روايات رومانسيهرواية جانا الهوى

رواية جانا الهوى للكاتبة الشيماء محمد الفصل الحادي والثلاثون

سيف أخد نفس طويل وفك حزامه وقبل ما ينزل قربت منه وبصتله بإغراء: والمفروض تفتحلي باب العربية في أي وقت أنا معاك.
كشر وكان هيعلق بس سكت؛ هو بالفعل كان بيعمل ده لهمس بس اكتشف ان الحاجات دي بتتعمل بحب مش اتيكيت ولا أي نيلة تانية خالص ده مجرد حب صافي وبس.
نزل وفتحلها الباب وهي بصتله: المفروض تمد ايدك تمسك ايدي لحد ما أنزل.

كان هينفجر فيها وجز على أسنانه بغضب بس رسم ابتسامة باردة على وشه ومد ايده ينزلها وهي فضلت ماسكة ايده لباب البيت ووقفت معاه بدلال: بتمنى يا دكتور يا اللي بتعلم الطلبة تكون انت نفسك تلميذ شاطر.
ابتسم بغيظ: إن شاء الله، تصبحي على خير.
جه يبعد بس مسكت ايده وصدرت خدها: ما ينفعش تقول بس تصبحي على خير بالشكل ده
جمد للحظات لان القرب منها مش هيقدر عليه بأي شكل من الأشكال حتى لو مجرد بوسة على الخد.

شذى بصتله باستغراب ولاحظت جموده فقبل ما تتكلم وتقرب هي منه لقته بعد خطوة لورا بسرعة وقال: تصبحي على خير يا شذى اليوم كان متعب جدا، خلينا نتكلم وقت تاني.
ابتسمتله وهو ابتسم بصعوبة ورجع لعربيته وشاورلها قبل ما يمشي بعربيته وهي فضلت متابعاه لحد ما اختفى وحست انها مش قادرة تحدد شخصيته أبدا.

همس سابت كتبها ومسكت موبايلها تقلب فيه قبل ما تنام وكعادتها دخلت صفحة سيف بس هو نادرا ما بيدخلها وبتردد دخلت صفحة شذى واتصدمت بكمية الصور ليها هي وسيف في الحفلة، فضلت تقلب فيهم ودموعها نازلة بصمت، ازاي قال انه بيحبها هي وازاي شذى في حضنه مكانها؟
لقت الفيديو اللي بيرقصوا فيه واتفرجت عليه وقلبها بينزف مش بيعيط وحست انها مخدوعة، لا يمكن يكون حبها أصلا ولا قلبه دق علشانها.

رمت الموبايل من ايدها وغمضت عينيها بس عقلها فضل يرجعلها كل لحظاتها معاه كانت بتشوف الحب في عينيه، أيوة كان حب وخوف وقلق وعشق، لهفته عليها لما وقعت في الميا ونطه بالشكل ده وراها؟ نظراته كلها؟ كل لحظة بينهم فيها ألف حكاية ممكن تتحكي.
مسكت موبايلها تاني وفتحت الصور تاني تشوف عينيه، بس عينيه هل فيهم الحب اللي هي كانت بتشوفه ليها؟
لاحظت ان عينيه مليانة حزن أو يمكن هي بتخدع نفسها وعينيه طبيعية.

لا مفيش صورة هو عينيه في عينيها أبدا حتى في الرقصة كان جامد وملامحه جامدة مش بيبتسم.
لوهلة حست بوجعه وألمه وعيطت أكتر و رمت الموبايل من ايدها تاني، هيفيد بايه وجعه أو وجعها طالما مش هيكونوا لبعض أبدا؟ فضلت تدور على حل يطلعه من أزمته بس مفيش ولا حل نافع فعيطت أكتر.

الباب خبط خبطات خفيفة دخلت بعدهم هند: همس انتي صاحية؟
مسحت دموعها واتعدلت: صاحية تعالي.
هند دخلت ولاحظت عياطها فقعدت جنبها: بتعيطي ليه بالشكل ده؟ انتي وصلتي لايه مع سيف؟ مش كنتوا كويسين مع بعض وقلتي انه بيحبك؟
حكت لأختها كل اللي حصل وهند بتسمعها وماسكة ايديها لحد ما سكتت وسألتها: وبعدين هتعملوا ايه؟ خلاص كده هو استسلم؟ هيتجوز شذى بتاعته دي وخلاص؟ الحب مش هينتصر؟

هند بتتكلم بوجع أولا على أختها وثانيا موجوعة لأنها خايفة حبها هي كمان ما ينتصرش قصاد الظروف اللي بيمر بيها.
همس حركت راسها بعجز: هيعمل ايه ولا بايده ايه يعمله؟ القرض كبير جدا ومفيش طريقة للسداد غير ان المشروع ده ينجح ويبدأوا يقفوا على رجليهم تاني.

هند بصتلها بتفكير: بس يا همس القرض هيكون مدته ايه يعني؟ سنتين أو تلاتة؟ انتي لسه قدامك سنة في الكلية ولو استنيتي سنة ولا اتنين بعدها فين المشكلة؟ استنيه يعدي أزمته دي لو بتحبيه بجد
غمضت عينيها ودموعها نزلت وردت بتأكيد: ومستعدة أستناه عشر سنين مش بس سنة أو اتنين بس خطيبته مش هتستنى، مفيش سبب يستنوا علشانه.

هند اقترحت: مش بتقولي عليهم قرض وديون؟ يتحجج بده ويقول انه محتاج الأول يعدي الأزمة دي علشان حتى يجيبلها فيلا ولا شقة كويسة.
همس حركت راسها برفض: يا هند انتي مش مستوعبة الوضع كويس، هم مش معدمين أصلا وحالتهم كويسة جدا وقاعدين في فيلا ضخمة بس القرض اللي كبير جدا احنا مش بنتكلم في مليون وعشرة حتى، سيف بيتكلم في مئات الملايين فهمتي؟ يعني مش معدم هيقولهم ادوني فرصة أجيب شقة ولا فيلا لا، فهمتيني ولا لسه؟

حركت دماغها بتفهم: أنا قلت بس يعملها حجة بس ما تخيلتش اننا بنتكلم عن قروض بأكتر من مية مليون، ما تخيلتش انه غني أوي كده.
همس مسحت دموعها: المهم سيبك مني واحكيلي عن بدر وعنكم، اديني أمل ان الحب بيكمل وبيستمر.

هند ابتسامتها اختفت والحزن ملا عينيها وهمس تلقائيا دموعها ملت عينيها من تاني لأنها مش حمل صدمات تانية واتكلمت بنبرة بكاء: اوعي تقولي ان الحب مش هينتصر، احنا ليه حظنا كده؟ نادر حبيبته تموت وأنا حبيبي يموت وهو عايش؟ هند اكسري القاعدة وكملي علشان خاطري مع حبيبك، علشان خاطر نادر يشوف ان في أمل يلاقي حب جديد، ادينا أمل ان الحياة حلوة شوية أرجوكي.

دموعها نزلت: بس أنا خايفة يا همس اني ماأقدرش أحافظ على حبي، مراته ظهرت وعايزة تسترده وبتحاربني وهي في موقع قوي، هي معاها أنس وأنا لوحدي.
رفضت همس كلامها ومسكت ايديها الاتنين وردت بقوة: انتي اللي في موقع قوي، انتي معاكي قلبه وعقله ومالكاه، هي مش معاها أي حاجة.
نفت بحزن: معاها أنس ابنه وحتة منهم هم الاتنين.

همس اعترضت: وسبق ورمته واتخلت عنه وخانته، هند، بدر لا يمكن يرجعلها أبدا، بعدين هو بيحبك انتي وبس وده اللي يهمك، حبه هو وبس، اوعي تخنقيه أو تتخانقي معاه أو تدخلي بنفسك مراته بينكم، خليها تحارب نفسها من بعيد لكن انتي اوعي تسمحيلها تدخل، هو قلبه معاكي وده المهم.

اتكلموا كتير وبعدها هند قامت لأوضتها ومسكت موبايلها الوقت متأخر جدا بس عايزة تسمع صوته، اترددت كتير بس أخيرا قلبها انتصر ورنت عليه، رد عليها بسرعة: كنت لسه عايز أكلمك ومتردد خايف تكوني نايمة.
ابتسمت: تاني مرة ما تترددش أبدا وكلمني في أي وقت يا بدر، المهم قولي أخبارك ايه؟

ابتسم بحب: أخباري مشتاق وحبيبتي بعيدة عني وبتمنى اللحظة اللي أبطل أشتاق وتبقى هي في حضني طول الوقت وما أحتجش التليفون علشان أسمع صوتها التفت بس جنبي وأشدها لحضني.
أخدت نفس طويل وهي بتتخيل كلامه وبتتخيل نفسها مراته وفي بيته وردت بتمني: أنا مش قادرة أتخيل ان ممكن يجي يوم وأكون معاك فعليا ونكون في بيت واحد، حساه حلم بعيد أوي يا بدر.

طمنها: لا يا قلبي مش بعيد أبدا، حلمنا خلاص قربنا نوصله اهو، حبيبتي كلها أيام معدودة أيوة كتيرة شوية بس أيام، هانت يا قلبي.
مسحت دمعة نزلت من عينيها: بجد هانت يا بدر؟ امال أنا ليه حاسة انه بيبعد عننا الحلم ده أوي؟ ليه الخوف والقلق مسيطر عليا وحاسة ان في أي وقت ممكن أخسرك؟
حس بوجعها فسألها: ليه بتقولي كده؟ انتي لا يمكن تخسريني أبدا إلا لو مت يا هند.

عيطت: بعد الشر عليك ده أنا أموت قبلك بس بجد يا بدر محدش يقدر يبعدنا عن بعض؟
صوته كان همس بس هي سامعاه: محدش يقدر يبعدنا أبدا عن بعض ولو بتتكلمي عن رشا فأرجوكي خرجيها برا حساباتك، بطلي تفكري فيها.
سألته بخوف: مش ممكن ترجعلها علشان أنس؟

اتكلم بسرعة وبدون تفكير: لا يمكن أبدا، رشا انتهت تماما من حياتي، مفيش أي حاجة تربطنا ولا حتى أنس ممكن يربطنا يا هند، أنا بكلمك بجد مش لمجرد انك حبيبتي لا يا هند صدقيني رشا بقت ذكرى بعيدة باهتة مالهاش أي ملامح، يعني مش الشيء اللي الواحد ممكن يحنله في يوم أو يشتاقله، مابقاش ليها أي ملامح أو شكل بالنسبة لي فأرجوكي أرجوكي خرجيها برا حساباتك تماما واوعي تشغل ولو لحظة من تفكيرك، مش عايز حاجة تشغل تفكيرك غيري أنا وبس.

ابتسمت من بين دموعها: انت بالفعل شاغل تفكيري.
اتنهد وهمس: طيب فكري في حياتنا الجاية مع بعض، فكري شكل حياتنا مع بعض هيكون ازاي؟ تخيلي كده تصحي من النوم مثلا أكون محضرلك فطار – هزر- بس طبعا مش كل يوم – ضحكت وهو كمل – يعني ممكن نخليها مرة واحدة في الأسبوع مثلا.
ضحكت: وأنا راضية بمرة يا سيدي المهم كمل باقي يومي.

ابتسم وبيكمل: هجيبلك الفطار في السرير ومعاه وردة حمرا وهفطرك بايدي بس بعدها هطلب منك انتي تعمليلنا أحلى شاي بالنعناع نشربه مع بعض.
همست: هننزل شغلنا بعدها ولا ده يوم إجازة؟
فكر: امممم أعتقد يوم إجازتنا هنفضل في السرير في حضن بعض وبس، الجو برد واحنا دفيانين ومسترخيين ومفيش حد يقطع صفو لحظاتنا مع بعض.
سألته فجأة: وأنس؟
كشر وبعدها ابتسم بحزن: هيبقى عند أمه اهو شوفتي هنلاقيلها فايدة اهو.

ضحكت: اممم يعني يوم إجازتنا ليا أنا وانت لوحدنا؟ طيب والغدا؟ هتقومني أعمله؟
مجرد التخيل ممتع فابتسم: نطلب أكل من برا، يوم الإجازة ده بتاعنا وبس، أو ممكن نخرج برا نتغدى ايه رأيك؟
رفضت بخجل: لا عايزة أفضل في حضنك اليوم كله، نطلب أكل من برا.
ضحك: يبقى اتفقنا نطلب أكل من برا – اتنهد- يااااه امتى بقى يا هند نعيش الأحلام دي بجد؟
همست المرة دي: قريب إن شاء الله يا حبيبي.

أمن على كلامها: قريب إن شاء الله يا قلب حبيبك.

عز مع مراته على سريرهم والنوم أبعد ما يكون عنهم وكل واحد سرحان في أفكاره الخاصة لحد ما سلوى اتكلمت: مالك يا عز؟ انت مش طبيعي من ساعة ما رجعنا؟ ساكت كده ليه؟
اتنهد بحزن: شوفتي ابنك حالته كانت ايه النهارده؟ شوفتي وجعه يا سلوى؟
غمضت عينيها لانها فعلا شافت ولمست حزنه بس حاولت تنكر وتخفف عن جوزها: انت بتبالغ يا عز، كان بيرقص مع خطيبته و راح اهو يوصلها و…

قاطعها عز برفض: انتي بجد ما حسيتيش بيه ولا بتقولي أي كلام وخلاص؟
سكتت شوية وبعدها همست: الاختيار صعب يا عز.
عز بصلها: فاكرة يا سلوى يوم فرحنا؟ فاكرة شهر عسلنا؟
ابتسمت للذكريات: أكيد فاكرة هي دي أيام ممكن أي حد ينساها؟

اتنهد: طيب فاكرة لما عرفتي انك حامل في سيف؟ فاكرة أول يوم شيلتيه فيه؟ فاكرة ولادة آية؟ فاكرة كل أيامنا الحلوة وحياتنا كلها؟ سلوى احنا حياتنا الحمد لله معظمها أيام حلوة، اه بنتخانق وبنزعل بس بنتصالح وبنحب بعض وعيالنا ماليين حياتنا وفرحانين بيهم.
بصتله باستغراب: انت ليه بتقولي كل ده؟
بصلها والدموع بتلمع في عينيه: تخيلي كل أيامنا وحياتنا الحلوة هنحرم ابننا منها.

دموعها نزلت وحركت راسها برفض وهو كمل: هنحرمه من فرحته بيوم جوازه، من شهر العسل، من فرحته بالخلفة من إنسانة ما بيحبهاش، احنا حرفيا يا سلوى بننزع من حياة ابننا كل لحظة حلوة ممكن يعيشها وعلشان ايه؟ علشان أنا وانتي أنانيين بالشكل ده؟

غمضت عينيها ودموعها نازلة ورافضة لكلامه وهو مكمل: اهو عشنا عمر كامل وعشنا بالطول والعرض وفرحنا واتبسطنا ودلوقتي وقت عيالنا يعيشوا زينا مش نحرمهم من ده، ده وقته يا سلوى ودي حياته اللي بناخدها منه.
همست من بين دموعها بوجع: يعيش حياته بسجنك؟

زعق بألم: أنا مستعد أموت علشانه مش أتسجن، لو مش هضحي بعمري علشان ابني امال خلفته ليه وكبرته ليه ها؟ علشان لما يكبر ويحب ويختار شريكة حياته أقوله لا آسف اتجوز دي علشاني؟ يعني مش كفاية عشت حياتي كمان أعيش حياة ابني؟ سلوى ابنك بيضحي بعمره كله وسعادته علشاننا أنا وانتي.

سكتت وماعرفتش تنطق وهو كمل: لما روحت وراه في الحمام سمعته وهو بيكلم صاحبه وبيقوله انه أول مرة يعرف معنى جملة غلبة الدين وقهر الرجال لأنه حرفيا عايش الاتنين، ابنك كسرناه بالديون بتاعتنا وقهرناه بجوازه من واحدة ما بيحبهاش، أنا مش هقدر أتعايش مع تضحيته دي لو انتي قادرة قوليلي صراحة مش بحب سيف وخليه يضحي بسعادته علشاني أنا وانتي، خليه قرارك انتي لكن مش أنا أبدا.

سكتت وماقدرتش تنطق بس همست جواها بحزن: ازاي أختار بين جوزي وابني بس؟ ازاي أختار أضحي بحد فيهم؟

قاعد سرحان وبيخطط للخطوة الجاية فاق على اتصال جاله فرد بهدوء: عندك جديد؟
رد الطرف التاني: الوضع في الشركة بايظ ولحد دلوقتي مكتمين على الخبر وسيف مش ساكت
جاله الرد بضيق: مش مخوفني غير سيف ده
هز التاني راسه بتأييد وكمل: عايزين نوقف جوازه من شذى، مش عايزينه يقف على رجله أبدا، الجوازه دي لو تمت كل حاجة هتتصلح، انا مش فاهم ازاي مفكرتش تبعدهم عن بعض اول خطوه اصلا؟

رد الراجل بلامبالاة: مشكلتي دلوقتي مش جوازهم سيب الموضوع ده لبعدين المهم شركتهم تقع وساعتها هتفرج عليهم واسم الصياد بينهار.

الصبح عز جمع عيلته بعد الفطار وقعد وسطهم وآية خايفة ومتوترة فسألت مامتها: بابا جمعنا ليه وعايز يقول ايه؟
سلوي بصتلها: دلوقتي هتعرفي.
خافت وسكتت وبصت لأخوها اللي كان قاعد معاهم بس هو أبعد ما يكون عنهم، بصت لأبوها اللي باصصلهم بحزن واضح جدا في عينيه وبعدها بص لآية وابتسامته اختفت: النهارده جمعتكم علشان نتكلم بصراحة مع بعض.
آية اتوترت وخافت يكون أخوها قال لأبوها عن علاقتها بحازم.

عز كمل: آية أخوكي لسه عارف حقيقة وضعي المادي لكن انتي ما تعرفيش حاجة عنه، اعذروني أنا خبيت عنكم بس حاولت أحل بنفسي المشكلة دي بدون ما أورطكم معايا أو أخليكم تشيلوا هم بس للأسف فشلت.
آية مش فاهمة أي حاجة بس الموضوع ما يخصهاش وده ريحها شوية بس ديون ايه اللي أبوها بيتكلم عليها؟
سألته بحيرة: ديون ايه يا بابا؟ بتتكلم عن ايه؟

عز شرحلهم وضعه المادي بالظبط وازاي مشروع فاشل ورا مشروع وصله للمرحلة دي؟ أخيرا سكت وبصلهم بهدوء: ودلوقتي بعد ما فهمتوا بالظبط وضعنا وعرفتوا كل حاجة نيجي للحل ايه؟ سيف؟
رفع راسه وبص لأبوه اللي كمل: مش حل أبدا انك تكمل مع شذى في علاقة مؤذية هتستنفذك بالشكل ده.
سيف أخد نفس طويل ببرود: أعتقد اننا اتكلمنا في الموضوع ده بما فيه الكفاية.

عز اعترض: لا يا سيف ما اتكلمناش بما في الكفاية ولا اتكلمنا أصلا، مش الحل انك تتخلى عن حياتك وعن حبيبتك، همس حبيبتك ما تستاهلش منك ده أبدا.
آية عينيها وسعت وفكرت للحظات مين همس؟ بس افتكرت لما نط وراها في الميا زي المجنون وطلعها وهي مش فاهمة هو ليه مهتم كده؟ ليه الخوف والرعب ده عليها؟ دلوقتي كل حاجة بقت منطقية، أيوة دي حبيبته، همس حبيبته.

انتبهت على أخوها بيتكلم بهدوء: همس قطعت علاقتي بيها خلاص واحنا الاتنين اتقبلنا قرارنا ده بنتكلم فيه تاني ليه؟
أبوه زعق بحزن: لأني رافض انك تضيع عمرك وسعادتك علشاني، انت بتضحي تضحية مش في محلها أبدا.
سيف وقف بعصبية: ازاي مش في محلها؟ وبعدين تضحية ايه؟ محسسني اني رايح أحارب ده جواز مش أكتر.

علق بتهكم: جواز مش أكتر؟ دي حياتك كلها وسعادتك وعمرك كله، دي كل لحظة سعادة في حياتك انت بتتخلى عنها وعلشان ايه؟ علشاني؟ علشان راجل عجوز عاش حياته بالطول والعرض؟ خلاص يا سيف أنا حياتي ورايا لكن انت حياتك قدامك لسه ما تضيعهاش.
سيف اتنهد: الموضوع منتهي ومهما تتكلم فيه خلاص انتهى ومش عارف ليه بتفتحه تاني؟ ايه اللي اتغير؟

بصله بألم: اللي اتغير اني شوفتك امبارح معاها واتأكدت انك لا يمكن هتحبها في يوم من الأيام، سيف أنا شوفتك مع همس وشوفتك مع شذى وشتان بين سيف ده وسيف ده، سيف مع همس إنسان بينبض بالحياة، كله حب وفرحة وأمل في حياة طويلة مليانة حب لكن سيف اللي شوفته امبارح مع شذى ده مجرد آلة بتتحرك وبس، بتنفذ المتوقع منك، بترقص معاها وانت مش عايز ايدك تلمسها أصلا، عينيك مش بتيجي في عينيها، انت بتأدي واجب وبتمثل قدام الناس وبس لكن مش عايش يا سيف وأنا مش هقدر تعيش عمرك كله تمثل لأنك مش هتقدر.

علق بهدوء: ومن هنا لحد ما أبطل أقدر أمثل نبقى نتكلم ساعتها.
أبوه زعق: وأنا مش هقدر أتحمل ده – بص لمراته وكمل- اتكلمي انتي ساكتة ليه؟
دموعها نزلت بعجز: لان الكلام صعب والسكوت أصعب، مش عارفة ازاي أقول لجوزي روح اتحبس؟ ولا ازاي أقول لابني ارمي حياتك كلها علشاننا؟ مش عارفة أقول ايه وازاي؟

سيف بصلهم الاتنين بهدوء: يبقى تسيبوني أنا أختار وأقرر؟ وأنا قررت – وقف وبصلهم بصرامة – انتوا مكبرين الموضوع أوي لو في حاجة محتاجة قلق فهي الديون اللي علينا مش حياتي وسعادتي، قدامنا خمس سنين أو ستة المفروض نسد القرض ده ونتخلص من سيطرة المحلاوي على الشركة – بص لأبوه وكمل بمغزى- مش نفكر في دمج وتوريط أكبر وأكبر
عز علق بتوضيح: الدمج هيدفع الديون دي.

سيف زعق لدرجة ان آية انتفضت من مكانها: هيدفع ديون البنك لكن هيحطنا جوا جيب عصام أكتر وأكتر وساعتها انت بتربطني مدى الحياة بيه، دمج مش هيحصل ومن النهارده لو سمحت سيبلي الشركة وكل القرارات الأساسية ليا وأي ورقة بدون موافقتي الشخصية تكون لاغية من النهارده هنعكس الأدوار.

عز وقف بموافقة: اعكس الأدوار أنا موافق وده اللي بطلبه منك أصلا، قوم بدوري وسيبني أنا، أنا البنك هيتعامل معايا وانت قوم بدوري هنا، خلي بالك من أمك وأختك و…
قاطعه سيف بنفاد صبر: يوووووه مش هنرجع تاني لنفس النقطة دي، وبعدين انت مش بس البيت ده اللي فاتحه انت عندك موظفين قد ايه في الشركة والمصنع الناس دي كلها مسئوليتك برضه؟

عز حرك راسه برفض: والناس دي كلها كانت بتقبض وبتشتغل وفاتحة بيوتها لكن دلوقتي لو هختار فهختار ابني وبس، ابني والكون كله يجي وراه.
سيف بص لأبوه بجدية: ومجرد كلامك ده يكفيني بس مش كفاية، مش كفاية ومش هقدر أتحمل أي فكرة فيها سجنك فشيل من دماغك الفكرة دي.
عز عطاه ظهره بتوتر: ما تضطرنيش يا سيف أفسخ الخطوبة وأروح أعمل كله من وراك والشركة هقفلها والمصنع هبيعه وهعمل كله من وراك.

سيف وقف قصاده بتهديد: وما تضطرنيش أنا اني أتحرك ضدك لأني ساعتها هحجر عليك وهعلن انك غير مسئول عن تصرفاتك بدليل انك في خمس سنين حولت شركة من أكبر الشركات في مصر لشركة عليها ديون بنص مليار فبلاش تقف قصادي يا بابا لو سمحت لأنك سوري مش هتقدر.
عز بص لابنه بذهول: انت بتقول ايه؟ هتحجر عليا؟

سيف زعق: أيوة هعملها طالما مش عايز تفكر بالعقل و المنطق وبتفكر بمشاعرك بس، قلتلك علاقتي بهمس انتهت وهكمل مع شذى وده قراري أنا مش قرارك وده آخر كلام عندي ومش هتكلم تاني في الموضوع ده، القرار ده مش قرارك لوحدك، أنا مش مستعد أبويا يتسجن والشركة تفلس ونواجه فضيحة بالشكل ده لأنك مش مستوعب أصلا حجمها واللي انت متخيل انه هينقذنا هيغرقنا أكتر وساعتها هيبقى موت وخراب ديار وتضحيتك الغالية دي هتتحول لنقمة علينا كلنا فإذا سمحت سيبلي أنا القرارات من النهارده.

عز رجع خطوة لورا وبص لمراته: اتكلمي انتي.
قبل ما تنطق سيف اتكلم: ريحي نفسك لأنك مش هتقولي أي جديد.
سلوى اتنهدت: أنا كل اللي هقوله يا سيف انك ما اتحملتش ترقص معاها وتحط عينيك في عينيها فازاي متخيل انك هتقدر تتجوزها وتقوم بدورك كزوج ها؟ لما تكون على سريرك هتعمل ايه؟ دلوقتي بتعرف تهرب لكن ساعتها هتعمل ايه؟

سيف بصلها بجمود: أعتقد ده شيء يخصني أنا ما يخصكيش انتي أو هو – بصلهم الاتنين وتجاهل ذهول آية من اللي بتسمعه وكمل – كلامي واضح أنا رايح الشركة وخلال ساعة هجتمع بالكل وهنفذ اللي قلتلك عليه ولو حضرتك معترض تعال وقفني أو اطردني برا الشركة، بعد إذنكم.
سابهم ومشي وركب عربيته حركها وبعد عن البيت وسؤال مامته معلق في دماغه ازاي هيقدر يقوم بواجباته كزوج وهو مش قادر يتحمل مجرد لمسة من ايديها؟

شذى راحت المستشفى وراحت لنجوى اللي أخيرا هتخرج من المستشفى، اتفاجئت بنادر هناك معاها وبيضحكوا بصوت عالي، دخلت فالاتنين سكتوا ونادر بص لنجوى: ابقي تعالي زورينا ها؟ وطمنيني عليكي من وقت للتاني.
ابتسمت: أكيد يا دكتور نادر.
سابهم وخرج وبص لشذى وهو خارج وبرسمية: دكتورة؟
ابتسمت برسمية: دكتور.
خرج وبعدها نجوى اتكلمت: انتوا متخانقين ولا ايه؟ ايه دكتورة وانتي دكتور، ده سلام ده المفروض ولا ايه؟

شذى ابتسمت: ده سلام رسمي المهم انتي أخبارك ايه؟ أخيرا هتخرجي؟ عايزين نخلص منك بقى.
نجوى ضحكت: مش هتخلصي مني يا دكتورة هاجي أنطلك هنا كل شوية.
ابتسمت شذى: يا أهلا بيكي بس زائرة مش مريضة، المهم – طلعت موبايلها وكملت- تسمحيلي آخد كام صورة ليكي وأعرضهم زي دعاية للناس اللي بتفقد الأمل ونقولهم ان في أمل لحياة أفضل؟
ابتسمت نجوى و وافقت لان ده أقل شيء ممكن تقدمه لشذى اللي عالجتها كحالة خيرية.

بعد شوية خرجت من عندها ولمحت نادر في الطوارئ فضلت مراقباه فترة وحست انها مفتقدة الكلام معاه، كان بيتحرك وهي وقفته بتوتر: دكتور نادر؟
وقف وبصلها باستغراب: خير؟

قربت منه وقفت قصاده باعتذار: لو قلتلك سوري اني اتنرفزت عليك وقلتلك ياريت نرجع أصدقاء من تاني هتوافق؟ أنا بجد محتاجة لحد زيك في حياتي، الكلام معاك بيكون سهل وبسيط وأنا محتاجة حاجة بسيطة صادقة في حياتي لان حياتي فيها تعقيدات كتيرة، ممكن تتقبل أسفي؟

نادر استغرب كلامها بس ابتسم بتسامح: سبق وقبلتي أسفي لما اتنرفزت أنا عليكي فأكيد هتقبل أسفك يا دكتورة شذى وبعدين يمكن فعلا أنا نقلت خوفي ليكي وتوتري، المشاعر دي بتكون معدية جدا، زي لو شوفتي حد بردان بتحسي تلقائي بالبرد فأكيد هتقبل أسفك يا دكتورة شذى.
ابتسمت واتحركوا مشيوا جنب بعض وهو علق بهدوء: الشعر الأصفر أجمل فيكي على فكرة وشكله ناتشورال يعني اللي يشوفك يقول ده لونه الطبيعي.

ابتسمت: متشكرة جدا يا دكتور، فعلا في كذا حد قالي انه أجمل من الأسود، بس ما تخيلتش انك تاخد بالك من حاجة زي دي؟
ابتسم بحرج وأضاف بهزار: أنا عندي أختين بنات وبيقلبوا الدنيا عليا لو مالاحظتش الحاجات دي، المهم أخبارك ايه وخطيبك أخباره ايه؟ خلصتوا فرش شقتكم؟

ابتسمت بحزن لان خطيبها حتى ما لاحظش التغيير في لون شعرها ولا بيلاحظ أي حاجة بتعملها أصلا، ابتسمت وجاوبته: خطيبي مش مهتم أصلا بالحاجات دي، أنا بجد مش قادرة أفهمه ومش عارفة أفسر تصرفاته.
بصلها باستغراب: اتكلمي معاه وحاولي تفهميه ومع الوقت هتفهمي طباعه أكيد.
علقت: حاولت وبحاول بس بجد ساعات فعلا مش بفهمه.
اقترح: طيب اخرجوا مع بعض أكتر، اتغدوا مثلا مع بعض أو اتعشوا آخر النهار واتكلموا وصدقيني هتفهميه.

بصتله فجأة: انت ليه ماحضرتش حفلة امبارح بتاعة النادي؟ أنا عملت دعوة عامة للكل على الجروب بتاع المستشفى
استغرب: هي المستشفى ليها جروب أصلا؟
بصتله بذهول فضحك وبهزار: بهزر عارف بالجروب بس ماليش في جو الحفلات ولا جو الفيس والسوشيال أصلا.
بعد ما اتكلموا شوية سألته: ايه رأيك لو نتغدى مع بعض بدل ما أطلب أكل لوحدي؟

بصلها بأسف: سوري يا شذى بس أنا مسافر دلوقتي البلد هاخد يومين، لسه عارف ان أختي الصغيرة نزلت إجازة ففرصة أشوفهم كلهم ونتجمع مع بعض وهم مستنييني على الغدا بس كلمي خطيبك واعرضي عليه أو أقولك فكرة اطلبي الأكل وخديه وروحي عنده فاجئيه، الحركات دي بتخطف القلب، اهتمي بيه يعني.
سابها ومشي وهي عجبتها فكرته فقررت تعمل زي ما هو اقترح.

سيف في الاجتماع الطارئ اللي طلبه ومجلس الإدارة كله متجمع وأبوه حضر وكله بيبص لبعضه عايزين يفهموا ايه سر الاجتماع الطارئ ده؟ أخيرا وقف سيف ونقل نظراته بين الكل وبعدها بدأ كلامه بهدوء: اللي حصل الفترة اللي فاتت دي مش عايزه يتكرر بأي شكل من الأشكال.

الكل بينقل النظرات لبعض و مش فاهمين هو بيتكلم عن ايه؟ وهو سابهم حيرانين شوية وبعدها كمل بجدية: بتكلم عن الوضع المادي للشركة وازاي كان عندكم أوامر تخبوها كلها عني.
واحد وقف من مجلس الإدارة بتوضيح: ده كان قرار والدك مش قرارنا هو طلب ان الوضع يكون كده وهو رئيس مجلس الإدارة ومش من حق حد فينا يعترض.

سيف سمعه للنهاية ورد بحزم: والوضع ده هيتغير النهارده، من النهارده مفيش أي ورقة هتكون معتمدة بدون موافقتي المباشرة وإمضائي عليها.
الكل بقى يتكلم ويهنئه وهو كمل بتحذير: ولو في أي حد خالف ده هيواجهني بشكل شخصي، حد عنده أي اعتراض؟
واحد وقف: مع احترامي الكامل لحضرتك يابشمهندس سيف بس حضرتك شبه مش متواجد في الشركة وعلشان كل حاجة يكون عليها إمضتك فده هيعطل كل حاجة و…

قاطعه سيف بصرامة: هكون متواجد الفترة الجاية وبعدين عطلة ايه اللي بتتكلم عنها أصلا؟ أنا عايز أفهم الخسائر دي كلها حصلت ازاي؟ وازاي وصلنا للشكل ده وبقينا بنواجه الإفلاس؟ ازاي وافقتوا على مشروع فاشل ورا مشروع فاشل بالشكل ده؟ فين الدراسة اللي بتعملوها قبل ما بتدخلوا أي مشروع؟ فين اللي بيحسب عامل المخاطرة والمكسب قبل ما ننزل بتقلنا في مشروع ممكن يفشل؟ مين بياخد القرارات دي ومين مسئول عن كمية الخسارة دي كلها؟ – حد كان هيعترض بس سيف كمل بهدوء- ولو هتقولوا ان دي قرارات رئيس مجلس الإدارة فهنا هقولكم يبقى وجودكم كلكم مالهوش لازمة في الشركة و وجودكم بقى مجرد منظر وعبء الشركة في غنى عنه.

الكل سكت ومستغرب ازاي سيف الهادي اللي مهتم بجامعته بقى الشخصية اللي واقفة قدامهم كده؟! سيف بيسكت بيديهم فرصة يستوعبوا كلامه وبيكمل: من النهارده كل حاجة هتتغير، من النهارده الشركة بقى ليها مدير جديد واحترسوا لان المدير الجديد ما بيرحمش وما بيقبلش أي أعذار من أي نوع واللي شايف نفسه مش هيقدر يسد الباب قدامه، ودلوقتي أنا عايز أشوف كل ورقة وكل تفاصيل المشروع الجديد مع عصام المحلاوي، عايز أفهم كل حاجة تخصه.

واحد سأل: طيب بالنسبة لموضوع الدمج هل…
قاطعه سيف بصرامة: مفيش أي دمج هيحصل نهائي في أي يوم من الأيام.
الكل بص لعز اللي وقف أخيرا بتأييد: كلكم سمعتم كلام سيف وأنا بحذركم ان ابني مش متساهل أبدا زيي فاحترسوا منه.
واحد سأله: هو حضرتك مش هتكون متواجد الفترة الجاية؟

عز ابتسم بفخر: ابني موجود أخيرا – بصلهم وكمل – أما أنا فمحتاج أرتاح شوية من عبء الشغل والشركة، اه هكون موجود بس مش زي الأول، ابني اللي هيكون موجود.
انفض الاجتماع وفضل سيف وأبوه لوحدهم ومعاهم المحامي اللي بصلهم: دلوقتي الكلام اللي قلتوه في الاجتماع رسمي ولا بشكل ودي ما بينكم؟
عز باستغراب: وايه الفرق بين الاتنين؟

إمام وضح: لا ازاي؟ في فرق كبير طبعا، لو رسمي فهنا هنكتب الكلام ده ان بالفعل أي ورقة بدون إمضاء سيف عليها هتكون لاغية لكن لو ودي وبس قدام الموظفين فهنا ده وضع تاني.
الاتنين بصوا لسيف اللي رفع كتافه بهدوء: معرفش وبصراحة مش فارق معايا أنا كل اللي يهمني اني أعرف كل اللي بيحصل وأي قرار ناخده ندرسه بشكل كويس علشان نعرف نخرج من الأزمة دي.

عز بص للمحامي بثقة: خلي الوضع رسمي يا إمام وياريت لو نخلي سيف هو رئيس مجلس الإدارة و…
قاطعه سيف برفض: لا مش عايز ده، بابا أنا آسف لو اتكلمت بلهجة صارمة أو باردة معاك الصبح لكن كلامك نرفزني فأنا آسف لكن أنا ماأقدرش آخد مكانك ولا عايز ده أصلا فخلي الوضع زي ماهو أنا بس هغير شوية أمور وأوضاع هنا ويكون في حزم أكتر.

بعد كدا سيف قعد وسط كل المسئولين عن المشروع وبيدرسه معاهم ومعاه مروان وغرقانين في الشغل بس قاطعهم خبط على الباب وبعدها دخول سكرتيرة سيف واسمها مريم: دكتور سيف، خطيبتك برا و…
قاطعها دخول شذى اللي اتفاجئت بالكم اللي حوالين سيف وكمية الأوراق اللي حواليهم واتضايقت ان فكرتها شبه باظت لأنه استحالة يسيب كل اللي حواليه ده علشان يتغدى معاها، انتبهت على سيف بيتكلم ببرود: خير يا دكتورة؟ اتفضلي.

سيف بيكلمها بشكل رسمي جدا وده ضايقها أكتر فرفعت ايدها بالكيس اللي معاها بابتسامة: قلت نتغدى مع بعض بس الظاهر اني غلطانة وانت مشغول.
سيف بص للي حواليه بحيرة ومروان بصله بهدوء: الكل محتاج يرتاح شوية يا سيف ويتغدى فرأيي نريح ساعة كلنا ونتجمع تاني أصلا الشغل مش هيخلص.

سيف وافقه بهزة من راسه والكل اتحرك وفضوا المكتب ليهم، سيف اتحرك بيقفل الباب ومروان بصله بيعاكسه أو بيحاول يهزر معاه ويخرجه من الحالة اللي هو فيها: خطيبتك أحلى بالأصفر على فكرة.
بصله بحيرة مش فاهم قصده لانها مش لابسة أصفر: أصفر ايه؟ دي لابسة أسود بعد الشر عليك.
مروان بصله بذهول انه مش فاهم قصده: بتكلم عن شعرها يا ناصح، مش كان أسود ولا بيتهيألي؟

سيف بص لشذى جوا ولاحظ فعلا لون شعرها، بص لمروان تاني بلامبالاة: انت متخيل اني هلاحظ حاجة زي دي؟ بالله عليك يا مروان خلينا في المصايب اللي احنا فيها مش لون شعر شذى، يلا شوف وراك ايه؟
مروان مشي وهو قفل الباب وراقبها وهي بتحط الأكل على الترابيزة الصغيرة اللي جنب الانترية، قعد بتعب وتهالك على كرسي الانتريه و سند ظهره وهي قعدت قدامه على حرف الترابيزة: أول مرة أشوفك كده، سوري لو قاطعتك.

بصلها وابتسم بصعوبة: أعتقد انك رحمتيهم كلهم مني، شوفتي ما صدقوا ازاي يخرجوا؟
ابتسمت: انت حابسهم معاك من بدري ولا ايه؟
بص لساعته واستغرب ان بقالهم أكتر من ٣ ساعات: تصدقي بقالنا يجي ٣ ساعات أو أكتر.
شذى بصتله و قامت تقرب منه وقبل ما تقعد على رجليه هو وقف بضيق وشدها يقعدوا على الكنبة جنب بعض: شذى احنا في المكتب وممكن أي حد يدخل.

شدت دراعها وبعدت بتعجب لرفضه القرب منها، بصتله بحيرة وبعدها شاورت على الأكل وغيرت الموضوع: جبت غدا قلت ناكل مع بعض ايه رأيك؟

ابتسم بمجاملة وشاورلها تقعد جنبه بس فضلوا باصين لبعض نظرات غريبة، هو بيقيمها ومستغرب ازاي فعلا ما أخدش باله من لون شعرها لان لو همس أكيد كان لاحظ، ده لاحظ نوعية لبسها ويوم ما تغير البنطلون لفستان أو چيبة بيلاحظ، نفض أفكاره وبصلها يشجعها علشان ياكلوا مع بعض: تعالي ناكل أنا فعلا جعان.

خرّجوا الأكل وبمجرد ما أكل معلقة واحدة فكر في همس وأكلهم مع بعض لما طلعوا الرحلة، قد ايه كان مبسوط وهو معاها وبيأكلها بايده؟ ورجع سؤال مامته يواجهه: ازاي هيقوم بدوره كزوج مع واحدة مش قادر يقعد معاها ولو دقيقتين أو ياكل معاها أكلة بدون ما يفكر في همس؟
الاتنين سرحانين تماما، حاول يصرف همس عن تفكيره ويكسر الصمت اللي قاعدين فيه فاتكلم باقتضاي: لون شعرك حلو كده على فكرة.

بصتله بتهكم: أخيرا أخدت بالك؟ أصلا الكل في الحفلة امبارح علق على لون شعري إلا خطيبي.
اتنهد بتعب: اعذريني بس بجد امبارح كنت تعبان مع مشاكل الشغل مع هجومك عليا علشان اتأخرت، كله اتجمع مع بعضه.
هزت دماغها: عادي غير الموضوع، خلينا ناكل بهدوء.
كملوا أكلهم وكل واحد أبعد ما يكون بأفكاره عن التاني.

آية كل شوية بتروح مكتب سيف بس بتلاقيه مشغول ومعاه حد وهي عايزة تستفرد بيه لوحده وبعيد عن البيت، حازم كلمها وطلب منها تنزل تقابله وهي بعد تردد وافقت ونزلتله كان قريب من الشركة وأول ما شافته عاتبته: احنا مش اتفقنا نستنى شوية لحد ما الأمور تهدا؟ أصلا الدنيا مقلوبة عندنا.
حازم بصلها بانتباه: مقلوبة ازاي ومين قلبها؟
كشرت وهي بتفتكر الصبح والتوتر والقلق اللي هي عاشته: سيف قلب الدنيا.

سألها بتوتر: هو قال لأبوكي حاجة؟
بصتله: أنا كنت فاكرة زيك كده لما بابا جمعنا الصبح بس اتشاهدت لما لقيت الموضوع غير كده، سيف ماقالش حاجة الموضوع يخص الشركة والبيت.
بصلها باهتمام: يخص الشركة ازاي؟ ايه اللي حصل؟ سيف هيسيب الشركة؟

ضحكت بتهكم: يسيبها؟ هههه سيف حط الشركة كلها في جيبه، أصلا أنا مش قادرة أفهم ازاي بابا موافقه كده؟ تخيل قال ان إمضاء بابا بدون إمضائه مالهاش قيمة؟ أصلا أي ورقة مش عليها الإمضاء بتاعته مالهاش قيمة، مش بقولك حط الشركة كلها في جيبه؟

حازم كشر وبيفكر وبعدها بص لآية: طيب وانتي ايه؟ انتي شريكة في الشركة دي يا آية ولازم يكون ليكي وضع زيه بالظبط ما تتنازليش عن حقك ده، انتي مش ضعيفة علشان تخافي منه، أصلا أنا مصدوم في سيف فوق ما تتخيلي، عمري ما تخيلت أبدا ان دي شخصيته، عمري ما تخيلت انه ممكن يعاملني بالشكل ده تخيلي يا آية يطلب الأمن ويخليهم يطردوني برا؟
بصتله بذهول: طردك امتى؟ ومنين؟

بصلها بتهكم: من الحفلة امبارح، خلى الأمن يرموني برا.
شهقت: اه علشان كده أنا استغربت أصلا انت مشيت ازاي وامتى؟
اعترض: أنا مش فاهم هو بيعمل كده ليه؟ علشان حبيت أخته؟ ما أنا بحبها وعايز أرتبط بيها زي أي راجل طبيعي بيحب وعايز يرتبط عمري ما تخيلت أبدا انه يبصلي بالفوقية دي! اه صاحب بس جوز أختي لا؟!
بصتله بتهكم: ومش بس كده ده بيحب وبيحلل لنفسه اللي بيحرمه على غيره.
بصلها باهتمام: بيحب شذى خطيبته؟

ضحكت: لا طبعا سيادته بيحب طالبة عنده، فاكر البنت اللي سابنا في الأتوبيس وراح قعد جنبها وعمل نفسه تعبان وهينام؟
كشر بتفكير وحرك دماغه برفض: مش واخد بالي منها.
فكرته أكتر: اللي وقعت في الميا وهو نط وراها كده أعتقد عرفتها؟

عينيه وسعت بذهول: أيوة أيوة ده كان هياكل البنت اللي وقعتها ولا شاكي لما دافعت عنها كان هياكلها، يا ابن الايه؟! بتحب عيلة يعني؟ امال ليه محرمه علينا بقى لما سيادتك بتحب ومقضيها يوم مع خطيبتك ويوم مع حبيبتك؟
آية كشرت: بس هو مش بيحب خطيبته يا حازم ده مجبر عليها.
ضحك بتهكم: ده انتي اللي عبيطة ايه اللي هيجبره؟ أصلا أخوكي بيفكر بشكل مادي بحت هو مش عايز يخسر المشروع مع حماه وعلشان كده متحمل بنته.

حركت راسها برفض: لا لا الشركة عليها ديون كتيرة ولو خسرنا المشروع ده هتفلس.
حازم اعترض: لا يا قلبك البريء! لو خسرت الشركة المشروع ده هتشوف مشروع غيره بس ده هياخد تعب أكتر و مجهود أكتر فأخوكي استسهل عصفور في الايد.
كشرت: وبابا؟ بابا قال انه هيتحبس لو خسر المشروع ده؟

ابتسم: باباكي يا حلوة بيمسك ابنه وبيحطه مكانه علشان الراجل فعمل القصة دي عليكي وبعدين ازاي سيف قرب يكمل سنة في الشركة وما يعرفش حاجة عن وضعها المادي؟ يا حبيبتي دي قصة عاملينها عليكي علشان تسكتي وهما بينقلوا كل حاجة لأخوكي وعلشان ما يكونلكيش صوت وبعدين مش بعيد يكون سيف قال لأبوكي على علاقتنا فهما بهدوء كده بيطلعوكي من حساباتهم طالما مش هتطاوعيهم وتبقي معاهم وتتجوزي على مزاجهم زي سيف يبقى مالكيش حاجة، انتي حبيتي الشخص الغلط في نظرهم وعقابهم تطلعي برا المجموعة.

حركت راسها برفض: لا لا بابا مش كده.
اتكلم بسخرية: وسيف مش كده؟ بس سيف طلع كده وأبو كده وبكرا تشوفي بابا اللي مش هيعارض سيف في أي حرف وزي ما سيف يقول الكل هيقول أمين، سيف كان عايز يمشيني من الشركة بأي حجة وأهو أخيرا لقى حجة وبعدين أنا كنت دراع أبوكي اليمين قبل ما سيف يرجع ف ازاي قدر يستغني عني بالسهولة دي إلا إذا كان عارف وفاهم كل حاجة؟ سيف وعز ايد واحدة فخلي بالك.

آية حاسة انها ضايعة ومش عارفة تفكر فقامت وقفت: أنا اتأخرت ومش عايزة حد يلاحظ اني خرجت، سيف زي ما قلتلك قلب الدنيا.
وقف معاها: روحي دلوقتي بس كلميني وطمنيني عليكي كل شوية ياريت وخلي بالك وفتحي عينيكي.
سابته ومشيت وهي في حيرة تامة ومش عارفة تفكر أو تفهم أي حاجة حواليها، وصلت الشركة وراحت مكتب أخوها بصت لمريم: سيف لوحده ولا معاه حد؟
مريم: لوحده يا فندم أبلغه؟

آية ما استنتش تسمع الباقي ودخلت لأخوها اللي استغرب دخولها بعنف وقفلها الباب بغضب: خير؟ مالك؟
قربت منه باندفاع: بقى سيادتك بتحب عيلة عندك في الكلية وزعلان اني حبيت حازم؟ انت بتكيل بمكيالين ليه؟
بصلها وقام من ورا مكتبه وقعد على طرفه قصادها وجاوبها بجمود: أولا أنا مش بحب عيلة دي مهندسة وكلها سنة وتتخرج وهتكون معيدة بإذن الله وثانيا أنا مش صاحب أخوها وبعرف أخته من وراه.

بصتله بتهكم: وهي دي الحجة اللي بتقنع نفسك بيها؟ انت رافض حازم ليه ها؟ ما تقول علشان مش من مستوانا وتخليك صريح؟
بصلها بذهول: انتي بتقولي ايه؟ وأنا من امتى يا متخلفة ببص للناس كده؟
زعقت قصاده: انت بتبص للناس كده ورفضك لحازم أكبر دليل اه تصاحبه وتخرج وتتسلى معاه لكن وقت الجد تطلبله الأمن يطلعوه برا صح؟

كشر لانه فهم انه كلمها: طلبتله الأمن لانه بيقل أدبه لكن رفضي له يا آية مش علشان مستواه المادي أبدا لاني عمري ما حكمت على إنسان بناء على فلوسه بحكم على شخصيته وتصرفاته وهو صاحب عمري، أنا مش فاهم انتي ازاي مش بتفهمي، ده صاحب عمري، عشرة سنين كتير فلما يخدعني بالشكل ده معناه انه بوشين، بوشين يا آية، لما يخرج مع أختي ويكلمها ويجي يقعد قصادي ويتعامل معايا عادي فده مالهوش أمان أبدا لأنه قادر يخدع ويمثل بسهولة مطلقة، لما يحب أختي بدون ما يقولي دي خيانة، أنا مش قادر أستوعب لحد دلوقتي ازاي يخرج معاكي ويحط ايده في ايدك ويجي يقعد معايا عادي جدا ويتكلم عادي جدا؟ ده مش بعيد يكون قاعد معايا وانتي تتصلي بيه ويكلمك وهو معايا، ده ايه الجبروت ده؟ انتي ازاي مش مستوعبة ده؟ ازاي قادرة تقبلي بواحد عنده المقدرة دي على الخداع والتمثيل؟ ازاي مستعدة تأمني على نفسك معاه؟ ده خدع صديق عمره فهيخدعك بنفس السهولة دي ومن هنا لحد ما تستوعبي ده هفضل رافضه.

حركت راسها برفض: ولو قلتلك اني برضه بحبه وعايزة أتجوزه وهتجوزه سواء بموافقتك أو بدونها؟
بصلها بصدمة: هتتجوزيه ازاي معلش بدون موافقتي؟
وقفت في وشه بتحدي: اوعى تتخيل اني ورقة في الشركة محتاجة لإمضائك علشان يتوافق عليها؟ أنا مش من موظفينك يا دكتور سيف ولا طالبة عندك.

بصلها بذهول: وأنا بكلمك كأخوكي الكبير من ساعة ما دخلتي هنا لأنك لو موظفة ماكنتش هسمحلك تعلي صوتك ولا هسمحلك تدخلي وتقفي تتكلمي معايا بالشكل ده أصلا وأكيد برضه مش هتعملي حاجة غصب عني وبعدين زي ما هنا مفيش ورقة هتمشي بدون إمضائي في البيت برضه مفيش حاجة هتتم بدون موافقتي يا آية.
آية اتراجعت وافتكرت كلام حازم وتحذيره ليها فسألته بترقب: هتمنعني ازاي يا سيف؟

بصلها وقرب منها بتساؤل حاد: قوليلي انتي الأول هتتجوزي ازاي بدون موافقتي؟ ولا ناوية تعملي زي البنات الضايعة الفاشلة اللي مالهاش أهل وتسيبي بيتك وتطلعي تتجوزي كلب أول ما عض، عض الايد اللي اتمدتله؟
أخدت نفسها بغضب: أنا مش هسمحلك تغلط فيه يا سيف و…

قاطعها بعصبية: أنا مش فاضي للعب العيال بتاعك ده وبلاش تخليني أحط حازم في دماغي لأني اكتفيت بس بطرده من هنا بلاش تخليني أتصرف معاه بشكل مش هيعجبه فلو بتحبيه زي ما بتقولي خليه يتقي شري.

آية اتراجعت بأسف: كنت صعبان عليا الصبح وأنا متخيلة انك بجد حبيت همس بتاعتك دي وان عندك قلب بيحب ويحس بس كنت غلطانة لان اللي قدامي ده ماعندهوش قلب أصلا وبعدين بتقول على حازم انه بوشين والصراحة أنا شايفاك انت اللي بوشين، وش مع العيلة بتاعتك اللي بتحبها و وش مع خطيبتك اللي بتمثل عليها الحب.
سيف وقف بغضب: اطلعي برا يا آية علشان ما نخسرش بعض أكتر من كده.

جت تتكلم بس هو زعق بعنف: كلمة زيادة يا آية قسما بالله هتشوفي وش عمرك ما تخيلتي تشوفيه مني قبل كده علشان بس أبقى بوشين بجد.
خرجت برا وهي كلها غضب وضيق وحست انها عايزة تنفجر في أبوها اللي حط كل حاجة في ايده.

نادر وصل بيته والكل فرح بوجوده واخواته قعدوا حواليه بس شوية والصمت سيطر عليهم بعدها نادر اقترح: ما تيجوا نطلع فوق السطح نسهر فيه؟ انتوا نسيتوا اننا وضبناه وعملنا فيه قعدة حلوة ساعة فرح هنود؟

الكل اتحمس للفكرة وهو قالهم يطلعوا وهو هيحصلهم، طلب عشا ليهم واتصل ببدر وعرض عليه يجي يتعشى معاهم وبالفعل وصل وكلهم اتفاجئوا بيه وهند فرحتها كانت لا توصف، قعدوا اتعشوا مع بعض كلهم وبعدها أبوهم وأمهم نزلوا وسابوهم لوحدهم براحتهم.
نادر أول واحد سأل: أخبار أنس ايه يا بدر ولسه دماغه ناشفة ولا ايه؟
بدر ابتسم: لسه للأسف بس مع الوقت هتلين، بس حلوة فكرة العشا هنا دي، انت فين يا عم من بدري بالأفكار دي؟

ابتسم: لما لقيت همس هنا قلت فرصة نتجمع مع بعض بس يا هموس مش عندك امتحانات؟
بصت لأخوها: عندي الأسبوع الجاي اه.
بدر سألها باهتمام: بس مش غريبة نزولك قبل الامتحانات كده يا باشمهندسة؟ سمعت انك الأولى دايما فمستغرب نزولك في التوقيت ده!

ابتسامتها حل مكانها الحزن وكلهم لاحظوا ده بس هند ردت عنها: المدينة مش جو حلو للمذاكرة فهي حبت تركز أكتر هنا براحتها وبعدين صحباتها بيبعتولها يوم بيوم أي حاجة جديدة وهي بتكلمهم فعادي يعني.
بدر فهم انه دخل في منطقة حساسة بدون قصد فما علقش ونادر حس ان في حاجة أخته مخبياها بس مش وقته الكلام دلوقتي قدام الكل.
هند سألت نادر بتذكر: عملت ايه في الشقة اللي كنت قايل عليها اشتريتها ولا لسه؟

رد بابتسامة: لسه اهو مستني صاحبها، أصلا سعرها بالنسبة للشقق لقطة مستني يرجع من سفره بعد كام يوم ونمضي العقود هو لولا انه محتاج فلوسها علشان بياخد شقة تانية في مكان تاني مكنش باعها بالسعر ده اصلا المهم – بص لهمس وكمل بابتسامة- ايه رأيك تسكني معايا بدل ما انتي في المدينة كدا؟
ابتسمت بهدوء وردت: مش عارفة حاسة اني اتعودت على جو المدينة أكتر سيبها لظروفها.

ابتسملها بهدوء وماضغطش عليها لان حالتها تغني عن أي كلام حاليا وحزنها باين.
شوية وبدر وقف بابتسامة: أنا كده اتأخرت على أنس أبو دم تقيل ولازم أمشي.
انسحب و هند قامت معاه توصله ووقفوا مع بعض شوية وبدر بص لأخوها وراهم وقالها: كنت محتاج لقعدة زي دي، أخوكي ده شخص جميل فعلا.

ابتسمت هي كمان: نادر شخصية نادرة جدا، اسم على مسمى، طول عمري بحسه صاحب لينا مش أخ كبير، بدعيله ربنا يعوضه عن حبيبته اللي راحت ويبعتله حب جديد.
ابتسم: كل شيء بأوان وأكيد حبه مستنيه في مكان ما، بس همس مالها؟ حاسسها حزينة و مش بطبيعتها و هزارها؟ في حاجة حصلت؟ أصلا ندمت اني سألتها حسيت نفسي دخلت منطقة غلط بسؤالي
اتنهدت بحزن: عندها فعلا مشاكل في الكلية.

بصلها بجدية: الدكتور اللي بتحبه أخباره ايه؟ مش ناوي ياخد خطوة جادة معاها؟
هند بصتله بحزن: قطع علاقته بيها.
بدر علق بصدمة: بجد؟ طلع واطي للدرجة دي؟ الندل.
هند دافعت عنه: لا لا غصب عنه يا بدر مش بمزاجه.

اتكلم بتهكم: ليه مش بمزاجه؟ أبوه منع عنه المصروف ولا ضربه على ايده؟ ده دكتور جامعي واخد دكتوراة برا يعني شخصية مستقلة يا هند مش عيل لسه متغرب أبوه هيجبره، هند تصرفه مالهوش غير معنى واحد وانتي عارفاه كويس فبلاش أقوله.
هند برفض: لا يا بدر انت مش فاهم حاجة بص بعدين هحكيلك بالتفصيل.

وافقها بس حذرها: ماشي بس كويس ان أختك لسه على البر وحذريها منه لأحسن يستغل حبها بطريقة غلط ويخليها هي تغلط وبعدين هو بالفعل تأثيره سيئ بدليل نزولها قبل الامتحانات بالشكل ده، كمان انه يقطع علاقته بيها قبل الامتحانات ده دليل كبير على شخصيته اللي انتوا رافضين تشوفوها.

نادر جنب همس مراقبها وشايف الحزن اللي هو فاهم مصدره كويس، حزن وضياع زي ده ما بيجيش إلا من وجع خسارة حد غالي أوي، حد حياتنا بتقف بعده ومش بنعرف نكمل، همس لاحظت نظرات أخوها فحاولت تبتسم: بتبصلي كده ليه يا نادر؟
بصلها بعمق: علشان انتي صغيرة أوي يا همس.
استغربت: صغيرة على ايه بالظبط؟
وضحلها: صغيرة على وجع الحب يا همس فأرجوكي فسريلي وجعك ده بأي سبب تاني غير وجع الحب والحرمان من الحبيب يا همس.

اتقابلت نظراتهم وهمس بتفكر تقول لأخوها ايه لأن رأيه مش هيختلف كتير عن مامتها الكل شايفها العيلة أو الدحيحة اللي بتهتم بمذاكرتها وبس ومش من حقها تفكر في أي حاجة تانية.

صفحتنا علي فيس بوك

تحميل تطبيق لافلي Lovely

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى