البارت السادس
من رواية “على صراطٍ مُستقيم”
بسم الله
يقول تعالى في سورة طه في الآية 124
(وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِى فَإِنَّ لَهُۥ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُۥ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ أَعْمَىٰ)، لا تجعل الروايات تلهيكم عن ذكر الله وتذكروا دائمًا (الذِينَ ءَامَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ ٱللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ ٱللَّهِ تَطْمَئِنُّ ٱلْقُلُوبُ) لا خير في قارئ للروايات تارك لكتاب الله، الصلاة ثم الصلاة أحبتي في الله.
بسم الله نبدأ
للفصل السادس من رواية
“على صراط مستقيم”
وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً
– لاَ تستعجل أمرًا رجوت الله به..
« خير الله آتيك »
– فلا تيأس ألح بالدعاء.
– فلا يشقى عبد دعا ربّه.
مسح عامر الدموع بيده بتعيطي ليه ياقلبي دلوقتي وقت الفرح وبس
قررت رغدة الإفصاح عن سرها قائلا عامر أنا…
شعر عامر وكأن الدنيا كلها توقفت به رمش عدت مرات لا يصدق ما قالت
دفنت رغدة رأسها بصدرعامر لتخفي دموعها قائلة:- عامر أنا بحبك جدًا فوق ما تتخيل أنتَ أجمل حاجة حصلت في حياتي. أوعك في يوم تفكر تبعد عني أو تبعدني عنك يا حبيبي.
أخرج عامر تنهيدة حارة من جوفه، وأحط بيده وجهها قائلاً: عمري ما أسيبك يا رغدة أنتِ روحي وما فيش حد يقدر يعيش من غير روحه.
كانت رباب تجلس في الحديقة تنظر للقمر الذي أحتل كبد السماء كما إحتل هو قلبها، أمسكت بالأجندة خصتها وكتبت “سأبقى أبحثُ عنك بين صفحات الكُتب، لعلً أحدهم قد كتب لُغزاً عنك.
أغلقت الأجندة ووضعتها جنبها تنتظر حتى تتجمع العائلة للسهر كي تُحدثهم، جاءت أمها برفقة زوجة عمها وجلستا بالقرب منها وبعد ربع ساعة كانت كل العائلة تتبادل أطراف الحديث، عدا مالك فهو يعشق الانعزال قالت رباب بعد تاكده من عدم وجوده تصدق يا جدي إن أخو صاحبتي نسخة من مالك.
ليرد عليها رؤوف بمزاح شبه مالك حتى في صبره يلي شبه خرم الإبرة. ضحكت رباب ما عتقدش في حد شبه مالك في صبره وأعصابه . شهقت بصوت خافت وهي تتقدم منهم شبه مالك؟ يا ست رباب؟
لتجيبها رباب بحركة من رأسها.
نُهى:- روحي شوفي شغلك يا مديحة وهاتي الشاي.
مديحة:-حاضر يا هانم.
لتكمل رباب حديثها مردف شبه جداً سُبحان الخالقة لدرجة إن رهف كانت فكره إنى ده مالك.
دلف مالك ملقي السلام، بتجيبو في سيرتي لي!
رؤوف:- مافيش يا حلوة بس بندورلك على عريس.
إلقى مالك الوسادة في وجه رؤوف متجها للداخل، ولكن توقف عن السير بسبب سماعه صوت جده.
مهدي:- مالك
أدار مالك رأسه نحو جده نعم؟
مهدي:- بعد نص ساعة روح أستلم البضاعة.
حرك له مالك رأسه بمعنى حاضر وإتجها للداخل لياخذ قسطا من الراحة
رباب:- بشفقه يا جدي دا لسه راجع ليه مارؤوف يروح؟
نظره له رؤوف بتعجب لو زعلانة عشانه روحي أنتِ، رباب ننن ما أنتِ شاطر في الكلام بس
مهدي:- بس أنتِ وهو أولا مالك فاهم الشغل كويس عشان كده ببعته هو ثانيا كلام رجاله ملكيش فيه.
نهضت رباب من محلها حاضر وتحركت للداخل.
بينما همست فاتن لنهى أم رباب بنتك واقعة على مالك
لتضم نهى حاجبيها بغضب دا يلي ناقص بنتي تحب واحد زي مالك
رفع مهدي رأسه عين سمع جملة نهى الأخيرة ماله مالك؟ في حاجه تعيبه ألفّ وحده بتتمناه.
نهى:-كفاية أن أب…
قطعها مهدي بسبابته مشيرًا لها بالسبابته موجها كلامه لرامز ابنه شد على مراتك وعلمها الأدب.
كل هذا كان تحت أنظار مالك الموجوعة الذي كان ينظر لهم من نافذة غرفته تنهد بتعب، تحرك ناحية سريره بعد شعوره بصداع شديد داهم رأسه فجأة حاول الوقوف ولكن فشل فخرت قواه ووقع مغشيا عليه.
عند قمر كانت تمسك بقلمها محاولة رسم تلك الملامح التي لم تفارق مخيلتها يوماً تشعر وكأنه جزء لا يتجزأ منها رغم أنها لم ترى إلا عينه بدأت الرسم ولكن قطعها دقات الباب أخفت الرسمة خلفة وسادتها قائلاً: ادخل يا زينو
رفع يزن حاجبه بستنكار زينو؟
أرتسمت الإبتسامة على ثغر قمر فهي تعرف جيدًا إنه يكره أن تناديه هكذا
يزن:- وهو يدر ظهره لها أصلا أنا الغلطان كنت جايبلك خبر حلو.
لتتحرك قمر من مكانها وتتشبت بذراعه خبر حلو؟ قول بسرعة
أبتسم يزن بدوره ليجذبها لتجلس على سرير ماما جاية بكره وهنروح نستقبلها.
قفزة بسعادة طفلة لا تتجاوز ثلاثة سنين بجد؟
يزن:- والله
قمر:- مبسوطة يا يزن جداً وأخيراً هتشوفها بقالي ثلاثة سنين ماشفتهاش تصدق لما أشوف صحباتي وأن كل واحدة مع مامتها بزعل على نفسي كثير في أوقات بكون محتاجة ليها جداً ونفسي أحضنها وأرغي معها.
ترقرقة الدموع في عيني قمر لتدخل بعدها في نحيب، أقترب منها يزن محتضنها مردف مش أنا كنت جنبك يا قمري؟
قمر:-أنتَ ربي يخليك ليا وميحرمنيش منك كنت معايا في كل لحظه بس كانت محتاجها في حاجات مينفعش احكيهالك.
أحتضنها يزن وهو من داخله يعلم جيدا أنه مهما فعلا سيكون عدم وجود والديه مأثرا لكليهما فهو أيضًا يتفقد الجو الاسري.
أبعدها قليلًا عنه مردفا يخربيتك أي جيت إفرحك قلبتيها حزن ونكد؛ لتبتسم قمر من بين دموعها.
أبتسم يزن بمكر هقول لما إزاي بلعتي الاستيكة، لتشهق قمر بالله عليك لا
حرك يزن حاجبيه بشغب هقول لها، أمسكت قمر بكأس الماء الموجود على الكومود وسكبته دفعة واحد فوق يزن.
شهق يزن بينما نهضت قمر لتفر من أمامه لحق بيها محاولا إمسكها لتعم الفوضى في الشقة، جلست قمر بتعب خلاص التوبة مش قرب منك بينما جلس يزن بجانبه هديتيلي حيلي.
قمر:- سيبك من حيلك مين هينضف الشقه؟ ها!
يزن: أنتِ طبعاً.
قمر يا سلام قوم ساعدني.
يزن: حاضر هغير هدومي وأجيلك.
في مكان أخر أمسكت هاتفها وتحركة بعيداً عن تجمعهم لتستطيع الكلام براحة ضغطت على الأرقام التى تحفظها عن ظهر قلب، أتها الردّ من جهة الاخرى، قالت بسرعة أسمعي قبل ما حد ياخذ باله إني مش موجودة
عرفة مكانه تقريباً.
ليجيبها الطرف الاخر بفرع بجد؟
أيوة والله هاقبلك بكره وأحكيلك، وكمان عندي ليكى مفاجأة، ليجيبها سيبك من المفاجأة وقولي إزاي عرفتي مكانه؟
لم تستطيع إكمال كلامها فسقط الهاتف من بين يدها حاولت فتح فمها، ولكنها لم تستطيع شعرت برعب إجتاح أطرافها، لتحاول التكلم بتلعثم، أنااا…
يُتبع
رواية زواج لم يكن في الحسبان الفصل التاسع