الفصل_التاسع
زهرة_الياسمين
ميرا_اسماعيل
لمحة_من_الماضي
كانت فاطمة تدور وتدور حتى اختل توازنها وسقطت بين ذراعى علي ، لتبتسم له بإرتباك
” أنت هنا من امتى .”
” من اول ما المطر مطرت ، شفتك بتتسحبي زى الحرامى وطلعتى هنا جرى .”
لتنظر له بهجومية
” حرامية أنا حرامية يا سي علي ماشي ، وسع بقي .”
لتزيحه من طريقها لتعود الي منزلها ليقفها وهو ينظر داخل اعينها بهدوء وغاص في نظراتها
” بحبك .”
نعم هى استمعت جيدا لم قاله ، هى اول مرة ينطق بها صريحه هكذا أنه يحبها ، فهى تعشقه منذ الصغر لكن كانت تنتظر أن يصرح بهذا العشق .
ليكمل حديثه عندما راي ارتباكها ليستجمع شجاعته
” وأول ما اشتغل هتقدم لعم سيد واطلب ايدك منه ، ايه رايك .”
لتنظر ارضا ، ثم تنظر له بقوة مرسومه علي وجهها
” هتسمع ردى بعد ما تتقدم لبابا .”
وتهرول لمنزلها وهى تتراقص علي انغام قلبها .
لتدخل لترى اخيها طه واقفا أمامها ناظرا لها بإرتباك .
” مالك واقف كدا ليه ، وفاتن فين .”
ليمسك يدها وجسده ينتفض من الرعب ، لتصدم من هيئته .
” مالك يا طه ، عامل كدا ليه ابوك فين .”
لتحاول أن تدخل غرفة ابيها ليمسك يدها برجاء
” فاطمة ابوكى زى الفل ، لكن أنا اللي زى الزفت لو محلناش الموضوع ، اقنعى اختك ابوس ايدك .”
لتنظر له بشك وتجلس علي الاريكة .
” اقنعها بإيه يا آخرة صبرنا ، نيلت ايه تانى .”
ليجلس بقلق فهو يعلم رد فعل فاطمة سيكون قاسيا ، لكن ما باليد حيله فهو معه مهلة ثلاثة أيام فقط.
” من الآخر كدا أنا خدت فلوس من المعلم طاهر ، وهو دلوقت بيطالب بيها ، ومفيش حل غير أن الفلوس ترجع .”
لتضرب فاطمة علي صدرها بقوة
” فلوس ايه ، وخدتها ليه ، ودخل اختك بيها ايه .”
” خدتها وخلاص يا فاطمة هو تحقيق ولا ايه .”
هتف بها بحده لتخرج من الغرفة فاتن وكأنها هى فاطمة نفس الهيئة والجسد ونبرة الصوت كانت تبكى وهرولت لأحضان تؤامها .
” الحقينى يا فاطمة ، اخوكى عايز يودينى المعلم طاهر علشان يشغلنى معاه ، الحقينى .”
لتربط علي كتفها وتشدد علي احتضانها ، وتنظر له بغضب
” الكلام دا بجد ، أنطق يا راجل .”
هتفت بكلمة رجل بنبرة ساخرة .
لينظر لها بلامباله
” بقولكم ايه ، تعالوا جوا بدل ما ابوكم يصحى ويعملنا حوارات ، وأنت بطلى زن هو كل ما حد يكلمك تزنى .”
لتنظر له فاطمة بصدمة فهذا اخيهم الذي من المفترض أن يكون الحامى لهم ، فهو من بدأ في تدمير حياتهم بكل قوته .
ليدخلوا الثلاثة الغرفة لتجلس فاتن علي طرف السرير وهى مازالت تبكى وترتجف من الخوف ، أما فاطمة وقفت له بقوة كما هما معتدوان عليها .
” مالك يا واد أنت استلفت وادينت احنا مالنا ، يسجنك يولع فيك حتى ، بقولك ايه زى ما أنت بتفكر تبيع اختك أنا ابيعك ليه واخلص اه ، واياك تفكر إنك تعمل عليا راجل سامع .”
لتلطم فاتن خديها
” أنا اللي مضيت الشيكات ، مش هو اخوكى ضحك عليا قالى ورق علشان معاش بيطلعه لابوكى ، ولازم امضي مضيت ومشفتش الورق ، وكان الشيك ، ودلوقتى طاهر بيهدد أنه ليسجنى أو ياخدنى .”
لتنظر له بشك
” الكلام اللي اختك بتقوله دا بجد .”
لينظر أرضا ويصمت ، لتعلم صحه حديث تؤامها
لتضربه علي صدره
” أنت ايه عمل راضي موجود في حياتنا ، بقي اختك تعمل فيها كدا ليه ، أنت ايه يا اخى .”
” أنا عارف أنى غلطان واستاهل ضرب الجزم ، بس مش وقته ، احنا في مصيبة يا أنت وهى وحل المصيبة دى في ايد اختك .”
” أنت مجنون ، حل ايه تتسجن ولا تبيع نفسها لطاهر والاشكال الرخيصة اللي وراه .”
لتمسك فاتن يد فاطمة وتقبلها برجاء
” فاطمة لا وحياه غلاوتى عندك بلاش تسبينى اتسجن ولا اروح للمعلم طاهر ، أنا مش عايزة ابقي زى البنات اللي راحت ابوس ايدك .”
لترفعها فاطمة من الارض وتقف امامها وتهتف بحزم
” فاتن بطلى عياط ، مش كل شوية تفضلى تعيطى ، واهدى ومفيش حل البيه زى الشاطر كده يروح يسلم نفسه ولا يرمى نفسه تحت رجلين طاهر ، وورينى الراجل اللي من ظهر راجل يقرب من اختك .”
يقترب طه بخبث فهو وجد الحل السحرى
” ومين قال يقرب من فاتن ، ما يقرب من فاطمة.”
لتنظر له فاطمة بعدم فهم
” قصدك ايه ؟!
يمسك يده اخته بحنان خبيث ويجلسها ويجلس جوارها
” بصي يا قلب طه ، وركزى اختك فاتن وعرفاها تغرق في شبر مايه ، ولو مع طاهر هتهد كل حاجة ، لكن أنت دماغ ، وشخصية ، دا هو هيموت عليكى ، احنا بقي نلعب لعبه صغيرة قوى منها تحمى اختك وابوكى ونفسك .”
لتنظر لفاتن لتراها تنظر لها بضعف ، لتنظر لأخيها بغضب
” ودا هنعمله ازاى بقي إن شاء الله .”
ليقف طه مفكرا
” قولى حاجة مختلفه عنك انت وفاتن غير لسانك اللي بينزل رصاص ، مفيش صح ، شكل صوت لون عيون ، يا ابنتى دا حتى اصحابك علشان يفرقوا بينكم عاملين ليكم كلمه سر ، صح ما تردى يا فاتن أنت كمان .”
لتقف فاتن تمسح ودموعها
” صح يا فاطمة ، أنا لو رحت لطاهر هموت نفسي ، لكن أنت لا .”
لتنظر لها بغضب
” ليه بقي إن شاء الله ، حد قالك أنى سهلة .”
لتضرب فات صدرها بإنكار
” لا طبعا مش دا قصدى ، قصدى إنك ممكن تسلكى نفسك ، لكن أنا لا ، وحياه اغلي حاجة عندك يا فاطمة وافقى ، أنا والله من ايدك دى لإيدك دى ، بس بلاش طه يودينى لطاهر .”
لتصمت وتفكر في الأمر نعم هى أن ضحت بنفسها سينتهى العذاب للجميع ، لكن ستعذب وحدها ، ابيها لن يستطيع أن تبتعد فاتن عن انظارها فهو يعشقها اكثر منها حتى ، بسبب هدوئها ، وطبعها المنطوى ، وعلي ماذا يفعل بدونى ، لا هو لن يكون بدونى هو سيكون مع تؤامها علي أنها هى ، لتنظر لإخيها بإستنكار
” مده اللي مديهالك الزفت دا قد ايه .”
” تلات ايام ، تلاته يا فاطمة .”
لتغمض اعينها بقهر فهى الآن سوف تنتهى من حياه الجميع وستكون الحاضر الغائب ، لتربط جأشها
” يلا يا طه اتوزع عايزة اختك في كلمتين وبعد كام يوم هيكون ربك حلها .”
” يعنى ايه وفقتى ولا لاء .”
” امشي يا طه دلوقت أنا هكلم فاطمة وابلغك .”
هتفت بها فاتن وهى تحثه علي الخروج ليخرج من الغرفة ويدخل وغرفته علي امل ان توافق فاطمة علي نصيحته .
بعد ثلاث ايام كانت فاطمة اخبرت فاتن بكافه أسرارها وعن مدى عشقها لعلي ، لتؤكد عليها انها سوف تضحى بنفسها ليعيش الجميع حاولت أن تدريبها علي كيفية التعامل مع أى موقف بشخصية فاطمة وهى كانت تستجيب لإشياء واشياء اخرى لا ، كان سيد مستغرب عدم تواجد بناتها كثيرا ، وكان طه يتحجج أنهم مرهقون من الدراسة وعمل المنزل ، كان علي مستغربا عدم تواجد فاطمة كعادتها ترعى ازهار الياسمين التى قامت بزراعتها فوق سطح منزلهم ، وكان الهدوء المريب هذا يقلقه ، علي أن جاء يوم ذهاب فاطمة علي أنها فاتن ، لتبدء رحلتها الجديدة .
فاطمة وهى تودع فاتن
” فاتن اياك تنسي ، علي في عينك أوعى يشك فيك سامعه .”
” سامعه خلى بالك من نفسك وابقي طمنينا عنك ، ومتخافيش كل اللي قولتيه حفظته وهنفذه .”
لتنظر فاطمة بغضب لطه
” يلا بينا .”
ليزفر بإرتياح أخيرا سينتهى هذا الكابوس
” يلا فاطمة سابقا وفاتن حاليا .”
لتنظر له بقهرة وتتحرك معه ، وفي الصباح نفذت فاتن ما طلبته فاطمة ظلت تصرخ وتصيح حتى تجمعت الحارة بإكملها لتخبر الجميع بهروب فاتن ، ليقف علي جوارها .
” هربت ازاى ، فهمينا يا فاطمة .”
كانت فاطمة تتابع ما يحدث من بعيد وعندما استمعت لحبيبها يهتف بإسمها لتؤامها لتعلم أنها انتهت .
………………………
عودة للحاضر
كان يحاول علي السيطرة علي نفسه فهو لا يفهم شئ ، ما الذي تهتف به هذه ، هل هى فاطمة حقا نعم كنت دائما مرتاب من فاطمة الأخرى التى ظهرت أنها فاتن ، نعم كيف تغافلت عن رعبها من الحشرات ، أو نفورها الدائم من الخروج عكس فاطمة تماما ، لتفهم فاطمة ما يدور بذهنه .
” متحملش نفسك فوق طاقتها ، يا علي أنا غلطت زمان لم اشتريت الكل وبيعت نفسي .”
ليغضب علي منها ويقف امامها
” غلطة أنت شايفة اللي عملتيه كان غلطة ، أنا كنت هتجوز فاتن علي أنها أنت ، مستوعبه الجحيم اللي كنت هبقي فيه ، مستوعبه ابوكى اللي من حصرته علي فاتن ، بقي مريض ، ولم أنت بقيتى ياسمين هانم ، ليه مسألتيش علي اخواتك وابوك ،علي الاقل وكانت فاتن عاشت حتى لو بالكدب .”
لتهجم عليه فاطمة
” مين قال وأنى مسألتش يا علي ، أنا وصلت لطه وكنت كل شهر بديله فلوس ، لغاية ما عرفت انكم خلاص هتشتروا الشقه ، جيت يومها الحارة، بس لقيت نڤين بتصرخ وبتقولك أن فاطمة هتنتحر ، افتكرت وقتها من تأنيب الضمير عملت كدا ويومها علشان القدر عملت الحادثة ودخلت نفس المستشفى وأنا خارجه شفتك وأنت بتبكى علي فاطمة اللي ماتت ، كان نفسي اصرخ واقولك أنى عايشة ورجعت افتكرت أنى اصلا ميته من يوم ما أنت قولتى ليا بحبك .”
لينظر لها بصدمة كبيرة
” شكلك ! ، وازاى طه معرفش بيت عاصي ولم شافك اتصدم دلوقت بس فهمت سبب صدمته واغمائك .”
” بعد ما طاهر استلمنى من طه كنت زى الهدية اللي كسبها ، عرفنى علي رجل اعمال كان كبير جدا ، بس الراجل كان عايز مجرد ونس وفعلاً كنت ونس ليه اسمعه ، اطبطب عليه وفي يوم قالى أنه عايز يشغلنى معاه في عروض الازياء ، علشان ابقي جنبه طول الوقت وفقت وفعلا اشتغلت واتعلمت وكل ما احوش مبلغ ابعته لطه حتى اسم ياسمين أنا اللي اختارته لم قال فاتن مش اسم عارضه ازياء ، لغاية ما ظهر عاصي وظهرت كل المشاكل والخوف منه بقي اكتر من الخوف من المستخبي ، وحاولت ابعد وكان الحل أن اغير ملامحى بس مع الاسف وقعت مع عاصي برضه وبقي كابوسي الابدى.”
” لسه اسرارك كتير يا ياسمين هانم .”
لتنظر له بقهرة
” فاطمة يا علي قولها مرة واحدة ، قولى فاطمة .”
ليعطى لها ظهره
” فاطمة ماتت يا ياسمين ماتت .”
لتجلس مكانها بقهرة وصوت بكائها مثل السوط الذي يجلد قلبه ، لينظر لها بقله حيله نعم هى مظلومة لكن أيضا ظالمة ، ليجلس أمامها ويحاول تهدئتها ، لتبتعد عنه
” عندك حق لازم فاطمة تموت بجد ، طه بيهددنى أنه يعرف عاصي كل حاجة ، بس انا مش هستنى دا ، اول ما نوصل القصر تاخد نڤين وبنتك وبابا وتمشي ، زيدان عرفته ولغي المهمة .”
” فهمينى هو سبب دموعك وأنك تعترفي طه ، معقول هو ايه لسه متهدش .”
” طه عايز ينتقم منك قبلى ، لانك خدت نڤين طه طول عمره بيحبها .”
ليجلس جوارها فيكفي ما استمعه إلي الآن ، لم يعد يستطع استماع أكثر من ذلك ، لكن لابد أن يعلم لم تخشي عاصي هكذا وكيف تعرفت علي زيدان ودانا ، وكيف صمت عاصي علي هذه الصداقة .
” ياسمين لازم تكملى من حقي أن افهم ، البنت اللي حبتها وافتكرتها ماتت حصل ليها ايه ، من حقي .”
لتقف أمامه بشموخ
” قصاد أن اكمل توعدنى إنك تبعد عنى اول ما نرجع .”
لينظر لها بقوة
” اوعدك أن هبعد .”
لتصدم من وعده كان يخيل لها انه سيتمسك بها لكن ها هو الآخر تنازل عنها ووعدها أن يتركها لجحيمها .”
……..؟………
رواية اثبات ملكيه الحلقه العاشره