” زواج لم يكن في الحسبان ” الجزء التاسع عشر
رغد بحيرة لا تعلم من ستختار ظلت تنقل بصرها بين الاثنين بصمت فجأة
ينحني يونس بجسدة ويحملها بين يديه أردف : طالما ساكته ومردتش يبقي عايزة تيجي معايا ونظر ل علي وقال : بعد إذنك يا عمي، وجه بصره لوالده : بعد اذنك يا بابا خلص إجراءات الخروج
وأخذ رغد وخرج من الغرفة
نادية بصدمة وهي تفتح أعينها على مصراعيها أردفت بغيظ : نزلها يا يونس بقولك، واخد بنتي على فين؟
علي وهو يكتم ضحكته ويمسك نادية: أهدي يا نادية بلاش شغل الحموات ده، يونس عمل الصح رغد الأفضل ليها تروح مع جوزها أنا واثق أنه هيعرف يهتم بيها .
نادية : أنت مبسوط عجبك كدة خطف البنت من وسطنا ومشي عادي واللي عمله معاها خلاص اتمسح ؟
علي: قلبك أبيض ، وزي ما شوفتي بنتك معترضتش يبقي خلاص ويا ستي أبقي كل يوم روحي أطمني عليها
رغد في عالم آخر عندما وضع يونس يده حول خصرها و يده الأخري تحت ركبتها وحملها شعرت لوهله بقشعيرة غريبة أحتلت جسدها وقلبها يكاد أن ينفجر ويغادر جسدها من قوة نبضاته
يونس : طبعا مستغربة رده فعلي
رغد : بصراحة أيوة مكنتش متوقعة كده
يونس بذكاء : سكوتك هو اللي قالي أتصرف كده ، لو كنتي عايزة تروحي مع مامتك كنتي اخترتيها بدون تردد
أكمل مغير الحديث : طلعتي خفيفة جدا كنت متخيل انك أتقل من كده طلعتي لا طول ولا عرض ولا وزن
رغد وهي تبتسم على كلامة ولا ترد فأكمل : طبعا لازم تتضحكي دلوقتي بنات مصر كلها حسدتك على وضعك دة نفسهم يبقوا مكانك وعندهم زوج لطيف يدلعهم كده ويشيلهم
رغد وهي تنظر له بذهول لأول مرة ترى الجانب المرح ليونس
يونس وهو ينظر لها بطرف عينية قال : حلو مش كده
رغد بتوهان : حلو أوي
فأنفجر يونس في الضحك فأخفضت رغد بصرها خجلاً منه
يونس : عادي متكسفيش أوي كدة أنا زي جوزك
رغد بكسوف : خلااااص بقا
في الاسكندرية
داخل العيادة النفسية
حبيبة : عارفة يا مي علاجك ايه ؟
مي : ايه ؟
حبيبة : أنك فعلا تحاولي تحسي بألمك وتتغلبي عليه وتداويه وتكملي الشئ اللي حاسه أنه موقف حياتك، لو عملتي كدة صدقيني ده هيعكس على تصرفاتك ويغيرها طول ما عندك ثقة أن محدش أفضل منك وراضية رضاء تام بنفسك بعيوبها قبل مميزتها
مي: صعب جدا أعالج ألم مدته سنيين سايب نقطة سودة
جوايا بحاول بس مش عارفة معتقدش اني هتخلص منه بسهولة
حبيبة : أنا مش بقولك عالجية بين يوم وليلة لا طبعا كل ألم لازم ياخد وقته عشان يلتئم المهم العزيمة والإصرار أنتي من جواكي عايزة تتخلصي من العقدة اللي عندك بس نفس الوقت دماغك رافضة التعافي وعايز يتعافى
مي : مش عارفة أنا عايزة ايه بالظبط ؟
حبيبة : سؤالي كان بهدف لان المرة اللي فاتت توترك وخوفك وحركات جسمك كأنك كنتي مجبرة على كدة
مي : فعلا كنت مجبرة وخايفة بس لم أتكلمت معاكي غيرت رأي
حبيبة : أول حاجة هتثقي بنفسك أكتر من كده وتحددي أهدافك وتحاولي تنتظمي في صلاتك.
تاني حاجة هتستغلي وقتك في التصوير في الحاجة اللي بتحبيها وتالت حاجة بقا لازم تحبي نفسك عشان تتخلصي من العقدة اللي عندك،
عشان تعيشي مرتاحة يا مي أشغلي وقتك بنفسك وبس مالكيش دعوة بحد حاولي بقدر الإمكان تركزي على الحاجات اللي بتحاول تغير نظرتك لأي شئ انتي شيفاه
مي : تمااام
حبيبة : كفاية كدة النهاردة عليكي هنتقابل الاسبوع الجاي في ميعادنا اتفقنا
مي : اتفقنا
في القاهرة
في شقة يونس
محمد وهو يفتح باب الشقة وخلفه يونس يحمل رغد أردف : حمدالله على سلامتك يا بنتي نورت بيتك ، ووجه نظرة ليونس قال : يلا يا يونس
دلف يونس الشقة ولكن تفاجأ ب رد فعل غريب من رغد جسدها يرتعش بخوف
يونس : مالك يا رغد ؟
رغد بنظرات خوف وهي تنظر لكل ركن من أركان الشقة تذكرت الرجل المقنع ، ودخول آسر المفاجئ قالت بخنقة: مش عايزة أقعد هنا بعد اللي حصل الراجل كان عايز …….
يونس بمقاطعة : أنا مش عايزاكي تخافي محدش هيقدر يقرب منك تاااني أنا معاكي ومش هسيبك طول ما انا موجود مش هسمح لأي شئ يضرك يا رغد
محمد بتفهم : دخل مراتك أوضتكم يا يونس
اتجه يونس برغد لغرفتة
رغد : أنا عايزة أروح أوضتي
محمد بأستغراب : سلامتك يا رغد أنتي في أوضتك
يونس وهو يضع رغد على الفراش وهمس في أذنها بصوت منخفض قال : ممكن تسكتي متكلميش هتكشفينا
محمد : خلي بالك عليها يا يونس
يونس : حاضر ، متخافش يا بابا أنا عارف هعمل ايه أنا خدت إجازة من الشغل وهفضل معاها طول الوقت
محمد: ربنا يقويك يا ابني وتعدوا من الأزمة دي ، عايزة حاجة يا رغد ؟
رغد : سلامتك يا عمي تسلم
وتركهم محمد ورحل
رغد : أنت ليه هتقعدني في أوضتك ؟
يونس : شكلك ناسية أن احنا قدام الناس زوجين ، وطبيعي جدا دة مكانك يلا يا رغد ارتاحي دلوقتي الوقت اتأخر عشان بكرة أن شاء الله الدكتورة هتبدأ معاكي الجلسات
رغد : انت هتنام فين ؟
يونس : هنام جمبك يا رغد مينفعش اسيبك في الأوضة لوحدك لو احتاجتي حاجة نادي عليا هقوم علي طول
تسطحت رغد على الفراش ولكن وجدت يونس يقوم بوضع المخدات كحدود فاصلة بينهم بعد أن انتهى تسطح يونس على الجانب الآخر على ظهره وأغمض عيونه
رغد وهي تنظر له وهو مغمض العينين وتنظر للحدود الفاصلة بينهما أتى في ذهنها هل سيأتي يوما وستنكسر هذة الحدود ام لا ؟
يأتي يوم جديد يستيقظ يونس على صوت جرس الباب فينهض من على الفراش بكسل وينظر لهاتفة يجدها الساعة التاسعة صباحاً
يونس بنعاس: مين الرخم اللي جاي على الصبح
نهض بضيق واتجة وفتح باب الشقة
وجد نادية أمامه
نادية بإقتضاب : ساعة عشان تفتح ، رغد فين ؟ صاحية ولا نايمة؟
يونس : صباح النور يا ست الكل ، رغد لسة نايمة
نادية بغيظ : أوعى من وشي كده عايزة أشوف بنتي ،مش كفاية اللي عملته امبارح
ودلفت للداخل
يونس وهو يمسح بيده على وجهه وأردف : الصبر ياااارب
وأغلق باب الشقة والتفت وجد نادية خلفه
يونس بخضة : حضرتك لسه هنا انا افتكرت انك دخلتي
نادية : فاكرني ست متعرفش الذوق ، هدخل كدة واقتحم أوضتكم الخاصة لا طبعا، بتقول ربنا يصبرك المفروض انا اللي ربنا يصبرني مش أنت يلا أدخل صحي رغد وعرفها اني جيت عشان ادخل عندها ……..فيقطع حديث نادية صرخة رغد
يونس ونادية وهما يركضان للغرفة وجدوا رغد ……….