بعد خروج شادي من بيت جده عاد الي بيت والده يزفر بحنق …كان ضياء مع غصون في هذا البيت لانه يعلم جيدا ان شادي سوف يسهر مع قمر وساميه ووديعه ما زالوا ببيت الحاج غالب …انتفض كل من غصون وضياء عند سماع باب الشقه يصفع بقوة لتشهق غصون فكتم ضياء فمها بيده وحذرها الا تصدر صوتا …وقام مسرعا وارتدي ملابسه وخرج لابنه شادي قائلا بارتباك
=ايه هي ليلتك كانت قصيرة كده ليه…مش انت قلت احتمال هتبات بره…ايه اللي رجعك بسرعه كده.
جلس شادي ووضع قدمه علي طاوله الصالون يزفر بحنق قائلا
=جدي منع السهر …ده غير ان الزفت غيث لازق لقمر …والهانم قالتله انها مبتحبنيش ولا هتتجوزني….هقول ايه ما هي بنت غصون.
جذبه ضياء من ياقه قميصه ليوقفه خشيه منه ان تسمع غصون وتحدث من بين اسنانه قائلا
=متجبيش سيرة غصون علي لسانك …وبعدين انا مش طايق نفسي …تعالي ننزل نسهر في اي حته ونتكلم سوا.
استغرب شادي لما يحدث ومدافعه والده عن غصون فهو بالصباح كان يلعنها فسأله
=ننزل تحت نسهر ليه …طب ما نسهر هنا …هو انت مالك يا بابا.
مسح ضياء علي وجهه من الغيظ قائلا
=انا كويس…كل الحكايه اني مخنوق شويه …يالا بينا بدل ما اتخنق اكتر
انصرف شادي وضياء لترك مجال لغصون لترتدي ملابسها والذهاب من البيت مسرعه وهي تتوعد لضياء علي سوء ما سمعته من ابنه شادي.
ذهب ضياء وشادي الي مكان خالي من المارة بسيارتهم نزل شادي من السيارة ليستند علي حافتها قائلا
=نفسي اعرف قمر قالت ليه لغيث كده …وترجع تقولي انها بتسايسه …لا وبتقولي ان في موضوع قديم شاغله نفسها بيه ولازم تعرفه قبل ما نرتبط ببعض.
هز ضياء رأسه بمكر فهو فهم ان ضحي اباحت لقمر عن تلاعبه بتقارير تثبت ان غيث هو سائق سيارة الحادث …حيث ان ضياء في اول تخطيطه للحادث كان هدفه غازى ونديم وغيث في ان واحد وعندما وجد غيث سليما أراد تلفيق التهمه اليه …حتي يخلو له الجو هو وغصون ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن …فاصابه غيث بالهبل ابعدت عنه التهمه تماما…غير ان نفوذ الحاج غالب كان سببا رئيسيا في براءة غيث من هذه التهمه الملفقه…نظر ضياء الي شادي بخبث قائلا
=انا هقولك قمر مالها…مرات خالك ضحي بخت السم في ودانها …اني لفقت تهمة موت اخوالك ليه.
جحظت اعين شادي وقال
=حلو اوى …والمفروض ان الست هانم تصدقها صح …وتكذب الراجل اللي رباها.
ابتسم ضياء بسخريه وقال
=حقيقه …اصل انت متعرفش مرات خالك ضحي دي خبيثه قد ايه…دي حاولت بعد الحادثه ترمي بلاها عليا وللاسف الحاج غالب صدقها.
شادي بغضب
=ايامهم سوده…هي وابنها…اما فضحتها قدام ابنها وخليته يتجنن اكتر ويدخل مستشفي المجانين مبقاش انا شادي الغريب.
اضطر ضياء ان يذهب الي السيارة ليريح قدميه من الوقفه او علي ما اظن ان الله اوجعه بها من كتر كذباته المميته…ونادي علي ابنه ليركب بجانبه وقال
=بس ايه اللي خلا قمر تقول للاهبل ده انها مش هتتجوزك…هو سألها مثلا…وسألها ليه.
انفعل شادي وقال
=مش قلتلك…ان احساسي ميخيبش …جدي بيخطط يجوز قمر لغيث.
قطب ضياء جبينه وقال
=جدك بيخطط…الاهبل غيث يعرف منين …اكيد في حد بيتواصل ما بينهم.
هز شادي رأسه بخبث قائلا
=عارفه …مفيش غيره…دكتور المجانين حمزة.
زفر ضياء بحنق قائلا
=بس كده قمر هضيع من بين ايدينا …وانا رسمتلك الخطه…وبدل ما تنفذها راجعلي بالخيبه.
هز شادي راسه بغضب واصرار قائلا
=وانا بقولك اهو …انا بس مش هوهمها اني عملت معاها علاقه…لااا انا هعمل معاها علاقه فعلا علشان اكسر نفسها .
ابتسم ضياء بانتصار وقال
=ممتاز…انت كده ابن ضياء الغريب…واهو تبقي عرفت تعمل اللي صاحبي معرفش يعمله زمان.
ابتسم له شادي قائلا
=علشان تعرف بس اني مش ضعيف…وقدها وقدود …هي بس تخرج من البيت ده وانا هعرف اعملها معاها ازاي.
في منزل الحاج غالب بعد ما دار الحديث بين قمر وغيث وصعودها الي غرفتها وقعت قمر مغيبه عن الوعي من فرط التفكير وعلمت همس بذلك لانها كانت تتابع الحديث بين الثلاثه شادي وغيث وقمروتم نقل كل هذا الحوار الي جدها غالب وفي حضور يحيي الذي تذمر كثيرا حيث ان هذا الحوار كان طريق من طرق معالجه غيث …اخذ يحيي ابنه حمزة ليعنفه عن سوء ما بدر منه قائلا
=ادعي ان الليله دي تعدي علي خير…وان قمر لما تفوق …ماتحكيش للحاج غالب .
حمزة بمرح كعادته
=طب ما أحكيله انا…وربنا ده هيبوسني من هنا ومن هنا…يا عم يحيي ده كله من طبيخ الحاج غالب .
فك يحيي رباطه عنقه بحنق وقال
=مش هتتغير …عامل زى امك …بتحبوا تقلبوا الوضع لصالحكم.
قطب حمزة جبيبنه وقال
=هي الحاجه بثينه بتعملها معاك…وانا اقول طالع كوميدان لمين …اتارى الحاجه بسبس هارياك مقالب.
هز يحيي رأسه بشكل انه لا يوجد فائده من حمزة وقال له
=طمني يا حمزة…اللي حصل ده …حقيقي من تخطيط جدك غالب.
استدار حمزة حول يحيي بمرح قائلا
=يعني يا حاج يحيي …انا هروح من نفسي اقول لغيث قولها حبيني واتجوزيني …ليه هو انا اللي هتجوزها.
هز يحيي رأسه بتفهم وقال
=يا ترى قمر هتقول ايه دلوقتي …احسن حاجه ان اغمي عليها …ويا سلام بقي لو عرفت من غيث انك انت اللي قلتله يقول كده.
نظر حمزة الي يحيي ببلاهه وقال
=والله يبقا معلم لو قالها …علي فكرة بقي دي طريقه جديده في العلاج اسمع مني يا حاج …اتارى جينات الطب النفسي فيا من الحاج غالب وانا مش دارى.
ضحك يحيي ضحكه رنانه وقال
=مظبوط …بس مش جينات الطب النفسي …دي جينات الجنان الرسمي ودي من امك بثينه مش من الحاج غالب ديما ظالمينه معاكم .ضحك حمزة علي ضحك والده متمنيا ان تدوم هذه الضحكه للابد ولكل افراد العائله …واثناء ضحكه تذكر ضحكه وديعه الوديعه .
في الصباح استيقظ الحاج غالب وتناول افطاره سريعا واتجه الي غرفه المكتب مستدعيا غيث للحديث معه.
كانت حاله غيث فوق الوصف كان متأثرا من حديث قمر بالأول ثم حديث والدته …علم باغماءة قمر من همس واحس انه من فرط الحوار بينهم ..نظر اليه جده وتمني من داخله ان ان يحيا غيث لحظات سعاده ولو بسيطه
تحدث اليه جده قائلا
=زعلان يا غيث …من كلام قمر معاك امبارح…ولا روحت لحمزة وفهمك قصدها ايه.
هز غيث رأسه بحزن قائلا
=ااااه ياااجدددي…زعلااااااان اوووى…..بسسس روووووحت لااااامييييي وقاااالتلييييي انهااااا زىىىى اااامهااااا.
تنهد غالب بحزن وقال
=طب انا هطلب من غيث حبيب جده طلب …لما قمر تسالك ليه طلبت كده مني …اوعي تقولها ان حمزة قالك كده ده سر علشان غيث حبيبي يخف بسرعه.
غيث بحروف متقطعه
=مشش هقققوللل لحددد …حااااضرر يااا جددي…انااا بسسمع الكلاام.
ابتسم الحاج غالب وقال
=شاطر يا غيث …علشان في الاخر اجوزك قمر …زى ما وعدتك.
غيث بتفكير
=ليييه قمرر ررررفضضضتنيييي …قمررر مششش بتحبيييني …هيي بتتحب شااادي.
احتار الحاج غالب في كيفيه الرد علي حفيده فاضطر قائلا
=قمر تعبانه …قصدها انها لو حبت ترتبط بيك هترتبط بيك بعد ما تخف مش علشان انها مكسوفه منك لا علشان هي حباك تختارها وانت في وعيك …ولذلك اول اما سابتك وطلعت اوضتها فضلت زعلانه انها زعلتك وانتي مش فهمتها فاغمي عليها من الزعل. .
سعل غيث وقال
=انااا خفففت تكككون مششش بتتحبينني…وبتتحبب شاااديي…انننا كددده هعييا .
تحدث الحاج غالب قائلا
=لا يا غيث قمر بتحبك …ومن زمان من وانتو صغيرين…فاكر يا غيث.
غيث بسعاده
=انااا بحححب قمررر اوووى يااا جددو…ومننن زمااان …بسس انننت خللليتننني امشششي مننن هنننا.
ابتسم غالب وقال
=انا خليتك تمشي علشان كنت خايف عليك…بس اهو انت رجعت تاني وهترجع زى زمان واحسن …وهتتجوز حبيبتك قمر.
رد غيث بفرحه قائلا
=انااا بحححب قمررر جداااا ياا جدووو….بسسس خاااايفف تزززعللل مننني …علشششان اننا تعببباان.
الحاج غالب با هتمام
=في حد يحب حد يا غيث ويخاف …الحب بيدي شجاعه …مش خوف.
غيث بفرحه
=يييعنني هتتترضيي تتتجوززينيي…حتييي واناااا كدده…وللاا لممما اخخخف.
جلس الحاج غالب واجلس حفيده بجانبه يربت علي ظهره بحنان قائلا
=بص يا غيث …انت الاول لازم تعرف منها هي مش موافقه علي الجواز ليه…ولو وافقت هجوزهالك قبل ما تخف.
نظر له غيث بحزن عندما تذكر عرضه لها وكلماتها التي ترددت في اذنه انها لا تريد الزواج ولو ارادات لن يكون هو ولو هو سيتم ذلك بعد علاجه فقال
=بسسسس يااا جدددو…هيااا خااافت منني …علشاان كددده مشششتتت وساااابتنييي.
غالب بحنان
=ده اللي انت حسيت بيه …بس مش متأكد ولازم نتأكد …علشان مانظلمش قمر.
نهض غيث مسرعا يقول لجده بلهفه
=اناااا هررروح لقمرررر اسااالهااا…لاازم اتااكد ….يااارب توووافققق.
خرج غيث مسرعا ليجد همس كانت تتصنت عليهم …ايضا الحاج غالب علم بتصنتها منذ لحظه البدايه وتركها لانه اراد اراحه قلبها عن طريق ابعاد قمر عن شادي….دلف حمزة ويحيي الي الحاج غالب يتباحثان في هذا الامر…ليجد الحاج غالب يحيي عابسا وجهه فسأله بحنق
=مالك يا يحيي …قالب وشك كده ليه علي الصبح …يأخي انت مبتعرفش تضحك ابدا.
يحيي بخشونه
=لا يا عمي …اضحك علي ايه …علي البت الغلبانه اللي خلتوها تقع من طولها امبارح.
اخفض الحاج غالب صوته حتي لا تسمعه غصون فقال
=وطي صوتك يا يحيي …وبعدين ده الاحسن لغيث وقمر …ولا عاجبك شادي هو وابوه.
يحيي باهتمام
=لا طبعا مش عاجبني …بس كنت اديلها فرصه للاختيار …مش تعجزها.
هز غالب رأسه بالرفض قائلا
=ماينفعش يا يحيي …انا وانت عارفين ممكن ضياء يعمل ايه زى ما عمل زمان …ومعنديش استعداد قمر تعيش تجربه عمتها.
تحدث حمزة باهتمام وقال
=تجربه مين …وعمتها مين …بقولكوا ايه طلعولي البت وديعه بره المواضيع دي انا عايزها صاغ سليم.
ارتفع حاجب الحاج غالب ليغيظ حمزة قائلا
=وديعه مين اللي هاتبصلك …وبعدين جوازة قمر وغيث لمصلحتك انت …وديعه حفيدتي حاسسها مياله لغيث.
تحشرج صوت حمزة قائلا
=بتقول ايه …لا طبعا …وربنا انا اصورلكم قتيل هنا.
رد عليه الحاج غالب قائلا
=ماتخافش …انا وعدتك من اول ما جيت …ان وديعه ليك.
يحيي بحنق
=انا عايز اعرف يا عمي …انت عمال تقسمها بناء علي ايه …يا خوفي لتبوظ التقسيمه زى ما باظت زمان.
ابتسم الحاج غالب بسخريه وقائلا
=التقسيمه زمان باظت لاني مكنتش مركز …لكن انا الوقت مركز لغصون وضياء كويس اوى …وبعدين يعني لما التقسيمه باظت انت كان نصيبك حلو ولا ايه يا يحيي؟
حمزة بلهفه
=نصيبه حلو …انتو بتتكلموا عن بسبس امي …حاج يحيي انت كنت ناوى علي مين وربنا بسبس لو تعرف هتشقلطك.
يحيي باستهزاء
=تشقلطني! بقا فيه دكتور محترم يتكلم بطريقه سوقيه كده …وبعدين اساسا امك عارفه كل حاجه وعاجبها اطلع انت منها بس وماتخربهاش.
حمزة بلهفه
=وتجوزني البت وديعه …وانا اوعدك هتنازلك عن ميراثي وميراثها وميراث اللي خلفها …ان كان له ميراث اصلا.
غالب بهدوء
=طول ما انت بتساعدني في الخير يا حمزة …صدقني هتكون من نصيبك …البنت دي تربيه ايدي وايد ساميه بعيده عن ضياء تماما.
تحدث حمزة لهفه قائلا
=عارف يا جدي …وده اللي عجبني فيها …وانا تحت امرك في كل شئ.
غالب بحنان
=عارف يا بني …ربنا يبارك فيك يارب …انت كمان من احفادي يا حمزة…وانا كل احفادي كويسين.
نظر يحيي الي ابنه بسعاده لقربه من عمه غالب الذي يعتبره بمثابه حفيد له هو والاخر فتنهد بسعاده قائلا
=ربنا يخليك لينا ياحاج …انت كمان كنت اب ليا بعد ما ابويا مات …وجد لابني.
ابتسم له الحاج غالب قائلا
=المهم يا يحيي عايزين نعرف هنعمل ايه الخطوة الجايه …رتبلي مقابله مع الشخص اياه …خلاص انا اقتنعت بأفكاره وبقت تعجبني ياريتني استعنت بيه من زمان.
في ركن هادي بمنزل الحاج غالب كانت تجلس بثينه شارده الزهن …دخلت عليها همس ووجدتها في هذا الوضع فاحبت ان تستغل الوضع لصالحها فتنحنحت قائلا
=قالولي ان حضرتك قاعده لوحدك …يضايقك لو قعدت معاكي …اصل انا كمان بحب الهدوء زيك تقوليش المفروض كنت اكون بنتك.
نظرت لها بثينه ثم وجهات رأسه يمينا ويسارا فهي تعلم مدي خبث همس جيدا ثم قالت لها
=ايه اللي انتي بتقوليه ده…مش خايفه امك تسمعك …كانت كلتك بأسنانها.
جلست همس وقالت
=انتي طيبه اوى يا طنط بثينه …ماما مش مشغوله بيا ابدا …ماما كل اللي شاغلها قمر وبس تقوليش هي بنتها وانا بنت نديم لوحده.
اخفضت بثينه صوتها وقالت
=لا الموضوع مش كده …امك لما ولدت قمر كانت فرحانه بيها جدا …بس لما حملت فيكي كان نفسها في ولد لانها غارت من اختي ضحي.
هزت همس رأسها بمعني انها فهمت ثم قالت
=وطبعا لو كان بابي لسه عايش …كانت فضلت تحمل لغايه ما تجيب الولد …كل ده علشان الورث صح.
مالت عليها بثينه بخبث وقالت
=صح يا همس …وطبعا اللي هيأخد النصيب الاكبر دلوقتي هو غيث …بس يا خسارة غيث مريض .
لمعت همس عينها بخبث وقالت
=وانتو لازم تخلوا غيث يخف بسرعه …علشان يعرف يأخد حقه …صح كده يا طنط.
نهضت بثينه وقالت
=ان كان عليا كفايه كده…بس جدك له راي تاني كمان …انه بس مش عايز يعطي لغيث حقوقه لااا ده عايز يعطيه حاجه تانيه كمان.
ظهرت علي همس ملامح الفرحه وقالت
=يبقي احساسي في محله …عايز يجوزه ومش من برا العيله …من جواها كمان صح.
هنا دخلت وديعه عند استماعها لحديثهم وفرحت فرحا شديدا حيث ظنت انها المقصوده لغيث فهتفت بسعاده قائله
=بتقولي ايه يا همس …غيث هيتجوز من جوه العيله …دي حاجه كويسه جدا وهتساهم في علاجه لانه مينفعش في الفترة الحاليه يتعرض لاغراب.
ضربت همس كفا علي كف قائله
=اللي سمعتيه دلوقتي يا وديعه ميخرجش بره…احنا مش ناقصين مشاكل …وخصوصا مع مامتي.
جلست بثينه مرة اخرى تتفرس وديعه بنظراتها فهي تشبه امها في سذاجتها وقالت موجهه حديثها الي وديعه
=انتي فرحانه اوى كده ليه يا وديعه…ومين اللي قالك ان غيث ماينفعش يتعامل مع اغراب …اعتقد تروحي تقعدي مع حمزة هيفهمك امور كتير عن حاله غيث.
تلعثمت وديعه وقالت
=لا ما انا فاهمه …انا بقول الاحسن له يتجوز واحده من العيله تفهممه ويفهمها …لانه هيلاقي صعوبه مع اي واحده تانيه.
هزت همس رأسها باستمتاع ووجهت حديثها الي بثينه قائلا
=طب ومين اللي عليها العين فينا يا طنط بثينه …قمر ولا وديعه…ولا انا …انا شخصيا موافقه غيث قمور اوى وشبه بابي جدا.
رجعت بثينه بظهرها للخلف لتريحه ووضعت ساق علي ساق قائله
=غيث هو اللي هيختار …ده ان مكنش اختارها اساسا …هو احنا اللي هنتجوز ولا هو.
رمشت وديعه بعيونها وقالت لبثينه
=لازم حد يتكلم معاه الاول …ويوجهه ويعرف منه هو ميال لمين …والمهمه دي مهمه حمزة.
نهضت همس وقالت
=خلاص يا وديعه…انتي كمان اقعدي معاهم واعرفيلنا منه …مين اللي عليها العين.
اضطربت ملامح وديعه وتوترت وقالت
=وانا مالي …وافرضي ان غيث عايزني انا …هيقول مثلا قدامي انا عايزة اتجوز وديعه لا طبعا.
وياله من ركن هادي ولكنه زاد عدد افراده فرد رابع الا وهي ضحي تدخل عليهم وتقول
=مين ده اللي هيقول عايز يتجوز وديعه …اكيد حمزة …احنا من ساعه ما جينا وانا حاسه انه عينك منك علي الاخر.
التفت اليها وديعه قائله
=ايه اللي حضرتك بتقوليه ده …احنا مش قصدنا علي حمزة…احنا قصدنا علي غيث.
وجهت ضحي انظارها الي بثينه وتحدثت بعصبيه قائله
=انتي ازاي يا بثينه تتكلمي معاهم في حاجات زى دي …عارفه لو يحيي عرف هيعمل فيكي ايه …هيهد الدنيا فوق دماغك.
ارتبكت بثينه وقالت
=لا بلاش يحيي يا ضحي ارجوكي…انا قلتلهم هنجوز غيث بس …بس مقولتش ليهم مين والله.
هزت همس رأسها باستمتاع قائله
=يعني يا طنط بثينه انتي عارفه هي مين …بليييز يا طنط قوليلي هي مين …وانا مش هقول لحد خالص.
امسكت ضحي همس من تلابيبها قائله
=غيث ابني خط احمر …ممنوع حد يعرف عنه حاجه …وخصوصا انتي وأمك.
ارتعدت اوصال همس من ضحي لانها فاقت توقعاتها فهي كانت تظن ان ضحي امرأة ملائكيه هي في الحقيقه ذلك ولكن اذا كان الامر يتعلق بابنها تتحول الي ذئبه بشريه …تحدثت باضطراب قائله
=طيب ماشي من غير ما تمسكيني كده …وبعدين اشمعني انا وامي …ما انتي عندك قمر ما اتكلمتيش عليها وقولتي اختك ليه ولا انا بنت البطه السوده.
ذهبت اليها وديعه لتنهي الحوار قائله
=خلاص بقا ياهمس …مش وقت عناد …سيبي طنط ضحي علي راحتها تقول اللي هي عايزاه.
ولكن لم تسكت همس …نظرت الي ضحي بتحدي قائله
=يبقي احساسي في محله…وانا عرفت غيث هيتجوز مين …وعموما مبروك هي دي الوحيده اللي تقدر تتعامل مع غيث.
ثم تركتهم وخرجت مسرعا خوفا من ضحي ان تفتك بها.
علي الجانب الاخر علمت غصون بممارسه قمر العمل مع غيث ومن قولها له عن عدم زواجها من شادي…انتظرت رجعوها من المصنع وارادت التحدث معها علي انفراد…جلست قمر مع غصون بداخلها شعور بالخوف …سألتها غصون بغيظ قائله
=في ايه بقا يا قمر…ليه وافقتي تنزلي تشتغلي مساعده لغيث الاهبل …وليه قولتيله انك مش هتتجوزى شادي؟
ابتسمت قمر ابتسامه مصطنعه وقالت
=عادي يا ماما …فيها ايه لما انزل اشتغل معاه مش دي املاكنا برضه …وبعدين انا قلتله كده لان فعلا لسه مفيش حاجه رسمي بيني وبين شادي.
رفعت غصون حاجبها لقمر وقالت
=وليه مفيش حاجه رسمي بينك وبين شادي لغايه دلوقتي …مش ده طلبك برضه …ولا انا بيتهيألي.
هزت قمر راسها بالرفض قائله
=لا حضرتك مبيتهيالكيش …انا فعلا اللي كنت مأجله الجواز لغايه ما غيث يرجع وجدي يبقي كويس …بس في حاجه جدت خلتني اعيد حسابتي قبل ما أوافق.
طرقت غصون باصابعها علي يد المقعد الذي تجلس عليه وقالت
=هو انا ليه حاسه انك بتكذبي عليا …وانه فعلا زى ما شادي بيقول …هتتجوزى غيث الاهبل.
توترت قمر وقالت بارتباك
=مالك يا ماما …ايه اللي حضرتك بتقوليه ده …اتجوز غيث ليه ان شاء الله.
ابتسمت غصون بسخريه وقالت
=مفيش …اصل سمعت خير اللهم اجعله خير …ان الاهبل عرض عليكي الجواز.
اتسعت حدقه عين قمر وقالت
=وحضرتك عرفتي منين …اقصد يعني مين اللي قالك التخاريف دي …اكيد لا طبعا غيث ماعرضش عليا الجواز ولا حاجه.
هزت غصون رأسها الي قمر بمعني انها فهمت ان قمر تكذب فقالت لها
انا سمعت يا قمر امبارح …ان شادي جالك هنا وانتي طردتيه بسبب الزفت ابن عمك …وبعد ما طردتيه الباشا عرض عليكي الجواز وانتي يا عيني طلعتي تجرى علي أوضتك.
اخذت قمر تفرك في اصابعها من التوتر وقالت
=ماحصلش …انا ماطردش شادي …انا قلتله بس بلاش يناطح غيث بالكلام ويقدر ظروفه ده مريض نفسي له معامله خاصه.
انضمت اليهم همس لتشعل النار بينهم قائله
=مالك يا قمر …من ساعه ما اغمي عليكي امبارح في اوضتك …وانتي مش علي بعضك.
ابتسمت غصون بسخريه وقالت
=ماتحاوليش يا همس …قمر بقت كدابه …بقت بتكدب علي امها ولحساب مين لحساب جدها وغيث الاهبل وأمه.
اغمضت قمر عينيها بتعب وقالت
=وحضرتك يا امي يهمك في ايه تعرفي انا اغمي عليا ليه …من امتي وانا ولا اختي داخل اهتماماتك …ولا علشان المرة دي خايفه لاعمل حاجه تعارض طموحاتك.
هزت غصون رجلها بغيظ وقالت
=لا طموحاتي ولا طموحاتك يا قمر …بس انا عايزة افهم حاجه واحده …ايه اللي غيرك من ناحيه شادي.
اخذت همس تعبث في سلسال عنقها قائله باستمتاع وتشفي
= مش عارفه حاسه ان شادي او عمو ضياء عملوا حاجه مش كويسه …ولذلك قمر مش عايز تتجوز شادي …مش كده يا قمر ولا انا بخرف.
قمر بشرود
=وانتي مالك يا همس …من امتي انا كمان اهمك …وليه حساكي فرحانه اني هسيب شادي.
ابتسمت همس بسخريه وقالت
=مليش …وعلي فكرة مايفرقش بالنسبه ليا لو كنتي هتتجوزى شادي ولا لا…انا بس عايزاكي تقولي السر اللي جواكي خاصه لو السر ده يخصنا كلنا.
نظرت قمر الي غصون وقالت
=ولو قلت ليه انا اجلت خطوبتي لشادي …هتساعديني يا ماما وتقفي جمبي …ولا كالعاده هتصممي تجوزيني له من غير ما اعرف الحقيقه.
هزت غصون رأسها بالرفض قائله
=لا يا قمر مش هاغصبك …بس اعرف ايه هو السر …يمكن تكوني فاهمه غلط.
نهضت قمر واستدارت واعطت ظهرها الي امها وقالت
=ماعرفش ليه عندي احساس …ان عمي ضياء ورا حادثه موت بابا وعمي غازى …وهو اللي لعب في التقارير وخلاها تكون ان غيث هو اللي كان سايق.
انتفضت غصون وارتعدت اوصالها مما سمعته وصرخت صرخه كبيرة هزت ارجاء المكان قائله
=ضحححححي ….مالك ومال بناتي …راجعه ليه راجعه تبخي السم في ودان بناتي وتخسريني فيهم.
هبطت لها ضحي فهي لم تعد قادرة علي الاختباء من مواجهه غصون وعليها الرد عليها باسلوبها …دخلت عليهم ضحي بابتسامه ساخرة تقول
=ماعملتش حاجه في بناتك …وبعدين مسير الحقيقه تبان يا غصون …والموضوع مايخصكيش ده اتهام لحد تاني مش ليكي.
رفعت غصون يدها وقالت
=ولما هو الموضوع مايخصنيش …راحه تقولي لبنتي ليه …هدفك ايه هدفك تبوظيلها الجوازة وتجوزيها ابنك الاهبل.
اهتزت قمر لما تراه وركضت نحو امها لتوقفها حتي لا تصفع ضحي وابتلعت ريقها وقالت
=لا يا ماما …اكيد طنط ضحي مش قصدها كده …وبعدين حضرتك مضايقه ليه مش ده ابويا برضه ومات مقتول ولازم اعرف مين اللي اتسبب في قتله ولا هي سايبه.
ازاحت غصون قمر وابعدتها حتي ارتدت للخلف وتقدمت اليها ببطء قائله
=ملكيش دعوي …ابوكي اتقتل واللي قتله ابن الست دي …وانتي لازم تنتقمي منه ومن امه فهماني.
وقعت قمر علي الاريكه التي خلفها وقالت
=مينفعش يا ماما …ابني انتقامي علي غير دليل …وانا متأكده انك عارفه مين اللي قتل ومخبيه عليا بس ليه.
ابتسمت غصون بشراسه وقالت
=قلتلك ملكيش دعوة …انا اللي عندي قلته …هتتجوزى شادي والجزمه فوق رقبتك ونزولك المصنع ممنوع.
ابعدت همس غصون من فوق اختها وقالت
=وحضرتك بكده بقا بتنتقمي من مين بالظبط …مننا ولا من اللي قتل ابونا …سيبي قمر يا ماما تعمل اللي نفسها فيه.
هزت غصون رأسها بتحدي قائله
=مستحيل اسيبها تهد اللي ببني فيه في سبع سنين …ولا الحشرة مرات عمكم تنتصر عليا …ولا الاهبل ابنها يأخد كل حاجه مني
نهضت قمر ووقفت امامها بعدم خوف وقالت
=ماتقوليش عليه اهبل …ده ابن عمي …كفايه بقا كفايه
اغتاظت غصون وهمت بصفع قمر الا ان غيث كان له رأي اخر وجدت غصون يدها تمسك بيد من حديد وتلوى الي اخر ظهرها وعيون صقر جرئ تتفرسها بقسوة قائله
=مممتقققدرررريششش تلللمسسسيههها…..طووول ممما اننناا عااايششش …..قققمررر اللزززماااان خخخططط اااحمممررر
طبعا الكل هيقول هو ازاي اهبل وعنده القوة دي بس معلش ي جماعه الناس اللي زى غيث بيبقا عندهم قوة اكتر من الاناس الطبيعين وبالاضافه الي الغضب المكتوم والكره اللي في قلبه