الفصل الثاني عشر
صعد الجميع الي غرفته بعد اكتشاف حقيقه شفاء غيث …اما عن غصون فقد غمزها ضياء لتذهب اليه في شقتهم ليتناقشوا في امر عوده غيث الي طبيعته وكيفيه التغلب علي هذه المشكله والخلاص من الغيث…تنحنحت غصون واخبرتهم انه لابد من الذهاب لاختها لانها مريضه وانها عليها المبيت معها…وانصرفت قبل ضياء حتي لا تثير الشكوك نحوها…نظرت قمر الي غيث بذعر تعتابه علي رجوعهم فهي تخشي عليه…وصلت غصون الي شقتها اتبعها ضياء فنهضت تضرب علي قدميها قائله
=شفت يا ضياء…الواد بقي كويس…والله اعلم شافني وانا بضرب عليه النار ولا لا…اتارى قمر كله نظراتها ليا حقد وغل…وقاعده وماسكه في دراعه وخايفه عليه.
ضياء وهو ما زال علي حاله ذهوله منذ ان نطق غيث اول كلمه بدون تقطيع فقال لها
=اناحاسس ان الواد من قبل الحادثه وهو كويس بس كان بيستعبط علينا…وبنتك شكلها عارفه يا غصون…انا في يوم كنت داخل عند غالب في المكتب سمع صوته ولما سألت قالولي ده صوت حمزة وانهم كانوا فاتحين الاسبيكر.
غصون وهي تضرب برجلها الارض قائله بعصبيه
=ولما انت حسيت بكده مقولتليش ليه…معني كلامك ان الواد ده شافني وانا بقتله…وبنتي كمان عارفه…انت السبب ضيعتني قدام بنتي…اعمل انا ايه دلوقتي.
ضياء بغضب
=انتي هتقعدي تولولي وتعددي…ما تسكتي بقا …علشان اشوف هتصرف ازاي معاه…خصوصا انه ظهر نفسه في توقيت غلط…قبل ما اجوز شادي لهمس.
اتسعت حدقه عين غصون وسألته مستفسرة
=وايه علاقه ظهوره بجواز همس وشادي…تفتكر ممكن يمنع…اقسم بالله ما حد يقف ليه الا انا …وعليا وعلي اعدائي …حتي لو ادي الامر اني اكسر قلب قمر.
صرخ ضياء في وجهها بغضب قائلا
=مش دي بنتك اللي كنتي من شويه زعلانه انها بدأت تعرف حقيقتك…وبعدين احنا لازم نعمل حاجه تجبر الكل علي جواز شادي من همس.
نظرت اليه غصون بحده قائله
=حاجه ايه…اوعي تكون …لا يا ضياء همس مش زى قمر…هيتعمل معاها مقلب وهتسكت…همس هتقلب الدنيا لو قربتلها انت ولا ابنك.
زفر ضياء بحنق واتجه نحو باب الشقه قائلا بزهق
=انا ماشي واضح انك اتجننتي…وهطلعي جنانك عليا…مش عايزة تسمعيلي خلاص بالناقص منك …انا هنفذ وهخطط لوحدي …بس متبقيش تزعلي لما ميكونش ليكي نصيب من التركه.
قالت غصون بغيظ
=خلاص بقا يا ضياء اقعد…وفهمني مطلوب مني ايه…وانا هنفذ …واوعدك مش هعارضك ياسيدي…اهم حاجه ضحي الشريف متكسبنيش في الاخر.
ضياء بغرور
=ايوه كده يا غصون…ارجعي غصون بتاعت زمان…اللي انا بخططلها وهي تنفذ…او العكس …فالنهايه بنكمل بعض…وبنوصل لهدفنا.
هزت غصون رأسها بتفهم قائله
=ماشي يا ضياء…انا عندي فكرة…وياريت توافق عليها ومتروحش تلعب من ورايا وتلغيها…انا هبعت للواد ابن اختي ينزل مصر وانت عارف بقا هو ممكن يعمل ايه لو نزل.
ضياء بمكر وخبث
=عارف …بس كنت مفكرك هتجبيه علشان همس…اتاريكي جيباه علشان يوقع بين قمر وغيث…حلو قوى وهو كل الحاجه بأسم قمر …ولما غيث يشوفها مع ابن اختك في مواقف تثير كرامته هيطلقها…وساعتها تيجي تقع في حجرك…وانتي المستفيده …برافو يا غصون …اتفقنا يا شريكتي.
علي الجانب الاخر كانت همس تشعر بالملل في القصر حيث ان قمر من يوم ماجاءت ولم تخرج من غرفتها ووالداتها عند خالتها…ووديعه وساميه رجعوا الي بيتهم…فكرت تأخذ ضحي وتخرج ولكن وجدتها مشغوله مع غيث وقمر…وجدت بثينه تجلس لوحدها فعرضت عليها الخروج للتسوق…رات بثينه انها فكرة مريحه لها فرافقتها…ملت همس من التسوق وجائتها فكرة فعرضت علي بثينه
=ايه رايك نروح لعمتو ساميه…البت وديعه وحشتني…بقالي فترة مش بشوفها بقالي زمان…حتي عمتو ساميه مش بتيجي القصر زى زمان.
بثينه بمكر
=وديعه برضه…ولا حبيب القلب…عموما ولا تزعلي انا كمان نفسي اشوف ساميه يالابينا…بس عدي الجمايل يا ست همس…وابقي رديها.
ذهبوا الي بيت ساميه التي رحبت بهم واجلستهم قائله بفرحه
=كنتوا فين كده…واخيرا افتكرتوني قلتوا تيجوا تشوفيني…والله انتونورتوني النهارده…كان عيد …وخصوصا ان محدش بيحب يزورني في بيتي.
همس بفرحه
=احنا كنا بنتسوق…بس انتي وحشتيني قوى يا عمتو…وقلت اجي اشوفك…والبت وديعه الريخمه من زمان مجتش القصر ولا رخمت عليا.
خرجت وديعه من غرفتها قائله بخبث
=وحشتك عمتك يا همس…ولا وحشك شادي…مش قادرة تصبرى لما ينكتب كتابكم حتي…يا بت عيب عليكي…ده الواد تقلان ولا انتي في دماغه اصلا.
نظرت اليها همس بغضب وقالت
=وديعه…بلاش انتي يا حبيبتي…وبعدين انا لسه موافقتش عليه علشان تقولي كتب كتاب…ده كلها خطوبه…يعني بلح…ممكن اغير رأيي في لحظه.
في هذه الاثناء كان شادي يفتح الباب بالمفتاح وسمعها جيدا وبعد ان سلم علي بثينه وهو يمد يده ليسلم علي همس اوقفها بعنف وسحبها ورائه الي الشرفه لكي يتحدث معها مما اثار ضحكاتهم وهي ترتجف منه
نظر لها بحده قائله
=همس معلش اصل انا وقعت علي وداني وانا صغير…وحاسس اني سمعتك بتقولي مش موافقه تتجوزيني…لو ده صحيح قوليلي ليه ان شاء الله.
حاولت همس الهروب منه قائله
=لا مش هتجوزك…ولو انت اخر واحد في العالم برضه لا…انا متجوزش واحد اعتدي علي اختي ده حتي يبقا حرام…وبعدين تعالي هنا مش بتقولي وصلتي للي انتي عايزاه وانا بقا مش عايزاك.
كمم فاها حتي لا تزيد في الكلام ويسمعه احدهم وقال بغيظ
=اسمعيني للاخر …انا معملتش في اختك حاجه…ما لمستهاش فاهمه دي اوهام انا دخلتها في راسها علشان تتغصب تتجوزني…وكله من تخطيط الست والداتكم.
ازاحته همس بعيدا عنها تتنفس بصعوبه قائله
=سيبني يا مجرم…مكفاكش اللي عملته فيها جايه تعملهم عليا انا كمان…وبتتهم امي ده انت جبروت…افرض قمر رضت تتجوزك …كنت هتعمل ايه ساعتها.
اجلسها شادي بهدوء قائلا
=همس افهميني…انا عملت حاجات كتير لمصلحه العيله …ومعنديش استعداد اني اخسرك ولا اخسرهم فياريت تصدقيني جدك لو شاكك واحد في الميه اني غلطت مكناش وافق علي جوازنا
همس بقله حيله
=انت كلامك صح جدي مستحيل هيقبل اذيه حد من حفيداته…بس ليه كلكم جيتوا علي قمر وعذبتوها…عموما يا شادي انا مش هقبل باي خطوة في علاقتنا الا لما اشوف الضحكه علي وش قمر …وياريت تتقبل طلبي
ابتسم شادي لها ووعدها بتفيذ رغبتها علي امل اشراق وجه قمر من جديد واتمام زواجه بهمس.
خرج همس وشادي من الشرفه لتبتسم لهم ساميه وتعرض بثينه علي ساميه الرجوع معها الي القصر لتقضيه بعض الوقت معهم
خرج همس وشادي من الشرفه لتبتسم لهم ساميه وتعرض بثينه علي ساميه الرجوع معها الي القصر لتقضيه بعض الوقت معهم…وجدتها ساميه فكرة رائعه للهروب من الجلوس مع ضياء والجلوس برفقتها والداها…ومحاوله مصالحته مع قمر…وفرصه في عدم وجود غصون البغيضه …نهضت من مكانها وامرت شادي بتوصليهم…وصلا الي الفيلا فوجدوا قمر بالاسفل لان غيث تركها وذهب الي المصنع وعلمت انه لا يوجد احد بالقصر فاستغلت الظروف وهبطت الي الاسفل…منذ لحظه دلوف ساميه اشاحت قمر بوجهها الي الجانب الاخر ونهضت الا ان امسكتها ساميه واخذتها بين احضانها تربت علي ظهرها بحنان قائله
=اخص عليكي يا قمر…كده اول ما تشوفيني…عايزة متكلمنيش…ليه كده يا قلب الماما…مش انا برضه مامتك حبيبتك…ولا خلاص مش عايزاني اكون ليكي ام.
ذهبت اليهم وديعه لتقول بمرح
=كده كتير…انا طول عمرى بغير منك يا قمر…علي طول اخده مامي مني…حتي وانتي زعلانه منها…شاغله تفكيرها…وكل يوم عايزة تيجي القصر تطمن عليكي.
شعرت قمر بالارتياح وهي في حضن ساميه ورفعت راسها بحنان قائله
=انا كمان كان نفسي اشوفك كل يوم…بس غصبن عني…كل اما افتكر انك عارفه حقيقه غيث من زمان ومرضتيش تقوليلي…واشتركتي معاه اتقهر منك.
اخذت ساميه من يدها واجلستها بجوارها تمسد علي يدها بحنان بالغ تتحدث بحب قائله
=انا كنت مفكرة ان كل ده في مصلحتك…عمر ما جه في بالي لحظه انك هتزعلي او تضايقي…سامحيني يا قمر ارجوكي…انا مبحبش اشوفك زعلانه.
ابتسمت قمر بسعاده وحب قائله
=خلاص يا عمتو …مش زعلانه…بس علشان خاطرى…لو فيه اي اسرار تانيه وحضرتك تعرفيها…ياريت تقوليلي عليها…انتي ميرضكيش اني ابقي مغفله.
هنا تذكرت همس امر قمر وشادي وجلست بشرود تنظر اليهم وتسمع تأكيد ساميه لقمر انه لا يوجد اسرار اخرى فهتفت قائله
=يعني غيث كان كويس من قبل الحادثه…وكلكم كنتوا عارفين ما عادا انا وهمس …ويا ترى مين غيركم عارف…دي مامي لو عرفت هتبقي مصيبه.
وضعت قمر يدها علي وجهها وتنهدت وقالت
=ماما المفروض متعرفش حاجه زى دي يا همس…ولو عرفت هتكوني انتي المسؤوله قدامنا…انتي متعرفيش لو ماما عرفت هيحصل فينا ايه كلنا.
نظرت لها همس ببلاهه قائله
=هيحصل ايه يعني…دي ما مي كانت معترضه انك تتجوزيه بحالته دي…حقتها تفرح…بس اكيد طبعا هتتغاظ انهم استغفلونا …الظاهر ان كلامك صح انهم بيعتبرونا بنات غصون.
جاء غالب من المصنع في هذا الوقت واستمع الي كلمات همس التي احرقت بداخله لانه سمعها ايضا من قمر قبل ذلك…واحزنته كثيرا…دلف اليهم بالصالون وهتف بحنان قائلا
=الكلام ده مش صحيح…انا طول عمرى بعتبركم انتوا بالذات بناتي مش حفيداتي…وعمر ما فكرت في يوم اخدكم بذنب امكم وعمايلها.
اتسعت حدقه اعين همس وانتبهت لقول ذنب امها ونظرت الي قمر التي اخفضت بصرها الي الاسفل…دلف ورائه يحيي مؤكدا لكلامه ومؤيدا له قائلا
=وانا كمان رغم ان ربنا مرزقنيش ببنات بس بعتبر بنات نديم هما بناتي…انا بس عايزكم تفهموا اللي حصل في الماضي وان ربنا مبيرضاش بالظلم.
استطرد غالب قائلا
=انا فاضلي ايام واقابل وجه كريم…بس نفسي لما اروح عند ولادي…اروح وانا جايبلهم حقهم…مش مضيعه زى ما ضيعته من يوم ما ماتوا.
نظر غالب الي همس وجدها منهارة من حديثهم وتحاول فك الرموز والكلمات والحديث عن والداتها…كان يود الا يقحمهم في هذه المواضيع ولكن ما باليد حيله فتحدث الي همس قائله
=همس يا حبيبتي انا مش عايزك تزعلي…هي في الاول والاخر امك…بس تخيلي كده معايا …ان امك تسبب في قتل ابوكي…وتعيشوا انتي واختك من غير اب
شهقت همس وصعقت من هول ما سمعته علي الجانب الاخر وخلف الباب المغلق كانت تقف ورائه غصون تتنصت لكل ما دار بالغرفه فجزت علي اسنانها وهمست كفحيح الافعي قائله
=بقي كده يا غالب …ده اللعب هيبقا علي المكشوف…بقي انت عارف الحقيقه من زمان وساكت والوقتي حييت وبتحيا الماضي…اما خليتك ماضي زيهم ما بقاش انا غصون.
وقفت تستمع الي باقي حديثهم فوجدت غالب يشدد علي همس قائلا
=اسمعيني يا همس كويس…ابوكم زمان اتبتر علي النعمه اللي في ايده…وصمم يتجوز امكم…رغم اني قلتله انها مش مناسبه…بس للاسف صمم والنهايه زى ما انتي شايفه.
اضاف يحيي قائلا
=مش هو لوحده…عمكم ضياء او اللي عامل نفسه عمكم…ضحك علي عمتكم زمان وارغمها تتجوزه…واكتشفت كذبه بعد الجواز…بس النهايه واحده فضل رابط نفسه في العيله دي.
نظرت قمر الي ساميه بتوجس لتهز ساميه برأسها لتؤكد كلام يحيي…في حين ان وديعه كانت في حاله صدمه مما تسمعه عن والدها…وتمنت ان تكون بداخل حلم.
استكمل غالب حديثه بحنان قائلا
=انا عارف ان الكلام صعب عليكي يا همس وانتي يا وديعه…بس للاسف احنا مبنختارش اهالينا…وانا كان ممكن اكون زيهم وحش وارميكم ليهم…بس فضلتوا تحت عيوني لغايه ما يحيي الله يباركله نبهني ان كفايه لحد كده ولازم كل واحد يأخد حقه.
كانت ضحي في هذا التوقيت نائمه فاستيقظت وهبطت الي الاسفل لتلمح خيالا واقفا خلف الباب وتأكدت انها غصون تتصنت علي احد بالداخل…وما ان لمحت غصون خيال ضحي حتي فرت هاربه…
ركضت ضحي لتدلف عندهم لاهثه قائله بخوف
الحقوا…غصون كانت واقفه ورا الباب وسمعتكم وانتو بتتكلموا عليها…واكيد هتجرى تروح لضياء وهتقولوا علي كل حاجه…انا=ا مرعوبه .
اخذتها ساميه لتجلس وتهدئها قائله
=اهدي يا ضحي متخافيش…هي متقدرش تعمل حاجه لا هي ولا ضياء…وبعدين كده كويس…وكده اللعب هيبقي علي المكشوف……وكفايه عليهم انهم عرفوا ان بقوا كارت محروق.
ضحي بخوف شديد
=طب لو عملت عملتها بتاعت زمان وقتلت غيث زى ما قتلت ابوه وعمه…هعمل انا ايه انا ممكن اروح فيها…كفايه ضرب النار اللي وقفلي قلبي.
ساميه بهدوء
=والله ما تقدر …هي بعد اللي سمعته ده انا عارفه انها مش هتسكت…بس اكيد هتستخدم سلاح تاني غير القتل…ولازم كلنا نبقي ايد واحده ضدها.
ابتلعت ضحي ريقها قائله
=انا مش يهمني حد…انتوا كلكم مش تهموني…انا اللي يهمني ابني وبس فاهمين…لو جراله حاجه انا مش هسكت زى زمان…انا هنتقم منكم واحد واحد
وتركتهم وغادرت المكان تبحثها عن ابنها لتخبره بما حدث
ظلت ضحي تتصل بغيث مرارا وتكرارا ولكن دون جدوى فقد كان هاتفه مغلق مما اثار توترها وقلقها كثيرا اخذت تتذكر وجوه الموجودين بغرفه الاستقبال وانتبهت الي عدم وجود حمزة فتنهدت وهدأت قليلا وهاتفته متمنيه ان يكون غيث معه…اجابها حمزة ان معه غيث يحاول التنفيث عما بداخله…وكيفيه التعامل مع الامور بجديه…امرته ضحي ان يعودوا الي القصر بسرعه واخبرتهم ان غصون علمت كل شئ عن حاله غيث منذ البدايه…واخبرت حمزة عن مخاوفها…ومن ثم اخذ حمزة يهدئها ولكن لم تهدئ وغضبت منه واخبرته انها لن تهدئ الا عندما ترى غيث امام اعينها…اطاعها حمزة ونهض من مكانه واخذ غيث وعادوا الي القصر مسرعين…
حضر غيث ووجد امه تحتضنه بلهفه وقلبها يرجف من القلق عليه فزفر حانقا وقال
=اهدي يا امي قلتلك متخافيش….انا مش ضعيف علشان تخافي عليا بالشكل ده…انا اقدر اهرسهم تحت رجلي …بس انا مستني الفرصه المناسبه.
ايضا بثينه كانت في حاله لا يرثي لها خائفه علي يحيي فقد وضع من ضمن دائرة الانتقام لدي غصون وضياء فاراد حمزة تخفيف القلق قائلا بمرح
=ايه يا بسبس يا جميل…مالك انتي كمان …تكونيش خايفه علي يحيي….الا قوليلي يا بسبس لو قالولك خير اللهم اجعله خير يحيي يتجوز عليكي ولا…
ضربته بثينه علي فهمه كي يسكت ولكزته في ذراعها وذغرت له لتخبره بوجود ساميه ووديعه بالغرفه المجاورة…انشرح قلبه كثيرا عندما علم بوجود وديعه…واتجه بسرعه اليها ليجدها هي وهمس وقمر في حاله لايرثي لها فعلم ان وديعه علمت بحقيقه والداها فتألم قلبه كثيرا عليها…فتدخل بلهجته المرحه قائلا
=اللهم صلي علي النبي…بقا قمرات الشريف يبقوا مضلمين بالشكل ده…عيب علي الرجاله والله…ما هو لو كل واحد يفرفش المزة بتاعته مكانش ده يبقا حالكم.
رفعت له قمر حاجبيها وقالت بغيظ
=البركه فيكم.
وضع يده علي صدره بخضه مصطنعه قائلا
=فينا…اوعي تكوني قاصداني…لا حرام عليكي …طول عمرك ظالمه…شايفه همس ازاي ووديعه ساكتين…انما انتي اعوذ بالله
تنهدت همس وقالت
=احنا ساكتين يا حمزة…لاننا لسه مصدومين جديد.
نظر حمزة الي وديعه التي لا تتحدث وتنظر الي الفراغ فتوجس قائلا
=وديعه قويه…ويا ما بيورد عليها حالات في العياده…هي بس بتفكر هتعمل ايه في اللي جاي …مش كده يا وديعه؟
ولكن وديعه أصرت علي مستمرة في حاله شرودها…حتي ان ساميه غمزت لحمزة أن يكف عن حديثه معها لأنه دون جدوى
ا
.خرج غالب من غرفه الاستقبال ليجد ضحي بين احضان غيث يحاول تهدئتها…فزفر حانقا من ضحي وقال
=عقل امك يا غيث وفهمها…ان المرة دي مش زى المرة اللي فاتت…المرة اللي فاتت اتخدنا علي خوانه…المرة دي احنا حاسبينلها كويس قوى.
خرج خلفه يحيي مؤيدا لكلامه قائلا
=ما كفايه بقي يا ضحي …انتي كده بتضعفي غيث …مش بتقويه…ايه يعني لما تسمعنا…..ده يأكدلك انها تخاف تعمل فينا حاجه لاننا كشفناها.
خرجت ضحي من بين احضان غيث تهتف بغيظ قائله
=تخاف …مين دي اللي تخاف يا يحيي…انتو اللي مش هاممكم ولا خايفين لان الموضوع ميخصش حد فيكم…انت هيهمك ايه انت جمب مراتك وابنك معلهوش اذي.
اندهش يحيي مما سمعه من ضحي حتي ان بثينه انتفضت من حديثها وحزنت منها وخرجت من الغرفه مسرعه…تنهد غيث واجلس والداتها يربت علي يدها بحنان قائلا
=ايه اللي انتي بتقوليه ده يا امي…عمي يحيي دخل دائره الانتقام زيه زينا…ومتنسيش ان حمزة حبك عليهم تمثليه مرضي…وبعدين عمي يحيي ده ابويا التاني.
يحيي بحنان
=الله يكرمك يا بني…وانا عمرى ما حسيت انك مش ابني…وانا عمرى ما ازعل من ضحي دي اختي برضه…انا بس بحاول اهديها بأي شكل.
جلس غالب وتنهد قائلا
=والله ما انا عارف انا كمان اهدي مين ولا مين…قمر صعبانه عليا اوى…انت ايه حكايتك يا غيث …لسه برضه بتعاملها وحش…يا بني البنت ملهاش ذنب.
زفر غيث وبحنق لانه لا يريد لاحد ان يتدخل بينه وبين قمر واشاح بوجهه الي الجانب الاخر فتحدث يحيي لتخفيف حده الموقف قائلا
=طبعا ملهاش ذنب…وتأكد يا عمي …مش غيث اللي يأخد ذنب حد بحد تاني…ضحي قدامك اهي…اتحايلت عليه ياما انه ميتجوزهاش…بس رفض وصمم يتجوزها.
ايدته ضحي بالحديث قائلا
=اه والله يا عمي…وانا لما لقيته مصمم عليها…رغم شكوكي فيها …وافقت علي جوازهم…ابني بيحب قمر …ولا يمكن يزعلها ابدا…صح يا غيث
افاق غيث من شروده بقمر وكيفيه مصارحتها بالحقيقه ولكن بعد اعلانها لحبه…افاق علي هزة امه الخفيفه له ليقول وهو يهز رأسه موافقا والداته الرأي
=اه صح يا امي…انا بحب قمر ولا يمكن اأذيها…بس معلش مبحبش حد يدخل بيني وبينها…حتي لو كنت انت يا جدي…وبعدين بلاش تنسي ان انت السبب في حالتها دي.
يحيي بحنق
=ما خلاص بقا يا غيث …ميبقاش قلبك اسود…ايه يعني لما جدك يغلط…ما كلنا بنغلط…المصيبه مش في الغلط…المصيبه اننا منتعلمش من غلطنا.
هز غالب رأسه بحزن قائلا
=عندك حق يا يحيي…وانا اتعلمت من غلطي زمان ودلوقتي…وبراحتك يا غيث مع قمر…انا مش هدخل بينكم تاني…ومتخافيش علي ابنك يا ضحي.
نهض يحيي لانهاء الموقف قائلا
=قومي بقي يا ضحي…الكل جوه قلقان عليكي وعلي غيث…قومي طمنيهم…ولا علشان انتي اطمنتي مش هامك غيرك…مينفعش كده….
نهضت ضحي برفقه غيث قائله له بهمس يسمعه وحده
=غيث يا حبيبي…حاول تصلح امورك مع قمر…البنت باين عليها فعلا انها زعلانه ومخنوقه وضعيفه الحيله…بلاش تقسي عليها أكتر من كده.
هز غيث رأسه بطاعه وسحبها في يده ليدخل الي حجرة الاستقبال ليجلسوا جميعا جلستهم العائليه.
استمرت الجلسه العائليه لوقت طويل …ولا يخلوها من طابع حمزة المرح حتي يخرجهم من حاله الحزن الا ان جائهم النعاس…منهم من سيقضي ليلته متحسرا …ومنهم هادئا…ومنهم متوجسا…ومنهم حزينا…صعدغالب الي غرفته واخذ معه همس بحجه ان تعدل من نومته علي الفراش ولكن هذا ليس السبب السبب هو تاكيد ما قاله شادي لها انه لم يمس قمر نهائيا بسوء وان من البدايه شادي يصف معهم ضد والده…عرض يحيي علي ساميه توصيلها هي ووديعه مما ضايق بثينه فعزم حمزة امره ان يوصلهم بدلا عنه
في السيارة كانت ساميه تجلس بجوار حمزة ووديعه بالخلف …طوال الطريق كان حمزة يعدل من المراءة حتي يتسني له الامر لرؤيه عيون وديعه الحزينه والذي اقسم ان يضحكها…بعد توصليهم هبطت ساميه هي ووديعه فاستاذن حمزة ساميه لتبقي معه وديعه للاتفاق علي خطه عمل الغد …فهمته ساميه علي الفور ورأتها فرصه للترويق عن وديعه …جلست وديعه بجواره وحدثته باقتضاب قائله
=خير…مكنتش قادر تستني لبكره…ونتكلم في العياده.
تنهد حمزة قائلا
=ممكن كنت استني لبكره…لو هتكلم في شغلك…انما أنا عايز أتكلم في حاجه تانيه
قطبت وديعه جبينها وقالت
=حاجه تانيه…ايه هي…انا مفيش بيني وبينك الا الشغل.
نظر لها حمزة نظرة لوم وعتاب وقال
=ده بالنسبه ليكي انتي…انما انتي بالنسبه لي حاجه تانيه…حاجه مقدرش اشوفها لحظه حزينه…مش هقولك ليه الحزن اللي في عنيكي ده…لاني عارف سببه…كل اللي أقدر اقوله…اني موجود لمسح اي لحظه حزن في عيونك..
ضيقت وديعه عينها وقالت
=ولما هو كده…ليه انت كمان خبيت عليا حكايه غيث؟
ابتسم حمزة وقال
=دي حاجه تخصه…انما لو تخصني هقولك علي طول.
زفرت وديعه بحنق وقالت
=طيب…خلصت اللي عندك؟
نظر اليها بمرح وراقص لها حاجبيه وقال
=لسه…عمرك ما هتقدرى تخلصي اللي عندي…انا عندي حاجات كتير …بس هتطلع في الوقت المناسب.
اشاحت وديعه وجهها الي الجانب الاخر وابتسمت قائله
=انت فظيع…بتعرف تضحكنا كلنا…واحنا جوانا حزن كبير…انت ازاي كده؟
ابتسم حمزة قائلا
=عارفه انه مش وقته…بس انا هقولك حاجه…يمكن انت ملكيش ذنب في اللعبه دي وما اختارتيش والدك…بس صدقيني ربنا هيعوضك بواحد هيكون ابوكي وجوزك.
رفعت حمزة كتفيها بلا مبالاه وقالت
=مش مهم يكون زوج…اهم حاجه يكون اب…تعرف انا بحس ان عمو يحيي ده بابا..زوانت حمزة اخويااااز
لطم حمزة علي وجهه وقال
=نعم يا اختي…اخوكي مين…احنا هنستعبط…انتي عايزة امي تقتلك…هسمحلك بيحيي كاب…انما انا استحاله أكون أخوكي فاهمه…ولا لا.
كتمت وديعه ضحكاتها وقالت
=ليه كده يا حمزة يا اخويا…طب قولي دلوقتي انت صفتك ايه في حياتي…مديرى مثلا
فتح حمزة باب سيارته وازاحها لتهبط وهي منفجرة من الضحك وهو يقول
=انزلي…انا واحد عندي ضغط وسكر…ومش ناقص فقع مرارة…قال اخوكي قال…وحتي أنا مش مديرك..زأنا طردتك…متجيش الشغل بكره.
وانطلق بسيارته وهي في قمه ضحكها عليه
وانطلق بسيارته وهي في قمه ضحكها عليه.
…اما عن غيث فقد تجاهل قمر تماما واخذ والداتها تتبطأ ذراعه وضعد الي غرفتها غافلا عن تلك العيون الحمراء التي تدوب من الحسرة…زفرت قمر وتنهدت تنهيده طويله وصعدت غرفتها…واخذت حماما باردا ليهدأ حرارة جسمها وفكرت فيما ترتدي…شعرت قمر ان غيث سينام في غرفه والداته الليله لسوء حالتها …فارتدت بيجامه هوت شورت من خامه الستان الناعم وذات لون بني محروق ليبرز جمال بشرتها البيضاء الناصعه…ونثرت شعرها الهجرى الاحمرالمائل للبرتقالي حيث كل من يراها يعطيها صفه الفتاة البرتقاليه…صعدت الي فراشها وفتحت كتاب لتقراءه واستغرقت وقت طويل في قرائته حتي نامت علي نفسها وهي بهذه الحاله…دلف غيث الي الغرفه بعد اطمئنانه علي والداته ليتفاجئ بنومه قمر الهادئه وشعرها يتناثر من حولها …وملابسها المثيرة وجسدها الملفوف…اغمض عينيه كثيرا ثم فتحهما ليتأمل حوريته النائمه…تقدم من الفراش وجلس امامها بهدوء حتي لا تستيقظ…فوجد بيدها كتاب عنوانه…طمعت في عشقك…اسم الكتاب يكفي ان يهز كيانه…جعله يتساءل بينه وبين نفسه…ايعقل ان يكون المعشوق هو؟…لطالما هي عاشقه له لما لا تبوح بهذا العشق…هو غير مقتنع تماما ان الحدث المزيف بينها وبين شادي هو السبب في بعدها عنه…يقسم لو جاءته واعترفت بحبها له سوف يبوح لها بسر شادي…لانه يتمزق كثيرا لحالتها …حاول ان يتحسس ملامحها بدءا بيدها واصابعها الرقيقه لينزع الكتاب من بين يديها ويقبل راحه يدها …حاول لم شعرها المتبعثر ليقوم بابعاده عن عيونها ورموشها البنيه…قام بتقبل جبهتها قبله رقيقه جعلته يشتم رائحه وجهها ويذوب بها…لم يتمالك نفسه فالتقط شفتيها الرقيقه في قبله جعلتها تستيقظ وتشهق داخل فمه ..مما جعله يبتعد عنها قليلا وهو ممسكا بيديها لينهضها امامه لتجلس نصفه جلس ترمش بعيونها متوجسه لافعال غيث معها…فهي تعلم تماما انا ويهيئتها هذه لن يتركها ابدا…وهي لا ترضي لنفسها ان تكون محطه في حياته يندم بعدها ويتركها…هي تعتقد دائما انه يستحق فرصه احسن منها…
نظر لها غيث بهيام وتحدث بصوت اشبه للهمس قائلا
=زعلتي مني لما سيبتك لوحدك وطلعت…انا مكنش قصدي…انتي شايفه بنفسك حاله امي…مكنش ينفع اسيبها تطلع لوحدها…كان لازم اطمن عليها.
هزت قمر راسها بالنفي وهي ترتجف من هدوئه قائله برقه
=لا طبعا انا ما زعلتش ولا حاجه…ده حقها عليك…حتي لو كنت نمت معاها النهارده…أنا مش هزعل منك…دي امك برضه…وانت يا بختك عندك ام فيها حنان الدنيا
انتفض غيث من كلماتها واهتز بداخله لانه علم انها تتحسر علي والداتها وتقارن بينها وبين والداته…فجذبها بين احضانه يربت علي ظهرها بحنان بالغ قائلا
=انا اللي بختي حلو بيكي …وبعدين ماما بتعتبرك بنتها…انا مش عايزك تزعلي يا قمر احنا مبنختارش اهالينا ولا هما بيختارونا…وبعدين تعالي هنا وهما مين اللي يتجوز قمر الزمان ويروح ينام مع مامته؟
خرجت قمر من بين احضانه تبتسم بخجل قائله
=انتي لسه برضه بتناديني بقمر الزمان…تعرف انك الوحيد اللي بتناديني بالاسم ده…حتي لما كنت غايب محدش نادني بيه…انت وبس وبابا الله يرحمه اللي صمم يكتبني كده في شهاده ميلادي…ويكتب اختي همس الكلمات…ياريت اللي يتجوز همس يناديها باسمها الكامل.
ابتسم غيث بمكر وقال
=شادي اكيد عارف ان اسمها همس الكلمات…متقلقيش الواد دايب فيها…ومسيره يقولها…والله اعلم ما يمكن قالها…انا سمعتها انها راحت لعمتي النهارده وقابلته وراجعه طايرة من الفرحه
انتفضت قمر من مكانها ونظر لها غيث واحس انها مشاعر غيرة تقتحمها لولا ان سمعها تقول
=انت لسه مصمم تنفذ تهديدك…علي فكرة انا مش فارق شادي بالنسبه ليا…انا كل اللي شايله همه همس…ازاي تتجوز واحد زى شادي.
ابتسم غيث لها بهدوء وقال
=مش يمكن زى ما عمتي قالتلك …انه مقلب من مقالب ضياء…وشادي معملش حاجه…ولا انتي حابه يكون حقيقي…علشان تفضلي بعيده عني.
اعطته قمر ظهرها تعتصر من الالم فهي الوحيده التي تعتقد ان ما حدث بينها وبين شادي حقيقه مطلقه…فحدثت غيث بجمود قائله
=لو انت حابب تفهمها كده…افهمها …انت وراحتك…انا مش طالبه منك غير انك تمنع جواز شادي وهمس …واعتقد انك تقدر…وتقدر تمنع جدي انه يدخل كمان.
ادارها غيث اليه ممسكا خصرها هامسا لها بنعومه قائلا
=ومين قالك ان همس هتوافق علي كده…همس بتعشق شادي ومن زمان…اللي بيعشق يا قمر بيتغاضي عن غلطات حبيبه…مش زيك بتحاولي تحطي الصعوبات في طريقنا.
اجابته بخوف
=لا مش بحط صعوبات…ليه بتقول كده…انا بس خايفه.
وضع يديه علي خديها وقال بنعومه
=خايفه من ايه…خايفه مني…انا ميهمنيش اي حاجه…كل اللي يهمني هو حبك ليا…وقلبك يكون ملكي لوحدي.
ارتفعت أنظار قمر له بحب وقالت
=انا فعلا بحبك…وبحبك من زمان كمان…ولدرجه اني شايفه نفسي قليله عليك.
نظر لها بلوم وعتاب قائلا
=تاني يا قمر …مصرة برضه…يا حبيبتي قلتلك قبل كده انا عايزك انتي وميهمنيش اي حاجه…
سألته بهدوء
=يعني انت مستعده تقبلني بعيبي…مش هيجي عليك يوم وتندم…انت لو ندمت يبقا انا كده اتحطمت مرتين… وانا تعبت والله العظيم يا غيث.
كان رد غيث عليها ليس كلاما وانما افعالا قبلها من بين عينيها قبلات رقيقه مارا علي رومشها ليمسح دموعها الرقيقه بشفتيه واضعا يده علي عنقها ليتحسس نبض عنقها مركزاا في عيونها العسليه تائهه فيهم ليميل علي شفتيها يلتهمهم في قبله عاشق طامع في نيل كلمه عشق واحده من عشيقته ومحبوبته…
رواية عشرون رساله قبل الوقوع في الخطيئه الفصل 26