روايات رومانسيهرواية تعافيت بك

رواية تعافيت بك الفصل الثاني

الفصل الثاني
“رواية تَعَافَيِّتُ بِكَ”
‏يمكننى القول ..
“إن أعظم ما يتواجد فى سَجية شخصٍ ما كونه حنونًا :’)”
في إحدى الشوارع المزدحمة بالسكان حيث هؤلاء البشر الذي قليلًا ما تشعُر معهم بالأمان و خاصةً في بيت آل«رشيـد»
 وهو إحدى البنايات المرتفعة التي بُنيت في أواخر التسعينات حيث، أنه منزل قائم على المناصفة بين أصحاب البيت الأصليين وبين سكان من الخارج بعدما قام «فايز»
ببيع نصف البيت للسكان ؛فأضحى النصف الأول لعائلة آل«رشيـد» والنصف الأخر مخصص للسكان، فكانت ردهة البيت مُخصص منها
جزء مع الطابق الأول كاملًا  للتجمعات العائلية والمناسبات الخاصة بهم، أما الطابق الثاني فكان به شقة «مُشيرة» الابنة الوحيدة لـ
 «فايز الرشيد» وهي مُطلقة لذلك تجلس في بيت العائلة بعد انفصالها عن زوجها،
 أما الطابق الثالث فكانت تقع به شقة «محمود الرشيد» الإبن الأكبر لـ «فايز الرشيد» والذي يَسكُن تلك الشقة مع زوجته«فاطمة» وابنته الصُغرى «هدير»
أما ابنته الكُبرى «هُدى» فهي متزوجة من ابن عمها، أما الطابق الرابع تقع به شقة «مُرتضىٰ» الابن الثاني لـ «فايز الرشيد» وهو يَسكُن تلك الشقة مع زوجته «مروة»
و ابنه الصغير «وليد» أما كبيره «وئام»  فهو بعدما تزوج من هدى ابنة عمه رفض البقاء معهم في بيت العائلة وقام بشراء شقة مخصصة
 له بعيدًا عنهم ولكنه يأتي في التجمعات العائلية التي تُقام في البيت،أما الطابق الخامس فكانت تقع به شقة «محمد» الابن الثالث لـ
«فايز الرشيد» وهو يَسكُن تلك الشقة مع زوجته «سهير» وابنائه الثلاثة «طارق»ابنه البكريّ و «عبلة» ابنته الثانية و «سلمى» ابنته الصغرى ، أما الطابق السادس فتقع به شقة «طـه» الابن الأصغر لـ«فايز الرشيد»
وهو يَسكُن تلك الشقة مع زوجته «زينب» وابنائه الثلاثة«خديجة»فتاته الأولى و «أحمد» و مسك الختام في العائلة بأكملها «خلود»، أما الطابق السابع فتسكن به جارتهم «وفاء»
وهي أقرب الجيران لأفراد تلك العائلة، وفي هذا البيت تحديدًا في الطابق الثالث  في شقة «محمود»كانت «هدير»ابنته تجلس بجانب والدتها فتحدثت بضجرٍ قائلةً:
“والله مش عارفة لازمته إيه يعني نتجمع كلنا بكرة أنا بزهق من الجو دا؛ فيها إيه لو نعزم هدى وجوزها هنا في شقتنا؟”
انزعجت«فاطمة»من حديث ابنتها فنظرت إليها بضيق وهي تهتف قائلةً:
“هو انتِ لازم كل مرة تسمعينا الاسطوانة دي ؟ ما قولنا دي عادة جدك الله يرحمه وكانت وصيته لـ جدتك وبعد موتها وصت أخوها يكمل هو مكانها؛ لازمته إيه كلامك دا بقى؟”
تأففت «هدير»من حديث والدتها فردت قائلة:
“يلا اهو يوم و بيعدي؛ انا هقول لعبلة عشان نتجمع بكرة بدري قبل الصلاة وخلاص ويارب نخلص بقى”.
عقبت«فاطمة» على حديث ابنتها :
“و كلمي خديجة كمان عشان متزعلش”
نفخت «هدير» وجنتيها وهي تتأفف ثم قالت:
“مش هكلم ست زفتة مش ناقصة وجع دماغ هي”
صمتت «فاطمة» ولم تعقب على ابنتها فهي تعلم ان ابنتها لا تحب خديجة.
_________*****___________
أما في الطابق السادس كانت تجلس بغرفتها وهي متوترة ومن كثرة توترها كانت تهز قدميها بعصبية شديدة وهذه هي عادتها كلما تذكرت التجمع العائلي المنتظر
 فهي تخجل كثيرًا في تلك المواقف وتحاول قدر المستطاع أن تبعد عن الأضواء حتى انها أحيانًا تدعي المرض حتى لا تضطر
 لـ مخالطتهم وفجأة دخل عليها اخواتها «أحمد» و «خلود» غرفتها نظرت إليها اختها باندهاش من حالتها تلك فقالت بضيق:
“انتِ برضه هتعملي زي كل مرة
وتفضلي خايفة كدا يا بنتي اكبري بقى عيب على سنك.”
نظرت إليها خديجة ولم تُعقب على حديثُها،فنظرت إليها خلود بضيق ثم أضافت قائلة:
“يا بنتي ماهو مش معقول يكون عندك 24 سنة ولسه هنقولك ان مفيش حاجة تخوف تحت وانها مجرد لمة عائلية وهتروح لحالها؛ وبعدين في إيه يا خديجة هو حد واقفلك بكورباج تحت ؟”
كل هذا و«أحمد»لم يتدخل في الحديث بل أنه لم ينطق بحرفٍ واحد فهو يعلم «خديجة »أكثر من نفسها.
و أخيرًا زفر بقوة قائلًا:
“استني انتِ يا خلود”
 ثم نادى خديجة لكي يلفت انتباهها مُضيفًا:
“بصي يا خديجة عشان منعملش زي كل مرة هتنزلي الشوية اللي في الاول تسلمي وبعدها انا بنفسي هطلعك تمام؟”
نظرت إليه خديجة بحب ثم قالت:
“بس متسبنيش كتير تحت علشان خاطري؛ انتَ بتقعد مع الولاد و تنساني”
رد عليها مُردفًا:
” والله مش بنساكي؛ اقولك على حاجة هخلي وليد هو اللي يجي يطلعك ارتحتي كدا ؟”
أومأت إليه برأسها في هدوء ، فنظرت اليهم خلود بضيق ثم نفخت وجنتيها ثم عقبت قائلةً:
“والله العظيم هتموتوني من الشلل؛ وانتَ خليك كدا مدلعها انا هنزل اشوفهم تحت وهما بيجهزوا الحاجة و هسيبلكم الشقة كلها”.
ذهبت من أمامهم، ونظر في أثرها كلًا من «خديجة» و «أحمد » باندهاش ولم يعقب أحدًا منهم
________*****___________
في الأسفل حيث مكان التجمع كانت تجلس معظم أفراد العائلة فكان الشباب يعملون على تنظيم المكان وترتيبه والسيدات تُعد الطلبات الخاصة بالطعام ؛ فنظرت «مُشيرة» بخبث إلى «زينب» والدة «خديجة»ثم تحدثت قائلةً:
“و المحروسة بنتك بقى هتنزل تقعد معانا ولا هتعمل فيها هبلة زي كل مرة يا زينب”؟
نظرت اليها «زينب» بشر ثم ردت مُعقبةً:
“اللهم طولك يا روح هو انتِ يا مشيرة مش وراكي حاجة في الحياة غير خديجة بنتي؟ ما تطلعيها من دماغك بقى.”
نظرت إليها «مشيرة» بـ تعالٍ ثم قالت:
” وانا هحطها في دماغي ليه إن شاء كانت دُرتي ولا إيه”
تدخلت «مروة» في الحديث وهي زوجة عم «خديجة» وتعد الأم الثانية لها قائلةً:
“مُشيرة انتِ طول عمرك بتفرقي بين خديجة و بين باقي بنات العيلة، وكلنا عارفين كدا؛ علطول كلامك ليها
زي السم؛ مرة تقللي من شكلها ومرة تعليمها وكل مرة تطلعي عيوب فيها قدام الناس فطبيعي انها متنزلش ولا تحب القعدة هنا.”
تركت «مُشيرة» الطعام التي كانت تقوم بـ تقطيعه من يدها و هبت واقفةً وهي تصيح بصوتٍ عالٍ قائلةً:
“اللّه اللّه يا ست مروة اشتغلتي محامية لست خديحة ولا إيه؟ ولا هي عشان بنت صحبتك هتخليكي تغلطي في عمتك؟”
ردت عليها «زينب» وهي تقول:
“مُشيرة الله يرضى عليكِ قفلي بقى كلام وخلينا نخلص الرجالة تحت هتسمع صوتنا”
ثم ذهبت من أمامها و دخلت إلى المطبخ و فعلت المثل «مروة».
فنظرت «مُشيرة» في آثارهم ثم نطقت بغيظ قائلةً:
“ماشي يا زينب انتِ و مروة ورب الكعبة لأطلع عليكم الجديد و القديم”.
________________________
وصل «ياسين» الى ذلك المكان وبمجرد دخوله الشقة وصله صوتها وهي تقول:
“ياسين! غريبة مش عادتك يعني تيجي في الوقت دا يا حبيبي”
كان الصوت أتيًا من شُرفتها حيث أنها تجلس بها على كرسيها المتحرك دائمًا بجوار الزرع التي ترعاه حتى انها تتخذه كأنه صديقًا لها؛ ذهب إليها «ياسين» واقترب منها مُقبلًا قمة رأسها وهو يقول:
” إيه اللي مسهرك كدا يا ميمي؛ مش قولنا ننام بدري عشان العلاج ميعاده ميروحش عليكِ؟”
نظرت إليه بحب ثم قالت:
“انتَ من ساعة ما رجعت من الشغل مكلمتنيش قلقتني عليك و بصراحة كدا كنت عاوزة أعرف عملت إيه مع العروسة ها سبع ولا ضبع ؟”
“كـلـب” كانت تلك هي إجابته على سؤالها حيث خرجت الكلمة منه بسرعة كبيرة.
نظرت إليه باندهاش وهي تكرر كلمته قائلةً:
“يلهوي كلب ؟”
رد عليها «ياسين» قائلًا:
“آه والله زي ما بقولك كدا كلب عشان أنا مبحرمش كل شوية اروح اشوف عروسة شكل وهي هي نفس العينة ومش عارف أخلع من زُهرة ولا قادر أزعلها”
ردت عليه «ميمي» بهدوء قائلةً:
“زُهرة معذورة يا ياسين؛هي أم وانتَ ابنها الوحيد يعني من حقها تفرح بيك، أنا أم و أدرى بحالها.”
 رد عليها «ياسين» بعدما تنهد بهدوء قائلًا:
“أنا عارف يا جماعة والله بس الصبر مش كدا؛ دي من ساعة ما اتخرجت وهي مش وراها حاجة غير موضوع جوازي دا”
ردت عليه بحكمة اكتسبتها من الزمن وهي تقول:
“اعذرها يا ياسين و ياريت تفتح قلبك وتشوف بيه بدل ما تشوف بعينك”
رد عليها بمشاغبة وهو يقول:
“يا حلاوتك يا ميمي يا خبرة في الحب انتِ؛ و بعدين طالما انتِ جامدة كدا ما تتجوزيني انتِ على الأقل أولىٰ من الغريب” ختم حديثه ثم تبعه بغمزة من عينه.
ضحكت على حديثه ثم عقبت قائلةً:
“هتتجوز واحدة عندها ٧٧ سنة هتعمل بيا إيه يا واد طب بلاش سني دا انا قاعدة على كرسي مبتحركش من غيره”
رد عليها بإبتسامة رُسمت على وجهه:
“انتِ و الكرسي في عيني الاتنين لو الارض مش هتشيلك كتافي موجودة ” ثم غمز لها بطرف عينه
ردت عليه «ميمي» بحب وهي تقول:
“ربنا يباركلي فيك يا حبيبي؛ دا انت عندي أغلى من ولادي يا ياسين من غيرك مش عارفة كان زماني عاملة ازاي دلوقتي”
 ولم تستطع التحكم في أدمعها أكثر كلما تذكرت مرضها وما مرت بها بعدما تركها أبناؤها ولم يكلف أحدًا منهما نفسه ويسأل عليها لولا وجود «ياسين»
 و أصدقائه بحياتها لكانت الآن ميتة اجهشت في البكاء فـ اقترب منها «ياسين» ومال عليها وهو يقول:
“مفيش مرة أجيلك فيها إلا و تنكدي عليا كدا، انا دلوقتي عرفت الحاج عبدالسميع مات بدري ليه أكيد من النكد بتاعك دا”
ضربته بكف يدها في كتفه وهي تقول:
“لم نفسك يلّا؛ ملكش دعوة بعبده الله يرحمه”
ابتعد عنها وهو ينظر إليها بخبث قائلًا:
“عبده! الله يرحم يا ميمي”
نظرت إليه بضيق من حديثه ثم عقبت قائلةً:
“قوم امشي يا ياسين متجيش هنا تاني”
ضحك على حديثها ثم قال:
“هي دي أخرتها يا ميمي خلصت حاجتي من جارتي؟على العموم انا همشي عشان العيال مستنيني على القهوة وانا اتأخرت عليهم عاوزة حاجة قبل ما امشي؟”
نظرت إليه بحب ثم رسمت بسمة عذبة على محياها وهي تقول:
“عاوزاك دايمًا بخير وفرحان متحرمش منك ولا من طلتك عليا كدا.”
مال عليها مُقبلًا كف يدها ، ثم اعتدل لكي يذهب لكنه تذكر شيئًا هامًا فسألها:
“صحيح اتعشيتي وخدتي دواكي ولا نسيتي واوعي تقولي انا زي الفل مش محتاجة دوا ؟”
ردت عليه بسرعةً كبيرة:
“لا والله مش هقولك كدا خدته وكلت الحمد لله.”
تنهد بأريحية ثم قال لها:
“أيوا كدا؛بالله عليكِ متهمليش نفسك عشان خاطري وبكرة انا والعيال هنيجي؛ هتعوزي حاجة نجبها معانا؟”
ردت عليه:
“هو انتَ مخليني عاوزة حاجة برضه؟انتَ مخلي البيت مليان من كل حاجة كأنك مأمن عيلة كاملة مش عارفة هفضل حمل عليك كدا لحد امتى؟”
رد عليها بضيق من حديثها:
“يا ستي لما اشتكيلك ابقي قولي كدا؛ لما تلاقيني بشحت ومش عارف اصرف عليكِ ابقي عرفيني”
علمت ان حديثها جعله في حالة من الضيق فتحدثت لكي تعتذر منه قائلةً:
“والله مش قصدي؛ بس الفكرة انك داخل على جواز وعلي حياة تانية الحياة مش مضمونة يا ياسين لازم تعمل حساب ان الدنيا مش بتمشي حلوة علطول”
رد عليها بهدوء كعادته:
“وربك موجود ؛ربنا معانا ربنا يا ميمي انهاردة و بكرة وكل يوم اشيل هم بكرة ليه وانا عارف انا ربنا هو اللي مدبرلي حياتي”
عقبت قائلة:
“ونعم بالله ؛بس برضه خلي بالك يا ياسين”
تحدث قائلًا:
“حاضر انا عارف مش هغلبك في الكلام؛سلام بقى علشان متأخرش”
“سلام يا حبيبي ربنا يراضيك ويفرح قلبك يارب” ختمت حديثا ثم رفعت ايديها إلى السماء واستمرت في الدعاء له و لأصدقائه أيضًا وهي تتمنى لهم دوام السعادة والهناء وخاصةً ياسين كونه أكثرهم حنانًا
 عليها فهي تراه عوضًا عن أبنائها التي تركوها بمفردها فور زواجهم وأثناء دعائها بكت متأثرةً من حب ياسين وحنانه عليها
_______________________
وصل «ياسين» إلى المقهى التي يجلس عليها أصدقائه، وبمجرد ما لمح «عامر»طيفه أطلق صفيرًا عاليًا ثم تبعه بتصفيقًا حارًا وهو يقول:
“الـعـــريــس وصــل”
قالها بملء صوته فجذب انتباه جميع من يجلس في المقهى نحو «ياسين» شعر «ياسين»بالإحراج فرفع ذراعيه عاليًا في وضع التحية ثم قال:
“لا مؤاخذة يا شباب عامر بس بيحب الهزار”
أومأ الجميع له ثم عادوا إلى ما كانوا عليه سابقًا.
اقترب «ياسين» من الطاولة التي يجلس عليها اصدقائه وبمجرد ما اقترب من مقعد «عامر» أمسكه من عنقه بكلتا يديه ثم قال له:
“تحب أخلص عليك دلوقتي ولا استنى الست الوالدة تيجي تودعك بنفسها؟”
تدخل «خالد» صديقهم في الحديث هو يضحك على اصدقائه قائلًا:
“أمه لو عرفت أصلًا هتبوس راسك اتكل على الله يا ياسين”
تحدث «عامر»بصوت مختنق اثر يدين «ياسين» الموضوعتين على عنقه قائلًا:
“انتَ بتهزر يا خالد، طب اتكلم انتَ يا ياسر والنبي”
تدخل« ياسر» صديقهم الرابع في الحديث وهو يقول:
“بُص يا ياسين هو بصراحة مستفز و بارد بس اهو عاملنا حِس برضه؛ بس أقولك اتكل على الله وخلص هما ٣ أيام عزا وكل حاجة ترجع لحالها”
تحدث «ياسين» بعدما تحولت ملامحه إلى نظرة الشر قائلًا:
“حلو وانا باخد برأي الأغلبية انطق الشهادة يا عامر”
ختم كلماته هو يشدد قبضته على عنق«عامر» وعندما رأى وجه عامر تحول الى اللي اللون الأحمر ترك عنقه وجلس على المقعد بجانبه وهو يزفر بقوة،
وضع عامر يديه على عنقه يدلكه وهو يَسعُل بشدة تحت نظرات «خالد» و «ياسر» الساخرة مرت لحظة صمت قطعها «خالد»بسؤاله الذي وجهه إلى «ياسين» قائلًا:
“عملت إيه صحيح يا ياسين مع العروسة؟”
هز «ياسين»كتفيه بلامبالاة ثم تبع حركته تلك بقوله:
“هعمل اي يعني يا خالد؟زي كل مرة طبعًا شخصية سطحية ومش مناسبة شخصيتي”
رد عليه«خالد»بهدوء كعادته قائلًا:
“الجواز قسمة و نصيب يا ياسين وانتَ لسه ربنا مجمعكش بنصيبك”
تدخل «ياسر»قائلًا:
“طب انتَ إيه مشكلتك يا ياسين؟”
عقب ياسين بهدوء:
“انا مش عندي مشكلة؛ بس كل اللي روحتلهم مش عارفين يعني إيه جواز، فاكرين الجواز دا كمالية من ضمن كماليات الحياة
 يعني عريس شكله حلو وشغله حلو عشان نتباهى بيه قدام الناس، ودا اللي مخلي الطلاق يزيد و مخلينا نشوف
المشاكل اللي بنشوفها كل يوم في محاكم الأسرة وناس مبيكملوش شهور و بيسيبو بعض عشان بيبصوا لأسباب سطحية.”
عقب«عامر»على حديثه بسخرية قائلًا:
“وانت يا عم صادق الرافعي مشكلتك مع عروسة انهاردة كانت إيه؟”
عقب«ياسين» على حديثه وهو يقول:
“كانت رافضة جواز الصالونات؛وعاوزة تتجوز عن حب زي الناس اللي بتشوفهم على النت”
رد عليه عامر وهو يقول:
“طب وفيها إيه يعني ما هو لازم يكون عن حب”
تدخل «خالد» في الحديث قائلًا:
“على فكرة مش شرط انا اتجوزت صالونات عادي وقلبت معايا بحب و أول واحد خدت رأيه ياسين وهو شجعني واهو الحمد لله بقالنا ٣ سنين ومعايا يونس اهو يعني مش شرط الجواز يكون عن حب علشان ينجح.”
عقب «عامر» قائلًا:
“طب ماهو انا اتجوزت سارة عن حب معتقدش لو مكنتش حبيتها اني كنت هتجوزها أصلًا، و الحمد لله جوازنا ناجح اهوه”
رد عليه «ياسر» بسخرية:
“لا يا حلو انتَ لسه كاتب كتاب بس يعني لسه مدخلتش القفص”
نظر إليه «عامر»بإشمئزاز ثم رد مُعقبًا:
“يا ستار منك يا ياسر علطول تنكد عليا كدا وتفكرني؛ بتفكرني ليه؟”
ضحك الجميع على «عامر» فتحدث «عامر»بجدية وهو يقول:
“لأ بجد أنا قصدي ان الحب في الجواز مهم؛ يمكن دا اللي بينجح الجواز أصلًا”
رد عليه «ياسين» بحكمة كعادته قائلًا:
“الحب ركن مهم من أركان الجواز لو أتوفر بيكون خير وبركة لكن في اركان تاني مهمة انها تتوافر زي الاهتمام و المودة و الرحمة و الحنية والاهتمام اللي ربنا أمرنا بيهم في الجواز؛
الجواز شيء مهم مينفعش اختار بعشوائية ولا أختار علشان عيني عجبها المنظر.”
أومأ الجميع برأسهم موافقةً على حديث «ياسين»
_______________________
صعدت «زينب» إلى شقتها وهي غاضبة و حديث «مُشيرة» يدور برأسها عن «خديجة» ابنتها، فنادت على ابنتها بملء صوتها، فأتت إليها «خديجة»
فور رؤيتها لخديجة تحدثت بغضب:
“إعملي حسابك بكرة هتنزلي معانا من أول اليوم لأخره؛ مش هتحمل أنا كلام مُشيرة و حرقة دمي كل شوية”
توترت «خديجة» ونظرت لوالدتها بخوفٍ ثم قالت:
“و لازمته إيه بس أنزل بكرة ما تخلوني أنا هنا”
تحدثت «زينب» وهي مازالت غاضبة:
“أنا قولتها كلمة هتيجي يعني هتيجي مش هكرر كلمتي تاني”
قالت كلماتها ثم ذهبت من أمامها وتركت «خديجة» والتوتر يأكلها وكل ما تفكر به كيف تواجه الغد ذلك التجمع.
________________________
كان الشباب يجلسون في المقهى وهم يتسامرون ويضحكون سويًا إلى أن تسأل «عامر» وهو يقول:
“صحيح يا ياسين إيه أخرك كدا لحد ما جيتلنا”
رد عليه «ياسين»:
“كنت عند ميمي بشوفها” وفور انتهاء جملته امسك عامر ظهره وهو يتآوه قائلًا:
“آه؛ ضهري وجعني على السيرة والله العظيم”
نظر إليه «خالد» بخبث قائلًا:
“ضهرك يوجعك؛ ضهرك إتشل هتيجي بكرة معانا و هتروق البيت معانا؛ صح ولا لأ يا ياسين ؟”
أومأ «ياسين»برأسه إيجابًا على حديث «خالد» ثم عقب قائلًا:
“و هيجر الكنب كمان”
صرخ «عامر»فور انتهاء «خالد»و «ياسين» من حديثهم ثم أردف قائلًا:
“هو انتم لقتوني في كيس شيبسي؛ ما تتكلم يا عم ياسر انت علطول صامت كدا”
رد عليه «ياسر» مُعقبًا:
“انا معاكم في اي حاجة اعتبروني أخرس مش هجادل معاكم”
عقب «ياسين»على حديث «ياسر» قائلًا:
“والله يابني ربنا يكملك بعقلك و يحيمك لشبابك ويريحك زي مانت مريحني كدا” ثم نظر بطرف عينيه إلى «عامر» هو يقول:
“مش زي ناس عاوزة الحرق”
رد عليه «عامر» بغرور:
“أنا مش هرد عليك؛ أنا هسيب شغلي و أفعالي بكرة هي اللي ترد عليك؛ بس المهم تأكلني كويس عشان مفضحكش في الشارع كله”
عقب «ياسر» قائلًا:
“هو انت يابني مبتبطلش أكل ارحم شوية بقى”
رد عليه «عامر»:
“ابقى اقفل باب تلاجتك عني يا حبيبي؛ياسين حبيب قلبي هو اللي هيأكلني بكرة”
رد «ياسين» على حديث «عامر» قائلًا:
“شطبنا يا بابا؛ شوف حد غيري يأكلك”
 رد «عامر» بغرور مصطنع:
“كدا كدا بكرة أنا معزوم عند سارة؛ حماتي روح قلبي عزماني، عقبال كدا يا ياسين ما تتعزم عند حماتك انت كمان ؛ يوه نسيت يا أخي إنك أعزب”
وفور انتهاء جملته تآوه بشدة بعدما قام «ياسين » بلكمه في معدته تحت ضحكات «خالد» و «ياسر» ونظرة السخرية منهم، بعدها شاركهم كلًا من «ياسين» و «عامر » الضحك أيضًا.
يُتَبَعْ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى