روايات رومانسيهرواية بيننا شئ خرافي

رواية بيننا شئ خرافي الحلقه 20

العشرين

فى المستشفى

افرجت عن مقلتيها الفيروزيه واغلقتها من جديد لم تتحمل الاضاءه القويه فى الغرفه
بعد ما عاشته فى الظلام نسيت ماحل بها لكن وخز قلبها ذكرها فورا وسرعان ما اكتسي
وجهها بالحزن انتبهت لهذا الصوت الحنون الذى هتف باشتياق بالغ :
_ حبيبتى فاقت اخيرا

كان صوت “عدى ” وكيف لا يبتسم له فاها انه عزيز عينها اكتفت بتلك الابتسامه
الباهته التى تشبه ابتسامة الاموات اسرع “رأفت ” اليها يفتح ذراعيه مرحبا
بإفاقتها المنتظره :
_ وحبيبتى انا كمان تمار محظوظه خالص كلنا بنحبها

طالعت والدها بنظرة دون نظر العقار الموصل بيدها يشعرها بتخدير مشاعرها
فلا تتفاعل مع مدح ولا ذم وإن قامت الدنيا لن يضرها شئ
كان هذا ملحوظ من جانب “رأفت ” لذا قرر التنازل ليتيح الفرصه ل “ريان ” بالدخول
ولابد ان تكون هذه الخطوة من خلاله فقال :
_ طيب شوفى المفاجاه اللى جات

لم ينتقل بصرها عن يدها التى على بطنها تحدق بصمت قاتل سرعات ما امسك بيدها
كف خشن وبصوته العميق حفز تدفق الادرينالين بالدم وزادت سرعة ضربات قلبها
عندما هتف :
_ وحشتينى

رفعت وجهها بطئ حذر أن يكون وهم فتستيقظ منه خائبه لكنه “ريان ” نظرته لحنونه ويده
الدافئه انتفضت من مكانها وهى تطلع إليه فى هذه اللحظه امسك “عدى ” ساعد والده
ليحثه على الخروج وترك مساحه خاصه لهم لكنه أبى وكاد يعلو صوته فتنازل “عدى ”
عن فكرته حتى يسمح لاخته أن تسعد لبضع لحظات قبل أن تعود الى المشكلات القديمه

انهمرت “تمار ” فى البكاء مما دفع “ريان ” لإحتضانها كان أشد منها حزنا على ما حدث

غمم أسفا :
_ خلاص يا حبيتى انا اسف ما تعيطيش

تركت نفسها فى احضانه لتتنفس بالنسبه لها هو الحياه وبالنسبه له غالية قلبه
التى لا ينافسها أحد هتفت من بين نشيجها :
_ ما تسبنيش

فأسرع بإجابتها بحماس وجديه صارمه :
_ عمرى ما هسيبك يا تمار امـــوت ولا أسيبك

___________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _________

لدى منار

الليله فى منزلهم سهره من نوع خاص فأصدقائه مجتمعين للغداء من بينهم “ماجد ”

ضحكاتهم لم تتوقف فى غرفة الاستقبال الواسعه إما فى الجهه الاخرى كانت “منار ”
مع “ورد ” تقف لتشرف على اعداد الطعام لكن هذا الجو ابدا لم يعجبها فهى تكره هذا
المكان والجانب الذى يذكرها بأنها إمراه زفيرها يعلوا بالرغم من أنها لا تتدخل فى اى شئ

و”ورد” من تتوالى المهمه كامله مع بعض السيدات التى آتى بهم شريف خصيصا لاعداد
سفره شهيه لهذا الجمع لم تكف “منار ” عن محاولة الاتصال بوالدتها ولا حتى خالتها
فكان دوما الهاتف يعطى نفس الرساله ولا جدوى من التكرار سوى اليأس
_ ما تيجى تسعدى يا منار ولا تتعلمى أى حاجه

رفعت وجهها إليها وهى غاضبه :
_ واتعلم ليه ؟

ردت عليها الاخرى وهى تنظم الاطباق :
_ صحيح دا الباشا شريف بنفسه بيخدم عليكى

لوحت لها دون اكتراث وعادت ببصرها الى الهاتف لتعود للاتصال بوالدتها بدء المحضرين فى حمل
الطعام الى الخارج وهى فى عالم آخر لا تلاحظ أى شئ مما يدور حولها ولا تهتم كل ما يهمها أن تسمع
صوت والدتها ويطمئن قلبها لم تكترث حتى بالاصوات التى علت لتعلن التفاف اصدقائه حول الطاوله
وضحكاتهم العاليه القادمه من الجدار الفاصل تصل اليها بوضوح

طقائق و دخل اليهم “شريف ” متعجلا ليسأل عنها كأنه اشتاق
اليها دون داعى نادها لتلتفت :
_ منار

رفعت وجهها اليه بانتباه لتسأله بحزن :
_ كويس انك جيت ماما لسه ما بتردش من امبارح وانا قلقانه اوى عليها

ابتسم لها ورفع كفه ليلمس وجنتها بحنان :
_ مش عايزك تقلقى يا منار ان شاء الله فى اقرب وقت هترجع

حاولت طمئنت نفسها بهذه الكلمات وما بيده حيله غير تصديق كلامه مازحها
ليخرجها من هذا القلق :
_ فرفشى بقى العيال بره هيكلوا صوبعهم وراء الاكل وبيشكروا فيكى جامد أوى

مفكرينك انتى اللى طابخه

تجاوبت مع مزاحه وهدرت :
_ طبعا اومال انت فاكر ايه وقفتى مش بالساهل
لطمها بخفه وهو يضحك :
_ انتى هتعيشي الدور ولا ايه ؟

دفعت يده مشاكسه :
_ ما تطولش ايدك

اعجب باندماجها فأسعد لحظاته يقضيها معها وخاصتا عندما تبادل مزاحه بمزاح :
_ مش أستاذك يا بت ولا ايه ؟

ضمت حاجبيها باعتراض وعلا صوتها لا اراديا :
_ فين دا انت وعدنى تذكرلى وما شوفتش منك ولا ابيض ولا اسود سبتنى ونمت

لاحظ “شريف” صمت الخارجين فالتف ليخرج لهم وينهى حديثه معها
لكنها هتفت بصوت واضح لتسمعه:
_ اعمل حسابك تسهر انهارده مش هتعمل زى الخميس اللى فات انا عامله حسابى
على كدا

حديثها العفوى جعله يتجمد مكانه واضح جدا انها اسمعت معه اصدقائه واختلاف النوايا سيسبب
له ازمه خفق قلبه بشده ووضع بين نارين ان بقى معها ستصيبه ازمه قلبيه وان خرج اليهم بهذه
الوصمه ستلاحقه سخافاتهم صاح بها بمنتهى الغضب :
_ ممكن تخرسي خالص مش عايز اسمعلك صوت

سالته بوجوم :
_ فى ايه ؟ مش دى الحقيقه مش انت قولتى انك تعبان وعايز تنام

حديثها يزيد الطين بللا لذا من بين اسنانه هدر بعصبيه :
_ اخرسي بقولك
لعن تحت انفاسه وهو يسترسل :
_ يا فضحتك يا شريف باشا قدام الوزاره كلها

انطلق من امامها لتلقفه النار المشتعله بين اصدقائه وبدئت ضحكاتهم الخبيثه بالعلو والرمى بالكلام

_كدا الباشا لازم ياخد أدوات مساعده

رمقه شريف بإستخفاف وهو يرد على مزاحه بضيق :
_ كلمه كمان وانت اللى هتحتاج مساعده

التقطه الآخر مازحا :
_ سيبه فى حالة انا اسمع إن الحاجات دى بضيق الخلق

قهقه زملائه فرد شريف جاء فاحما ببرود :
_اه وبتنرفز وبخرج عن شعورى

ضحكاتهم وسخريتهم لم تحزنه أو تغضبه لكن الموقف برمته محرج فلا احد يعلم “منار ” مثلما عرفها
هو انجرف معهم فى الضحك وكثيرا من المضحكات المبكيات

____________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ____________

“مكه ”

انتقلت “مكه ” من المستشفى إلى منزلها وسط عائلتها الهدوء الذى بقى عليه والدها
بعد طلب “كامل ” يقلقها لكنها ابدا لن تعترض بعد ما سببته من مشكلات صمتت هى الاخرى
تدعو سرا أن لا تتم هذه الزيجه التى تبغضها دخلت الى غرفتها وانتشر من حولها والدتها واختها

ليرتب لها فراشها ويعاونوها على تبديل ملابسها اخيرا نطقت “مكه ” بنبره راجيه :
_ بلاش بابا يوافق ارجوكى يا ماما

نظرت اليها نظره خاطفه وتابعت ما تفعل فكررت وهى توشك على البكاء :
_ انا عارفه إنى تعبتكم بـ……

_ إطمنى يا “مكه ” ابوكى مش هيغصبك على حاجه

هكذا قاطعتها والدتها وهى تمنحها نظره حانيه لكن هذا لم يهدأ “مكه فعادت ترجوها بحرج :
_انا عارفه انه مش هيغصبنى لكن أنا خايفه إنه يكون موافق مش هقدر ارفض لو طلب

زفرت “خديجه ” وهى تقف بوجهها وترى عينها المتحيره والقلق الجلى تشعر بها لكن
لا تعرف كيف تتداوى اعتادت أن تعطى حنان بلا حدود لكن تقف عاجزه عن حل المشكلات
لكنها استطاعت أن تهتف بكل حب :
_ ربنا يريح قلبك يا حبيبتى ويقدملك إلى فيه الخير

ربتت على كتفها وأردفت :
_ ارتاحى على ما اعملك الاكل وما تحطيش فى بالك
دارت على عقبيها لتترك لها الغرفه لتنفذ ما قالته أو لتهرب من رؤيتها بهذا الحزن

من جانب “مرام ” كانت تنظر هذه اللحظه لتنفرد بأختها وبمجرد ما اغلقت والدتها
هدرت بلا مقدمات :
_ انا قبلت الشغل

التفت لها فورا وهى تجيب باهتمام :
_ كويس يا مرام انا كمان شايفه إن “عدى ” انسان محترم جدا

هتفت بتردد وهى تطالعها لترى ردة فعلها على ما ستقول :
_ بابا زودها وحلفه يخلى باله عليه

اجفلت ومسحت على جبهته تعرف مخاوف والدها من وقت وفاة اخيها وزاد عن حده
مع تقدمه بالعمر وشعوره بقرب أجله أو عجزه فى حمايته خاصتا بعد حادثها,قفز الى
ذهنها سؤال مرتبط بكل هذا ورفعت وجهها اليها تطرحه بذعر :
_ تفتكرى ممكن بابا يوافق على كامل عشان يطمن عليا

فهمتها “مرام ” على الفور ومظرت اليها مطولا وقد ظهرت بعينها الاجابه قبل ان تهدر :
_ ممكن
نهضت من مكانها بعدما رأت الصدمه على وجهها :
_ ما تقلقيش يا مكه بابا برضوا مش هيفرط فيكى بالساهل واكيد هياخد رأيك

لم تتبدل تعبيرها اساسا قلبها لم يطمئن هتفت وهى ساهمه :
_ ما هو دا اللى خايفه منه

تطالعت اليها بأعين دامعه وأردفت :
_ مش هقدر اقوله لاء ولا أعارضه يا مرام

ربتت على كتفها وهى تطالعها باعين يأسه وقالت متأمله :
_ يحلها ربنا ,,وبعدين لا انا ولا ماما هنسيبك

ما من مساعد ليساعدها سوى الله نوت فى قرارت نفسها أن تدعو حتى يجف حلقها
ولا توضع فى هذا الموقف ولا تجبر على إختيار حياه كهذه،،

__________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _________

“الياس ”

فى الظلام الدامس يسحب اجزاء سلاحه ويستعد لاطلاق النار هذا اكثر ما يجيده
المهمه هذه المره مرهقه والدخول الى وكر الدواعش ليس بسهل والوصول الى قياده
كبيره ذات شأن فى جماعتها أمر خطر وأشبه بالانتحار خاصتا أنه ليس بأرضه ولا وسط
جيشه لولا معرفة ثقة مديره الكبيره فيه لأعتقد انه عقاب من قائده لكنه يعرف جيدا

أنه رجل المهام الصعبه اشار اليه الرجل مستسلما وهو يقول :
_ معاك

فى هذه الصحراء الواسعه كان ينتظره الياس شخص لم يره من قبل ” الدليل” كان يحتاج
هذه الكلمه حتى يتأكد وينزل سلاحه لذا سأل :
_ معاك الدليل ؟

اسرع الرجل يدس يده فى جيب سترته ليسحب أوراق مطبقه وهو يقول :
_ الخريطه معايا

تفحصه “الياس ” بدقه تحت الضوء الخافت القادم من السماء وبناء عليه انزل سلاحه
ليلتقط ما بيده ويفتحه محاولا فى سرعه استيعاب ما بها حادثه الاخر ليضيف الشرح :

_ السرعه مش مطلوبه عشان توصل للمكان دا يلزمك تعرف طريق الرجوع
ودا بيحتاج تدريب

سأله الياس دون أن يحيد نظره عن ما بيده :
_ مين هيساعد ؟

اجاب الرجل :
_ هتقابله بس مش دلوقت

رفع وجه اليه ورمقه بحده وهو يهدر بشده :
_ انت لازم تقول بسرعه

هتف الاخر ببرود :
_ روق زى ما انت خايف على نفسك احنا كمان خايفين على نفسنا شوف طريقك
واحنا هنعرف نوصلك فى الوقت المناسب

زفر انفاسه مهدئا فالطريق طويل وملئ بالمصاعب و القادم مجهول وكل ما هو مجهول مخيف

____________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ___________

” تمار ”
جز “رأفت ” على اسنانه من هذا المشهد الذى أغضبه فقرر التدخل بحمحمته الخشنه لعل
كلاهم يلاحظوا وجوده عض “ريان ” بضيق طرف شفاه من مقاطعته ماليس له بحق لم
يلتف له لكنه سمع صوته المشحون وهو يهتف :
_ انا عندى ليكى مفاجأه يا تمار

بعدما جذب انتباها وإطمئن أنه أغضب “ريان ” بشكل وافى استرسل بابتسامه مزيفه :
_ انا اتنازلت عن موقفى عشان خاطر سعادتك

سرعان ما إنطلت الخدعه على “تمار” وقفزت فى جلستها متناسيه كل آلامها وهى تسأل بدهشه :
_ معقول وافقت على جوازى أنا وريان

لم يتخلى عن ابتسامته الصفراء نكاية فى “ريان ” الذى اشتعل وجهه بالغضب وهتف :
_ طبعا هو انا عندى أغلى منك ومن سعادتك

حديثه المضلل أقنع “تمار ” لكنه اثار التوجس والخوف فى نفس “عدى وريان ” اللذان يخافان
إيهامها بشئ لن يحدث ومن ثم تستيقظ على فاجعه لن تقوم منها ابدا اقترب منه “عدى ” ليهمس
فى أذنه بقلق :
_ بابا خلى بالك من كلامك “تمار ” مش حمل صدمه تانى

ظل يحافظ على ابتسامته وعلا صوته وهو يرد عليه متعمدا فضح ما قاله من إجابته :
_ ايه اللى بتقوله دا يا عدى معقول اضحك على “تمار ” انت عارف هى غاليه عليا
قد ايه انا هجهزها احسن جهاز وهتخرج من بيتى احلى عروسه دا يوم المنى

كانت مندهشه من تغيره المفاجى لدرجه انها امسكت رأسها لتسوعب وراجعت فى رأسها
حرف حرف مما هدر به ولكن كان كل شئ أشبه بالمعجزه

نهض “ريان ” ودس يده فى جيبه بهدوء وتدخل قائلا بسخريه :
_ ودا هيكون امته ان شاء الله يا رأفت بيه

تحولت ابتسامته ولم يستطع التصنع اكثرمن هذا فى وجه عدوه اللدود وإتضح غضبه
عندما اجاب من بين اسنانه :
_ كمان سنه

انفرج فم “تمار ” كما اصابت الدهشه باقى الحضور واكثرهم كان “ريان ” الذى سحب يده
من جيبه وهو يصيح :
_ نــعــم

رفع حاجبيه بعدما ضمن استفزازه وهتف ببرود :
_ زى ما سمعت عايز اشبع من بنتى عندك مانع

حجته هذه المرة مدلسه توحى بأنه نوى الحرب بشكل آخر ولكن من يعارضه هذه
المره ومن يرفض طلب اب يريد التقرب من ابنته

_ طيب وايه يمنع نعمل الفرح وتجيلك كل يوم

كان سؤالا من “عدى ” يتضح فيه نبرة الانزعاج

التف اليه “رأفت ” ليجيبه ببراءه :
_ عشان أجهزها

رد “ريان ” باصرار :
_ وانا مش عايز جهاز

ضيق عينه ليجبه بتحدى :
_ دى بنت رأفت الألفى مش أى حد لازم البلد كلها تعيش على ذكرى فرحها

حاول “ريان ” تخفيف المده التى أشبه بعقوبة السجن وهتف متعصب :
_مش كل المده دى تقدر تعمل اللى انت عايزه فى شهر

رفع كتفيه وهو يبدى شئ من غضبه ليوحى لهم انه قادر على الرفض فى أى لحظه دون اهتمام :
_ على مهلى انا هستعجل ليه ؟

تبادلوا النظر معا بترقب شيئا جديد أو حادثه اكثر وجعا من هذه هرول ” رأفت ” باتجاه ابنته
ليحتضنها ويقبل جبهتها متمتما بحنو ربما هذا الشئ الوحيد الحقيقى من كل هذا التزيف :
_ الف مبروك يا حبيبتى

فى هذه اللحظه انسحب “عدى ” من الغرفه فهو لن يتحمل اكثر من ذلك ليخرج الى حياته ويترك
الامر بيد “ريان ” هو اكثر قدره على مواجهة والده وهو الاجدر فى حماية تمار .

______________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ________

فى شقة “زينب ”

ترقد بلا حرك على الفراش تنازع الالم الذى لم يكف عن نهش جسدها بكل قسوة دون اكتفاء
اسفل عينها غابات مظلمه ووجهها بلا لون جلستها الاولى فى الكيماوى كانت متعبه مازالت
تشعر بالنيران التى تفجرت فى عروقها عوضا عن الدم وهذا الاحتراق الداخلى الذى لم ينطفئ
بعد كل جسدها كالمشلول ولكنها مع كل نبضه تزداد الم تجعلها تتمنى أن لن تأتى بعده نبضه
الى جوارها كانت تجلس شقيقتها تمسك بيدها أسفه على حالها تشاطرها الألم

ومع انه ليس الوقت المناسب الى هذا السؤال لكن ربما لم تسعفها الاقدار لسؤاله لذا تشجعت على قول :
_ انت ناويه تبلغلى بنتك امته ؟ زمانها هتجنن على غيابك المفاجئ دا

بصعوبه شديده ردت عليها لكن صلابة العند لم تنكسر :
_ صعب عليا بنتى تشوفنى بالحالة دى

زفرت “ماجده ” وهى بين نارين من الرضوح لرغبتها ومحاولة فعل شئ لابنتها
مهما كان فمنار لن تغفر مرور والدتها بهذه المحنه دون إخبارها
_ انتى صعبانه عليا وبنتك هى كمان شريف كلمنى وقالى انها مش مبطله سؤال

اغمضت “زينب ” عينها بتألم وهى تتخيل وجود منار جوارها وهى بهذه الحاله لن تتحمل نظره
الحزن فى عينها ولن تتحمل أن تكون هى سبب فى هذا الحزن الذى لن يذهب من رأسها للابد
إن كان حتمى الفراق فالتبقى صورتها البشوشه الضاحكه فى مخيلتها ما تبقى من عمرها
الموت حق والحياه حق فلن تسلبها حق الحياه برؤيتها تتعذب
لذا اعترضت من جديد هادره بضعف :
_ لاء يا ماجده خلينى ذكرى حلوه لحد ما اقف على رجلى أو حتى اموت

بسرعه ردت “ماجده ” بأستياء :
_ بعد الشر عليكى يا اختى انا هخلى شريف يشغلها لحد ما تقدرى تقفى على رجليكى

تؤمى “زينب “برأسها بعدما إطمئنت لموافقت اختها على رأيها اخيرا دون نقاش طويل

______________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا __________

“عدى ”

احتضن هاتفه ليهتف بلطف كان بحاجه لمحادثتها دون سبب معلوم روحه المتعبه من كل الاحداث الدائره
أرداتها هى لذا لم يتردد عبث بهاتفه واخرج رقمها وبدأ فى عد الثوانى حتى يتسمع صوتها المنادى :

_ السلام عليكم

زفر بأرتياح لإجابتها السريعه الحقيقه انه غير متحمل أى شئ يضغط عليه رد السلام من بعد :
_ وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته عامله ايه ؟

أتاه صوتها مرتبك بنبره منخفضه :
_ الحمد لله

مال برأسه وقد ظهرت ابتسامه كان يظن أنها لن تخرج للابد وسأل ليستوضح :
_ ايه بتقولى ايه ؟

تحمحمت وزاد ارتباكا وهى تكررفى محاولة لرفع صوتها :
_ بقول الحمد لله

اجابتها المختصره أثلجت صدره فضحك يرد عليها مبتسما :
_ الحمد لله طب عالى صوتك شويه

لم تجيبه وتجسد بين عيناه أنها خجله وجنتيها مخضبه بالحمره تقرض شفاها
وتنظر أرضا زفر من جديد وابتسامته اتسعت دون إراده وسأل من جديد :
_ مكه اخبارها ايه ؟

اجابت بإقتضاب :
_ الحمد لله

برغم أنه يسمعها بصعوبه إلا انه قرر ان يحاول يشاكسها حتى يعلو صوتها فهتف :
_ ايه بتقولى ايه ؟

هتفت بصوت أعلى :
_ الحمد لله

حاول مشاكستها ليقول :
_ طيب عالى صوتك عشان انا فى مستشفى وعندى دوشه

أتت الكلمه الاخيره غصب عنه سلاست الحديث معها بأشياء ليكن يفعلها مع احد
سرعان ما سألته بتلهف :
_ ليه ؟

اتسعت ابتسامته واجابها :
_ صوتك عالى دلوقت ..عموما انا كويس دى اختى تمار

لم تخفف نبرتها القله نعم هى لم توطت علاقاتها بتمار لكنها لم تنسى أنها ساعدتها
فى محنتها لذا سألت بنفس التلهف :
_ مالها ؟

أصتاده الالم فى التو واللحظه وظهر هذا جليا فى نبرته :
_ تعبانه عندها انهيار عصبى

كانت مستنكره فالجميع ينخدع بالمظاهر وهى الاخرى انخدعت فى جمالها
وحسبها وضحكتها الصافيه فأى ظرف يجعل هذه الحسناء تنهار دفعها القلق للسؤال :
_ من ايه اقصد ايه السبب

اجابها بإقتضاب وكأنه يغلق بابا سيفتح عواصف :
_ دا موضوع يطول شرحه ، خلينا فى موضوعنا الاساسى

تفهمت خصوصيته وسألت بتهذيب وصوت منخفض :
_ ايه الموضوع ؟

عادت ابتسامته من جديد وهو يسمع نبرتها المنخفضه وأجاب :
_ عالى صوتك
كممت ابتسامتها ورفضت اجابته بعدما أدركت أنه بالتاكيد يمزح
أردف بجديه :
_ ياريت لو مش مشغوله تيجى المكتب بكرا عشان نبدأ الشغل

هتفت بقلق وكأنها ستقبل على الجحيم :
_ لاء مش مشغوله مكه خلاص خرجت من المستشفى

سألها وهو يخمن الاجابه :
_ انتى فاكره عنوان المكتب الكبير ولا أعدى أخدك

ظهر التوتر فى نبرتها المتخبطه وهى تعتصر رأسها لتذكر المكان :
_ اه مش هوا فى ال….. بسم الله ….

قاطعها فى ذلك فهو يعلم جيدا ان يومها كانت فى حالة يرثى لها لتعرف أى طريق سلكت :
_ خلاص عندك مانع اعدى اخدك بكرا

ردت بصدمه :
_ لاء طبعا احنا ساكنين فى منطقه كلنا عارفين بعض فيها وهيبقى شكلى مش ولابد
لو حد جه اخدنى
تفهم قلقها وهتف :
_ خلاص انا هكلم باباكى واخدك من برا الشارع ممكن تدينى رقمه
اجابت بإقتضاب وهى تشعر بالطمائنيه أكثر لهذا التصرف :
_ حاضر

___________جميع الحقوق محفوظه لدى صفجة بقلم سنيوريتا _______

سرعه الايام تبهر الجميع لم يمر هذا الشهر مرورا عاديا بل مرا على كل فرد بمشاعر
وأحداث مختلفه
مازالت منار كما هى تحاول الوصول الى والدتها بشتى الطرق ويحاول “شريف” إلهائها
بحجج مختلفه حتى صبت همها فى دراستها خاصتا أنها اقتربت من اختبارات اخر العام

من جانب “مكه ” عادت الى عملها لكن لم يتركها مديرها “اسلام ” فى الضغط عليها لمعرفه
قصتها ومحاولة الوصول الى الجهه العاليه التى تساعدها ويزهق روحها صمت والدها حيال
طلب “كامل ” يقلقها اكثر وبدء يضيق الخناق على والدها فالسؤال بات شبه يومى من كامل
عن موعد الخضبه أو الزواج بسبب صمت والدها الذى لم يرفض بشكل قطعى ولا القبول

أما “مرام ” فبدأت فى العمل مع “عدى ” والاندماج فى تنظيم وقته بين هذا المكتب والاخر
لم تجد عقبات فهو يبسط كل شئ ويتعامل برأفه وصبر ومارأته منه فى عمله زادها أعجابا واحتراما
لهذه الشخصيه التى لن تكرر وبالتاكيد لم تحبها “ليندا” لانها اصبحت فى مده قصيره مفضله لدى “عدى ”

وهذه الفتره كانت فرصه جيده للغايه بالنسبه لرأفت الذى ترك كل أعباء العمل ل”عدى ” والهروب ب”تمار ”
لاوروبا للتجول بحجه التجهير للفرح لكنه يزيد البعد والتجاهل بين ريان وتمار حتى تنسي هذه النزوه من وجهة

نظره القاصره
_________________________________________

فى مكتب لتوريد
“مكتب مكه”

وضع امامها احد زملائها بعض ملفات الى جانب الموضوعه على سطح المكتب انتفضت من صوته

ورفعت عيناها بصدمه وهى تسأل بصوت حزين :
_ ايه كل دا يا استاذ امير

اجاب الاخر بلا مبلاه فهنا لاحد يشفق عليها :
_الاستاذ اسلام بعتهم لك

نظرت على الفوضى على سطح مكتبها وهتفت ببؤس :
_ بس دا كتير عليا هو ما فيش حد بيشتغل هنا غيرى

ضيق الاخر عينها ورد متهكما :
_ لو عندك اعتراض اتفضلى بلغيه لاستاذ اسلام

دفعت الهواء المختنق برئتيها وعادت ببصرها تدقق فى اوراقها الخاصه من الواضح انه يوم
طويل فعليها الانجاز سوف يسحب نظرها إن استمرت على هذه الحاله فى العمل ولن
تستطيع تركه فهو الملجأ الوحيد لها بعد كل الكوارث التى مرت بها وهو المهرب من الماضى
ومن المستقبل لكن مع هذا الضغط ستنتهى تماما لذا

نهضت من مكانها على فجأه واتجهت نحو مكتب المدير تنوى أن تسترضيه أو تغضب عليه أى شئ
ويخلصها من هذا الضغط الذى سيقضى على آمالها وسيجبرها على ترك العمل

نقرت الباب وأذن بالدخول ولكنه فور رؤيتها تظاهر بالانشغال وهو يهتف بقسوة :
_ ممكن تقولى اللى عندك وتمشى بسرعه انا مشغول ومش فضيلك

اذدات غبضتها من معاملته السيئه وحاولت قدر الامكان تمالك أعصابها لكنها لم تحسن فى ضبط نبرتها
الغاضبه التى انفجرت بـ :
_ انا عايزه اعرف ليه انا دون عن الجميع اللى عليا ضغط الشغل وليه كل ورقه كبيره
أو صغيره مطلوب انى أرجعها

ترك قلمه ورفع وجهه اليها عندما وصل الى أذنه نبرتها المحتده رفع حاجبيه وسألها :
_ وحضرتك مش جايه هنا عشان شغل برضوا ولاء جايه تدلعى

إستائت جدا من سؤاله لكنها تحت نظرته الناريه كانت مجبره على الاجابه فهى لا تريد خلق
مزيد من المشكلات التى اصبحت تطاردها لذا أجابته بخنوع :
_ جايه أشتغل بس دا مش عدل

لكم سطح مكتبه وهو يزعق بحده جعلتها تنتفض :
_ هو دا اللى موجود ولو مش عاجبك الباب يفوت جمل

شعرت بقهر وضيق من معاملته الفاظه من وقت عودتها فراحت تهتف بحزن :
_ بس انا محتاجه الشغل دا و…

نهض من مكانه ليقاطعها سريعا بنبره حازمه :
_ انتى عارفه انك مكروهه هنا بعد مارجعتى انتى وصمتى المكان اللى اشتغلتى فيه
لابقينا عارفين انتِ إرهابيه ولا صايعه ولا جاسوسه علينا من أمن الدوله
اللى بيوصى عليكى

انتهى كلامه وهو يقف قبالها تماما وأكمل مشددا :
_ سألتك ميت مره ايه حكايتك وانتى رافضه،رافضه تنكرى انك هربتى مع واحد ورافضه تقولى
مين حمايتك من أمن الدوله

رفعت وجها اليه ونظرت اليه بصمت لم تجد اجابه لأى إتهام هى اصبحت موصومه فى مجتمع الشرفاء
الذين يحاسبون الغير بنقصانهم ويرون أخطاء غيرهم بعين الصقر وأخطائهم بعين كفيفه

ماذا سيتغير إن اجأبت أو لاا على أيا من هذا فى جميع الحالا ت سينبذوها وسيرون أنفسهم
اصحاب فضيله وهى الوحيده صاحبت الاخطاء والخطايا فهذا السائد فى مجتمع مريض معاق فكريا

التفت عنه دون أن ترد على كل هذا فلتحمل ساعات العمل الاضافيه وتتحمل فكرهم القاصر
طالما جميعهم سواسيه فى كل مكان فى العمل أو فى الشارع

أمسكت بالمقبض كانت تنوى الرحيل لكن أوجفها صوته الخالى من الرحمه يهدر :
_ إنتِ برضوا ما جاوبتيش

أجابته وهى ترفع ذقنها عاليا دون أن تلتف له :
_ حضرتك عندك شغل ومش حابه أعطلك

ادارت المقبض ونوت عدم الرجوع من تسأل كلهم متشابهون كحبات السمسم نفس الافكار ونفس
الاوهام أنهم يرون أنفسهم دوما قضاه .

_____________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا __________
“مرام ”

جلست اعلى مكتبه تنظم وتنسق دفتر مواعيده رئيسها لم تتركها لينا بحالها

وتبقى عينها عليها طوال الوقت لكن “مرام ” ابدا لم تهتم صاح هاتف المكتب بالرنين

فوضعته اسفل ذقنها ومالت بكتفها لتسنده كى تؤشر على اخر موعد :
_ ايوه

_ ايوا يامرام جهزتى المواعيد اللى عندى انهارده فى المكتب التانى

صوته جعلها تعتدل سريعا لا تدرى لما كل هذا الارتباك القوى الذى ينتابها فجأه
من صوته وحضوره هذا الشئ الوحيد الذى لم تعتاده إذدرئت ريقها وهى ترد

بصوت هادئ كالمعتاد :
_ ايوا يا افندم لحظات وهيكون على مكتبك

برغم أنه استمع جيدا الى جملتها بعدما أعتاد نبرتها الهادئه وصعوبه التعرف لما تهدر
لكنه قرر مشاكستها من جديد :
_ مش سامع يا مرام عالى صوتك

يربكها اكثر وهو يشعرها انها بحجم النمله كررت جملتها بصوت أعلى

لكن هذا لم يجعله يرضى فصاح متصعنا الضيق :
– بقولك ايه تعالى ع المكتب اشوف الموضوع دا

اغلقت الهاتف وراحت تلملم اوراقها بإرتباك وتحركت صوب مكتبه وهى تحاول تنظيم أنفاسها
المتلاحقه ثوان وكانت تنقر بابه أذن لها لتدلف تحركت باتجاه وهى تهتف فى عجاله :
_ المواعيد بتاعت حضرتك موجوده هنا

عيناه أبت التزحزح عنها حضرت التى لا يرفع عينه فى غيرها من شروده نسي أنها تغادر من جديد
فأسرع يناديها بعجله :
_ استنى انتى رايحه على فين ؟
_حضرتك محتاج ح..

سألت وهى فى حالة يرثى لها

فابتسم ومع ابتسامته تتفتح الازهار وتشرق شموسا لا آخر لها تخضبت وجتها على الفور وقطمت
كلماتها فورا فالصمت واجب امام تلك الابتسامه

اتكي الى وجنته وسألها مازحا :
_ وبعدين معاكى ابعتك لدكتور يشوف أحبالك الصوتيه مالها

طفا على وجهها كل الالوان وتحيرت بما ترد عليه لاذت بالصمت
حتى أردف و هو ينهض من مكانه :
_ انتى بتعلمى بسرعه والحاجه الوحيده اللى مش عارفه تعلميها انك
تسمعينى انتى عايزه تقولى ايه … هى دى حاجه صعبه

وقوفه قبالها ما كان ينقصها لتذداد توتر وتحت انظاره التى تنتظر منها اجابه امامه تصبح
فى منتهى الغباء استجمعت قواها لتهدر :
_ لاء ..الشغل سهل وحضرتك ساعدتنى كتير عشان اوصل لحد المستوى دا

مط شفاه بابتسامه عريضه تبعها بـ :
_ على كدا انا فشلت فى انى اخليكى تتعلمى تسمعينى صوتك

اجابت بتحفظ :
_ حضرتك فى النهايه بتسمعنى ودا المطلوب
هم ليرد عليها لكن طرقات الباب علت ودخلت “ليندا ” دون إذن لتقاطعهم :

_ فى واحد اسمه عزيز عبد الواحد جاى برا وعايز يقابل حضرتك

ضم حاجبيه وانتقل بصره الى “مرام ” يسألها :
_ هو ليه معاد انهارده
نفضت رأسها وهى تجيب :
_ خالص يا افندم كمان مقابلته مش فى المكتب دا فى المكتب التانى
طالعتهم “ليندا ” بحنق يوما عن يوم تشعر بهذا الانجذاب الذى بداخل “عدى ” نحوها
وترى انها ليس من حقها ابدا ان تاخذ مكانا ليس مقدرا ولا يناسب لها لاحظ “عدى ”
نظراتها المغلوله بشرود تجاه “مرام ” وقرر ايفاقتها بقسوة :
_ خليه يدخل
حصل على انتباها واسترسل :
_وحضرتك ياريت تبقى تستنى الاذن قبل ما تدخلى عليا المكتب

اشتطات غضبا من تحذيره وإستدات تدق الارض من اسفالها تبعتها “مرام ” دون حديث
فقد انقذها “عزيز” من احراج جديد امامه

عاد الى مكتبه وانتظر القادم انه احد عملاء مكتبه الآخر غريبه تواجده هنا وغريبه ايضا حضوره
المفاجئ خاصتا ان قضية ابنه ليست كبيره

دخل “عزيز ” ووجهه يمتلئ بالابتسامه قال وهو يقبل عليه :
_ استاذ عدى اخبار حضرتك

اشار اليه بالجلوس وهو لا يعتقد ابدا انه جاء لعنده اليوم لسؤاله عن حاله لكنه رد بلطف :
_ الحمد لله

وما إن استقر على كرسيه المقابل سأله :
_ تحب تشرب حاجه
هتف الاخر مبتسما وطامعا فى كرمه :
_ متشكرا نشربه بعدين انا كنت جاى لحضرتك فى خدمه

تحفزت ملامح “عدى” لمعرفه السبب ورفع ذقنه فى استعداد واضح لسماعه

_ ابنى كان معجب بالبنت السكرتيره اللى عندك والحقيقه انه ما عرفش ياخد عنوانها
عشان يتقدم لها فلو حضرتك تتكرم وتدينا تفاصيل عنها وكمان تدينى رأيك

تبدلت ملامحه واخفى بصعوبه هذا الضيق الذى احتل صدره عن صفحة وجهه
ثبت نظره عليه وسأله بجمود وهو يحرك رأسه :
_ رائيى فى ايه ؟

اجاب “عزيز ” موضحا :
_ فى البنت، بنت كويسه واخلاقها كويسه ولا ايه ؟

ضيق “عدى “عينه ولاحظ عزيز ضيقه فأردف موضحا :
_ يعنى حضرتك رأيك مهم هو الولد شافها واعجب بيها لكن حضرتك شبه يوميا معاها
يعنى اكيد عارف اخلاقها وإن حضرتك شايف انها كويسه ياريت تدينى عنوانها

لم يتحكم “عدى ” فى مشاعره وهتف محتدا :
_ حضرتك انا عندى شغل وهى موجوده هنا برضوا فى شغل حكاية انى اقول رأئيى فيها
محتاجه وقت اكبر من الخمس ساعات اللى بنقضيهم سواء

سأله الاخر بتردد :
_ هو حضرتك زعلت

نفضت رأسه واسرع بطرده قبل أن يقذفه من نافذة مكتبه :
_ لااا انا بس مشغول ودماغى فيها قضايا كتير

ادرك الاخر خطأؤه ونهض وهو يهتف بحرج :
_ طيب هاجى لحضرتك وقت تانى

اشار له وهو يرسم على وجهه ابتسامه بارده وبداخله براكين تندلع هذا إستفزه بشكل خطير

انتظر حتى اغلق الباب من خلفه وقذف القلم من يده سأل نفسه لما غضب ؟

لن يهدأ حتى يحصل على إجابه

__________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _________

منار

فى كليتها تقف بجانب زميلاتها الذين يتبادلون الحديث عن المواد وكيفيه اختصار الوقت
فى جمع اكبر قدر من المنهج فى وقت قصير وجذبها الموضوع بسرعه لتندمج معهم فى الحديث

وبدأ التبادل بينهم ومع زيادة عددهم كانت أصواتها متداخله والافكار كثيره حتى صاحت إحداهم
“مروه ” قائله :

_ باااااس خلاص يا جماعه اسمعونى

وبالفعل استجاب لها الجميع ليستمعوا اليها وهى تقول :

_ انتوا تيجوا تذكروا عندى فى الشقه بتاعتى كل واحده تلخص ماده ونبدل سواء

صاح الجميع مؤيدين :
_ اه والله فكره واحنا خمسه

حكت منار خلف أذنها وهتفت بتحير :
_ بس انا ما قولتش لشريف

ردت عليها “مروه ” :
_ عموما لسه بدرى على معاد خروجنا روحى معانا ونوصلك هنا تانى يبقى ياخدك فى نفس المعاد

تدخلت زميلتها لتدعوها بحراره :
_ تعالى معانا يا منار انتى شاطره وهتساعدينا ننجز

سكت “منار” بتحير لكنها قد اعجبت بالفكره لما لاء تذهب معهم وتستفيد بما أن شريف لا يساعدها
ويتحجج كثيرا حتى لا يجالسها طويلا تؤمى بالموافقه وهى تقول :

_ خلاص هاجى معاكم

______________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _________
فى مكتب اللواء “مندور ”

وقف “الياس ” يؤدى التحيه بإجلال لقائده الذى نظر اليه مسرورا بعودته سالما من مهمته
وصاح متفاخرا :
_ اهلا بالبطل

تغيرت ملامح “الياس” تماما فى هذه الفتره المنصرمه ترك شاربه ينمو وإذدات بشرته سمره
وعينيه تكتسي بغموض أشد مما سبق طالت نظرة “مندور ” اليه متاملا حاله الذى يتبدل بعد كل
مهمه يكلف بها أردف بإعجاب :

_ مش هسألك على المهمه لان البشاير والتقارير سبقتك دايما بتكون قد الثقه

اجابه دون تاثير :
_ شكرا لحضرتك يا افندم

“مندور” مط فمه وهو يتطالع اليه فى محاوله فاشله لثبت اغواره من بعدها
سأله بود وهو يتفحص وجهه :
_ شكلك اتغير يا ترى فكرك اتغير كمان ولا لسه زى ماهو

طالت مده غيابه وتغيرت فصول العام لكن بداخله هو فصل واحد لم يتبدل منذوا أعوام برد قارص
ينخر عظامه ويجمد أوصاله لا تنخدع بحبات العرق على جبينه فبداخله يرتجف بردا وفى اشد
الحاجه للدفئ،أجفل من سؤاله لكنه كان يتوقعه :

_ اكيد يا افندم كل يوم بيعدى علينا بنضج اكتر وبنعرف نحدد مصيرنا واحتياجاتنا
بنعرف وجهتنا من غير ما حد يشاور لنا على الطرق اللى تناسبه اكتر مننا

كلماته لم تبشر ” مندور” واتسعت عيناه وهو يستعجل اجابته متسائلا بجمود :
_ معنى كلامك دا ايه ؟

ابتسم “الياس ” فقيل فالاثر من يعيش كثيرا يرى كثيرا ومن يمشى يعرف اكثر ”
فالايام التى قاضاها متجولا فى ارض الله الواسعه اكثبته خبره واثقلته لتجعل منه شخص
أذكى ممن يجلس خلف مكتبه وسط الاوراق والقلم أدى تحيته بتهذيب وهو يهدر بغموض
فشلا الاخر فى فهمه :
_ هسيب حضرتك تعرف بطريقتك عن اذنك

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى