روايات رومانسيهرواية بيننا شئ خرافي

رواية بيننا شئ خرافي 27

السابعه والعشرين

“فى منزل ابراهيم”

وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)

هكذا رتل المأذون قبل أن يشرع فى كتب الكتاب موصيا بكلمات عده للزوج بحسن المعاشره والصدق

والالتزام كل كلماته ذهبت سدى فهناك إثنان لم يسمعا قط ماقيل أعينهم فى تحدى تزول منه الجبال

“إلياس وإبراهيم ” كلا منهم يقرأ الاخر بشكل خاطئ يراه “ألياس” مجرم إرهابى يسعى لإفساد وطنه

ويراه “إبراهيم ” جندى مستبد يتكأ الى سلطته ليقتل الابرياء بالباطل يده ملوثه بالدماء وقلبه اسود

كالفحم

هتف المأذون قائلا :

_ حطوا اديكم فى ادين بعض

نظر “الياس ” نحوه بإستخاف لو لا مكه ما كان فعلها مهمته هى حماية وطنه وليس وضع يده

مع مخربينها اصعب ما فى الامر هذه الخطوه مد يده وظل “ابراهيم ” يحدق بها متخيلا

دماء ولده “محمد ” تقطر من يده اطال النظر حتى حسه المأذون بهتاف :

_ ايه يا ابو العروسه حط ايدك فى ايده

بصعوبه شديده رفع يده ليضعها فى يده تلقفها الياس وضغط عليها بشده وكأنه ينفس بها

غضبه وضع المنديل لو كان الاختناق يأتى من اليد لإختنق “ابراهيم ” ومات لم يتحمل

قبضت يده وهذا الغطاء الابيض الذى اعتلاهم يراه يغرق بالدماء

أملى المأذون قائلا :

_ نستغفر الله العظيم .. نستغفر الله العظيم .. نستغفر الله العظيم

تبنا الي الله ورجعنا الى الله وندمنا علي ما فعلنا وعزمنا علي الا نعود الي المعاصي أبدا وبرئنا من كل دين يخالف دين الاسلام
قول يا “عريس ” ورايا :
_

امتثل لامره “الياس “وهتف ورائه :

_انى استخرت الله تعالى لتزوجني ابنتك الانسه (مكه ابراهيم السباعى )

أردف المأذون :

_البكر الرشيد لنفسى وبنفسى على كتاب الله وسنة رسوله وعلى الصداق المسمى بيننا عاجله واجله .

استقبل آخر جزء بإبتسامه اخيرا سيحصل على مبتغاه :

_البكر الرشيد لنفسى وبنفسى على كتاب الله وسنة رسوله وعلى الصداق المسمى بيننا عاجله واجله .

التف الى “ابراهيم ” ليمليه قول يا “ابو العروسه “:

_ وأنا زوجتك ابنتي (مكه ابراهيم السباعى )على كتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم-، وعلى مذهب الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان وعلى الصداق المسمَّى بيننا

سارع يردد ورائه بأنفاس ثقيله وكأنه يريد الخلاص من الامر قبل ان يختنق :

_ وأنا زوجتك ابنتي (مكه ابراهيم السباعى )على كتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم-، وعلى مذهب الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان وعلى الصداق المسمَّى بيننا

قول يا عريس :

كانت جملته الاخيره ليهتف بها بانتصار فرحا بما وصل اليه :

_وانا قبلت منك زواجا

ليهتف المأذون وهو يرفع المنديل عن يدهم قائلا :

_قولوا كلكم ورايا بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما فى خير

ليردد الحاضرين بـ :

_بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهم فى خير

المأذون :

_ الشهود فين ؟

وضع كلا من “ريان ” واللواء مندور ” بطاقتهم على سطح المكتب

ونهضوا ليحتضنوا “إلياس” بفرح مباركين اولهم كان “ريان ” الذى صمم على الحضور

والشهاده قائلا بسعاده لاجل سعاده صديقه :

_ الف مبروك يا بطل

بادله “الياس ” الحضن وهو يهتف :

_ الله يبارك فيك يا حبيبى عقبال ما نفرحلك

تركه ليحتضنه اللواء ” مندور ” قائلا بابتسامه متكلفه :

_ مبارك يا إلياس ما تطولش فى الاجازه المبنى كلوا ما بيبقلوش طعم من غيرك

احتضنه إلياس وهو يجيبه بسعاده بالغه لحضوره بنفسه لهذا الزواج :

_ حاضر يا افندم

التف ليوقع العقد مال بجذعه ونقش اسمه بفخر وانتصب ليلاحظ “ابراهيم ” فى زوايه المنزل دموعه

تنهمر ويفشل فى إخفائها كلما غطا واحده خانته الآخرى إتخذته العاطفه ليقترب منه ويهنئه فى النهايه

هو انسان يهب قطعه من قلبه لرجل لم يعرف عنه الكثير يقدر موقفه لكنه ابدا لن يزيل عنه اسباب الحزن

فهذا انتصاره الذى انتظره من مده .

فتح ذراعيه ليجذبه اليه قائلا بنبره جامده :

_ الف مبروك

رفض ضمه اليه واشار بكلتا يده بالتوقف ليس لديه قدره ليضمه حميميه مزيفه يكفى تزيف فقد

اقترب منه ومال برأسه وهو يهتف بشحنه من الغضب :

_ أخدتها غصب عنى وغصب عنها وأحب اقولك إن الغصب دا بدايه هــــلاكــــك

تراجع للخلف لينظر فى عينه لكن “الياس” لم يعطى أى تعبير ارتسم الجمود

وهو يطالعه حتى تحرك من امامه لتظل نظرته جامده امام هذا الباب الذى فتح فى هذا التوقيت

وخرجت “مكه” منه .

وجدت نفسها على فجأه امامه مباشرا وكأنما جاء ليأخذها من غرفتها ارتجفت

فور رؤيته ونظرته القاتمه هذه جعلتها تهابه اكثر رمقته بتوتروهى تكاد تذوب فى جلدها

ابتسم اخيرا مادا يده بلطف :

_ مبروك يا مـــكـــه

ودت فى هذه اللحظه أن تستدير على عقبيها وتركض فاره منه الى آخر العالم كل ما رأته فى

الحلم تحقق لكن بشكل معكوس ومدمر رفضت وضع يدها فى يده وتجاوزته عندما نادها والدها

لتوقع على العقد فزفر بيأس من هذه الزيجه التى لا ترضى الجميع ولكنها أرضته هو وهو يكتفى

برضاه خرجت والدتها من خلفها تنظر اليه بلوم ووقفت فى قباله حاول الابتسام لها لكن كل شئ

حوله كان يدفعه للعبوس برغم أن “خديجه” لا يشعر حيالها بأى سوء مما يشعر به تجاه “ابراهيم ”

لكن ما يحدث فى ظروف سيئه قد يهلك العلاقات قالت له بنبره تحمل لوما وعتاب :

_ الف مبروك يا سياده الظابط

حرك رأسه وهو يجيبها بإقتضاب :

_ الله يبارك فيكى

طالعت ابنتها وهى توقع على عقد الزواج بأصابع مرتعشه ونظرت نحوه وهى تهفت محذره :

_ إوعى تستقوى عليها ربنا على القوى

ضم حاجبيه بدهشه من تحذيرها لكنها لم تعطى له فرصه إجابه لتستأنف وهى تلوح بوجهه :

_ إعــــدل ….ربنا ما يرضاش بالظلم

كان يريد الهرب من كل هذا اللوم يعلم انه سيظلمها بل ان الزيجه كلها لو إعتمت على العدل لأصبحت

باطله تريس بداخله حتى يهديها إجابه دبلوماسيه لا تعتبر وعد ولا تبعث القلق اكثر مما يعاني الكل

فلم يجد امام كل هذه النظرات المشككه سوى كلمه واحده :

_ دعـــواتـــك

قالها ودار على عقبيه لكنها اوقفته من جديد لتهتف بنبره متوسله :

_ خليها تكلمنى كل يوم

نفض رأسه بيأس وكأن ابنتهم ستغادر مع وحش الوقت لم يتسع له لشرح اكثر فهو يريد

الانتهاء حتى يتركهم للاحتفال بزواج “عدى ”

وقفت “مكه” امام والدها الذى أهداها سوار باهظت الثمن دون أن ينبث فمه بشي فمازال

يتحاشى النظر اليها وكأنها محرمه عليه امسكت بيده وهى ترجو رضاه قائله :

_ انا متشكره يا بابا

لم يتجاوب معها وهم ليستدير لكنها تحركت لتقف بوجه وعينها تلمع بالدموع :

_ ربنا وحده اللى يعلم انا وفقت ليه ما تظلمنيش يا بابا

زفر انفاسه مطلقا معها ااه متوجعه فقلبه المريض لا يتحمل كل هذا الضغط نظره

الانتصار فى عين إلياس كانت تذبح ضعفه وتطعن عجزه حتى اصبح منهك لايقوى

حتى على النظر فى عين ابنته هتف ليفلت من هذا الاجتماع بكلمات لائمه :

_ انتى اختارتى يارب اختيارك يبقى صح واحنا اللى غلط

هذا كل ما قاله قبل ان يهرب منها ويحل محله “الياس ” الذى أراد هو الاخر الهرب

من هنا ….

تبطأ ذراعها “الياس” وتوجه نحو الباب كانت تساق معه دون تركيز كل ما برأسها عائلتها

تعجل خطواتها دون وعى فليبتعد عنهم وكأنها شاه تركت نفسها فريسه حتى لا يتأذى وليدها

من جانبه هو كان طائر لم يكن يعرف أن ارتباطه سيجعل قلبه يرقص بهذا الشكل او أن العشق

جميلا الى هذا الحد وكأنه يحلم رفع يده الطليقه ليمسك بيدها التى تعتلى ذراعه قابضا بلطف

هذا التصرف كان بمثابه ومضه أنارت كل الظلمه بداخله لكنها ابدا لم تطمئنها تجاه كى تطمئن

تحتاج الكثير ومع انتهاء خطواتها على الدرج علا صوت المزمار البلدى وقرع الطبول

اتسعت عيناها وهى تشاهد هذه الفرقه بالاحصنه تجول الشارع نظرت نحوه وكزته فى يده

وهى تهتف :

_ احنا ما اتفقناش على كدا

_ دى إحــتفــلات الـــــــنــــصــر

غمزلها تلك الغمزه التى تجعلها تذوب يفعلها بطريقه مدهشه ذلك الذى لا يلين لأحد رأته فى أشرس

حالاته وهو يجز على أسنانه كوحش ضارى لايعرف الرحمه رأته عندما كان يطلق النار على اعدائه

القاسي المتهجم البربرى الذى أتى من الجحيم يشاكس بعيناه الساحره إنها حقا معجزه

المرأه لا تغرم بالرجل ضعيف الشخصيه ولا بالقاسي المستبد تغرم بالقوى الذى لايلين إلا لأجلها فقط ”

فى ثوان شرودها كان إنسحب من جوارها ليمسك بالعصى يراقص صديقه “ريان ” بإتقان ويلتف حولها

متعمدا صوت الطبول والمزمار يبعث بهجه قويه فى الاوصال وهو بنفسه يقدم عرضا كانت حقا مجبره

على الفرح على الاقل من داخلها لم يحرمها من حفل الزفاف حتى ولو كان بهذا الشكل البسيط العفوى

لوح بعصاه فى الهواء وراح يغدوا ويروح الى جوارها وكأنه طيرا شريد معبئ بالكثير من المرح

رفع العصاه على جبينه ومال بظهره للخلف ليدفعها الى كتفه بتركيز ومع كل حركه كان يزداد

قرع الطبول وتهاليل اصدقائه الفرحين به شاهدت كل عروضه وقلبها يتقاذف معه مازالت

لاتعرف ماذا عليها أن تفعل معه قلبها يعشقه وعلقها لازال يرفضه ويلومه خاصتا بعدما نظرت

بإتجاه والداها ونظرة الضيق التى يرمقه بها تعود الخيبه تسكنها ويتحول فرحها مأتم الحيره التى

تغزوها كبيره على استيعابها

لكن رؤيته الآن يمتطى حصانا استطاعت ان تخرجها من كل هذا بقيت مشدوده وهى تشاهده

كالفارس المغوار يرقص بالحصان من يراه الآن لن يصدق أن هذا الذى لم يصدق الخرافه

الغير مقتنع بالاساس أن هناك شئ أسمه زواج أو فــرح

______________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _______

“فى فيلا عدى ”

تركت “تمار ” اخيها بعدما إطمئنت أنه سيخرج فى ابهى صوره غاصت فى خزانتها

لتخرج فستانا يليق بهذه المناسبه فلسوء الحظ السرعه وعدم التخطيط لم يمكنها من شراء

جديد لكن ليس هناك مشكله فهى تمتلك الكثير لم ترتديهم من قبل واثناء انشغالها بالامر

تصاعد رنين هاتفها اخيراظهر اسمه على شاشة هاتفها طالعته بعيون متسعه غير مصدقه

حاولت تهدئة نفسها والمحاولة على الحفاظ على نبرة صوتها وأن لا تظهر متلهفه لهذا الاتصال

الذى اعتقد أنه لن يأتى فتحت الخط لتسمعه يسأل بهدوء :

_ بتعملى إيه ؟

اجابته وهى تنظر الى خزانتها بملل :

_ بجهز فستان للفرح

وصل الى مسامعها ابتسامه قصيره تبعها بـ :

_ وعلى كدا عندك فستان فــرح

خفق قلبها بشده وكادت تقفز من مكانها من شده الفرح هذا يعنى انه وافق وسيأتى ليتمم الحفل

تعلثمت وهى ترد بتشتت :

_ ايه يعنى تقصد انك…..

قاطعها بجديه وحنان :

_ اقصد إنى بحبك وما أقدرش اتخلى عنك وإن اليله هتبقى ليله فرحنا اخـــيرا

تسارعت انفاسها عينها تلمع بسعاده قلبها لا ينبض بل يقفز كالمجنون تداخلت الافكار والاسئله

وهى تغدوا فى الغرفه دون هدف وهدرت بلوم متلاحق :

_ ليه ما قولتش انا هجهز ازاى الفرح كمان ساعتين مش هلحق اعمل حاجه ……

قاطعها بضحكات عاليه على سيل كلماتها وفرط حماسها فإنتظرت سماعه بعدما صمت

ليخبرها بنبره مفعمه بالفرح والجنون :

_ انا جهزت كل حاجه اومال انا كنت مشغول فين طول اليومين اللى فاتوا

لم تسعها الارض فقفزت بمرح وهى تصيح بانتصار :

_yas……yas….yas……yas…

اذدات ضحكاته وهو يتخيلها فى هذه السعاده حتى انه كاد ينسي أن يحذرها فعاد الى رشده

ليخبرها بتشديد :

_ إسمعى كويس إوعى ابوكى يعرف انا مخصوص عملت نفسي مش موافق عشان عارف

إنه هيخترع الف حجه بعد كدا عدى يمشي وانتى هيجيلك الفستان والماكير وكل االى تحتاجيه

تجهزى هاخدك وندخل عليهم الفرح ونحطوا قدام الامر الواقع

بعدما انصت الى أومره توقفت عن الحماس وراودها القلق حيال موقف والدها فسألته بتردد :

_ يعنى انت متاكد إن بابا مش هيعارض

اكد لها وهو يطمئنها :

_ ما تقلقيش الموافقه كانت مرتبطه بإنى أقبل الشرط اللى حاطه رغم انى عارف انه حطه غلاسه

ومتاكد إنى مش هوافق لكن وافقت موقتا لحد ما هو يزهق منى ويخلينا نستقل بكامل إرادته

زفرت بملل وهى لا تعرف موعد لانتهاء هذه الحرب بينهم عاد “ريان ” ليمازحها

بعد شعوره بتوترها :

_ يارب بس ما يحكمش علينا نبات معاه فى الاوضه

انفلت منها ضحكه رغما عنها فزفر بارتياح أخيرا ستنهى قصتهم بالزواج اخيرا سيرفع

رايه انتصاره على أرضه ويظهر للعلن أنها ملكه هتف محملا نبرته بالحب :

_ هتبقى احلى عروسه وهيبقى احلى يوم وهتبقى كل يوم فى عينى عروسه جديده

مبروك يا عروستى يا عشقى

______________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _______

بين منار وشريف

خرج من الحمام جسده يقطر ماء لكنه لم يهدأ شعور الاشتعال الذى نشب داخله حرك يده

على ياقة قميصه وهو يتقدم الى الغرفه ومن ثم فك أزراره واحدا تلو الاخر حتى انتهى

خلع قميصه بالكامل وجفف جسده وبدل ملابسه رأسه كانت مشغوله بها فى كل يوم تتعقد

علاقتهم حتى زادت العقد وبقى لا يعرف متى سيرتاح متى ستبادله الحب الذى يكنه لها

لكن هو لن يتراجع سيحاول وسيحاول ولن ييأس “منار” زوجته بالفعل والقادم سيكون

جيد اتجه نحو ملابسها واخرج لها ملابس عباره عن بنطال و جاكت دون أزرار

ذو لون رمادى تحرك نحو الحمام وطرق مناديا :

_ جبتلك الهدوم

بالداخل كانت تجلس اسفل المياه ضامه يدها حول قدمها بسكون غريب وكأن لا تشعر

اساسا بالحياه تكر ندائه :

_ منار

فإضرت أن تنهض من جلستها لن تسمح له بالدخول تحركت صوب الباب تاركه المياه

كما هى وفتحت الباب لتلتقط منه الملابس وقعت عينه فى عينها فأزحتها سريعا بغضب

ما فعله مها جعلها لا تطيق النظر اليه اغلقت الباب سريعا قبل ان يفتح فمه

دقائق معدوده وخرجت

كان يجلس امام طاولة الطعام الصغيره فى انتظارها تحركت من جديد نحو الفراش وكانها لم تراه

فنادها بحده أمرا :

_ تعالى كلى وبعدين إعملى اللى انتى عايزاه

إلتفت اليه وقد ضاق صدرها من أومره بأى وجهه يأمرها وهو خانها مرتين ودمر ثقتها به

وجدت نفسها تهتف دون أن يترف لها جفن :

_ طــلــــقــــنى

رفع عينه فى عينها منذرا إياها فى التمادى يعرف أنها غاضبه منه ومهما كان لن يسمح لها

بالتجاوز فى الغضب ثوان كان يتحاربان بالنظرات حتى أوشك الصمت من تملك زمام الامور

انتظرت إجابته لكنها رأت العند بعيناه فأردفت :

_ انا مش عايزه اعيش معاك انت عارف إنى كنت بأعتبرك اخويا الكبير

وإنت خذلتنى أنا عايزه ارجع بيتنا وأكمل حياتى لوحدى

حك أسفل ذقنه بتمهل و وتصنع البرود هو يتشدق بسخريه :

_ إحــــلمى إحــــلـــمى وإ يه كمان

تجاهلت سخريته واسترسلت :

_ انا هخلص دراستى وهسافر ومش عايز ارتبط بيك

نهض من مكانه بعصبيه وصاح بحنق من مبالغتها فى الامر :

_ خلصتى حلم ولا أسكعك قلم يفوق من أحلام اليقظه دى

خط بإتجاهها ولم تبدى أى انزعاج من غضبه بل كل انفعالاته كانت مستعده لها

استقر أمامها وأردف بضيق :

_ وايه خذلتك دى كمان من امته وانا بخذلك

هتفت وقد انتبابتها غصه مما فعل :

_ انت خبيت عليا كل حاجه اتصرفت كانى مش موجوده ولا ليا رأى

ضم اصابعه ونقر بها على رأسه وهو يصيح بإنفعال :

_انتى ما بتفهميش غبيه قولتلك امك اللى ما كانتش عايزه تعرفك مش انا

ردت عليه وقد انهمرت فى البكاء وتساقطت دموعها واحده تلو الاخرى

_ واللى بتعملوا دلوقتى وضحك عليا عشان نتجوز

أجاب وقد اشتطاط :

_ هو انا ضحكت عليكى يا حماره انا بحبك

نفضت رأسها رافضه ذلك وصاحت :

_ انت كنت عارف إنى مش هوافق ابدا إنى اتجوز أنا مش عايزاك تعاملنى كدا

انا وفقتك بيك وأمنتلك عشان كنت بأعتبرك أخويا انت استغليت دا لمصلحتك

استغليت إنى مش هرضى بأى حد غيرك انت ضحكت عليا وفوق كدا اتصرفت معايا

وكأن يحقلك تعمل دا أنا انسانه انا حقى ارفضك أو أقبلك

عيونه كانت مسلطه عليها بدهشه نعم هو استغل ثقتها وجرفها للزواج به دون أن يسألها بشكل

مباشر إن كانت مستعده أن تكون زوجه وتعطيه كل الحقوق لقد تلاعب بها لمعرفته التامه انها

لن ترضى بهذا لا ينكر استخدم وساطته وقرابته بها لتكون معه لكن لن يسمح لها برفضه

وأن وصل الامر لنهرها أجاب وهو يشير نحو نفسه :

_ أنا بحبك وانتى بتحبينى وانا واثق من دا بس انتى اللى مش عارفه تفرقى بين الحب

الاخوى وبين مشاعرك الحقيقيه اللى انتى خنقاها ومش مديها مساحه

استدارت عنه وقد نال منها الانهاك نعم تحبه لكن تصرفاته الحميميه الاخيره جعلتها تشمئز منه

صاحت بضيق :

_ انت قولتلى انك هتجوزنى عشان اكمل تعليمى ودلوقتى طالب حاجات فوق طاقتى

وبتدعى انها موجوده انا ماعنديش قابليه لكدا

هتف بإحباط وهو ينفض رأسه :

_ حرام عليكى هو انتى ما اتعلمتيش فى الحقوق أى عدل

ردد عليه وهى تمسح دموعها بعنف :

_ انا قولت اللى عندى انا ما أنفعكش

اقترب منها وامسك كتفها بحنو مازال مستعد ليمنحها حنان لا آخر له وحب لن يتكرر

مهما غضبت منه وتشاجرت فهى تظل ابنته البكريه وحبيبته الاولى وزوجته التى لن يبدلها :

_ مين قال إنك ما تنفعيش ؟ مــافــيــش فــى واحــده فى الدنيا تنـــفــعــنــى غــيــرك

بلطف شديد أدارها اليه واسترسل بابتسامه أمل :

_ تحبى تجربى أوريكى قد ايه انتى بتحبينى وانا بحبك

ضمت حاجبيها بعدم فهم وهى تسأل بحده :

_ انت تقصد ايه ؟

هتف بوضوح وهو يحافظ على ابتسامته :

_ موضوع انى أطلقك دا مــــســـتـــحـــيــل طــلــعــيه مــن دمــاغـــك

ينعيش زى ما كنا يا نعيش زى أى اتنين متجوزين فى تبات ونبات ونخلف صبيان وبنات

ظهر الاعتراض على وجهها وهمت ترفض لكنه اسرع بوضع سبابته على شفاها

برفق وقال بتلاعب :

_ ما تجاوبيش سيبى اللى جواكى ياخدنا للاختيار الصح واتاكدى ان مافيش حاجه هتمشي

الا برضاكى

__________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ______

“فى شقة إلياس ”

ليله مميزة بكل تفاصيلها وصورها لا تمحى من الذاكره سواء بالخير أو بالشر لكن بالنسبة لها هى لاتشعر بشئ

لقد خطفت من أهلها غصبا حتى وإن كان قلبها يميل له فكرة أنها مجبره على الزواج منه جعلتها تكره الليله التى نامت فيها ورأته بأحلامها

كل حواسها فى حاله ثبات تسمع نبض قلبها بأذنها لكنها لا تشعر بالحياه فقدت الحس

والتجاوب ولا تشعر سوى بأنها بارده كجثه فى ثلاجة الموتى منذوا أن خطت بقدمها منزله

على النقيض تماما كان هو كتله من النيران المشتعله والحماس شعور بالنصر يغمره لظفره بها

بعدما أذهبت النوم من عيناه لأشهر وسلبت لب عقله وراحة قلبه ،اخيرا هى معه مٍلكه مكتوبه بإسمه

لايحول بينهم حائل ،لاظروف ،ولا أسباب هى وهو فقط اخـــــــيرا قد سمح الزمان

خطى نحوها بتعجل وهى توليه ظهرها ليمرر راحت يده على كتفها بعد سكونها لثوانى دون أن تخرج أنفاس

توحى بثبات قدمها على قيد الحياة لكن من أثر لمسته انتفضت فورا وكأنه مس كهربائى إبتعدت

ودارت على عقبيها حتى كادت تتعثر فى طبقات فستانها الرقيقه قضب هو حاجبيه معلنا دهشته من نظرة

التحدى التى بزغت فى عينها فورا وهى تسأله بحده :

_ ايه ..عايز ايه؟!

مط جانب فمه وهو يرد عليها ساخرا:
_ايه اللى عايز ايه ؟

افضى بسؤلا آخر اكثر سخريه:

_انتى مجنونه يا بنتى ولا ايه ؟! مش دا كان حلمك من الاول اخيرا اتحقق وبقيتى رسميا

حرم إلياس النشامى انتى واصله

اردف وهو يفرد اصابعه امام كتفه:
_وابصم بالعشرة دول

تقدم نحوها من جديد لكنها صاحت بعد صمت :
_ مكانك…. خليك مكانك

عاد من جديد للوجوم وفضل السخريه عن اتخذها على محمل الجد وهدر:

_ايه مش فاهم هتولعى فيا مثلا لو قربت

عاندها واستكمل طريقه اليها حتى صاحت هى من جديد بتعجل وبإرتباك:

_ مش نفذت رغبتك

أجابها ببرود صدمها :

_الحقيقه مش كلها

هدرت بصوت مبحوح وقد تشتت بين الضعف والقوى وبات قلبها وعقلها فى صراع جلى :

_ ما بقاش عندى حاجه تانيه اضحى بيها

هتف مستنكرا بضيق:

_تضحى انتى مسميه جوزك منى تضحيه يبقى لازم ارجعلك عقلك مكانه يظهر عليه طار من الفرحه

اختصر الطريق بيهما بخطوه وتراجعت هى حتى أصبح لامفر من الهرب اسند ذراعيه على الحائط خلفها

بحركه هيمنيه لم تكن جديده لكن منه هو تحديدا كانت أشد رهبه

اقترب منها ليهمس بنعومه على وجنتها الحريريه ،:

_ مش كنتى قولتى اننا اتجوزنا وخلفنا ولد فى احلامك أهو انا نفسي أجيب الولد دا

ابتلعت ريقها وبدأت فى تصراع أنفاسها المتهجده وقلبها الذى يرفرف كالعصفور تشدقت بغصه :

_ انت متجوز ..ممكن يكون عندك اولاد كمان

أردفت بيأس :

“مش كل الاحلام بتحقق ”

لم تجرأ على ان ترفع عينها بعينه لكن سمعت صوته شهيقه يعلو وهو يهتف بمراوغه:

_مــين قــال ؟ احنا على بعد خطوه من تحقيقها

رفع نفسه عنها ليمد يده بجوار خصرها ويضغط على شئ ما خلفها اتضحتها انه القابض الخاص بباب غرفه

لم تعى ما قاله إلا بعدما اختفى ما استند به ظهرها وترجعت رغما عنها حتى كادت تسقط للخلف من هذه المباغته

لكنه لم يسمح بذلك حيث احتضن خصرها بكفيه

نظرت فى عينه تلك اللحظه وياليتها ما فعلت سقط قلبها سهوا كيف تقاوم اقتراب وشيك كهذا من رجل كانت تعشقه

حلما لم تستطيع المقاومه أكثر من ذلك إن ظل ينظر إليها بهذا الشغف المُطل من عينه التى تشبه الفضاء الخارجي

خفق قلبها بشده حتى بات تسمعه بأذنيها لكن عقلها المجذوب تدخل ومنعه من أن يلتقط تلك القبله الوشيكه وأصدر

أمر حاسما فتشنجت وهى بين يده فى محاوله لتحرر،نفخ بصوت مسموع وأرخى يده عنها ثم هدر بحزم:

_ إعقلى بقى انا حذرتك قبل كدا من إنك تمانعي أو تعارضى

لاحظ اهتزاز مقلتيها بخوف فتمالك غضبه وهتف بهدوءعكس ما يضمره:

_ انا هديكى فرصه خمس دقايق تدخلى تغيرى وتهدى نفسك يا تبقى اليلة دى ذكرى حلوة بينا للابد

احتد من جديد وهو يسترسل بغضب جارف:

_يتبقى ليله سوداء عمرك ما هتنسيها

لم يترك لها الخيار أو حتى الرد بأن أوصد الباب بينه وبينها …

_________________الكاتبه سنيوريتا ياسمينا احمد ___________

فى الفندق

وصل “عدى ” وتحرك نحو الغرفه التى تتجهز بها “مرام” قلبه يدق بسرعه تفوق سرعته

الطبيعيه وهو يراها بفستانها الابيض تحيطها هاله من نور كل من بالغرفه كان بانتظار هذه

اللحظه إلا هى “مرام” حتى أيات الذكر اختفت من رأسها شعرت بالبروده رغم لطف الجو لكن كلما

رأت اقدامه من أسفل تلك القماشه الشفافه التى اسدلتها المزينه على وجهها تشعر وكأنها تهوى الى الظلام

الجميع هنا لكن هى تشعر انها وحدها والرياح تهب من كل مكان لتجرفها نحو فوه حفره سحيقه

ليس لها آخر انتفض فجأه من اثر زرغوطه أطلقتها احد الفتيات فأشار لها “عدى ” بان تتوقف

كان يشعر بها ويفهم كل ما تخفيه حتى عن والدتها التى تقف خلفها مباشرا ، من بعيد امسك

طرف الطرحه ليرفعها عن وجهه تطلع اليه وفرحته تزداد :

_ ماشاء الله تبارك الله

لم يقبلها قبلة على جبينها كما طلب منه المصور لا يحرجها ولا يظهر ضعفها للعلن فهى اصبحت

جزء منه بل وجزء حساس واجب ستره عن الكل ثنى ذراعه وهو ينظر لها محفزا أن تضع يدها

بيده ومطمئنا إياه أن كل الامور ستكون بخير ببطء شديد وضعت يدها على ساعده كانت تشعر

بالارض تميد بها وهى تلمسه تشعر بشوك مسنن أسفل يدها لا قطعه القماش الناعمه الخاصه

بسترته خرج الى الجماهير التى تنتظرهم ليطل عليهم “عدى ” فتى الميديا الاول ونجم عائله

“الالفى ” المضئ الجميع كان بإنتظار رؤية عروسه المحظوظه والتى من الممكن أن تموت بالحسد هذه

الليله وفور ظهوره أعلى الدرج المزين بالورود يده فى يد عروسه بتلك البدله التى أعتطه وسامه إضافيه

شهقن الفتيات وكدنا يقعنا فى إغماء مفاجئ مجرد ضياع هذا الفتى الذى لا ينقصه شئ من يدهم تصيبهم

أزمه .

الثراء والجمال والشخصيه الخرافيه نظراتهم رأتها “مرام ” رأتهم جميعا الاعجاب يسيل من عيناهم

تناقل بصرها بينهم لا تصدق حسنهم وثرائهم الذى لم تكن هى على قدر ضئيل حتى منه تجاهلت الموسيقى

التى تصدح فى الارجاء وكل ما يدور حولها وادارت رأسها لتنظر اليه لتطالعه بدهشه إختفتى فورا عندما

وقعت عينها شردت به الجمال لم يكن منصف حينما إنصب عليه وحده تاركا قلوب العذارى تحترق من

أجل رجلا واحد تخلى عن الجميع ليختارها هى ولما ؟

كررت السؤال فى نفسها وهى توليه وجهها إنتبه لها فنظر اليه هو الآخر مبتسما إبتسامته الآخاذه صاحبه

الرضاء فقط من تنالها وجدت نفسها تسأل دون إراده بصوت هامس :

_ لــــيــــه انــا ؟

صوتها الهامس وكل الصخب الذى يمنع صوتها من الوصول اليه ظنت انها لن يسمعها ابدا

وسيبقى اجابة سؤالها مجهوله للابد لكن “عدى ” كان يقرأ عيناها جيدا يلاحظ همس شفاها

ويقرأه دون أن يسمعه فالمده الماضيه فى التعامل معاها إعتاد عدم الاعتماد على سماعها

وتعلم لأجلها قرائه الشفاه بل شفاها هى فقط

مال برأسه واقترب من أذنها ليعلمها بصدق :

_ عـــشـــان قــلــبى ما دقـــش غــير لـــيــكــى

ابتعد عنها ليؤكد بعيناه ما قال وليتاكد من أنها إستمعت جيدا لما قال إبتسم عندما رأى تعبير وجهها

وكأنها على وشك إغماء اتسعت إبتسامته وارخى ساعده ليمسك بأطراف أصابعها حرك اصابعه

على أطــرافــهــا وإنــصــاع الــقـــلــب وكــأنــه تــلاعـــب بـــنـــبـــضــه .

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,الكاتبه سنيوريتا ياسمينا احمد ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

” منار وشريف”

طلب “شريف ” من منار الخروج من الغرفه والنزول للاجتماع مع العائله التى انقطعت عنهم

كل هذه المده امسك يدها وخطى بها الدرج خطوه خطوه لا زالت هى مأخوذه من الحاله التى

وضعها بها شريف والاضراب والتخبط يفتعل بها الافاعيل فور سماع قرع أقداهم جذب انتباه

كلا من “ورد و ماجده ” الذين ملتفين حول طاولة الطعام هتفت ماجده متهلله :

_ اهلا أخيرا عرفت تخرجها

كان سعيدا بما وصل اليه مع “منار ” حتى ولو كان ليس كافى لكن إقناعها يستحق الاحتفال رد

عليها مازحا :

_ معقول يا أمى بتشكى فى قدراتى أنا مسيطر على طول

انتهى بجملته بالوقوف أمام الطاوله فأسرعت “ماجده” بدعوتهم للانضمام معهم على الطاوله

لتهتف :

_ اقعدوا كلوا معانا بقى

نظرت إلى “منار ” وأردفت :

_ انا مبسوطه أنك قدرتى تخرجى ورجعنا نشوفك

لم ترد اكتفت بالايماء استجابت فقط لدعوتها وكأنها لا تقوى حتى على الحديث فشريف

عصف بكل ذرة عقل فى رأسها

هتفت “ورد ” وهى تبتسم وتنظر لشريف :

_ والله شريف طلع مش سهل

ابتسم لها “شريف” ورد عليها مشاكسا :

_ إن شاء قريب هتتأكدى من دا

بدأت “ماجده ” بغرف الطعام وهى تهدر بسعاده :

_ والله إللى نفسي يبقى قريب تجبلنا حتة عيل بقى

اتسعت عين “منار ” على الفور وإنصبغ وجهها بالاحمر وهذا ما جعل “ورد” تندهش

من متى “منار ” تنصبغ بلاحمر وتلاحظ أى تلميح من الواضح أن علاقه شريف بمنار

بدأت تتأخد وضعها الصحيح، رد شريف بغير مبلاه وهو يلتقطت ما قدمته :

_ إدونى أنتم بس فرصتى وانا همللكم الكوكب دا عيال

قدمت “ماجده ” الطبق الاخر للمنار :

_ ربنا يرزقك يا حبيبى والله يامنار دا منى عينى مش هدخل بقى وأعمل زى الحموات

أنا ليا حفيد ألعب بيه وانتى خدى راحتك على الآخر كأنك مخلفتيش

نظرت الي الطبق وإدعت الانشغال بالطعام رغم عدم رغبتها بلاساس بتناوله أخفت

خجلها وتوترها بهذا

أى طفل تريد خالتها وهى ايضا طفله تحتاج الى كل ما يحتاج الاطفال من حب وحنان وأحتواء

وتفهم والى التفهم أكثرمن أى شئ

______جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _______

قول حبيبى إنك معايا وجنب منى
دى الحقيقة ولا حلم وطال شوية
والكلام الحلو ده بتقوله عنى
يعنى فعلا دنيتى رضيت عليا

وعد منى تعيش معايا سنين معشتش زيهم
أحلامك اللى حلمتهم
انسى الحياة والدنيا دى وتعالا نهرب منهم
مبقتش عايز ناس خلاص جالى اللى بيهم كلهم

يالى سايب ليا روحك ومأمنى
اللى فاتك من الحياة هتعيشه بيا
وفى عيونك ألف حاجة مفرحنى
والحياة بتزيد جمال لو بصوا ليا

وعلى هذه الانغام افتحح حفل الزفاف

ليله من ليالى الف ليله وليله ما يميزها التقاء العاشقين الذين صبروا لهذه اللحظه

وفى انشغال الجميع بالحفل والحضور مهتمون بشده ب”عدى ومرام ”

صدح صوت بواق عال من أعلى الدرج الذى نزل منه لتو العروسين وكأن هناك

إحتفال جديد سيبدأ من جديد هذا جعل “رأفت ” يحول بصره نحو مصدر الصوت بإنزعاج

وكأن هناك خطأ حدث سينزع الحفل ولكن ما رأه جعل تعبير وجه تتحول من الانزعاج للفزع

بثانيه فرؤيه “ريان بدلته والى جواره “تمار ” بفستان زفاف جعل ضربات قلبه لا تتحرك بشكل

طبيعى

_الــفــاجــر

هذا ما إستطاع “رأفت ” لعنه من بين أسنانه ،لقد رتب وغاب وإختفى ليظهر أمامه بهذا التوقيت

وبهذه الطاله

من جانب “عدى ” نهض من مجلسه ليغلق زر بدلته مبتسما وفخورا بتصرف “ريان ” الجرئ

تفاخرت “تمار ” بفستان زفافها لم يفوت “ريان أى شئ فخلال الاشهر التى قضتها معه أثناء

كتب الكتاب كانت مواساتها الوحيده الحديث عن أجواء الاحتفال التى تريدها وشكل الفستان

وبرغم أنه كان يبدو وكأنه غير مهتم لكن لم ينسى أى تفصيله حتى ذلك التاج الذى كانت

تتخيله هو الان حقيقى أعلى رأسها كانت منشغله بالنظر نحو والدها بالتأكيد لن يجرأ عن إفساد

الحفل فكل الصحافين هنا كما يعنى ظهورهم بهذا الشكل يعنى انه وافق على الشرط

سأل أحد الرجال “رأفت ” وهو يضع يده على كتفه :

_ ايه يا رأفت انت ما قولتلناش إن فرح بنتك كمان إنهارده

عض على طرف شفاه ليتحكم فى ردة فعله التى تكاد يصل اشتعالها إلى “ريان” البعيد

عنه بأمتار اجفل ليرسم ابتسامه مسطنعه وأجاب :

_ اه كنت عاملها مفأجاه

ثوان ووقف “عدى ” أسفل الدرج ليستقبلهم ومن غيره يفعلها لقد كان يكافح معهم

من أجل الوصول الى هذه المرحله

وصلت “تمار ” الى عدى فأسرع بتقبيل رأسها هادرا بسعاده :

_ الف مبروك …… مش قولتلك هيجى

كانت سعادتها لا توصف لاحظت أن العمال بدأو بتجهيزمكان للجلوس بجور كرسي

“عدى ومرام ” وتولت أم مرام الوقوف بجانب ابنتها موقتا حتى يعود زوجها

تحرك لريان ليربت على ذراعه مفتخرا قائلا بفرح :

_ مبروك يا بطل ،الجواز عايز ابطال فعلا

رد عليه “ريان” بسعاده غامره :

_ ومبروك ليك انت كمان

وصل اليهم “رأفت ” وقد تبخر كل إسطناعه اقترب منه وعمد احتضانه

لكنه كان يقصد سحقه خطف إبنته رسميا وأمام الجميع أعلن الزيجه على غفله

نجح تركه يعتقد أنه مل وتراجع حتى باغته فى لحظه حرجه لن ينفع فيها التراجع

هتف بعصبيه فى أذنه :

_ انتصرت دلوقت بس وعد منى مش ههنيك يوم أنت دخلت برجلك القفص بتاعى

وما يبقاش اسمى رأفت إن ما كنت أخلص منك

وقبل أن ينتزع منه نفسه شدد “ريان ” على احتضانه ليرد عليه بقوه مبتسما ببرود :

_ هتشوف مين هيخلص مع مين ماهو انت كمان هتبقى فى القفص والضباع ما بتكلش

لحم بعض

_____________جميع الحقوق محفوظه لدى صفه بقلم سنيوريتا _____

“مكه ”

لم يكن امامها خيار سوى أن تنفذ ما قاله ليس رضوحا لكن حقا كانت تريد التخلص من هذا الفستان

بدلت ملابسها وارتدت من خزانتها المصفوفة بالملابس أكثرهم حشمه

قطعه تشبه القفطان ذات اكمام مزينه وكذلك الخصر والذيل بنوع من الخرز الامع الذى يعكس الضوء مع لونه
الفيروزى الهادئ أعطى لها هاله من الجمال أخفت كل الارهاق والتعب الساكن أسفل عينيها الذى سبته الايام

الخاليه

اتجهت صوب الباب دون تفكير كى تخرج اليه لكن فى أخر لحظه قررت الهروب أدارت المفتاح وأغلقت عليها
جيدا من الداخل

“ألياس ”

لم يتحمل الانتظار اكثر من ساعه غدى فيها الشقه ذهاباً وإياباً خلع رابطة عنقه وكذلك الجاكت وحرر بعض أزرار قميصه العلويه بعدما نال منه الضجر

نادى بصوت جهور:

_ إتاخرتى

لم يسمع لها إجابه فساورته الشكوك حول نيتها بالاختفاء فى الغرفه فإتجاه الى الباب ليتأكد من شكوكه

حاول عدة مرات فتحه دون إذن لكن صدق ظنه لقد أغلقت الباب بينها وبينه دق الباب بعنف

‏ونادى من وسط طرقاته:

_افتحى

انتظر إجابتها لكنها إرتجف خلف الباب بعدما اتخذت قرارها بمنعه من الوصول إليها فى اللحظه الاخيره

لم ترى غضبه بعينها لكن كان واضح فى صوته حين صاح بعنف :

_ هكسر الباب

اذدات ارتجافا من وعيده وانكمشت على نفسها وهى فى زويه الغرفه

تراجع للخلف بضيق وركل الباب بقدمه عدة مرات وهو يزأر:

_انتى كدا اختارتى اليله السوداء

محاولاته فى الاقتحام كانت عنيفه غاضبه وكأنه يصارع كل ما حال بينه وبينها على مدار أشهر

وتحت وطأه الضغط اتجهت نحو الباب ليحدث ما يحدث انتظار البلاء أشد من حدوثه أدارت المفتاح وترجعت خطوة لتستوعب ما قد يحدث بعد ذلك فى هذه الليله الغريبه التى هى فوق المتوقع وبركلة اخيره منه خارت قوى الباب

و إرتد من قوة الركله لتقابل معه من جديد ارتجفت لا إراديا من هذا البركان الذى يطل من عينه ينذر بحرق الاخضر واليابس انهارت على الفور وتلاحقت دموعها تبعا

دون أى تدخل منها وكأنها فاقت على صدمه غير متوقعة الخوف والاضطراب كانوا ينتافسون علي إسقاطها علت شهقاتها

وكأنها تغرق فى محيط درجة حرارته منخفضة الى حد التجمد

رأى ذلك و هرول اليها على الفور إحتضن وجنتيها بباطن يده بعدما تملك منه القلق

من رؤيتها هكذا خشي بصدق أن تنهار لذا هدئها بحرص بالغ:

_ ما تعيطيش خلاص خلاص ما تخافيش أنا عمرى ما هأذيكى إهدى إهدى

خالطت دموعها كف يده وإذداد حنق وتوتر فأردف بجديه:
_انا ما اتجوزتكيش عشان أبكيكى

هدئت من أثر كلماته المتناغمه وشعرت بالراحة بين أحضانه وكأنها وجدت موطنها بعد سنوات من المشقة والعناء فزفرت براحه وسقطت عنها أخر دمعه حزينه

ضمها إلى صدره وقبض عليها فى أحضانه مهدئا إياها بصوت ناعم :

_أنا إتجوزتك عشان نحقق حلمك خلاص يامكه الحلم إتحقق خلتينى اصدق الخرافات

أنا وانتى مع بعض ،انا وانتى إتخلقنا لبعض ، انا وانتى شــئ خــرافى

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى