روايات رومانسيهرواية بيننا شئ خرافي

رواية بيننا شئ خرافي الحلقه العاشره

العاشره

انتهى حفل الزفاف وعقدت “منار ” يدها فى يد “شريف ” وخرجوا الى سيارته وتبعه اصدقائه
وكذالك عائلته ليودعوهم وقفت امام سيارتها واجتنبت والدتها بعيدا وانهارت فى البكاء فى احضان
أختها “ماجده ” وقفت “منار” تشاهد انهيارها من بعيد بحزن فنادتها بصوت عالى :
_ ماما ,,ما تعيطيش اعتبرينى بايته مع ورد

الكلمه جعلت الضوضاء الخافته تهدء وعام الصمت حتى امسك “شريف” خلف عنقها ليسحبها منه
ويدفعه الى سيارته وهو يهدر بغضب :
_ انتى بتقولى ايه اصحابى واقفين

انفجر اصدقائه بالضحك حتى والدتها التى كانت تبكى خبأت وجها فى صدر اختها تهتف بضحكات
ممزوجه مع بكاء :
_ ربنا يكون فى عونك وعون ابنك يا اختى ههههههه

هتفت “منار” وهى اسفل يده تسأل ببلاهه :
_ هو انا قولت ايه ؟ دا انا بطمنها

دفعها الى السياره وهو يهتف من بين اسنانه :
_ بطمنيها ولا بتشمتى فيا اصحابى ادخلى

علت ضحكات اصدقائه ورفعوا صوتهم بالغناء باغنيه موحيه لفشله وقد وضعته منار
فى موقف لا يحسد عليه اشار لهم بيده على عنقه كعلامه توعد

انطلق من بينهم نحو شقة الزوجيه

هتفت “ماجده ” بحزن بالغ :
_ انا مش عارفه “شريف ” صمم ياخد “منار ” ويسكن لوحدهم ليه ما جاش
يسكن معايا ما انتى عارفه مافيش غيرى انا ورد وعارفه غلاوة منار عندنا

ربت “زينب ” على كتفها وهدرت فى محاولة لتطيب روحها الطيبه :
_ ان شاء الله شويه كدا وهتلاقيه يجبها ويجى هو في مسافه بين
الشقه بتاعتهم والفيلا دى فركة كعب

حركت “ماجده ” رأسها بالقبول وهى تهتف موضحه :
_ يعنى انام واصحى فى الفيلا لوحدى انا والبنت

التفت وكأنها وجدت فكرة ستخلصها من هذا الحزن والقلق :
_ بقولك ايه يا زينب ما تيجى تعيشى معايا بدل ما انتى كمان تقعدى لوحدك وكمان
تبدأى فى العلاج بقى حجتك خلص

حركت “زينب ” رأسها بحزن يبدو ان قبول الامر الواقع اصبح امر حتمى

_________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ______

(فى شقة تمار)

خرج الطبيب من شقتها وهى تحرك خلفه بعدما داوى جرح “عدى ” واطمئن على حالة “مرام ”

هدرت وعلامات الضيق تظهر على وجها من الموقف برمته :
_ الف شكر يا دكتور

اغلقت الباب من خلفه واستدارات مندفعه نحو “عدى ” بغضب عارم :
_ انت اتجننت يا “عدى ” معقول تصرف زى دا يطلع منك ازاى اصلا

وبرغم ان رأسه كاد ينفجر من كثرة الضغط اجابها وهو يبعد شعره على جبهته
وحاول ان يكون هادئا وهو يسأل عن حالها :
_ الدكتور قالك ايه ؟
اتسعت عينها بحنق مضاعف من هدؤئه وكأنه لم يفعل شئ صرخت به باحتجاج :
_ انت مجنون بتسأل على ايه يا عدى حتى لو كانت بنت غلبانه مش هتقدر تشتكيك ما يصحش
انك تتحرش بيها بالشكل دا

اعتدل فى جلسته مستاء من سوء ظنها وصاح بها لتفيق :
_ انتى مفكره إنى انا اللى عملت فيها كدا فى ايه يا تمار انتى ما تعرفنيش ولا ايه ؟

تحفزت لخناقه ولوحت له بيدها دون اهتمام وهى تهدر محتده :
_ اومال ايه اللى عمل فيها كدا وليه جاينى من غير قميصك ؟

نفخ وهو يحاول نفض ضيق صدره من هذا الاتهام البشع وهو يهتف مدافعا :
_ مش انا يا تمار كنا فى مظاهره

قضبت حاجبيها وتسألت وهى تحاول اكتشاف الامر :
_ مظاهره ليه ؟ هو انت ناقصك ايه عشان تعمله مظاهره ؟ مش هتبطل اسلوبك دا وكمان ايه اللى
جاب دى معاك دى شكلها مش بتاعة مشاكل

مسح وجه بضيق هذا ما يلعن عليه نفسه لن ينسي هذا الخطأ الذى يزيد شعوره بالذنب
كان يريد أن يصمت دهرا بسبب حالة الحزن التى تجمد قلبه بصدره لكن عيناي “تمار ” التى
ترمقه بعدم صبر جعلته يتحامل على اعصابه و يهتف موضحا :
_ اختها يا تمار مختفيه قسرا وكنا وبنحاول نضغط على امن الدوله يخرجوا يدونا معلومات عنها

سحب هواء لرئتيه المختنقه ليكمل :
_طمنينى الدكتور قالك حاجه

ظلت تنظر اليه بصمت وكأنها تزيد من تأنيبه دون أن ينبث فمها فأردف بقلق وهو يحاول ان يسأل
بخجل وبطريقه مهذبه :
_ يعنى هى ما اتأذتش اكيد فاهمه يا “تمار” طمنينى

زفرت بضيق وهى تشيح بوجها عنه بعدما رأت هذا الترقب المحزن فى عينه :
_ الحمد لله سليمه بس نفسيا وحشه جدا اداها حقنه مهدئه ومش هتفوق دلوقتى

اخرج انفاسه المكبوته فى صدره وارخى ظهره للخلف وسمح الى نفسه بالراحه اخيرا
أغمض عيناه وهتف بهدوء لحظى :
_ شوفيلى قميص من عند “ريان” مقاسي

صوت جرس هاتفه أصدر اهتزاز عالى فى جيبه جعله يرتد من جديد ويعتدل فى جلسته
دس يده فى جيبه ليخرجه حدق فى شاشته ولوى جانب فمه وهو يسأل ساخرا :
_ هو انت بتيجى ع السيره؟

التفت “تمار ” اليه بعدما نهضت تسأل بقلق :
_ دا ريان ؟

اكتفى بالايماء وهو يفتح الخط بينه وبينه وترك الصوت عاليا قائلا :
_ الـو

هدر “ريان ” بنبره محتده :
_ ايوا يا “عدى ” انت فين ؟

اجابه “عدى ” وهو يرفع عينه نحو “تمار ” هازئا :
_ عند مراتك

سمع صوت زفيره الغاضب والذى عقبه بغيظ :
_ هو انت هتشل فى لسانك لو قولت اختك يعنى

ابتسم “عدى ” عندما شعر انه استطاع اغاظته كما فعل هو صباحا عندما ابلغ والده بمكانه
لوى فمه وهو يجيب :
_ واحده بواحده يا صديقى

هدر “ريان ” وقد ارتاحت نبرته قليلا وظهر بها الاطمئنان بعدما اطمئن انه ابتعد عن الشغب
اثناء فض الاعتصام وهو يقول :
_ تمام اعمل حسابك هنتغدى سواء قول للحلوه اللى بتسمعنا ما تتعبش نفسها

رفع حاجبيه “عدى ” وهو ينظر بتعجب ل “تمار ” التى احمر وجنتها وتسأل وهو يضيق عينه :
_ انت عرفت منين انها بتسمعنا ؟

استقبل ضحكته التى تبعها بـ :
_ انت بتكلم ظابط أمن دوله مش بتاع بطاطا يا ابنى سلام لحد ما اجيلك

أردف قبل ان يغلق الخط :
_ سلام يا حبيبتى اقبضى على المعتوه اللى عندك دا لحد ما اجيلكم

ضحكت “تمار ” وهى تستمع الى صوته ونبرته الآمره واجابت :
_تمام يا حضرت الظابط
لكن سرعان ما انقشعت ابتسامتها و لطمت وجنتها بخفه قائله :
_ هنعمل ايه فى اللى نايمة جوه دى

انتبه “عدى ” لما قالت انه فى ورطه إن جاء “ريان ” ووجد “مرام ” هنا ،فى الصباح متظاهره
امام عمله وفى المساء فى بيته ,,,

_______جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ____

فى منزل “ابراهيم السباعى ”

اعادت “خديجه” الاتصال برقم “مرام ” للمرة المائه دون جدى الرقم غير متاح
هدرت وهى تلتفت حول نفسها بفزع :
_ لاحول ولا قوة الابالله اعمل انا ايه بس دلوقتى البنت من ساعه ما نزلت
موبيلها ما بينطقش ياترى حصل ايه ؟

نظرت نحو قناة الاخبار التى تبث عبر التلفاز وأردفت :
_ حتى التلفزيون مش جايب خبر
اروح فين ولا اجى منين انا هتجنن البتين اللى حيلتى راحوا

وقبل ان تثرثر بالمذيد رأت زوجها يخرج من غرفته يرتدى ملابسه كامله المعده للنزول
هرولت نحوه وهى تسأله مخفيه قلقها وتوترها :
_ خير يا ابراهيم ايه بس اللى قومك من السرير ورايح على فين ؟

اجابها وهو يتجه نحو الباب :
_ هروح ارجع بناتى

تحركت خلفه وهى تساله بدهشه :
_ ترجعهم هو احنا عارفين هما فين ؟

فتح باب الشقه فاسرعت تغلقه وتسد بجسدها الطريق وهتفت راجيه :
_ لا خصيمك النبى ما تنزل حرام عليك هتروحوا من ايدى كلكم كدا

هدر وهو يدفعها من طريقه بالقوة :
_ وسعى من طريقى ما انا مش هقعد واكتف ايدى وبنتى ما اعرفلهاش طريق والتانيه نزلت
تدور عليها وما بتردش

امسكت يده ومالت تقبلها ببكاء :
_ ابوس ايدك انت تعبان وصحتك مافيهاش للبهدله حرام عليك ما تعملش اللى فى دماغك

ربت على رأسها وهدر بـ :
_ ان شاء الله هرجع بيهم انتى بس ادعيلى

افجرت أعينها بالدموع وهدرت متوسله :
_لاء ما تمشيش

لم يستمع اليها وخرج من الشقه تماما مصرا على ما برأسه فبعد فقدان ابنه لم يخاف من شئ سوى فقدان
بناته ..

___________جميع الجميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ____________

مكه والياس

وقفت فوق رأسه بعد مده من الوقت رفع وجه قليلا ونظر اليها نظره بارده ثم عاد للنظر للفراغ

حرك بجسده هذه الارجوحه المصنوعه من القماش وقلبه يغلى منها دون سبب واضح
هتفت هى كى تشعل ذلك البرود الذى اعتراه فجأه :
_ انا متشكره ليك

تحولت نظرته البارده الى لمعه وتريس قليلا حتى يستمع الى ما سيلى الشكر لكنها ظلت صامته
لذا التف بكامل جسده ليعتدل وهو يحاول أن تظهر نبرته غير مباليه بحديثها أو عدمه وهو يسأل:

_ عـلى ايه الشكر ؟

تعلقت عينه بعينها التى تظهر فقط من بين النقاب الاسود تجذب قلبه بخفه وكأنها مغناطيس وبرغم من صلابته
استسلم هو لهذا الانجذاب ولم يقاومه هتفت بعد برهه من الصمت مرت على هذا الشريد دهرا :
_ علشان اهتميت وجيت عشان تنقذنى وكمان الشيخ ايوب قالى انك كنت قلقان عليا لما فوقت

شعر بالاحراج امامها ومط شفاه باستياء وهويهتف مازحا ليغطى على هذا بـ :
_ الشيخ ايوب كمان بقى بيوصلك يا واصــله

تسألت بحده ظهرت من نبرتها :
_ انت بتتريق
هم من مكانه ليقف وجهها وهو يهدر بتحدى :
_ ايوا بتريق مش اللى بهدالنا البهدله دى كلها حلمك ودخلتى على مجموعه ارهابيه عشان
تكملى كلام معايا اسم الله ع العقل وحلفتى وقت ما تندهينى هجيلك وجابر يقولى نادتلك
والشيخ ايوب يقول انى ناديتك تبقى واصله ولا مش واصله

ظلت تنظر لحدته بعينيها التى ظهر بها الحزن بشكل مؤثر التقطته هو بسرعه لكنه لم يبالى
وكأنه يعاقبها على فوضى أحدثتها فى قلبه قبل حياته

هدرت متاثره :
_ انا مش واصله ولاحاجه انا عندى شفافيه مش اكتر والحلم اللى شوفته كان زى الحقيقه
بس دى المرة الوحيده اللى اصدق فيها احساسي وامشى وراه

نهض من مكانه والتف من امامها وأولها ظهره حتى لا يضعف امام عينها التى تسحره
وهدر متصنعا الضيق :
_ حلمتى بايه ؟

وبرغم انه لم ينظر فى عينها كانت تشعر بالخجل وكأنه يكشفها تماما وطغى الالم على نبرتها وه تجيبه :
_ مالوش لزوم بقى

نفخ فى الهواء الذى يتزاحم على صدره وسئل :
_ ليه مالوش لزوم ؟

كتمت دموعها لكنها خرجت مع كلماتها بـ :

_ عشان انت متجوز ,,,,, قالتها مشحونه بالام والحزن

مسح وجه التف اليه راسما على وجه التهجم والضيق تقابل مع عينها من جديد
واشتعل نيرانه عندما رأى لامعت الدموع بهما خساره فادحه فعيناه هذه لم تخلق للبكاء
ضم حاجبيه وهدر مخفيا تخبط مشاعره ببراعه :
_ ودا مهم مع السحر اللى بتعمليه

استمع لابتسامتها الساخره من اسفل هذا الوشاح المزخرف واستشعرها بحسه وكأنه يراها
هدرت وهى تطلق تنهيده تحكى ضيق صدرها من قسوة كلماته عليها :

_ انا مش ساحره ولا واصله انا واحده قلبى ابيض شفاف شايف كل اللى جواه الناس
انا عمرى ما سمعت عنك قبل كدا غير فى الحلم اللى شفته قبل اليوم اللى قابلتك فيه
وما اعرفش ايه خلانى اجرى عليك واقولك انى اعرفك مع انى مش جريئه
عشان اعمل كدا بس كنت حاسه بالانجذاب وخايفه اخسرك فى الحقيقه زى ما صحيت من الحلم

تطلع اليها وسألها وهو شبه مسحور بحديثها توصف مشاعرها بصدق يسحبه لمغامره
مشوقه وتشعل معركه طاحنه بين كل مشاعره وكأنها تحكى عن شئ أسطورى وخرافى :
_ ايه اللى هيحصل بعد كدا ؟
نفضت كتفيها وهى ترد بحزن :
_ هتنسانى ,,,, مضطر تنسانى

غضب بشده من توقعها الذى لكم كل شئ بداخله بعد استفزازها لشعور الراحه تجاها ليصيح بغضب :
_ هو انتى يعنى كنتى بتعلمى الغيب

رفعت وجها اليه مندهشه من ردة فعله لكن كل شئ فى عيناه يزيدها الما تلك العينان ليست ملكا لها
كما كانت فى الحلم هذه عينان عشقتهم إمراه اخرى ومحرمه عليها أخفضت وجها وهى تجيبه بهدؤء :
_ سألت وانا جاوبت

شعر بأنه كشف اكثر من اللا زم امامها فراح يغطى على خجله بالوقاحه قائلا بعبوس ربما لم يتصنعه هذه المره
فهو فعلا غاضب انه من الممكن أن ينساها :
_ تصدقى بالله انتى لو مراتى كنت طلقتك بالتلاته لاء وقبل ما اطلقك اضربك عشان دى امنيه حياتى

لم تعرف كيف تجرأت على لكم صدره وهى تهتف بتعصب :
_ طيب ابقى حضر كفنك قبل ما تمد ايدك عليا

اتسعت عيناه وتقدم نحوها بغضب وهو يهدر مغلولا :
_ انتى ما بتحرميش يا بت انتى مش قولتلك ما طوليش ايدك

وضعت يدها على فمها وهى تحاول الهروب منه تخشاه وهو منفعل وتضح هيبته كوضوح الشمس
وقبل أن يقترب منها تعثرت قدمها لتسقط على الارجوحه وحاصرت نفسها كغزالة سقطت فى شباك
الصياد مال اليها بجسده ممسكا بطرفا الارجوحه من الجانبين وهتف من بين اسنانه :
_ هــســجـــنك وهتشوفى بس اصبرى

رؤية عينها كانت تربكه اكثر من رؤيه وجها كاملا وكأنه يتوه فى تفاصيلها لكن عيناها وحدها
شئ فوق الاحتمال مد يده ليرفع هذا الوشاح فوق راسها مزمجرا بضيق :
_ ابــقــى اتــنــقــبى فى بيتــكـــم
عقدت حاجبيها وهدرت متناسيه ضيقه بهذا الوخز الذى طال مروره على قلبها :
_ ارجوك رجعنى لاهلى انا حاسه انهم فى مشكله بسبب غيابى

ضيق عينه وهو يهتف بعند :
_ مش هترجعى إلا بمزاجى ومزاجى أنا بــس

ابتلعت ريقها وحاولت اقناعه فقط تريد الاطمئنان عليهم تعرف أن هذا الوخز ورائه دوما شرا :
_ انا موافقه على أى حاجه بس طمنى عليهم الاول

استسلامها الرهيب امامه أغراه ليسأل وهو يرفع حاجبيه :
_ أى حاجه أى حاجه

كانت على اتم الاستعداد أن تفعل أى شئ فقط لتزيح هذا الشعور المحزن بصدرها
رفع يده ليحك أسفل فمه وهو يهتف متحيرا :
_ اعمل فيكى ايه يشفى غليلى ؟

نظرت اليه وهى تحاول تخمين رده فعله إن كان الطيب الذى عرفته بالحلم أم سيرد بشراسه
كما عرفته فى الحياه اخيرا رفع يده فى الهواء وأردف غير مباليا :
_مش مهم اكيد هلاقى الف حاجه انتى اصلا مستفزه وتستاهلى كل االى يتعمل فيكى

_ الـــــــيـــــــاس

رفع جسده المقارب لجسدها عندما سمع اسمه بهذه الحده والتف الى مصدر الصوت الذى كان
ورائه بمسافه قريبه لشيخ ايوب الذى هدر محتد :
_ ولدى جولت ماهى مرتك كيف تميل عليها اكدا

شعر بالخجل اذا تنبه هذا الشيخ لفعله وراح يدافع بـ :
_ اعذرنى يا شيخ ايوب هى اللى بتستفذنى

نظر اليه الشيخ نظره عميقه وهدر وهو يشير بعنقه دون نظر نحو “مكه ” :
_ ها البنيه ما بتأذنى نمله روج عليها

جعد “الياس ” جبهته وهو يستنكر دفاع الكون عن هذه الفتاه الداهيه التى تسحر كل من رأها
والتف الى “مكه ” يهتف ساخرا وهو يشير بيده :
_واصلة واصله ما فيش كلام

هتف الشيخ ايوب وهو يلتف من امامه قائلا :
_ يلا عشان تمشى

تحرك من ورائه بينما هى نهضت تزفر انفاسها غير مصدقه انها نجت من بين يده بهذه السهوله
ودون أى اصابات ربما لمره واحده إنما القادم فمستحيل

_____________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا __________

“منار وشريف ”

دخل الى شقته وانتظارها تدخل لكنها وقفت قليلا على باب الشقه تعجب من تاخرها فنادها
مازحا :
_ معقول انتى مكسوفه يا منار

دخلت وهى تهدر دون مبالاه بيدها حذائها :

_ مكسوفه دا ايه معقول اتكسف منك يا شريف انا الكوتشى ضايقنى فكنت بقلعه

وقبل ان يصدم من حديثها فجأته بالاكثر دهشه وهى تتشدق قائله دون تأثير :

_ فين الاكل هموت من الجوع

فرغ فاه من طريقتها وكأنها ليلة عاديه لم تلقى لها بالا سألها مندهشا :

_ هو ما فيش مشاعر خالص , طيب تعالى نتفرج على الشقه الاول انتى عمرك ما جيتى هنا

هدرت وهى تلوح بيدها دون اهتمام :
_ بعدين بعدين انا عايزه اكل دلوقتى أكلنى

امسك ملابسه وكاد يشقها نصفين انها لا تعطى أى مساحه للمشاعر صاح بضيق :

_ يا بنتى ارحمينى هو انا طباخ اهلك
وضعت يدها فى جانبيها مستعده للخناق فأردف موضحا بهدوء :
_ المفروض إن انا العريس انتى اللى تاكلينى

اجابته وهى فى نفس حالة التحدى التى تسلحت بها :

_ عريس على ورق يلا اكلنى

تحرك من امامها وهو يهتف بضيق :
_ حاضر حاضر

سمعت صوته يختفى وهو يتزمر بصوت عالى وكأنه يخانق ذباب وجه يقول :
_ مفجوعه

سمحت لنفسها بالتجول وذهبت فى نفس الممر الذى رأته يدلفه لتبحث عن غرفتها
التى وجدتها فى المقابل دون عناء فالشقه صغيره تحتوى على غرفتين والمساحه الباقيه
فارغه دلفت الى احداهم ووقفت امام المرآه وهى تحاول ان تنزع هذا الفستان عنها
الذى يشعرها بعدم الارتياح لم تفكر فى هذه الليله ولم تختلف عن أى ليلة من ليالى حياتها
هى اعتادت المبيت فى منزل خالتها كل اسبوع تقريبا فلم تشعر بالحنين أو حتى بشئ غريب
“شريف ” بالنسبه لها اخ لا يختلف عن “ورد ” اخته شعرت بالضيق عندما حاولت الوصول
الى أزرار الفستان من الخلف خاصتا انه ذا أزرار كثيره :
_مين المتخلف اللى عمل التصميم دا ؟
_ افكه انا ازاى دلوقت ؟
بدأت تنفخ بضيق وتركل الارض بقدمها
فى هذا الوقت مر “شريف ” من جانب غرفتها ليلتفت الى تذمرها الجلى ويدها معقوده خلف عنقها
تحاول فك ازرار الفستان تطلع اليها بنظرات مبهمه لا يعرف ماذا يفعل هل يقترب منها ويبدأ حياته
الطبيعيه معها ويأتى الحب متى يشاء أم ينتظر حتى تسقط بكامل إرادتها فى حبه لكن الشوق اليها فوق
الاحتمال خاصتا بعدما اصبحت ملكه شرعا من وسط افكاره اخرجته “منار ” وهى تناديه :
_ شـــــــريــف
نفض رأسه واجابها بارتباك خشية من أن يكون ظهر على وجه ما يفكر به :
_ ايــوا فى ايه ؟

تحركت نحوه وهى تهتف :
_ اتصلى على ورد تجينى

صدمته فرفع حاجبيه وسألها بدهشه :
_ نعم

حركت كتفها دون مراعاة دهشته واكدت قائله :
_ إيه فى ايه عايزه ورد يا شريف

امعن النظر فى تعابير وجهها مخمنا انها تمزح لكن علامات الاصرار اكدت انها لاتمزح هدر بضيق :
_ انتى مجنونه ولا ايه حكايتك ورد مين اللى اجبها دلوقتى انتى عارفه الساعه كام
وما علينا من الساعه انتى عارفه اليله دى ليله ايه ؟

ركلت الارض بضيق لا يعنيها ما يقول كل ما يعنيها هو ضيقها من هذا الفستان والذى اصبحت لا تحتمله
ويستحيل أن تنتظر حتى الصباح :
_ ماليش دعوه انا عايزه ورد انزل هاتها دلوقتى

اشار بيده كعلامه للهدواء وسألها منتظرا منها جوابا مقنعا على هذا الطلب الغريب :
_ اهدى كدا وقوليلى عايزاها فى ايه دلوقت
هتفت دون تردد :
_ عايزها تيجى تفكلى زرارير الفستان دا

ظل ينظر اليها “شريف ” قليلا مستجمعا شجاعته وهو يسألها بهدوء محاولا أن تظهر نبرته بريئه :
_ وما ينفعش انا ؟

عقدت حاجبيها مستنكره ورفعت جانب شفاها بإعتراض ونفضت رأسها وهى تقول بإستنكار :
_ ماينفعش طبعا
اقترب منها محافظا على ثباته وهو يهدرمتصنعا الملل :
_ ليه بس يامنار ؟

اجابته وهى تنظر بعيدا عنه بضيق من الفكره فقط :
_ عشان انت على طول بتعصب لو شوفت طرف صباعى حتى

اقترب منها عازما على اقناعها بالغاء كل الحواجز وبدء حياه مخالفه لكل ما سبق وهتف بتريس :
_لاااا دا كان زمان انما انا دلوقتى بقيت جوزك وعمرى ما هتعصب عليكى اصلا اصلا انا
متجوزك عشان ما اتعصبش عليكى لو شفتك بحاجه كدا ولا كدا

رأس “منار ” فى منطقه اخرى تحاول استيعاب ما يقول ليس لديها مشكله من أن يرى ذراعيها
فهى تأمن “شريف ” على روحها لكنها برغم ذكائها الدراسي لم تدرك أن “شريف ” اصبح الآن فى
موقف صعب إن عاشت بحريتها معه ستدمره حرفيا فسالته ببلاهه :
_ يعنى الجواز هيخليك تبطل عصبيه معقول ؟

صر على اسنانه من بلاهتها لكنه كان مُطر أن يتصنع الابتسام حتى يقنعها بما يريد فعله :
_ لاء طبعا الجواز هيخليكى تعيشى معايا بحريه يا منار

استدارت من وجهه وتقول آمره ببرود :
_ كدا… طيب فكلى زراير الفستان

اندهش وعينه اتسعت من سرعه استجابتها تيبس مكانه ينظر لها غير مصدقا انه سيفعلها
حاول تنظيم انفاسه حتى يسطر على نفسه بعد هذه الخطوه لكن هى لم تترك له مساحه صاحت بضيق :
_ انجز الفستان محررنى

صاح هو الاخر وهى تشتت افكاره وتفقده صوابه دون أن تشعر :
_ يا بنتى اهمدى
صاحت من جديد وهى تأمره بشده وتعصب :
_ بقولك انجز

امسك جانباى رأسه حتى يهدأ قليلا فالسرعه من الممكن أ ن تؤدى نتائج غير مرغوبه ،
نظم انفاسه من جديد وامسك باطراف مرتعشه اول زر ورأسه يضج بالافكار التى تهمس دون
توقف :
_ منار بقت مراتى ,منار حبيبتى , منار ما بقتش اختى , منار روحى وعقلى وقلبى
مــنـــار مــلــكــى

فتح اول زر وهو يشعر بالانصهار امام مقاومة غريزته وعواطفه التى لا تتفق ابدا فى موضع واحد
بما انه حب من طرف واحد زفر بإنهاك وكأنه يدفع جبلا عن روحه تلاه بالاخر ونيرانه تندلعت
وتوغل كلما انتقل لآخر اصبحت مشاعره تثتغيث من هذا العذاب حتى وصلت الى الشلل التام وبدأت
غريزته بالعمل انتهى من اخر زر اسفل ظهرها واحتضنها على غفله ليضع رأسه على كتفها دون أن يحسب
حساب شعرت بهذا الثقل الذى سقط عليها كالهجوم ضمت حاجبيها وهى تسأل بتوتر :
_ شـريف مالك ؟

صوتها الخائف أعاده لرشده فإبتلع ريقه وهو يهمس بالقرب من أذنها مهدئا اياها :
_ ما فيش انا هغمض عينى وانتى ابعدى لحد ما اخرج

هتفت بترقب وهى تستنكر فعله :
_ طيب ابعد

نفخ فى الهواء واغمض عينه وهو يحرر يده عنها ببطء وكأنه يراجع نفسه فى تركها لكن
كان هذا حتمى هى حتى الآن تعطيه الآمان ثم أنه يعرف انها معدومه الخبره
تماما لذا عليه التريس حتى يحصل على الحب أولا استدار عنها وهو يقول بضيق وارتباك مفسرا
فعله لها :
_ انا كنت مش عايز بس اشوفك وانتى كدا يعنى

اجابته دون اكتراث :
_ طيب مش انت قولتلى خلاص مش حرام يعنى

انطلق تاركا لها الغرفه بأكمالها وهو يصر على اسنانه بغضب :
_ فى حاجات تانيه هى اللى حــــرام

_________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا __________

فى احد اقسام الشرطه

كان الظابط خلف مكتبه يحدق الى الرجل بدهشه ويسأله مستفهما :
_ يعنى ايه الكلام اللى بتقوله دا يا شيخ ابراهيم

هتف “ابراهيم ” متاثرا وقد ظهر الالم على كل خطوط وجهه مؤديا به للبكاء :
_ يعنى خدونى انا وخرجوا بنتى مش انتوا همكم انا من سنين سيبوا بنتى
وخدونى انا

زفر “الظابط ” واشاح وجه عنه وهو يرد عليه متعجبا :
_ يا شيخ ابراهيم افهم احنا ما نعرفش حاجه عن بنتك ولا عندنا اى معلومات تفيد انها
جوا امن الدوله اصلا وانت عارف اننا لما بتطلعلنا أومر بالقبض عليك احنا بنروح ننفذها
مش بمزجنا يعنى لكن حالتك الصحيه فى كل مره هى اللى بتحوشنا وبتخلينا نخلى سبيلك

مد يده ليوقفه عن الكلام ويهدر محله :
_ اهو انا بسلم نفسي للحكومه بس طلعوا بنتى

هتف الظابط يسأله :
_ هو انت كنت هربان احنا عارفين مكانك وعارفين كل خطوه بتخطيها غيرش انك ماشي مع
واحد كبير فى جماعة الاخوان وانت عارف حساسيه الدوله تجاه التنظيم دا
وانا عارف انك ما لكش دعوه بالسياسه لكن ارجع واقولك الاومر كدا ما اقدرش اتحفظ
عليك ولا حتى اسلمك

هدر “ابراهيم ” باصرار :
_ انا مش هتحرك من هنا إلا لما تقولولى وديتوا بنتى فين شفولى بنتى فين

اجفل الظابط من حالته الميؤس منها تحت اصراره اجابه :
_ ماشي يا شيخ هنعملها محضر اختفاء ونبلغ عن اوصافها المستشفيات والاقسام والطرق

عاد “ابراهيم ” للاصراره وقال :
_ وانا مش ماشى من هنا الالما بنتى ترجع ان شاء الله تقتلونى حتى

_______________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _________

“فى منزل تمار ”

هتف “عدى ” يرجوها أن تترك رأسه يرتاح :

_ تمار بالله عليكى رأسى هتنفجر سبينى ارتاح شويه بس قبل ما سيادة الرائد يجى
يفتح معايا تحقيق

هدرت بغير اهتمام وهى تطوى قدمها على الاريكه :
_ ماليش دعوه لما تخلص التحقيق معايا انا الاول

جعد جبهته وهتف مستسلما امام اصراررها :
_ مش بقالك ساعه بتسألينى عايزه تسألى عن ايه تانى ؟

زاغ بصرها وظهر القلق والحزن بعينها وهى تخرج من بينها سؤال سيوجعها :
_ عن بابا

اعتدل “عدى ” فى جلسته يسأل بإستسلام :
_ مالوا يا تمار

هتفت وقد لمعت عينها بانذار خطر بالبكاء :
_ هيوافق امته على جوزنا

زم شفاه بتأثر من مشكلتها التى لم تحل حتى بعد كتب الكتاب واتمام الزواج على يد مأذون
اشاح وجه عنها قليلا وكأنه يفكر فى شئ يواسيها به لكن هما اتخذوا طريقا صعب اقناعه
تماما عاد ينظر اليها وهو يهدر بـ :
_ بصى ياتمار بابا شكله مش هيوافق ابدا بس الخطوه اللى اخدتيها انتى وريان كان لابد منها
على الاقل كدا بقيتى فى حماية “ريان ” مش ممكن بابا يسافرك من غير اذنه

زفرت بتعب من هذه القصه التى لن تنال الراحه ابدا والسلام كما تتمنى وهتفت :
_ بس ريان يا عدى انا مضايقه عشانه حاسه بالذنب

“الذنب ” كلمة ومضت فى نفسه تشاركه “تمار ” نفس شعوره هو ايضا يشعر بالذنب تجاه “مرام ”
لكن كيف يخرج من هذا الشعور شرد بعيدا وعقلة يسحبه الى بقاع مظلمه من تأنيب الضمير
كيسف ستعيش المسكينه بعد هذه التجربه القاسيه عاد الى رشده
وهو يحاول منح اجابه اخته التى تنظر اليه منتظره فهتف مطمئنا اياها بهدوء :

_ ريان عاقل وما تقلقيش هو متفهم الظروف وهيستحمل , سبينى بقى انا هموت وارتاح

نهضت وهى تلوح له :
_ خلاص يا عدى ادخل ارتاح على ما اعمل السلطه واجهز العشاء

نهض هو الآخر وهو يزفر مازحا :
_ أخـــيــرا خدت افــراج

تحرك الى الداخل وهو يبحث عن فراش واحد يمدد به جسده الذى انهك من ضغط هذا اليوم
فتح احد الغرف مستعدا للدخول ليجد “مرام ” تتوسط الفراش هم بالتراجع لكنه عاد يقترب
منها وكأنها مركز الجاذبيه وقف الى جوارها وتأمل نومتها المائله ويدها التى اسندتها الى طرف ذقنها ببؤس
لايناسب جمالها الخلاب ورموشها التى ترتمى على خدها كالفراشات هدؤء غريب يسكن ملامحها يتصيد العيون
ويجعلها تبقى أسيره لديه مستيقظه أو نائمه

وقف يهمس بخزى :
_ انا اسف والله اسف انى سيبتك لوحدك

اذدا شعوره بالانهاك وجلس الى جوارها ومال وهو يستفيض فى حواره :
_ ولحد دلوقتى مش عارف هوفى بوعدى ولاا لاء

قال اخر كلماته وجفناه يتثاقل وغفى تماما دون الشعور بموقعه اكتفى بالراحه والاسترخاء الى جوارها
مستسلما الى نوم عميق لا يعرف عواقبه ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،يتبع 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى