رواية بيننا شئ خرافي الحلقه الثانيه فى المستشفى تحت يد الممرضه كانت يد” عدى ” تمتد لها وهى تضع له جبيره حتى مرفقه يظهر بعض الضيق على وجهه يشوبه الألم
حتى دخل اليه “ريان “زوج اخته “تمار ” هتف وهو يربت بيده على كتفه :
_اسف لو اتاخرت كنت بشوف زميلى هنا ،،ايه يا بطل لسه فى الم
اجابه بفتور :
_شويه ثم اردف …ما كانش فى داعى يعنى لمستشفى الشرطه كنت رحت أى مستشفى
اعتدل “ريان “فى وقفته وهدر بغرور:
_اومال يبقى نسيبك ظابط وتخرج برا لازم نعمل الواجب اوى بس انت بطل تقلقنا عليك
ثم نفخ بضيق من تيبس رأسه وحشر نفسه فى مشكلات كبيره واسترسل بحنق :
_ عدى فوكك من جو المافيا اللى انت عايش فيه انت محامى مش بطل عشان تعدل المايله
جعد “عدى ” جبهته وهو يرميه بنظرات بارده من عينه الزرقاء :
_ لولا انى عارف الخلاف اللى بينك وبين ابويا كنت قولت انه مسلطك عليا
ابتسم “ريان ” ابتسامه لم تصل الى قلبه تحمل من المراره ما تحمل واجابه موضحا :
_ بالعكس دى الحاجه الوحيده اللى متفق معاه فيه هى سلامتك
نفض كتفيه وهتف بشي من الجديه :
_ سلامتى هو انا ع الحدود انا محامى برجع للناس حقوقها
زعق “ريان ” بغضب :
_ انت مش بترجع للناس حقوقها انت بتحط نفسك فى وش القطر وبتعمل مشكلات مع
ناس ما بترحمش وادى اخرتها كل يوم بإصابه شكل من مجهول
انتهت الممرضه وتركتهم بهدوء ليهتف “عدى ” بأريحيه :
_ على كدا المفروض انت كأبو نسب تعينى حراسه من الدخليه
وكزه “ريان ” بخفه فى صدره على مراحه وأردف :
_ كفايا حراسه ابوك دا يحرس دوله
قهقها معا وشرد “ريان ” فى ما مضي عندما تقدم الى خطبة “تمار ” بشكل رسمى لكن
رفضه ” رأفت ” تماما لسابقه زواجه ولفارق السن لكن ما حدث فى النهايه كان غير متوقع
عاين “عدى “يده بعدما التفت فى الشاش وسأله ليخرجه من شروده :
_والبتاعه دى هتقعد كام يوم على كدا
اجابه “ريان ” مخمنا :
_ اسبوع بالكتير
نهض “عدى ” وهو يسحب الجاكت الخاص به من جواره :
_ ع العموم الف شكر ليك يا بطل
ابتسم “ريان ” وهو يخبره:
_ العفو يا سيدى
تحرك الى الخارج وبرفقته “ريان ” كان باهت جدا وشبه حزين ربما بسبب اصابته التى ستعوقه عن عمله لمده قصيره؛؛؛
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛الكاتبه سنيوريتا ياسمينا احمد ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
فى الجانب الآخر
فتحت “مكه “عيناها ببطء لتصتدم بضوء قوى رمشت بعينها عدده مرات حتى تأقلم اخيرا اتضحت الرؤيا
كل ما ادركته هو انها فى مستشفى لكنها بصعوبة تذكرت
انها سحبت من حلم الى حرب استندت على مرفقيها كى تستطيع النهوض لكن هذا كان صعب مع الالم الذى فى كتفها تأوهت بصوت عالى لتنتبه اليها الممرضه التى الى جوارها والتى هتفت على الفور:
_ ما تحركيش عشان الجرح
تناست “مكه “ما يؤلمها وسألتها فى تلهف:
_فين الياس ؟!
عقدت الممرضه حاجبيها وهى تجيبها بسؤال اخر:
_إلياس مين ؟!
حاولت ” مكه ” تعديل صيغة كلامها لتحصل على احابه واضحه:
_اقصد الظابط إلياس
هدرت الممرضه هازئه:
_ هيكون فين فى شغله ولا تكونى فاكره انك هتصحى من تلاقيه قاعد جانبك
تفاقم الغضب داخل “مكه ” وضغطت على نفسها لتنهض من جوارها ان كانت فعلت كل ما هو مجنون لتراه فى الواقع
من سيمنعها من مواصلت جنونها اذا, سارعت الممرضه بمنعها من التحرك من الفراش خاصتا عندما رأتها تخلع الحقن والمحاليل الموصوله بيدها صاحت بها :
_ ما قولتلك ما تتحركيش
لم تنفذ “مكه ” اومرها وهبت من فراشها تخبرها بعند :
_ مالكيش دعوه انا حره فى نفسي
امسكت الممرضه يدها لتمنعها من تجاوز باب الغرفه وهى تقول :
_ لا مش حره انتى عليكى حراسه انتى تعتبرى محبوسه والباب عليه عساكر
لم تهتم “مكه “بما قالت افلتت يدها من قبضتها وهى تهتف بعصبيه :
_ انا عايزه العساكر دول
فتحت باب الغرفه التى على جانبيه شرطيين مسلحين وصاحت فيهم امره:
_ انا عايزه الياس
نظر كل منهم للاخر لإستيعاب ما قالت فصرخت بهستريا
وهى تشعر انه ضاع من يدها من جديد :
_ عايزه الياس خليه يجينى انا عايزه نادهولى
هتف احد الشرطيين :
_ انتى عايزة الظابط الياس البيومى ولا حد تانى
هدأت قليلا واجابته:
_ايوا انا عايزه الظابط اللى كنت معاه
_كنتى معاه كانت
هذه اجابه الاخر الساخره
نقلت “مكه ” نظراتها بينهم وهى تشك بهما وتداخلت الافكار
فى رأسها وخشيت ان يكون هو الآخر وهما عاشته كسابقه
اعتصرت رأسها وسالتهم من جديد :
_ مش انا جيت معاه
انطلق من اللآخر ضحكه ساخره من تلك المجنونه التى تعتقد انها فى اهتمامات القائد “الياس البيومى ” لياتى لها
هى مجرد مصابه احتجزت فى المستشفى للتحقيق معها
انزعجت من ضحكته الساخره لم تلاحظ حتى انها تقف بينهم بقميص ازرق شفاف خاص بالجراحه تحركت من بينهم وهى تهتدر بغضب تحت تاثير البنج العين :
_انا هروح ادور عليه
عندها تاهب الشرطيين للامساك بها ومعم الممرضه التى كانت تتابع حديثها دون تدخل امسك بيدها الشرطيين
لاعادتها غرفتها ومع احكام قبضتهم وتقيد حركتها زادت عصبيتها وشعورها بالعجز فتعالت صرخاتها بإسمه فى جنون واضح:
_ الــــــــيـــــــــاس انا عايزه الياس
تلوت بين ايديهم خاصتا يدها المصابه التى دب فيها الالم اكثر من قسوة تعاملهم وهم يجبروها للعوده الى فراشها قال العسكري للممرضه :
_دى بايلها مجنونه زى ما قالوا ،اديها حقنه تنيمها لا تسكتها
جهزت الممرضه سريعا الحقنه من جانبها واستعدت لتغرسها فى يدها لكن “مكه ” صرخت اكثر وتلوت بشده فهى تهاب الحقن وهلوست من فرط هلعها :
_ لااااا خلاص انا هسكت بلاش حقن الياس انت فين الحقنى
اخيرا تمكنت منها الممرضه وغرستها فى وريدها لتغيب “مكه ” تدريجيا عن الوعى ..
مجنونه هى ما كان ينقصها هلوست البنج ايضا لهذه الفضيحه الجديده
،،،،،،،،،،،،،،،،الكاتبه سنيوريتا ياسمينا احمد ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
فى منزل مكه
ساد القلق مع تأخرها عن موعد عودتها المعتاد وها هى والدتها تجول فى الشقة الضيقه وهى تتمتم بقلق:
_جيب العواقب سليمه يارب استر يارب
وفى هذه اللحظه فتحت ” مرام “باب المنزل لتسارع امها مهروله نحوها تسالها برجاء:
_هااا عرفتى عنها حاجه
اجابتها “مرام “بيأس:
_لا .. حتى العماره بتاعت الشعل بتاعها كان فيها قلق وكانوا عاملين اخلاء
لطمت الام صدرها لتبطء نبضها الذى تسارع فجأه:
_هتكون راحت فين قلبى هيوقف ابوكى لو رجع مالاقهاش هيجراله حاجه
سارعت “مرام ” بالقول لتهدا والدتها :
_ اهدى يا ماما اكيد راحت لحد من اصحابها وزمانها جايه
جلست والدتها على الكرسي وهدرت :
_انتى مصدقه اللى بتقوليه هى مكه ليها أصحاب
دارت “مرام “حول نفسها بالفعل الامر مقلق وغيابها غير مبرر لذالك استدارت نحو الباب وهى تهتف :
_ انا هروح القسم
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ صفحة بقلم سنيوريتا ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
الياس
دخل الى المستشفى ليستجوب المجنونه التى حشرت نفسها فى جريمه اكبر منها توجه مباشره الى غرفتها
التى انتقلت اليها بعد عمليه اخراج الرصاصه من كتفها
نهض على الفور العسكرى ليؤدى له التحيه ثم هتف ليوقفه :
_ سعاده الباشا الست اللى جوه ما بطلتش تنادى على سعادتك وكانت عايزه تروح لك
احتل التعجب تعابير وجهه وهدر مستنكرا :
_ تروحلى
اجابه الاخر مؤكدا :
_ ايوا والممرضه اديتها حقنه مهدأه لاننا ما كناش عارفين نسيطر عليها
نفض “الياس “رأسه بعدم اهتمام وامسك مقبض الغرفه ليديره وهو يهتف :
_شوف شغلك يا ابنى
اعتدلت الممرضه فى جلستها فورا عندما دخل “الياس ” بينما كانت “مكه ” ممده على الفراش غائطه فى سبات عميق يظهرها كالملاك
ودون أن يحيد نظره عنها سال الممرضه برسميه شديدة:
_هتفوق امته ؟!
اجابته سريعا :
_ انا اديتها حقنه مهداه مفعولها هينتهى كمان نص ساعه بس لازم اديها وحده كمان دلوقت عشان ما تصحاش
دى لما فاقت بهدلت الدنيا وخرجت لنص المستشفى
وشكلها ما كانش طبيعى وكانت بتصرخ ومش عايزه تاخد الحقن و…
قاطعها “الياس ” بتأفف :
_خلاص .. روحى انتى وانا هستناها لما تصحى استجوبها وبعدين ابقى اديها الحقنه
سألته الممرضه بدهشه:
_اروح يعنى امشى
التف اليها “الياس ” واجابها ساخرا:
_ اومال معناها ايه اتفضلى يلا وانا هستناها تصحى
دارت الممرضه على عقبيها وفى نفسها تعجب من سخريه القدر ستستيقظ “مكه” تجده امامها كما استنكرت هى ذلك …
اغلقت الباب من خلفها وظل “الياس ” واقفا فى محله يحدق اليها بدقه تشبه الحوريات بشعرها الاسود المتناثر حول وجهها الابيض عيونها الفتاكه حتى وهى نائمه تحفظ رموشها الطويله سحرها فمها المضموم كختم الجمال
يزيدها بريقا يخطف الالباب لكن كل هذا لم يحرك انش من جبل الثلج داخله
تحرك باتجاها واقترب منها ثم مال بجذعه ليشاهدها عن كثب ان كان جمالها خادع أم هى وحدها فتنه ثم ابتعد عنها ينفخ بضيق لا سبب له الصمت معها موحش لقد رأها صباحا وأرهقته بكثره كلامها تمنى لو تسكت للا بد لكن الان
لا يتحمل بضع دقائق لتستعيد فيها وعيها تحرك بملل حول الفراش مجاهدا نفسه فى عدم النظر اليها لكن مع كل خطوه كانت تخونه عيناه وترمى نظره بطرفها لتراها لمح الغطاء منزلقا عن نصف جسدها اقترب منها ومال بجسده ليدثرها جيدا
واخيرا فتحت عينها واكتمل انهياره سودوايه عينها وهى ناعسه اشد روعه من أى شئ رأه من قبل ,ثوان معدودة اعتدل هو فيها ليتغلب على مشاعره وتحمحم لينبها بوجوده وبالفعل انتبهت قفزت من نومته تناديه بحراره:
_الياس انت جيت
زاد تعجبه ورفع حاجبيه من حرارة استقبالها وهى فى تلك الحاله ثم سألها بسخريه:
_انا نفسي اعرف انتى بتعاملينى على اننا نعرف بعض ليه ؟
تمالكت نفسها وشعرت بالخجل فجاه امامه وتحمحمت بصوت مسموع ليسترسل هو مكملا سخريته:
_ ايه الاجابه وقفت فى زورك ولا ايه؟!
لم تجد ما تجيبه به لكنها تحسيت كتفها المصاب وهى تهدر:
_ كتفى بيوجعنى
اجاب وهو يجلس على الكرسي قبالها:
_ لازم يوجعك الرصاصه خرجوها بالعافيه سنه كمان وكان زمانك ميته
رمقته مطولا كى تملى عينها منه وكأنها تراه بعد سنوات فراق هو بعينه من عاشتة معه فى احلامها
قصة حب وبالنسبة لمكه تحديا فهى لا تخيب احلامها تتمتع بقدر كبير من الشفافيه والنورايه التى تجعلها
تملك حاسة سادسه تؤل لها ما قد يحدث وطالما رأته فى حلما يصبح فارس احلامها المنتظر
لاحظت نظراته المتعجبه من شرودها فهتفت بحرج:
_انا اسفه
خرج هو من هدؤئه وهتف بخشونه:
_هو ايه اللى انا اسفه انتى كنتى بتلعبى بالعرايس انتى متورطه فى تنظيم ارهابى ومطلوب منك تقرى على المجموعه اللى كانت معاكى وتعترفى عن هدفك فى عرقلة المهمه من بدايتها
استمعت له وثغرها مفتوح ويفيض من عينها الاندهاش الممزوج بالبلاهه ليتعزز بداخله شعور انها طفله متنكره
فى جسد أمراه ناضجه ليس إلا…
وقبل ان تتحرك عاطفته صاح بحده:
_ما تنطقى يا بت حكايتك ايه ؟
انتفضت اثر حدته وهتفت بارتباك:
_ انا ما اعرفش حاجه من اللى قولت عليها دى انا حكايتى مختلفه
لطم يده سريعا ليسألها بمط :
_ايوااا اهو انا بقى عايز اعرف حكا يتك
اتسعت عينها على اخرهما وابتلعت ريقها بشكل ملحوظ وسكت صوتها لثوان ثم وقع عينها على عينه التى ترمقها
بنظرات ثاقبه بينما هو يحاول جاهدا فهمها تبهره وكأنها اكبر من تفكيره بل تجعله يتاكد أن كل ما درسه لا يفيده امام هذه
الداهيه هكذا اصبح اسمها مهما ادعت انها” مكه “ستبقى فى ذاكرته” المرآه الداهيه ”
قررت اخباره لكن ساورها الشك من اقتناعه فهتفت بصعوبه :
_ما اهو انا لو قولتلك مش هتصدقنى
مد جسده للامام ليقرب المسافه بينه وبينها قليلا وقال بنبره هادئه ليجاريها :
_ومين قالك قولى انتى بس وانا هصدقك على طول
قفزت على ركبتيها ومدت هى الاخرى جسدها تجاهه تهدر غير مصدقه :
_ بجد يعنى هتصدقنى
جال بعينه فى وضعيتها المرحه والتى تؤكد جنونها وهتف بخبث:
_ اه هصدقك هو مين بيطلع علينا الاشاعات دى بس دى حتى معروف الشرطه تصدق الشعب
تبسم وجهها وتشجعت لتحكى له وصدقت انه سيصدقها وما يطمئنها أن بدايتهم معا فى الحلم كانت مثل هذه
امسكت طرف اصابعها وضغطت عليهم لتخفف التوتر الذي انتابها
واستعدت للحكى وهى تنظر فى عينه واسترجعت كل حلو حدث بينهم وببراءة شديده هتفت :
_ انا حلمت بيك
لم ينفك عن وجهه تعابير الدهشه ردد ورائها ساخرا:
_حلمتى بيا
ودون اكتراث لدهشته اجابة ببساطه:
_ ايوا حلمت بيك بس حلمت حلم يتعاش
أردفت بحرج وهى تبعد عيناها عن عينه :
_روحنا مكان بعيد وبعد كدا اتخطفت وانت انقذتنى وحبينا بعض وبعدين رجعت واتجوزنا وخلفنا ولد زى العسل انا
وانت كان لينا حكايه كبيرة الناس كلها عارفها وانا عارفه كل حاجه عنك عارفه إمتى بتضايق وإمتى بتعصب وإمتى
بتبقى رايق وحافظه كل كلامك
سكتت قليلا ثم مددت جسدها تجاه ونظرت فى عمق عينه وهتفت بنبره هادئه وهى تشير باصباعها تجاه :
_انا انت
ساد الصمت بعدها و”الياس ” يستمع لكلماتها التى غادرها المنطق فى حالة شرود تامه كأنها خطفته فى حكايه من أساطير الحكايات طريقتها فى السرد غير معقوله وجنون ما تحكيه يزيد دهشته لكنه لا ينخدع ولا يساق وراء ما تدبره
أيان كان هتف بهدوء:
_هـسجنك والمصحف لأسجنك
ابتسم ثغرها وهدرت وهى تحرك رأسها بالقبول:
_ انت برضوا كنت بتقولى كدا فى الحلم
زعق فيها بحده:
_بتحلمى بمقدم فى مكافحة الارهاب انتى دماغك شطحت لدرجادى احلمى على قدك يا شاطره
قالها وجلس على الكرسيى المقابل لها
انتفضت من صوته الحاد لكنها تمالكت نفسها وصاحت هى الاخرى نافيه:
_مش ممكن يكون حلم دى حياه تانيه عشناها سواء وإلا كنت ازاى عرفتك وعرفت اسمك وكمان
انت قولت نفس الجملة اللى كنت بتقولهالى فى الحلم
ظهر الضيق على وجه وهو يسألها بغته:
_انتى مجنونه مش كدا ؟؛
نفضت رأسها بالنفى وأجابته بتروى:
_ فى حاجه مش مظبوطه واحتمال اكون انا حب عمرك وانت مش عارف ,اصلا انا عمرى ما شوفتك فى الحقيقه
إزاى احلم الحلم الطويل دا واعرف كل حاجه عنك
سكتت قليلا ثم تذكرت شيئا مهما لوحت بإصباعها وهتفت وهى تشير نحو جانب بطنه:
_ استنى انت عندك جرح فى المكان دا
نظر الى موضع اشارتها باستخفاف ثم اعاد النظر اليها من جديد يسألها ساخرا :
_ انتى بتفرجى على افلام هندى كتير ؟
اصابها الغضب من عدم تصديقه وتشكيكه فى كلامها ولكنها اصرت على أن تحصل على اجابه تؤكد ما برأسها:
_ فى جرح هنا ولا لأ
مسح وجهه بضيق من اصرارها العجيب وصاح غاضبا :
_انتى كنتى شوفتى الجرح فين انا لسه مقابلك الصبح
هتفت بجديه وهى تقف على ركبتيها :
_انت كنت جوزى فى الحلم
ضيق عينه بحنق لقد تجرأت عليه وهذا أغضبه بالفعل هتف بخبث :
_ انتى ليه بتحكيلى حاجات مالهاش معنى احكيلى الحاجات الاهم فى مواصفات تانيه ما حدش يعرفها
غير المتجوزين
احمر وجهها بسرعه من تلميحاته وتراجعت للخلف فقد نجح فى إحباط حماسها بواقحته وما الجديد عليه إنه هو الذى دوما
فى حلمها كان وقح وفظ
نهض “الياس ” من مكانه وهتف اخيرا:
_انا كنت شاكك انك مجنونه بس الصراحه بعد ما قعدت معاكى اتاكدت عموما الموضوع خرج من ايدى وانا هسيب
المستشفى هى اللى تحدد انتى مجنونه ولا لأ
كمان موقفك فى القضية هيتواله ظابط أمن دوله لانى انا مش عارف اقعد معاكى عشر دقايق من غير ما افكر
فى قتلك
كل اللى اقدر اقولهولك أنك ورطى نفسك ورطه كبيره خالص ويا تصدقى وتدخلى مستشفى المجانين يا ما تتصدقيش وتدخلى السجن
دار على عقبيه مستعدا للمغادره فأوقفه نبرتها المختنقه :
_ استنى
التف لها ليسمع ما ستقول بإهتمام،ليجدها علقت عينها على عينه وهتفت بقوة عجيبه:
_انا مش فارق معايا إنى ادخل السجن أو مستشفى المجانين لانى واثقه إنى لو همست فى سرى بإسمك هتجينى
غصب عنك
شدت ظهرها للخلف دون أن تحيد نظرتها عنه بينما هو وقف مشدودا من ثقتها الكبيره به التى مستحيل تكون بنتها كلها
على حلم وبين تشتت عقله وقلبه شملها بنظره فاحصه
ليرى ما ترتدى والذى تغافل عنه لفتره لكن اصبح واضح الآن وضوح الشمس انها شبه عاريه لذا لجأ
لوقاحته المعتاده حتى يحبط عزيمتها قائلا بوقاحه :
_ طيب استرى نفسك قبل ما تهمسي بإسمى لاحسن انا مش ببقى ضامن نفسي طول الوقت
شدت الغطاء سريعا على جسدها وصاحت غاضبه :
_انت قليل الادب
اشتدت نبرته وصاح مشددا :
_هطولى لسانك همد ايدى
اجابته ابهجت قلب “مكه ” اكثر تماما هو “الياس ” الذى عاشت معه من قبل جاهدت اخفاء شبح ابتسامتها
وهدرت وهى تشير له بكبرياء :
_اتفضل اخرج
تأملها قليلا بعيون لامعه فكررت جملتها بصوت اعلى :
_يلا اتفضل امشى
فزفر بغضب وتحرك للخارج …
**************الكاتبه سنيوريتا ياسمينا احمد ********************
فى الجانب الآخر
استقلت “تمار ” سيارتها المتجه نحو بيت والدها ورأسها فى مكان بعيد عن هذا الطريق الذى تحفظه
عن ظهر قلب وتجدد الذكريات بسرعه تماثل سرعه سيارتها
فلاش باك
وقفت فى وجه ابيها تستجلب عطفه وهى ترجوه بصوت مبحوح :
_ يا بابا ارجوك وافق انا وريان بنحب بعض ومش عايزين غير موافقتك
اشتطاط “رافت ” من جرأتها فى البوح عن مكنون صدرها وصاح غاضبا :
_ انتى اتجننتى يا تمار ازاى تقوليلى حاجه زى كدا خلاص فجرتى
هتف بخجل وهى تنكس رأسها بأسف :
_ سامحنى يا بابا بس حضرتك مفكر ريان مجرد عريس فحبيت اوضح
لطم سطح مكتبه بعنف كى يخبرها بحده :
_ قولت مش مناسب يعنى مش مناسب وأى حد تانى هتجوزيه هتحبيه الحب مش هيخلينى اوافق
على جوازه دى
رفعت وجهها اليه وقد ظهر فى عينها الواسعه الدموع تعرف جيدا أنه قرر وصعب أن يرجع فى قراره
لكن يكفيها شرف المحاوله لتهدر :
_ عشان خاطرى انا يا بابا انا مش شايفه حد غير ريان ويا اما توافق على الجواز يا اما ,,,,,
هب واقف وبخضرة عينه نارا تنذر باندلاع حرب لن تستطيع “تمار ” مواجهتها وحدها زمجر غاضبا :
_ انتى بتحدينى يا تمار اظاهر انك ما تعرفيش ابوكى كويس و,,,
قاطع توعده الذى كان سيهدر به دخول اخيها “عدى ” الذى سرعان ما احتمت بصدره تمار وراحت تبكى على صدره
من فشلها فى اقناع والدها نفخ “عدى ” وهو يربت على ظهرها بحنو وهدر موجها كلامه لوالده :
_ انا مش فاهم انت رافض ليه هو فى احسن من ريان مسعود احسن رائد فى امن الدوله الراجل سمعته زى الجنيه الدهب وانت اللى دخلته بيتنا وكان صاحبك
احتد “رأفت ” على ابنه وهو يجيبه :
_ ايوا فيه احسن من أرمل وعنده 40 سنه صحح معلوماتك اختك عندها 22 سنه اكبر منها ب13
سنه فين التكافؤ ولاعشان ضحك على عقلها ولعب بدماغها بخبرته يبقى خلاص اقدمهالوا انا على طبق
من فضه دى “تمار رأفت الالفى ” لا غبار عليها حسب ونسب وجمال ما ارميش انا جوهره زى دى فى التراب
قلب “عدى ” نظره بملل فى المكان يعرف الموضوع بالكامل لكنه يؤيد اخته بشده ويعلم جيدا انه لاسلطه تعلو
سلطه القلب هتف ليستوضح له ما سيحصده جراء تكبره :
_ والجوهره اللى ابتكلم عنها دى هتنطفى لو فضلت تاخد قرارت مهمه نيابه عنها سيبها تتجوز
اللى بتحبه هى مش بتحب واحد من الشارع دا ريان مسعود وانت عارفه كويس
زعق والده وهو يقترب منه بخطوات مهروله :
_ وانا رافت الالفى وبكلمه منى اشيله من منصبه واحطه على باب جامع
نزع “تمار ” من بين احضانه وامسك بكتفها بقسوة وهو يهدر :
_ من انهارده ما فيش خروج مافيش تليفونات لحد ما ترجعى لعقلك
انفجرت فى البكاء بهستريا من قسوته التى لم تعاهدها من قبل وفرض رأيه بالقوة
عادت على صوت بواق عالى ينبها قبل ان تصدم بأحد السيارات الماره امامها
انتبهت سريعا وامسكت المقود لتحيد عن السياره التى فى مواجهتها سريعا ثم تنفست
الصعداء بعدما نجت من تلك الحادث واستمعت باذنيها لتعليقات سلبيه عن سواقة السيدات
تجاهلتها جميعا واكملت السير مسحت تلك الدمعه المتمرده التى عادت معها من ذكراه الاليمه
الموقف كامل كان صعبا على “تمار ” فقدانها حضن ابيها يؤرقها حتى هذه اللحظه ومازالت
تحاول ارضائه والحصول على مباركته بعدما فشلت فى اقناعه
***************الكاتبه سنيوريتا ياسمينا احمد ********************
فى منزل منا ر
رحبت “زينب ” باختها “ماجده ” وشريف و”ورد ” شديد الترحيب وجلسوا جميعا فى وسط الشقه
هدرت زينب بفرح :
_ والله انهارده فرحتى فرحتين يا ماجده يااختى
تهالل وجه اختها تأثر بما قالت ” زينب وراحت تسألها :
_ فرحة ايه فرحينى انا نفسي افرح
ونظرت الى شريف كى تلفت انتباه اجابت “زينب ” بسعاده :
_ انهارده فى عريس جاى لمنار وهى موافقه تقابله
تبدل ملامح “شريف ” وقاطعها محتدا :
_ يعنى ايه موافقه تقابله ؟
التفت اليه “زينب ” وقد تحولت ملامحها للضيق واجابته محذره :
_ ايوا موافقه يا شريف وممنوع بقى تد خل فى الموضوع دا انا خلاص تعبت
وعايزه افرح ببنتى
نظرت “ورد ” الى حالة شريف التى بدت على وشك الانفجار وهدرت متهلله :
_ الف مبروك يا طنط ثم استرسلت بمزاح مش كان شريف اولى
تعرف “زينب ” انها ليست مزحه عابره هى تشعر جيدا بما يكنه شريف لابنتها وما تنكره ابنتها
ببلاهتها وغبائها ولكنه آخر شخص تريده أن يتقدم لخطبتها اجابته بصدق :
_ شريف يستاهل احسن من منار مليون مره انا مش عايزه اخسر اختى بسبها
تدخلت “ماجده ” بحنو :
_ ما حدش يقدر يخسرنى اختى حبيتى حتى لو كان شريف نفسه وانتى عارفه كدا يا زينب
اجابتها الآخرى مسرعه :
_ ايوا عارفه بس منار بنتى مش مضمونه دماغها ناشفه اديها سابقه لسانها ولا بتعرف تلبس
زى البنات ولا تتسهوك ولا حتى ليها فى المطبخ
كان “شريف” يحك ذقنه بتمهل قبل ان يهدر بعصبيه :
_ انا مش عارف انتى ليه بتكلمى عنها كأنها مش بنتك
سارعت “ورد ” بالتغطيه على مشاعر اخيه التى تستفضحها تعصبه ظنا منها ان الجميع لايرى حبه كما يروا الشمس :
_ اديهالنا احنا يا طنط دى منار دى اختى ما تقلقيش عليها
لوت فمها على الجانبين بسخط وهى تهدر :
_ خديها يا اختى دا اليومين اللى بتروح تباتهم عندم دول بيبقوا احلى يومين فى عمرى
يارب بقى تعرف تبات عند جوزها
_ معقول واسيبك يا زينبو
كان هذا صوت ” منار ” التى دخلت بينهم التف اليها الجميع فسالتها والدتها بتعجب :
_ انتى جيتى بدرى ليه ؟
اجابتها وهى تسلم على “ورد ” وخالتها :
_ جيت عشان اسمع التقطيع فيا يا زينبوا
مالت الى “شريف ” الذى لمعت عيناه برؤيها وهتفت بصوت منخفض :
_ عايزينك فى مهمه يا سيادة الظابط
ابتسم لها واجابها وهو يؤكد بعيناه :
_ ما تقلقيش اعتبريها تمت
رفعت وجهها عنه وابتسمت بأطمئنان لطالما كان ينقذها من مأزق والدتها تبادلا النظرات التى
تشرح خطه محكمه دون أن تنبث شفاهم بحرف كلا منهم يقرأ ما فى عين الآخر وكأن بينهم شئ خرافى ,,,,