صدمة تلو الأخرى فهذا اليوم يوم تاريخى بحياة هذه العائلة فاليوم تم كشف الغطاء عن ذلك السر الذى ظل أيسر يحتفظ به حتى يحين موعد البوح به ولكن ربما جاءت النهاية أبكر مما كان يظن فهو يعلم حتى اذا ربح جولة فخسر الاخرى
نظر جمال لعزام وظل كل منهم يطالع الآخر بصدمة بعد سماع ما قاله أيسر
فهتف جمال بصدمة قائلا:
–ابن اخونا هاشم طب ازاى وهاشم مات ومتجوزش
أفتر ثغر أيسر عن ابتسامة محمولة بأوجاع وألام قائلا:
–لاء كان متجوز يا عمى وانا ابقى ابنه ومحدش كان يعرف الا عزام باشا اللى خبى الحقيقة عن الكل
شلت صدمة أعتراف أيسر بهويته الحقيقة أطراف عزام فعندما رفع رأسه وجد الجميع ينظرون له فى انتظار تفسير ما سمعوه للتو إلا انه ظل صامتاً،
طالعه أيسر بتحدى أن ينكر ما قاله الآن فاستطرد هو قائلا:
–طبعا مش قادر تتكلم يا عزام باشا بس هتكلم أنا الحكاية كلها بدأت لما هاشم اخوكم حب بنت كانت بتشتغل عندكم هنا فى البيت حورية لو تفتكرها يا دكتور جمال بنت جميلة ويتيمة ملهاش حد هى كمان حبيته اتجوزوا على سنة الله ورسوله بس فى السر علشان ابوكم كان راجل جبار ولو كان عرف كان هيأذيها بعد فترة أمى حملت فيا كان لازم يشوفوا حل لأن فى طفل هييجى للدنيا فى اليوم اللى أبويا قرر فيه يقول لجدى واخدها معاه علشان يعترف بجوازهم للكل عمل حادثة كانت هى معاه فى المستشفى وصل عزام باشا بس علشان يشوف اخوه فأعترفله بكل حاجة وقاله ان حورية تبقى مراته وحامل بعدها بدقايق مات ساعتها عمى عزام قال لامى انها تختفى ومتجيبش سيرة لحد انها كانت متجوزة هاشم الرافعى وانهم مستحيل يعترفوا باولاد الخدامين حتى انه اتهمها انها بتكذب وان الحمل مش من اخوه وانها كانت بتعمل كده علشان تدبسه فى جوازه منها طبعا هى كانت عارفة جبروته خافت وهربت من البيت لحد ما ولدتنى جيت على الدنيا وانا معرفش حد غيرها فضلنا ننقل من مكان لمكان مكنش أعرف غير ان أسمى أيسر هاشم الرافعى بس هو مين مكنتش أعرف كانت دايما تقولى انه واحد ومات اتمرمطت علشان تربينى وتعلمنى وبسبب جمالها رجالة كتير طمعوا فيها حافظت على نفسها بقت تدور على اى شغلانة علشان تصرف عليا ولما كبرت وقدرت اساعدها بقيت ادرس واشتغل فى نفس الوقت لحد ما دخلت الجامعة اخترت كلية اقدر اذاكر واشتغل فى نفس الوقت دخلت كلية تجارة واتخرجت واتعينت معيد لحد ما أمى جالها سرطان كان علاجها محتاج فلوس كتير وأنا كل اللى كنت بكسبه من شغلى فى الجامعة والشركة اللى كنت بشتغل فيها بصرفه على علاجها وانا كل ده معرفش ان انا ابن العيلة دى وان كان المفروض امى وانا نعيش هنا لحد ما فى يوم كانت خلاص بتموت كنت معاها فى المستشفى انا وحسام وجدى رضوان ومراته وحكتلنا على كل حاجة وساعتها عرفت أنا ابن مين وأهلى مين زادت النار فى قلبى والكره لما عرفت ان بسبب قلة ضمير عمى عزام شوفت الذل انا وأمى راقبت كل واحد فى العيلة دى وعرفت عنكم كل حاجة بس ملقتش فرصة ادخل بيها البيت غير عن طريق ثراء لأنها هى الوحيدة اللى بتخرج فى أى مكان من غير ما تعمل حساب أنها بنت ناس أغنيا كانت عيشاها ببساطة فضلت متابعها لحد ما فى يوم القدر خدمنى ولقيتها فى اتنين بيجروا وراها وساعتها طلبت منى أن انقذها منهم ولما طلبت منى يا دكتور جمال اكون الحارس الشخصى ليها قدمت على اجازة فى الكلية علشان اقدر اجى اعيش معاكم هنا وأعرف ارجع حقى تانى لأن انا ليا تلت أملاك العيلة دى كلها وكنت عايز أخد حقى وحق أمى
رفعت ثراء رأسها عن صدر أبيها تطالعه بعينان باكيتان قائلة:
–يعنى ضحكت عليا ووهمتنى انك بتحبنى علشان بس ترجع حقك طب ليه تعمل فيا كده أنا عملت فيك إيه علشان تأذينى بالشكل ده
حرك رأسه باصرار نافياً ما تقوله فهتف قائلا بلوعة:
–ابدا والله انا بحبك يا ثراء صدقينى والله بحبك ومحبتش حد غيرك يمكن فى الأول كنت عايزك علشان ادخل العيلة دى بس من أول ما شوفتك حبيتك صدقينى
وضعت يدها على أذنيها غير راغبة فى سماع أى كلمة منه فهى لا تصدق ما يتفوه بعد ما حدث منه فهتفت بصوت باكى:
–كفاية بقى يا أيسر كفاية لحد كده مش عايزة أسمع منك كلمة تانى ارجوك اسكت بقى كفاية كلام
حاول عزام أن ينفى ما قاله أيسر قائلا:
–هو أنت مفكر ان احنا هنصدق اللى بتقوله ده انت جاى تألف علينا وتكدب علشان نعديلك اللى عملته لاء اصحى فوق شوف انت بتتعامل مع مين دا أنا عزام الرافعى
كان هذا اكثر مما يتحمله وجد أيسر نفسه يقترب منه صارخاً بوجهه قائلا:
–أنت لسه هتنكر تانى أنت السبب فى كل البلاوى اللى حصلت فى حياتى ولو عايزين تتأكدوا من كلامى أدى بطاقتى وشهادة ميلادى وقسيمة جواز أمى وأبويا
أخرج أيسر كل الأوراق التى بحوزته التى تثبت صحة كلامه اخذها منه جمال يجيل ببصره فيها فرفع رأسه عندما عاد أيسر يستطرد قائلا:
–وأنت يا دكتور جمال زى ما اقدرت تعرف ان حسام ابنك تقدر تعرف اذا كنت انا ابن اخوك ولا لاء وأنا على استعداد اثبت ده وأثبت نسبى لعيلة الرافعى ولأخوكم هاشم
زاغت نظرات عزام عن أعين الجميع فهو متيقن الآن أن ذلك الشاب هو ابن شقيقه الراحل الا انه يحاول ان ينفى ذلك حتى لا يخسر كل شئ دفعة واحدة فزوجته وابناءه ينظرون إليه بخزى فحتى زوجته المتعجرفة استهجنت ما فعله،حرك شهاب رأسه بشفقة وهو يشهد على موقف تلو الاخر يصيبه بالصدمة ان هذا الرجل هو أبيه فهل كل ما كان يفعله ستار يوارى خلفه طباع وحقيقة بشعة
هتف شهاب بوالدته وشقيقته قائلا بعينان توشك على البكاء مما أكتشفه عن أبيه:
–يلا يا ماما يلا يا ميرا
دمعت عين ميرا وهى ترى ابيها اليوم بذلك المشهد المخزى فلماذا فعل كل هذا أمن أجل المال فأقتربت منه قائلة بدموع:
–بابا معقول أنت عملت ده كله أنت ظلمت حد وأكلت حقه عملت كده فى ابن أخوك خليته يعيش حياته متعذب هو ومامته وأنت عايش فى عز علشان مامته كانت بتشتغل عندكم تقوم تظلمها بالشكل ده
اذدرد عزام لعابه فهو لا يجد ما يقوله فظل صامتا فأقترب منها شهاب يسحبها من مرفقها يخرجها معه من الغرفة قائلا:
–يلا يا ميرا مفيش فايدة للكلام ده دلوقتى كبيرنا طلع ظالم
اتسعت حدقة عين عزام وهو يستمع لما قاله أبنه فهم برفع يده ليصفعه على وجهه لما تفوه به قائلا:
–اخرس انت ناسى ان انا ابوك
هوى بيده على وجه شهاب الذى لم تزده صفعة والده سوى شعوره بالخزى:
– للأسف أنت أبويا وربيتنى علشان أبقى زيك بس كويس أنت مكملتش فى طريق الجبروت بتاعك
خرج شهاب من الغرفة يجر شقيقته معه التى لم تكف عن البكاء فتبعته والدته يليها عزام وظل جمال وزوجته برفقة ابنته وزوجها لا يعرف ماذا يفعل هو الآن ؟ فأقتربت فيروز من ابنتها التى ظلت صامتة مشدوهة من تلك الحقائق التي سمعتها اليوم ربتت عليها بحزن قائلة:
–حبيبة ماما تعالى معايا علشان ترتاحى شوية
عندما حاولت سحبها معها لم تتحرك ثراء من مكانها وكأن قدميها فقدت الحياة ولا تشعر بهما فسقطت جالسة على الأرض باكية
–رجلى يا ماما مش حاسة بيها
جثت فيروز بجوارها هى وجمال وهم يرون أبنتهم بتلك الحالة المروعة ،فزع أيسر مما سمعه فهو يخشى أن يكون أصابها مكروه فأقترب منها سريعا يتحسس قدميها بلهفة :
–حبيبتى مالك فى ايه رجلك مالها
نفضت يده عن قدميها تنظر اليه بحدة قائلة:
–أبعد أيدك عنى ومتلمسنيش تانى خلاص اللعبة خلصت وخدت حقك مبقاش ليه لزوم التمثيل أكتر من كده
خانتها عينيها لتتجمع بها عبراتها مد أصابعه يمسح دموعها قائلا:
–سامحينى يا قلبى أنا أسف على الوجع اللى سببتهولك بس وجعت نفسى قبل منك يا ثراء
عن أى وجع هو يتحدث الآن ؟ فهو ذبح قلبها ومشاعرها أنتزع منها أحلامها أسندها والدها ووالداتها حتى جلست بالفراش ذهب جمال سريعا الى غرفته يحضر دواء لها فعاد ثانية بيده ابرة محقن قائلا:
–حبيبتى انا هديكى حقنة هتريحك وحاولى تنامى شوية وبلاش ضغط على أعصابك يا حبيبتى ماشى
حقنها والدها ظلت والداتها جالسة بجوارها تربت عليها وهى باكية أيضًا أقترب جمال من أيسر يسحبه من مرفقه يجره معه قائلا:
–أنت ابعد عنها دلوقتى وسيبها فاهم ابعد عن بنتى يا أيسر
أخرجه خارج الغرفة واغلق الباب بوجه وعاد لابنته ثانية ظل أيسر واقفا على الباب يجاهد على الا تسقط دموعه ولكن هيهات فهو فلن يستطيع اختزانها أكثر من ذلك سمع وقع اقدام خلفه فمسح عينيه سريعا التفت وجد حسام ورضوان وسميرة يبدو أنهم عائدون من الخارج أقترب منه حسام قائلا:
–مالك يا أيسر واقف كده حصل حاجة
علم رضوان أن ربما انكشفت حقيقته فهتف قائلا:
–هم عرفوا يا أيسر عرفوا كل حاجة
هز أيسر رأسه بضعف قائلا:
–أيوة عرفوا كل حاجة وخسرت برضه كل حاجة ثراء مش طايقة تبص فى وشى او تسمع صوتى هى او عمى جمال
أقترب منه رضوان يواسيه قائلا:
–ان شاء الله كل حاجة هتتصلح يا أيسر أقترب منه حسام قائلا هو الآخر:
–أنا هدخل لثراء هفهمها كل حاجة لازم ثراء تعرف أنك معملتش كده بمزاجك وأنك بتحبها يا أيسر
عندما حاول ادارة مقبض الباب منعه أيسر من فعل ذلك حرك رأسه قائلا بأسف:
–بلاش دلوقتى ياحسام اختك تعبانة بلاش نزود تعبها خليها ترتاح وبعدين نتكلم معاها ونفهمها وممكن تسامحنى
هو يعلم أنه لن يعود شئ كما كان فتلك النظرة بعين زوجته أخبرته صراحة عن مدى تلك الصدمة التى خلفها هو بنفسها من أفعاله النكراء معها
دار عزام حول نفسه بغرفة مكتبه وهو لا يصدق ما حدث اليوم فكيف عاد اليه الماضى الذى حاول هو اخفاءه ونسيانه فهو كان يظن أن ذلك الماضى طويت صفحته بعد هروب زوجة شقيقه الراحل فهو لم يعلم شئ عنها فهو فرح بهروبها ظنا منه انها كانت تمارس خدعة على شقيقه لتتضح الأمور كلها الآن وأن شقيقه هاشم لديه إبن ولكن تذكر أيضاً أن ذلك الشاب المدعو ابن أخيه اخذ منه كل شئ يملكه فهو الآن لا يملك شيئا ظلت افكاره تصارعه حتى فتح باب الغرفة تدلف زوجته نفخ بضيق وهو يراها تدلف تنظر اليه بحدة قائلة:
–هو ايه اللى حصل ده يا عزام أنت عملت كل ده
أطاح عزام بكل ما يوجد على سطح مكتبه صارخا بها:
–بقولك ايه يا لبنى ده مش وقتك أنتى كمان سبينى لوحدى اخرجى برا برااااااا
لم تأبه لبنى لصراخه بها فأقتربت أكثر منه وهى تصرخ به بحدة مماثلة:
–بطل تصرخ فى وشى وشوفلك حل فى المصايب اللى وقعت على راسنا انت دلوقتى مبقتش تملك اى حاجة اللى بيقول انه ابن اخوك ده اخد كل حاجة ومش منك بس لاء ومن مراته كمان يعنى كل أملاك عيلة الرافعى بقت فى ايده هو وبس
ما كان لها أن تذكره بكل هذا فهو لم ينسى فغضبه يعميه الآن ارتمى على المقعد خلفه يضع رأسه بين يديه يبحث عن حل او مخرج من ذلك المأزق الذى وضع به نفسه
________
طالعت فريدة صافى بضيق نوعا ما وهى تراها تتجول بالصالة مجيئة وذهاباً منذ خروج أيسر خلف تلك الفتاة التى لا يعرفن من تكون هى
فتركت فريدة مكانها تقترب منها تمسكها من مرفقها تديرها إليها قائلة:
–وبعدين معاكى يا صافى فى ايه راحة جاية راحة جاية لما دماغى لفت وراكى فى ايه ما تهدى شوية
أطرقت صافى رأسها أرضاً تحاول الهرب من نظرات جدتها التى رأت بها ضيقها وغضبها مما تفعل فحاولت التبرير قائلة:
–مفيش حاجة يا تيتة انا بس خايفة لنكون سببناله مشكلة مع البنت اللى كان بيجرى وراها واحنا منعرفش هى مين
لم تقتنع فريدة بما تقوله فهى على دراية بأن ليس هذا ما يقلقها فهتفت قائلة:
–والله يا صافى انتى مفكرة ان هصدقكأنا مش داخل دماغى كلامك ده
حاولت صافى اقناع جدتها يما تقوله:
–صدقينى يا تيتة والله هو ده قصدى
رفعت فريدة وجه صافى تتفرس بملامحها قائلة بهدوء:
–صافى هو أيسر أينعم راجل وشهم ومشفتش فى اخلاقه بس زى ما قولتى منعرفش عنه حاجة خالص جايز عنده مشاكل كتير فى حياته بلاش تعقديهاله أكتر
انزعجت ملامح صافى بغضب طفيف فهى لا تريد به سوءا سوى معرفة من تكون تلك الفتاة التى ركض خلفها هكذا وهو يناديها فاصراره على اللحاق بها أنبأها بأن هناك خطب ما مما زاد فضولها وتلك الرغبة فى معرفة كل شئ يخصه ارادت إنهاء ذلك الحديث
استدارت الى جدتها قائلة بابتسامة خفيفة:
–تصبحى على خير يا تيتة انا هدخل أنام
ذهبت صافى سريعا الى غرفتها قبل أن تتمكن جدتها من الرد على حديثها زفرت فريدة بخفوت تتجه هى الأخرى صوب غرفتها وهى تفكر لماذا أصبحت صافى لا تصارحها بما يعتمل بداخلها مثلما اعتادت منها أن تفعل
________
ظلت عيناه عالقة بباب الغرفة فى انتظار خروج والد ووالدة زوجته فهو يريد أن يطمئن عليها ولكنه يعلم أن أبيها لن يجعله يقترب منها الآن توارى خلف احد تلك الاعمدة الضخمة وهو يرى باب الغرفة يفتح ويخرج منه جمال وزوجته متجهين إلى غرفتهم ،لم يمهل نفسه دقيقة اخرى فتسارعت خطواته فى الاقتراب من الغرفة فتح الباب يدلف مسرعا يغلقه خلفه أدارت ثراء رأسها لترى من ولج للتو فهى اصرت على والدايها ان ينالوا قسطاً من الراحة على أن تغفو هى أيضاً
عندما رأت زوجها أشاحت بوجهها عنه قائلة بجفاء :
–ايه اللى جابك هنا وعايز منى ايه تانى
اقترب من الفراش يجلس بجوارها فنأت بجسدها عنه فأنحنى بجزعه قليلا ليرى وجهها بوضوح على تلك الإنارة الجانبية للفراش فهتف بصوت مليئ بالشجن :
–عاملة ايه دلوقتى يا حبيبتى كويسة لسه حاسة رجلك بتوجعك ردى عليا يا نور عيونى
اغلقت عينيها تحول بين تسلل دموعها من بين أهدابها المغلقة فهتفت بصوت متحشرج:
–ارجوك اخرج وسبنى لوحدى
مد كف يده يداعب وجنتها مثلما اعتاد أن يفعل معها وجد يدها تسرع فى التقاط يده تزيحها عنها فأطبق بأصابعه على أطرافها يرفعها إلى فمه يقبلها:
–انا عارف انك زعلانة منى بس سامحينى يا قلبى
لم تجد الشفاعة له مكان بقلبها، فهى جل ما تريده أن يبتعد الآن وحسب فما عساها أن تفعل وهو مازال قريباً منها ينذرها بهدم حصونها الهشة فربما هو متيقن أنها ستغفر له أفعاله ،أن عشقها له سيجعلها تقبل بهدر كرامتها وخنوعها له لمجرد أنها عاشقته ولكن قلبها جريح يأزر عقلها على الرحيل ،عليها أن ترحل عن كل ما يؤذيها فعشقه أصبح مؤذيا كسم يسير فى الأوردة يتسابق فى الوصول للقلب ليميته
سحبت يدها منه تعقد ذراعيها على صدرها ومازالت تشيح بوجهها عنه:
–عايزنى اسامحك على إيه ولا إيه أنت عيشتنى فى كدبة كبيرة خليتنى أفتكر الوهم والسراب حقيقة خلتنى افقد ثقتى فيك أنت كنت بتعمل كل ده علشانها يا أيسر
لجزء من الثانية لم يفهم ما ترمى إليه الا انه عندما اتضح له مقصدها فبادر ينفى عنه ما تقول:
–علشان خاطر مين يا حبيبتى أنتى والله فاهمة غلط انا مفيش فى قلبى ولا فى حياتى غيرك أنتى وبسوايه حكاية برشام الهلاوس دى كمان أنا مش فاهم حاجة دى كانت حبوب منومة ازاى بقت حبوب هلاوس
طاف الحزن بعينيها أكثر فهو حتى لايخجل من أخبارها بشأن الاقراص المنومة :
–وكمان منوم للدرجة دى يا أيسر مكنتش حابب جوازك منى يا ريتك كنت رفضت لما بابا جالك وقالك تتجوزنى كنت قولتله انك ابن اخوه وهو كان هيساعدك بس مش تاخدنى أنا وسيلة للانتقام وتخلينى أعيش أحلام ووهم
وضعت يدها على فمها تكتم شهقاتها فأقترب منها أكثر يسحب يدها يقبلها بقلب حزين:
–دا أنتى يا ثراء الحاجة الوحيدة الحلوة اللى حصلت فى حياتى كلها ومكنتش أجرأ أحلم بس أنك تكونى ليا بس محبتش لما الحقيقة تبان تكونى ارتبطى بيا زيادة وتتحول حياتنا مع بعض حياة بالاجبار سبتلك حرية الاختيار
ابتسمت ابتسامة حزينة رافقتها رنة صوت ساخرة:
–حرية الاختيار ! شهم يا أيسر دلوقتى عرفت كنت ليه بتصر أن مروحش ليك شقتك قبل فرحنا علشان مشوفهاش وهى موجودة معاك علشان أفضل مغفلة ومخدوعة على طول
اعتدلت بجلستها تجعله يرتد بجسده قليلا للخلف جلست تستند على الوسائد الموضوعة خلفها وهى تغلق عينيها تارة وتزفر بتعب وإرهاق مرة اخرى تستطرد قائلة :
–أنا خلاص مبقتش حابة اسمع منك حاجة تانية يا أيسر ارجوك طلقنى
انطلقت تلك الكلمة من فمها لاتعرف كيف؟ تساقطت على مسامعه كدلو من الماء البارد يرسل قشعريرة بجسده جعلته يجفل بعد سماعه تلك الكلمة منها ففغر فاه مصدوما يردد:
–أنت قولتى ايه يا ثراء عيزانى أطلقك
رفعت رأسها بتحد وكبرياء مزيف قائلة:
–ايوة عيزاك تطلقنى على الاقل تروح ليها وانت ضميرك مرتاح علشان ميبقاش فى حياتك غيرها وياترى هى عارفة بكل حاجة وعارفة انك ضحكت عليا ياترى قالتلك ايه لما اتجوزتنى هى اللى اقترحت عليك تدينى حبوب الهلوسة علشان تبقى ليها هى وبس
استمع لما تقوله بذهول فماذا تظن هى ؟ اقترب منها يمسد على ذراعيها ليجعلها تهدأ وعيناه تسبقه فى نفى ما تظنه به فبادر بالحديث قائلا:
–حبيبتى والله العظيم انتى فاهمة غلط اهدى بس وبلاش تفكيرك ده
شعرت بملمس يده يحرق بشرتها فصرخت بوجهه مستنكرة:
–بس بقى وقولتلك ابعد ايدك عنى ايدك زى جمرة النار بتحرقنى ابعد بقى
عندما همت برفع يدها لتدفعه بصدره خذلتها يداها شعرت بعجزها عن فعل شئ فأعادتها الى جانبها وهى تبكى بصوت مسموع فاليوم بكت كما لم تبكى فى أى يوم بحياتها أطبق عليها يحتضنها يهدهدها بين ذراعيه تساقطت دموعها على كتفه وعنقه وهى تستند برأسها علي كتفه فهو يطبق عليها بذراعيه يحول بينها وبين ابتعادها عنه همس بأذنها :
–كفاية يا قلبى بطلى عياط انا عارف إن مستهلش دموعك بس كفاية
لم تفلح محاولته ليجعلها تكف عن البكاء فارتجاف جسدها من كثرة انفعالها أنبأه أنها لن تغفر له بسهولة ولكنه سيحاول طلب الصفح منها
–ثراء خلينا نبدأ من جديد وادينى فرصة أصلح اللى حصل أنا بحبك بعشقك يا ثراء
لو كانت بوقت غير هذا ربما لطارت فرحا بسماع تلك الكلمات منه فهى منذ ان دق قلبها له كانت تتحين تلك الفرصة وتسمعه يتلو على مسامعها عبارات الغزل والحب ولكن الآن لم تعد تشعر بتلك النشوة التى كانت تشعر بها كلما سمعت منه تلك الكلمة سكنت تماماً شعر هو بالريبة فابعدها قليلا يتفرس بوجهها فجمدت عينيها وهي تطالعه تسرب القلق والخوف لقلبه فهتف قائلا:
–ثراء حبيبتى
كلما تخيلت تلك الفتاة الأخرى وتتذكر عندما رأتها تبتسم له وانها متواجده معه بشقته القديمة يثور عليها عقلها خلصت نفسها من بين ذراعيه لتعود وتستلقى على فراشها ضمت ركبتيها الى صدرها بذراعيها كمن يشعر بالبرودة الشديدة فى يوم من أيام الشتاء ،مسد على رأسها قبل ان ينحنى ويقبلها على وجنتها يتركها مغادرا الغرفة فهو سيتركها الآن على أن يعود اليها لاحقا
________
خرج عزت من الحمام بيده منشفة يجفف بها رأسه وذراعيه بعد انتهاءه من الوضوء وجد شقيقة زوجته تجلس بالسلامة ألقى عليها تحية عابرة قبل أن يدلف الى غرفته
–مساء الخير يا ست عنايات
رفعت عنايات رأسها قائلة:
–مساء النور يا أبو مايسة
أكمل طريقه ولكن قبل ان يدير مقبض باب الغرفة وجدها تناديه:
–ابو مايسة استنى كنت عوزاك فى كلمتين
استدار برأسه اليها يرمقها باهتمام:
–خير يا ست عنايات فى ايه
افتر ثغرها عن ابتسامة نادمة أكثر منها سعيدة:
–طب روح صلى وبعد الصلاة نتكلم علشان عوزاك انت وروحية
هز رأسه بالموافقة وهو لا يعلم عن ماذا تريد ان تتحدث معه هو وزوجته دلف الى الغرفة بسط سجادة الصلاة بدأ صلاته ليفرغ منها بعد دقائق خرج من الغرفة ثانية وجد زوجته منهمكة بتحضير طعام العشاء فجلس على المقعد المجاور لمقعد شقيقة زوجته
–خير ياست عنايات كنتى عوزانى فى ايه
وضعت روحية اخر طبق من الطعام على الطاولة وجلست بجانب زوجها فى انتظار سماع ما ستقوله شقيقتهاسحبت عنايات من جوارها لفافة صغيرة تعجب لها عزت وروحية
فناولتها عنايات لروحية قائلة بابتسامة خفيفة:
–خدى يا روحية الفلوس دى دى حقك خديها علشان فرح مايسة
رد عزت يد عنايات الممدودة قائلا بهدوء:
–خلى فلوسك معاكى يا ست عنايات مستورة والحمد لله وجهاز مايسة كله جبناه متشغليش بالك
ردت عنايات قائلة برجاء:
–صدقنى يا ابو مايسة دى حق روحية وفلوس حلال متقلقش دى كانت نصيبها فى بيت ابونا لما بعته
اندهشت روحية بعد سماعها بشأن بيع شقيقتها لمنزل والدهم فهتفت بها بعتاب:
–ليه كده يا عنايات تبيعى بيت أبونا دا هو اللى كان فضلنا من ريحته الله يرحمه
علمت عنايات ان شقيقتها أصابها الضيق مما سمعته فدمعت عيناها قائلة بندم:
–سامحينى يا روحية أنا جيت عليكى كتير وظلمت ناس كتير
سمعت روحية صوت نهنهة شقيقتها لم تستطع الاستمرار فى ضيقها فتركت مكانها تقترب منها تحتضنها تربت عليها قائلة بحنان:
–خلاص يا عنايات اللى حصل حصل وربك غفور رحيم ايه رأيك تسافرى تعملى عمرة وربنا ان شاء الله هيغفرلك
ابتسمت عنايات ومسحت دموعها تنظر لشقيقتها وهى عازمة على فعل ما أقترحته عليها فهى ستظل تطلب الرحمة والمغفرة من الله عسى أن يمنحها إياها على ما اقترفته يداها سابقاً
________
ظل ليله بأكمله هائما بسيارته فى شوارع القاهرة لا يعرف أين يذهب فكأن العالم تخلى عنه فجأة وكيف لا ومن يعشقها قد كرهت رؤياه ، ركن أيسر السيارة على احد جانبى الطريق أمام احد المساجد سمع صوت أذان الفجر فدلف الى المسجد اتجه الى المكان المخصص للوضوء أسبغ وضوءه وعاد للمسجد رفع كفيه بمحاذاه كتفيه ليشرع فى بدأ صلاته استغرق وقتا طويلا حتى انتهى منها بسط كفيه يناجى الله ويدعوه أن يصلح ما بينه وبين زوجته فاستند الى احد الجدران مال برأسه للخلف يغلق عينيه يشعر بتعب العالم أجمع غفى بنومه ولا يعرف كيف أتاه النوم ؟ بعد عدة ساعات وجد من يربت على كتفه انتفض جسده وفتح عينيه على الفور وجد رجل عجوز بشوش الوجه يطالعه بمزاح :
–ايه صح النوم يا ابنى أنت منمتش بقالك سنين
مد أيسر يده يدلك عنقه فهو يشعر بتبس عضلات جسده فهتف بصوت ناعس:
–هى الساعة كام دلوقتى
نظر العجوز لساعة يده قائلا:
–الساعة عشرة ونص
افتر ثغره عن ابتسامة خفيفة:
–متشكر جدا عن أذنك
نهض أيسر من مكانه يأخذ سترته الملقاة على الأرض يهم بالمغادرة الا ان العجوز استوقفه قائلا:
–استنى يا ابنى انت نسيت تليفونك على الأرض
نظر أيسر الى حيث أشار العجوز فانحنى يلتقط هاتفه ولكن بمجرد لمسه فتحت شاشته على صورة محبوبته التى يحتفظ بها فتذكر أنه يجب العودة إليها الآن فهو سيحاول اصلاح ما أخطأ به سيظل يطلب منها الغفران والصفح حتى يناله منها أستقل سيارته يذهب بها سريعا يريد العودة الى قصر عائلة الرافعى وصل الى المنزل فترجل من السيارة وأغلق بابها، دلف الى الداخل فذهب رأساً إلى غرفة زوجته ففتح الباب يناديها
–ثراء ثراء حبيبتى أنتى فين
لم يجدها بالفراش بحث عنها بكل مكان بالغرفة ولم يجدها شعر بالخوف من أن يكون ألم بها مكروه بعد مغادرته فخرج من الغرفة مسرعاً يهبط الدرج بسرعة حتى وصل إلى المطبخ ولج للداخل وجد جليلة تجلس ولكن يبدو على وجهها الحزن شعر بوجود خطب ما فأقترب منها قائلا:
–هى ثراء فين
انتظر ردها على احر من الجمر فرفعت جليلة رأسها مدت يدها تمسح تلك الدمعة التى فرت من احدى عينيها قائلة بحزن:
–الست ثراء سافرت
كأنه لم يعى ما تفوهت به فهتف بصوت تخللته صدمته:
–ثراء سافرت سافرت فين
اطرقت جليلة رأسها :
–مش عارفة ومحدش يعرف احنا صحينا الصبح لقيناها حضرت شنطتها وطلبت من باباها انها عايزة تسافر ووصلها المطار من حوالى نص ساعة
لم ينتظر ان يسمع كلمة اخرى اخذ سيارته ينطلق صوب المطار قاد السيارة بسرعة جنونية يريد أن يصل إليها فهى على وشك فراقه ولكن لا لن يسمح لها بالابتعاد
–لاء يا ثراء مش هخليكى تبعدى عنى وتسبينى
فى المطار…احتضنت ثراء والدايها باكية فهى عزمت على أن تغادر مصر فهى لن تستطيع البقاء فهى تريد ان تلملم ما تبقى منها تذكرت أنها خططت لتلك الرحلة بشكل آخر فهى كانت تريد مفاجأته بحجز تذاكر للسفر للندن لقضاء شهر عسل أخر ولكنها لم تظن انها ستسافر بمفردها وليس هذا فحسب فهى ستغادر بقلب محطم واحلام منهارة وظلام سكن بداخلها
طالعتها فيروز بدموع لم تكف عن ذرفها وهى ترى صغيرتها ستغادرها لأول مرة بحياتها فحاولت ثنيها عن قرارها:
–حبيبتى بلاش تسافرى وخليكى معانا هنا يا قلبى مش هقدر تبعدى عنى قولها يا جمال متسافرش
احتضنت ثراء يد أمها بكفيها قائلة بعينان دامعتان:
–ماما انا عايزة ابعد عن هنا مش عايزة أشوفه قدامى وافتكر اللى حصل أنا عارفة انك مش عيزانى ابعد عنك بس مبقتش قادرة اقعد دقيقة كمان هنا لو مكانش حسام كنت خليتك تسافرى معايا انتى وبابا بس حسام برضه محتاجلكم وانتوا ملحقتوش تعيشوا معاه وقت أكبر بس بالله عليكم محدش يقوله انا سافرت فين علشان ممكن يقول لأيسر لانه صاحبه فعلشان خاطرى مش عايزة مخلوق غيركم يعرف انا سافرت فين
اقترب منها والدها يأخذها بأحضانه يربت عليها مواسيا
–متخافيش يا حبيبتى محدش هيعرف ولو ان انا كمان مش عايزك تبعدى عننا بس علشان انا حاسس بيكى فوافقت
فهو يشعر بما تعانيه فهو لم يشأ الاعتراض عندما أرادت أن تترك المنزل وتسافر بعيدا حتى أنها ستنهى دراستها بالخارج فهى عازمة على الابتعاد ربما لوقت طويل
سمعت نداء طائرتها اخذت حقيبتها تلوح لهم بيدها وعينيها تغطيها سحابة من الدموع
انهارت فيروز بالبكاء بعد رؤيتها ابنتها تبتعد عن أحضانها احاط زوجها كتفيها بيده يربت عليها
–بس يا فيروز خلاص بطلى عياط
طالعته فيروز تشعر بالقهر على فراق ابنتها:
–بنتنا هتبعد عننا يا جمال أعيش انا من غيرها ازاى ازاى
ظلت ثراء تنظر خلفها وكأنه سيظهر من العدم ويحول بينها وبين ابتعادها عنه ولكن نهرها عقلها يريدها ان تكف عن التشبث بتلك الأوهام فهل هى راغبة فى أن تظل مخدوعة هكذا صرخ بها عقلها الذى كان لها بالمرصاد
صعدت إلى الطائرة اتخذت مقعدها بجوار تلك النافذة الصغيرة تريد ان تملأ عينيها مما ستحرم منه لوقت طويل بدأت الطائرة فى الاقلاع وصوتها يتزامن مع دقات قلبها المنفطرة على فراق احباءها اراحت رأسها على طرف مقعدها تغمض عينيها تفكر كيف ستكون أيامها المقبلة؟
وصل أيسر إلى المطار ترجل من السيارة يركض بسرعة بين المسافرين يلتفت حوله يمينا ويساراً لعله يراها ولكنه لم يظهر لها أثراً ولكن لمح والدايها
أقترب منهم مسرعا يلتقط انفاسه اللاهثة :
–ثراء فين مراتى راحت فين
ظل صدره يعلو ويهبط وهو يأخذ انفاسه بقوة يريد ان يرد عليه احد منهم
ولكن ظل جمال يطالعه بغضب شديد:
–مراتك! لسه بتقول عليها مراتك بعد اللى عملته فيها بسببك بنتى سابت البلد كلها وسافرت بعدت عنى انا وامها يارب تكون ارتحت باللى عملته وضميرك مرتاح يلا بينا يا فيروز
اخذ جمال زوجته مبتعداً عنه ،ظل أيسر يدور حول نفسه يضع يده بشعره يشد عليه بغيظ فماذا يفعل هو الآن فهى تركته وغادرت ظل يركض بالمطار لعله يكون مخطئا ولم تسافر بعد ولكن لم يعثر لها على أثر
فسقط راكعاً على ركبتيه صارخا بملأ صوته:
–ثرااااااااااء
انتبه عليه الأفراد الموجودين بصالة الرحيل فمنهم من ينظر اليه بتعجب ومنهم من ينظر له بشفقة ولكن امرأة واحدة فقط من تنظر اليه بتشفى فافتر ثغرها المطلى بلون أحمر صارخ عن ابتسامة شامتة فأقتربت منه قائلة:
–يا حرام يا أيسر مراتك سابتك وسافرت هربت منك
رفع رأسه ليرى من تكون تلك التى تحدثه وصوتها به رنة فرح وشماتة على حاله الذى وصل إليه فقطب حاجبيه قائلا
–جيسكا هو أنتى
خلعت جيسكا نظارتها الشمسية عن عينيها وضعت طرف النظارة بين شفتيها وهى تلوى ثغرها بتلك البسمة الشامتة،نهض عن مكانه يقف أمامها
–أنتى بتعملى ايه هنا وازاى عرفتى ان ثراء سافرت
وضعت النظارة بمنتصف رأسها تعدل من وضعية حقيبة يدها قائلة بعدم أكتراث:
–اصل انا زى ما تقول كده عارفة ايه اللى حصل وانها راحت شقتك القديمة ولقت واحدة تانية معاك دا أنت طلعت نوتى أوى يا أيسر معقول تخون مراتك كده بسرعة بس مش هستغرب انت اصلا سبتنى قبل منها وهى دلوقتى سابتك ومكدبش عليك يعنى انا فرحانة فيك وبكسرة قلبك
اظلمت ملامح وجهه بعد سماع حديث تلك المرأة فإن لم يكن مخطئ فربما هى متواطئة فى ذلك الأمر مد يده قبض على ذراعها بقوة كان على وشك كسره بين أصابعه الغاضبة قائلا بصوت هادر:
–يبقى انتى اللى عملتى كده يا جيسكا صح
هز جيسكا رأسها بعدم أكتراث قائلة:
–ايوة صح علشان قولتلك اللعبة مش هتخلص الا بمزاجى يا أيسر
لعنها بداخله ولعن خبثها الذى قضى على ما تبقى له من أمل فى مسامحة زوجته له بعد ما ارتكبه بحقها لتأتى تلك المرأة وتزرع بداخل عقلها الشك من أنه على علافة بإمرأة أخرى رفع يده راغباً فى صفعها الا انه استمع لصوت خلفه يناديه:
–أيسر
يتبع…..!!!
اترك رد