تحسست وجهه وجدت حرارة جسده مرتفعة للغاية بكت وهى تراه بين يديها ساكناً ترتجف شفتيه كمن يشعر بالبرد بيوم قارص البرودة
فطفق يردد قائلا :
–ثراء سامحينى انا أسف انا أسف يا حبيبتى مش قصدى أوجعك أو ازعلك بس غصب عنى
تحركت رأسه يميناً ويساراً كأنه يعلن رفضه عن شئ لا تراه هى انسكبت دموعها على وجنتيها وهى تقول:
–مالك بس يا حبيبى ايه اللى جرالك وايه اللى حصل
حاولت مساعدته فى النهوض حتى وصلت به الى الفراش فارتمى ثانية متراخياً الجسد بحثت ثراء عن هاتفها وجدته قامت بالاتصال على والدها عندما اتاها رده
علا صوتها بخوف قائلة برجاء:
–بابا الحقنى بسرعة يا بابا
انتفض جمال بخوف بعد سماع صوته ابنته المذعور :
–مالك يا حبيبتى فى ايه
–أيسر يا بابا تعبان اوى وحرارته مرتفعة خالص وعمال يخطرف بالكلام ومش عارفة ماله
قالت ثراء جملتها وهى تتحسس جبينه المتعرق نتيجة حرارة جسده
حاول جمال طمئنتها قائلا بحنان:
–حاضر يا حبيبتى جايلك حالا اهدى يا ثراء أنا جاى
ألقت هاتفها من يدها طافت نظراتها بالغرفة تبحث بعينيها عن شئ تجفف به وجهه فجلبت محارم ورقية لتجفف عرقه المتصبب من جبينه بعد عدة دقائق سمعت طرق على باب الغرفة فتحت الباب وجدت والدها ووالداتها
نظرت اليها فيروز قائلة بخوف:
–حبيبتى خير فى ايه وايه اللى حصل لأيسر
حركت ثراء رأسها قائلة بعدم فهم:
–والله ما اعرف يا ماما هو رجع من برا اغمى عليه ووقع على الأرض ولقيت حرارته عالية اوى
فهى حقا لا تعرف ما أصابه أوصله لتلك الحالة اقترب جمال من الفراش يفحصه وبعد ان انتهى ذهب سريعاً الى غرفته وجلب الدواء اللازم وعاد إليهم ثانية فحقنه بإبرة محقن لتخفيف حرارته
فنظر لابنته قائلا بهدوء:
–هو عنده سخونية انا اديته خافض للحرارة وان شاء الله بكرة هيبقى كويس هو ممكن جسمه يسخن تانى اعمليله كمادات لحد ما حرارته تنزل والأحسن لو يلبس هدوم خفيفة علشان جسمه ما يسخنش زيادة متقلقيش يا حبيبتى هيبقى كويس ده دور عادى ممكن أى حد يمرض بيه ويخف بسرعة إن شاء الله بس متنسيش اللى قولتلك عليه ماشى
حركت ثراء رأسها قائلة:
–حاضر يابابا
اقتربت منها فيروز تربت على ذراعها:
–الف سلامة عليه يا حبيبتى ان شاء الله هيبقى كويس ولو عوزتى حاجة رنى علينا وهنجيلك على طول
خرج جمال وفيروز من الغرفة نظرت ثراء لأيسر فتذكرت ما اخبرها اياه والدها فذهبت لغرفة الثياب واحضرت له ملابس بيتيه مريحة
اقتربت منه تناديه بصوت منخفض:
–أيسر أيسر لازم تغير هدومك يا حبيبى أنت سامعنى
كأنه بعالم آخر لا يعى به شئ فعلمت أن محاولتها لطلب مساعدته ستبوء بالفشل فقررت هى ان تساعده بنفسها أقتربت منه رفعت رأسه وكتفيه تريد إراحة جسده على الوسائد الموضوعة خلفه شعرت ثراء بتعب ذراعيها من محاولة سحب جسده
فزفرت قائلة بارهاق:
–أيسر ساعدنى شوية أرجوك
إلا انه لا يستجيب لها بعد عدة محاولات استطاعت أن تجلسه فى الفراش سحبت سترته وفتحت أزرار قميصه تخلعه عنه ولكن قبل أن تساعده فى ارتداء الثياب التى أحضرتها له وجدته يطبق عليها بذراعيه حتى كاد ان يخنقها
فهتفت بصوت مختنق:
–أيسر هتخنقنى أيسر سبنى هموت
حاولت دفعه عنها عبثاً فهو يحيطها كإحاطة السوار بالمعصم شعرت أن أنفاسها على وشك الإنتهاء لم تجد مفر سوى أن تدفعه بقوة على صدره فربما الدقيقة التالية ستكون الاخيرة بحياتها اذا استمر بضمها بتلك القوة ،دفعته بصدره وكلما حاولت التحرر من يده تجده يعود ويضمها اليه اكثر فاكثر
قائلا بهذيان:
–ثراء حبيبتى سامحينى ،أمى أمى خلاص هاخدلك حقك هو لازم يدفع التمن ،خلاص أنا أخدت منه كل حاجة وهرجع حقى منه أمى أمى
لم تفهم شيئا من حديثه الغير مترابط فعن اى حق يتحدث؟ ولماذا يلح فى طلب الغفران منها؟،عندما وجدته يزيح ذراعيه عنها إبتعدت سريعا تلتقط أنفاسها فحتى محاولتها لمساعدته إرتداء ثيابه أفضت بالنهاية إلى فشلها فى فعل ذلك ،ذهبت وأحضرت إناء وضعت به الماء وجلبت منشفة صغيرة بللتها ووضعتها على جبهته ظلت تمسح جسده بالماء لتخفيف حرارته بعد ان اطمأنت قليلا لتحسنه جلست جواره وهى تنظر إليه بتمعن
مسدت على رأسه قائلة بحيرة:
–ياترى يا أيسر بتطلب منى السماح ليه وعملت ايه وايه حكاية برشام الهلاوس ده بقت حاجات كتير مش مريحانى وحاسة ان فى دوامة بس لازم برضه أعرف كل حاجة
استلقى أيسر على شقه الأيمن بعد ان كان مستلقيا على ظهره أقترب منها يلقى بذراعيه حول خصرها فلم تمنعه تلك المرة من ضمها إليه وهى تربت على جسده تحاول بعث الاطمئنان به وهو مازال غير واعيًا لأى شئ سوى انه يريد طلب العفو منها كمن يريد أن يلمس القمر فتساقطت النجوم وبقى القمر بمفرده فهذا هو حاله سينال العفو من الجميع ولن يناله منها فتلك هى الحقيقة الراسخة بنفسه وعقله
________
بأحد الفنادق الفخمة بالقاهرة وقفت جيسكا تحتسى شرابها وهى تقف بالشرفة تتأمل نجوم السماء اللامعة وحركة سير السيارات التى تراها بوضوح من شرفة غرفتها سمعت طرق على باب الغرفة فتركت مكانها لترى من يكون الزائر لها فى ذلك الوقت المتأخر من الليل فتحت الباب تعجبت قليلا إلا انها أفتر ثغرها عن ابتسامة قائلة بترحيب:
–اهلا يا عزام باشا اتفضل
دلف عزام الغرفة أغلقت جيسكا الباب أشارت اليه بيدها للجلوس ،جلس عزام يستريح فى جلسته فأقتربت هى الأخرى تقعد على المقعد المجاور له
نظرت اليه قائلة:
–خير يا عزام باشا ايه سبب الزيارة السعيدة دى
ضم عزام كفيه يشبك أصابعه قبل ان ينحنى قليلا للامام قائلا:
–انا جاي ليكى علشان عايز أعرف تعرفى ايه عن أيسر جوز ثراء بنت أخويا
ابتسمت جيسكا وهى تستند بظهرها للمقعد قائلة بثقة:
–يهمك أوى تعرف يا عزام باشا
زفر عزام قائلاً بحدة:
–جيسكا انا مش فاضى لشغل الفوازير لما كلمتينى وقولتيلى انك عارفة حاجة عن أيسر جيت علشان اعرف فى ايه وايه حكايته ده كمان دلوقتى لما جيت بتقوليلى يهمك تعرف طب كلمتينى ليه
رفعت جيسكا كأسها تنظر لمحتواه قبل ان ترفعه لفمها قائلة:
–الصراحة متخيلتش انك هتاخد الموضوع جد وحتى تجيلى فى وقت متأخر زى ده بس على العموم هقولك برضه
رد عزام قائلا بُعجالة:
–وايه المقابل اللى عيزاه قصاد ده يا جيسكا هتقوليلى مقابل إيه
علت صوت ضحكة جيسكا وهى تقول بغرور:
–عزام باشا أظن انت عارف أنا مين وأبقى بنت مين سورى يعنى فى الكلام انا أغنى منك بمراحل بالرغم من أنكم من أغنى عائلات مصر بس انت عارف بابى يبقى مين فالفلوس دى مبفكرش فيها نهائى انا مش عايزة غير ان انتقم من أيسر على اللى عمله فيا وكسرة قلبى اللى كسرهالى وأنه فسخ خطوبتنا لمجرد أن أخوك عرض عليه يتجوز بنته
أفتر ثغر عزام عن ابتسامة قائلا:
–انا دلوقت فهمت يا جيسكا انا فكرت انك اتقبلتى الموضوع زى أمير بس الظاهر لسه فى كلام تانى فى الموضوع
وضعت حيسكا كأسها على المنضدة أمامها وعاودت النظر اليه:
–أمير عرض عليا ارجع ايطاليا زى ما هو ساب مصر وسافر لندن بس انا عمرى ما سمحت لنفسى ان اتقبل الهزيمة او أن لعبة تخلص قبل ما أنهيها أنا وبطريقتى وشروطى علشان كده فضلت هنا فى مصر انا كده كده هرجع ايطاليا تانى بس مش قبل ما ادمر حياة أيسر
شعر عزام بانتشاء من وجود حليف له ضد أيسر فهو لم يتقبل وجوده بحياتهم ويبحث عن أى وسيلة لاخراجه من دائرة العائلة ،وضع ساق على الاخرى يجلس بارتياح بعد سماعه ما تفوهت به جيسكا:
–تمام يبقى احنا هدفنا مشترك قوليلى يلا اللى عندك انا أساساً مش طايق أيسر وخصوصا لما ثراء جابته الشركة كمان بقى محاصرنى من كل مكان
سحبت جيسكا مظروفا أبيض ألقته على المنضدة أمامه قائلة:
–اتفرج على الصور دى وقولى رأيك يا عزام باشا
اخذ عزام المظروف وهو يرى محتواه شاهد الصور صورة تلو الأخرى
فنظر اليها قائلا بتساؤل:
–مين دى اللى معاه فى الصورة
وضعت جيسكا احدى يديها أسفل فكها قائلة:
–دى بنت اتعرف عليها قريب ومش بس كده لاء دى قاعدة فى شقته القديمة وبيتردد عليها كتير تقريبا بيروح لها يومياً تخيل ان لو ثراء بنت اخوك عرفت ان حبيب القلب يعرف واحدة تانية ومقعدها فى شقته هتعمل ايه وخصوصا انها متعلقة بيه وبتحبه أنا حاطة أيسر تحت عينيا تقريبا عارفة كل خطواته وكل تحركاته ناقص بس اعد عليه انفاسه اللى بيتنفسها
ابتسم عزام على تفكير جيسكا فهى محقة بما قالته وربما تلك هى الفرصة التى سيستطيع بها ابعاد أيسر عن المنزل وعن ابنة شقيقة أيضاً
–وايه المطلوب منى يا جيسكا ما كان بامكانك تعملى ده لوحدك عايزة منى انا إيه
افتر ثغرها عن ابتسامة قائلة:
–انا كل اللى عيزاه يا عزام باشا أن أشوف أيسر بيتعذب لما يشوف كل حاجة ضاعت منه وقبلها مراته اللى هو بيعشقها وبيحس بالوجع لو هى بعدت عنه هو ده كل اللى انا عيزاه وبس
ختمت جيسكا حديثها بضحكة شيطانية وهى ترسم بمخيلتها ما ستؤل إليه أمور أيسر مع زوجته التى عندما تتذكر هى نظرة العشق والهيام بعينيه لها يزداد حقدها بقلبها
هتف عزام بها :
–برضه معرفتش ايه اللى أنتى عيزاه منى
ردت جيسكا قائلة:
–عيزاك تقف معايا قصاد أيسر ولما الصور دى توصل لثراء تقنعها أن فعلا جوزها بيخونها لأن هو بإمكانه أوى يضحك عليها ويقولها أنها صور متفبركة لكن لو ثراء تروح وتشوفه بعينيها ساعتها هتصدق فعيزاك تخليها تشوف كل حاجة بعينها وتشككها فيه بالكلام لما تقولها أنه بيمشى من الشركة بدرى وبتقعد تدور عليه ومش بتلاقيه وبيغيب على ما يرجع البيت عيزاك تزود الشك فى قلبها من ناحيته هو ده المطلوب بس
استحسن عزام حديثها فتلك مهمة بسيطة للغاية فببضع كلمات سيزرع الشك بقلب ابنة شقيقه وربما قريباً سيتخلص من وجود أيسر من القصر والشركة لأنه سيصبح خائن فى عين زوجته وأفراد العائلة كلها فالكل يعرف أن ثراء تكره الكذب والخيانة فما بال اذا اكتشفتها من أقرب الناس إليها ألا وهو زوجها
______
فى الصباح..خرجت ثراء من الحمام بعد أن انتهت من الاغتسال أقتربت من الفراش تحسست جبين زوجها وجدت حرارة عادت لطبيعتها حمدت الله فاتجهت الى غرفة الثياب ارتدت ثيابها وأدت فرضها سمعت طرق على الباب
فتحت وجدت جليلة تنظر لها بابتسامة:
–الفطار يا ست ثراء ست فيروز قالتلى اطلعوهلك علشان مش هتقدروا تنزلوا تفطروا تحت ألف سلامة على الأستاذ أيسر
انحنت ثراء وهى تجر المنضدة المتحركة الموضوع عليها الطعام قائلة:
–الله يسلمك وتسلم ايدك
انصرفت جليلة وضعت ثراء الطعام بجوار الفراش عندما التفتت لزوجها وجدته يفتح عينيه
ينظر اليها قائلا:
–ثراء هو ايه اللى حصل امبارح
أزاح الغطاء عنه وجلس بالفراش وهو يغرز اصابعه بشعره يشعر بوهن
وضعت ثراء الطعام أمامه قائلة:
–رجعت من برا كانت حرارتك مرتفعة بابا ادالك حقنة وبعدين فضلت طول الليل تخطرف بالكلام
رفع رأسه بعد سماع حديثها قائلا بتوتر:
–خطرفت قولت ايه
ابتسمت له ثراء قائلة:
–كنت طول الليل تقولى بحبك
زفر بارتياح الا انه وجدها ترتدى ثيابها تستعد للخروج
–انتى راحة فين يا ثراء
وقفت ثراء أمام المرآة تنتهى من ارتداء حجابها:
–عندى مشوار مهم يا حبيبى مع ضحى هخلصه واجى على طول الفطار اهو أفطر كويس وكمان فى هدوم اهى خدلك شاور وبلاش تروح الشغل النهاردة أرتاح
أرادت الانتهاء والذهاب إلى وجهتها قبل ان تخرج اقتربت منه طبعت قبلة على وجنته قائلة:
–مش هتأخر يا حبيبى هاجى على طول
عندما ابتعدت عن الفراش التقط رسغها فالتفتت اليه ابتسم لها ورفع يدها يقبل باطنها قائلا:
–متتأخريش عليا يا قلبى
سحبت يدها ومن داخلها تشعر بخوف العالم أجمع من تلك الخطوة المقدمة عليها هبطت للطابق السفلى ولكن قبل خروجها تقابلت مع عمها عزام وهو يخرج من غرفة مكتبه فألقت عليه تحية الصباح رغبة منها فى إكمال طريقها إلا انها سمعته يناديها:
–ثراء استنى
التفتت ثراء اليه قائلة بانتباه:
–نعم يا عمو خير فى حاجة
ابتسم عزام قائلا ابتسامة خفيفة:
–هو جوزك فين مش رايح الشغل النهاردة ولا إيه
ردت ثراء:
–لاء هو تعب شوية أمبارح رجع من برا تعبان جايز بيرهق نفسه فى الشغل جامد
ابتسم عزام قائلا بسخرية:
–شغل ايه اللى بيرهق نفسه فيه جوزك يا ثراء مبيقعدش فى الشركة ساعتين على بعض وبيمشى
تسللت الريبة إلى قلبها فكيف ذلك؟ فهو يأتى متأخرا كل ليلة متعللاً بذلك بكثرة العمل:
–ازاى يعنى هو كل يوم يرجع متأخر من الشغل
قطب عزام جبينه قائلا بدهشة مزيفة:
–غريب أوى الكلام ده أنا قولتلك مش بيقعد فى الشركة كتير وبيمشى بدرى جايز بيكون عنده حاجة مهمة انا قولت انه بيرجع بدرى علشان بس كده يبقى بقى…
ترك بقية حديثه معلقاً فلم يفه بكلمة أخرى وتركها واقفة تفكر فيما سمعته منه تحاول جاهدة أن تحارب ذلك الشك الذى بدأ بنهش قلبها وعقلها وصلت الى مرآب السيارات اخذت سيارتها تنطلق بها وهى مازالت تفكر فيما ستفعله اذا أكتشفت شئ يؤذيها ولكن يجب ان تتأكد اولا ظلت طوال الطريق تعصف بها الأفكار حتى وجدت نفسها أمام الحرم الجامعي زفرت عدة مرات للتخلص من التوتر الذى نشب مخالبه بقلبها ترجلت من السيارة أمام كلية التجارة فهى لم تنسى تصريح إحدى الفتيات بأن أيسر يعمل بتلك الكلية دلفت للداخل تبحث عن أى عامل تستطيع سؤاله وجدت احدهم أمام غرفة عميد الكلية
فأقتربت منه قائلة:
–السلام عليكم
نظر اليها العامل قائلا:
–وعليكم السلام ايوة حضرتك اؤمرى حضرتك عايزة العميد
هزت ثراء رأسها نافية وهو تقول:
–لاء هو انا بس عايزة اسألك انت سؤال انت شغال هنا من زمان
ارتشف العامل من كوب الشاى قائلا:
–ايوة شغال هنا بقالى سنين حضرتك بتسألى ليه
اخرجت ثراء هاتفها بحثت عن صورة لزوجها وضعتها أمام عينيه قائلة :
–تعرف الشخص ده
اخذ العامل منها الهاتف يمعن النظر به فهتف قائلا:
–أيوة ده دكتور أيسر دكتور فى قسم ادارة الاعمال بالكلية هنا بس هو الصراحة هو مكنش موجود السنة دى كان واخد إجازة حضرتك بتسألى عليه ليه
كأن أحد صفعها على وجهها فالفتاة لم تكن مخطئة فاذدردت ريقها قائلة:
–طب فى دكاترة تانى موجودين فى قسم ادارة الاعمال
أشار العامل بيده لغرفة جانبية خاصة باعضاء هيئة التدريس بالكلية قائلا:
–الاوضة اللى هناك دى فيها كل دكاترة الكلية
ردت ثراء قائلة:
–شكرا عن أذنك
شعرت بثقل فى قدميها وهى تخطو نحو تلك الغرفة طرقت الباب فانتبه شابين يجلسون بالداخل فرد أحدهم قائلا:
–افندم يا أنسة خير
تقدمت ثراء قليلا قائلة:
–انا كنت بدور على دكتور أيسر أصل انا معرفش شكله كويس وفى حد بعتلى صورة مش عارفة اذا كان هو ولا لاء علشان عيزاه ضرورى
ناولته الهاتف نظر اليه هو وصديقه فهتف قائلا:
–ايوة هو ده أيسر زميلنا هنا فى الكلية بس حضرتك عيزاه فى ايه
ابتسم الشاب الاخر قائلا بمزاح:
–ممكن تكون معجبة ماهو أيسر كل دفعة يدرسلها لازم البنات تحبه
ابتسم الاثنان على تلك المزحة فأخذت ثراء هاتفها تركض هاربة من الغرفة بل من المكان بأكمله وصلت لسيارتها استندت عليها ودموعها تتساقط بغزارة على وجنتيها فهو خدعها وليس لمرة ولكن تلك المرة الثانية التى تكتشف بها خداعه لها وكذبه فلماذا فعل ذلك؟ وماذا يخفى عنها أيضاً؟ فيبدو أنه يمارس عليها خدعة ،فهل كل همسة حب منه كانت أكذوبة جارحة كل ما اخبرها به من عشقه لها لم يكن سوى كلام يردده لسانه شعرت كمن تغرق ولاتعرف السبيل للنجاة فماذا تفعل هى الآن ؟ اخذت سيارتها لتعود للمنزل ولكن ربما عندما تعود تجد تفسيراً لما يحدث
________
عدة طرقات متتالية على باب الغرفة أخرجت أيسر من تفكيره الذى يعصف به من ضرورة إخبار زوجته بكل شئ أذن للطارق بالدخول فدلف حسام يتبعه رضوان وسميرة اقترب ثلاثتهم من الفراش للاطمئنان عليه
جلست سميرة على حافة الفراش تربت على يده قائلة بلهفة:
–ألف سلامة عليك يا حبيبى احنا عرفنا انك كنت تعبان امبارح انت عامل ايه دلوقتى
ابتسم لها أيسر يطمئنها:
–الحمد لله بقيت أحسن
اقترب منه رضوان هو الآخر يربت على كتفه بحنان:
–بعد الشر عليك يا أيسر شفاك الله وعفاك
رفع أيسر يده يربت على يد رضوان الموضوعة على كتفه قائلا بابتسامة:
–تسلم يا جدى ربنا ما يحرمنى منكم أبدا
طالعه حسام بهدوء فأطلق تنهيدة قوية قائلاً برجاء:
–ألف سلامة عليك يا صاحبى بس ارجوك يا أيسر لازم تقول لثراء على كل حاجة لما جت سألتنى أتهربت منها عايزك أنت اللى تقولها وتفهمها ومتنساش هى دلوقتى بقت أختى وبرضه خايف عليها صارحها بكل حاجة وأنا برضه هقف جمبك بس مش عايز اختى تتخدع أكتر من كده ماشى يا أيسر
كأن حسام قرأ افكاره فهو كان بنيته اخبارها بكل شئ لدى عودتها من الخارج
–انا كنت بفكر فى كده يا حسام وخلاص لما ثراء ترجع من برا هقولها قول حاجة
زادت ابتسامة حسام وربت على كتفه يدعمه بصحة قراره:
–أحسن حاجة تعملها أنا وجدى وتيتة هنروح الحارة علشان أنت عارف عفيفى قرب يتجوز فكان محتاجنى معاه وهنرجع بالليل ماشى
افتر ثغر أيسر عن إبتسامة خفيفة:
–تمام يا حسام وهعمل كل اللى قولت عليه
خرج حسام من الغرفة يرافقه رضوان وسميرة بعد أن تأكد من نية أيسر فى إخبار شقيقته بحقيقته كاملة
فى ذلك الوقت..قبل أن تخرج صافى إلى عملها كما اعتادت ان تفعل كل يوم وجدت جدتها مغشياً عليها مرة اخرى جثت بجوارها تحاول افاقتها
–تيتة تيتة فى ايه أصحى
لم تفيق فريدة شعرت صافى بالقلق البالغ بدون تفكير سحبت هاتفها تبحث عن رقم هاتف أيسر اتاها الرد بعد قليل فهتفت بلهفة:
–استاذ أيسر الحقنى تيتة مغمى عليها تانى ومش راضية تفوق الحقنى الله يخليك
ترك أيسر ما يفعله واجابها قائلا:
–شوية وهكون عندك حاولى تفوقيها وانا هجيب الدكتور واجى
انهى مكالمته معها ارتدى ثيابه بالرغم من إرهاقه مما حدث له بالأمس الا ان ذلك لم يمنعه من الذهاب اخذ طبيب وذهب اليهن
طرق الباب فتحت صافى بلهفة:
–ده الدكتور اتفضل يا دكتور معايا بسرعة
دلف الطبيب برفقة أيسر وصافى الى غرفة فريدة بعد فحصها وتوقيع الكشف الطبي اللازم لها نظر اليهم الطبيب قائلا:
–اهدوا ان شاء الله خير وهى هتبقى كويسة هى بس ضعفانة شوية والظاهر الانيميا عندها حادة علشان كده هكتبلها على فيتامينات ومقويات علشان تتحسن وياريت تعملولها التحاليل دى
اخذ منه أيسر الورقة المدون بها اسماء الأدوية قائلا:
–شكرا يا دكتور اتفضل معايا
خرج الطبيب من الغرفة يرافقه أيسر جلست صافى بجوار جدتها حتى استعادت وعيها فنظرت اليها صافى بابتسامة تغشتها دموعها قائلة:
–الف سلامة عليكى يا تيتة كده تخضينى وترعبينى عليكى
ربتت فريدة على يدها بابتسامة واهنة:
–الحمد لله قدر ولطف
دلف أيسر بعد أن أحضر الادوية اللازمة من الصيدلية قائلا:
–الف سلامة عليكى يا حاجة فريدة ده الدواء أهو
تركه على الكومود بجوار الفراش خرج من الغرفة يريد الذهاب الا انه شعر بالدوار فجلس حتى يستعيد توازنه
تعجبت صافى قائلة:
–استاذ أيسر مالك فى ايه
أسند أيسر رأسه على الجدار خلفه قائلا وهو مغمض العينين:
–مفيش بس دماغى لفت شوية
رأت صافى ملامح وجهه المرهقة فربما كان مريضاً فاستغبت تصرفها باحضاره الى هنا وهو يبدو عليه الإعياء هو الاخر فهتفت قائلة:
–هعملك حاجة تشربها
ذهبت صافى الى المطبخ ومازال هو جالساً مكانه فقدميه حتى لاتسعفه فى الوقوف فظل مكانه ريثما يستعيد توازنه ويغادر عائداً إلى زوجته بعد دقائق خرجت فريدة من الغرفة بعد ان شعرت بالتحسن قليلاً جلست بجوار أيسر وهو مغمض العينين قائلة بصوت منخفض:
معلش يابنى لو كنا ازعجناك وأنت باين عليك أنك تعبان
فتح أيسر يعينيه يبتسم لها قائلا بهدوء:
–ولا يهمك المهم أنك بقيتى أحسن وتعملى التحاليل اللى طلبها الدكتور وتاخدى الدوا وهتبقى إن شاء الله كويسة
اشتدت آلام رأسه وشعر بالحرارة تغزو جسده ثانية فأراد الذهاب للحمام لعله عندما يغمر رأسه بالماء ستخف حرارته قليلا
–ممكن بس ادخل الحمام
اشارت له فريدة بيدها قائلة :
–أه يا بنى اتفضل ده بيتك أنت واحنا ضيوفك
لم يمهل نفسه دقيقة أخرى فذهب للحمام فتح الأزرار العلوية لقميصه وشمر عن ساعديه وضع رأسه أسفل صنبور المياه يكاد يشعر بالاختناق من تدفق المياه على رأسه ولكنه يريد أى شئ يمنحه الراحة ويسكن تلك الآلام الشديدة التى أحتلت جسده جراء إصابته بالحمى
________
عادت ثراء الى المنزل وهى تمشى بخطوات بطيئة تشعر بأنها تائهة حائرة لا تعرف سبيل تسلكه فقدميها تسوقها الى اى مكان وصلت الى غرفتها حمدت الله انها لم تقابل احد اثناء وصولها دلفت الى الغرفة اغلقت الباب خلفها تستند عليه مغمضة العينين الا انها نظرت بداخل الغرفة لم تجد أيسر فأين ذهب فهو مدين لها بالعديد من التفسيرات الا انها لمحت تلك الحقيبة الجلدية الخاصة به أقتربت منها بدون تفكير تفتحها نظرت بداخلها وجدت العديد من الأوراق ظلت تقلبها بين يديها حتى وقع بصرها على ورقتين عندما قرأت محتواهم لم تصدق ما تراه او تقرأه فهل حدث ذلك فعلا منه
فهتفت بصوت تخللته صدمتها قائلة:
–معقول أيسر يعمل كده مستحيل ازاى يعمل كده
هتف بها عقلها قائلا ..هل مازال قلبك السخيف يبحث عن أعذار فكل شئ بين يديكى فتلك هى الحقيقة البشعة التى أخفاها عن الجميع وهى أولهم
أصدر هاتفها صوتاً يعلن عن وصول رسائل لها فتحت الهاتف تنظر لتلك الصور المرسلة اليها فتلك هى صور زوجها مع فتاة اخرى
قرأت الرسالة النصية المرسلة بدهشة:
–شوفتى بقى حبيب القلب مقضيها ومش مضيع وقت لو عايزة تتأكدى هو موجود معاها دلوقتى فى شقته القديمة
قضت الرسالة على ما تبقى بداخلها من هدوء وروية لم تنتظر دقيقة أخرى فركضت خارج غرفتها تريد الذهاب الى شقته لتأكد مما قراءته ورأته وصلت الى سيارتها ثانية تقودها تلك المرة بسرعة كأنها بسباق للحياة فاليوم هو يوم الكوارث التى حلت على رأسها تباعاً وصلت الى الحى الذى تقع به شقته القديمة فهى مازالت تتذكر العنوان صعدت درجات السلم بسرعة حتى أنها اصطتدمت بأحد السكان ولكنها لم تأبه لذلك فكل ما تريده أن تصل الى الشقة وصلت اليها وقفت امام الباب صدرها يعلو ويهبط ارتعشت يدها وهى تمدها لدق الجرس ظغطت عليه باصرار ولم تكتفى بذلك بل طرقت الباب أيضاً
فتحت فريدة الباب بابتسامة قائلة:
–ايوة يا حبيبتى عايزة مين
نظرت ثراء خلفها لترى اذا كان زوجها بالداخل ام لا ولكنها لم تراه فدلفت الشقة قائلة:
–أيسر فين
وجدته يخرج من الحمام رأسه يقطر ماءًا مشمراً عن ساعديه ووجدت صافى تخرج من المطبخ تبتسم له قائلة:
–يلا انا عملتلك حاجة تشربها وحاجة تاكلها بالهنا والشفا
تيبست قدماه وهو يرى زوجته تقف بمنتصف الصالة تنظر اليه بعينان دامعتان فهتف بصوت متحشرج:
–ثراء
لم تنتظر ان تسمع كلمة اخرى ركضت تفر هاربة من المكان ركض خلفها يناديها:
–ثراء استنى ثراء ثراء
لم تعر منادته لها انتباه وصلت لسيارتها تديرها تنطلق مغادرة لم تكف عينيها عن ذرف الدموع وصوت شهقاتها تعلو أكثر فأكثر وصل هوالاخر لسيارته يتبعها يحاول ايقافها زاد من سرعة قيادة السيارة حتى يستطيع اللحاق بعها أصبحت سيارته بمحاذاة سيارتها
فهتف لها مترجيا:
–ثراء حبيبتى وقفى العربية ثراء انتى فاهمة غلط وقفى العربية وهشرحلك كل حاجة يا حبيبتى علشان خاطرى وقفى العربية ثراء اسمعينى
لم تطيق سماع صوته فزادت من سرعة السيارة لتتجاوزه فهى حتى أصبحت لا تريد رؤية وجهه
فطفقت تردد ببكاء:
–كداب وغشاش وخاين ضحك عليا وخدعنى
لا تعلم كيف وصلت إلى المنزل بتلك السرعة التى كانت تقود بها سيارتها ترجلت من السيارة حتى انها لم تغلق بابها ركضت حتى وصلت إلى غرفتها كمن تفر هاربة من شبح يتبعها دلفت إلى الغرفة وضعت يدها على فمها تكتم صوت بكاءها لم تتحمل قدميها الوقوف فسقطت جالسة بجوار الفراش فاستندت برأسها على حافته لم يمر وقت طويل حتى وجدته يدلف إلى الغرفة وجدها تجلس على الارض تبكى ركع بجوارها وضع يده على كتفها فنفضت يده عنها بحدة
قائلة وهى تصرخ بوجهه:
–ابعد عنى ما تلمسنيش يا كداب يا خاين يا غشاش
حاول التخفيف من ثورتها عليه فأحاط وجهها بين يديه قائلا بلهفة:
–حبيبتى بس اهدى واسمعينى أنتى والله العظيم فاهمة غلط مفيش حاجة من اللى بتفكرى فيها دى صدقينى انتى حبيبتى يا ثراء
عندما حاول جذبها اليه يضمها لصدره دفعته بكل قوتها تبعده عنها قائلة:
–فاهمة غلط فعلا انا كنت فهماك غلط يا دكتور أيسر دى كمان غلط طلعت بتضحك عليا أنا روحت الكلية وسألت عنك وعرفت أنك دكتور فى كلية التجارة وكمان عمى قالى أنك مش بتقعد فى الشركة وكل يوم بتمشى بدرى كنت بتروحلها كنت بتخونى يا أيسر وتروحلها طب اتجوزتنى ليه وأنت فى حياتك واحدة تانية لييييييييييه رد عليا
ألجمت صدمة معرفتها بمهنته الحقيقية لسانه إلا انه حاول نفى تلك التهمة عنه بأنه يخونها :
–حبيبتى والله العظيم ما خونتك ولا أنا بحب واحدة غيرك دى بنت كنت بساعدها هى وجدتها بس مش أكتر من كده وغلاوتك أنتى عندى يا نور عيونى
وضعت يدها على أُذنيها تصرخ به قائلة بصوت هادر:
–بس اسكت بقى وبطل كلامك ده اللى كنت بتضحك بيه عليا خلاص انا مش هصدقك فى حاجة تانى خلااااص
ربما إرتعد هو من حدة صوتها فهو منذ معرفته بها لم يراها بتلك الحالة حتى صوتها العالى تلك هى المرة الأولى التى يختبر بها غضبها العارم
حاول جعلها أن تكف عن الصراخ بوجهه امسكها من كتفيها فحاولت نفض يده عنها إلا انه أحكم ضمها إليه فحاولت الفرار من حصار ذراعيه فقامت بدفعه بصدره غير أبه بوهن جسده جراء اعياءه الشديد ليلة البارحة
ظلت تدفعه بيديها وهى تردد بغضب أعمى:
–ابعد عنى وشيل ايدك دى عنى متلمسنيش أبعد عنى بقولك مش عايزة أشوف وشك ولا حتى أسمع صوتك
حررها من بين ذراعيه لعلها تهدأ ولكنها نهضت من مكانها خرجت أمام باب الغرفة تصرخ عاليا:
–بابااا مامااا
انتبه كل من فى المنزل على صوت صراخها فصعدوا جميعهم إليها عادت للغرفة ثانية وهو مازال واقفا لا يعرف ماذا تفعل؟ دلف سكان القصر
فأقتربت فيروز من ابنتها تشعر بالقلق وهى ترى حالة ابنتها المزرية من كثرة البكاء:
–حبيبتى فى ايه ومالك بتصرخى ليه كده ايه اللى حصل
نظرت ثراء للحاضرين قائلة :
–كويس انكم كلكم جيتوا علشان تعرفوا حقيقة البيه اللى مخبيها عنا كلنا وكدبه وغشه لينا
افتر ثغر عزام عن ابتسامة فهو على الأرجح يعلم ماذا حدث ؟فربما جيسكا أرسلت الصور كما هو متفق عليه
فأقترب جمال منها يحاول ان يعى ما تقول ابنته:
–ثراء فى ايه احنا مش فاهمين حاجة
أقتربت من والدها ترتمى باحضانه باكية وهى تشير لزوجها قائلة:
–أيسر يا بابا طلع بيخدعنى وبيخونى ضحك عليا يا بابا ضحك علينا كلنا
زادت وتيرة بكاءها فهى ولا شك ستصاب بانهيار عصبي
حاول والدها طمأنتها قائلا:
–اهدى بس يا حبيبتى وقوليلنا فيه إيه
عندما حاولت الكلام أقترب منها أيسر قائلا:
–ثراء قولتلك انتى فاهمة غلط وانا هشرحلك كل حاجة
ابتسمت ثراء بسخرية قائلة:
–هتشرح ايه ولا ايه يا أيسر قولهم أنت مين قولهم أنك دكتور فى كلية التجارة وانك مش حارس ولا خريج تربية رياضية زى ما قولتلنا قولهم أنك كنت بتدينى حبوب هلوسة علشان افتكر إن إحنا متجوزين بجد وانت أساسا ملمستنيش قولهم انك حولت كل الاملاك اللى كانت باسمى لاسمك وانك مضيت عمى عزام على تنازل عن نصيبه فى الاملاك هو كمان وانك بقيت انت الوحيد المالك لكل حاجة تخص عيلة الرافعى
شلت صدمة تلك الاعترافات أطراف الجميع فالكل ينظر لأيسر بعدم استيعاب لما سمعوه للتو ولكنه شعر بغرابة ذلك التصريح الذى أدلت به ثراء من كونه يضع لها أقراص تسبب لها هلاوس سمعية وبصرية
فهتف بصوت منخفض :
برشام هلاوس ازاى دى حصل
لم يفيق من خضام تفكيره وحديثه مع نفسه إلا على عزام يقترب منه يمسكه من تلابيب ملابسه قائلا:
–انت عملت ده كله مضتنى انا عن تنازل عن املاكى
نظر عزام لشقيقه جمال قائلا:
–شوفت يا جمال شوفت اخرة طيبة قلبك وصلتنا كلنا لفين جبت واحد من الشارع وجوزته بنتك وهو اصلا واحد خاين
صدمة حديث عزام اعادت جمال للواقع فأقترب من أيسر هو الآخر قائلا :
–أنت يا ايسر تعمل كل ده فى بنتى وفينا ليه ده كله علشان الطمع كنت قول وانا هديك اللى انت عايزه من غير ما تكسر قلب بنتى وتهدم حياتها بس فعلا انا اللى غلطان لما رخصت بنتى وجبتها لحد عندك تتجوزها انا اللى غلطان
صرخ جمال بوجهه بتلك الكلمات فحاول أيسر أن ينفى عنه ما يقولون فهتف به قائلا:
–دكتور جمال اسمعنى بس..
رد عزام قائلا:
–يسمع منك ايه تانى يسمع كدبك تانى علينا بس واحد زيك انت يضحك علينا كلنا تضحك على عزام الرافعى اللى عمره ما فى حد قدر يلعب عليه او يضحك عليه انت نهايتك هتبقى على أيدى
نظر جمال لابنته التى انكمشت باحضانه ولا تكف عن البكاء كل دمعة من عينيها شعر بها أيسر كنيران أشتعلت بقلبه أقترب منها يريد أن يفهمها حقيقة كل ما حدث عندما حاول سحبها من أحضان أبيها
وجد جمال ينفض يده بعيدا عنها يحذره من الاقتراب منها:
–ابعد ايدك عنها ومتقربش منها وزى ما انا اللى سلمتك بنتى واستأمنتك عليها انا برضه اللى مش هخليك تقربلها بنتى اللى عاشت حياتها كلها مفيش مرة حد زعلها ولا دمعة نزلت من عينيها جيت انت وحطمتها وكسرت ثقتها الظاهر فعلا عزام كان عنده حق فى كل اللى قاله عنك
نظر أيسر لعزام بكره وهو يراه يقف بجوار شقيقه كمن نصب له محكمة وأصدر الحكم عليه بالموت ولكن هو من كان السبب بكل ما حدث
فخرج عن صمته قائلا:
–اهو عزام اخوك ده برضه السبب فى كل اللى عملته والسبب فى ان انا اضحك عليكم واغشكم واخبى حقيقى عنكم هو السبب فى وجعى وعذابى حتى من قبل ما أجى على الدنيا دى ايه انا عملت كل اللى قالت عليه ثراء بس عايزين تعرفوا انا عملت ليه كده هقولكم علشان ده حقى اللى عزام باشا نكره عليا وخلانى أنا وأمى نعيش متمرمطين وهو عايش فى عز وأكل حقى وحق امى عارفين انا ابقى مين انا برضه من دمكم ولحمكم أنا من العيلة دى وشايل دمها أنا أبقى أيسر هاشم الرافعى أنا أبن أخوكم
صدمة تلو الأخرى فهذا اليوم يوم تاريخى بحياة هذه العائلة فاليوم تم كشف الستار عن ذلك السر الذى ظل أيسر يحتفظ به حتى يحين موعد البوح به ولكن ربما جاءت النهاية أبكر مما كان يظن فهو يعلم حتى اذا ربح جولة فخسر الاخرى..!!!
يتبع…!!!!!!
اترك رد