روايات رومانسيهرواية بيننا شئ خرافي

رواية بيننا شئ خرافي الحلقه الاولي

(الحلقة الاولى )

احيانا تشعر انك مررت من مكان ما تذوقت هذا الطعم رأيت نفس الشخص واجهت نفس الموقف
لكن لا تجد تفسير احيانا حدثك يخبرك بأن لا تفعل شئ ألا تقترب لكن القدر المحتوم هو من ينتصر فى النهايه
كل شئ متوقف على خطوة منك ليصبح أمر عادى أو خرافى,,,,

فتحت عينها ببطء شديد وهى ترى كل ما حولها مشوه حتى ذلك الصوت الذى يزعق فى نفس الغرفه لا تميزه
وابتسامتها المرسومه على ثغرها توحى بانها كانت تحلم حلما جميلا نادتها والدتها متذمره من تكرار ندائها التى
دون فائدة:
_مكه يا مكه صوتى راح يا بنتى وانا بنادى عليكى قومى بقى اتاخرتى على شغلك
عندها انتفضت من مكانها لتحملق فيها كالمجذوبه وتلتفت بعينيها فى المكان وكأنها انتقلت من عالم الى عالم على فجأه
‏حركت رأسها الى الجانبين من أثر الصداع الذى هاجمها فورا وهدرت بتشويش :
‏_ هو انا فين ؟!
جلست والدتها الى جوارها واجابتها ساخره:
_ هتكونى فين يا مكه فى بيتنا يا بنتى هو احنا خطفينك
الكلمه نفسها كان لها مردوا على ذاكرتها الذاخره بأحلامها التى عاشتها طوال اليل قصه حافله بالاحداث والمغامرات
والحب مع رجلا لن تراه طوال حياتها
قفزت على ركبتها وهتفت بجنون:
_نــعم يعنى انا كنت بحلم وما فيش “إلياس”
عقدت والدتها حاجبيها بغير فهم :
_إلياس مين ؟!
هدرت كالمجنونه وهى تتنحى عن الفراش:
_ هااار اسود يا نحسك يا مكه كل دا كان حلم
اتجهت نحو خزانتها وهى لا تعرف ماذا ستفعل أو كيف ستعيش بعدما رأت كل الحب والمشاعر فى احلامها
واستيقظت من جديد على واقع صلب لن ينفذ أيا منها
التفت لها وهى تمسك بجيبه واسعه وقميص ذات ورد احمر كبير وارتدت حجابها وهى تتذكر ماحدث فى غفوتها وتتذمر
بحنق حتى صاحت غير مصدقه :
_انتى متاكده انك ما اتخنقتيش مع ابويا
جحظت عين والدتها التى كانت فى تحير من حالتها الغير طبيعية وهتفت:
_ يا مصيبتى ايه الجنان اللى انتى فيه دا عايزه تخربى بيتى
لم تبالى “مكه” بدهشتها فهى لا تعرف ماذا رأت فى احلامها:
_ بيتك يتخرب دا كان هيعمر هو انتى كنتى هتلاقى زى إلياس
اذدات دهشة والدتها من كلامها الذى لم تجد له تفسيراوقبل أن تتفوه بحرف سألتها “مكه ” من جديد:
_ فين مرام ؟
اجابتها والدها :
_مشيت على شغلها لما لاقيتك اتاخرتى
مسحت “مكه “وجهها بضيق وغمغمت بحنق:
_ حتى انتى يا مرام حظك زفت زيي
سحبت حذائها وتحركت نحو الباب وهى تغمغم بكلمات غاضبه:

_ يا ريتك يا ماما ما صحتينى كنتى سيبتينى انام لما اعفن يا غلبك يا مكه يعنى كل دا كان حلم يا ربى على فقرى فى الحلم والواقع

************ صفحة الكاتبه _بقلم سنيوريتا *********
فى جانب اخر

عدل بدلته البيضاء ونفض بطرف اصابعه أكتافها طوله الفارع وجسده الممشوق فى ذلك الزى يخطف الانظار

ملامح وجه الناعمه بداية من عينه السوداء شعره قصير انفه مرفوع فى كبرياء تعطيه هيبه من رتبته العسكريه
ملازم اول فى مباحث الاداب أبا عن جد …

التف عن المرآة ونزل من الدرج فى فيلاته الواسعه حتى دلف الى المطبخ ورمى كل ما نظمه جانبا وتلك الهيبه ليصنع
الفطار بنفسه دقائق حتى دخلت اليه امراه تشبه الى حد التطابق

وارتسمت ابتسامه ساخره وهى تناديه :
_ صباح الخير يا شريف باشا
التف بوجه ليجيبها بابتسامة:
_ صباح الورد يا ورد
لم يبالغ بالفعل اسمها “ورد” اخته الصغرى والوحيده التى تعرف كل خباياه وحافظت اسراره

خطت اكثر للداخل وهى تستنكر ما يفعله:
_برضوا بتعمل الفطار
رفع كتفيه وصمت قليلا وشرد حتى ظهرت تلك الابتسامة النابضه بالحب واجابها بنبره مفعمه بالحب :
_ ما انتى عارفه “منار” ما بتعرفش تطبخ
ربتت “ورد”على كتفه متسائله :

_لحد امته بس يا شريف هتفضل متمرمط وراها انا عمرى ما اتمنيت لك زوجه قد منار بس اوقات بحس إن منار مش مقدره كل اللى بتعمله ليها هى اصلا مش حاسه بحبك

افرغ ما فى يده فى احد الاطباق وهدر دون انفعال:
_منار حاسه بكل حاجه بس مش عارفه تفرق بين إنى بحبها حب راجل لست وبين بحبها حب اخوى مش عارفه تتخطى مرحلة انى ابن خالتها اللى زى اخوها
جلست الآخرى على حرف المنضدة وأسندت يدها الى جنبيها وسألته بتحير:
‏_ودى هتقنعها ازاى بقى؟

وضع امامها الطبق وهدر وهو يفرج عن ابتسامته :
_ هقنعها ما تقلقيش “منار” بتاعتى هتعب شويه بس فى الآخر هقنعها
بادلته هى الاخرى الابتسام وهتفت بظرافه وهى تغلق طرف عينيها:
_ طيب اعمل حسابك ماما رايحه انهاردة عندها
قفزت الفرحه من عينه وبقى أن يقفز هو الاخر من فرط الحماس فصاح بسعادة:
_طيب انا هجرى ع الشغل وارجع بدرى عشان اوصلكم
سالته “ورد” بمكر:
_توصلنا ولا تطمن على منوره بتاعتك

امسك طرف ذقنها وهدر مشاكسا:
_ازاى تسألى سؤال زى دا طبعا عشان اطمن على منوره
قهقت على مزاحه والتف هو للخارج لتنايه “ورد” من جديد
_مش هتفطر يا شيفو؟
اجابها دون أن يلتف :
_ ما انتى عارفه مش بفطر
ترك لها ما جهزه من افطار شهى على الطاوله لتتحير من أين تبدأ لكنها زفرت بألم على مشاعر اخيها التى تذهب
ادراج الريح امام امرآه لا تعترف بالحب من الاساس ما يفعله من اجل “منار” كثير بل خرافى فى بعض الأحيان
منذوا أن خلقت وهو يحميها ويساعدها وما إن علم بها من عيب راح يكمله فى نفسه بإقتاع تام انه عليه أن يكمل ما
ينقصها وما ينقصها لا يعيبها بل يغمره هو حتى تظل كامله فى عينه بينما “منار” فى وسط كل هذا ترفض فكرة
الزواج تماما وتتمسك بالتعليم العالي الذى تعتقد انه هو سندها الحقيقى لا كتف زوج ولا ظهر اب

إضافة الى ما تكنه لشريف من احترام ومحبه من وجهة نظرها هى اخويه برغم انها لم تسمح لأ ى شخص باحتلال أى مساحه مما يحتلها “شريف “فى حياتها حتى والدها الذى رحل عنهم فى مبكر حياتها

******صفحة الكاتبه _ بقلم سنيوريتا *********

نزلت ” مكه “الى الشارع ورأسها شبه متعطل لا ترى امامها سوى صورة “الياس” وضحكته الصافيه تحفظ كل
ملامحه عن ظهر قلب وكأنها عاشت معه دهرا لا دقائق معدوده فى حلم قصير إن عقلها خدعها وعذبها أشد التعذيب
كيف تعيش فى واقع ليس به “الياس” ؟

شارفت على الاقتراب من مكان عملها دون أن تدرى كيف قطعت كل هذه المسافه جرتها قدمها على ما اعتادت وعقلها قادها فى مكان اخر
كانت تلتف لتدخل البنايه الخاصه بعملها رفعت عينها بملل كى تتفقد المكان بنظر دون ناظر لكنها سرعان ما اتسعت
عينها عندما شاهده عربة القوات الخاصه السوداء الخاصه بالشرطه هرولت نحو الدرج وكاد قلبها قفز من مكانه
وقبل ان تمر بالبوابه اوقفها الظابط بيده التى صدت الباب وباللهجه حاده قال :
_ انتى رايحه فين ؟!
هتفت وهى تتطلع الى الداخل:
_ هكون رايحه فين داخله الشغل
دفعها برفق للخارج :
_ ما فيش شغل انهارده العمارة تم اخلائها
ارتدت الى الخلف وهى تهمس :
_مش ممكن اكيد موجود معاهم
عادت للظابط من جديد تساله:
_ هو فى ايه جوا؟
اجاب باقتضاب دون ان يطالعها :
_ ارهابين بنقبض عليهم
كان الامر لا يعنيها الذى يعنيها هو شخص بعينه عاشت معه حلم طويل وتمنته واقع :
_ الظابط الياس معاهم ؟
ظهر الملل على وجه الظابط وهدر :
_ يا ست انتى ابعدى بقى المكان خطر دلوقت
التفت بيأس يبدوا أن احلامها لن تتحقق وقبل أن تخطو الخطوات العائده نحو الدرج استمعت الى ضوضاء
وخطوات سريعه وكأنه جيش قادم ليدعسها رفعت عينها
امامها لترى جمعا من الرجال الملثمين بالاسود من وسطهم هو يرتدى نظارته السوداء وبذلته الميرى انخلع قلبها من مكانه شعره الاسود الامع وطوله الفارع انفه الدقيقه وشفاه الرفيعه كما رأته تماما بأحلامها وسيم وسامه لا تقل عن
نجوم هوليود رائحة عطره تصلها وهى واقفه مكانها هيئته الاسطوريه سحرت عيناها وكأنه خرج من احلامها
وتجسد بواقعها تجاهلت الجمع وانطلقت نحو ه بجنون لا يجيده سواها
وقفت فى وجه ونادته باسمه مجردا :
_ الياس
كانت حركه مفأجاه للجميع الذين التفوا حولها توجودها غريب ووقوفها فى وجه أغرب لكن من الواضح أن مزاجه اليوم كان متعكرا لا يقبل أى مزاح أو جنون
:
_انتى مين وعايزه ايه ؟!
عينه الزرقاء اللامعه والتى تشع ذكاء اربكتها خفق قلبها بشده عندما علقت بعينه وتجددت مشاعره عاشتها من قبل مع هذا المجهول ثوان تمالكت اعصابها وضعت يدها على صدرها لتعرفه بنفسها:
_ انا مكه
انفرج فاه من الدهشه قليلا ثم تفرسها قليلا ليدرس تفصيلها التى تشبه العسل الخالص رموشها البنيه وعينها ذات اللون المتأرجخ بين الاخضر والبنى وغمازة وجنتيها البارزه كل هذا لم يعنيه ولم يحرك به ساكنا لكن ما دفعه لدراسته هو لمحاولة تذكرها إن كان رأئها من قبل قضب حاجبيه ثم صاح مشددا:
_ هو انا بتعرف عليكى انتى عايزه ايه يا ست انتى وايه اصلا اللى جابك هنا؟!

لم تستطيع اخفاء ابتسامتها تماما كاول مرة قابلته فى الحلم كان غاضبا وصاح بنفس الجمله الحلم يتحول الى حقيقه عادت لرشدها سريعا وقالت :
_ انت ما تعرفنيش لكن انا عارفك كويس وعارفه عنك حاجات كتير اوى

همت لتقترب منه لكنه هدر محتدا :
_ انتى جايه تلعبى معايا ولا ايه انتى مش عارفه انا مين ؟
قاطعته سريعا :
_ لا عارفه اجرء وافضل واجمل ظابط شوفته فى حياتى اقصد فى احلامى
جنونها حتما سيوقعها فى مشكله خاصتا عندما ظهر تشنج فمه استرسلت بنفس لهجه الاعجاب التى لم تخفيها :
_ انت اسمك الياس المنشى
ضغطت على رأسها ونفت:
_ لااا لا منشى ايه اسمك الياس النشامى
ضاق صدره من حديثها الفارغ والتى تخبره فيه باسمه فقط فهو شخصيه عامه معروف شجاعته فى مطارة
الارهابين فى كل مكان وتتبعهم حتى فى معاقلهم ,شملها بنظره فاتره و بظهر يده ازاحها من طريقه امرا من حوله بحنق :
_ خدوا المجنونه دى على البوكس
تحرك نحو الدخل غير مهتما بما قالت تركها ليد احد الشرطين التى دفعتها بقوه لكنها تراجعت لتبتعد من يده وبما ان
الامر بدأ بالجنون فالينتهى بالجنون منذو متى والعقل يأتى بنتايج مثمره خاصتا فى الحب انطلقت كالسهم من ورائه
لكنها لم توازى خطواته السريعه التى اتخذت الدرج طريقا وكى تهرب من الشرطى الذى لحق بها استقلت المصعد هى تعرف ذلك المبنى شبرا شبرا فقد عملت به لسنوات ستعرف أين تختبئ حتى تلتقى بحلمها مجددا…

******************* صفحة الكاتبه _صفحة بقلم سنيوريتا ************************************
فى مكان آخر

تلك المرأه الجميله ذات البشرة الحنطيه والعيون الخضراء تقف فى منتصف المطبخ تمسك باطباق الطعام
وهى تضعهم على الطاولة القريبه التى فى المنتصف تدندن بصوتها العذب بسعاده ومن فى مثل سعادتها
فهى زوجه “ريان مسعود ” رائد فى امن الدوله وابنه “رأفت الالفى ” محامى كبيره ذو قيمه ووزن فى الدوله

وقف “ريان ” على بعد قريب منها وهو يتابعها بشغف وعشق يظهر فى عيناها البندقيه لقد كانت “تمار ”
كالفراشه الجميله فى حياته وجودها فى منزله يضيف بهجه وفرح دون أدنى مجهود كانت قصة حب رائعه
توجت بالزواج لكن برغم ما فيها من بعض الحزن ومشكلات معقده الا انه نجح فى النهايه فى الظف بها ,
انتبهت له “تمار ” واتسعت ابتسامتها وهى تسأله بدهشه :
_ واقف عندك ليه ؟
تحرك نحوها واحتضن ابتسامتها بقلبه وامسك رأسها ومن ثم قبل جبينها اولا ومن بعدها هتف برقه :
_ مش مصدق انك معايا
توردت وجنتها ولمعت عينها وهى تهدر بخجل :
_ المفروض إن عدى وقت كفايا عشان تصدق

اجابها وهو يميل بجبينه الى جبينها معلنا اتكاء قلبه بالكامل على هذا القلب الذى عشقه وتحدى العالم
من أجله :
_مش مصدق ان البيت المكركب المهرجل اللى لونه اسود فى اسود بقى الوان ومترتب
ومنور بملكه خلته له طعم وغيرت هواه

يشعل “ريان ” احاسيسها بكلماته الناعمه والتى نسبه لها اجمل كلمات العشق لانها تسمعها بقلبها
اخفضت عينها عنه وهى تهدر :
_ وانت كل حاجه معاك حلوه يا ريان
رفع رأسه وتأوه عاليا :
_ اااه من اسمى على لسانك بيخلينى اروح الشغل مش طايق اسمع اسمى منهم

انفجرت ضحكا على مزاحه وقهقه معها فاشارت له وهى تسبقه نحو الطاوله التى اعدتها
باهتمام ومن بين ضحكاتها قالت :
_ طيب تعال عشان تفطر

تبعها وقد اختفت ضحكته وهو يهتف متذمرا :
_ لى يا تمار بتعبى نفسك انا عارف انك عند باباكى ما كنتيش بتعملى حاجه من دى
انا قولتلك هعتمد على نفسي ونحاول نظبط أمورنا وانتى تتعاملى على انك ملكه

زفرت بتعب عند ذكرى والدها واجابته بنبره غلفها الحزن :
_ قولنا قبل كدا اللى فات مات وانا ما بقتش “تمار رأفت الالفى ”
انا بقيت مرات الرائد “ريان مسعود ”

نفخ انفاسه بحنق فسرعان ما تحول صباحهم الهادى الى شحن سلبيه دخلت من ثغرات تافهه
جذبها اليه وقبل جبينها من جديد وهمس بهدوء :
_ انا اسف يا تمار
دار على عقبيه وهو يردف :
_ انا نازل
فهمت “تمار ” سبب انسحابه انه غاضب وبشده يبتعد بغضبه كى لا يحزنها تبعته وهى تسأله :
_ مش هتفطر ؟

اجاب باقتضاب دون أن يلتف لها :
_ لاء

فتح باب الشقه مستعدا للخروج وبما أنه انتهى الصباح على هذا فلتلقى ما فى جعبتها ويحدث ما يحدث وقبل
أن يغادر هدرت دون شعور :
_ انا هروح لبابا انهارده
شلت قدمه وتوقف عن التقدم وظل يعتصر قبضته حتى ظهرت عروقه النابضه كى يخفى غضبه ولكنه فشل
فشلا ذريعا فى اخفاء ذلك الغضب فى نبرته الحانقه :
_ روحى بس لو زعلك تانى انا مش هسكت
لكم الباب فارتد مصدرا صوتا عاليا افزعها لا اراديا لم يلتف لها وغادر بوجه تحول لكتله من الدماء
تركها فورا عندما شعر بأنه اوشك على ايذائها تركها تجفل من حدته هى تعذره هو الذى يتحول من الرقه

والحنان للغضب والتوحش عندما يمسها مكروه وخاصتا من اقرب الناس اليها لكنه عليه أن يتفهم ان والدها
لن يغفر لهم امر زواجهم رغما عنه وتفضيل تمار “ريان ” عوضا من رضاؤه هو لكن الحب كان اقوى

من طاعه والدها عادت الى الداخل وهى تحاول تهدئه نفسها لمقابلة والدها التى حتما ستعود منها أسوء من
ذلك ,,,,

**********الكاتبه سنيوريتا ياسمينا احمد ****************

“لدى مكه ”

ضغطت زر المصعد وانطلق المصعد للطابق العاشر ذلك الدور الذى تعرف مخبأه جيدا به وصلت الى غايتها وهرولت عبر الدرج لتقفز دور اخر كتمويه لمن يتبعها

‏نظرت عبر الدرج لتجد “الياس “ومن معه مازلوا مستمرين بالصعود قررت التوقف والبحث عن مكان مناسب للاختباء
‏وجدت ابواب كل الشقق مفتوحه بالفعل تم إخلاء العماره على غفله والفوضى هنا عارمه دخلت احد الشقق وهى تلقف انفاسها المتسارعه وتغمغم بارتياح :
‏_ الحمد لله

ظل وجهها فى الباب ثوان حتى شعرت بشئ صلب يلتصق بمؤخره رأسها جحظت عينها والتفت ببطء وهى تعلم ان
خلف ذلك مأذق لا خروج منه رفعت يدها للأعلى عندما رأت المسدس بين عينيها ارتعش فكها وهتفت:
_ انا اااانا ماليش دعوه

سالها الرجل الذى بتضح عليه الاجرام :
_ انتى ايه جابك هنا؟
اجابت وهى تلهث من فرط الخوف :
_ انا ….انا جايه انا هربانه من الظابط
لم تكمل وانفجرت فى البكاء الحار دفعها الرجل بفوه مسدسه نحو الداخل ليقدمها للمجموعه التى معه مما يشبهوه
تعرف داما انها ذات حظ سيئ ولا تعتمد عليه لكن هذه المرة تاكدت من هذا فحظها العاثر أوقها من جديد فى مشكلة
كبيره قد تودى بحياتها
هدر الرجل لمن معه :
_شكلها طُوعم
زم الاخر شفاه وهو يجيبه :
_ نستحدمها رهينه
عندها انزلت يدها المرفوعه ولطمت بها وجنتها وهى تقول :
_ دا هيغربلنى دا الظابط مخنوق منى
تهجم وجه الآخر وهو يقول :
_ اقتلها
اشهر الاخر مسدسه بوجهها معلنا انتهاء حياتها بضغطه من طرف بنانه اغمضت “مكه ” عينها بقوه وهى ترتجف
وهمست فى نفسها :
_ اشهد ان لا اله الا الله محمد رسول الله

ثم همست بإسمه كما كانت تفعل فى كل مصيبه تقع فيها :
_”الياس ”
وكان اسمه قنبله مفرقعه ذات دوي انطلقت فى الارجاء الاعيره الناريه والتى حسبتها “مكه ” تصوب نحوها لكن العكس كان تماما
حيث اشتبكت العناصر الامنيه بالارهابين
وعلى الفور سحب الرجل الاخر يدها من الوسط ليطلق أعيره طائشه صوب الطلقات الموجهه نحوه
تنقلت عين “مكه “حولها لتشاهد هذا الفيلم الاكشن الذى عاشته من قبل واصبح حولها حقيقيا حشرت فى وسط رجال
كثيرون عدداهم يصل الى سبعه كلهم مسلحين يهاجمون دون رحمه قوات الدفاع تناثرت الطلقات يمينا ويسارا ولم

تنجح بالايقاع بأي منهم عندها عرفت “مكه ” انها هالكه لامحاله إن نجت أو ماتت هؤلاء الوحوش لن يرحموها

حيه او ميته كل ما حضر فى ذهنها أن “الياس “فى الجهه الاخرى وقد يصيبه أى مكروه مما يفعله الباطشون
حاولت النفاد من ايديهم لتطمئن على “الياس ” لكن فى كل مره كانوا يدفعوها للوراء حتى نوى احداهم استغلالها

سحبها تحت ابطه وغطى بها جسده متقدما للامام كانت فى صدمه وعقلها يردد فى اضراب الموت قادم لا محاله وزاد الاضراب اضعاف عندما اطلق المجرم طلقات من سلاحه من فوق كتفها وهو يخرج بها من الغرفه مجبرا اياها على
التحرك لكى ينقذ نفسه من تلك المصيده التى حشر فيها تعالت صرخات “مكه “بانهيار شديد:
_الياس الحقنى

فى الجهه الآخرى انتبه المدعوا الى حيلته الرخيصه فى استخدامها كواقى للرصاص صر على اسنانه بغيظ
عندما سمع ندائها المتكرر ورؤيتها امامه مجددا فى ذلك اليوم العصيب زاد غضبه تجاها غضب سيصبه عليها ان عاشت سأله احدرجال فرقته :
_ نستمر فى ضرب النار يا افندم
انفلت غضبه على زميله يصيح باهتياج:
_ وقف ضرب النار انا هتعامل لوحدى
دخل مباشره الى مواجهه الحقير ويده تمتد بالسلاح حاميا نفسه هدأت الاصوات لدقائق معدوده وخبأ المجرم نفسه وراء جسدها كى لا يقتنصه وايضا فى ظهره باقى جماعته تحميه مما دفعه ليهتف بثقه :
_ عايزين نخرج وإلا مش هتخرج على رجليها
وأشار بمسدسه الي مكه

ابتلعت ريقها ونظرت فى أعين “الياس “التى رمقتها بحنق دفين وهى تقدح بالشر لقد مكنت هؤلاء من اتخاذ رهينه دون أدنى مجهود نقل نظره عنها وهدر بثبات :

_ انت ممكن تخرج على رجليك فى حاله واحده هى السجن
لوح الاخر بمسدسه وهتف بابتسامه سمجه:
_ طيب دى مش هتصعب عليك دى لما تموت
ضم “الياس “حاجبيه وهدر بجمود :
_ اساسا دى لو انت ما قتلتهاش انا هقتلها
هنا اتسعت عين “مكه “بذهول ثم أردف “الياس ” مخمنا :
_ شكلها معاكم

فلوحت ” مكه ” بسرعه فى نفى سريع :
_لا انا مش معاهم
اشار المجرم تجاه رأسها بفوهة المسدس معلنا انه نوى التخلص منها لعل يحث ذلك الظابط للحفاظ على سلامتها لكن “مكه ” لم تقرر بعد الاستسلام دارت بمقلتيها

الى اشارته وكأن الزمن توقف تماما نظرات “الياس ” المغلوله تجاها والاله الحديديه التى ستخترق رأسها نظرت الى عين المجرم الجاحظه و فى ثوان أدركت اللعبه وفهمت غايته أنه لا يريد قتلها يريد قتله هو

عندها تحول كل خوفها الى قوه شحذت همتها وانسلخت من تحت يده فى حركه مفاجاه وقبل ان يستوعب هذا المجرم كانت “مكه ” دفعت رأسها بقوه فى رأسه تدخل “الياس ” سريعا واطلق رصاصه فى قدمه ساعدت مع ركلتها
المتوسطه فى طرحه أرضا وإشتعلت النيران من جديد
وقفت “مكه “فى المنتصف لاتدرى أى جهة تتاخذ لكن دفعها الرصاص المتطاير من الجهتين الى الجلوس أرضا ومحاوله الفرار زحفا من تلك الموقعه لم ينساها “الياس ” بل تركها جانبا لكن بداخله لها توعد لما فعلته أسؤء من
توعده للمجرمين وقع من الارهابين رجلان مصابين وواحد فقط قتيل وهى ترى الدماء وتساقط الجثث بوضوح من زويتها وبدأت تفقد اعصابها فعليا ثلاث ارهابين مهاجمين بشراسه فى مقابل جنود بواسل لا تخشي الموت ظلو
يتعقبوهم فى الغرف الضيقه لمحاصرتهم بلا تراجع مع قائدهم “الياس “الذى كان يقودهم ويوزعهم بانتظام شديد
وسريع استجمعت “مكه ” قواها وهمت لتختبأ خلفه هو الامان بالنسبه لها فى وسط هذه الحرب الدائرة وقفت خلفه
مباشره وامسكت بقميصه بدلته ذات الخامه الثقيله وهو يطلق عدة طلقات من سلاحه

عندما انتبه لوجودها اطلق سباب خافت متوعدا لتلك المجنونه التى تصر على إخراجه عن طوره بتصرفاتها الطائشه تراجع نحو احد الغرف ممسكا بساعدها بعنف جعلها تكمم انفاسها بيدها الاخرى عندما ادركت أنه تحول لوحش كاسر سيفتك بها من فرط الغضب :

_ اقسم بالله لاوريكى أسود ايام حياتك

حركت رأسها بالايجاب كى تهدئه بعدما ارتعش قلبها من تهديده الصريح بايذائها فصاح بها وهو يدحجها بنظرات محذره :
_ خليكى هنا ما تحركيش من مكانك

استمرت بلايماء كى تحصل على هدؤه وتشرح له سبب تواجدها رمقها بنظره عدائيه طويله جمدت الدماء فى عروقها
أيقنتها تماما أن “الياس “الذى عرفته فى الحلم ليس هو الشرس المتوحش الذى امامها , وقبل أن يلتفت ليكمل
ما بدئه امسكت بساعده من جديد لتوقفه فاذداد حده عيناه وهو ينظر الى موضع يدها لم تهتم هذه المره
من اجله فقط ستتحمل حدته قالت بنبره متحشرجه:
_كانوا سبعه باقى منهم تلاته بس
عقد حاجبيه وازاح يدها عنه به وانطلق الى الخار ج دون شكرها على هذه المعلومه عاد الى ساحة المعركه ليقضى من هؤلاء الحثاله ..

*******************الكاتبه سنيوريتا ياسمينا احمد **********************
(لدى منار )

وقفت “منار ” امام المرآه تعدل من خصلاتها البنيه عينها المتسعه عسليه اللون تقطر سحرا
خاصتا ببشرتها الخمريه المضيئه وطولها المتوازن يتماشى مع قوامها النحيل لكنها دوما
تطمس أنوثتها بعقصة شعرها ونظاره كبيره على عيناها وملابس قاتمه الالوان
فى السنه الاولى بكلية الحقوق وتنوى ان تمد فترة داراستها حتى تصل الى درجة الدكتورها

لكن احلامها تطير فى الهواء فور حضور والدتها التى تتمنى زواجها والفرح بها كباقى الفتيات

وعلى ذكر الزواج دخلت “زينب ” والدتها والتى هتفت فور دخولها بنبره حنونه :
_ صباح الخير على بنوتى حبيبتى ست القمرات

التفت لها “منار ” وقابلت ترحبيها بحذر وهى تقول :
_ طالما فيها ست القمرات يبقى فيه افكار سيئه فى دماغك

اقتربت منها “زينب ” والتى تشبها بالقدر الكبير عبثت بخصلاتها لتحل وثائقها وتترك شعرها
ينسدل على كتفها بنعومه وسط ملل “منار ” مالت رأسها اليها فى انتظار المذيد من السخف
بالنسبه لها :
_ ليه يا منار افكار سيئه هو فى احلى من الفرح دا انا نفسي اشوفك عروسه
قلبت “منار “عينها ورمقتها بنظرات بارده فاسترسلت والدتها التى تعرف جيدا
قدر عنادها فصاحت بغيظ منها :
_ بقى كدا طيب يا منار هتقابلى العريس اللى جاى انهارده غصب عنك ما انا مش هسيبك
لمزاجك بقى لحد ما اموت واسيبك

مسحت ” منار ” وجهها فى حنق وهدرت متوسله:
_ يا ماما ابوس ايدك ان شاء الله هتعيشى لحد ما تشوفينى دكتوره قد الدنيا

سارعت “زينب ” بالقول لعل هذه المره تنجح فى استمالتها للفكره المسيطره على عقلها :
_ يا حبيبتى ما دا جنب دا اتجوزى وكملى تعليمك

رفعت احدى حاجبيها وهى تهدر مستنكره :
_ هو الجواز دا حوليه تعليم يا زينبوا دا حوار فاشل

نفخت والدتها لتلعب على وتر اخر لعلها تنجح :
_ يا حبيبتى افهمى انتى لوحدك لا اخ ولا اب ولا سند

صرت على اسنانها بغضب من ذكر الرجل كسند فصاحت بها بحده بعض الشئ :
_ افهمى انتى يا ماما الرجاله عمرها ما بتكون سند واكبر دليل ابويا ولا نسيتى
انه طلقك وسابك وسبنى طول السنين دى من غير حتى سؤال واحنا عايشين
والحمد لله فى احسن حال من غير رجاله

اشاحت “زينب ” وجهها عنها وهتفت بتاثر :
_ مش كل الرجاله زى ابوكى يا منار
حاولت بث الامل لها وهى تستبشر بوجهها قائله :
_ وان شاء الله العريس اللى جاى دا يبقى ابن حلال قابليه انتى بس وهو موافق انك تكملى تعليمك
وعنده شركة ادويه ومش ممانع انك تسافرى تكملى تعليمك حتى و,,,,,
قاطعتها “منار” بتشدد بعدما مسحت وجهه بعنف :
_ مافيش الكلام دا ياماما مش هقابل حد انا

هنا انفلت صبروالدتها وبسرعه تحولت نبرتها للحده وصاحت غاضبه :
_ بت هو انا ماليش كلمه عليكى ولا ايه هتقابليه يعنى هتقابليه

_يييوه

هكذا صرخت “منار ” وهى تتجه نحو المرآه من جديد لتجمع خصلاتها فى كعكه رتيبه انتهت
موضتها من قرن لتتحرك والدتها من ورائها بنفس الحده :
_ بصيلى هنا غصب عنك هتقبليه

التفت اليها “منار ” وهى تجيب ببرود :
_ حاضر يا ماما هتجوزه كمان غصب عنى

نفخت “زينب ” انفاسها ووضعت يدها على صدرها بتعب من نقاشتها المطوله والتى لا تنتهى
الا بفوز سيادة المحاميه الصغيره :
_ حرام عليكى يا منار انا روحى راحت فى المناهده دى انتى كدا هترجعيلى الازمه تانى

اقتربت منها “منار ” وضمتها برفق وقبلت رأسها وهى تهدر :
_ سلامتك يا ماما عشان تعرفى بس إن الكلام عن الرجاله بيبوظ علاقتنا ببعض
وبيجيب المرض

دفعتها والدتها وصاحت منفعله :
_ يا بت ارحمينى بقى بطلى مناهده هتجلطينى

عادت لتسحبها الى احضانها متجاهله تماما حدتها وتستأنف بمزاح :

_ ريحى نفسك من الافكار دى واحنا هنبقى زى الفل

لوحت والدتها يدها فى الهواء تبدى قسما شديد :
_ وقسما بالله لو ما قبلتى العريس ما انتى معتبه باب البيت ولا مكمله كليه

اجفلت “منار ” من حدتها التى استخدمتها بعدما فشلت فى اقناعها واجابته بهدؤء لتسايسها مؤقتا :
_ حاضر يا ماما هقابله

ارتسمت والدتها برضاء وهتفت بهدؤء بعدما نجحت اخيرا فى تحقيق نصف أمالها وهدرت بهدوء :
_ ماشي على فكره ورد جايه هى وخالتك انهارده

عندها قفز ” شريف ” الى رأسها هو منقذها فى جميع أزمات حياتها وسألت بحماس :
_ شريف جاى معاهم ؟
اجابتها والدتها بضيق :
_ ما اعرفش يا منار وما تفتكريش شريف هيمنع العريس دا كمان يجى

زفرت “منار ” بيأس فوالدتها هذه المره رأسها متحجر عن كل مره ودعتها وخرجت دون كلام

************ صفحة الكاتبه _صفحة بقلم سنيوريتا ****************

قررت “مكه ” الخروج من هذا نهائي كان حلما جميلا وانتهى “الياس ” الذى رأته فى احلامها مثيله فى الواقع
لا ينتمى اليه لا يعرفها ولا يكترث لها فا لتخرج على قدمها

عوضا من أن تخرج مكبله الى السجن ابتلعت ريقها وهى تسمع صوت اطلاق النيران بدأ بالانخفاض تدريجيا
فإستعدت للخروج وقبل أن تمر من الباب المفتوح كان هو يسد الباب بجسده الطويل ارتعبت بشكل تلقائي عندما رأته هكذا على فجاه ثم اشاحت بوجهها عنه وهى تهدر بحزن :
_ عايزه امشي

رفع احد حاجبيه وهو ينظم انفاسه التى كاتت تقتلعها من فرط الغضب وهتف بنبره ساخره:
_ على فين ان شاء الله من غير ما تشربى حتى لمون تروقى دمك من الخضه

كانت سخريته واضحه مما زاد ايلامها فنفضت رأسها بحزن وحاولت تجاوزه للخارج نجحت فى أن تبتعد خطواتان للخارج ليمسك هو بساعدها بقوه جعلتها ترتد فى أحضانه كل ما فى قلبها من مشاعر واحاسيس اشتعلت
من جديد وعايشت نفس الشعور الذى عاشته فى احلامها اسبلت عينها وهى تنظر الى عيناه
وهى تتاكد انه يستحيل أن يكون ما عشته حلم انه واقع ومايحدث الآن هو الحلم اسبال عينيها لم يؤثر فى الثقيل
المتشدد لكنه جذب انتباهه بشده هتفت وهى تحدق بعينه:

_ انا عارفك كويس وعارفه انك مش هتسبنى لانك عمرك ما سبتنى
عقد “الياس “حاجبيه محاولا الاستيعاب لكن دون سابق انذار انطلقت رصاصه من احد المجرمين والذى كان مصابا
ومازال يحتفظ بسلاحه استقرت فورا فى كتف “مكه “من الخلف رجت الرصاصه جسدها وخدرت كل حواسها
امسكت قبضتها بملابسه وتشبثت جيدا كى تقاوم تراخى قدمها وهى تسمع فى الخلفيه صوت باقي الجنود يتعاملون مع من فعلها بينما هو كان مشدودا ومرتبكا

من ردود افعالها كيف تثق به كل هذه الثقه وهى لم تقابله سوى من ساعات قليله كيف تقبض عليه وكأنه أخر ما تبقى لها على وجه الارض وهى تنزف وعلى وشك الموت تقريبا
هتفت وهى تفقد الوعى تدريجيا:
_ما تسبنيش انا بحبك
اغمضت عينها عن عينه التى كاد يقتلعها الفضول وتركته يزار بصوت عال :
_اسعاف …اسعاف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى