هند دموعها نزلت وهو بسرعة مسح دموعها: مش هعملها يا هند أبدا، مكاني في حضنك انتي وبس.
مسحت باقي دموعها وسكتت لأنها عارفة انه لو هيتحط في اختيار هيختار ابنه وده سبق ووضحه وما أنكروش.
بدر روح البيت وبيراقب ابنه ومش مصدق لحد دلوقتي اللي عمله، حط الغدا ولسه ابنه هياخد طبقه ويبعد بس وقفه بحزم: اقعد قصادي كل أكلك.
لسه هيعترض بس نظرات أبوه جمدته فقعد بصمت ومستني هجوم أبوه.
الصمت كان مزعج جدا بينهم وأنس بيهرب من عيونه اللي مركزة معاه أوي، أكل كام معلقة ويدوب هيقوم بس أبوه وقفه تاني: اقعد قصادي.
قعد ورفع عينيه يواجهه: نعم وبعدين؟ هتفضل باصص ليا كده كتير؟
بدر حاول يمسك أعصابه وما يمدش ايده على ابنه؛ لان زي ما هند قالت هيعاند بزيادة: انت عملت ايه يا أنس؟
حاول يهرب منه بتوتر: عملت ايه في ايه؟ ماعملتش حاجة.
أبوه كرر السؤال تاني بصرامة: بقول عملت ايه يا أنس؟
فكر ازاي يجاوبه أو ازاي يبرر تصرفه: عملت ايه يا بابا؟
بدر زعق: أنا اللي بسألك وسيادتك جاوبني.
أنس وقف وبعد عنه: عملت زيك، انت بتتجاهل اللي أنا عايزه ومحتاجه فأنا عملت زيك وتجاهلت اللي انت عايزه ومحتاجه.
بدر اتصدم وبيحرك راسه برفض: أنا عمري أبدا ما تجاهلتك أو تجاهلت احتياجاتك.
زعق بغيظ: ودلوقتي لما تحرمني أشوف أمي وأتكلم معاها ده اسمه ايه؟
زعق هو كمان: ده اسمه حب يا غبي، أمك بعدت بمزاجها مش أنا اللي بعدتها امتى هتصدق ده؟ أمك سبق واختارت نفسها وحياتها.
أنس حط ايده على ودانه مش عايز يسمع: مش مصدقك ومش هصدقك، خليني أكلمها وأشوفها، خليني أحاول أرجعها لينا من تاني، خليني…
أبوه قاطعة بصوت عالي: أنا مش هرجعلها تاني يا أنس ولو السما اتطبقت على الأرض.
أنس زعق هو كمان: وأنا مش هقبل هند في حياتي -سكت و اقترح فجأة- طيب أقولك حل حلو أوي.
بدر بص لابنه بانتباه: قول الحل الحلو يا أنس.
أنس بص لأبوه بإصرار: اتجوز انت هند و وديني أنا عند أمي أعيش معاها وبكده كل واحد فينا يعمل اللي هو عايزه.
بدر الصدمات بتتوالى عليه لأن عمره ما فكر أبدا في يوم من الأيام ان ابنه ممكن يختار يبعد عنه بأي شكل من الأشكال وتحت أي ظرف
بص لابنه بوجع: انت بجد عايز تسيبني يا أنس؟
أنس ودى وشه بعيد: حضرتك مش مهتم باللي أنا عايزه ومش موافق عليه.
سأله وهو عارف إجابته: وايه اللي انت عايزه؟
بص لأبوه بحماس: انت وماما مع بعض – مسك دراع أبوه بتوسل – عايز أعيش معاكم انتوا الاتنين، عايز أكون زي أي حد عنده أب وأم بيحبوا بعض وعايشين مع بعض.
بدر بصله: بس احنا مش بنحب بعض يا أنس.
اعترض: حبوا بعض علشاني، ده لو بتحبوني، بابا أرجوك انت طول عمرك بتعملي اللي أنا عايزه فليه دلوقتي في أكبر حاجة بتمناها بتحرمني منها؟
بص لابنه يحاول يفهمه: لان اللي انت عايزه ده يا أنس هيوجعك أوي.
أنس برفض: واللي انت عايزه برضه بيوجعني، أنا آسف بس أنا عايز أمي وأعتقد يا بابا ان ده مش طلب كبير، الكبير انك تطلب مني أنسى ان عندي أم وأقبل واحدة تانية، الغريب انك تكدب عليا وتفهمني ان أمي ميتة وهي عايشة، بابا أنا مش هقبل هند ومش هقبل تعاملني وتجبرني على وضع أنا مش عايزه حتى لو هسيب بيتك، حتى لو هفضل في الشارع من غيرك.
سابه ومشي وبدر قعد مكانه ولأول مرة يفكر في السنين اللي فاتت دي يكلم رشا من تاني.
نادر قضى ليلة صعبة مش قادر يغمض عينيه وعمال يقلب في النت على أي حالة شبيهة لحالة أمنية علشان يساعدها والنهار نور عليه وقام يطمئن عليها، دخل عندها كانت نايمة شاف مؤشراتها الحيوية ونبضات قلبها وقبل ما يخرج اتفاجئ بمامتها بتلومه: لسه برضه مش عايز تساعدها؟
بصلها وأخد نفس طويل: أنا عمري ما اتأخرت عن أي حد أبدا وصدقيني لو في ايدي حاجة مش هتأخر أبدا.
خرج وقابل دكتور محي اللي كان متضايق منه: نويت على ايه؟
نادر بصله باستغراب: هو انتوا ليه محسسيني اني عندي حل ومش عايز أقدمه؟ هي محتاجة قلب جديد، سيادتك عندك قلب متوافق معاها؟ هاته وأنا تحت أمرك.
محي بنفي: أنا ماعنديش قلب بس ربنا عطانا عقل علشان نقدر نلاقي حلول، أنا مش عايز منك عصا سحرية أنا بس عايز أحس انك مهتم بالمريض بتاعك، عايز أحس انك بشر زينا بتحس وبتتوجع لوجعهم، عايز أحس انك دكتور بجد مش بالاسم بس، مش مجرد حد بيختار حالات سهلة يعالجها ويفرح بإنجازه.
نادر سابه يخلص كلامه وبعدها بصله بهدوء: خلصت كلامك؟ انت ما تعرفش أي حاجة عني فما تحكمش على حاجة ما تعرفهاش.
بصله بتهكم: أنا بحكم بناء على البرود اللي شايفه منك في تعاملك مع حالة أقصى أمنياتها انها تخرج برا المستشفى أو يكون ليها أصحاب أو تشوف نور الشمس.
محي ماعندهوش أدنى فكرة هو بيعمل ايه في نادر بكلامه ده؟
نادر استنى لحد ما سكت وبصله: خلصت كلامك ده؟ أنا برضه لسه ماعنديش حلول ليها، بعد اذنك.
محي كان عايز يوقفه ويضربه أو يهزه يمكن يفوقه ويخليه يحس شوية.
نادر راح يشوف مرضاه ودماغه مشغولة بأمنية وبيحاول فعلا يلاقي حل.
محي كان عند امنية ومعاه الممرضة سماح وبعد ما خلص كشفه خرج من عندها وبص لسماح: أنا عايز دكتور قلب غير دكتور نادر، مين عندنا هنا كويس غيره؟
سماح بصتله بتردد: على فكرة حضرتك ظالمه.
بصلها بغيظ: ظالمه؟ ده ماعندهوش أدنى إحساس.
سماح هزت راسها بنفي: لا يا دكتور، ده طول الليل قاعد في مكتبه على النت بيدور على حالات مشابهة لأمنية، أنا دخلت عنده كذا مرة وفي كل مرة بلاقيه قاعد نفس القعدة، ده غير انه من الصبح بيكلم أعتقد في أساتذته وبيوصفلهم حالتها وبيفكر معاهم بصوت عالي، هو بيدور على حلول بس هو مش من النوع اللي بيتكلم، هو بيتحرك في صمت.
محي سمعها بذهول وقرر يروح عنده يتكلم معاه، خبط على بابه ودخل ونادر اتفاجئ بيه فقفل اللاب قدامه وبصله مستنيه يتكلم.
محي قعد قصاده بتوتر: وصلت لايه؟
بصله باستغراب: وصلت لايه في ايه؟
محي بص لعينيه بهدوء: سمعت انك طول الليل والنهار بتدور على حلول.
نادر بصله لوهلة وبعدها قام وقف عند الشباك: في اقتراحات كتير بس كلها تجارب مفيش حاجة مؤكدة.
محي وقف جنبه بلوم: انت ليه بتسيب الناس تاخد فكرة غلط عنك؟
نادر بصله بطرف عينيه ورجع يبص قدامه بلا مبالاة: لان أراءهم فيا ما بتهمنيش.
محي بصله باستغراب: ليه ما دافعتش عن نفسك قدامي؟
رد بدهشة: وأدافع ليه؟ سوري يعني يا دكتور بس رأيك فيا مش هاممني لدرجة اني أبرر وأشرح وأقولك أنا بعمل ايه
محي حرك راسه بذهول: يا ابني الناس بتحب دايما تتجمل مش تدي انطباع سيئ عنها، المهم خلينا في أمنية نويت على ايه؟ ممكن تفكر معايا أنا بصوت عالي؟
نادر بصله شوية وبدأ يشرحله وفضلوا كتير يتكلموا عن حالتها وعن اقتراحات نادر.
محي بصله بحيرة: طيب احنا الوقت قدامنا ضيق جدا لازم نتحرك يا دكتور.
نادر أكد كلامه: الصبح هتكون الصمامات جاهزة والمنظم وهندخلها العمليات ونعملها استبدال للصمامات التعبانة ونحط المنظم ينظم ضربات قلبها وهنشوف ايه اللي هيتم؟ ده اللي أقدر أعمله بس ما أضمنلكش النتيجة هي بالفعل ضعيفة جدا.
محي بحماس: بس عندها إرادة قوية وهتعدي منها بإذن الله، أنا هروح أطمنهم تعال معايا علشان تشرحلهم اللي هتعمله.
راحوا الاتنين ومحي كان بيتكلم بحماس وأمنية فرحانة بس شكلها تعبان جدا ونادر ملاحظ ده، فقرب منها يكشف عليها ويحاول يطمنها وبص لعينيها: الصبح بإذن الله هحاول أصلح قلبك وبعدها دكتور محي هيكمل معاكي.
ابتسمت ابتسامة صافية: وهقدر أعيش بقى؟
ابتسملها: هتقدري تعيشي.
ضحكت: وهحب وأتحب؟
شاف بسمة اللي عشقها قدامه فكلم أمنية بشرود: هتحبي وهتتحبي، هتتحبي من واحد هيشوفك الكون كله بما فيه لدرجة لو بعدتي عنه حياته هتنتهي وهيكون مجرد حطام.
محي حس انه بيتكلم عن نفسه وان هو الحطام ده وحس انه عنده فضول يعرف ايه حكايته؟
أمنية ابتسمت وأخدت نفس طويل: مجرد التخيل حلو يا دكتور نادر، مجرد التخيل حلو.
ابتسملها: هتعيشي يا أمنية بجد مش هتكون مجرد تخيلات.
خرجوا الاتنين من عندها ومحي بص لنادر: روح نام وارتاح علشان تكون فايق الصبح.
نادر ابتسم ولسه بيتحرك محي وقفه: نادر – التفتله فكمل بندم- أنا آسف اني اتنرفزت عليك.
نادر ابتسم وشاورله بايده وكمل طريقه ومحي راقبه وفضوله بيكبر كل شوية يعرف كل حاجة عنه.
سيف حدد مع طلبته هيروحوا المصنع عنده وجهز أتوبيسين لنقلهم، وقف يهتم بكل الطلبة واطمن ان الكل ركب وبعدها هو ركب في الأتوبيس اللي فيه همس اللي قعدت قدام علشان يكون قدامها لو ركب معاهم. راقبها ولاحظ انها جميلة فوق العادة، مهتمة بلبسها وأناقتها و اتمنى لو هي من حقه.
طلع و وقف جنبها وبيكلم الطلبة كلهم بشكل عام وساند على الكرسي بتاعها.
همس اتحركت وشاورتله يقعد جنبها بمرح وهو ابتسم وطلع موبايله وبيكلمها بالرسايل ( ده بجد ولا بتهزري )
ابتسمت وبترد عليه ( بجد طبعا، خد بس انت حباية الشجاعة وتعال )
ضحك غصب عنه ( وحياتك مستعد أعملها بس انتي هتتحملي رد فعل الكل )
السواق بيكلمه وهو اضطر يبعد عنها ويروح يقعد جنبه يتكلم معاه
وصلوا أخيرا وهو نزل عند البوابة بيكلم الأمن وشاور للأتوبيسات تدخل.
الكل نزل ووقفوا قدام سيف اللي جنبه كذا حد واقفين بيستقبلوا الطلبة معاه وبدأ الجولة معاهم وفي كل مكان سيف بيدخله الكل بيقف احتراما له و واضح انه له هيبة وكيان كبير.
سيف بيسيب كل مهندس يتكلم عن شغله وعن اللي بيعمله وهو من وقت للتاني عينيه على همس اللي كعادتها ماسكة نوتة وبتكتب ملاحظات.
خلود جنبها همست: شايفة سيف؟
همس بصت ناحيته كان بيتكلم مع حد: ماله؟
خلود ضحكت: مالوش بس أقصد شايفة مكانته؟ الكل بيضرب تعظيم سلام، ماكنتش متخيلة انه له هيبة بالشكل ده.
كشرت همس: يعني صاحب المصنع متخيلة ايه؟ بعدين حتى في الكلية له هيبة مش فاهماكي صراحة.
ضحكت و وضحت: يا بت اقصد ان كل ده بيحبك انتي يا مفعوصة يا بنت امبارح.
همس بصتلها بذهول: ده قر ده ولا ايه بقى إن شاء الله؟
خلود ابتسمت: ده مش بس قر، ده قر وحسد وحقد وغيرة وكل الصفات اللي ممكن تتقال.
ضحكوا الاتنين وهمس بصت لسيف اللي كان بيشاورلها تسكت وتبص قدامها.
بصت لصاحبتها بلوم: بطلي رغي بقى جيبتيلنا الكلام.
خلود حطت ايدها على بوقها وبصت لسيف اللي ابتسم على همس وبص قدامه.
وقف سيف يتكلم هو واستمر معاهم أكتر من ساعتين لحد ما خلصوا.
كان واقف وسطهم وبيتكلموا بشكل عام وسمع دوشة والكل سكت يشوف في ايه؟
سيف شاور لرجل الأمن اللي واقف يشوف في ايه؟
نادر قام فايق كله حماس قابل محي وبلغه انه هيروح يستلم الصمامات بنفسه علشان مش عايز أي حاجة غلط، راح جابهم وراجع حاضن البوكس وبيتخيل لو ماكانش رفض يساعد بسمة وكان عملها الأشعة والتحاليل المطلوبة كان يمكن تكون لسه عايشة ومش بعيد كمان يكون عندهم عيال، اتنهد بوجع لأمانيه اللي ماتت بدري أوي بس ابتسم لانه هيدي فرصة لأمنية تعيش حياتها وتحقق اللي هو ماقدرش يحققه.
وصل المستشفى وطلع جري لأوضة أمنية علشان يبشرها قرب ولاحظ دوشة ودربكة كتيرة قدام أوضتها، قرب بخطوات تقيلة وقلبه بيدق بسرعة جدا وقف قدام أوضتها ولمح محي بيشيل جهاز الصدمات وبيحرك راسه بأسف وجهاز القلب بيصفر.
البوكس وقع من ايده وكلهم بصوله ومحي لاحظ صدمته ومعرفش يقوله ايه؟
نادر مرة واحدة اتحرك ناحيتها وزق محي بعيد وبدأ هو من تاني ينعش قلبها ويديها حقن بس للأسف قلبها مش بينبض تاني.
نادر بزعيق: قومي أنا هعملك العملية وهتبقي كويسة قومي، قومي ما تروحيش بالشكل ده تاني، خليكي معايا وافتحي عينيكي، اديني فرصة مرة واحدة.
محي حس بوجع نادر وحس ان دي مش أول مرة يتحط في الموقف ده، مسك دراعه وبيحاول يبعده بس نادر زقه: هتفوق مش هسمحلها تموت من تاني.
محي زعق: دكتور نادر – بصله بتوهان- خلاص قلبها وقف من بدري من قبل ما انت تيجي، ده قضاء ربنا وعمرها انتهى هنا ومش في ايدينا حاجة نعملها.
نادر بصله وبص لأمنية وبص لكل اللي حواليه بعدها بص لايد محي اللي ماسكة دراعه وزقه بعيد عنه وساب الأوضة كلها ومشي.
ماكانش عارف يروح فين أو يعمل ايه؟ بس جواه وجع وألم رهيب مش قادر يتنفس، طلع الجنينة وبعد عن المستشفى وقعد على الأرض بيحاول يسيطر على أعصابه ويلملم جروحه المفتوحة.
فايدتها ايه شغلته لو مش هيعرف ينقذ أي حد؟ خلاص مابقاش قادر يتحمل أكتر من كده، كان متخيل انه لو غير مكان شغله أو غير الوسط اللي بيتعامل معاه ان وجعه هيخف وهيهدا بس مفيش فايدة.
محي كان متابعه وماشي وراه فقرب منه بحذر و وقف على مسافة منه: دكتور نادر، أنا آسف.
رفع دماغه بصله وابتسم بوجع: وانت بتتأسف ليه؟
محي حاول يبرر: يعني طلبت منك تعمل أي حاجة، أنا من البداية كنت عارف انها في مراحلها الأخيرة بس رفضت أستسلم وللأسف خسرناها.
نادر بص قدامه واتكلم بتهكم: احنا مش بنعمل أي حاجة غير اننا بنخسر وبس، وأي مريض بنعالجه هو بالفعل هيتعالج لوحده فاحنا عايشين في أكذوبة كبيرة اسمها الطب والعلاج، وظيفتنا دي مجرد كدبة كبيرة بنضحك بيها على الناس.
محي قعد جنبه بنفي: لا طبعا ايه اللي بتقوله ده؟ احنا بنعالج كتير يا نادر وبنحسن حياة ناس كتير وبنخفف الألم عن ناس أكتر ومش معنى اننا بنخسر حالة اننا مش بنعالج ألف قصادها، اوعى تفقد إيمانك بوظيفتنا يا نادر.
رد بدون ما يلتفت ناحيته: سيبني لوحدي إذا سمحت.
وقف بس قبل ما يبعد اتكلم: نادر حالة أمنية كانت متأخرة وهي كانت عارفة ده كويس والورم كان متشعب واستئصاله كان ضرب من الجنون وحاجة يا صابت يا خابت.
رفع راسه يبصله: انت بتقولي الكلام ده ليه؟
وضح: علشان ما تزعلش أو تفقد إيمانك وثقتك في شغلك وقيمته، أنا حاسس انك مريت بالتجربة دي قبل كده مع حد قريب منك وبدون قصد خليتك تعيش التجربة دي من تاني فاعذرني.
نادر بص قدامه بجمود: حصل خير يا دكتور، اتفضل شوف وراك ايه وما تشغلش بالك بيا.
محي سابه ومشي وهو مش قادر يقوله أي حاجة يخفف عنه بيها أو يواسيه.
سيف سمع الدربكة والدوشة برا وبعت راجل الأمن يشوف في ايه ورجعله: خلاص فضينا الموضوع.
سيف باستغراب: موضوع ايه اللي فضيته؟ في ايه ومين بيتخانق برا وليه؟
– دي واحدة من العاملات كانت عايزة تقابل حضرتك وقلنالها تروح الإدارة.
استغرب أكتر: ومادخلتهاش ليه؟ اتفضل روح ناديها وبعد كده أي حد عايز يكلمني بشكل شخصي ما تمنعهوش، اتفضل الحقها.
جري وراح وراها وسط استغراب الكل ودقايق والعاملة دخلت محروجة وبصت لسيف: أنا آسفة يا باشمهندس سيف اني قاطعتك وحضرتك معاك ناس كتير.
سيف ابتسملها ببساطة: عادي ولا يهمك، خير في ايه؟
الست بحرج: أنا كنت مقدمة طلب للإدارة بسلفة لاني عقبال عندك هجوز بنت من بناتي ولسه ناقصها كام حاجة في جهازها، أنا أرملة ومعايا ٣ بنات وبجري عليهم.
سيف اتأثر بكلامها: طيب قدمي الطلب فين المشكلة يا..
جاوبته الست بسرعة: تحية يا باشا أو أم هبة.
ابتسملها: طيب يا أم هبة قدمي الطلب للإدارة وربنا يتمملها على خير بنتك.
طلعت ورقة من ملف في ايدها: قدمته يا باشا بس اترفض شوف.
كان مكتوب بخط عريض على الورقة (( مرفوض))
رفع راسه ليها باستغراب: مين كتب بالشكل ده؟ وليه مرفوض؟
ردت بحزن: ده باشمهندس سامح اللي ماسك المصنع هنا هو اللي رفض الطلب وكتبلي عليه كده.
سيف أخد الورقة منها وطلع قلمه مسح كلمة مرفوض وعمل عليها خط وكتب بنفسه (( يتم صرف السلفة فورا ودون أي تأخير، سيف الصياد))
مضى على الورقة وعطاها لها وابتسم: روحي دلوقتي حالا الإدارة وهيسلموكي اللي انتي عايزاه ويكفيكي انتي والبنات.
خرجت وهي مبسوطة وبتدعيله وهو مبتسم وعينيه جت في عينين همسته ولاحظ نظرات الحب و الإعجاب.
رجع لطلبته يتكلم معاهم بس شوية ودخل واحد بعصبية: انت ازاي توافق على طلب أنا سبق ورفضته؟
سيف بصله بطرف عينيه وتجاهله تماما وبيكمل كلامه مع طلبته وده جننه بزيادة: ما تخليك انت مع طلبتك وكليتك وتدريسك والشغلانة اللي بتفهم فيها وسيب شغل المصنع ده تماما.
سيف بصله من فوق نظارته باحتقار: ما تخليك انت في حالك وكل عيش وانت ساكت يا باشمهندس سامح.
سامح بنرفزة: المصنع ده أنا مسئول عنه ولما أقول لا لأي موظف هنا يبقى لا، انت مالكش انك تتجاهل كلامي وزي ما سبق وقلت خليك في التدريس اللي بتفهم فيه.
سامح كان بيزعق أما سيف كان بيتكلم بهدوء وبمنتهى البرود وبصله: لما يكون المصنع بتاعك وتكون بتقبض الموظفين اللي بتتكلم عنهم دول من جيبك ابقى ارفض لكن طول ما سيادتك – رفع صوته شوية واتكلم بصرامة- موظف هنا وبتقبض زيك زيهم يبقى اوعى تنسى نفسك وتنسى مكانتك.
سامح اتصدم من كلامه وزعق أكتر: أنا اللي مشغل المصنع ده كله وموقفه على رجليه ومش هتيجي انت يا ابن امبارح تتكلم معايا بالأسلوب ده وأنا ليا كلام تاني مع أبوك واتفضل بقى من هنا انت معطل الشغل.
سيف بصله بذهول من أسلوبه وكلامه فرد بنظرات مشتعلة: الظاهر ان انت الكلام بالذوق مش بيجيب نتيجة معاك، أكلمك بأسلوبك اللي تفهم بيه، اتفضل برا المصنع كله سيادتك مطرود.
شاور للأمن اللي قربوا وسامح مذهول: انت ماتقدرش تطردني.
سيف ابتسم وبص لهمس وافتكر لما طردها أول مرة وبعدها بص لسامح باستخفاف: انت اوريدي اتطردت اتعايش مع الواقع – بص للأمن وكمل بحزم – خرجوه برا
– قبل ما يخرجوا بيه سيف وقفه بسخرية – ابقى روح للإدارة في الشركة عندي علشان نصرفلك مرتبك ومكافأة نهاية الخدمة علشان بس ما بنحبش ناكل حق حد حتى اللي بنستغنى عن خدماتهم.
سامح بغضب: أنا ليا كلام تاني مع أبوك وهتشوف.
وهم خارجين دخل عز اللي جه على الصوت ودوشة سامح فدخل يشوف في ايه؟
اتكلم بزعيق: في ايه هنا وايه الصوت العالي ده؟
سامح زق الأمن ساعتها ورد عليه بنرفزة: ابنك اللي جاي هنا يتمنظر بطلبته بيطردني، متخيل اني أتطرد منه؟
عز بص لابنه باستغراب وبعدها بص لسامح وببرود مشابه لبرود ابنه: ابني اللي بتتكلم عنه ده زي ما قلت ابني ده أولا وثانيا هو صاحب المصنع والشركة ولما يطرد حد – بص للأمن وزعق – يبقى كلامه يتنفذ في لحظة.
الأمن شدوا سامح لبرا وسط حالة من الذهول من الكل، عز قرب من سيف وابتسم بمرح: أخيرا حد طرد الراجل ده؟ أنا مش عارف كنت متحمله ليه؟
الاتنين ضحكوا وبعدها عز بص للطلبة وكان عايز يسأل عن همس مين؟ حاول يكون السؤال تلقائي: فين يا سيف أوائل الدفعة هنا؟ عايز أطمن على المهندسين اللي هنشغلهم هنا معانا.
ابتسم هو وهمس لأسلوب باباه: الطلبة دي لسه قدامها سنة كمان.
بصله: عارف بس ده ما يمنعش اننا نهتم بيهم من دلوقتي ونجهزهم لشغلنا ولا ايه؟
سيف ابتسم وبص لطلبته: قربوا أعرفكم على مديركم المستقبلي وخلوا بالكم هو في الشغل ما بيعرفش ابنه حتى.
كلهم ضحكوا وسيف بدأ يعرفه على الطلبة لحد ما وصل لهمس كان مبتسم وهي كانت محرجة وهو بيقول اسمها: دي همس أولى الدفعة.
عز بصلها ومسك ايدها ضغط عليها وهو بيسلم عليها: أهلا يا همس أخيرا شوفتك؟
همس اتحرجت وبصت لسيف اللي معرفش يقول ايه؟ وبص لأبوه اللي حاول يعالج موقفه: أقصد يعني أول الدفعة ده بيكون مميز ومن ساعتها وأنا عندي فضول أعرف مين أولى الدفعة دي، أهلا بيكي من دلوقتي وبتمنى فعلا تشتغلي معانا هنا.
همس ابتسمت بتوتر: بإذن الله ده شيء يشرفني ويسعدني أكيد.
عز بصلهم كلهم بابتسامة عريضة ورحب بيهم وانسحب لمكتبه في انتظار سيف وهمس.
سيف فضل مع طلبته شوية وبعدها قالهم ان ليهم الحرية يتحركوا أو يسألوا أي حد عن أي حاجة وبالفعل كل مجموعة بدأت تتحرك وهو بعت رسالة لهمس تيجي وراه.
خرجت مع أصحابها لبرا علشان تعرف تتحرك وأول ما بعدت لمحت سيف بيشاورلها تروح عنده وراحت بسرعة وأخدها لطرقة فيها كذا مكتب لحد ما وقف قدام واحد وبصلها بابتسامة: مستعدة؟
ابتسمت بخجل: ينفع أقول لا؟
هز راسه برفض مرح: لا.
خبط وفتح الباب ودخل وهي وراه ودخلها وقفل الباب وشاور لأبوه: كده نتكلم براحتنا.
عز وقف يستقبلها بابتسامة: يا أهلا بيكي يا بنتي، مبسوط أوي اني أخيرا شوفت اللي قلبت كيان ابني وخلته مستعد يستغنى عن الدنيا كلها علشانها.
اتحرجت جدا ومابقتش عارفة تتكلم والاتنين لاحظوا ده فسيف قرب وبص لأبوه بسعادة: شوفت بقى انها تستاهل أسيب الدنيا كلها علشانها؟
عز ابتسم و وافق ابنه: تستاهل فعلا يا ابني، ربنا يسعدكم ويجمعكم على خير، همس؟
بصتله أخيرا وهو كمل: هفسخ خطوبة سيف ما تقلقيش بس محتاج لشوية وقت أمهد فيهم الموضوع وأرتب أموري وبعدها نيجي نطلب ايدك من والدك بإذن الله – بصلهم الاتنين برجاء – بس ادوني شوية وقت اتفقنا؟
همس لاحظت نبرة حزن في كلام عز فردت بخفوت: سيف فهمني على طبيعة الوضع وربنا يسهل يا عمي – بصت لسيف وكملت- أنا لازم أرجع لأصحابي بدل ما حد ياخد باله.
عز اعترض: همس انتي ما يهمكيش أي حد وما تعمليش حساب لحد انتي هتكوني من عيلة الصياد قريب بإذن الله.
حست بفرحة في قلبها لمجرد سماع انها هتكون منهم وهتكون مع سيف بس ابتسمت بعملية لعز: معلش يا عمي من هنا لحد ما ده يحصل بإذن الله أنا لازم أحافظ على اسمي وسمعتي – بصت لسيف اللي بيراقبهم مستمتع بيهم وبوجودهم مع بعض – سيف؟
اتعدل في وقفته بتفهم: يلا هوصلك لأصحابك و وقت تاني نبقى نتقابل ونتكلم براحتنا، بعد إذنك يا بابا.
أبوه وقفه قبل ما يخرج: أنا نسيت أسألك انت طردت سامح ليه؟ هو برضه مهندس شاطر وله وزنه وكان بالفعل ممشي المصنع.
سيف مط شفايفه بلامبالاة: كان أسلوبه وحش مع كل الموظفين ومحدش بيحبه فيهم.
اعترض عز: ومش مطلوب منه انه يكون محبوب.
سيف بص لأبوه باستغراب: ازاي بقى؟ عدم حبهم لمديرهم اه هيخوفهم بس مش هيخافوا على شغلهم ولا هيعملوا كل المطلوب منهم، في فرق كبير بين اللي بيشتغل بحب واحترام واللي بيشتغل بخوف على أكل عيشه، صدقني هتفرق كتير.
عز بعدم اقتناع: ماشي كلامك ماشي بس سيادتك مطلوب منك تشوف بديل له زي ما طردته، هاتلي البديل اللي شاطر في شغله ومحترم في تعاملاته.
سيف بتأكيد: اعتبره حصل، أصلا كويس انك رجعت أنا كنت حاسس بتوهان تخيل في أوراق ناقصة والدنيا متلخبطة وفي معلومات ناقصة ومش عارف ازاي؟
عز بابتسامة: يمكن علشان انت بعيد مش عارف – بص لهمس وكمل بمرح – شوفتي ازاي كان رامي عليا أمور الشغل وسايبني؟ اهو مش متحمل يومين غيبتهم
همس ضحكت وسيف رد بتذمر مرح: وليه ماتقولش اني بحب أشوف كل حاجة ماشية ازاي علشان كدا مش عاجبني اللخبطة؟
عز ابتسم: أقنعتني بصراحة.
ضحكوا كلهم وسيف خرج من عنده وبص لهمس بتذمر: أنا ايه اللي جابني هنا النهارده؟
ابتسمت وبصتله: علشان تساعد أم هبة تجوز بنتها وعلشان تدعيلك انك تتجوز اللي بتحبها.
ابتسم هو لتفسيرها اللي عجبه وعلق بنبرة مضحكة: ويارب أتجوز اللي بحبها بسرعة.
ضحكت وخرجوا مع بعض وصلها لأصحابها وعدى باقي اليوم بخير أو هما افتكروه مر على خير لانهم ما شافوش نانيس اللي كانت بتدور على سيف وعايزة تتعرف على باباه وشافتهم وهما خارجين مع بعض الاتنين وده ضايقها أكتر وأكتر وزاد كرهها لهمس اللي بسهولة بتخطف الأضواء.
بدر مع إصرار أنس قرر بالفعل يكلم رشا ويشوف الدنيا هتوصلهم لفين؟ اتصل بهند وفضل يتكلم معاها شوية ومش عارف يقولها ازاي انه مسافر يشوف رشا؟
هند لاحظت انه بيلف ويدور فسألته مباشرة: ناوي على ايه يا بدر؟ اتكلم على طول، هتعمل ايه مع أنس؟
أخد نفس طويل وابتسم انها فاهماه رغم وجعهم وحاسة بيه فقالها بتردد: أنس مُصر يا هند يقابل مامته وأنا بفكر أعمله اللي عايزه، ماقداميش حلول تانية.
دموعها نزلت بصمت وهو حس بيهم: هند حبيبتي اطمني أنا بس هخليه يشوفها ويكلمها مش أكتر فدموعك دي مالهاش مكان ولا سبب.
مسحت دموعها وحاولت تكون طبيعية: أنا مش بعيط أنا بس انت واحشني مش أكتر وكمان هتسافر هتوحشني أكتر.
ابتسم واتنهد بتعب: ياما نفسي كل الأمور دي تنتهي بقى ونتجوز أنا وانتي ونرمي الدنيا بما فيها ورانا.
ابتسمت للأمنيات اللي حست انها بعيدة أو مستحيلة كمان.
بدر أخد ابنه وسافر يشوف طليقته، كان محتار مش عارف يدور عليها فين وازاي؟
أنس بلغه ان عمته هدى قابلتها وممكن تكون عارفة مكانها.
بدر كلم أخته وعرف منها انها قابلت رشا في المول وانها شغالة هناك في محل ملابس رجالي.
بدر وصّل أنس بيت جدته وسلم عليها وبعدها راح المول وفضل يدور في كل محلات الملابس الرجالية لحد ما شافها، وقف يتفرج عليها من بعيد وذكريات كتير مرت في باله.
كانت جميلة جدا كعادتها، شعرها الطويل المفرود على ظهرها بيتحرك وهي بتظبط قميص على مانيكان قدامها.
قرب منها ودخل المحل و وقف وراها بتعجب: كان لازم تشتغلي في مكان زي ده.
التفتت للصوت وهي مصدومة لوهلة وبعدها ابتسمت: بدر محمد عبد الفتاح؟ ده ايه الصدف الغريبة دي؟
بدر بص حواليه للمكان: ما تخيلتش انك بتشتغلي يا رشا بس مش غريبة انك تشتغلي في مكان زي ده، كل زباينه رجالة فقط.
ضحكت بخلاعة: وحياتك في ستات بتشتري سواء لأجوازها أو حبايبها أو حتى عيالها، بس انت ايه اللي رماك؟
بصلها باهتمام: أنس اللي رماني.
ابتسامتها اختفت ورددت اسمه: أنس، أخباره ايه؟ و وصل لايه دلوقتي؟
ماكانش عايز يجاوبها بس هو جاي علشان ابنه وهيكمل علشانه: كويس وفي سنة سادسة.
كملت ترتيب الملابس اللي معاها: طيب كويس المهم خير جاي ليه برضه؟
راقبها ولاحظ لامبالاتها انها تعرف أخبار عن ابنها وزعل جواه انه هيصدم ابنه بالشكل ده بس هو اللي مُصر يتعرف عليها، انتبه على صوتها: بقولك يا بدر، صاحب الشغل بيشاورلي هشوفه.
سابته وهو تابعها بعينيه وشاف صاحب الشغل شاب في عمره تقريبا وابتسم بتهكم لأنه عرف سبب شغلها هنا، أكيد اتطلقت وبتدور على عريس جديد.
لاحظ انهم بيبصوا ناحيته وعرف انهم بيتكلموا عنه، اتمشى في المكان بلا اهتمام واستناها تخلص وتيجي عنده وجت بالفعل: بدر صاحب المحل بيزعقلي فخلينا نتكلم بعد ما أخلص شغلي، أنا بخلص على ١٠.
بدر وقفها: ابنك عايز يشوفك يا رشا.
وقفت مكانها وبصتله مصدومة: يشوفني؟ انت مش قلتله اني ميتة؟
بصلها بصدمة: انتي عارفة بده؟
ابتسمت بحزن أو هو حب يفسره كده: أختك قالتلي أيوة.
نفض أفكاره وكرر: المهم هو عرف انك مش ميتة ومُصر يشوفك.
حركت كتافها بدون اهتمام: الأفضل ليا وله اني أفضل ميتة يا بدر.
هنا هو زعق: بقولك عرف انك عايشة تقولي معرفش ايه؟
بصت لصاحب المحل اللي بيبصلهم بتحفز وهي حاولت تخرج بدر برا: بدر ده شغلي وانت كده هتتسبب في طردي فاذا سمحت امشي دلوقتي ونتكلم بعدين.
زقته لبرا المحل وهو فكر يعملها مشاكل أكتر بس اتراجع وفكر في ابنه اللي جاي علشانه وبس: هستناكي في الكافيتريات اللي تحت خلصي وانزليلي.
سابها ونزل ومش عارف أصلا الأمور هتمشي بينهم ازاي؟
همس قاعدة مع صحباتها بيذاكروا ومرة واحدة قفلت الكتاب وبصتلهم بإرهاق: أنا تعبت كفاية كده، عينيا وجعتني وظهري وجعني وكل حاجة فيا بتصرخ.
خلود بصتلها بسخرية: قولي انك عايزة تاخدي بريك تكلمي سيف وبلاها حجج فاضية من امتى بتتعبي بعد ساعتين بس مذاكرة؟
هالة بصت لخلود بتعب: لا يا خلود أنا كمان تعبت مش قادرة أصلا السطر اللي بقرأه برجع أعيده مرة واتنين ومش مركزة خالص.
همس مسكت هالة: قوليلها يا بنتي، دايما ظالماني كده
خلود بصت لهمس باستنكار: طيب تنكري انك هتقومي تكلمي سيف؟
همس ابتسمت ببساطة: لا مش هنكر، أنا تعبت اه بس ده ما يمنعش ان البريك بتاعي هيكون مع سيف.
خلود بتبرطم: ماشي يا اختي ناس ليها الماشين والسيستم وناس ليها سيف.
كلهم ضحكوا وهمس علقت: ده مش قر بس ده يا ساتر.
موبايلها رن ولسه هتقوم فخلود كانت أقرب لموبايلها فاتكلمت بتهكم: اهو جه على السيرة.
همس بتمد ايدها تاخد الموبايل بس خلود جريت بيه وبترخم عليها وطلعوا برا الأوضة بيجروا ورا بعض لحد ما همس مسكتها كان الموبايل سكت فبصتلها بغيظ: يا رخمة اهو قفل اهو.
خلود بتريقة: دلوقتي يرن تاني يا اختي.
همس كشرت: بت امشي بعيد يا غلسة.
ضحكت وهمس ماشية راجعة أوضتها وموبايلها رن تاني فردت بسرعة: أيوة يا سيف.
خلود استفزتها وبصوت عالي تسمعه: إلا ما في منه مصلحة واحدة حتى مافي مرة بعت للغلابة اللي هنا عشوة محترمة ولا حتى كانزاية وقال راكب عربية آخر موديل طيب يشوف الغلابة دول.
همس بصتلها بذهول: يا باردة يا رخمة.
سيف ضحك وهمس اعترضت: سيبك منها يا سيف دي بنت باردة المهم.
قاطعها بشوق: المهم واحشاني وما عرفتش أتكلم معاكي النهارده أو أشوفك ينفع تنزلي؟
عينيها وسعت وبذهول: أنزل؟ أنزل فين الساعة ٧.
وضحلها: تحت يا حبيبتي، أشوفك لو حتى نصاية سريعة كده.
همس بصت لخلود بتفكير وجريت مرة واحدة: اديني دقيقتين وهكون تحت.
في ثواني كانت مغيرة هدومها ونازلة بس خلود وقفتها: اوعى تتأخري وخلي بالك من نفسك يا همس.
بصتلها بتهكم: حاضر يا ماما.
سابتها وجريت على تحت وبصت ناحية ما بيركن بس مفيش أي عربيات اتصلت بيه: انت فين؟ أنا برا الباب؟
ابتسم: أنا في آخر الشارع على الكورنيش تطلعي ولا أجيلك؟
كانت ماشية في اتجاهه: أنا جاية.
خرجت لأول الشارع فشاورلها وهي هتعدي الطريق وهو عينيه عليها وعلى العربيات وهي بتجري في النص رايحاله وقلبه بيدق مع كل عربية بتخطيها.
وصلت عنده وقفت قدامه فبصلها بخوف: اوعى تاني مرة تعدي الطريق بالغباء ده، انتي ربنا يسترها عليكي بجد.
ضحكت: ما تخافش عليا وبعدين هم بيقفوا.
بصلها بغيظ وسكت وبعدها هي شاورت على الكورنيش: تعال نقف على النيل، بحب شكل المياه بالليل.
وقفوا جنب بعض في هدوء وهي مرة واحدة بصتله بفضول: قولي صح باباك قال ايه ولا عملتوا ايه بعد ما مشينا؟ احكيلي التفاصيل.
ابتسم لفضولها: ما قعدناش أصلا مع بعض على قد كده علشان يكون في تفاصيل، هو بس انطباعه اللي ظهره قدامك وبعدها كلمني وقالي أديله فرصة يمهد موضوع الفركشة مع صاحبه زي ما قلتلك، بس كده.
بصت للنيل قدامها شوية وبعدها بصت لايديه ماكانش لابس دبلة وافتكرت انها كتير بتبقى عايزة تسأله وبتنسى: انت مش لابس دبلة ليه؟
بصلها باستغراب: وألبس ليه؟ الدبلة لو حد بتحبيه بتكوني عايزة أي حاجة تربطك بيه ولو رمزية لكن أنا بحاول أنسى الشبكة دي مش ألبس دبلة أفتكرها ليل ونهار.
فرحت جواها وبعدها سألته بمشاغبة: ومعايا؟ هتلبس دبلة؟
أخد نفس طويل بتمني: يااااه يا همس حاسس ان ده حلم بعيد، موضوع الخطوبة والدبلة وكل ده، بس يارب يا ستي تيجي بس الخطوة دي ومش بس هلبس دبلة ده أنا
استنته يكمل الجملة بس معرفش يقول ايه؟ فسألته ببراءة: انت ايه؟
بصلها وضحك: هعمل أي حاجة بس نوصل للدبل يا همستي، المهم دلوقتي انتي واحشاني حتى وانتي قصادي أعمل ايه بقى لسيادتك؟
ابتسمت بخجل وبصت للمياه قدامها تهرب من عينيه فسند على الكورنيش بايديه وسند راسه عليهم وباصص قدامه وهي متابعاه بحب ومرة واحدة سألته: هو أنا ينفع أطلب منك طلب؟
بدون ما يرفع راسه بصلها بتأكيد: اؤمري ياحبيبي.
ابتسمت لأسلوبه واتكلمت بتمني: نفسي أخرج يا سيف لوقت متأخر، نفسي أسهر برا أو نفسي أكون الساعة ٣ الفجر برا البيت.
بصلها باستغراب: وبعدين؟ لو ينفع يلا أسهرك سهرة برا لحد الصبح.
كشرت بغيظ: لا طبعا ما ينفعش بس أقصد بعدين يعني انت تبقى تخرجني.
ابتسم بعبث: قصدك بعد ما نتجوز يعني؟
هزت دماغها بتأكيد: ينفع؟ تسهرني برا أو آجي الفجر كده أقولك تعال نتمشى برا توافق، نفسي أجرب الجو ده.
ابتسم وبصلها بيفكر لو حضنها ممكن يحصل ايه؟
لما صمته طال سألته بتردد: صعب ولا ايه؟
ابتسامته كان صافية: لا يا عمري ينفع بس تخيلتنا متجوزين بالفعل ومع بعض، هخرجك يا همس في الجو ده والتوقيت ده، هنسهر لحد الصبح برا.
ضمت حواجبها وبتقلده بمرح: مش هتقولي شغال الصبح في الجامعة وبعد الظهر في الشركة والمصنع ومش قادر وعايز أنام قدري وضعي وظروفي؟
ضحك لتقليدها وبعدها نفى بعشق: لا يا حبيبي أولا حاليا الوضع ده مؤقت غير كده مش هقولك اني هخرجك كل يوم يعني وأسهرك بس في أيام إجازات وفي حاجات كتيرة هتختلف فما تقلقيش يعني، أوعدك يا ستي هخرجك في الفجر وهسهرك برا، تمام كده؟
ابتسمت برضا وسندت زيه على الكورنيش بسعادة: ربنا يخليك ليا يارب.
ابتسم هو كمان وبص قدامه برضا تام انها جنبه بس ناقصهم يكون ارتباطهم رسمي.
بدر استنى في كافيه، بيفكر في هند وأنس ورشا والظروف الملخبطة بينهم وبيتساءل ليه يا ترى رشا ما تظهرش في حياته غير في التوقيت ده بالذات؟ قبل ما يبدأ حياة جديدة مع إنسانة حبها بجد وحبته؟
كان بيشرب قهوته وسرحان تماما ورشا قربت منه و وقفت تتأمله من بعيد واستغربت ازاي سابته بالسهولة دي؟ ازاي ده كان جوزها وهي فرطت فيه؟ راجل وسيم، شيك في لبسه، جنتل، نظرات البنات حواليه خلته يحلو في عينيها من تاني.
قربت منه وحمحمت وهو بصلها ببرود وشاور على الكرسي جنبه تقعد واستناها تقعد وتستقر: هتشربي حاجة؟
ابتسمت لذوقه: قهوتي المعتادة.
شاور للجرسون اللي قرب منهم وبصله فبدر بصلها: ما تقوليله هتشربي ايه؟
استغربت: قلتلك قهوتي؟
بصلها بتعجب: قهوتك دي اللي هي ايه؟ – بص للجرسون بتهكم- هاتلها يا ابني قهوتها.
الجرسون وقف محتار بينهم وهي بصتله بغيظ: مظبوطة.
سابهم وبعد وهي بصتله باستغراب: انت بجد مش فاكر قهوتي اللي بشربها ايه؟
بصلها بتهكم: وأفتكر قهوتك بتاع ايه أصلا يا رشا؟ المهم خلينا نتكلم في المهم وسيبينا من قهوتك.
كشرت بغيظ وبصتله: اتفضل قول المهم، عايز ايه مني؟
كان مخنوق من تواجده معاها: أنا عن نفسي مش عايز أي حاجة منك ومش عايز أصلا أكون هنا دلوقتي.
بصتله لفترة وسندت على الترابيزة قدامه تقرب منه بإغواء: امال تحب تكون فين يا بدر دلوقتي لو مش معايا؟
بصلها بتهكم: في أي مكان غير هنا.
ضحكت بدلع: ليه؟ للدرجة دي خايف مني آثر عليك؟
ضحك باستخفاف: تأثري عليا مرة واحدة؟ لا يا ستي مش خايف من سحرك – كمل بتهكم – بس أي مكان هيكون أفضل من هنا، المهم يا رشا ابنك عايز يشوفك ويتعرف عليكي.
أخدت نفس طويل وبصتله لوهلة بحنق: ايه اللي عرفه اني عايشة أصلا؟
جاوبها بغيظ: حظي المهبب انه عرف بوجودك، هدى قابلتك من فترة وكانت بتتكلم مع أمي وهو سمع.
هزت دماغها بدون اهتمام، القهوة جت قدامها وبدأت تشربها وهو متغاظ منها ومن برودها لحد ما هي رفعت راسها وبصتله: مطلوب مني ايه يا بدر علشان ما نضيعش وقت بعض؟
اتمنى لو جاب ابنه معاه يسمعها بنفسه، أخد نفس طويل يحاول يتماسك: تشوفيه وتقابليه مرة وبس كده، أعتقد سهلة جدا، نحدد ميعاد ونتقابل احنا التلاتة ويقعد معاكي شوية و آخده وأمشي.
بصتله بحذر: أقعد بس معاه شوية ولا أكتر ولا أقل؟
أكد بغيظ: بس يا ستي هو عايز يشوفك.
أكدت تاني: وهتاخده تاني يا بدر أنا مش حمل تربية عيال
بصلها بغضب بيحاول يسيطر عليه: أكيد مش هسيبهولك بعد العمر ده كله يا رشا ده ابني وأنا اللي تعبت فيه وربيته فمش هسيبهولك ما تقلقيش.
اتنهدت بارتياح: طيب كويس أنا خفت تكون جاي تقولي خديه ولا خليه معاكي وانت شايف اهو اني مش شغالة في شغل مستقر أصلا.
بصلها بسخرية: لا ياستي ما تخافيش، إلا فين جوزك المبجل اللي كنتي بتخونيني معاه وأنا مسافر؟
ضحكت للذكرى: ياااا انت لسه فاكر؟ خلي قلبك أبيض يا بدر، ده راح من زمان أوي وراحت أيامه.
استغرب من برودها في الكلام واستغرب أكتر من نفسه ازاي حبها في يوم من الأيام؟: انتي اتطلقتي منه يعني؟
ضحكت أكتر: أنا اتجوزت بعده تلاتة يا بدر بس سيبك انت – قربت منه بدلع وكملت – مفيش حد فيهم كان زيك.
بعد وشه عنها وهي كملت بعبث: ما تيجي نرجع لبعض شوية علشان أنس؟
ضحك بسخرية: نرجع لبعض مرة واحدة؟ لا يا ستي شكرا لكرمك بس قابليه مرة وارجعي لحياتك وأنا لحياتي، المهم ايه رأيك بكرا نيجي في نفس التوقيت ده ونقابلك وأسيبه معاكي ساعة كده وأرجع آخده؟
فكرت للحظات: بكرا الجمعة إجازتي أصلا، خلينا نتقابل على العصر في أي مكان.
اتفقوا على المكان والساعة وسابها وقام وهي وقفت باستسلام وخرجت معاه، كان رايح ناحية عربيته وهي راقبته ومشيت وراه: ما توصلني وتخليك جنتل كده يا بدر؟
بصلها بتردد وبيفكر فهي كملت: ده أنا أم ابنك برضه عيب عليك تسيبني في الشارع كده؟
شاور لعربيته بحنق: اتفضلي بس ما تتعوديش على كده علشان بس الوقت متأخر وأنا آخرتك بعد ميعاد شغلك.
ركبت جنبه وللحظة ندمت انها فرطت فيه وسابته يروح من ايديها، ليه ما صبرتش يرجع من سفره؟
موبايله رن وبصله فاتنهد وقفل الصوت لأنه مش هيعرف يكلم هند دلوقتي وهيكلمها بعد ما يخلص من رشا وشوية ورن تاني والمرة دي رشا لمحت اسمها وهو اضطر يرد لأنه قلق يكون في حاجة: الو أيوة.
ردت بقلق: خير طمني عملت ايه؟ قابلتها؟ قلقت عليك لما اتأخرت وما كلمتنيش.
بدر ماكانش عايز يتكلم قدام رشا: اديني نصاية كده وهكلمك أنا، أنا قلت بس أطمن لأني قلقت لما رنيتي أكتر من مرة.
سألته بتردد: انت معاها دلوقتي يا بدر؟
سكت ومش عارف يتكلم وهنا رشا قررت ترخم عليه بمكر: قربنا من البيت يا بدر، شقتي قدام شوية هتعجبك أوي.
هند سمعتها وبدر بصلها بغيظ: تعجبني أنا ليه؟ رشا أنا وصلتك من باب الذوق مش أكتر فما تسوقيش فيها وبلاها الهبل اللي بتعمليه ده.
ضحكت بخلاعة تغيظ اللي بيكلمه أكتر وهند فعلا ما اتحملتش وقفلت المكالمة بدون ما تنطق حرف.
حط الموبايل من ايده وبصلها بغيظ: لسه زي ما انتي ما اتغيرتيش.
ابتسمت: مين دي؟ المزة بتاعتك الجديدة؟ دي صاحبة الدبلة اللي في ايدك؟
بصلها بصرامة: رشا بكرا هتشوفي أنس ونخلص وكل واحد يرجع لحياته فما تزوديش في الكلام، ودلوقتي احنا في الشارع اللي سيادتك قلتي عليه، هتنزلي فين؟
شاورتله على البيت اللي ساكنة فيه و وقف قدامه: اتفضلي يلا.
قبل ما تنزل بصتله: ما تعدي عليا بكرا انت وأنس تاخدوني من هنا بدل ما نتقابل في الكافيه؟
فكر يرفض وهي أصرت: بدر انت عايزني أقابله ونخلص فبطل تفكر كتير وعدوا عليا خدوني سلام.
نزلت وقفلت الباب وهو اتحرك بسرعة وبعد عنها وبعدها ركن على جنب مسك موبايله يكلمها بس رن وهي ما ردتش , رن تاني لأنه عارف انها أكيد زعلانة والمرة دي ردت عليه: أيوة يا بدر.
سألها بهدوء: مش عايزة تردي عليا؟
اتنهدت بتعب: مش هرد ليه؟ أنا بس ماكنتش جنب الفون وعقبال ماجيت كان فصل.
ماقبلش عذرها: ماشي يا هند براحتك، المهم أنا قابلت رشا وبكرا هاخد أنس يشوفها.
اترددت قبل ما تسأل سؤالها: حسيت بايه لما شوفتها؟
استغرب سؤالها: حسيت بايه؟ بغباء يا هند، بس غباء.
خافت انه يكون قصده غباء انه بعد عنها فبتردد أكبر سألته: غباء ازاي يا بدر؟ تقصد ايه؟
أخد نفس طويل: غبائي يا هند، مش عارف ازاي حبيتها أو حبيت فيها ايه؟ أنا فضلت النهارده مراقبها من بعيد وعايز أفتكر حبيت ايه وليه؟ بس مالقيتش فيها أي حاجة ممكن تشدني، معقولة كنت ساذج للدرجة دي ومجرد اخترت وش حلو؟
كشرت بغيرة: هي حلوة أوي كده؟
ابتسم لغيرتها الواضحة: اه حلوة محدش يقدر ينكر ده – حس انها اتضايقت من صمتها فكمل – بس حلاوتها دمها تقيل يا هند، بعدين يا حبيبتي أنا بقيت بقارن العالم كله بيكي، بقيتي انتي مقياس كل حاجة عندي.
سكتوا شوية وهي سألته بقلق: هتعمل ايه بكرا؟ ومتخيل رد فعل أنس ايه؟
فكر شوية ومش عارف يوصل لأي نتيجة ومش عارف رد فعل ابنه ممكن يكون ايه؟ فرد بحيرة: مش عارف يا هند، أنس بقى شخص غبي ومتخلف وكل أفكاره غبية ومتخلفة اليومين دول وعمال يعاند وخلاص فأنا هشوف آخرة عناده ده ايه
اتكلموا شوية وقفل معاها وروح بيته كان أنس في انتظاره وأول ما شافه جري عليه: شوفتها؟ كلمتها؟ قالتلك ايه؟ طيب قلتلها ايه؟ هنشوفها امتى؟ بابا رد عليا انت ساكت ليه؟
بصله بغيظ: انت مديني فرصة أتنفس حتى مش أرد؟ في ألف سؤال سألته.
كشر وعقد دراعاته على صدره: اتفضل قول طيب عملت ايه؟
بدر كشر زيه: قابلتها وبكرا هاخدك تشوفها بس بعدها هنسافر علشان بس أكون واضح.
أنس ابتسم وتجاهل آخر جملة: هنشوفها امتى؟ وقالتلك ايه لما شافتك؟ مبسوطة صح؟
بدر ضحك بتهكم وساب ابنه ودخل أوضته بس ابنه وراه بيلح عليه: انت بتضحك ليه؟ أنا هقابلها بكرا وأخيرا هقابل أمي بكرا.
بدر بصله بتفحص وقرب منه ونزل لمستواه وبهدوء: أنس أنا مش عايزك تحط آمال كبيرة على والدتك؛ والدتك مش زي ما انت متخيلها وأنا اه خبيت عنك انها موجودة بس ده كان علشان مصلحتك وعلشان ما أزعلكش.
اعترض بغضب: وهو لما تقولي انها ميتة وتعيشني من غيرها مش هزعل؟
أبوه حاول يفهمه: يا ابني في ناس كتير بيقابلونا عدم وجودهم في حياتنا بيكون أفضل لينا بكتير وأمك من الناس دي، عدم تواجدها في حياتك أفضلك.
أنس حرك راسه برفض: سيبني أنا أحدد بنفسي وجودها أفضل ولا عدم وجودها أفضل.
بدر هز دماغه و اتعدل بضيق: انت حر.
سابه وبيغير هدومه وابنه خرج بس قبل ما يقفل الباب: هنقابلها امتى؟ الصبح ولا امتى؟ أنا عايز الصبح.
بص ناحيته: العصر.
اعترض بغيظ: ليه مش الصبح؟
بصله بتهكم: لأنها ما بتصحاش في يوم إجازتها بدري لأي سبب – أضاف بتهكم أكتر- حتى لو علشان ابنها اللي ما شافتهوش من سنين – راقب تكشيرته وغيظه – ايه متضايق ليه؟ دي الحقيقة اللي هتكتشفها بنفسك، روح نام ولا شوف هتعمل ايه أنا محتاج أنام شوية.
سابه وخرج وهو قعد على السرير يحاول يتخيل سيناريو بكرا هيحصل فيه ايه؟
أنس أول ما النهار طلع صحى أبوه وبيحاول يقنعه يروحوا لمامته يشوفها وأبوه بيقوله يصبر لميعادهم اللي متفقين عليه.
أخيرا جه ميعاد مقابلتهم وأنس شبه هيطير يشوف مامته وبيحلم بطريقة مقابلتهم وازاي هيسلم عليها؟ وازاي هيرجعها لباباه؟ ويعيش وسطهم؟
رواية عناق سام الفصل الثامن 8 بقلم فاطمة ابراهيم