خرج “الياس ومكه ” مع “مسعد ” لنقلهم الى اقرب مكان فى المدينه واقصائهم عن الصحراء
وقفت “مكه ” بزيها الذى لا يظهر سوى وجهها بعدما رفع “الياس ” ما يخفى وجها عنها
امام هذا الحيوان الضخم الذى تخشي الاقتراب منه اكثر من هذا بينما يودع “الياس ” الشيخ “ايوب ” ويشكره
على مساعدته لهم ثم تحرك صوب “مكه ” التى تقف برهبه قضب جبهته وهو يسأل:
_ مالك واقفه كدا ليه ؟
التفت اليه وهى توزع نظراتها بينه وبين “الجمل ” الجالس امامها واجابته بارتباك :
_ مافيش ,,
رمقها بجفاء وتحرك من امامها لكنها هرولت لتقف فى وجه تسأله :
_ بقولك هو ما ينفعش ناخدها مشي
مال رأسه مستنكرا سؤالها الذى كرره بدهشه :
_ مشي ليه مشى ؟
اشار نحو “الجمل” وهويقول :
_ ما دا موجود
ظهر الامتعاض عن وجهها وبصعوبه وخجل أفصاحت عن ما يخيفها وهتفت بطفوله :
_ ما اهو انا الصراحه مش عايزه اركب البتاع دا
رفع حاجبيه واتسعت ابتسامته المتكلفه وهو يهدر مشيرا نحوه :
_ دا اسمه جمل
هتفت بضيق من حديثه هى تعرفه لكنها تخشاه هو لا يفهم هذه النقطه :
_ ما انا عارفه انه جمل انا مش عايزه اركبه
مال باذنه وصاح ساخرا :
_ نعم يا اختى ,,,,نجبلك فور باى فور ولا بى أم دابليو ,,,اخلصى
نظرت اليه وهى تلوى فمها بحزن وحركت رأسها وهى تغصب نفسها لتقول :
_ انا خايفه مش هقرب منه
هتف بحزم وخرج معدنه الميرى الذى تربى عليه :
_ يلا امشي اركبى بلاش دلع
أوشكت على البكاء من عدم تفهمه هى تخاف كل الحيوانات ولاول مرة ترى هذا
الحيوان الضخم على الحقيقه وتصبح مجبره على امتطائه وبين رهبتها من خوض
التجربه وبين “الياس ” الشرس الذى تهابه تقدمت خطوة وتراجعت اثنين
شعر “الياس ” بما تشعر تعاطف معها قليلا بما انها ليست فى مكان يسمح لها بالتعامل مع هذا الشئ يوميا
قرر التعامل معها بشئ من الرأفه اقترب منها ونظر اليها ثم نظر نحو الشاب الذى سيخرج معهم والذى
بدى جاهزا وهتف ب:
_ بصى الراجل واقف بقالوا مده مستنينا واحنا كمان محتاجين نرجع عشان تشوفى اهلك تانى
هى كلمه واحده جعلتها تهدر بتلهف :
_ احلف
اجابها وهو يمد يده لاعلى رأسها كى يسحب قطعة القماش كى يخفى وجهها تماما :
_ اومال طبعا يلا بقى زى الشاطره اركبى الناقه دى خلينا نتوكل
كادت تنجرف وراء هدؤئه وسياسته التى تخدر الحواس لولا كلمه “ناقه ” التى دخلت فى المنتصف
افسدت الامر فرفعت جانب فمها وهى تهدر بسخط :
_ ناقه ؟
نفض رأسه وهو يهتف مازحا دون ان تتحرك له عضله تثبت مزاحه :
_ جمل ,,جمل يا عم الحاج
مشيت من امامه متجه بحذر نحو هذا الحيوان الضخم وهى تقاوم خوفها بأمل العوده
الى والديها وقفت وهى تنظر اليه بخوف لم ينقشع بالكامل تبعها “الياس ” ووقف
من خلفها وعينه تحمل نظرات غريبه وكانه أسد يستعد للافتراس وبالفعل وضع
يده على خصرها ورفعها للاعلى صرخت عاليا وهى تركل بقدمها فى الهواء لكن هو ركض بها تجاه
“الجمل ” ووضعها فوقه وما ان استقرت على ظهر ه سكت صراخها وبدأت بالغضب على “الياس ”
وهى لا تعى ما تقوله لقد انفجرت بسيل من الشتائم الفظه التى لاتعرف من اين اتت هى فقط كانت مخزنه
فى ذاكراتها من كل ما فعله معها على ارض الواقع هادما حلمها الجميل :
_ بارد ,,يا غلس ,,, يا غدار ,,يا بومه ,,, يا نكدى ,,يا مجنون ,, يا حيوان ,,يا خــايـــن
كان يعقد حاجبيه بدهشه من سبابها الذى لا داعى له مافعله هو مساعدتها حتى وان كان ضد رغبتها
صر على اسنانه مستنكرا كلمه “خائن ” التى نطقتها بجملة السباب هتف متوعدا :
_ خـــايــن ,, طيب امسكى نفسك بقى
امسك لجام الجمل ودفعه للنهوض لتصرخ هى اكثر استمع لها وحرك رأسه طربا وشماته
_______جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ___________
فى منزل ريان
دخل الى شقته وهو ينادى ” تمار ” التى ردت عليه فورا من المطبخ :
_ انا هنا حبيبى
تحرك صوب ندائها وابتسامته تسبقه اليها ليجدها توليه ظهرها منشغله
فى تقطيع شئ لم يراه اتجه نحوها وهو يستكشف :
_ بتعملى ايه ؟
التفت له وطوقت عنقه باشتياق وهى تقول بابتسامه :
_ حمد لله على السلامه يا حبيبى
كان لا يمل من النظر الى عيناها التى تغمره بالسعاده وقبل ان ينشغل وينسي اسمه
امام وجهها هتف صارما :
_مش انا قولتلك ممنوع
تحول وجها المبتسم لتعبير طفوليه وهتفت ببرائه :
_ انا بعمل سلطه بس
لوح مقاطعا اياها بتشديد :
_ ولا اى حاجه ما تقفيش هنا اصلا
ابتسمت وهندمت ياقه بذلته وهى تهتف برقه تشبه تفصيلها :
_ وان قولتلك انى نفسي اعملها
طالعها بشغف وهو يريد حبسها بين اضلعه للابد تملك من السحر مايكفى لاغراء عاشق
متيم مثله اجابه بانفاس متلاحقه :
_ اذا كان كدا ما اقدرش امنعك
نظر فى عينها مطولا وكأنه خرج فى رحلة لبلاد العجائب وبرغم انه شريد لا يشعر بالغربه
انه يشعر انها موطنه ارضه وكل ما يخشي فقده تحمحم قبل ان يفقد السيطره على نفسه وهدر :
_ هو فين عدى ؟
اجابته وهى الاخرى تقاوم انجذابها القوى تجاه :
_ جوا بيرتاح
شعورها بجانبه لايخلتف عن شعوره هناك عشق بينهم خرافى اقوى من أى شئ
نسيت تماما وجود “مرام ” وتركته يستدير عنها ليخرج من المطبخ صوب طريق الغرف
اتجاه نحو غرفته فى البدايه لكنه وجدها فارغه فاستدار نحو غرفة “تمار ” باحثا عن “عدى ”
وعندما فتح الغرفه توسعت عيناه وهو يشاهده عاري الصدر ويحتضن فتاه لايظهر اغلب
وجها بسب اختبائها فى احضانه مما دفعه ليصيح مناديا بقوة :
_عــــــدى
انتفض من مكانه وراح ينظر حوله ليتدارك الامر بسرعه عندما نظر الى شماله ووجد “مرام ”
بين ذراعيه رفع رأسه قليلا ليصتدم بوجه “ريان ” العابس والذى يوحى بحرب شرسه ستقبل عليه
اشار باصبعه نحو فمه كعلامه للسكوت وسحب نفسه بهدوء من بين قبضة “مرام ” وتوجه نحوه
ليزمجر “ريان ” بحنق :
_ بتعمل ايه يا عدى انت اتجننت معقول وصلت لدرجادى
دفعه “عدى ” برفق للخارج واغلق الباب من ورائهم وهتف يرد عليه بحنق مماثل :
_ فى ايه فى حد يصحى حد كدا هو انا عسكرى عندك
رفع “ريان ” حاجبيه متعجبا من بروده وهدر بسخريه :
_ وفى حد يجيب بنات فى بيت محترم واخته فى البيت
ابتسم “عدى ” ومال عليه قائلا :
_ هو انت مضايق من البنات ولا من وجود تمار انا مش فاهمك
صاح به “ريان ” وقد وصل الى اخر نقطه تحمل :
_ انا اللى مش فاهمك انت بتعمل ايه جوا ومين البنت دى وايه اصلا اللى جابك عندى
هدء “عدى ” تماما وهو يستقبل انزعاجه بتفهم وينتظر اكثر نظر اليه مطولا قبل ان يهتف :
_ دى اخت مكه
هنا رفع “ريان ” يده الى رأسه التى اوشكت على الانفجار اسم “مكه ” موخرا
سبب دوى فى الاوساط واصبح يجلب من خلفه مشكلات عديده ابسطها تواجد اختها
فى منزله :
_ ايه اللى جابها بيتى يا عدى وايه الوضع اللى شفتكم فيه دا
ظلت تعابير وجه “عدى ” جامده لكن عندم هم بالحديث عنها من جديد تبدلت كلها للحزن والالم :
_ اتعرضت للتحرش فى المظاهره ومالاقتش حد يساعدنى غير تمار
التقط “ريان ” مشاعره بسهوله وكأنه يقرأه كالكتاب فعدى قبل ان يكون أخ للزوجته كان صديقه
المقرب للسنوات استدار عنه وهو يهتف باقتضاب :
_ انت السبب على فكره
اجابه “عدى ” متلهف :
_ ايوا انا السبب ومش عارف اعمل ايه اريح ضميرى بيه
لم يلتفت اليه ودس يده فى جيبه حتى لايظهر تفاعل مشاعره المتعاطفه معه
وهدر بجمود :
_ تسيبها تمشي ياعدى
وقف بوجه وهتف راجيا :
_ ارجوك يا ريان لو تعرف أى معلومه عن اختها قول ارجوك ساعدنى عشان اريح ضميرى
ضم “ريان ” حاجبيه واجابه مستنكرا :
_ انت عايزنى اطلع معلومات شغلى ليك
اردف وهو يخرج يده من جيبه مشيرا له :
_ تقدر انت تخرج معلومات موكل ليك لاى حد
طأطأ “عدى ” رأسه بخجل ليستكمل “ريان ” مشددا :
_مابالك بمعلومه متعلقه بأمن دوله كامله
هنا رفع رأسه متسائلا :
_ وايه دخل حتة بنت زى دى فى امن الدوله
نفخ بضيق من تعنده فى برائتها واشارته انها ضمن الاختفاء القسري :
_ ما تسالش يا عدى ما تسالش
أردف ليطمئنه :
_اه فعلا مش هنكر اننا فى الجهاز بتاعنا فى الكويس
والوحش بس المره دى تحديدا والبنت دى وقعت فى ايدى انا وانا مش هقولك غير كدا
لمعت عينه وهو يهتف من جديد متمنيا اجابه تشفى صدره :
_ طيب قولى هى عملت ايه ؟ وليه ما لهاش قضيه ولا باينلها ملف اصلا
احتد من جديد وهو يهدر :
_ تانى يا عدى قولتلك ما تسالش
____________حصريا على صفحه بقلم سنيوريتا _________
فى القسم
قبل ان يغادر وقف بجوار “ابراهيم ” قائلا بعطف :
_ ياحج ابراهيم قوم روح انا عملتلك محضر وان شاء الله هتلاقيها
نفض رأسه وقد طغى الالم على وجهه هادرا باصرار وبصوت منهك اجابه :
_ مش همشى الا لما ترجع بنتى
مال الظابط اليه وهو يشعر بالمه وبقلة حيله هتف :
_ياحج روح بيتك قعدتك هنا مالهاش لازمه
رفض اجابته فحرك الظابط رأسه بيأس من اقناعه فاردف :
_ طب مش عايز حاجه
اكتف بنفض رأسه مقهور عاجر كل الالم يكسو هيئته الحزينه اسند خلفية رأسه للحائط
واغمض عينه ساعات وهو جالس هذه الجلسه البائسه التى تدمى القلوب احاد الظابط
رأسه عنه وناد عاليا :
_ شاويش
تقدم الشاويش وقدم التحيه قائلا :
_ تمام يا افندم
امره مشددا كى لا ينسى :
_ تجبله عشاء وبطانيه وتاخد بالك عليه للصبح
استجاب الشاويش :
_ حاضر يا افندم
غادر “الظابط ” بعدما شعر بقليل من راحه الضمير لهذا الرجل الذى ظل هنا طوال اليوم
فى الممر والان مطر للتغير مناوبته
____________صفحة بقلم سنيوريتا ____________
وصل “الياس ومكه “فى نهاية اليوم اخيرا الى احد الفنادق بالمدينه القريبه
حجز لهم غرفه وصعد معا لينال قسطا من الراحه ثم يتواصل مع القوة لتنقله
من هذا المكان دخل الى الغرفه وبخيرهم أنه وصل الى ملاذ ليلقى بجسده الثقيل على الفراش
كانت “مكه ” تتبعه بصمت هى الاخرى مرهقه مما عاشته من مده وعندما رأته متمد د
امامها انتابتها رهبه وتجمدت مكانها ثوانى حتى ادرك وجودها معه فاستند على ساعديه وتفحصها
قليلا ليتفهم سبب هذا الوجهه البارد الذى يراه الآن رفع حاجبيه و تحولت دهشته لنفسه عندما أدرك
انه تصرف بتلقائيه دون حرج منها وكأنها جزء منه او عاش معها ضهر نهض من الفراش
وهتف نافضا هذه الدهشه بالجمود :
_ هتستخدمى الحمام ولا استخدمه انا
ظلت ثابته وهى تستوعب وجوده معها بنفس الغرفه فسألته بنبره مرتبكه :
_ هو انت هتفضل هنا ؟
رفع احد حاجبيه وسأل بغير فهم :
_ يعنى ايه هفضل هنا ؟
هدرت على استحياء وهى تخشى ان تنظر فى عينه :
_ اقصد هتبات هنا
جمد عضلات وجهه واجاب بتبلد :
_ ايوا هبات هنا اومال هبات فين ؟
اتسعت عيناها على الفور وتراجعت للخلف وهى تزعق برعب :
_ وانا ابات فين ؟
نهض من مكانه فتراجعت خوفا فى هذه الغرفه التى تحيي مشاعر غريبه وتضيق الخناق
على عقلها ليترك زمام الامور لقلبها المتهور امسكت المقبض لتخرج منها تماما لكن
يده كانت فوق يدها انتفضت فور شعورها بانفاسه تمر من جانب كتفها واقترابه الوشيك
همس بصوت يزجف ببطء كالثعبان :
_ رايحه فين
تعالت انفاسها تضامنا مع ضربات قلبها المتسارعه وهتفت بنبره متخبطه من اقترابه الخطر
الذى يربك كل حواسها :
_ مش هقعد معاك فى نفس الاوضه
بعثر انفاسه على بشرتها فاغمضت عينها يلعب بسهوله على اوتارها ويجعلها تلعن حظها العاثر
فى وقوعها فى يده ليهدر وهو يشحن نبرته بمكر شديد :
_ انتى وقعتى نفسك فى ايدى
شدد على قبضبته فوق يدها وأردف بغلظه :
_ ومش هتخرجى ابدا من ايدى
كلماته وخزت قلبها بشده فانكمشت على نفسها وهتفت وهى ترتجف لكن كان يجب عليها
ان تحسم الامر وتدفعه بعيدا عنها قبل ان تنهار سحبت يدها من اسفل يده التفت له :
_ انا مستحيل اقعد معاك فى اوضه واحده
اسند يده على الباب من خلفها وهدر بتحدى :
_ المستحيل انك تخرجى من هنا
حاولت الفرار من امامه فوجوده امامها يقتنص قلبها عنوه لكنه وضع يده الاخرى فى الجانب
الاخر ليحتجزها بالمنتصف زاغ بصرها الى جانبيها وما عادت كلمه تصف كم الهلع الذى انتباها
نبث جانب فمه عن ابتسامه ماكرا عندما رأى حجم سيطرته على انفعالها وحدتها ثم اخفى ابتسامته ببراعه
ونظر فى عينها بتحدى وأردف بتحكم :
_ انتى مقبوض عليكى ومن الساعه دى لو فكرتى تعدى من باب الاوضه دى هكتفك
اقترب منها ليغلق الباب من خلفها ويسحب المفتاح منها ولوح به امام عينها قائلا :
_ ما تحاوليش انتى وقعتى ولا حدش سمى عليكى خلاص
اختفت كل مشاعرها وبقى الخوف مسيطر على كل حواسها تناقلت عينها بين عيناه الحاده
والتى مهما بلغت روعتها هى الان كالسيف اللامع الذى يذبح دون قطره دم ارتجفت مما ينوى
بعدما حشرت معه فى غرفه واحده
دارت بمقلتيها فى الارجاء تبحث عن مهرب منه التقطت عيناها باب اخر وعلى ما يبدوا انه الحمام
لم ترك لنفسها فرصه و سارعت بالهرب تجاه
___________ حصريا على صفحة بقلم سنيوريتا _____________
فى منزل ريان
اجتمع كلا من “عدى وريان وتمار ” على طاولة العشاء لا احد ياكل والصمت يعم المكان
ثلاثتهم فى توتر يحمل وجههم نفس التعبير ما عدا تمار التى انسلخت من هذه الحاله لتهدر
بهما قلبت عيناها بينهم متسائله :
_ هتفضلوا ساكتين كدا كتير
عند إذا هب “عدى” من جلسته هاتفا بضيق :
_ الكلام مالوش لازمه اصلا
كور “ريان ” قبضته ودون ان يحيد نظره عن الفراغ الذى امامه صاح بغضب مكتوم :
_ اقعد يا عدى
استمر “عدى “فى تحديه ومال بجسده مستندا على الطاوله ليهتف مشددا :
_ مش هقعد يا ريان باشا انا هدخل اخد البنت المسكينه دى من هنا ومش هتشوف وشي تانى
كانت “تمار ” تشعر بأن حريق هائل على وشك الاندلاع بينهم هدرت بحنق من مشادتهم المخيفه
والتى تفزعها دوما فى بدايتها لكنها فى النهايه تصبح كحفنه من الرماد تطاير مع الهواء :
_ جراى ايه اهدو شويه مش طريقة نقاش دى
رفع “ريان ” رأسه اليها وهو يرد منفعلا :
_المفروض اتناقش فى ايه فى اسرار دوله وجهاز امنى على العشاء
ضيق “عدى ” عينه واذدا انفعال من عدم مساعدة وعدم وجود اى مشاعر او تعاطف تجاه
الفتاتان التى دمرت حياتها بين ليلة وضحها نفض رأسه بيأس ليخبره انه فقد أمله من احياء
ولو حتى ذرة شفقه منه :
_ ما فيش فايده حتى لو قولتلك هات حق المسكينه اللى جوه القانون عندك اعمى حفظه صم
لكن ما بتشوفش انت بطبقه على مين حتى لو كان اضعف خلق الله ؟
انتفض “ريان ” من مكانه بعدما لطم الطاوله ووقف بوجهه محاولا السيطره على ضيقه من استفزازه
المستمر جاز على اسنانه وهو يقول :
_ مليون مره اقولك انت امتهنت المهنه دى عشان تطبق القانون مش تقف ضده
وبلاش تعادينى انا لحد اللحظه دى عايز اساعدك لكن انت مش عايز تساعد نفسك
اخرج برا المشاكل وبلاش بطولة الشارع اللى مش هيجيلك من وراها غير وجع الدماغ
مــعـــايا ومـــع ابـــوك
وقفت “تمار ” بينهما وهى تضع يدها فى جانبها لا حيلة لها بين ذئبين يتقتلان
_ انت عمرك ما استخدمت ضميرك يا ريان البنت اللى جوه دى كان ممكن تمار كانت تكون مكانـ,,,
لم يسمح له “ريان ” باتمام جملته وصر على اسنانه وهو يرمقه محذرا من اتمام جملته امتثل “عدى ”
سريعا لتحذيره الذى التقطه سريعا ليصيح “ريان ” بشراسه :
_ البنت دى لو ما كنتش انت نزلتها الشارع ووقفتها فى مظاهره عمرها ما كان هيحصلها كدا
انت السبب يا “عدى ” خليك فاكر انك انت السبب مش الحكومه واختها لو ما كانتش اتهورت
ودخلت عش الدبابير ما كانش حد مس شعره منها
غباء منها انها عملت كدا والقانون مش بيحمى الاغبياء
وقف “عدى ” قليلا صامتا بأسف على جملته الاخيره ثم فتح ذراعيه قائلا :
_ انا بحمى الاغبياء
كانت ملحمه دراميه بين ظابط مخابرات مخضرم وبين محامى اعتاد كسر القوانين
تحرك من مواجتهه دون ان ينتظر لكن “ريان ” امسك ساعده ليهتف بالين :
_ انا ممكن امسك المتحرشين دول واحكمهم بشرط موضوع مكه دا ما يتفتحش تانى
على الاقل فى الوقت دا
قد تملك السأم من “عدى ” مما جعله ينهى الحوار بـ :
_ الموضوع دا فى ايد مرام مش ايدى
*****************سنيوريتا ياسمينا احمد *************
فى القسم
دخل ” خالد ” الظابط المناوب لهذا القسم والذى عرف بقسوته وعدم تهاونه ابدا مع
اى خطا ولا يفلت من اسفل يده شئ تقدم فى الممر يستقبل التحيه العسكريه من كل الموجودين
والتى كانت تبعث فى نفسه فخرا لا يستطيع تجاهله لاحظ قبل ان يدخل الى مكتبه ذلك الشيخ
الذى يجلس متلفعا ببطانيه رماديه اللون وبجواره لفافه من الطعام وقف بوجه يتامل هيئته الغير
غريبه عنه محاولا التذكر اى تفاصيل عنه لكن ذكراته كانت مزدحمه للغايه بشتئ اشكال المجرمين
ناد الى الشاويش :
_ ســـــــــــــلامه
ليستيقظ “ابراهيم ” على صوته العالى سأله وهو لا يحيد بصره عنه :
_ مين دا ؟ وقاعد هنا ليه ؟
اجابه الشاويش “سلامه “وهو يرتعب خوفا من ردة فعله فقاسي المشاعر لن يرحم صغيرا كان أو كبيرا
حاول ان يستعطفه بنبرته الحزينه :
_ دا الشيخ ابراهيم السباعى بناته الاتنين مختفين وعامل بلاغ وحالته زى ما انت شايف
حاول ان يرقق مشاعره تجاه لكن صاح الاخر بشده :
_ مش عمل البلاغ قاعد هنا ليه ؟
اجاب “ابراهيم ” نيابه عنه :
_ انا مش ما شى من هنا الا لما بناتى ترجعلى ان شالله اتحبس مكانهم
ضم “خالد ” حاجبيه وسأله مستنكرا :
_ ومين قالك انهم محبوسين عندنا ؟
هدر متحسرا وقد شارف الشيخ على البكاء :
_ اومال هيكونوا راحوا فين انتوا بقالكم مده بتيجى تقبضوا عليا وعشان حالتى الصحيه
بتسبونى وفى الاخر بنتى راحت الشغل بتاعها واختفت والتانيه نزلت تدور عليها ما رجعتش
ضيق الاخر عينه وهدر بشر متجاهلا حديثه عن بناته فقد تذكره جيدا انه المتهم فى قضيه الاخوان
والمطلوب دوما :
_ يعنى انت جيت بنفسك عشان تسلم نفسك
نهض “ابراهيم “من مكانه فحاول الشاوش الذى كان يقف ويستمع الى الحوار بصمت الاشاره
له بعلامه النفى خلسه حتى لا يلقى بنفسه الى التهلكه لكن “ابراهيم ” لا يكترث اراد الاطمئنان
على بناته حتى لو كان الثمن روحه :
_ اعمل اللى انت عايزه بس رجعلى بناتى
هنا صاح بنبره شيطانيه وكأنه يشتاق الى رائحة الدماء التى تجرى فى عروقه بهوس غير طبيعى :
_ وديه على غرفة الضيافه
كانت كلمته المقتضبه تخبر هذا الشاويش بأن تلك اليله ستكون أحلك ليالى الشيخ ابراهيم التى سيعيشها
فى حياته بعدما أمر “خالد ” بذلك كان عليه الامتثال ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,يتبع