غيث ملوش دعوى بيها من ساعه ما خرجت من القصر…بالعكس ده حاطط عليها حراسه في المكان اللي هي فيه.
التفت ضياء الي شادي قائلا بجبروت
=اهو أنا بقا هشترى الحراسه دي…وهخليهم يتهموا غيث فيها…شفت أبوك بيفكر ازاي..أنا ناوى أضرب عصفورين بحجر واحد…أخلص من غيث وغصون.
جذب شادي انتباه ضياء قائلا بشر
=زى ما قتلت أخوالي زمان صح…تبقي معلم لو عملتها تاني…بس خلي بالك وانت بتعملها…لأن يحيي وجدي غالب معاهم وصلات الأمانه بتاعتك انت وغصون.
زفر ضياء قائلا بحنق وضيق
=يحيي وغالب…دول اللي كان المفروض أبدأ بيهم من زمان…بس أنا اللي غلطان…طب دبرني انت أعمل ايه…مع شويه الرعاع اللي عايزين يأخدوا كل حاجه.
نظر اليه شادي بخبث ولؤم قائلا
=يبقا تستني متعملش حاجه فيهم دلوقتي…انت بس حاول تعمل اي حاجه مع غصون تبعدها بشرها عننا ان شاء الله حتي تخطفها تحبسها في اي مكان بعيد عننا
ضياء باستهزاء
=وهو يعني الحراسه مش هتروح تقوله اني خطفتها وساعتها قلبه هيحن ويجي ينقذها…ما هي أم مراته برضه…وغفرلها أخطاء كتير.
قهقه شادى من الضحك وقال
=دة ساعتها هو بنفسه لو طال يساعدك هيساعدك…ده هيموت ويخلص منها…ومش يمكن لما يحصل كده…يحميك ويدخل وسطينا تاني.؟
هز ضياء رأسه بخبث ولؤم قائلا
=طب والله كويس جدا…اصل يا شادي غيث عارف ومتأكد…ان محدش يقدر يخلصه من غصون الا أنا…وطالما في الوقت الحالي مش هقدر ألبسه التهمه علشان الاوراق اللي معاه…فمسيرى اخططله خطه تانيه.
ابتسم شادي قائلا بغرور
=بس اوعي تنسي يا والدي ان لولايا أنا كنت هتروح تبلغ عنه وانت ناسي موضوع وصلات الأمانه…ولا الدين اللي عليك للبنك…بسبب المعدات البايظه.
ضياء بقسوة وفحيح كالأفعي
=اه المعدات البايظه…اللي الحقيرة غصون سرقت الملف الأصلي وعطيته لغالب…بس أنا حسابي معاها تقل أوى…المهم هات عنوانها وانساه .
أعطاه شادي عنوان غصون والذي أول ما عرفه حتي هرع وخرج من الشقه مسرعا لكي يذهب اليها…بعد خروجه جلس شادي علي الأريكه ووضع يده علي وجهه بحزن شديدوهو يلعن حظه علي هذا الأب .
************************************************************
وصل ضياء الي شقه غصون وظل يطرق علي الباب كثيرا ولم تفتح له حتي بعد ما قام بتهديدها كثيرا…رحل ضياء بعد ملله متوعدا لها بالجحيم الكامل…ولأول مرة بحياتها ينتابها الخوف والقلق منه.. لذلك لجأت الي سلاح المكر والخديعه مع بنتها قمر من جديد…اتصلت عليها كثيرا ولم ترد عليها لوجودها بالمصنع…استأذنت قمر غيث انها تريد العوده الي الفيلا لاحساسها بالصداع…كان لديه الكثير من الأعمال لاتمامها وعرض عليها أن يرجع معها ولكنها رفضت.. وطمأنته أنها سوف تأخد السائق وفرد من أفراد الحراسه معها…ردت علي اتصال غصون وهي بالسيارة لتجد غصون تتحدث بفزع قائله
=قمر …انتي فين…أنا عايزة أشوفك حالا…أرجوكي…دي مسأله حياه أو موت…ضياء عرف طريقي…وجه علشان يقتلني..أرجوكي قوليلي انتي فين.
ابتسمت قمر بسخريه قائله بنفور
=دلوقتي بقيت بنتك…وعايزة حمايتي…مش انتي اللي بعتيني زمان مرة واتنين وتلاته…وحاولتي تقتلي جوزى…أكتر من مرة…ولا نسيتي..عموما أنا هطلع أصيله معاكي وهبعتلك عنواني وعلي فكرة كمان أنا بعمل كده وأنا مش خايفه منك…
وبالفعل بعد اغلاق مكالماتها بعثت رساله لغصون بعنوان الفيلا ليلاحظ فرد الحراسه ذلك ويحاول الاتصال بغيث فمنعته قمر وأمرته أن يبقي بالجوار مع فردين الحراسه علي الفيلا…دلفت قمر الي الفيلا لتتفاجئ بوجود ضحي أمامها التي احتضنتها بحب قائله
=الصراحه وحشتيني انتي وغيث…وعرفت انك رافضه ترجعي القصر.. فقلت أعملكم مفاجأة النهارده وأجي اطبخ ونأكل سوا…ايه رأيك
خرجت قمر من بين أحضانها وكادت أن ترد عليها لولا قرع الجرس لتفتح الخادمه وتتفاجئ ضحي بدخول غصون لتهرول غصون الي قمر وتحتضنها وقمر بحاله جمود شديده لا تبادلها الاحضان حتي لم تشفق علي حالتها وهي تبكي بدموع التماسيح قائله
=سامحيني يا قمر…المرة دي بجد …مش بفكر أذيكم تاني…بس احميني منه…ضياء زى ما قتل أبوكي وعمك..هيقتلني…ومش هيرحمني.
شدتها ضحي من أحضان قمر وهزتها بعنف قائله
=دلوقتي جايه تعترفي عليه…بعد ما ضيعتي أحلي سنين عمرى …وعايزانا نحميكي منه…يا شيخه ده انتي قتلك حلال…انتي ايه يا شيخه جبروت.
قامت قمر بابعاد ضحي عن غصون وربتت علي ظهر ضحي لتهدئتها قائله
=اهدي يا ماما ضحي…ومتزعليش مني اني جبتها هنا…بس عارفه أنا جبتها ليه…لأني كان نفسي أشوف في عينيها الخوف والقلق…كان نفسي أتشفي فيها زى ما دبحتنا كلنا بسكينه تيلمه وخلتنا ننهار وهي واقفه تتفرج علينا.
في هذه اللحظات أخبر طاقم الحراسه الخاص بقمر غيث ليأتي غيث ويسترق السمع اليهم ويسمع ويستمتع لكلمات قمر اللاذعه لغصون
اخرجت ضحي هاتفها وقالت بحده
=أنتي جايه طالبه الحمايه.. أنا بقا هتصل بضياء حالا…يجي يأخدك بنفسه ويخلصنا منك…وأهو أردهالك يا غصون…زى زمان…فاكرة زمان يا غصون لما رتبتي معاه انه يتهجم عليا بحيث اني أتفضح قدام الكل.
نظرت قمر الي غصون باشمئزاز وأخفضت يد ضحي قائله
=مفيش داعي يا ماما ضحي…هو مسيره هيلاقيها…بلاش نستعجل الأحداث…هي كانت جايه في طلب…وأكيد فهمت انه مرفوض…لان خلاص انتهي معدش في قلبي أي ذرة عطف عليها.
تعالت شهقات غصون قائله وهي تضع يدها علي صدرها لكي تستشعر قمر بصدقها
=صدقيني يا قمر…المرة دي مش زى أي مرة والله…أنا خلاص بعدي عنكم …علمني حاجات كتير…وبعدين أنا كنت بأذي غيث…بس في نفس الوقت كنت بحاول أفضح ضياء
ابتسمت قمر بسخريه قائله
=بصراحه انتي عملتي المستحيل علشان تكسبي الجوله دي…أولا كنتي هتموتي غيث وثانيا كنتي هتلبسي شادي تهمه…وثالثا كنتي هتخلصي من ضياء.
ضحكت ضحي عاليا وهي تنظر الي غصون باشمئزاز قائله
=والله انتي ست عجيبه…طب أنا فاهمه كرهك ليا ولابني علشان أنا اتجوزت غازى اللي عملتي البدع علشان تتجوزيه…طب شادي ماله بقا مش ده ابن حبيب القلب وبرضه بعيتي بنتك علشان تتغصب تتجوزه.
انتفضت غصون بغضب قائله بحقد وغل
=أصلا غازى كان بيحبني وبيموت فيا …بس حبه لأبوه كان أكبر لذلك اتجوزك علشان يرضيه…وخلي نديم أخوه يتجوزني علشان أكون قريبه منه دايما
قامت ضحي بصفعها صفعه مدويه هزت أرجاء المكان قائله بغضب
=اخرصي قطع لسانك.. أنا جوزى أشرف منك ومن أمثالك…ارجعي بالزمان لورا وانتي تفتكرى لما انتي اتجوزتي نديم ودخلتي العيله…غازى أخدلي شقه لوحدي علشان مش طايق يشوف وشك…زى ما قمر قررت تروح تسكن مع غيث في شقه بعيد عنك وعن حقارتك ودنائتك.
اهتزت قمر لما يقال خاصه عند تذكرها اصرارها المكوث مع غيث في شقه والداه كنوع من الهروب ولكنها تماسكت وهتفت بحرص قائله
=لا يا ماما ضحي …عمي كان عارفها علي حقيقتها.. انما انا كان عندي أمل لأخر لحظه…انها تطلع بريئه من كل ده…لغايه ما شوفتها بنفسي بتضرب السلاح علي غيث.
ضحي بغرور
=غيث ابني…اللي كان ممكن يعترف عليها…بس طلع أشرف منها.. وخصوصا ان الخطه بتاعتها كانت سليمه …لأن السلاح كان بتاع يحيي.
أحست قمر بصداع شديد وأغمضت عينيها بمرارة ثم فتحتهم موجهه حديثها الي غصون قائله بحده
=أظن كفايه أوى اللي سمعتيه مننا…ووجودك هنا وعياطك مش هيغير حاجه بالنسبه لينا…بل بالعكس وجودك هنا هيأذيك أكتر …لاننا مش هنمنعه عنك…اتفضلي من غير مطرود
صدمت غصون من كلمات قمر وأخذت حقيبتها وكادت أن تخرج الا انها اتصدمت بجسد غيث الذي قرر الظهور لهم أخيرا بعد سماعه لحوارهم فنظر لها باشمئزاز قائلا
=ايه ده غصون هانم عندنا….يا مرحبا يا مرحيا…مش تقولي يا قمر…كنا فرشنا الارض ورد…ويا ترى ايه سر الطله الرهيبه دي…يكونش اللي في بالي؟
ضحكت ضحي وقالت
=هو اللي في بالك يا حبيبي…وأخيرا اتحقق اللي نفسك فيه…جت لحد عندك طالبه حمايتك…بعد اللي عملته فيك زمان…شفتي القدر يا ابني؟
ردت قمر بجمود قائله
=بس متقلقش…أنا فهمتها…ان ملهاش حمايه عندنا…تروح للبيه اللي كان حبيبها زمان…ودلوقتي جسمها بيتنفض لما بتسمع اسمه بس…
التفت غصون الي قمر بكبرياء قائله
=علي فكرة أنا غلطانه اني لجأت ليكي…أنا قلت برضه انتي بنتي وأولي من الغريب…وفرصه أعوضك عن اللي فات مني…بس حساباتي غلط…أنا عندي اللي يحميني.
ابتسم غيث بسخريه قائلا
=ااااه…قصدك علي عزيز الصانع…اللي كان عايز يخطب قمر زمان…وضياء وشادي خبوا عليكي…واللي لجأت ليه علشان يغير الدوا…ويعطيكي فلوس وهو يفوز بقمر…مش هو ده عرض الجنه يا غصون هانم؟
حدقت ضحي بعينيها قائله
=للدرجه دي بنتك بقت بيعه وشروة
ابتسمت قمر بسخريه قائله
=المتوقع من غصون هانم.
نظرت غصون الي غيث بحقد وغل قائله
=ااااه عرض الجنه…وهفضل وراه لغايه ما يتحقق.
ابتسم غيث ابتسامه نصر قائلا
=للأسف عزيز الصانع اتقبض عليه بتهمه صفقه خشب مشبوهه…بصراحه كان نفسي يساعدك…بس للأسف أنا قدمت البلاغ فيه باسمك…يعني لو خرج هيبقي عدوك عدوين…ضياء وعزيز.
انتفضت غصون من حديثه وخرجت من الفيلا وهي تنظر اليهم بغل وحقد… تود أن تحرقهم بالكامل… .
*************************************************************************
أثناء استماع غيث الي حديث قمر مع أمها قبل أن يدلف لمواجهاتها شعر بالسعاده البالغه خاصه عندما شاهد بنفسه قوة قمر وصلابتها وجمودها مع غصون…حيث أنه سهل الأمر لغصون ليرى هل حبيبته تغيرت أم ما زالت ضعيفه…بعد خروج غصون من القصر أمرت ضحي قمر ان تصعد الي جناحها لتأخذ حماما هادئا ليفيدها…دلفت قمر الي الجناح فتفاجئت بفستان أحمر نارى موضوع علي الفراش فاستشعرت أنه هديه من ضحي ولذلك ارتدته وفردت شعرها البرتقالي ليجعل شكلها مثيرا للغايه…وهبطت الي الأسفل لتنظر لها ضحي بانبهار شديد..مما أثار شك قمر من نظرات ضحي لها…فقد كانت تنوى المبيت معهم ولكن بعد هذه اللوحه الفنيه فضلت ان تتناول معهم العشاء والرجوع الي القصر بالرغم من اصرار غيث عليها بالمبيت ولكنها رفضت …صعدت قمر الي جناحها تنظر من نافذته الي تلك المرأة ضحي بحب وهي تخرج من القصر…وهي تراها توصي غيث علي قمر كما انها توصيه علي ابنتها وليست زوجه ابنها…صعد غيث الي جناحهم ليجد قمر شارده وليست في مزاج جيد فحاول لفت انتباهها فقام بفتح باب الجناح واغلاقه صافعا اليه فانتبهت قمر ونظرت اليه فقال لها
=سرحانه في ايه يا قمرى…اوعي تقولي فيا…هزعل بجد …لان أنا كمان طول العشا سرحان فيكي وفي جمالك…خصوصا وانتي بالاحمريكا يا برتقانتي.
ابتسمت قمر اليه بسعاده وقالت
=عجبك…بصراحه أنا مش عارفه أودي جمايل ماما ضحي فين…مرة فستان الفرح…والمرة دي الفستان ده.. ده غير حبها ليا…دي بتعاملني وكأني بنتها.
انفرجت شفتي غيث قائلا بضيق
=والله…ماما ضحي مين يا ختي…طب جالك فستان اسالي طيب…مش يمكن الغلبان اللي بيحبك هو اللي جابه…ويمكن هو اللي جاب فستان الفرح كمان.
شهقت قمر ووضعت يدها علي شفتيها بذهول قائله
=معقول…انتي اللي عملت ده كله…علشان كده هي كانت بتبصلي بانبهار كأنها مش هي اللي جيباه…أنا أسفه يا غيث والله…مكنتش أعرف…حتي فستان الفرح بالنسبه لظروفنا أنا كنت متأكده انها هي اللي جابته.
شدها غيث له قائلا وهي بين أحضانه
=هي برضه ليها دور في فستان الفرح…لما قالتلي انه كان عجبك لما شفتيه في المجله…وبالرغم انه كان محجوز…بس أنا دفعت الضعف علشان يكون من نصيبك يا قمرى.
تنهدت قمر في احضانه وشبت علي أطراف أصابعها لتهمس بعذوبه في أذنه قائله
=انت دفعت الضعف علشان ترضيني مرة…أنا بقا مستعده أدفع عمرى كله…علشان قلبك ده يكون ملكي لوحدي…تقدر تقول ان ده طمع في العشق.
انتفض غيث من همساتها الرائعه وعذوبه كلماتها وقال لها بتوضيح وهو يزيح خصلات شعرها عن عنقها ويلمس بأنامله علي عنقها كأنه يعزف عليه
=انتي مش محتاجه تطمعي في عشقك ليا…لأن مكانك في القلب ولوحدك…أنا اللي طمعان في عشقك وفي كل حاجه منك…حتي طمعان في طفل صغير منك.
تنهدت قمر متأوهه من لمساته علي بشرة عنقها قائله
=وأنا ملكك وطوع أمرك…ونفسي في بيبي صغنون يشبهك…يحب مثلا بنت شادي وهمس…تقوم البنت تبعتله جواب…يقوم يسوق التقل زى أبوه وميردش
قهقه غيث علي رد قمر حتي امتلئت عيونه بالدموع من أثر الضحك وقال من بين ضحكاته
=يادي الجوابات…بصي يا قمورتي الحلوة…أنا كل جواب بعتهولي كتبتلك الرد وراه…وكتبت معاهم ورقه ان من أول جواب كان نفسي أرجع مصر.
حاولت قمر اصطناع الاندهاش قائله بجمود
=وأنا ايه اللي يثبتلي صحه كلامك…مش يمكن بتوهمني من جديد…علشان أصدقك…ولما انت من أول جواب كان نفسك تنزل مصر ايه اللي منعك عني.
وضع جبهته علي جبهتها قائلا بهمس حزين
=كنت خايف يا قمر…خايف أنزل واتسجن…وكنت ساعتها هتنهارى وكنت برضه هفضل بعيد عنك…وخفت أبعتلك ردي لتبان السعاده في عيونك…لانك صافيه أوى يا قمر…وعمرك ما كنتي خبيثه.
وضعت قمر يدها علي وجهه تهمس قائله
=عمرى ما كنت أتخيل اننا هنوصل للنقطه دي…أنا كنت خلاص يأست من محاولاتي معاك…حتي لما رجعت…مشاعرى اتلخبطت ما بين فرحانه برجوعك وحزني علي بعادك عني.
اخذ يدها وضمها الي شفتيه مقبلا باطن كفيها بحب وحنان قائلا
=أنا اللي مقدرتش اني أبعد أكتر من كده…خصوصا لما عرفت انك هتتخطبي لشادي…قلت لا يمكن تكوني لغيرى…قمر أنا مرجعتش علشان أنتقم قد ما رجعت علشان أدافع عن حقي فيكي.
لمعت عيني قمر من السعاده وتنهدت قائله
=وأنا كنت أخده قرار لما عرفت انك راجع…ان لو انت مش عايز تتجوزني…كنت هرفض أكمل برضه مع شادي…أنا كان كفايه عليا وجودك قدامي.
غيث بصوت خبيث
=ما أنا عارف …لذلك حبيتي تعلمي عليا من أول يوم رجوعي ليكي…وضربتيني في صدرى حته ضربه …ساعتها قلبي وجعني أوى يا قمر .
وضعت قمر يدها علي قلبه وقالت بحنان
=سلامه قلبك يا غيثووو…ان شا الله أنا ولا انت…حقك عليا يا حبيبي…أنا مضربتكش علشان انفعلت عليها…أنا ضربتك…علشان كنت وحشني جدا.
قبلها غيث في وجنتيها بنعومه قائله
=حبيبه قلب غيثو والله…ما تيجي بقا ونجيب قمر صغنونه وغيث صغنون…بصراحه أنا نفسي في برتقانه صغيرة ويكون اسمها غرام غيث الشريف..
قهقهت قمر من السعاده وابتعدت عنه قائله
=لا …بعينك…لسه في حاجه لازم ولا بد وحتما تتحاسب عليها …قبل ما نرجع زى زمان…ولا انتي عايز كل حاجه كده بسهوله…مش لازم نحط النقط علي الحروف..
قطب غيث جبينه وسألها قائلا
=وايه هي الحاجه دي يا قمري…اوعي تكون عايزة مامتك ترجع تاني…قمر بكفايه بقل ظلم…انتي عارفه ما أقدرش أرفضلك طلب…بس.
اقتربت منه ووضعت يدها علي وجهه تنظر الي عينيه بخبث قائله
=لا يا غيثو أنا مش عايزاها…دي حاجه تانيه …انت طبعا اعترفت لي انك عمرك ما حبيت حد غيرى…وأنا مصداقك…وواثقه فيكي…بس بصراحه مش واثقه في حد تاني…وخصوصا وأنا شايفاها من يوم ما رجعت وهي بتحاول تفرق بينا.
سحبها غيث الي الفراش وأجلسها عليه قائلا
=قصدك خلود…طيب يا ستي…اسمعيني بقا كويس…خلود عمرها ما كانت خطيبتي…خلود مرات صاحبي…وعلي فكرة هي مش مراته وبس دي أم أولاده.
شهقت قمر ووضع يدها علي شفتيها قائله
=مين…خلود…تبقي زوجه ولأم…اللي هو ازاي يعني…لا يا راجل قول كلام غيرده…دي صغيرة…وميبانش عليها أصلا…وازاي جوزها وافق انها تعمل كل ده …لا وكمان تنزل من فرنسا مخصوص تعملك كل ده.
اشاح غيث وجهه الي الجانب الأخر خوفا من رده فعل قمر وقال
=لأ…ما هي خلود كانت بتيجي فرنسا كزيارات مع زجوزها …فسح يعني…وبعدين هي متجوزة من قريب…يعني مش باين عليها…بس والله محترمه.
انتفضت قمر ونهضت من علي الفراش قائله بفزع
=ازاي وحازم ابن خالتي كان راجع معاها في نفس الطيارة…ازاي جوزها قبل يسيبها معاه كده…يعني مبيغيرش مثلا…الموضوع غريب جدا.
نهض هو الاخر ليهدئها قائلا
=لا غريب ولا حاجه…هو كان معاهم علي نفس الطيارة…يعني مراته كانت تحت عينيه…وبعدين في الأول وفي الأخر هو كان شايف حالتي لما كان بيزورني في فرنسا وكان عايز يساعدني بأي طريقه…خصوصا انه شاف فيا الصديق اللي بجد..
هزت قمر رأسها يمينا ويسارا قائلا ببلاهه
=والله كأني بتفرج علي فيلم هندي…يعني خلود معانا من أول لحظه…زى ما كان شادي معانا مش ضدنا…وقال ايه خلود معالجه نفسيا…دي مريضه دي كانت بتستفزني استفزاز.
ظل ينظر الي حركت شفتيها وهي تتحدث بغيظ لتشعل النيران في جسده ليميل عليها ويلتهمها ليبتلع باقي حروف كلماتها ثم يتركها لكي تتنفس وهو يلهث قائلا
=أنا اللي كنت مريض بحبك…وعاوز أثير غيرتي عليا بأي طريقه…فلذلك دفعتها قدامك…رغم ان كنت بتقطع وأنا شايفك عايزة تولعي فيها.
تحدثت قمر بصوت مبحوح قائله
=أنا مستعده أموت أي واحده تحاول تأخدك مني…ما بالك بقا وانا كنت مفكرة انك خاطبها زمان…من يوم ما قال حمزة انك كنت خاطب وأنا كنت عامله ساعتها زى الطور الهايج رغم الجرح اللي كان في قلبي.
جذبها من خصرها وارتفعت أصابعه تتحسس ظهرها المكشوف مما سبب لها القشعريرة… خاصه عندما قال لها
=أنا كنت ناوى أقتل حمزة ساعتها علشان بس لقيت نظرة الحزن في عينيك…كان نفسي أصرخ وأتكلم براحتي وأقولك متصدقيهوش يا قمر …لان قلبي اللي عشقك من زمان حرم عليا…أبص لواحده غيرك يا قمورتي.
ابتسمت قمر بسعاده وقالت
=وقمورتك كمان عمرها لا حبت ولا بتحب ولا هتحب غيرك يا غيثي…انت فعلا غيث …اللي الناس بتحتاجه وبيوصل في وقت احتياجهم ليه .
ضيق عينيه قائلا
=أفهم من كده…اني جيت في الوقت المناسب…ومتأخرتش عليكي يا قمورتي…طب والغيث ده مش الناس بتدعي انه ينزل من السما…انتي بقا دعيتي ولا جت معاكي بالصدفه.
قمر بخجل وبصوت مبحوح
=أنا فعلا لما لقيت ان مفيش مفر من خطوبتي لشادي…وفي ليله من الليالي كنت قاعده لوحدي…الليله دي رفضت أسهر مع شادي…دعيت انك تظهر يوم واحد بس واليوم ده يكون السبب في فركشه الجوازة.
اخذ يلمس بأصعابه علي طول ذراعيها قائلا بحب وشغف
=وأكيد الليله دي كانت ليله قمر 14…لأن أنا كمان كنت ببص للقمر ألاقي صورتك,,,صحيت تاني يوم وأنا ببلغهم قرارى بالنزول لمصر…وعلشان كده يحيي جوز خالتي اتكلم مع جدي عن ضياء وسرقته للمصنع.
اتسعت حدقه عين قمر فهي نفس الليله التي تحدثت عنها فوضعت يدها علي شفتيها قائله بشغف
=صح يا غيثو…هي دي نفس الليله ومظبوط انت بعدها جيت في أخر الشهر…ده ترابط أرواح…معني كده اني ناديتك ,,,وانت لبيت ندائى.
مسكها من ذقنها وقبلها من أنفها قائلا
=علشان تعرفي بحبك قد ايه…ورغم بعد الأماكن والأيام ما بينا…مسيرنا لبعض…انتي قمر غير مكتمل الا بوجودي…وأنا غيث غير مكتمل الا بوجودك.
أغمضت قمر عينيها وهزت رأسها باستمتاع من كلماتها قائلا
=الله عليك يا غيث…وعلي رومانسيتك…وعشقك…وحبك…بيدوبني فيك…أنا كمان بعشقك وبعشق وجودك جمبي…ومش عايزة حاجه في حياتي غيرك انت.
ارتفعت أنامله الي بشرة عنقها لتفتح عينيها وهي تتأوه من لمساته لتتحول لماسته الي قبلات متفرقه علي بشرة عنقها ليثيرها أكثر وهو يقول
=وأنا نفسي الزمن يمحي سنوات الضياع اللي كانت مفرقانا …ونكمل من اللحظه دي…ونبدأ من جديد…من غير عذاب…تبقي حياتنا عشق وبس…
دفت قمر وجهها في أحضانه وهي تتنهد داخل صدره لتحرقه بأنفاسها قائله
=أوعدك يا حياتي…اني مش هعطي اي فرصه لأي حاجه تفرقنا تاني عن بعض…انا ليك وانت ليا…أنا مستعده أهرب معاك لأي مكان ينسينا وجع الماضي.
قام بازاحه حماله فستانها الأحمر النارى ليظهر كتفها الأبيض البض وقام بتقبيله قبلات متفرقه وهو يلهث من فرط السعاده قائلا
=أنا ممكن أخدك وأهرب …بس مش لبلد تانيه…لدنيتي…اللي مليانه كلها عشق…اللي مش طالبه حاجه غير وجودك فيها…وده برضه طمع في العشق.
تأوهت قمر من أثر قبلاته وقالت
=معنديش أي مانع…طالما الدنيا دي انت موجود فيها…ومفيش حد غيرى معاك…يبقا موافقه يا غيثي…بس اوعديني تخلي بالك من نفسك وتفضل معايا لأخر نفس يطلع مني.
تمسك غيث بخصرها قائلا
=بعد الشر عنك يا قمورتي…متخافيش يا قمر….أنا عامل احتياطاتي كويس…أهم حاجه عندي تنسيهم وتشيلهم من حساباتك…لان اللي حصل زمان مش هسمح انه يتكرر تاني…وبعدين لي بتفصلي اللحظه الرومانسيه…أنا ما صدقت انك ترضي عني.
ابتسمت قمر ووضعت يدها علي وجهه قائله بحب
=أنا راضيه عنك من زمان…بس حبيت أشوف قد ايه انت بتحبني وبتحارب علشان توصل لقلبي…رغم اني متأكده انك بتعشقني أضعاف ما بعشقك.
تنهد غيث بسعاده قائله
=ياااه وأخيرا قمورتي الحلوة اعترفت الاعتراف الأخير…وعرفتي قد ايه اني بموت فيها…بصراحه بقا مينفعش نقفل الليله علي كده…لذلك ملكه عرشي تقبلني حبيب وعاشقا مدي الحياه وتسمحلي بالاقتراب المتكامل منها …لأحسن أنا الشوق منها دوبني…و ضعف قلبي.
قهقهت قمر بسعاده وقالت
=نعم …يا أمير حبي أنا…اقترب كيفما تشاء…لأني طوع أمرك يا عشيقي…من هذه الليله…كم تمنيت هذه الليله كثيرا ليخف وجعي وحزني.
وضع غيث يده علي وجهه يستشعر سخونته قائلا
=ده الليله عيد…وغيث هيبقي سعيد…الحاجه ضحي زارتنا…وأكيد رمتلنا عمل بالسعاده…ان شاء الله يخليها يارب..بسرعه بقا يا قمورتي قبل ما العمل يتفك
لتبتسم قمر بسعاده وتشهق عندما حملها ووضعها في فراشه برقه وحنان وينظر اليها بشوق وشغف لتنظر هي له أيضا نفس النظرات .
رواية عشرون رساله قبل الوقوع في الخطيئه الفصل 26