رواية انتقام بمنطق الحب

رواية زواج لم يكن في الحسبان الجزء الثاني (انتقام بمنطق الحب ) الفصل الاول

” انتقام بمنطق الحب” الجزء الأول ” البداية “

كانت تظن حياتها مستقرة و هادئة، ولكن لم تكن تعلم أنه سوف يكون هناك عاصفة قادمة.
فاليوم هو أفضل من غداً

أمام منزل والد يونس
محمد يحتضن ابنه بشدة واشتياق: حمدالله على سلامتك يا حبيبي ، ايه المفاجأة الحلوة دي مكلمتنيش ليه ، كنت أقابلك في المطار
يونس : مرضتش اتعبك ، قولت أعملها لك مفاجأة عامل ايه يا بابا هي الدنيا اتغيرت ولا أنا عشان كنت بعيد
محمد: انا بخير يا ابني زي ما هي بس عشان كنت بعيد طبيعي احساسك ده
يونس بلهفة : رغد اخبارها ايه ؟ بتشوفها
محمد: والله مش عارف أقولك ايه
يونس بقلق: فيه ايه ؟ هي رغد كويسه أوعى تقول أنها اتجوزت
محمد: معرفش عنها أي حاجة لا هي ولا أبوها ، رغد يا يونس عزلت هي وأهلها من 4سنين وللأسف مش عارف فين ؟
يونس بإستغراب : اييييه عزلو؟!

يسترجع محمد بذاكرته ” قبل أربعة سنوات”
أمام منزل والدي رغد يقف محمد ويطرق الباب لا يجد رد
أحد الجيران يهبط على السلم أردف: خير يا حاج
محمد: هو مفيش حد في البيت ولا ايه ؟
أحد الجيران: لا للأسف الاستاذ علي وعيلته عزله من شهرين
محمد: شكرا يا ابني ‘ سلام عليكم

فقاطعه يونس : وايه السبب اللي خلاهم يعزلوا
محمد: مش عارف يا ابني والله انا كمان محتار ، حاولت أتصل ب علي مكنتش بيرد وأوقات تلفونه بيكون مقفول
يونس : كمان رغد رقمها كل ما أحاول أكلمها يكون مشغول ، شكلها كده عملت للرقم بلوك ، أنا لازم اعرف مكانها في أقرب وقت

عند رغد
تخرج نادية من غرفة روفيدة تجد رغد تجلس على الأريكة بشرود جلست بجانبها قطعت شرودها وأردفت : ينفع اللي عملتيه ده ذنبها ايه بنتك تكسري بخاطرها وتزعليها
رغد: أنا تعبت يا ماما ،بحاول أعمل أي حاجة عشان تشيل من دماغها فكرة تشوف يونس فشلت مستحيل اللي عملته طول 4سنين يروح على الفاضي
نادية : يا بنتي هيجي يوم والحقيقة هتتكشف ويونس هيعرف بروفيدة ودي حاجة هتحصل أكيد في يوم من الأيام ، يونس هيرجع يا رغد مش هيفضل طول عمره في الغربة
رغد: عارفة الكلام دة وخايفة من اليوم ده بصراحة مش عارفة هواجهه إزاي ؟
نادية : خدي بالك بنتك كل لم تكبر طلبها هيزيد أنها عايزة تشوف أبوها ، لو فاكرة أنها هتنسى تبقي غلطانة ، موضوع الصورة ده هياخد وقته ويخلص مش هيستمر
رغد بعند : مش هقدر أثق في يونس وأقوله حقيقة بنته بالبساطة دي لاني فقدت الثقة فيه من زمان ، خايفة ياخدها مني ، يونس تصرفاته مش مضمونه، ثقتي في يونس زي الاستيكة بالظبط اتمحت وخلصت في خطئين لم طلقني وسافر بدون علمي
نادية : بنتك مالهاش ذنب تتحرم من أبوها بسبب خلافاتك أنتي ويونس
رغد بهروب : ممكن يا ماما بعد إذنك منتكلمش في الموضوع ده هقوم عندي درس أحضرة
ونهضت وهربت من أمام والدتها


بعد ساعة انتهت رغد من الدرس
خرجت من الغرفة
وجدت ابنتها تجلس مع والدتها
روفيدة وهي تركض عند رغد وتطوق ذراعها حول خصرها ، : متزعليش مني يا مامي
رغد وهي تجلس على ركبتها أمام ابنتها وقبلت وجنتيها: مقدرش أزعل منك يا روحي
نادية وهي تبتسم ل روفيدة أردفت : مش قولت لك مامي مش زعلانة منك

فيقطع حديثها جرس الباب
نادية : دة اكيد علي
ذهبت نادية لفتح الباب أردفت : إياد

” إياد مكاوي طبيب أسنان ابن خالة رغد وأخوها في الرضاعة “

إياد: مساء الخير يا ست الناس
نادية : مساء الفل ، ادخل يا حبيبي
روفيدة بعد أن سمعت صوت إياد أردفت بسعادة : دودو
وركضت تجاه الباب
إياد وهو يستقبلها بين ذراعيه أردف : حبيبة دودو ، وحملها على ذراعيه، دلف للمنزل
إياد وهو يجلس ،وروفيدة تجلس على فخذيه : أذيك يا رغد
رغد: الحمدلله ، عامل ايه ؟ مختفي فين اليومين دول
إياد: ضغط شغل يدوب خلصت شغل العيادة ، قولت مش هينفع يعدي اليوم النهاردة الا لم أشوف القمر ده
روفيدة :جبتلي ايه معاك يا دودو المره دي
رغد : عيب كده يا روفيدة
إياد : مالكيش دعوة أنتي سببها براحتها مع خالها وبتدلع
وأخرج من جيبة شوكولاته وأعطاها لها
روفيدة وهي تقبل وجنته أردفت: شكرا دودو
إياد يبتسم لها : العفو يا روفي
روفيدة : ماما علمتني لم أخد من حد حاجة أقوله شكرا، بش مش أي حد يقولي خدي حاجة أخدها منه
، قالت لي تاخدي من تيتا، وجدو، ودودو بس ،أي حد تاني لاء
إياد: صح يا قلب دودو ، ماما كلامها صح
روفيدة : هتخرجني أمتى ، الأسبوع اللي فات مخرجتنيش
رغد : سبتها أهو رد بقى مش ده بيبسطك هسكت أهو
إياد : بكرة يا روفي هخرجك بس بالليل أكون خلصت عيادة
نادية : يا ابني لو مش هتقدر بلاش أنت مش مجبر على كده
إياد: لا يا خالتي ، مش إجبار ولا حاجة بالعكس أنا حابب دة
وبعدين دي طفلة محتاجة تخرج وتلعب زي باقي الاطفال الأمر طبيعي، ورفيدة بصراحة طفلة لذيذة بحب وقتي معاها جدا صمت لثوان وأردف
ممكن تاخدي روفيدة عايز اتكلم مع رغد لوحدنا
نادية : تعالي يا روفيدة معايا نعمل لخالو حاجة يشربها
فسمعت روفيدة حديث نادية
ونزلت من على فخذيه إياد وذهبت معها

رغد : خير يا إياد ؟
إياد بدون مقدمات : بنتك مش صعبانة عليكي ، كفاية أوي كده
رغد : تاني يا إياد ، هو دة الموضوع اللي عايز تكلمني فيه
إياد : أنا لو عارف يونس ده شكله ايه ولا مكانه فين ، كنت اتكلمت معاه وانتي عنيدة لا أنتي راضيه تتكلمي تقولي معلومات عنه ولا خالتي كمان مش عارف أخد منها معلومة ، حظك وقت جوازك كنت مسافر بره في المنحه
على فكرة بقى الطفل عموما بيحتاج لوجود الأب زي الأم وجودة شئ أساسي مش محتمل ، مفكرتيش في نفسية بنتك
رغد : نفسية ايه اللي بتتكلم عنها ، روفيدة لسه صغيرة مش مدركة
إياد: بس مش هتفضل صغيرة هتكبر، وللاسف هتحطك في مواقف صعبه أنتي النهاردة عارفة تسيطري عليها لكن بكرة مش هتقدري
رغد : أ نت بتخوفني ليه ؟
إياد: مش بخوفك دي حقيقة ولا زم تكوني عارفاها وتكوني مستعدة لأي موقف وعارفة هتتعملي معاه ازاي كويس جداً ، ليه تكدبي على بنتك وقولتلها أن أبوها مسافر
رغد : مكدبتش دي الحقيقة
يونس فعلا مسافر
إياد: فين ؟
رغد : لو قولتلك مش عارفة مش هتصدقني بس فعلا مش عارفة ، كل اللي أعرفة أن مسافر تبع شغلة عقد عمل لمدة 4سنين وبس معرفش أي تفاصيل
ومتتوقعش معلومة زيادة لاني عارفاك عايز توصل ليه بأي طريقة ، عشان خاطري يا إياد بلاش محاولة ف الموضوع دة



في الإسكندرية
آسر : عايزاني أرد أقول ايه
أميرة بقلق: فيك ايه يا آسر متغير أوي فين مرحك وكلامك
آسر : مفيش حاجة بتقعد على حالها يا أميرة ، مي سابتني متخيلة بعد السنين دي كلها واتجوزت
أميرة : اتجوزت مين، من هنا ؟
آسر : اها يامن الدمنهوري
أميرة وهي تردد الاسم : يامن الدمنهوري وشهقت : الفوتوغرافر يا بنت المحظوظة
فنظر لها آسر بضيق ، ولم يعقب
أردفت : أنا آسفة يا آسر ، معلش مفيش نصيب بص يا آسر زعلك عليها مش هيفيدك بالعكس هيضرك أكتر شوف حياتك العمر بيجري يا آسر هو اللي خلق مي ماخلقش غيرها في غيرهاكتير
آسر : طول السنين دي حاولت أنساها مش عارف شاغله تفكيري ليل نهار مش بإيدي يا أميرة
أميرة : ماهو مينفعش تفكر في واحدة متجوزة هي أكيد مبسوطة في حياتها مع جوزها زي ما هي قدرت تتخطاك ومشيت في حياتها ، أنت كمان اعمل كده قعدتك دي مش هتعمل حاجة غير هتوجعك
آسر : هحاول يا أميرة صمت لثوان وأردف: لسه زعلانه مني ؟
أميرة : لا يا آسر أنا نسيت خلاص اللي حصل كان ماضي وراح لحالة
آسر : أنا عملت كده عشان مصلحتك
أميرة وهي تبتسم : عارفة يا آسر وبعدين ايه فكرك بالموضوع ده ؟
آسر : قولت أطمن أنك لسه مش متأثرة وفعلا نستيه
أميرة بكذب : أنا نسيته فعلا

قبل أربعة سنوات
تزوج حازم ورانيا بعد جلسة نطق الحكم على سامر بالاعدام عاشوا حياتهم الزوجية بسعادة ولكن هذة السعادة يوجد بها نقص طفل يربط بينهما

ف منزل الصاوي
رانيا وهي تجلس على الفراش وتبكي أردفت : تعبت يا حازم هو ليه بيحصل معانا كده ليه أنا كل مرة عمليتي تفشل
حازم : مالناش نصيب يا حبيبتي ، أنا بصراحة زهقت كل مرة نعمل عملية الحقن المجهري وميحصلش ممكن نتقبل الواقع ونعيش حياتنا
رانيا وماذالت تبكي :نفسي أكون أم يا حازم حاسة بنقص في حياااتي حلم4سنين ومش عارفة أطوله
حازم : نصبر شوية يمكن ربنا لسه مش رايد دلوقتي
رانيا : الناس اللي اتجوزا قبلنا وبعدنا خلفوا واحنا لاء ليه ؟
حازم : مالناش دعوة. بحد ربنا عادل يا رانيا وكل شخص واخد حقة أربعة وعشرون قيراط بس دايما الإنسان حقود وطماع بيبص للنقص اللي عندة مش النعم

ودي للاسف بتخلينا نغفل عن نعم كتير أوي عندنا اللي عايز يكون زي حد يشيل حياته كلها بالحلو والمر مش الحلو بس ممكن تهدي بقى عشان خاطري

عزيزي القارئ رانيا تحمل ” الطبع البشري” الذي يوجد عند كل شخص بنسبة متفاوتة تنظر للجانب الفارغ في حياتها ولا تنظر للجانب الممتلئ

ف منزل الدمنهوري
يامن وهو يستقيظ من نومه في منتصف الليل أردف : ما تسكتي الولد المزعج ده مش عارف أنام هو ليه مش زي أخته هادي
مي : طالع ليك ، لكن سهى طالعه ليا هادية زي أمها
يامن : مي اطلعي بره عايز أنام عشان هصحى بدري، عندي سيشن مهم ومحتاج تركيز
مي بغضب : طبعا دلوقتي شغلك أهم ، لا وكمان بتطردني من أوضتي عشان تنام براحتك امال فين كلامك أولدي يا حبيبتي بس وأنا أشيل وأسهر معاكي
يامن : مجبتش حاجة من عندي قولتي كلام والكلام طار في الهوا
مي بغيظ وهي تضع طفلها الذي يبكي على فخذيها وتلتقط المخدة من جانبها وتضربة اردفت : قوم أنت نام برة أنا مش هخرج من أوضتي اطلع بره
يامن وهو ينهض : كنت مستني اللحظه دي أنا رايح أوضة الاطفال أنام مع أمي وملاكي الهادي يقصد ابنته

نهض يامن وهو يفرك يده في عينيه ليرى طريقة خرج من غرفة نومه
دلف لغرفة أطفاله وجد والدته نائمة وبجانبها طفلته
جلس ع ركبته جانب السرير أمام طفلته وأردف : ملاكي الهادي نفسي افهم أخوكي ليه مزعج؟ مش ذيك انحنى برأسه وأخذ يقبل وجنتيها باستمرار
أستيقظت الطفله بسبب قبلاته تبكي بضيق
إيمان بخضة وهي تلتفت لها وجدت يامن أردفت: منك لله أنا مصدقت أنها نامت ونهضت وامسكت المخدة التي كانت تحت رأسها وضربته بها أردفت : امشي أطلع برة أنت ايه اللي جابك هنا بره
يامن : هو فيه ايه محدش طايقني كده ليه ، حاضر ونهض خرج من الغرفة

أخذ يبدل نظراته بين غرفتة وغرفة أطفاله أردف: هو البيت ده مفهوش راجل يمشيه ولا ايه ؟ واتجة نحو الأريكة وتسطح عليها وأكمل بسخرية : معلش بقى نتحمل غرامة الأبوة

في القاهرة
ف غرفة يونس وهو يقف أمام شباك غرفته أردف : يا ترى حالك ايه يا رغد ؟ معقول تكوني نفذت كلامك وأتجوزتي فعلا
دوري خلص معاكي وكنت ماضي وهز رأسه واكمل : لالالا رغد مستحيل تعمل كده أنت نسيت أنها كانت بتحبك أنت حبها الأول ومستحيل تنساك بالبساطة دي ، بس كمان مريم كانت حبك الأول وأنت ……وصمت لثوان وأكمل لإقناع نفسة : بس وضعك مختلف مفيش مقارنة كل اللي شاغلني دلوقتي اعرف مكان رغد فين وأوصل لها وبس

عند رغد وهي تتسطح بجانب ابنتها النائمة تملس على خصلات شعرها بحنان أمومي وتنظر لها أردفت بعند : يونس مش لازم يعرف بيكي ، أنا مستحيل أواجهه بالحقيقة مينفعش أدمر حياتي بايدي مره تانيه

#أمل_أحمد

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى