رواية ( شمس وسط الظلام) البارت (23)و(24)بقلم :- أسماء أبوشادي
________________________
في قاعة جميلة يبدو عليها الفخامة مزينة بأجمل الزينة والأنوار المبهجة حيث تقام حفلة خطوبة الدكتور عمر على فتاة من عائلة راقية قد اختارتها له والدته و والده
دخلت داليا بقلب مكسور تريد فقط رؤيته نعم تريد ان تراه. غير مصدقةً لما يحدث
وقت وصولها القاعة كان الكل ينظر بأتجاه العرسان. ظلت تمشي بأتجاههم بقلب موجوع يرفض هذا المنظر
ولكن هذا حقيقي نعم لقد رأته يضع خاتم الخطوبة بيد فتاه أخرى غيرها
لم تنظر لوجه الفتاة أبدا لا يهمها أن تعرف من هي أبدا بل نظرت ليد تلك الفتاة وبالتحديد لاصبعها الذي يزينه خاتم حبيبها هي
ثم نقلت بصرها له هو حبيبها عشيقها حبها الكبير الذي اخلصت له حتى دون أن يعرف أنها تحبه
وفي هذه اللحظة رفع عمر بصره للناس من حوله لتصتدم عيناه بعينيها ولأول مرة يرى عينيها وقد لمح ما بهم من
ألم. وجع. كسرة. حزن. كل أنواع العذاب رأاهم بعينيها بالإضافة لدموع مسجونة أسيرة لجفونها تأبى النزول أبدا
أما هي فتقدمت منه بكل ثقة ويتردد في عقلها كلمات شمس إذا احبتيه تمني له السعادة وأن كل شئ نصيب
مبروك ربنا يسعدك/ قالتها داليا بصوت لا اقدر على وصفه وتعجز كذلك كلماتي فكان صوت هادئ نسبيا يحمل التمني بكل الصدق أن يسعده الله. ولكن بداخلها بركان يمتلئ بنار قد تحرق من حولها
ما أن قالت هذه الجملة حتى ألتفتت مغادرة المكان. وهو لا يعلم لما يريد أن يترك كل شئ ويرقض خلفها نعم من هذه النظرات علم إنها تحبه. فهو من قبل كان يظن أنها معجبة به فقط كغيرها من الفتيات ولكنه الآن أصبح على يقين أن هذه الفتاة تعشقه
اتجهت داليا إلى سيارتها لكي تعود إلى بيتها
________________
في قصر العدلي الساعة 10 مساء
شمس في أوضتها وقد بلغ القلق منتهاه عندها وتمسك بهاتفها ذهاب واياباً. تحاول مراراً أن تحادث داليا.
لأنها قد ذهبت إلى غرفتها للتطمئن عليها ولكنها لم تجدها
شمس بخوف / يا تري أنتي فين دلوقتي يا داليا وإيه اللي خرجك دلوقتي. اكيد روحتي خطوبة دكتور عمر. ربنا يسترها عليكي أزاي هتقدري على الموقف دا وكمان لوحدك
طب ردي عليا طمنيني هموت من قلقي عليكي. يارب احفظها يارب
باب أوضتها خبط جريت بسرعة على الباب
شمس بلهفة / دالي
مهاب وهو لسه واقف برة بعد ماهي فتحلته الباب / على اساس إن داليا بتخبط على الباب قبل ما تدخل
ياااا. الله ما الذي أتى به الآن
شمس واقفة مرتبكة ولسه ماسكة الباب بأيديها
مهاب / تسمحيلي أدخل
شمس بتحاول ماتظهرش توترها / اتفضل
مهاب دخل أوضتها وجلس على احد مقاعد الغرفة
شمس تجاهلت الباب ودخلت وراه
مهاب / ممكن تقفلي الباب. يعني من غير حاجة هي بتدخل زي البهيمة والباب مقفول ما بالك والباب مفتوح
شمس قفلت الباب وراحت قعدت على الكرسي اللي قصاده وهي بتحاول ماتظهرش توترها أبدا / اتأخرت ليه
مهاب مش مصدق نفسه معقول هي مهتمة بحضوره وتأخيره وبتسأله / كان عندي شغل
شمس / طيب اتعشيت
مهاب / يهمك تعرفي
شمس اخجلها سؤاله / اا اا اصلك يعني ماجتش اتعشيت معانا
مهاب / كان عندي عشاء عمل مهم
شمس / ربنا يقويك
مهاب / وحشتيني
شمس لنفسها يعني الصبح يقولي بحبك ودلوقتي يقولي وحشتيني دا شكله عايز يوقف قلبي النهاردة
مهاب قام من مقعده وقعد جنبها والمكان كان ضيق جدا يدوبك هو يقعد فيه مرتاح
شمس حاولت تقوم بس هو احاطها بزراعه
مهاب / خليكي جنبي لأنك وحشاني اوى يا شمسي. ماقدرتش أروح أنام من غير ما اشوفك
شمس خجلت جدا وفضلت قاعدة مكانها وهو قربها له اكتر
وبعدين سألها / هو انتي مستنية داليا دلوقتي
شمس بلعت ريقها في توتر / هاا. لاء بتسأل ليه
مهاب / اصل احنا قاعدين مع بعض وهي لسه لحد دلوقتي ما اقتحمتش الأوضة
شمس قررت أنها تنجي صاحبتها من غضب مهاب حتى لو بالكذب / اص أصلها نايمة
مهاب بأبتسامة / كويس النوم بدري مفيد
شمس / طب ايه مش هتروح تنام
مهاب / لا أنا هقعد معاكي شوية النوم بدري مفيد لداليا مش ليا وبعدين بقولك وحشاني وكمان عايز أكمل معاكي الموضوع اللي فتحناه الصبح
شمس بأستغراب / موضوع إيه
مهاب بعد ماكان يضع زراعه فقط خلف ظهرها قام بتقريبها. بهذا الزراع بل والأكثر جعلها تجلس فوق قدميه
شمس في الوقت دا جسمها دبت فيه القشعريرة والبرودة.
شمس بخجل / مهاب لو سمحت
وكأنه أول مرة يسمع هذا الاسم / قولتى إيه
شمس بتهرب من نظراته / لو سمحت
مهاب / بصيلي هنا ( رفع ذقنها بأصبعه ) قوليه تاني يا شمسي
شمس بخجل/ مهاب ارجوك
مهاب / قلب مهاب ياللي خطفتيني من أول يوم شوفتك فيه سحرتيني
( وكأن الحظ قد تعاقد مع داليا بأن تقطع هذه اللحظات كل مرة. هذه المرة داليا كانت في عربيتها وبتتفحص تليفونها شافت اتصالات كتير من شمس فأتصلت بيها )
تليفون شمس كان جنب مهاب مكان ماهي كانت قاعدة الأول
رن رن رن
شمس بتوتر / دا تليفوني
مهاب بتلقائية مسك الفون بأيديه من جنبه واستغرب جدا لما شاف اسم داليا وصورتها
شمس أخدت الفون بسرعة من ايده وقامت من على رجله بس للأسف كان شافه
شمس كنسلت المكالمة
مهاب أدرك كذب شمس لما قالت إن داليا نايمة في أوضتها / مين
شمس بتوتر / دا دي. رودي
رن رن رن
مهاب أخد الفون وفتح المكالمة من غير ما يرد عشان يسمع داليا هتقول ايه
داليا بصوت متماسك / ماتقلقيش عليا يا شمس أنا كويسة وجاية أهوه
مهاب بهدوء ما قبل العاصفة / أنتي فين
داليا ميزت الصوت طبعا وعرفت أن دا صوت مهاب الديكتاتور / أب أبيه
مهاب بنفس اللهجة/ أنتي فين
داليا بتوتر وخوف / أقل من10 دقايق وهوصل البيت
( مهاب قفل الخط في وشها ورمى الفون في الأرض وخرج من الاوضة ونزل على تحت بدون ما يوجهه أي كلمة لشمس اللي خايفة من رد فعله وما اهتمتش بالفون اللي وقع في الأرض ولا اي حاجة ولحقت به إلى أسفل )
داليا بعد ما كانت مستنية تروح على البيت بفارغ الصبر عشان تلقي بنفسها في حضن شمس وتبكي وتسمح لدموعها المسجونة إنها تنزل. بقت خايفة ومرعوبة ونفسها تموت قبل ماتوصل البيت
شمس نزلت شافت مهاب قاعد بهدوء جدا لكن منظره مريب
دقايق قليلة ودخلت داليا من الباب
مهاب قام وقف في مكانه وداليا راحت عنده وهي مرعوبة وشمس كمان قربت منهم
مهاب / كنتي فين
داليا / كن كنت في خطوبة واحدة صاحبتي
مهاب صفعها ( كانت صفعة قوية جدا لدرجة انها كانت هتقع في الأرض لولا وجود شمس لحقتها بعد ما أصدرت شهقة عالية )
شمس حضنت داليا وصعبت عليها جدا هتلاقيها من الحب اللي مطالتهوش ولا من قسوة مهاب
مهاب بصوت عالي / ارجعي مكانك أنتي كمان وسبيها
شمس بصوت عالي / لا مش هسيبها أنت أزاي تضربها كدة
مهاب بصوت جهوري / اخرصي مش عايز اسمع صوتك. بتكدبي عليا هي دي اللي كانت نايمة في أوضتها. ( بص لداليا ) الظاهر إني دلعتك زيادة عن اللزوم. لكن أنا هربيكي يا داليا
( مازن وسامح و رؤوف نزلوا على اثر الصوت واتفاجأوا باللي بيحصل وبمنظر مهاب اللي مايطمنش أبدا )
شمس / حرام عليك كفاية بقى كل دا عشان راحت خطوبة صاحبتها
مهاب مسكها جامد من زراعها اللي محاوطة بيه داليا
داليا خافت أنه يضرب شمس زي ماضربها
فمسكت أيده اللي ماسك بيها شمس
داليا ببكاء / والله العظيم يا ابيه شمس ما كانت تعرف انى خارجة أنا قولتلها إني رايحة أنام في اوضتي عشان تعبانة. والله ماكنت تعرف حاجة انا خرجت من غير ما حد ياخد باله في البيت
مهاب ساب شمس ومسك ايد داليا اللي كانت ماسكة بيها أيده / والله عال اوي بتخرجي وتروحي و تيجي بمزاجك
مازن اتدخل هو وسامح حاولوا يبعدوا داليا وشمس ماسكة في داليا
سامح / خلاص يا مهاب سيبها الكلام مش بالطريقة دي
رؤوف واقف بعيد / سيبه يا سامح. يربيها لأن دلعنا كلنا ليها خلاها خرجت عن السيطرة لدرجة انها بقت بتتسحب وتخرج من البيت من غير ما تقول لحد
شمس دموعها نزلت على خدها / أرجوك يا مهاب سيبها وهي مش هتعمل كدة تاني أبدا
مهاب أول ما شاف دموعها ساب داليا علطول وكأن دموع شمس سكاكين ضربته في قلبه
وندم أشد الندم أنه السبب في أن هذه الدموع تنزل على خدودها
@@@@@@@@@@@@@
شمس أخدت داليا وطلعتها أوضتها
وأول مادخلوا الأوضة انهارت داليا أخرجت ماتخبأه في صدرها من الألم وأطلقت صراح لدموعها بأن تسيل
تركتها شمس تخرج مابصدرها وتفرغ طاقتها السلبيه في دموعها
شمس تحضن داليا بقوة كي تشعرها بالأمان و إنها تحس بها وبأوجاعها
فتح مازن باب أوضة داليا وشافها وهي بتبكي في حضن شمس فقرر يسيبهم لوحدهم وقفل الباب تاني.
شمس / خلاص يا داليا كفاية بقى عيطتي كتير كفاية يا حبيبتي
داليا / شوفته يا شمس وهو ماسك ايديها شوفتها وهي جنبه واخده المكان اللي ياما حلمت انا بيه. كان نفسي أقولها حافظي عليه واوعي تزعليه دا غيرك كان كل أحلامها تكون مكانك وتلبس دبلته
شمس بدموع / ماكنش لازم تروحي يا داليا أنتي كدة بتحملي نفسك فوق طاقتها
داليا / لا يا شمس كان لازم أروح عشان أثبت لنفسي انه خلاص مابقاش ليا وماينفعش أفكر فيه بعد النهاردة
( طال الكلام بينهم وحاولت شمس بكل الطرق التخفيف عن داليا وبعد ساعات قامت شمس تتوضأ وطلبت من داليا كمان ان تتوضأ
وراحت أوضتها ارتدت اسدالها وأخذت اسدال آخر لداليا ورجعتلها تاني. وقاموا لكي يتدرعوا إلى الله معاً في صلاتهم
وبعد ساعات كتير من البكاء وقراءة القرآن ناموا الاثنين بغرفة داليا
@@@@@@@@@@@@
أما مهاب فكان متضايق جدا من نفسه أولا لأنه كان سبب في دموع شمسه
وثانيا ان شمس قد كذبت عليه. مع أنه قد اخبرها انه يكره الكذب
ظل ساهرا طوال الليل يفكر فيها وهل من الممكن أن تكرهه بعد هذا الموقف
وذهب إلى غرفتها ولكنها لم تكن موجودة فعلم أنها بغرفة داليا
______________________
أشرقت الشمس على قصر العدلي
مهاب عينه ماشافتش النوم أبدا وطول الليل بيلعب رياضة في غرفة الرياضة الخاصة بيه في جناحه
شمس وداليا مع بعض صحيوا من النوم صلوا مع بعض وبقيوا في الأوضة
ومازن استأذن يدخلهم
مازن بمرح / صباح الخير على اللي ماكنش هيطلع عليهم لا صباح ولا حتى نجاة الصغيرة
داليا / بتستظرف حضرتك
( ملحوظة داليا من النوع اللي بتنسى مشاكلها بسرعة أو بتتجاهلها )
مازن / ههههههههههههه حرام عليكي طب انتي وعملتي مصيبة لازم تجيبي رجل البت معاكي كانت هتتعجن معاكي
داليا / ههههههههههههه ههههههههههههه يعني اتعجن لوحدي يعني كان لازم تونسني
مازن / ههههههههههههه أنا مش عارف أزاي قلبك طوعك وقدرتي تخرجي بدون أذنه لا و الساعة 11 بالليل كمان
داليا بتحاول تنسى سبب خروجها / اهي طقت في دماغي بقى أعلم إيه
مازن / واديكي شوفتي نتيجة دماغك الطقة
داليا / معلش بقى يا شمس ورطتك معايا
شمس بمرح من أجل داليا / لا يا اختي ولا يهمك اديكي أنتي لسه قايلة كنت هسيبك تتعجني لوحدك.
مازن / لاء أزاي لازم تبقوا قاتلين سارقين صاحيين نايمين معجونين مع بعض
داليا وشمس / ههههههههههههه ههههههههههههه
مازن / اضحكوا ماحدش واخد منها حاجة واحمدوا ربنا أنكوا عايشين
داليا / الحمد لله ربنا نجدنا بس بصراحة أبيه مهاب معاه حق أنا غلطت
شمس / نععععم معاه حق في ايه يا اخوتشي
مازن بجدية / أيوة يا شمس داليا غلطت هي عارفة ان مهاب بيخاف عليها أوي ماكنش لازم تخرج بالطريقة دي والوقت ده ولوحدها
شمس / ولو. برضوه ماكنش يصح يعمل كدة
( ظلوا يتحدثوا مع بعض قليلا ثم استأذنهم مازن حتى يحضر نفسه قبل موعد الفطار لكي يذهب إلى العمل )
جاء وقت الفطار
وحاولت داليا إقناع شمس عشان تنزل تفطر لكن شمس رفضت وقالت
شمس / داليا انزلي أنتي وملكيش دعوة بيا
داليا / يا شمس أبيه مهاب مش هيسكت لأنه بيتضايق لما حد يزعل ويدخل الاكل في الزعل
شمس / يتضايق أنا ماليش فيه أنا قولتلك مش هنزل يعني هنزل
داليا / طب لو سألني عليكي أقوله إيه
شمس / قوليله اي حاجة مش فارقة معايا
@@@@@@@@@@@@@@
على السفرة
الكل كان قاعد معادا شمس طبعا
نزل مهاب وبيدور بعنيه عن شمس ولكن للاسف الكرسي بتاعها كان فاضي
بعد ما مهاب قعد على كرسيه
وجه كلامه لداليا / فين شمس
داليا بتوتر / نايمة
مهاب بعدم اقتناع / نايمة لحد دلوقتي ليه
داليا / اص أصلها كانت سهرانة بالليل بتقرأ كتب عشان الدراسة خلاص بعد العيد
مهاب بصوت عالي / دادة. دااااادة
الدادة جت بسرعة / نعم يا مهاب بيه
مهاب / اطلعي نادي لشمس من فوق عشان الفطار
( بعد دقيقتين عادت الدادة قائلة )
الدادة بتوتر / بتقول لحضرتك ملهاش نفس وهتبقى تفطر بعدين
قام مهاب من مكانه بغضب شديد وطلع لشمس وطبعا ماحدش اتجرأ يروح وراه حتى داليا
( باعت صاحبتها في مينت )
@@@@@@@@@@@
في أوضة شمس
دخل مهاب علطول بدون مايخبط
كانت شمس واقفة أمام المراية تضع حجابها الأسود وتعدل وضعيته
مهاب بعصبية / ممكن افهم إيه اللي انتي بتعمليه دا
شمس بصتله بعد ماخلصت ارتداء الحجاب
شمس بجدية / أنا عملت ايه يخلي حضرتك تدخل الأوضة بالشكل ده
مهاب / يعني مش عارفة انتي عملتي إيه
شمس / لو اعرف ماكنتش سألتك
مهاب / أنا مش هكلمك في اللي حصل أمبارح دلوقتي لأن الكلام في الموضوع ده كتير بس مش معنى إني ما اتكلمتش معاكي انك تزيدي فيها ممكن اعرف مانزلتيش على الفطار ليه
شمس ببرود / لأني مش فاضية
مهاب / وإيه اللي يخليكي مش فاضية عشان تفطري
شمس / عشان بلبس وورايا مشوار مهم
مهاب / نعععم مشوار إيه دا
شمس / رايحة المقابر
__________________________
رواية( شمس وسط الظلام) البارت(24) بقلم :- أسماء أبوشادي __________________
شمس / رايحة المقابر
مهاب ( يعني عشان اللي حصل عايزة تروحي تزوريه وحشك أوي للدرجة دي أنا مش فارق معاكي ) / عايزة تروحي ليه
شمس بأستغراب / هي الناس بتروح المقابر ليه
مهاب بلهجة هادئة ولكن بداخله عاصفة من غيرته عليها / مش لازم تروحي
شمس بضيق / لا لازم أروح أنا من يوم ما جيت هنا ماروحتش ولا مرة
مهاب / وإيه المشكلة لما ماتروحيش
شمس / مهاب لو سمحت انا بدأت أندم اني وافقت أعيش هنا فياريت بلاش تخنقني بدل ما أمشي من هنا أنا مابحبش التحكمات دي
مهاب بحزن يخفيه/ بدأتي تندمي إنك عايشة في بيت جوزك يا شمس ليه كل دا عشان بقولك بلاش تروحي المقابر
شمس / والله وبالنسبة للحصل بالليل كان إيه ودلوقتي لما انا ماحبتش افطر برضوه اتصرفت أزاي بجد انا مابقتش فهماك خالص أوقات أحس أنك أحن واحد في الدنيا وأوقات احس انك ماتعرفش معنى الحنية أصلا حاسة أني ما اعرفكش
مهاب بحزن وعصبية / مابقتيش فهماني ها هو انتي كنتي فهماني اصلا ودلوقتي مابقتيش تفهميني أنا قولتلك بكرهه الكذب وكذبتي عليا قولتلك ما تحبس حد يخبئ عني حاجة وخبيتي قولتلك ماتدخليش في حاجة تعصبني واتدخلتي. قولتلك تجنبيني لما اتعصب وأنتي وقفتي ادامي كأنك بتتحديني. وتقوليلي أنا أهوه واقفة قصادك اتعصب عليا وأذيني
شمس / أنا مش قص
مهاب قاطعها / جهزي نفسك السواق هيوصلك للمقابر
( خرج مهاب صافعاً بقوة الباب خلفه لدرجة أن الموجودين تحت سمعوه )
مهاب نزل وملامحه ظاهر عليها الغضب الشديد وخرج علطول. وبمجرد خروجه طلعت داليا لاوضة شمس
شمس بقيت واقفه مكانها حاسه ان عقلها عاجز عن التفكير. ومحتاجة تتكلم مع حد نفسها تحكي حاجات كتير جواها بس مش عايزة تحكي لحد من اللي حواليها
داليا دخلت لشمس
داليا بقلق / شمس حصل ايه
شمس بضيق من الموقف / ماحصلش حاجة
داليا / طيب أبيه مهاب قالك إيه ولا انتي قولتيله إيه دا خرج علطول وكأنه على وشك الانفجار
شمس / داليا معلش بس انا مضطرة أمشي دلوقتي رايحة المقابر.
داليا / طب أنتي كويسة
شمس / ايوة. عن اذنك أنا همشي
_____________________
شمس في العربية في طريقها للمقابر فمسكت تليفونها ( اللي شاشته اتكسرت لما مهاب رماه على الأرض ) فتحت الفون واتصلت برقم وهي مترددة
رن رن رن
………../ سلام عليكم
شمس / وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ازيك يا مدام سما
سما / ازيك يا حبيبتي كويس انك لسه فكراني انا قولت انك نسيتيني
شمس / لا طبعا انا مانستكيش بس ماحبتش اتطفل عليكي
سما / يا بنتي عيب عليكي انتي زي اختي ربنا يعلم أنا حبيتك أد إيه مع اني ماشوفتكيش غير مرة واحدة
شمس بصوت مختنق / وأنا والله حبيتك وارتحتلك اوى
سما / شمس مالك أنتي فيكي حاجة
شمس / معلش بس ممكن لو عندك وقت أنا محتاجة اتكلم مع حد ومالقتش ادامي غيرك أتكلم معاه
سما / طب أنتي فين دلوقتي يا شمس
شمس / أنا في طريقي للمقابر
@@@@@@@@@@@@
في المقابر
شمس واقفة أمام القبر
شمس تحدث مروان بدموع / زي النهاردة يا مارو فاكر كنا بنعمل إيه العيد قرب وأنا مش فرحانة لأنه قرب بالعكس انا مخنوقة أوي وبضحك أدام اللي حواليا بس عشان ماابقاش كئيبة وكمان كل واحد عنده اللي مكفيه
مارو أنا قلبي بيوجعني ومش عارفة اكون مبسوطة وخايفة أوي
( سما جت في الوقت دا )
سما / أنا اسفة يا شمس اتأخرت عليكي بس أصلي كنت في الشركة
شمس بصتلها / لا ولا يهمك انا اسفة اني كلمتك وعطل
سما قاطعتها / ماتكمليش وماتبقيش عبيطة مش احنا اتفقنا اننا أخوات
شمس / أيوة
سما / طب أنتي زورتي وقرأتي الفاتحة صح تعالي بقى نروح مكان تاني نتكلم فيه
شمس / ارجوكي خلينا هنا. انا حاسة براحة في المكان دا
سما بأبتسامة / طب تعالي نقعد على جنب هناك في كراسي بعيدة عن القبور لأنه غلط كدة
@@@@@@
شمس حكت كل حاجة لسما بدايةً من يوم ماراحت القصر بسبب أبوها للموقف اللي حصل أمبارح بس طبعا ماحكتش حاجة عن سبب خروج داليا
سما / طيب يا حبيبتي انا هتكلم معاكي بصراحة. انتي غلطتي
شمس / غلطت في إيه
سما / بصي أنتي كذبتي عليه دا أولا ثانيا هو حذرك من عصبيته فمفروض أنتي تتجنبيها وفي وقت عصبيته تسمعي كلامه بدون تفكير مش تقفي قصاده
شمس / بس ماكنش ينفع اسيب صاحبتي وهو كان بيضربها
سما / مابقولكيش سبيها بس هي غلطت لما خرجت بالاسلوب ده وأنتي كمان غلطتي لما خبيتي عليه وكذبتي فكنتي بدل ماتقوليله سيبها أو هي عملت ايه لكل دا. لاء كنتي تعتذري وظهريله انك معترفة بغلطك على الأقل في الوقت دا.ولما يهدأ اشرحيله اللي انتي عايزاه
صدقيني يا شمس أنا عملت في جوزي مصايب لا تعد ولا تحصى بس اشوفه متعصب مستحيل أتكلم معاه او أعمل إي حاجة وبرغم أن الغلطات اللي انا كنت بعملها غلطات كبيرة جدا بس بسكوتي ده الأمور كانت بتهدا وهو الحمد لله كان بيسامح
شمس / بس انتي مش باين عليكي انك بتعملي حاجة من اللي قولتى عليها
سما / ههههههههههههه لا ما أنا الحمد لله ربنا هداني دا جوزي دا شاف مني كتير اوى شاف العذاب الوان
شمس / ربنا يسعدكوا أنا بجد عايزة اعرف قصة حبكوا دي
سما / أن شاء الله هبقي احكهالك بس دلوقتي عايزاكي تقوليلي مالك
شمس بأستغراب / ما أنا قولتلك مالي
سما / لا يا شمس أنتي فيكي حاجة تانية غير دي. أنا عايزة اعرف أنتي قولتى قبل كدة انك حبتيه من أول نظرة ودلوقتي قولتي أنه هو كمان بيحبك ليه بقى بتهربي منه
شمس / أنا مش بهرب منه عادي
سما / لا مش عادى أنتي بتهربي بدليل انك قولتي انك دايما فى الوقت اللي بيرجع فيه البيت بتكوني مع صاحبتك ومن يوم ماروحتي بيته ما اتكلمتوش مع بعض غير كام مرة بس
شمس / صراحة انا خايفة. خايفة اتعود عليه يسبني زي ما مارو سابني وكمان خايفة حبي له يمنعني أحقق أحلامي ويخليني اهمل في مستقبلي
سما / شمس كل شئ بنشوفه ربنا كاتبهولنا. وربنا مابيكتبلناش حاجة وحشة أبدا
أنا قبلك اخدت نفس قرارك إني ما ارتبطش بحبيبي غير بعد دراستي بس صدقيني دلوقتي بندم على الاوقات اللي ضاعت مننا
___________________
عادت شمس إلى القصر بعد حديث طووووووويل مع سما
وفعلا ارتاحت جدا بعد ما اتكلمت معاها
شمس طمنت داليا إنه محلصش حاجة خالص الصبح هو بس مهاب أتضايق إنها مانزلتش على الفطار
وبينما شمس تجلس مع داليا في الصالون مهاب جه القصر وهما شافوه وهو كمان شافهم بس طلع على الجناح بتاعه علطول
داليا بأستغراب / غريبة دا لسه فاضل على معاد وصول أبيه اكتر من ساعتين
شمس / وإيه المشكلة يعني يمكن خلص شغل
داليا / لا يا اختي الشغل مابيخلصش أبدا
شمس بحرج / طب بقولك ايه يا داليا أنا أنا هطلع عشان بس كنت عايزة اتكلم مع مهاب شوية
داليا / طب ماتخلي الكلام دا بعدين دا شكله متعصب اوى
شمس / ماتقلقيش يلا انا طالعة
داليا بمرح / هدعيلك تنزليلي سليمة . يارب ينجيكي يا شمس يا بنت أم شمس
@@@@@@@@@@@@@@@
مهاب في الجناح بتاعه يدوبك خلع جاكتة البدلة والجرفتة والجزمة
و يدوبك بيفتح أزرار قميصه الباب خبط
مهاب استغرب جدا لأن دا نادرا لما بيحصل ولكن مع ذلك خرج من أوضة النوم لغرفة الجلوس الملحقة للجناح بتاعه وقعد على أحدا الكراسي لأنه مجهد جدا
مهاب بحدة / أدخل
شمس فتحت الباب بتردد ابتلعت في نفسها أنها فكرت تطلعله
مهاب أول ما شاف شمس اتفاجأ هو ماكنش متوقع منها أبدا تدخل الجناح بتاعه
وفرح جدا للحظة بس افتكر الحوار اللي دار بينهم الصبح وكمان زيارتها لقبر مروان اللي طالت اكتر من ساعتين
مهاب / خير
شمس بتوتر وهي لسه واقفة مكانها / ممكن اتكلم معاك شوية
مهاب شاورلها بأيده على كرسي قصاده من غير مايتكلم وهي قعدت مكان ما شاور
شمس بتفرك في ايديها بتوتر ومش عارفة تبدأ الكلام أزاي
مهاب / اتكلمي أنا سامعك
شمس بتبص في الأرض / أنا اسفة
يا ألهي اتعتذر مني
مهاب ما اتخيلش إنها هتقول كدة كان فاكر إنها هتبرر اللي حصل
شمس / أنا بعتذر لأني كذبت عليك بس انا والله كنت خايفة إنك تزعل داليا
مهاب / أنا بزعلها عشان مصلحتها هي ما ينفعش تخرج من غير ما تقول لحد وكمان لوحدها
شمس / طب أنا اتأسفت ممكن تقبل أسفي
مهاب / والكلام اللي قولتيه الصبح
شمس / أنا يعتذر اني كلمتك بالأسلوب ده بس فهماك
مهاب / يبقى تقربي مني عشان تفهميني مش تبعدي
شمس / أنا مش ببعد بس انت بتبقى فى الشغل طول اليوم هقرب أنا أمتى بقى
مهاب / طب ما أنا بروحلك أوضتك واتكلم معاكي علطول.بس أوقات بتكون داليا معاكي فبسيبك إنما أنتي هنا بقالك أد إيه عمرك دخلتي هنا أو طلبتي تتكلمي معايا دي اول مرة تدخلي الجناح بتاعي مع انك مراتي إنما أنتي بتتجاهلي وجودي في حياتك.
شمس عنيها ترغرقت بالدموع/ أنا اسفة وياريت تقبل اعتذاري
مهاب قام وقعد على ركبته ادامها ومسح دموعها / اوعى أشوف دموعك دي أبدا لأنها بتأذيني أوي
شمس / قبلت أسفي
مهاب / أيوة يا قلبي بس على شرط ماتتكررش تاني أبدا
شمس / حاضر
مهاب حضنها ويااااه على حضنه بالنسبة لها حست بأمان أول مرة تحس بيه لقيت في حضنه كل اللي هي محتجاه
شمس بدون تردد أو تفكير بدلته الحضن
مهاب اندهش لأن دي اول مرة تعملها وطبعا هو استغل الفرصة
ايديه كانت بتتحرك بحرية عليها ويزيد من شدت احتضانها اكتر ثم جذبها من على الكرسي لتكون هي علي الارض مثله
ثم قام بأبعاد وجهه قليلا ليكون بمحاذاة وجهها لكي يلتهم شفتاها ويقتحم عذريتهم لتكون قبلتهم الأولى. ولكنها طالت كثير فقد دامت لدقائق ثم ابتعد لكي يتنفسوا قليلا ومن ثم عاود مرة أخرى لكي يقبلها برقة بالغة وهو يحاوطها بزراعيه ويديه تتحرك على جسدها
شمس الموقف طبعا أكبر منها جدا ولأن دي اول مرة ولأن هي من الشخصيات الخجولة جدا جدا فقدت وعيها من هذه القبلات واللمسات غابت
مهاب للمرة الثانية يترك شفتاها لكي تتنفس ولكنه لاحظ ارتخاء جسدها بالكامل فقلق عليها كثيرا
مهاب بهمس / شمس شمسي
مهاب شالها ودخلها على سريره بسرعة وأحضر إحدى زجاجات عطره وقام بوضع بعض من القطرات على انفها
حتى بدأت شمس بتحريك رأسها ببطء
مهاب بقلق / شمس شمس أنتي كويسة
شمس بتوهان بصت حواليها واتأكدت أن اللي حصل من شوية ماكنش حلم وخدودها كلهم احمروا وشعور الخجل أصبح يتملكها
مهاب خاف تكون اتضايقت / شمس أنا آسف لو كنت ضايقتك
شمس قامت من على السرير وهي بتبص في الأرض بخجل
شمس بصوت خافت / أن أنا هروح أوضتي
مهاب / طب استني شوية شكلك لسه مش مركزة كويس
شمس فعلا حاسة انها مش قادرة تقف على رجليها واعصابها متراخية فقعدت على حرف السرير
مهاب قرب منها بهدوء وحذر لأنه خايف تكون زعلانة / شمس سامحيني غصب عني وأنتي قصادي ما بقدرش اتحكم في نفسي
شمس مش عارفة تتكلم من خجلها بس من جواها بتقوله ماتعتذرش دي كانت أجمل لحظات حياتي
مهاب فسر سكوتها على أنها زعلانه وغضبانة منه بسبب اللي هو عمله
فقرر إنه يسيبها ترتاح من غير مايزعجها.
قبل ما مهاب يقوم شمس مسكت أيده بسرعة ووقفته
مهاب وقف وبصلها مستنيها تتكلم وخايف تقوله إنها عايزة تمشي وتسيب البيت
شمس سألته سؤال قبل ما تقوله بالسانها قالته بقلبها بكل كيانها / هتفضل جنبي علطول ؟؟؟؟
أصيب مهاب بالدهشه من السؤال فهو لم يتوقع أن تقول له ذلك
شمس عادت السؤال تاني بس بنبرة رجاء وأمل واحتياج وخوف / هتفضل جنبي علطول مش هييجي يوم وتسيبني أو تتخلى عني ؟؟
مهاب رد عليها بأنه حضنها جامد حتى كاد أن يعتصر ضلوعها بين يديه
مهاب وهو يشد من احتضانها / عمري ما هبعد عنك لحظة واحدة أنا ما صدقت لقيتك أنتي حبي وعشقي من أول نظرة أنتي شمسي
هذا الكلام جعل شمس تتشبث به وتحسنت وتتعلق به ولأول مرة في حياتها حد يحضنها كدة او هي تحضن حد بالطريقة دي ومش اي حد دا الانسان الوحيد اللي قلبها دق عشانه وحبته من أول نظرة
برغم ان الحضن كان قوي جدا وكأنه يخنق جسدها إلا أنها لم تشعر بالألم. بل أحست بأجمل احساس من احاسيس الحب ( الأمان )
واخيراً بعد وقت طويل دام فيه هذا الحضن
مهاب ولأول مرة يتكلم بأسلوب مرح
مهاب / على فكرة احنا لو فضلنا كدة كمان شوية مش هتخرجي من الأوضة دي تاني غير وأنتي مراتي قولاً وفعلاً
شمس بعدت وسابت رقبة مهاب وخرجت من اوضة نومه ثم من الجناح بأكمله دون أن تنظر خلفها أبدا
@@@@@@@@@@
على السفرة في وقت العشا
مهاب نزل وكان على وشه إبتسامة لأول مرة اللي حواليه يشوفوها وكانوا مستغربين جدا
أما مهاب كان مشغول بأنه طول الوقت بيبص على شمس
وشمس مارفعتش عنيها من طبقها لأنها حاسة بنظراته.
________________________________________
