الوجع الأول
بدأ الملل يتسرب الي نفوس الجميع انتظارا لمن لا يأتي، تطلع عامر ولدها إليها في اشفاق هاتفا: – مش خلاص بقى يا ماما نطفي الشمع!؟ الوقت اتأخر قوي والبنات تعبوا وعندهم مدرسة بكرة..
تنهدت في قلة حيلة هاتفة في تأكيد: – عندك حق، يااللاه يا ولاد..
اشارت لولدها وزوجته وطفلتيه في اتجاه طاولة اُعد عليها كعكة عيد ميلاد وبعض المشروبات والحلوى..
وقفت في أحد أطراف المائدة وتحلق الجميع حولها بعد أن أشعلت الشموع واُطفئت الأضواء وبدأوا في الغناء في سعادة إلا أنها تطلعت عبر ضوء الشموع لذكريات عدة مضت جعلت الدموع تبرق بعينيها لتتراقص الشمعات امام ناظريها وقد تنبهت اخيرا لنداء ولدها لتطفئها..
ابتلعت الغصات المتراكمة بحلقها وزفرت أنفاسها لتخرج معها بعض الضيق الذي كان يكتنف صدرها..
ابتسمت في شحوب مع تصفيق الجمع وشعرت أنها تصفق لجمهور أدت أمامه دورها بكل براعة وها قد حان الأوان ليسدل الستار عن ذاك الدورالرائع، دورها كأم وزوجة، زوجة غاب عنها زوجها يوم احتفالها بعيد مولدها كما كان غائبا عن المشهد لسنوات، كان دوما ضيف الشرف الحاضر الغائب، اب لأولادها وزوج لا شريك حياة..
اضيئت الأنوار من جديد وبدأ عامر في تقطيع الكعكة وانشغل وزوجته في إرضاء الأطفال الذين طال صبرهما لالتهام الكعكة، تسللت في هدوء من بينهم وما إن همت بالخروج حتى هتف عامر يستوقفها: – على فين يا ماما!؟، ده انتِ حتى مدقتيش عمايل ايدك، التورتة الجامدة دي شكلها حلو قوي كالعادة..
هتفت وابتسامة شجية على شفتيها: – بالهنا والشفا يا حبيبي، مليش نفس دلوقت، انا نازلة أنام، تصبحوا على خير..
لم يعلق عامر بكلمة بينما تطلع بنظرة ذات مغزى لزوجه التي طلت الشفقة جلية من نظراتها تجاه أم زوجها تلك المرأة الطيبة التي ما رأت منها شرا قط، نظرة وعتها إحسان تماما وهي تفتح الباب مندفعة تهبط الدرج لتدلف داخل شقتها تحتمي بجدرانها من أثر تلك النظرات المشفقات التي تتعقبها بإصرار لتنغرز كنصال حادة في صميم كبريائها..
اتجهت حيث كرسيها المفضل بقلب الردهة والذي أخذ يهتز في هوادة ذهابا وإيابا أشبه بخواطرها التي كانت معلقة كالمشنوق متأرجحة كبندول لا يهدأ بساحة فكرها..
لا تعرف كم مر عليها وهي على حالها الساكن ذاك، ولكنها لم تحرك ساكنا الا عندما استشعرت صوت عبث مفتاحه بالباب ليظهر اخيرا بمجال رؤيتها، ألقى التحية في برود اعتيادي لتردها في هدوء وقد نهضت لتلحق به وهو يدلف لغرفة نومهما وقد شرع في خلع ملابسه وإلقاءها في عشوائية كيفما اتفق لتلتقطها من ورائه تدفع بها على المشجب القريب من موضع وقوفها..
هم بأن يتمدد مستعدا للنوم لتهتف به متسائلة في امل كان يحدو قلبها: – توفيق..
همهم في نزق لتستطرد في تردد: – انت منستش حاجة النهاردة!؟.
فتح عينيه متطلعا في ريبة: – لا منستش حاجة، هو كان فيه حاجة مهمة كان لازم اجيبها معايا..
همست بنبرة مهزوزة: – لا، كان فيه حاجة نسيت تحضرها، عيد ميلادي..
قهقه توفيق ساخرا: – يا شيخة عيب عليكِ، بقى واحدة فسنك عايزة تحتفل بعيد ميلادها زي العيال، أنتِ خلاص داخلة ع الخمسين، يااللاه حسن الختام..
واستدار موليا لها ظهره هاتفا بنبرة ساخرة: – قال عيد ميلاد قال..
ظلت متسمرة موضعها وقد هزت كلماته دعائم روحها كزلزال قاهر..
انسحبت مبتعدة لخارج الغرفة لتعود لمقعدها الهزاز من جديد، يتأرجح بها وقلبها يترنح وجعا بين جنباتها وروحها تئن قهرا في صمت..
دخل حجرة مكتبه مسرعا فقد تأخر اليوم على غير العادة على موعد حضوره والذي يضبط عماله عليه ساعتهم، خمسة وعشرون عاما مضت منذ استلم ادارة هذا المصنع بعد نزوحه من بلدته الصغيرة بقلب الصعيد والذي كان مجرد ورشة صغيرة مهملة وبجهده وعرقه اصبح الان بعد سنوات طويلة من اكبر مصانع ملابس المحجبات، هتف مناديا سكرتيره: – يا محروس، يا محروس..
لم يجبه ذاك الذي يجده امامه قبل ان يطلب فنهض من موضعه يزفر في ضيق فقد تأخر بالفعل على اجتماعاته الهامة المقررة بعد ساعتين من الان والتي يحب ان يعمل على التجهيز لها قبل انعقادها بفترة كافية، اندفع باحثا عنه خارج مكتبه ليصل لمسامعه بعض الضجيج القادم من عنابر المصنع بالأسفل..
طل من النافذة التي تشرف على المصنع برمته ليجد تجمهر ما في الناحية القريبة من الدرج الذي يفضي لقلب العنابر..
هرول متجها بسرعة لذاك الجمع المريب وما هي الا لحظات حتى كان بقلب دائرة العمال او بالأدق العاملات هتف في حزم: – ايه اللي بيحصل هنا!؟.
هتف سكرتيره محروس: – واحدة من العاملات وقعت مغمي عليها يا حمّاد بيه..
هتف في صرامة: – واحدة أغمي عليها المصنع يوجف!؟.
واستطرد مشيرا لأعلى: – هاتوها على فوج وابعت لدكتور المصنع بسرعة ياللاه..
هتف محروس: – أوامرك يا حمّاد بيه..
حملوا المرأة الفاقدة الوعي الي احدى الغرف الملحقة بمكتبه ووصل الطبيب مهرولا ليدخل للغرفة حيث المريضة تصاحبه احدي العاملات بينما حمّاد ومحروس بالخارج في انتظار خروجه..
دقائق وكان الطبيب بالخارج فهتف حمّاد: – ها فاجت!؟.
اكد الطبيب: – اه فاقت وبقت كويسة الحمد لله..
هتف حمّاد: – طب الحمد لله..
همس الطبيب: – دي كتر خيرها انها كانت واقفة على حيلها وبتشتغل..
همس حمّاد متسائلا: – ليه!؟، هي فيها ايه بالظبط!؟.
همس الطبيب متعاطفا: – دي مداقتش الزاد من يومين واكتر يا حمّاد بيه..
همس حمّاد متعاطفا: – لا حول ولا قوة الا بالله..
واستطرد متعجبا: – بس ليه!؟، ده احنا مجبضين العمال كلهم فالميعاد بالمظبوط..
وألتفت لمحروس متسائلا: – ولا ايه يا محروس، انت مش مجبض العمال فمواعيد جبضهم!؟.
اكد محروس في سرعة: – ايوه طبعا يا حمّاد بيه، من امتى بنتأخر فدفع اليوميات!؟، ده حضرتك محرج عليا انى أتابع الموضوع ده بنفسي، وكنت دايما تقولي العمال غلابة وفتحين بيوت وتأخير القبض يوم بيفرق معاهم..
هتف الطبيب هامسا: – كل بني ادم وليه ظروفه يا حمّاد بيه، محدش عارف وراها ايه..
همس حمّاد مؤكدا: – صدجت..
شكر حمّاد الطبيب وأمر محروس بشئ ما ثم توجه للغرفة الموجود بها العاملة المريضة وطرق الباب لينفرج عن محيا زميلتها التي اشارت له بالدخول وتركت الباب مواربا وخرجت لتعود لعملها..
تقدم حمّاد متنحنا في حزم فانتفضت المرأة معتدلة لدخوله وهتفت في وهن: – انا آسفة يا حمّاد بيه ع الدوشة اللي حصلت بسببي!؟، انا قايمة ارجع ع الشغل حالا..
همت بالنهوض ليستوقفها حمّاد غاضا البصرعنها هاتفا: – لاااه، مفيش راچعة، انتِ..
هتفت في ذعر تقاطعه: – انا ايه يا حمّاد بيه!؟، رفدتني..!؟.
وبدأت في النحيب هاتفة: – والله كان غصب عني، مش هتتكرر تاني ولو بموت..
شعر بالإشفاق على حالها فرفع ناظريه متطلعا اليها يحاول تهدئة روعها، هم بالحديث لكن الباب انفرج على عامل البوفيه وخلفه محروس وهو يدخل بصينية ما وضعها على الطاولة المنصوبة بالقرب منها وتحرك راحلا وكذا محروس باشارة من حمّاد الذي هتف امرا لها: – اجعدي كلي..
هتفت بتوسل والدموع تنساب من عينيها: – انا مش عايزة اكل، انا عايزة ارجع الشغل..
اكد في صرامة: – مفيش رچوع الا اما تاكلي..
جلست في طاعة ليجذب الطاولة لتصبح صينية الطعام امامها مباشرة، لم تمد كفها حياءً فهتف امرا من جديد: – ياللاه كلي..
مدت كفا مرتعشة لرغيف خبز وقطعت منه لقيمة صغيرة ورفعتها لفمها دون غموس فما كان منه الا ان مد كفه وتناول الرغيف ليفتحه كشطيرة ووضع به بعض من جبن وبيض وناوله إياها، تناولته في حياء ورأسها منكس وبدأت في تناوله ببطء، ناولها كوب العصير فمدت كفها ورفعته ترتشف منه القليل ليساعدها على ابتلاع الطعام الذي شعرت انه محشور بحلقها، كادت ان تبتسم في سخرية فها هو حلقها كاد يضيق من ندرة ما دخل اليه من طعام منذ ايّام..
هتف متسائلا: – انت ايه اللي وصلك للحالة دي!.
جفلت من تساؤله حتى كادت ان تسكب العصير فوضعته جانبا وكذا الشطيرة التي لم تتناول منها الا لقيمات صغيرة ونهضت في وهن هامسة: – انا بقيت كويسة يا بيه، ممكن ارجع شغلي..
هز رأسه رافضا فهتفت في ذعر: – انت مش قلتلي كلي وانا ارجعك!؟، أديني كلت، ارجع بقى..
هتف امرا: – انتِ مش هاترچعي النهاردة، انت تروحي تستريحي، وع العموم فاضل نص ساعة ونبطشيتك تخلص..
ووضع كفه بجيب قميصه مخرجا حفنة من الجنيهات ومدها اليها امرا إياها: – خدي دول وروحي ياللاه..
كانت ما تزل رأسها منكس لكن عيناها مثبتة على كفه الممدودة لها بالمال، رفعت نظراتها اليه وكفه بينهما معلقة بالهواء لتصطدم عيناه بنظرات تمتلئ عزا وكبرياء ألجمته وهى تهتف في ثبات: – مستورة يا بيه، انا خدت مرتبي والحمد لله، عن اذنك..
تركت خطوات باتجاه الباب ليهتف بها يستوقفها: – استني…
توقفت واستدارت اليه تأدبا ليتجه اليها مادا كفه من جديد بالمال وما ان همت بالاعتراض مجددا حتى هتف في صرامة: – خديهم دول مش صدجة، ده حجك، هخصمهم م الجبض الچاي، خدي..
ترددت للحظة واخيرا مدت كفها وتناولت المال ودفعت به سريعا لجيب عباءتها السوداء التي كانت ترتديها تحت ذاك المعطف المخصص للعمال بالمصنع كزي رسمي..
همست في تأدب: – متشكرة يا حمّاد بيه، عن اذنك..
هز رأسه في تفهم دون ان يهمس بحرف وما ان خرجت مغلقة الباب خلفها حتى تنبه ان وقت اجتماعه قد حان وان عليه الإسراع اذا كان يريد اللحاق به وإتمام تلك الصفقة التي كان يسع اليها منذ فترة طويلة..
وقفت تتطلع نحو مرآتها لعلها تقنع نفسها انها جميلة بما يكفي بهذا الرداء المكشوف قليلا والذي اقنعتها إحدى صديقاتها لترتديه اخيرا ناظرة لصورتها المنعكسة أمامها في عدم رضا، لقد أهملت جسدها كثيرا بعد حملها الأول في ولدها حتى أنها ما عادت تعرف من تكون هذه المرأة التي ترى..
تنهدت في ضيق وما أن همت بخلع الرداء حتى سمعت صوت مفاتيح زوجها تلقى بعشوائية على الطاولة بالخارج، تجرأت لتتحرك نحوه لكنه كان الأسرع في الوصول لحجرتما ليتوقف مشدوها أمام مظهرها الغير معتاد لبرهة واخيرا انفجر ضاحكا بشكل هستيري جعلها تتلفت حولها في تعجب، هدأت نوبة ضحكه وهمت بسؤاله عن سبب هذا الإنشراح الغير معتاد من قبله لكنه باغتها وقد انقلبت سحنته وهو يقترب منها في هدوء وترها، توقف قبالتها تماما ومد كفه لينزع ذاك الغطاء الذي يغطي شعرها ناظرا إليه في قرف مقربا إياه نحو أنفه وما أن تسللت رائحته لأنفاسه حتى نفضه بطول ذراعه مشمئزا وهمس ساخرا: – اللي انتِ لابساه ده ميظبطش مع اللي كنتِ حطاه على راسك، ابقى سيبي الحاجات دي للي بيعرف يعملها، روحي شوفي الواد، شكله بيعيط، وابقي نامي معاه زي كل يوم، تصبحي على خير يا زوجتي العزيزة..
تحرك كمال من موضعه في اتجاه خزينة ملابسه ليخرج رداء نومه متجاهلا وجودها المتصلب، لا يتحرك فيها إلا نظرات منكسرة تتبع تحركه المحموم حتى اندس بالفراش لتسير هي في اتجاه الباب مادة كفا مرتعشة لتضغط زر الإضاءة لتطفئه مغلقة خلفها باب الحجرة راحلة باقدام ثقيلة من رصاص في اتجاه غرفة ولدهما..
وقفت نجوى على اعتابها تتطلع إليه نائما بفراشه لتنزع عنها رداء العار ذاك ملقية إياه بطول ذراعها تندس جوار وليدها تضمه لأحضانها لعله يكون بلسما لذاك الجرح الحارق بين أضلعها..
صدحت ام كلثوم مترنمة من ذاك المذياع الصغير الذي تضعه على احد رفوف المطبخ كوسيلة لتسليتها واخراجها من وحدتها: –
أعطني حريتي اطلق يديّ..
انني أعطيت ما استبقيت شيئا..
تنهدت وهى تردد كلمات الاغنية في شجن تتوحد مع حالة صاحبتها لتعيش نفس مشاعرها وكأنما القصيدة كتبت لأجلها لكنها انتفضت فجأة لتخرج من حالة التوحد تلك ما ان تناهى لمسامعها صوته الجهوري يناديها من خلف باب حجرة نومهما المغلقة عليه لينل بعض الراحة في فترة القيلولة صارخا في غضب: – أمل، يا أمل..
اندفعت ملبية تدلف لحجرة نومهما هاتفة: – خير يا أمجد، فيه ايه!؟.
اكد في نظرة متخابثة: – تعالي واقفلى الباب وراكِ..
تغيرت سحنتها وهزت رأسها في إيجاب ودخلت بالفعل تتأكد من إغلاق الباب خلفها بأحكام فولدها ما زال مستيقظا بالخارج..
تقدمت منه لينتفض جاذبا إياها لتجاوره على الفراش و دون حتى ان يفكر في إسماعها كلمة تعبر عن شوقه وحاجته لها بدأ في إشباع رغبته منها دون حتى ان يدرك انها في عالم اخر، عالم صنعته لنفسها ما ان يجبرها على الولوج لعالمه تنظر الي سقف الغرفة وتسترسل في خيالات عالمها التي ترتسم امام ناظريها تذهب اليها بروحها تاركة له جثة لا جسد يستمتع به في شراهة وما ان ينتهي حتى يندفع مبتعدا عنها تاركا على تلك الأرض المحتلة اثار استعماره..
نهضت في عجالة مبتعدة للخارج ومندفعة اسفل رشاش المياه بحمامها لتزل عن ذاك الجسد المنهك اثار الاحتلال لتستعيد روحها الهائمة رويدا رويدا وهى تندفع للمطبخ من جديد تصنع قالب الحلوى الذي طلبه ولدها الوحيد ومدت كفها تعيد فتح المذياع من جديد لتتنهد في سعادة ما ان ادركت ان ام كلثوم لم تنه بعد رائعتها الأطلال والتي كانت تشدو بتلك اللحظة: –
وانتبهنا بعد ما زال الرحيق
وأفقنا ليت أنّا لا نفيق.
يقظة طاحت بأحلام الكرى
وتولى الليل والليل صديق..
تثاءبت في إرهاق وهي ترفع رأسها عن حاسوبها، دعكت عينيها لتعاود الكتابة من جديد..
الإهمال، أنه المسمار الأول في نعش الحب، هو مدمر العلاقات الأول بلا منازع، فلا علاقة سوية تبنى على الإهمال ولا حب حقيقي يفتقد إلى الإهتمام..
الإهمال هو ذاك النصل التالم الذي ينحر به الحب أمام مسمع ومرآى من طرفيه، أحدهما يستجدي والأخر يمعن في غيه وتغافله ليموت العشق مصلوبا بينهما متعطش لقطرة اهتمام تروى ظمأً…
ضغطت زر الحفظ لما كتبت وتحركت في اتجاه الردهة لتبصر ابيها كعادته وقد باغته الكرى أمام شاشة التلفاز المفتوح يصدح بصوت عال لم يؤرقه ابدا..
ابتسمت ومدت كفها جاذبة ذاك الغطاء على المقعد المجاور ناشرة إياه على جسده الذي تململ قليلا دون أن يستيقظ..
توجهت نحو التلفاز تغلقه ليسود الصمت فجأة، كانت قد قررت أن تعاود الكتابة من جديد بعد أن تصنع لها كوبا من مشروب دافئ إلا أنها عدلت عن رأيها متجهة لغرفتها تهمهم ببعض كلمات علقت بذهنها من تلك القصيدة الغنائية التي كان يبثها التلفاز منذ لحظات..