روايات شيقهرواية عروس رغما عنها

رواية عروس رغما عنها الفصل 25 و الاخير

الفصل الأخير (الجزء الاول )
دموعها تتدفق بقوة وهي تنظر من نافذة سيارة الاجرة …قلبها يؤ*لمها علي جدها القابع بالمشفي …لهذا اختفت والدتها وهي بغب*اءها لم تهتم ….كانت منشغلة بمشكلة ادم ونست ذلك الذي رباها واحسن إليها …هي لن تسامح نفسها ابدا ان حدث له شئ…فهي تعرف داخلها انه مر*ض بسببها هي …ما قالته له كان قا*سي جدا ولكن ما
عرفته عن جدها كان اكثر ق*سوة …دائما كان جدها هو مثلها الاعلي…رغم ما بينهما من خلافات بسبب اختلاف التفكير الا انها تحبه كثير وتعتز به ولكن ما عرفته هز صورته في عقلها …حكت جبهتها بتعب وهي غير قادرة علي التوقف عن البكاء …كانت تشعر بشئ ثقيل يجثم علي قلبها….
بجانبها …كان جالس ادم ينظر إليها بحزن بالغ وهي تبكي بتلك الطريقة …لا يعرف كيف يخفف عنها …هو يعرف مرارة الخوف من الفقد …الم يفقد والده من قبل وبسبب هذا تد*مر كليا !!…شعر ان ظهره انك*سر وان حياته انتهت!!! وايضا كاد ان يفقد والدته وهذا سبب له الر*عب علي الرغم من الكرا*هية التي يكنها لجابر الا انه لم يتمني ابدا ان يحدث له شيئا…هو ليس بهذا السوء …
امتدت كفه الي يد مهرا وامسكها بقوة وهو يتمتم:
-هيكون كويس يا مهرا متقلقيش….
لم تخفف كلماته من ال*مها بل انف*جرت بالبكاء …اع*تصر قلب ادم بعن*ف وهو ينظر إليها …كان عاجز عن التخفيف عنها …كان عاجز للغاية ….
…..
وصلا أخيرا الي المشفي لتركض هي نحو المشفي بينما توقف ادم …قبل أن تلج مهرا نظرت إلي ادم بحيرة وقالت:
-ادم …
ابتلع ريقه وقال:
-انا هستناكي هنا يا مهرا روحي اطمني علي جدك …
-ده جدك انت كمان !!
هتفت بإنفعال لتبرق عينيه الزرقاء بخط*ورة ويرد:
-جابر عزام مش جدي يا مهرا …لو سمحتي روحي وانا هستناكي ….
لم تجادله أكثر من هذا ودخلت …كانت متعبة كثير من أن تناقش …مصدومة منه للغاية …كيف يمكنه أن يكون قا*سي القلب بهذا الشكل …هذا جده أيضا …كيف يحق*د علي رجل قد يم*وت!!!كانت حقا غاضبة منه …اقتربت مهرا من الاستقبال وهي تستعلم عن جدها …
….
كانت مروة تقف أمام الطبيب وابتسامة راحة تزين وجهها …لا تصدق أن عمها قد استيقظ من الغيبوبة …كانت تشكر ربها كثيرا ودموعها تتدفق من عينيها الذابلتين!!!!
-يعني يا دكتور هو كويس ؟!
تنهد الطبيب وقال دون راحة:
-بصراحة الوضع صعب …قلب استاذ جابر ضعيف جدا ومحتاج عملية المشكلة أن جراحة القلب في سنه مش مضمونة والأدوية مش هتساعده انا قولتله الكلام ده قبل كده بس هو طنش ومهتمش …
وضعت كفها علي فاها فأكمل هو :
-القرار يرجعلك يا مدام مروة ليكي ولاستاذ جابر …شوفي حضرتكم هتقرروا ايه وقولولي….
اختنق صوتها وهي تقول:
-حضرتك بتقول أن الحلين فيهم خط*ر …طيب انهي حل خطورته أقل …
-اننا نعمل العملية …عموما هو اتنقل دلوقتي لاوضة عادية حاولي تقنعيه يعمل العملية…
قال بأسف ثم تركها لتتراجع وتستند علي الحائط وهي تشعر أن العالم يميد بها بينما دموعها تزداد تدفقا!!لقد كان يعرف أن قلبه يحتاج لجراحة ولكنه رفض بعناد كبير ….ماذا سيحدث الان …
فكرت بخوف وهي تمسح دموعها …
-ماما !!!
صوت مهرا أتاها كالمنقذ …نظرت مروة الي مهرا وما زالت الدموع معلقة بأهدابها…
-مهرا !!
قالتها مروة بيأس لتقترب مهرا وتضمها بقوة وهي تبكي وتقول :
-هيكون بخير يا ماما متقلقيش . .هيقوم منها …جدي قوي …
-كلام الدكتور مش مطمن المرادي !
ابتعدت مهرا وامسكت كفها وهي تقول بقوة:
-هو كلامه دايما مش مطمن بس جدي بيقوم كل مرة ..وهيقوم المرة دي متقلقيش …
وضعت مروة كفها علي قلبها المتفق وقالت :
-اتمني يا مهرا …اتمني من كل قلبي أنه يقوم منها أنا بجد مرعوبة عليه …
………
ولجت مهرا الي الغرفة التي وضعوا جدها به وهي تمسح دموعها وتكافح لرسم ابتسامة رائعة علي شفتيها …كان قلبها يخفق بقوة وهي تراه علي الفراش شاحب الوجه …يبدو عليه التعب ..غاص قلبها في صدرها وهي تشعر بالأ*لم والذ*نب …هي من تخلت عنه …هي ….لقد وصل إلي تلك الحالة بسببها …كانت مهرا تلوم نفسها وهي لا تستطيع التوقف عن البكاء ….كانت تريد أن ترتمي بين ذراعيه وتطلب منه الغفران علي ما فعلته ولكن هل تستحق غفرانه بعد أن تخلت عنه !!..
اقتربت من جدها وامسكت كفه ودموعها تتدفق ….فتح جابر عينيه بتعب وقال:
-كان لازم ابقي في خط*ر وتعبان عشان تزوري جدك يا مهرا.
انف*جرت مهرا بالبكاء وهي تردد :
-اسفة …اسفة يا جدي …
تحشدت الدموع في عيني جدها وقال:
-مهرا أنا معنديش اغلي منك …أنا مبحبش قدك يا مهرا …وميهمنيش حد غيرك …أنتِ عارفة كده صح ؟!
هزت راسها وهي تخ*تنق …اخ*تنق صوتها وقالت:
-وانا عمري …عمري ما هتخلي عنك تاني يا جدي ..عمري …
ثم قبلت كفه وهي تقول:
-انا هفضل معاك دايما وهتطلع من هنا وتروح بيتك ….
ابتسم جابر ودموعها تتدفق ثم قال بصوت متعب:
-ريحتيني يا مهرا …روحي دلوقتي ارتاحي عشان أنا كمان هرتاح …
هزت مهرا رأسها وهي تمسح دموعها وتخرج !!
…….
ودعت مهرا والدتها ثم خرجت من المشفي ووجدت ادم في انتظارها ….
….
في الطريق الي المنزل لم تتكلم مهرا …فقط كانت تجيب بإقتطاب علي اسئلة أدم ….
..
وصلا الي المبني التي تقبع بها شقتهم ثم صعد ادم وهي …

ما أن دخلا المنزل حتي قالت مهرا وهي تغ*لي من الغضب:
-انا مش قادرة اصدق انك بتح*قد علي واحد حالته خطيرة بالشكل ده وممكن يمو*ت …
زحف البرود الي ملامح ادم رغم الب*راكين التي انفجرت داخله وقال:
-مهرا ياريت متتدخليش في الموضوع ده وزي ما قولتلك جدك هتزوريه دايما ومش همنعك منه ابدا …
-طبعا لا انت ولا غيرك تقدر تمنعني اصلا !,
قالتها بتحدي ليحاول هو تهدئة نفسه مراعاه لوضعها ويقول :
-ادخلي دلوقتي يا مهرا الاوضة وارتاحي …قصتي مع جابر عزام انتِ ملكيش دخل بيها …
-لا ليا دخل !!
صرخت بعن*ف واكملت :
-لما الاقيك بتك*ره جدي بالشكل ده يبقي ليا دعوة ….انت ازاي كده ..ازاي ممكن تك*ره واحد وهو بيمو*ت …ازاي مش قادر تسامح ازاي …ده جدك …جدك اللي بتعامله بج*حود ده …صحيح هو اذ*اكم وانا بعترف بس حاول يعوضك وانت رفضت …
امسك ادم ذراعها بعن*ف وقال :
-ده أنا …وايوة أنا عمري ما هبطل اك*ره جابر عزام …عمري …أنتِ مش عاجبك الوضع ده امشي وسيبيني ….غيرك عملتها وانا نسيتها عادي …الحياة مبتوقفش….لكن تجبريني اسامح الشخص اللي كان السبب في مو*ت ابويا ده مستحيل …متحاوليش تستخدمي حبي ليكي كورقة ضغط يا مهرا…لأن صدقيني كر”هي لجابر عزام اكبر من حبك …اكبر من حبي لاي حد …لو أنتِ نسيتي أنه ذ*ل امي أنا عمري ما هنسي …المشهد ده هيفضل عالق في ذاكرتي لحد ما امو*ت …عمري ما انسي ذ*ل امي ولا مو*ت ابويا عمري …
ثم دفعها وخرج من المنزل بأكمله !؛!
انسابت دموع مهرا وهي تشعر بأ*لم في قلبها …اقتربت حسناء ووضعت كفها برفق علي كتف مهرا …نظرت إليها مهرا فجأة ثم انف*جرت بالبكاء وهي تقول:
-شوفتي يا طنط …شوفتي بسهولة كده هيتخلي عني
ربتت حسناء علي ظهرها ثم ضمتها بقوة وهي تفكر بيأس أن رغم تربيتها الحسنة لأدم الأ أنها فشلت في ازالة الكر*ه القابع داخله نحو جابر عزام …الكره الذي سوف يؤ*ذيه هو اولا !!
يتبع

الفصل الأخير الجزء الثاني(غيرة صادمة )
كان يغني…فعليا يغني ودقات قلبه تعزف الحان رائعة يسمعها وتطرب اذنه…لم يهتم ان صوته بش*ع …ولا انه عالي بشكل يثير الريبة في انه قد جن!!هو سعيد …لن يخفي سعادته ابدا …كان يمسك بطرف سترته وهو يتحرك حركات خرقاء ويدندن اغنية أغلي من روحي …
(يــا أغلى من روحي علي .. يا أحلى شي وأغلى شي
إن قلت أحبك شفتها .. هالكلمة في حقك شوي
قلبي اللي من شوقه يجيك .. يغار من حبي عليك
مايحبك إلا يمـــوت فيك.. ويحسك أقرب مني لي
أتنفسك مثل الهوا .. وأحتاجك لجرحي دوا
مادمت انا وانتي سوا .. من دنيتي ماريد شي
إخذيني من دنيا الأنام .. خليني في حضنك أنام
دقات قلبي لك كلام .. يحكي لك الشوق اللي بي
ياســارتي ودنيا الهنا .. ماعرف بدونك من أنا
صرتي لنظر عيني سنا .. صرتي لهجير عمري في
أحبك لحد الجنون .. وأشيلك بوسط العيون
وأضلك برمش وجفون .. ياأغلى من عيني علي
يــا مرام)…
توقف فجأة وهو ينظر للمرآة وابتسامته تتسع …يتخيل اليوم الذي ستكون ملكه به ….يتخيل كيف سيكون سعيدا وقتها …..ثم بدأ يدندن مجددا ولم ينتبه لتلك التي تنظر إليه بعيون متسعة …
-بابي !!!
قالتها ملك بصدمة ليتوقف أنس فجأة بتوتر وهو ينظر إليها ….
-انت بتعمل ايه يا بابي؟!
تساءلت بصدمة ليتوتر هو ويقول :

-مفيش يا ملك …أنا كويس اهو ..
-كويس ايه يا بابي …انت كنت بتغني وبترقص من شوية …أنا مش مصدقة …بابي انت كويس …
ابتلع أنس ريقه وهو يدري انه في ورطة كبيرة …لم يعرف ماذا يفعل كي يبعد عنه الشبهة وكيف يحسن صورته امام صغيرته …ابتسم وهو يقترب منها ويحملها ثم يقبلها ويقول:
-ده مجرد تمارين يا لوكا مش برقص ولا حاجة ….
رفعت ملك حاجبيها وقالت:
-انوس انت شايفني عندي تلت سنين عشان اصدق الكلام ده …لا انت كنت بترقص وبتغني كمان …وده غريب عليك …انت دايما انسان جد …ملكش في الكلام ده …
رفع رأسه بيأس وقال:
-ما تعديها بقا يا لوكا …كل إنسان وليه لحظة جنا*ن متحبيكهاش بقا ابوس ايديكي ….
ابتسمت له وقالت:
-تمام يا أنوس …نعديها عشان خاطر عيونك …هعتبرها لحظة غريبة ومرت وهبقي زي أي بنت مؤدبة ومش هسأل عن أي تفاصيل تخصك …
ضحك أنس وهو يقبلها علي وجنتها ويقول :
-انا محظوظ ان عندي بنت ذكية زيك …
ضحكت وهي تقبله وتقول:
-وانا كمان محظوظة أنك بابي….يالا دادة نعمة عملت الإفطار…عشان متتأخرش علي الشغل …
-حاضر يا قردة…
……..

علي مائدة الافطار …
كان أنس يتناول طعامه …ابتسامة جميلة تغطي وجهه …قلبه يخفق بقوة …وحالة من الهيام الغريبة تبدو عليه …
تركت ملك شوكتها وهي تنظر إليه بحيرة …رغم سنوات عمرها العشر الا انها عرفت ان والدها بحالة غير طبيعية…هو يبدو سعيدا للغاية …الغريب انها لم تراه سعيدا لهذا الحد ابدا …بدأ وكأن السعادة تتدفق من قلبه وروحه …هي لم تراه هكذا ابدا …والدها لم يغني ابدا…لم يرقص ابدا !!! الي … …تري ماذا طرأ بحياته ما يجعل ابتسامته من الأذن للأذن؟! ماذا طرأ لكي يرقص ؟!او يغني مثلا !!!كانت تحاول حقا ان تفهم …فتحت فمها لتسأله لكن عينيها اتسعت بدهشة وهي تراه يمسك شوكة الطعام وينظر إليها وعلي وجهه ابتسامة بلهاء …رفعت حاجبيها وهي تكاد ان تجن..لا ..لا هذا ليس والدها بالطبع …والدها لا يبتسم بتلك الطريقة المريبة …أكيد انه تبدل مع شخص آخر …هكذا صور لها خيالها الواسع …
-هو انت بابا أنس…
قالتها ملك فجأة ببراءة وهي تخرجه من شروده بقوة …
ترك فجأة أنس شوكته بعد ان ادرك ماذا يفعل …رباه ماذا حل به ….هو يتصرف بحماقة امام ابنته…كل هذا لانها وافقت علي الخطبة منه …ماذا سيحدث اذن لو تزوجته؟!هل سيصاب بنوبة قلبية !!!فكر ساخرا ثم اولي اهتمامه لابنته وقال:
-نعم يا ملك …بتقولي ايه ؟!
-بقول هو انت فعلا بابي ولا واحد غريب متنكر ؟!
تساءلت مرة اخري بريبة ..رفع حاجبيه وقال:
-ايه الكلام الفاضي ده يا ملك …ازاي واحد متنكر يعني …لا أنا باباكي انس ..او أنوس أو أي اسم مايع من اللي انتِ بتناديني بينهم !!
ضحكت ملك ونظرت إليه وهي تقول:
-اومال يا أنوس ايه الابتسامة الغريبة اللي مالية وشك دي …انت من الصبح ماسك الشوكة وبتبصلها بطريقة غريبة وعلي وشك ابتسامة واسعة ….أنا بدأت اقلق عليك ….ده غير اني قفشتك بترقص في اوضتك وتغني …لا …لا في حاجة مش طبيعية قولي يا انوس فيه ايه ؟!
توتر انس وهو ينظر إليها وقال:
-انا كويس يا بنت انتِ ..مفيش داعي للقلق …ايه مينفعش اكون مبسوط شوية …لازم ابوز عشان اعجبك يعني ….
-مش مصدقاك مش عارفة ليه…فيه حاجة جديدة طرأت مخلياك في المود الخرافي ده….ما تقول بقا يا أنوس ….ده انا زي بنتك حتي ….
ارتبك أنس وهو ينظر إليها …لقد حاصرته تلك الشقية …هو الآن يتصرف بطريقة خرقاء أمام فتاة في العاشرة من عمرها …لكن سعادته اكبر من ان يخفيها …فكر وقلبه يخفق بقوة …ماذا يخبرها؟!هل ستفهم فتاة مثلها معني الحب ..هل ستفهم أنه غارق في الحب حتي أذنيه …هل ستفهم أنه يشعر كأنه ملك العالم كله …
امالت ملك رأسها وهي تنظر لوالدها مرة أخري …لقد عاد لشروده مرة اخري…لا لا…هذا ليس معقول …
-بابي …
صرخت ملك بقوة لينتفض وهو ينظر إليها فتقول هي :
-مش معقول يا بابي …انت لازم تقول ايه اللي حصلك …شكلك غريب اووي النهاردة ..بترقص وبتسرح كتير …مينفعش تخبي حاجة علي لوكا والا هزعل منك بجد ..
تنهد هو ونظر إليها وهو يقول بصراحة…لقد انتهي الأمر …هو يجب أن يكون صريحا معها …:
-بصراحة كده يا لوكا أنا ناوي اتجوز
اتسعت عينيها بدهشة وقالت :
-انت !!!وتتجوز !
عقد حاجبيه وقال:
-ايوة اتجوز …متجوزش ليه هو انا دكر بط!!!ما انا إنسان وعايز ونس …
تصنعت الحزن بمهارة وقالت:
-ايه ده يعني أنا مطلعتش ونس ليك ..
ضحك أنس وأمسك كفها وقال:
-اه يا نصابة انتِ …
قبل كفها واكمل:
-انتِ حياتي يا لوكا …معنديش اغلي منك …انت حتة مني ومكانتك محفوظة دايما …
ضحكت وقالت:
-مصدقاك يا أنوس .. قولي بقا آنسة مرام وافقت عليك امتي ؟!
اتسعت عينيه بصدمة وكاد أن يتكلم إلا أن ملك قرأت السؤال في عينيه وأجابت بذكاء :
-يا بابي أنا عندي عشر سنين مش تلاتة وبعدين العيل الصغير يعرف مشاعرك ..انت مبتشوفش نفسك بتبصلها ازاي ..أنا لاحظت كده لما باجي معاك الشركة ..
-بت انتِ..عرفتي الكلام ده ازاي …مشاعر دي كلما مينفعش تعرفيها الا في سن العشرين …
-العالم اتطور يا أنوس اللي اصغر مني دلوقتي في المدرسة بدأ كمان يحب ويرتبط انت بس اللي دقة قديمة ..
احمر وجهه ثم جذبها من أذنها برفق وقال بحزم:
– حب ايه يا مفعوصة أنتِ. .أنتِ بتروحي تتعلمي ولا تحبي ولا ..
قاطعته وهي تقول بسرعة:
-والله يا بابي مش انا…أنا اصلا في حالي دوول اصحابي بيقولولي كده …
اجاب عليها بحزم اكبر وقال:
-اصحابك دوول متكلمهومش تاني يا ملك …فاهمة !!!!
-فاهمة يا بابي فاهمة!
أجابت ملك بسرعة وهي تضحك ..
…….

كانت الشرر يتطاير من عينيه وهو ينظر إليها …جزء غبي داخله كان مرتاح لرؤيتها وكأنه اشتاق اليها ولكن باقي الاجزاء تسيطر عليهم الغيرة المر*يضة …كان غيور جدا …غيور بطريقة غريبة وحقا هو لا يفهم سبب تلك الغيرة …اهو التملك !!!
كانت حياة تنظر إليه برعب بينما الدموع تحتشد في عينيها ..كانت لا تصدق وق*احته …أرادت أن تنهض وتص*فعه بقوة …تضر*به لعله يشعر بتلك النيران التي تشت*عل بقلبها …رباه لماذا عاد لحياتها …ماذا يريد ايضا؟!الا يكفي أن أخذ منزلها ودمر حيا*تها ؟!!هل يريد ايضا أخذ روحها …هل هو سا*دي لتلك الدرجة …دون ان تدرك كانت الدموع تنساب لعينيها…شهقة من اعماق قلبها م*زقتها وشعرت أنها مهد*دة بالانه*يار في اي لحظة …شعر مروان بها …وكم أشفق علي حالها …هو دوما كان يعرف بعشقها لأحمد ولكنه دوما سخر من مشاعرها …لم يعرف ابدا مرارة العشق …لم يعرف كيف يتع*ذب المرء عندما يعشق من طرف واحد ….حسنا هو الآن يعرف كم أن هذا الشعور مق*يت …فقد وقع في الحب …وقع في حب فتاة لن ينالها ابدا ..تنهد مروان وعينيه السوداء تبرق بغضب وهو ينظر لاحمد وشد علي كف حياة وقال:
-يالا يا حياة نمشي من هنا …الجو بقا خنيق لما جه حد كده وانا بقيت قر*فان فجأة …تعالي هنتكلم في مكان تاني بعيد شوية عن هنا !!
رفع أحمد حاجبيه بغضب وهو ينظر إلي ذلك الحثالة…كان الغضب يتصاعد داخله كبر*كان علي وشك الانف*جار وتد*مير ما حوله …كان يم*قت هذا المدعي مروان يم*قته بشدة ..
نهض مروان وهو يمسك كف حياة ليذهب ولكن أحمد وقف أمامهما وعينيه السوداء يحيط بها الجليد …
-ابعد ..
قالها مروان ببرود وهو علي وشك قت*ل احمد …كانت النظرات الباردة هي أداة الح*رب بين الرجلين بينما حياة ترتجف بينهما …شعرت أنها ستن*هار في اي وقت وهي تري تلك النيران المشتعلة بينهما…هي لا تريد أن تحدث أي مشاكل لمروان بسببها …ماذا يريد احمد منها؟؟!ماذا بعد؟!
لم يماطل مروان في التحدي …لم يكن يريد أن يفتعل شجار وحياة معه لذلك بهدوء انحرف وقرر أن يذهب بحياة إلا أن احمد وقف امامه مرة أخري …كان يغ*لي …لا يصدق أنه يشعر بهذا الشعور الغريب…يشعر أنها تتسرب من بين يديه وهذا يجعله يمو*ت …لا يعرف لماذا يتمسك بها بتلك الطريقة …هو لا يعرف اي شئ …جل ما يعرفه انه لا يمكن افلاتها الان دون أن يعرف السبب …
-عايز اتكلم مع حياة !
بسرعة اعطي مبرر لمروان كي يحفظ ماء الوجه وكي لا يتهمه احد بالغيرة …
-وحياة مش عايزة تتكلم معاك ؛!!
اجاب مروان بعناد وهو يشد على كفها …كان احمد يغ*لي وهو يراه يمسكها بتلك الطريقة أراد أن يكسر كفه ولكن بمهارة سيطر علي نفسه وهو ينظر إليه ويقول وهو يجز علي أسنانه:
-اظن القرار يخص حياة وحدها …انت مش الدادة بتاعتها…
ثم.بعنف مقصود ابعد كف مروان عن حياة وقال :
-حياة لازم نتكلم …
ابتسم مروان بتسلية وقال:
-صحيح القرار قرار حياة…حياة انا هستناكي بعيد لحد ما تخلصي كلام معاه …
نظرت إليه حياة برعب …لا يمكن أن يتركها معه …لا. .هي ستنهار لو بقت معاه …فما أن كاد أن يذهب مروان حتي أمسكت به حياة كطوق النجاه كأنها غريقة وسط بحر هائج…تشجعت لأول مرة وقالت وهي تبتلع ريقها؛
-لا لا يا مروان أنا مش هتكلم معاه خدني معاك لو سمحت …
ابتسم مروان بإنتصار وقال:
-اهو للاسف هي مش عايزة تتكلم معاك …اهو قرار حياة سمعته …ممكن تبعد عنها بقا!!!
تقلص وجه احمد من الغضب وجل ما كان يريده أن يسحبها من شعرها ويأخذها من هنا ثم يحبسها في منزله حتي يتحدثا…ولكن كان يعرف أنه لو حاول أن يفعل هذا سيكون أضحوكة للجميع …لذلك بإستسلام ابتعد ليذهب كلا من مروان وحياة ..
لم تنظر حياة خلفها بينما أخرجت تنهيدة قوية من داخلها وهي تردد داخلها أن كل شىء قد انتهي …هي لن تسامح أحمد ابدا عما فعله معاها …لن تغفر له ولن تعود حتي لو طلب هو …هي الآن ستنظر الي حياتها …ستصحح الأخطاء الفظ*يعة التي ارتكبتها بحق الجميع وبحق نفسها …ولكن اول خطأ يجب أن تصلحه هو الخطأ الذي ارتكبته بحق مهرا …هي لن تسامح نفسها ابدا حتي تسامحها مهرا …
فكرت بصراحة…ثم نظرت إلي مروان وقالت :
-شكرا يا مروان .
ابتسم مروان وقال:
-انا قررت اتغير يا حياة …ومبادئي الجديدة متخلنيش اشوف احمد بيقرب منك وهي*أذيكي واسكت …
احتل الحزن ملامح حياة مجددا وقالت بنبرة منك*سرة :
-معرفش هو عايز ايه مني يا مروان …احمد د*مرني فعايز ايه مني تاني …ليه مصمم يقتحم حياتي تاني …
ابتسم مروان بتسلية وقال:
-علي حسب ما أنا شايف غضبه واحباطه احب اقولك أنه غيران !!
توقفت حياة عن التنفس للحظات وازداد معدل دقات قلبها …كانت لا تريد أن تصدق ما يقوله مروان …الا يعلم أنه بكلماته يعطيها أمل وهي لا تريد أن يكون في قلبها اي امل من جهة احمد …تريد أن تقتنع نهائيا أن احمد لم ولن يحبها …تريد أن تقتنع أن احمد كان يريد شقتها فقط وأخذها والآن هو عاد ليتلاعب بها لعله يأخذ شيئا ما …لعله يريد أموالها …يريد أن يسلبها كل شئ!!نعم التفكير في هذا اهون بكثير من أن تتعلق بأمل أنه أحبها وتعود للهاوية مرة أخري …تعود لتستجدي حبه مرة أخري لا يجب أن تثق به ابدا …
ضحكت فجأة بتوتر وقالت:
-بيغير!!لا يا مروان روحت لبعيد المرة دي …هو مش بيحبني اصلا عشان يغير …تلاقيه عايز ياخد حاجة تاني مني غير الشقة وفاكر اني غب*ية وهرجعله واديله الامان عشان يخدعني تاني …
نظر مروان الي حياة وقال :
-انا راجل يا حياة …واعرف الغيرة كويس …احمد كان غيران عليكي مني …مش لازم الغيرة تكون حب بس …ممكن تكون تملك فخلي بالك …واحد زي أحمد اكيد هيتضايق لما يشوف انك بتتقدمي في حياتك وبتنسيه وممكن يعمل المستحيل عشان يرجعك ليه وساعتها ممكن تعاني فاهماني …
تصاعدت الدموع لعينيها حتي انسابت من عينيها وقالت:
-هو مش عايز يسيبني في حالي ليه يا مروان…عايز يعمل ايه فيا اكتر من كده …كفاية أنه د*مرني …د*مر حياتي وك*سر سعادتي واحلامي …محدش خالص هيحس باللي حسيت بيه وانا لابسة فستان الفرح ومستنياه يا مروان …أنا …أنا …
-ششش …اهدي …
قالها مروان وهو يلاحظ انهيارها..
-اسف
قالها فجأة لتنظر إليه وهي تمسح دموعها وترد:
-انت بتعتذر علي ايه؟!
ابتسم مروان بسخرية وقال:
-عشان في يوم استهونت بمشاعرك …شعور الحب من طرف واحد بش*ع يا حياة …انك تحبي شخص أنتِ عارفة أن مش هيحبك …ده لوحده عذ*اب!!
كان مروان يبدو وكأنه يتحدث عن نفسه …شعرت حياة بالحيرة …هل احب مروان من طرف واحد معقول …هل اكت*وي بنفس الن*ار التي اك*توت بها !!عجيب هو يشبهها كثيرا !!!
……..
في مكتب انس …
كان يعمل في المكتب بنشاط مضاعف …ابتسامته لا تفارق شفتيه …كل العاملين كانوا مندهشين من سعادته الغريبة تلك …هو حتي لم ينفعل علي أي عامل أخطأ …بالعكس تماما كان يتعامل بهدوء غريب علي أنس الصاوي …رجل الأعمال الصارم الذي لا يقبل بأي خطأ ..اما انس فهو كان يعمل بنشاط والسعادة في قلبه تتسع حتي خرجت من جسده وانتشرت في المكان بأكمله…لا يصدق انه سعيد لتلك الدرجة …هو سعيد لدرجة ان حتي المكتب الواسع لا يكفي سعادته …يريد الخروج والصراخ بقوة !!!
لكن اراد الحفاظ علي المتبقي من وقاره …حاول كثيرا ان يسيطر علي سعادته ففشل تماما …مرام اعطته السعادة بالموافقة عليه وهو سوف يفعل المستحيل كي يسعدها …سوف يجلب لها النجوم إن ارادت…صحيح جزء منه خائف من اتفاقه مع ليل خاصة أن لو رفعت عليه قضية سوف يكون وضعه اضعف …فهو الذي عقد الاتفاق منذ البداية ولكنه ترك هذا الأمر المحاميين الخاصيين به …هم يفعلون المستحيل لإيجاد حل لهذا الموضوع وسوف يحاول أن تكون ملك تحت وصايته هو فقط…هو لن يتركها لليل او والدتها …سوف ينفذ وصية شقيقه بالحرف…حاول ان يقنع نفسه بهذا …حاول الا يفكر حتي باحتمال انه سيفقد ابنته ملك …لا يمكنها ان يفقدها …هو لا يتخيل الحياة بدونها …هي كل حياتها …وقد شاركتها مرام نفس الاهمية أيضا !!
-مرام …
تذوق اسمها بين شفتيه…وهو لا يصدق أن قريبا سوف تكون له …من كان يصدق أن تلك الشابة التي تحتمي بالجليد كي لا تبرز مشاعرها سوف تكون كل حياته!!نعم هو يعرف مرام جيدا …مرام ليست تلك الباردة التي تحاول أن تدعيها.. فخلف قناع الجليد الذي ترتديه توجد انثي حساسة تخاف من أن تجر*ح …وحسنا هو سيفعل المستحيل كي لا يؤ*لمها أو يحزنها…لقد أخذ عهدا علي نفسه إلا يؤ*ذيها ابدا ولن يفعل..لن يفعلها ابد …
انخرط هو في عمله بسعادة تامة وانجزه بنشاط اكبر …كان يعمل وهو لا يشعر بأي جهد أو تعب ..
ولجت السكرتيرة الخاصة به وهي تعطيه أوراقا ليمضيها …
-اتفضلي يا آنسة نسرين …
قالها بابتسامة مشرقة …ولجت نسرين إليه وهي تشعر بالدهشة منه اليوم …فتلك المرة الأولي التي لا يكون فيها متوترا بسبب العمل …فأنس دوما كان حازم. ..صارم …لا يبتسم إلا نادرا …تري ماذا حدث اليوم …أعطته الاوراق بهدوء ليمضيها هو ويقول:
-معلش يا آنسة نسرين اتواصلي مع مدير قسم الحسابات وقوليله استاذ أنس محتاج آنسة مرام ضروري …
ابتسمت نسرين وهي تفهم الان السبب
..فلا يخفي علي أحد الان حب أنس لمرام …لا يخفي علي أحد تلك النظرات الخاصة التي يرمقها بها انس …حاول كثيرا أن يسيطر علي عينيه ولكن كانت سيطرة قلبه اكبر …
خرجت نسرين بسرعة من المكتب لتحضر مرام …
…….
بعد قليل …
كانت مرام تتنهد وهي تقف أمام مكتبه بينما قلبها يخفق بعنف …بالطبع هو يعرف أنها وافقت عليه لهذا طلبها …هي الآن تذوب من الخجل …وجهها احمر وانفاسها متلاحقة …لا تعرف كيف ستقف أمامه وتنظر إليه …كيف ستواجهه وتتكلم معه …فجأة هزت راسها وهي ترتدي قناع الصرامة وتوبخ نفسها …هي ليست مراهقة بل هي في الثامنة والعشرون من عمرها …اي انها راشدة …لا يجب عليها أن تذوب من الخجل بتلك الطريقة …يجب أن تسيطر علي مشاعرها …
تنفست عدة مرات بسرعة وحاوطت نفسها بالجليد وهي ترفع كفها كي تدق علي الباب …أغمضت عينيها وصوت انس الجذاب ينساب لروحها …
تنهدت مرام وهي تدخل للمكتب ثم وقفت أمامه وهي تنظر إلي الأرض وتقول برسمية :
-طلبتني يا فندم ..
ابتسم انس وهو ينظر إليها ثم نهض ..كان لا يستطيع أن يسيطر علي سعادته …وقف أمامها وقال:
-ادم قالي انك وافقتي عليا …متعرفيش قد ايه فرحتيني…أنا من اول ما سمعت وانا مش قادر اخبي فرحتي …أنا …أنا …
توترت هي أكثر من كلماته وقالت بنبرة جعلتها صارمة:
-الكلام هيكون مع اخويا ادم …بس حضرتك طلبتني ليه دلوقتي ؟!عشان تقولي الكلام ده !
صمت أنس بتوتر ثم تنهد وقال:
-انا اسف عارف اني مينفعش اتكلم معاكي خصوصا اني اتكلمت مع اخوكي ولازم احترمه بس بجد مش قادر امنع نفسي من الفرحة متعرفيش أنتِ فرحتيني ازاي بموافقتك عليا …بجد أنا مبسوط …
كانت عينيه تلمع كالنجوم …كانت السعادة التي في قلبه اكبر من ان يسعها العالم بأكمله….
حاربت مرام ظهور الابتسامة علي شفتيها ولكن تلك الابتسامة هز*متها وهي تشرق علي وجهها ..بهت انس وهو يراها تبتسم ولأول مرة بتلك الطريقة …يري وجهها ينير بقوة كأن القمر بنفسه قد اتي الي مكتبه …أن كان للجمال شكل محدد فستكون ابتسامتها هي …
تراجعت مرام وذهبت من امامه مسرعة وبسرعة اتجهت للحمام وهي تضع كفها علي قلبها بينما ابتسامتها الرائعة تزداد اتساعا !!
……………
في المساء
-طلبتيني يا امي ؟!
قالها ادم وهو يلج لغرفتها وعلي وجهه ابتسامة هادئة تخفي اضط*رابات قلبه وروحه …ولكن والدته عرفت …فهي تحفظ ادم …ادم التي ربته بنفسها وزرعت فيه القيم الجيدة وهي تشكر ربها انه اصبح رجل صالح يتحمل المسؤولية ولكن شيئا ما كان يؤرقها….شيئا ما بأدم تريد أن تقتلعه من قلبه…
اعطته ابتسامة صافية وقالت :
-تعالي اقعد جمبي يا ابني …
اقترب ادم منها وهو يبتسم بلطف وامسك كفها ثم قبله بلطف وقال:
-اخبارك النهاردة يا ست الكل ليلي اديتلك ادويتك …
ابتسمت وهي تهز رأسها وقالت:
-ايوة يا سيدي اتعشيت واخدت ادويتي وانا زي الفل اهو بطل تقلق عليا كده …
-وانا ليا مين اغلي منك عشان مقلقش عليكي يا امي …
تنهدت والدته وصمتت …تريد أن تصارحه بما تريد ولكنها خائفة من ردة فعله…تري هل سيقبل من اجلها ام سيثور ويغضب …هي تعرف ابنها جيدا …قد يتنازل من اجلها ولكن قلبه سيح*ترق …سيشعر ان ما تفعله خيا*نة ..
كان ادم يراقب انفعالات والدته بحيرة …لا يفهم ماذا بها ..ولم كل ذلك التردد الذي راه علي وجهها . …ولكن بدا أن الأمر مهم جدا …
شد ادم علي كف والدته وقال:
-امي تقدري تقولي فيه ايه من غير توتر. لا قلق…أنا ادم …
ابتسمت له وقد انبسطت ملامحها وقالت:
-وده اللي مطمني شوية أنك ادم…ادم ابني اللي ربيته ومستحيل يزعلني ولا يك*سر كلمتي …ادم العاقل اللي ربيته علي الحب وتحمل المسؤولية وطلع زي ما اتمنيته تماما …وانا كل ما ابصله افتخر بنفسي اني طلعت انسان سوي زيه …
ابتسم ادم وهو. يقبل كفها ويقول:
-ايه الكلام الحلو ده يا ست الكل أنا هتغر كده ..
ضحكت حسناء وقالت:
-يا بني ده اقل حاجة أقولها عنك …انت بس مش عارف قيمتك …
-لا ده انا كده اتكبر عليكم رسميا يا ست الكل وبعدين اديكم مواعيد عشان تشوفوني …
قالها ممازحا إياها لتضحك هي من قلبها ولكن التوتر ما زال مسيطرا عليها …هل يا تري سيتقبل ما ستقوله الان …تنهدت وقررت أن تتكلم الان :
-ادم …يا بني ..
قالتها بتلعثم ليقول وقد انبسطت ملامحه الوسيمة:
-قولي يا ست الكل .
-مهرا..
نظر للجهة الأخري وهو يغمض عينيه …منذ مش*اجرتهما في الصباح وهما لا يتكلمان …هو أخطأ بحقها يعترف بهذا داخله ولكنها أيضا لا تفهم …لا تفهم ما عاشه…تريده أن يغفر بسهولة ..كيف يغفر لمن د*مر حياته ..كيف …
نظر مرة أخري إلي والدته وقال:
-عارف اني غلط لما قولت الكلام ده بس هي كمان بتضغط عليا …هي عارفة الموضوع ده بيخليني اتج*نن ازاي …فكرة اني اسامح جابر عزام بتخليني اتج*نن …ازاي اسامح بسهولة كده …أنا خايف …خايف مهرا تيجي في يوم وتحطني قدام خيار اني اسامح جدها أو تسيبني ….لما فكرت في الموقف ده بقيت زي المجنون …الاتنين بالنسبالي صعبين جدا …كأني برمي نفسي في ال*نار …
ابتسمت والدته وقالت :
-للدرجادي بتحبها ..
ابتسم وقال:
-ايوة بحبها وبحبها اووي كمان …ونفسي تفهمني …نفسي تفهم أن اللي جوا قلبي لجابر عزام مستحيل ينمحي يا امي …
-ده جدها يا بني …
قالتها حسناء بتوتر ليصمت هو لتستغل هي تلك النقطة وتكمل:
-صعب علي مهرا تبقي معاك وانت بتك*ره جدها بالشكل ده ….متنساش أنه رباها و…
-عايزة تقولي ايه يا امي !!!
قالها ادم بوجه متجمد وعينين تبرقان بع*نف لم تتراجع حسناء عن قرارها …قررت أن تكمل ما تريد قوله فقالت هي بشجاعة :
-عايزة اقول ان جه الاوان تنسي وتسامح يا آدم ده.برضه جدك…
نهض ادم كالملسوع وتصاعدت الدموع لعينيه وهو ينظر إليها بصدمة
-انا نسيت وسامحت خلاص يا آدم ..مش هقضي كل حياتي اك*ره جابر بسبب الماضي …وانت مفروض تعمل كده كمان عشان خاطر مراتك علي الاقل …مراتك اللي اتحملتك …واتحملت تعيش هنا بعد ما كانت عايشة في فيلا كبيرة وطلباتها كلها مجابة …عشان …
-بس يا امي !!!،
قاطعها بحدة ..
-ادم اسمعني بس …
-قولتلك بس يا امي !!!
صرخ بح*دة وهو يضر*ب الحائط الذي بجواره بكفه …
-مش هتفضل طول حياتك بتك*رهه يا آدم…لازم تسامحه في يوم….
وكأن والدته أشعلت الني*ران به بكلماته ليصرخ هو بتو*حش وهو يضر*ب علي الحائط:
-قولت كفاية كفاية كفاية …
لم يتوقف حتي عندما وجد الد*ماء تندفع من كفه …كان قد فقد عقله تماما وكان والدته فتحت أبواب الج*حيم….كان غضبه كبير …عظيم لا يمكن السيطرة عليه ….
-ادم …كفاية …
قالتها والدته بر*عب وهي تمسك كفه ليبتعد عنها ويصرخ:
-عايزاني اسامحه ازاي !!!اسامح الراجل اللي د*مر حياتنا!!
لم تنتبه حسناء منذ البداية لمهرا ومرام وليلي الذين أتوا ووقفوا أمام الباب وهو ينظرون إليهما بر*عب …
-ادم وطي صوتك !اتكلم بطريقة اهدي من كده!!
-اهدي ازاي!!!قوليلي يا امي …بعد اللي قولتيله عايزاني اتكلم بهدوء ازاي …شوفي حضرتك بتقولي ايه الاول؟!!عايزاني اسامح جابر…جابر اللي د*مر حياتنا …السبب في مو*ت ابويا !!!الراجل اللي ذلك …الراجل اللي اتخلي عننا وساب الدنيا تلطم فينا …
وضعت مرام كفها علي فمها وبدأت تبكي وهي تري انهي*ار شقيقها ..لقد عاصرت كل تلك الأحداث المؤسفة وتشعر بأ*لم أدم …
اقترب ادم من والدته وقال بصوت مجر*وح:
-انا اتخليت عن حلمي وسيبت التعليم واشتغلت معاكي عشان اقدر اعيش ..و…
قاطعته والدته وقالت :
-ايه يا آدم …انت هتذ*ل امك كمان عشان اشتغلت وصرفت علينا …يالا كمان ذ*لنا عشان ميار سابتك بسببنا!!! …قول يالا …
هز رأسه وصرخ بإنفعال :
-لا طبعا …أنا اللي عملته مش فضل عليكم ..ده واجبي ..واجبي اني اشتغل لاني أنا راجل البيت وحلفت اني عمري ما هخلي اخواتي أو انتِ تتذ*لوا لجابر تاني …مستعد امو*ت وانا بشتغل لكن عمري ما هسمح انكم تتذ*لوا للراجل ده تاني …أمي أنا مستعد اموت لو طلبتي مني كده لانك اغلي حد علي قلبي…أنتِ روحي …لكن اني اسامح.جابر فده لا …جابر عزام هيفضل عدوي ليوم الدين وحتي يوم القيامة لو دخوله للجنة متوقف علي مسامحتي ليه مش هسامحه برضه …
كانت حسناء مرتعبة وهي تنظر إلي كمية الك*ره التي يحتشدها ادم في قلبه نحو جابر عزام …يا الله ابنها لن يغفر بسهولة ….
-انت كده بتأ*ذي نفسك بالك*ره ده يا آدم …انت بتد*مر حياتك…
-مش مهم …المهم اني مش هسامح !!
قالها ادم ثم أكمل ؛
-مش هسامح عشان خاطر اي حد ولا حتي حضرتك يا امي…
احست حسناء بج*رح غائر في قلبها وقالت:
-اطلع من اوضتي دلوقتي يا آدم …وعيش مع كر*اهيتك دي لحد ما تخسر الكل …اطلع برا يالا …
بالفعل خرج ادم وهو منفعل من الغرفة وسط ذهول الجميع ثم خارج المنزل …
-هو ..هو رايح فين دلوقتي؟ !!
قالتها مهرا بر*عب لترد ليلي وهي تبكي :
-اكيد رايح الورشة بتاعته …روحي وراه يا مهرا ..أنتِ الوحيدة اللي هتعرفي تهديه دلوقتي ….
أسرعت مهرا الي غرفتهما وارتدت ملابسها سريعا …
……
في ورشة ادم…
كان جالس علي المقعد وجهه للاسفل بينما دموعه تتساقط بالتتابع …يشعر أن الو*جع يتدفق من قلبه يريد أن يبكي ويصرخ ولكن لا يستطيع …هو يعجز حتي عن الانه*يار !!!
ارتعش جسده عندما حطت كف رقيقة علي كتفه …استدار ليجدها مهرا …تنظر إليه بحزن والدموع تنساب من عينيها العسليتين…تو*جع قلب مهرا وهي تراه في تلك الحالة …كادت أن تتحدث إلي أن ادم سحبها من خصرها وعانقها …لم يكن ليترك اي أحد يري لحظات ضعفه النادرة ولكن مهرا كانت شيئا اخر …وكأنها خلقت لتحتوي لحظات ضعفه النادرة جدا …هكذا فكر وهو يضمها بقوة كالتائه الذي وجد ضالته اخيرا !!!
يتبع

الجزء الاخير(مهرا الحب الحقيقي لآدم)
كانت تضمه بهدوء وهي تربت علي شعره بينما هو يدفن رأسه داخل أحضانها …يغمض عينه وهو يشعر بالراحة تنساب لروحه المع*ذبة أخيرا …
-انا آسف …
قالها بإختناق ثم اكمل :
-مكانش قصدي ابدا اني اقارنك بيها …أنتِ غالية عليا …انتِ جزء من عيلتي وانا مستحيل اقدر اتخلي عن أي حد فيكم سواء انتِ او اخواتي او امي …
-وانا مكانش لازم اني اضغط عليك يا ادم …أنا مقدرة اللي مريت بيه …عارفة انه جدك اذا*ك…بس كان نفسي …
ابتعد عنها وهو ينظر إليها بحر*قة بينما الدموع تحتشد بعينيه
-مين قالك اني مش عايز اسامح يا مهرا …مين قالك اني محاولتش اكتر من مرة انسي واسامح عشان خاطر نفسي وعيلتي …امحي جابر عزام من راسي عشان ارتاح …مين قال اني محاولتش !!
كان آدم يتكلم بق*هر وهو يسيطر علي دموعه بصعوبة …كانت مهرا تربت علي شعره بهدوء ودموعها تنساب وقلبها يؤلمها عليه …اكمل ادم بإختناق :
-بس كل أما احاول اسامح افتكر مو*ت ابويا …ذ*ل امي وحلمي اللي ضاع ..افتكر اني اتك*سرت في سن صغير لما خسرت ابويا…ابويا اللي غيابه د*مرنا كلنا …
ابتعد ادم عن مهرا وقال بإبتسامة مريرة:
-انا كان نفسي اتعلم …كان نفسي ادخل طب زي امي بس بعد موت ابويا كان قدامي اختيارين أما اكون انا*ني واسيب وامي تتبه*دل لوحدها او أعمل واجبي واكون أنا راجل البيت …واختارت اني اكون راجل البيت ونسيت حلمي …نسيت اني من حقي احلم …
مسح بسرعة الدموع التي انسابت علي وجنته وقال:
-مهرا أنا بحبك اووي …اكتر مما تتخيلي وانتِ لو بتحبيني بلاش تجبريني اسامح لانه والله مقدرش …أنا عمري ما همنعك من جدك …شوفيه وقت ما تحبي …لكن متجيش في يوم تطلبي منه اسامحه لان مش في مقدرتي ابدا اني اسامح …صدقيني مش قادر…
حاوطت وجنتيه وهي تردد بثقة:
-انا عارفة ان هيجي يوم وهتسامح ..هيجي.يوم وتشيل الكره اللي في قلبك لأنك انسان اقوي وكريم …انسان طيب وقلبه ابيض …هتعرف تسامح لما تقرر أنك تعيش حياتك من غير ما تلو*ث قلبك الابيض بالكر*ه …وانا عمري ما هضغط عليك عشان تسامحه يا ادم وهفضل معاك دايما وادعمك …
ابتسم وهو يضمها مرة اخري يشكر ربه علي وجودها معه …
…………
بعد قليل …
دخلا ادم ومهرا الي المنزل …
-انا رايح اكلم ماما
قالها ادم بهدوء لتهز مهرا رأسها وتدخل لغرفتهما…
….
في الغرفة
كانت حسناء تجلس علي فراشها ..تغمض عينيها وهي تتذكر انه*يار ابنها …كانت تتأ*لم عليه ..تخاف عليه من الكر*ه الذي يحتشد بقلبه…تريد له الراحة …تتمني ان ينسي ما حدث بالماضي ويعيش مع مهرا سعيد …ولكن ادم لن ينسي بتلك السهولة…ما حدث له بالذات كان صعب جدا …
تنهدت وهي تمسح الدموع التي انسابت علي وجهها…انتفضت فجأة عندما دق احدهما الباب
-اتفضل …
قالت بصوت مبحوح …
دخل ادم بهدوء وهو ناكس رأسه…نظرت حسناء الي يديه.المضمدة وقلبها يؤلمها…ارادت ان تتكلم ولكن الكلمات توقفت في حلقها عندما اقترب ادم منها ونام علي ساقيها …
لم تتكلم حسناء واكتفت وهي تربت علي شعره…
-اسف يا امي ..آسف …
كان يعتذر علي طريقته معها وهي تقبلت…فهي ام مهما حدث لن تغضب علي ابناؤها وخاصة ادم الذي كان دوما معها …رفيق الكفاح …لقد قررت الا تضغط عليه ليسامح جده …قررت ان تعطيه الوقت فربما حب مهرا ينتصر علي الكر*ه بداخله …ربما مهرا هي من ستنسيه خيبة الامل التي عاشها !!
………
في اليوم التالي …
كان يقف تحت الدش الماء يندفع عليه …لا يعرف هل ستكون تلك الخطوة سليمة ام لا …هل حل سليم ان يعري نفسه امام شخص غريب …حسنا سيعترف انه خائف …خائف من الماضي …خائف من النظارات التي سوف تلاحقه من الطبيب ولكنه يعرف ان الطبيب النفسي بالعادة لا يحكم علي تصرفات المرضي …ولكنه لا يمكنه منع نفسه من ان يخاف …ماذا يفعل ؟!
اغمض عينيه ورفع وجهه للماء ليتدفق بقوة الي وجهه …ابتسم بحنين وهو يتذكر والدته الحبيبة …يتذكرها عندما كانت تقف تحت المطر رافعة وجهها بينما تدور وهي تضحك …ضحكاتها كانت مسكن قوي لروحه …والدته كانت الجزء الالطف في حياته السو*داء القاسية ….والدته هي من كانت تهون عليه قس*وة والده …لقد اعطته الحب الذي فشل والده في اعطاؤه اياه …تنهد بأ*لم وهو يضغط علي عسنيه بقوة …لقد قرر الا يفكر بوالده بعد الآن …قرر الا يستجدي حبه …هو سيحاول اصلاح حياته بعيدا عنه …ويجب أن يفعل هذا …يجب أن يكون شخصا جديدا تفتخر به والدته …سيصلح من حياته …لن يكون شخصا مؤ*ذي مرة اخري ….لن يتحجج ب*قسوة والده عليه بل سيصلح حياته …سيبحث عن سعادته بنفسه …هذا هو الوعد الذي قطعه علي نفسه ..لقد اقسم أن يفعل هذا …اقسم أن يسحب نفسه هو و حياة من الظلا*م القابعان فيه …سوف يسيران في طريق جديد …صحيح تأخرا كثيرا في اخذ هذا القرار ولكن ان تأتي متأخرا خيرا من الا تأتي ابدا …
فكر مروان والابتسامة علي وجهه …فتح عينه وهو يشعر بسعادة غريبة …طاقة غريبة تدفعه افعل الكثير …
بعد قليل …
خرج مروان من الحمام وهو يجفف شعره جيدا ..كان يرتدي مئزر الحمام الابيض بينما رائحة الصابون المعطر تفوح منه….كانت ذقنه حليقة وعلي وجهه ابتسامة رائقة …لم يكن سعيدا هكذا منذ وقت طويل …لقد تصالح مع نفسه أخيرا …قرر طمس غروره والاعتراف بأخطاؤه …قرر ان يتوقف عن ان يكون مؤ*ذي من اجله ومن اجل والدته…لقد عرف انه يؤ*ذي نفسه أولا وهذا ليس صحيحا اطلاقا …وقف امام خزانته واخر القميص الأسود الذي جهزه بالأمس مع بنطال جينز ازرق داكن …دقائق وكان قد ارتدي ملابسه التقط السترة السوداء وارتداها ووقف أخيرا امام المرآة وهو يصفر بينما يزرر سترته…ثم بدأ في تصفيف شعره…توقف أخيرا وهو ينظر الي شكله المرتب المضاد تماما للخر*اب الذي بداخله …فجأة ابتسم وهو يراها خلفه تنظر إليه وعلي وجهها ابتسامة رضا …احتشدت الدموع في عينيه ووضع كفه علي انعكاسها وقال بصوت مختنق:
-اوعدك يا ماما اني هكون زي ما انتِ عايزة بالضبط …هخليكي تفتخري بيا مش هزعلك تاني ولا عمري ه*أذي أي بنت تاني….عمري ما هسمح أنك تزعلي بسببي ابدا …
ابتسامتها اشرقت فابتسم هو معها ودموعه تنساب ثم وضع كفه علي شفتيه وهو يقبله بقوة ثم يضعه علي المرآة ….
…….
نزل مروان الدرج وهو يمسك مفاتيح سيارته …كان ينظر الي الساعة …يجب أن يذهب الآن لكي يحضر حياة من منزلها الجديد الذي اشترته …صحيح ليس برقي شقتها القديمة ولكن لا بأس بها …قرر الذهاب واحضارها ثم يذهبان الي الطبيب كي يلحقان الموعد…
-رايح تعمل مصي*بة جديدة …
قالها والده وهو ينظر إليه ببرود …انبسطت ملامح مروان وقال :
-متقوليش أنك خايف عليا دلوقتي …أه سوري نسيت خايف علي صورتك ..بس متقلقش يا وائل باشا مش هعمل أي مشا*كل تهز صورتك كرجل اعمال محترم …عن اذنك …
-اومال رايح.فين.؟!
كان يسأله بجدية …باهتمام غريب …نظر مروان وكاد ان يسخر منه مجددا ولكنه قرر ان يسيطر علي نفسه وقال بنبرة جافة:
-قولتلك متقلقش يا وائل بيه مش رايح أعمل مشاك*ل …واظن كمان ان حضرتك وراك شغل …مش معقول تسبب شغلك العظيم وتهتم بصعل*وك زيي…سلام …
ثم تركه وغادر …تنهد وائل بحزن ثم جلس علي الأريكة وهو يفكر انه قد حصل علي كر*اهية مروان أخيرا !!
…………
مر مروان علي منزل حياة وانتظرها حتي خرجت …خرجت هي من بنايتها وهي ترتدي ملابس سوداء وتضع علي وجهها نظارة تخفي معظم تفاصيل ملامحها …استقلت سيارة مروان ليقول هو بدهشة :
-ايه يا بنتي الحزن ده ؟!
نظرت إليه وقالت بصوت متوتر:
-بصراحة يا مروان أنا متوترة اووي !
-ومين سمعك يا حياة ..
ثم قاد سيارته وانطلق…ولم يلاحظ أحدهم سيارة احمد الصغيرة التي كانت قابعة تحت منزل حياة بينما النيران تشتعل في عينيه وقادرة علي احر*اق كل شئ!!!!
…….
في عيادة الطبيب النفسي …
كانت حياة تهز ساقيها بعن*ف …قلبها يكاد ينخلع من التوتر والخوف …فكرت كثيرا ان تهرب من هنا بسرعة. …تعرف ان ما ستخوضه ليس سهلا …هي ستعري اسرارها بالداخل …ستتذكر اشياء لك تكن تريد أن تذكرها …لمعت عينيها بالدموع وشدت علي كفها بعنف وهي تحبس دموعها بالقوة …لم تكن تريد أن تنه*ار هنا والان …نظرت بتوتر الي مروان …مروان أيضا لم يكن حالته افضل من حالتها بل كان متوتر للغاية …كفيه تتعرقان …تنهدت وهي ترغب ان يطمنها ولكن يبدو انه متوتر أيضا …نعم فتلك الخطوة جريئة للغاية من ناحيتهم ..ان يقررا فجأة ان يعالجا اضطرابهم …هذا يتطلب شجاعة منهما…ابتسمت حياة بخفوت وهي تشكر الله ان مروان في حياتها….لم تتخيل في احلامها انها سوف تشكر بالإمتنان لمروان الذي انتشلها فجأة من الض*ياع الذي تعيش به …وقف امام احمد ودافع عنها. ..ونوعا ما شعرت حياة بالأمان وهي بجواره …اغمضت عينيها ودموعها تهزمها وتنزل…من كان يصدق انها سوف تشعر بالتهديد من احمد …احمد الذي احبته وظنته امانها…ظنت انها ستكون محمية وهي بجانبه ولكن اكتشفت انه التهد*يد الوحيد الذي يحوم حولها …مسحت دموعها بسرعة واخرجت نظارتها الشمسية وهي ترتديها …تحتمي بها …كي لا يدرك احد انها تبكي …
نظر مروان الي حياة التي ترجف بجواره …اراد ان يهدئها ولكن هو أيضا متوتر. ..هو أيضا خائف…هو يخوض ما تخوضه حياة. ..الاثنان لديهم ماضي يرفضان البوح عنه……الاثنان لديهم الآ*لام كبيرة …الض*رر النفسي بكلا منهما كبير للغاية …
تنهد مروان وهو يمسك كفها ويشد عليه …نظرت إليه حياة وهي ترتجف من الداخل فابتسم مروان ليطمئنها قائلا:
-كل حاجة هتكون كويسة متقلقيش يا حياة …
ابتلعت ريقها بينما كلماته لم تطمئنها …كلماته اصلا لم تطمئنه هو …تنهدت حياة وقالت:
-اتمني …اتمني ان كل حاجة تبقي تمام يا مروان …اتمني اني اقدر اتكلم واطلع اللي جوايا عشان ارتاح …حاسه بحاجة كاتمة علي نفسي …حاسة اني فيه جبل علي صدري مخليني مش قادر اتنفس …
كان ذلك هو احساس مروان تماما …هو يشتركان في كل شئ….يشتركان في نفس الذنب …نفس الألم …والمعاناة
شد مروان اكثر علي كفها وقال:
-صدقيني وانا كمان حاسس بكده …واحنا جينا هنا عشان الدكتور يساعدنا ومتقلقيش باذن الله هتمر الجلسة علي خير …شوفي يا حياة أنا خايف زيك صدقيني بس ده مش هيمنعني اني احاول اعالج نفسي ولا ده هيمنعك كمان ..اتفقنا !!!
هزت رأسها بالإيجاب
……………
في مكتب المحاماه الخاص به …
كان أحمد جالس يطالع الملف الخاص بالقضية القادمة …قضية معقدة ويجب أن يدرسها جيدا .
.هو يتقدم في شغله الان …يكسب الكثير من الأموال ويجب أن يركز في قضيته …ولكن للأسف عقله لم يكن حاضر معه …جل ما يتذكره هو حياة ومروان ووجودهما الغريب معا …شعور حار*ق داخل قلبه يجعله يرغب في تحط*يم كل شئ ..هو يشعر ان الأرض مزلزلة اسفله الغضب الذي يشعر به كبير …هو غاضب منها ومن مروان …غاضب من نفسه لانه ينساق لمشاعر مجهولة لا يعرف ما هيتها ولكنه يعرف بالتأكيد انها سوف تد*مره ….زفر بضيق وهو ينهض من مكتبه ويتجه الي النافذة …يفتح أول زرين من قميصه كي يتنفس جيدا وعينيه السوداء …تشت*علان بالنيران ..
-منك لله يا حياة ..منك لله …
قالها بغيظ يدعو عليها رغم انها المظ*لومة في تلك القصة …ولكن تلك المشاعر التي كانت تبثها داخله غير مرغوب بها علي الاطلاق …شد علي خصلات شعره حتي كاد ان يمز*قه …اراد فورا ان يتوقف عن التفكير بها ولكن حتي عقله ..حتي عقله رفض اوامره….هي تحتله يوما بعد يوما وان لم يتصرف سوف يقع هو فريسة لها وحينها سوف تنتق*م منه جيدا علي ما فعله بها …اتجه الي كرسيه وجلس مجددا واغمص عينيه وهو يتذكرها…يتذكر الشمس التي تشرق في عينيها كلما رأته وابتسمت له …يتذكر الحب الذي يتدفق من عينيها …كل تلك الذكريات تج*لده
كانت ذكرياتهم السعيدة تتدفق لعقله …
فلاش باك …
-كل سنة وانت في حياتي يا احمد …كل سنة وانت سعيد وتحقق كل احلامك…
قالتها حياة والسعادة تشرق علي وجهها …
كانت قد جهزت له حفل صغير بمناسبة عيد ميلاده في منزله مع والدته …
ابتسمت والدة احمد وقالت:
-حياة هنا من الصبح بتجهز لحفلة عيد ميلادك …
ابتسم احمد لها لتخرج هديته من حقيبتها وتقول:
-ودي هدية بسيطة ليك …
امسك احمد العبوة وفتحها ليجد بها ساعة راقية …ابتسم بسعادة وقال:
-شكلها حلو اووي شكرا اووي يا حياة …
ابتسمت حياة بحماس وهي تنظر إليها…كان الحب يشع من عينيها له ….

بعد قليل …كانت حياة تقطع الكيك.بحماس بينما احمد يجلس بجوار والدته …
-البنت دي شكلها بتحبك اووي يا احمد …عينيها بتقول كده …الحمدلله اطمنت عليك يا ابني …
ابتسم أحمد وداخله مرتبك …لم يصدق أن تحب والدته حياة…ولكن حياة استطاعت أن تجذب والدته لها ..وهذا ليس جيدا لانه لا ينوي أن يتزوج بها ابدا …
-انا عايزاك تتجوزها !
فجأة قالتها والدته ليبهت هو فتكمل والدته :
-هي دي اللي هتسعدك يا احمد ..دي المناسبة ليك !!
..
باك ..
عاد من شروده وهو يدعك عينيه بتعب ويفكر أن حياته تبعثرت تماما …ظن أنه عندما يتخلص منها سيعود سعيدا ولكن السعادة غادرته عندما هجرها وفي يوم زفافها .. وهي الآن تشق طريقها مع شخص آخر غيره وتلك الفكرة د*مرته تماما ….لأنه أدرك للاسف أنه يغار ..يغار عليها والسبب احتفظ به…هو عاجز عن نطقه لنفسه …عن الاعتراف به فلو اعترف سوف تتعقد حياته أكثر .

……..
أمام الدكتور صفوت عدلي …الطبيب النفسي المشهور كانت حياة تجلس وهي ترتعش بقوة …كانت الدموع محتجزة في عينيها ولا تسمح لها بالإنهمار…شعرت أنها متوترة جدا …توتر كان كلمة باهتة تصف بما تشعر به …هي كانت مرتعبة للغاية من التحدث إليه …لقد دخلت هي قبل مروان وكم شعرت بالرعب …الرعب ان تتكلم أو تنهار ….
-مش مهم تتكلمي النهاردة …ولا المرة اللي جاية كمان …خدي وقتك ….أنا عارف ان الموضوع صعب عليكي اوووي وانا مقدر كده …ببساطة يا حياة محدش هنا هيجبرك تعملي حاجة أنتِ مش عايزاها
كان صوت الطبيب الدافئ ينساب لعقلها انسابت دموعها وهي تنظر إليه بإمتنان وقالت:
-شكرا لحضرتك بس انا لازم اتكلم … لازم اعمل المستحيل عشان اخف …أتخلص مع العقد اللي عملتها بايدي في حياتي …لازم أشيل التقل ده من قلبي …لازم !!
وبهذا بدأت حياة أولي خطواتها في العلاج …خطوة تأخرت كثيرا ولكن اخيرا اتخذتها !!
………..
خرجت من الصيدلية حيث تعمل وهي تسير ببطء …تشعر بالانهاك التام…الشهور الاولي من الحمل متعبة للغاية …كان يجب عليها ان ترتاح علي الأقل أول شهور ولكن من سوف ينفق عليها …فهي ترفض أي مال يبعثه سامر لها بإصرار وتعيد له نقوده …هي لا تريد أي شئ منه …تريد أن تمحيه من عقلها …ولكن كيف تنساه وجزء منه يقبع داخل رحمها؟!فكرت بيأس وقد تعلقت الدموع بأهدابها ووضعت كفها علي بطنها…ذلك الطفل الذي هو من صلبه …الطفل الذي من اجله مستعدة ان تحا*رب الجميع حتي سامر …وقد حار*بته بالفعل …قا*تلته بشراسة ووقفت امامه وهي تقول لا …وقالتها بقوة …ابنها من اعطاها القوة هي تبتعد عن سامر …تبتعد عن ذلك الشخص السام الذي انهكها …

من بعيد كان هو يراقبها …لقد عرف مقر عملها وكان يطمئن عليها من بعيد …عقد حاجبيه بضيق وهو يلاحظ التعب البادي علي محياها….كان غاضب لأنها لا تسمح له ان يعتني بها …لا تسمح له ان يقوم بواجباته نحوها…حسنا هو لا يلومها …فما فعله كان حق*ير جدا …وهو نادم للغاية ولكن هي ترفض الغفران …وكان تلك كانت فرصتها لتبتعد عنه …اراد الاقتراب منها واخذها معه بالقوة للمنزل كي يهتم بها ولكنه خاف ان ترفض وتسوء حالتها فهي لا تطيق رؤيته وهو لا يلومها علي هذا …هو جر*حها كثيرا …ولكنه سوف يفعل المستحيل كي ينال السماح …بشجاعة خرج من مخبأه واقترب منها …

كانت كارما تغمص عينيها بتعب …وشعرت فجأة أنها سوف تفقد الوعي ولكن فجأة كف قوية امسكتها…نظرت لتجد سامر أمامها …كادت أن تبتعد عنه بضعف إلا أنه امسكها بحزم وهو يقول :
-شكلك تعبانة هوصلك البيت .
-مش عايزة !!
قالت بعناد …ليشد سامر علي ذراعها ويقول :
-كارما بطلي عنادك ده ويالا معايا عشان منلمش الناس علينا …مش هوديكي بيتنا هوديكي شقتك متقلقيش …
تنهدت بتعب وقد استسلمت بسبب التعب الذي تشعر به …جذبها هو إليه ولم تمانع وهي تشعر بذراعيه تطوقانها ويسير بها الي سيارته ….ركبت هي السيارة وسندت رأسها علي نافذة السيارة واغمضت عينيها ..
انطلق هو بسيارته متجها الي منزلها ….
……
بعد نص ساعة تقريبا …
كانت قد دخلت منزلها وقالت وهي تضع كفها علي بطنها :
-شكرا ليك….
كانت تطرده بالأدب ولكنه لم يذهب بل ولج الي المنزل وهو يقول :
-بما انك رافضة ترجعي البيت خلاص اعيش معاكِ هنا …
-نعم ؛!!انت بتقول ايه يا بني آدم انت
ابتسم سامر وقال وهو يقترب منها …يمسك خصلة من شعرها الذي استطال قليلا ويقبله قائلا بنبرة اجشة :
-وحشتيني…
ابتعدت قليلا عنه …لم تسمح لنفسها أن تضعف بل نظرت إليه ببرود وقالت :
-عايز ايه يا سامر …
ابتلع ريقه وقال:
-عايزك ..أنتِ وابننا …
ضحكة ساخرة افلتت من شفتيها وقالت:
-ابننا!!!ابننا اللي كنت عايز تمو*ته صح ؟!!..
ابتلع ريقه لتكمل هي :
-مبقاش ينفع يا سامر خلاص …أنا مبقتش عندي حاجة تانية اقدمهالك ومبقتش عايزة منك حاجة. ..لا عايزاك انت شخصيا !
-يعني ايه؟!
قالها بصعوبة لترد بكبرياء:
-يعني تطلقني !!!
…………
في اليوم التالي…
في المساء ..

كان يصفر وهو يهندم نفسه ..ابتعد أخيرا وهو ينظر لنفسه بسعادة …كان الحلة السوداء تليق به تماما …صفف شعره جيدا …ثم التقط عطره غالي الثمن ثم رشه عليه… …اليوم هو اليوم المنشود …سوف يطلبها من أخاها …صحيح أنه قرر أن ينتظر قليلا ولكنه تراجع …يريد أن يأخذها …سيحل مشكلته بينما مرام في منزله …صحيح أن تلك أنانية منه ولكن حقا لا يستطيع أن ينتظر أكثر من هذا ولتذهب ليل ووالدتها الي الجح*يم !!!
-بابي أنا جهزت !!!
قالتها ملك وهي تدخل لغرفته كأميرة صعثؤرة خرجت من أحدي القصص الخيالية …ابتسم انس وهو يتأمل فستانها الازرق التي ارتدته وذلك التاج الفضي الذي علي رأسها ..
دارت ملك بالفستان وقالت:
-بص يا بابي ..أنا سندريلا …
اقترب أنس وحملها ثم قبلها وقال:
-واحلي سندريلا يا روحي …
………
في منزل ادم …
-انا بجد مش قادرة اصدق من امبارح يا أبيه …مرام يكون متقدملها واحد واحنا نعرف امبارح بس …
قالتها ليلي وهي تتخصر بينما وجهها احمر من الغضب …
ضر*ب ادم كف علي كف وقال:
-يا بنتي الراجل توي امبارح مكلمني عشان يتقدم لمرام وانا اديتله ميعاد النهاردة وقولتلكم بترغي ليه كتير …
-لا يا حبيبي انا مش هبلة اكيد هو كلمك قبل كده وانت خبيت علينا …
تنهد آدم بتعب وقال:
-عشان كان مجرد كلام وقال إنه محتاج وقت يضبط نفسه ويتقدم …
-مش مهم أنا زعلانة برضه ..
-اتفلقي …
قالها ادم وهو يدفعها كي يدخل للحمام ويتحمم قبل قدوم انس …
……….
بعد ساعة تقريبا …
كان آدم يفتح الباب وهو يبتسم ويقول :
-نورتونا …
ابتسم انس وهو يمسك عبوة شوكولاتة من افخر الأنواع وبضعة هدايا اخري …ولج ووضع الأشياء علي الأرض ثم صافح ادم وعانقه وعلي وجهه ابتسامة مشرقة …
-دي لوكا بنتي ..
قالها أنس بعد أن ابتعد عن ادم ..ابتسم ادم وهو يصافحها برفق ويقول:
-اهلا يا آنسة لوكا …طالعة زي الأميرة النهاردة. ..
-ميرسي …
قالتها بإبتسامة لطيفة …
ادخل ادم ضيوفه علي الأريكة المريحة …وبدأ في التحدث …
………..
ابعدت ليلي الستارة الكبيرة التي تفصل بين المطبخ والصالة ونظرت الي ذلك الشاب الوسيم وقالت:
-بت يا مرام هو أنس ده معندوش اخ يتجوزني كمان ويرحمني من دراسة الطب اللي جابت اجلي….
ضحكت مهرا لتض*ربها مرام بخفة وتقول:
-بطلي هزارك البارد ده …كله الا التعليم …
مطت ليلي شفتيها وقالت:
-محسساني اني هاخد جائزة نوبل يا ستي …اخري بيت جوزي …
ضحكت مرام وضر*بتها علي رأسها وقالت:
-انا معرفش انتِ دخلتي طب ازاي بدماغك دي …يالا يا اختي بلاش غلبة وتعالي نطلع الجاتوه والحاجة الساقعة للراجل …
-حاضر يا باشا اطلع الحاجة …والله يظهر ان انس ده اللي هينفع معاكي …عينيكي بتلمع اووي يا مرام كأنك يعني ….
ضر*بتها مرام مرة اخري علي كتفها وقالت بتوتر:
-يالا يا ليلي عشان نجهز …
ابتسمت حسناء وهي تري مشاكسة ليلي لشقيقتها وقالت:
-عقبالك يا ليلي بإذن الله لما نلاقي اللي هيتحمل طولة لسانك …
ضحكت كل من مهرا ومرام وبدؤا في تجهيز واجب الضيافة !!
….
تعلقت عيني أنس بمرام …لم يقصد أن يحدث بها بتلك الطريقة ولكنها بدت كحلم تحقق له اخيرا …كانت بسيطة كالعادة ترتدي فستان كريمي عليه خمار كبير من نفس اللون …وجهها خالي تماما من الزينة وابتسامة لطيفة تزين ثغرها بينما تمسك صينية المشروبات الغازية …
وضعت الصينية علي الطاولة بعد أن أعطت انس واخاها وملك …..
ثم جلست علي الأريكة بجوار ادم بينما تنظر إلي الأرض وتفرك كفيها بتوتر …اقتربت ملك منها وهي تقول بمرح:
-شوفتي يا آنسة مرام أنا زي سندريلا …
ابتسمت لها مرام وشدتها بجوارها ثم قبلتها وقالت:
-واجمل سندريلا يا روحي …
كان أنس ينظر إليهما وهو يشعر بالسعادة …لقد عرف منذ البداية أن ملك ومرام سوف ينسجمان مع بعضهما …
خرج أنس من شروده وقال :
-طبعا يا آدم انت عارف انا جاي هنا ليه
ابتسم ادم وقال:
-عارف يا سيدي ومرام عارفة والبيت كله كمان ..
نظر ادم الي مرام وقال:
-وهي كمان أدت موافقتها …
فركت مرام كفها بتوتر أكثر فقال أنس:
-وهي لو حابة تسألني اي سؤال أنا جاهز …
-تحبوا نسيبكم مع بعض شوية عشان تتكلموا ..
قالها ادم موجها حديثه لمرام التي هزت رأسها بالنفي وقالت؛
-انا معنديش اي أسئلة بس حابة تكون فترة الخطوبة كبيرة شوية !!!
………
-خطافة الرجالة دي أنا هوريها !!!
صرخت ليل وهي تبقي بالمزهرية الكبيرة التي تزين غرفتها بينما تصرخ بقهر والدموع تتساقط من عينيها الخضراء لقد عرفت بطريقتها أن أنس سيذهب ليتقدم لتلك الحقي*رة مرام؟….ولجت والدتها الغرفة بفزع وهي تري ابنتها في تلك الحالة …اقتربت منها ثم امسكتها بعن*ف وهي تصرخ بها:
-اهدي …اهدي يا ليل اهدي…
ولكن ليل كانت تهز راسها…عينيها تتحرك بجن*ون …أنس ينسل من يديها ..تلك الخب*يثة استطاعت جذبه إليها بقناع البراءة الذي ترتديه …ارادت ليل ان تقت*لها …ارادت ان تق*تله وتقت*ل نفسها …لقد انتظرته وتحملته كثيرا وهو يفكر في الزواج من اخري!!!!كانت الني*ران تضطرم في قلبها …تشعر انها حقا سوف تموت …
-هيتجوز …هيتجوز …هيتجوزها يا ماما !!هيتجوزها …أنس خلاص ضاع مني …ضاع …
كانت تهذي بج*نون بطريقة اخافت والدتها عليها …امسكت والدتها كفها وقالت:
-متخافيش مش هسمح.بكده …أنس هيكون ليكي…مستحيل نسيب الثروة دي كلها تفلت من بين ايدينا …
-انا مش عايزة فلوس …
صرخت ليل وهي تدفع والدتها وتبكي بعن*ف وتكمل:
-مش عايزة فلوس …طز في الفلوس وطز في الثروة والشركات …أنا عايزة انس …أنا بحبه…بحبه يا ماما …
لوت والدتها شفتيها وهي تنظر الي ابنتها الحم*قاء …هل قدر لها أن يكون كل بناتها بنفس الغب*اء …العاطفة تتحكم بهم!!!ابنتها الاولي أيضا كانت تتكلم عن ترهات العشق والحب …لم.تستفيد ابدا من الزواج من الوريث الاكبر لشركات الصاوي…بل عندما عاني زوجها من مشاكل كثيرة في العمل وقفت بجواره …لم تطلب أي شئ منه …حتي انه لم يكتب لها أي من املاكه ..وابنتها المعمية بعاطفة الحب قبلت بهذا …قبلت ان تكون زوجة ملياردير دون ان تحصل علي أي شئ…والان ليل ترتكب نفس الخطأ الاحمق…تقع في حب أنس الصاوي …تجعل قلبها يقودها ولا تحكم عقلها…لقد ضا*عت جهودها في تربية تلك الفتاتين سدي…فكرت بقه*ر وهي تحك جبينها وادركت ان حتي ليل ليس منها فائدة …امسكت هي ذراع ليل وقالت وعينيها الخضراء تبرق بعنف:
-اسمعيني يا بنت انتِ …متبقيش غ*بية كده!!!حب ايه يا ام حب انتِ …متبقيش حم*ارة زي اختك الله يرحمها …الحب هيخليكي ضعيفة اسمعي مني …انتِ هتتجوزي انس متقلقيش بس مش قبل ما توعديني أنك هتقدري تخليه يكتبلك شركة من شركاته وكمان يشتريلك بيت كبير يكون بإسمك …لازم تستفادي منه يا ليل متقلقيش غب*ية زي اختك….انس يقدر يغير حياتنا كلها فخليكي ذكية كده وبطلي هبل…حبيه مقولتش لا بس اعرفي أن مصلحتنا الاول …
مسحت ليل دموعها وقالت:
-هو ضا*ع من أيدي يا ماما !!!
ابتسمت نيرمين بخبث وقالت وعينيها الخضراء تبرق بشدة:
-مين قال إنه ض*اع …هو انا هخلي حتة سكرتيرة زي دي تأخده مننا …لا مستحيل يا حبيبتي …أنس هيبقي ليكي …
تهادت نحو فراش ابنتها وهي تقول بإستمتاع:
-جه وقت نض*رب أنس الض*ربة القاضية ..اتصلي بالمحامي خليه يعدي علينا بكرة .. !!!
……. …
ايوو شمندورة منجنا بهر جاسكو مينجنا
سجرى مالا واينا مورتنا نا واينا

علي الشط أستني رايحة فين دانا ليكي بغني غنوتين
غنوة عن الآهة والحنين وغنوة لعنيكى ياحنين

آه يا شمندورة لابسة توب
يا اجمل من الصورة دوب يا دوب
يا اسمر يا سمارة دوبت دوب
يا عيون قدارة ع القلوب

آه يا شمندورة صبري طال ردي و جاوبيني ع السؤال

شغلت ليلي تلك الأغنية بعد ذهاب أنس وبدأت في اطلاق الزغاريد …
-بس بس يا بت ايه المهرجان ده…
قالتها مرام وهي تضحك …لترد ليلي :
-اختي هتتجوز يا ناس ومش عايزني افرح …
ضر*بها ادم علي رأسها وقال:
-دي مجرد اتفاق ده.حتي لسه الخطوبة …
-يا عم تفائل ..أنا بصراحة عجبني العريس ده شكله جنتل وابن ناس لو مرام مش عايزاه أنا اخده عادي …
ضحك ادم وهو يجذب ليلي إليه ويقول:
-طيب ايه رايك مفيش جواز ليكي بالذات الا لما تخلصي طب يا بنت أنتِ …
-يخربيت الزولم ..
قالتها ليلي ثم أكملت :
-مش مهم هفرح برضه بمرام …ارقصوا يا ناس ومتبقوش نكديين …
ثم بدأت ليلي تردد أغنية محمد منير وهي تجذب مرام وترقص معها بينما حسناء تجلس بجوار مهرا وهو يضحكان بشدة …
ايوو شمندورة منجنا بهر جاسكو مينجنا
سجرى مالا واينا مورتنا نا واينا

ع الشط أستني رايحة فين دانا ليكي بغني غنوتين
غنوة عن الآهة والحنين وغنوة لعنيكى ياحنين

آه يا شمندورة لابسة توب
يا اجمل من الصورة دوب يا دوب
يا اسمر يا سمارة دوبت دوب
يا عيون قدارة ع القلوب

آه يا شمندورة صبري طال ردي و جاوبيني ع السؤال
كانت ليلي تتمايل وهي تردد تلك الكلمات وترقص مع مرام التي تحاول أن ترقص مثلها ولكنها تفشل تماما …كان آدم مبتسما وهو ينظر إليهما …فجأة نظر إلي مهرا واقترب منها ثم شدها لكي ترقص معه …
-لا لا أنا مبعرفش ارقص يا آدم …
ابتسم ادم وهو يجعلها تقف بقدميها علي قدميه ويرقص (سلو)رقصة لا تليق تماما بكلمات الأغنية الحماسية ….كان يرقص وهو ينظر إلي عينيها وكأنها هي جنته علي الأرض …بينما توقفت مرام وليلي وهما ينظرون إلي شقيقهما بسعادة …وقد عرفوا أن حبه لمهرا مختلف تماما عن أي حب عاشه من قبل …مهرا الحب الحقيقي لآدم. وستظل دوما هي الحب الحقيقي له ..وسبب خفقان قلبه ♥️

تحميل تطبيق لافلي Lovely

رواية الشادر الفصل الثامن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى