13
قسمت
الفصل الثالث عشر
فى يوم كان مدحت راجع من برة متأخر عن عوايده وزينة كانت مستنياه فى اوضتهم ولما دخل كان باين على وشه ان باله مشغول فزينة سألته وقالتله : مالك يامدحت
مدحت بتنهيدة : ابدا ياحبيبتى .. ماتشغليش بالك
زينة : فى ايه ، انت قلقتنى ، ايه اللى حصل
مدحت : ابدا ، بس لما قدرنا نصيب شاهى فى الميراث كله طلع حوالى ٨٠ مليون جنية
زينة بشهقة : ايه ، كل ده ليها لوحدها
مدحت رفع كتافه وايديه بمعنى ما باليد حيلة وقاللها : ميراثها
زينة : وانت ناوى تعمل ايه
مدحت : انا ماعنديش سيولة طبعا تكفى انى احطلها نصيبها نقدى فى البنك زى ما قولتيلى
زينة : وهو يعنى لازم تحطه كله
مدحت : اومال اعمل ايه
زينة : حط اللى تقدر عليه وخلاص
مدحت : انا ماعنديش سيولة غير يادوب ٧ او ٨ مليون ، وما اقدرش كمان اسحبهم مرة واحدة كده ، ده غير انها ليها كمان نصيب فيهم
زينة : على فكرة مش كل حاجة المفروض يبقى ليها نصيب فيهم ، انت اللى بتتعب وانت اللى بتشقى وانت اللى بتصرف على كل حاجة فالمفروض الحسبة تبقى غير ما انت حاسبها خالص
مدحت : يعنى اعمل ايه
زينة : يعنى هو ٣ او ٤ مليون كفاية اوى عليها
مدحت بصدمة : بقولك نصيبها ٨٠ مليون تقوليلى ٣ واللا ٤ مليون ، دى بانهى حسبة دى
بحسبة ان ده تعبك انت ، انت اللى اشتغلت وانت اللى كبرت ولو كنت عملت كل حاجة لنفسك من الاول ماكانش حد لامك ولا حتى يقدر يقوللك تلت التلاتة كام
كتر خيرك اوى انك ضحيت السنين دى كلها عشان خاطرها ، هى بقى عملت ايه عشانك
مدحت : يعنى تفتكرى مش حرام عليا او انى كده مابظلمهاش
زينة : ايه الظلم فى كده ، انت بتشوف نفسك ومصلحتك ومصلحة ولادك اللى جايين
مدحت اتنفض من مكانة وسالها بخضة : انتى حامل
زينة : اهدى ياحبيبى ، انا بتكلم عن اللى المفروض يحصل ، لكن لو على الحمل والولاد ، خلينا ننبسط يومين ونتمتع بشبابنا قبل مانتلخم بقى بالعيال ودوشتهم ، وعلى الاقل تكون امنتلهم مستقبلهم كويس
مدحت بتنهيدة : عندك حق
سمعوا صوت شاهى وهى بتخبط عليهم وصوتها باين عليه العياط فمدحت قام بسرعة فتحلها واخدها فى حضنة وقاللها بلهفة : مالك ياحبيبتى بتعيطى ليه كده
شاهى : الحقنى يامدحت ، الخاتم بتاع ماما الالماظ مش لاقياه
مدحت باستغراب : انهى خاتم
شاهى : بتاع مامتك اللى انت شايله عندى مع التاج والعقد
مدحت : يعنى ايه مش لاقياه ، هيروح فين بس ، يمكن اتنطر منك بس هنا واللا هنا
شاهى وهى لسه بتعيط : يتنطر ايه بس ، انا شايفاه بعينى مع خاتم مامتى اللى زيه قبل ما اروح عند خالتو ، و دلوقتى بدور عليه مش لاقياه
مدحت : وبتدورى عليه ليه
شاهى : خالتو طلبت منى اصورهولها مع خاتم مامى بلون الفصوص عشان الصايغ بتاعها يعمللها زيهم ، فطلعت بتاع مامى ومش لاقية بتاع مامتك
مدحت : طب بس بلاش عياط على الفاضى ، تعالى ندور عليه سوا هيروح فين يعنى ..تعالى
مدحت اخد شاهى وخرجوا وراح ناحية اوضة شاهى وزينة وشها اتخطف وقعدت تفرك فى ايديها وقررت تاخد الخاتم وترميه فى اوضة شاهى
وفعلا اخدت الخاتم من مكان ماكانت مخبياه وراحت اوضة شاهى وقعدت تمثل انها بتدور معاهم ، وبعد شوية وطت جنب السرير ووقفت وهى ماسكاه فى ايدها وقالت : هو ده ياشاهى
شاهى بفرحة : ايوة هو واخدت زينة بالحضن وقالتلها : لقيتيه فين
زينة : كان واقع جنب السرير
زينة وهى رايحة ناحية علبة المجوهرات وبتحطه فيها : غريبة ، رغم اننا دورنا كذا مرة فى المكان ده
مدحت وهو بيحضن زينة وبيبوسها فى خدها : كل يوم بكتشف فيك مفاجأة جديدة
شاهى بمرح : وياترى بقى ايه مفاجأة النهاردة
مدحت وهو بيضم زينة : ان ايدها …. فيها البركة
وباس شاهى من راسها ومسحلها وشها بايده مطرح دموعها وقاللها : ابقى خدى بالك من حاجتك ياحبيبتى ، ياللا تصبحى على خير
شاهى : وانتم من اهل الخير
بعد مارجعوا اوضتهم مدحت قعد سرحان شوية فزينة قالتله : مش هتغير هدومك
مدحت : ااه ، طبعا هغير
زينة : هو انت ليه عاين مجوهرات مامتك عند شاهى
مدحت : كنت مديهوملها هدية من زمان
زينة بعصبية : وهى ناقصة مجوهرات ، ماشفتش العلبة بتاعتها قد ايه ومليانة ازاى
مدحت : دول من زمان ، وبعدين كنت هعمل بيهم ايه ، هو انا ست هلبسهم
زينة بتريقة : لا ياحبيبى ، تخليهم لمراتك تلبسهم ، بدل ما هم مرميين عند الحلوة اختك اللى مش عارفة قيمتهم ، دول يسووا الوفات لوحدهم
مدحت بسخرية : الوفات … الخاتم لوحده ياحبيبتى بحوالى ٦ مليون جنية
زينة بصدمة : يبقى اتحلت
مدحت : هى ايه اللى اتحلت
زينة : كفاية عليها اوى مجوهرات مامتك طالما انها بالملايين دى كلها
مدحت : انتى شايفة كده
زينة : ااه طبعا ، رغم ان عينى هتطلع على خاتم مامتك ده الصراحة
مدحت : طب مانا جايبلك مجوهرات كتير وكلها غالية وسينييه
زينة : مش عارفة بقى ، خاتم مامتك بالذات عجبنى جدا ، ممكن تعملى زيه
مدحت وهو قايم عشان يغير هدومه : لما اخلص من موضوع شاهى الاول
زينة : مش قلنا خلاص كده
مدحت : مش بسهولة كده ، اصبرى شوية
……………….
قسمت وعزيز سافروا شرم الشيخ ونزلوا فى منتجع سياحى على اعلى مستوى من الرقى ، وكانوا واخدين شاليه مجرد مايفتحوا الستاير يشوفوا البحر وهم لسه على السرير ، وبشاطئ خاص عشان الخصوصية
عزيز صحى فاخد شاور ولبس هدومه وراح فتح جزء من الستارة ، الشمس جت على وش قسمت وهى نايمة فابتدت تقلق وفتحت عيونها لقت عزيز قاعد قدامها وفجأة صورها بالموبايل بتاعه وهى استغربت جدا وقالتله : حد يصور حد وهو صاحى من النوم كده ، وكمان بشعرى امسح الصورة دى لو سمحت
عزيز فضل يظبط حاجة على تليفونه وبعدين حط التليفون قدام وشها ، لقت الصورة لعيونها بس
قسمت باستغراب : ايه
عزيز : ايه اللى ايه ، عمرك شفتى جمال كده ، لون عينيكى فى الشمس يجنن الناسك ، مش عاوز اشيل عيونى من عليهم
قسمت بابتسامة : يبقى ما اقعدش فى الشمس بقى
عزيز : عاوز احكيلك على حاجة بس من غير ماتتضايقى
قسمت : عمرى مااتضايق منك ، خير ، قولى
عزيز : اول مرة قابلت فيها زينة اختك ، لفت نظرى ان ليكم نفس لون العين ، بس اول مابصيت فى عينها ، اتخضيت ، او تقدرى تقولى اتاخدت
قسمت : ليه
عزيز : حبيبتى انتى اللى يبص فى عيونك يتوه ، يغرق فيهم ، تحسى بالصفا والهدوء النفسى ، من اول مرة شفتك فيها حسيتك متصالحة مع نفسك لاقصى درجة ، حسيت ان قلبك ده ممكن يساع الناس كلها ويطبطب عليهم
لكن لما شفت اختك ، ما استريحتش ، يمكن تكون جميلة او تقدرى تقولى فاتنة ، عاملة زى بنات اوروبا ، وخصوصا انها بتهتم بمظهرها اكتر من اللازم ، لكن لما تبصى فى عينيها تلاقيها دايما بصالك برفعة حاجب ، تديكى احساس بالدونية ، او انك اقل منها ، صدمتني بنظرتها دى وهى بتبص على رجلى ، وكانها كانت بتقولى .. وانت ياعاجز ايه اللى مقعدك وسطنا
قسمت بسرعة : حقك عليا
عزيز بابتسامة : عليكى انتى ، لا يا قسمتى ، انتى تقوليلى حبك عليا ، غرامك عليا ، لكن يوم ماتستخدمى كلمة حق تستخدميها بصيغة تانية
قسمت باستغراب : صيغة ايه دى
عزيز : انك حقى ، انتى حقى بعد سنين الحرمان والجفاف ياقسمة
……………..
فى المزرعة كان قاعد سالم فى قاعدة جميلة جدا بين الشجر ، وقاعد معاه على ومريم
مريم : ياعمو انا عمرى ماهروح القاهرة من غيرك ، هتقعد هنا بس تعمل ايه
سالم : يابنتى انا مابقيتش استريح هناك ، انا بستريح وسط الزرع والخضرة والهوا النضيف
مريم : بس مش هبقى متطمنة عليك
سالم : انا مش لوحدى ، انا معايا ابو سعيد وام سعيد والشغالين والغفر ، ومعايا ربنا قبل الكل فسيبينى براحتى
وبعدين انتو لو عاوزين راحتى بصحيح تعملوا حسابكم انكم تتجمعوا عندى كلكم كل اخر اسبوع ، من ناحية نتلم كلنا سوا ، ومن الناحية التانية تتطمنوا عليا وكمان تغيروا جو
على كان قاعد ساكت وهو بيسمعهم فمريم قالتله : انت ساكت ليه ، عاجبك كده يعنى
على : انا ساكت عشان اسيبك تحاولى ، لكن انا عارف ومتأكد ان بابا مش هيوافق ، وعارف انه من سنين وهو مابقاش يرتاح غير هنا
مريم : يعنى هنسيبه لوحده
على : لا مش هنسيبه طبعا
مريم : طب ايه
على : اسمع يابابا ، انت شايف ان راحتك انك تفضل هنا ، واحنا عاوزين راحتك ، بس برضة عاوزين نتطمن عليك فى غيابنا
سالم : اتطمنوا يابنى ، انا هكون بخير ان شاء الله
على : ماشى ياحبيبى ، ان شاء الله تبقى دايما بخير ، بس اسمحلى ، احنا هنجيب لحضرتك جليسة ، تقعد معاك وتسليك ، تقرالك ، تناولك العلاج بتاعك ، تتمشى معاك الساعة اللى بتمشيها كل يوم
انت هتتسلى واحنا هنتطمن عليك
مريم : والله فكرة ياعمو ، وافق عشان خاطرى ، لانك لو رفضت ..انا هفضل معاك هنا وعلى بقى يسافر ويرجع كل يوم
سالم : كتير عليه يابنتى ، تعب جامد
مريم : خلاص وافق
سالم : لله الامر من قبل ومن بعد
على : خلاص ، انا هعمل اعلان ونشوف ، وان شاء الله ربنا يقدم اللى فيه الخير
……………………
عصام اخد مها وسافروا اليونان وقرروا يقضوا هناك اسبوع ، وكانوا فى منتهى السعادة وخصوصا عصام اللى كان على طول واخد مها فى حضنه ومش عاوز يسيبها كل شوية يقوللها : انا ماصدقت بقيتى بتاعتى
كانوا فى مطعم من المطاعم وبيتعشوا ، وهم بيتعشوا سمعوا صوت ضحكة عالية ، عصام التفت لقى بنت فى اوائل العشرينات لابسة هوت شورت وبادى قصير وكانت شعرها اشقر وعيونها زرقا بس كانت عاملة تان لجسمها ، فكان لون وشها البرونزى مع لون عيونها اكتر من رائع ، فعصام قال : ياخراشى على الجمال ، ايه الحلاوة دى ، تخبل
مها بصت على البنت وبصت لعصام ، كانت متضايقة جدا بس حاولت ماتبينش ضيقها ده وكملت اكل وهى عمالة تتلفت حواليها لحد مالقت شاب جاى على نفس البنت دى وواضح من ملامحهم انهم اخوات وكان الشاب ده جسمه رياضى جدا ولابس شورت زى شورت التنس وعليه قميص رابطه على وسطه وفاتح الزراير كلها اللى مبينه صدره العريض فمها صفرت صفارة طويلة جدا بصوت واطى وقالت : اهى دى الرجالة واللا بلاش
عصام بص على المكان اللى بتبص عليه ولما شاف الشاب وعرف انها تقصده اتنرفز ورمى الشوكة من ايده فعملت صوت جامد فى الطبق وقام وقف مرة واحدة وهو بيقول بجمود : ياللا بينا
مها وهى بتكمل اكلها عادى جدا : ادينى دقايق بس ياحبيبى ، انا لسه ماخلصتش اكلى ، ولسه جعانة
عصام نفخ وقعد تانى وقال لها : طب حاولى تخلصى بسرعة
مها عملت نفسها مش فاهمة وقعدت تاكل وهى كل شوية تبص ناحية الشاب ده راح عصام شاورلها على الكرسى اللى جنبها وقاللها : ماتنقلى يامها على الكرسى ده
مها فهمت انه عاوزها تدى ضهرها للشاب عشان ماتبصش عليه فقالتله باستغراب : اشمعنى ياحبيبى
عصام : عشان تبقى قصادى ياحبيبتى
راحت مها مشاوراله على الكرسى اللى قصادها وقالتله : انا باكل يا ويصو ، انقل انت على الكرسى ده ياحبيبى وقعدت تبص كل شوية على الشاب برضة راح عصام قايم ومقومها ورمى الفلوس على الترابيزة وشدها وخرجوا من المطعم وعصام وقف تاكسى واخدها على الاوتيل اللى كانوا حاجزين فيه من غير ولا كلمة ، ومها عاملة انه عادى ، بس اول مادخلوا اوضتها قالتله ببساطة : على فكرة انت بايخ ، ليه مشتنا من غير ما اكمل اكلى ، اهو انا لسه جعانة
عصام بغضب مكبوت : من غير ماتكملى اكلك واللا من غير ماتشبعى من معاكسة الواد المايص اللى عجبك
مها عملت نفسها مش فاهمة وقالتله : انا مش فاهمة حاجة ، وسابته وراحت ناحية الحمام ، فعصام شدها بغضب وقاللها بعصبية : هو انا مش مالى عينك واللا شايفانى مش راجل كفاية عشان تقعدى تعاكسى فى حتة عيل ولا يسوا لا راح ولا جه قدامى
مها وهى بتضحك : لا لا لأ يا ويصو ، هنكدب بقى ، ده چان
عصام بغضب : احترمى نفسك يامها
مها باستهبال : مالك يا حبيبى بس ايه اللى معصبك كده ، لو انا عملت حاجة ضايقتك قوللى على طول وبالراحة عشان افهم وما اكررهاش تانى
عصام بعصبية : فيه انك لما تبقى قاعدة مع جوزك وتقعدى تتغزلى فى راجل تانى قدامه ، تبقى مابتحترميهوش ولا بتحترمى مشاعره
مها اتعدلت وبان على ملامحها الحزن الشديد وقالتله : تقصد انك مابتحترمنيش ياعصام ، انت فعلا مابتحترمنيش ولا بتحترم مشاعرى ، انا لو كنت زمان باخد كلامك وحركاتك ومغازلتك للبنات بتهريج فده لانى اولا عارفة ومتأكده انه كلام طاير ، وثانيا انى ماكنش لسه اسمى على اسمك ، لكن دلوقتى الوضع اختلف ، لما تبقى قاعد مع مراتك وتتغزل فى واحدة تانية قدامها حتى لوكانت ڤينوس ، يبقى حاجة من تلاتة .. يااما مابتحترمنيش زى ما انت قلت من شوية ، يا اما مش مالية عينيك ، يا اما بقى مابتحبنيش ، وانا ما اقبلش ابدا اى حاجة من التلاتة دول
عصام كان واقف قدامها بصدمة ، وفهم انها طول الوقت ده كانت بتردله القلم مش اكتر ، عشان تحسسه بالوجع والغضب اللى هى حستهم
عصام قرب منها وتعبيرات الاسف على وشه ورفع ايديه حطهم على كتفها وشدها لحضنه وحضنها جامد اكنه بيشبع منها واتنهد وقاللها : انا اسف سامحينى ، ماكنتش مفكر ابدا انك هتاخديها كده ، بس اوعدك انى هحاول ابطل العادة دى
مها زقته مرة واحدة وقالتله بحزم : مافيش حاجة اسمها هتحاول ، العادة دى انتهت من حياتك النهاردة ياعصام وللابد ، انا النهاردة نبهتك باسلوبك عشان بس تحس باللى انت بتعمله ، لكن المرة الجاية لو فى مرة جاية ..صدقنى ..مش هيبقى فى عصام ومها ، كلامى واضح
عصام باعتراض : يامها كده غلط ، مافيش ابدا حد بيقدر يبعد عن حاجة اتعود عليها مرة واحدة كده ، كل حاجة بتيجى بالتدريج
مها بحزم : تمام ، ممكن اديلك الفترة اللى انت محتاجها لحد ماتتعود ، محتاج وقت اد ايه
عصام : ممكن تقولى مثلا شهر او اتنين
مها : وشهر كمان من عندى ، يبقوا تلات شهور
عصام بفرحة : حبيبتى المتفهمة ، وجه ياخدها فى حضنه ، راحت مها زقاه وقالتله : بس فى ال ٣ شهور دول يا حبيبى هكون عند بابا وماما
عصام بصدمة : نعم
مها : انعم الله عليك ياحبيبى ، عمرك قبل كده شفت الجمهور بيتدرب مع اللاعيبة ، انت اتدرب على اقل من مهلك ، وانا هرجع عند خالتك على ماتكون اتعودت
عصام حط ايده فى وسطه بعصبية وقاللها : وهتقدرى تبعدى عنى الفترة دى كلها
مها وعيونها ابتدت تدمع : ابعد عنك اهون من انك تجرحنى وتجرح كرامتى كل شوية ياعصام
عصام : ماعشت ولا كونت لما اعمل كده ، خلاص يا مها ، اوعدك انها ماتتكررش تانى ابدا
مها : ولا من قدامى ولا من ورايا ياعصام ، وخليك فاكر ان كل مرة هتبص على واحدة ربنا هيرزقك باللى يبص على مراتك او يعاكسها ، داين تدان ياحبيبى
عصام اخد مها فى حضنه ورفع وشها باطراف صوابعه وقاللها : بحبك يا مها ، بحبك يابنت خالتى
…………………
عدى عشر ايام على فرح الاخوات والكل رجع على شغله من تانى ، وقسمت لما رجعت الشركة نقلت مكتبها فى مكتب عزيز وعلى صمم يبقى ليها سكرتيرة تساعدها ، وفعلا حصل
وفى يوم كانت قسمت فى مكتبها فجت السكرتيرة بتاعتها بلغتها ان مدحت موجود برة وعاوز يقابلها
قسمت سألتها ان كان لوحده واللا معاه حد فبلغتها أنه لوحده ، فقسمت طلبت منها انها تخليه ينتظر خمس دقايق
وكلمت على قالتله ، وطلبت منه انه يروحلها بعد كام دقيقة وعلى قاللها ماشى
راحت فتحت باب المكتب وقالت لمدحت بابتسامة : اهلا يامدحت بية شرفتنا ، ما تأخذنيش ، بس كان لازم اعمل تليفون مهم
مدحت بابتسامة : ولا يهمك انتى اللى ماتأخذنيش انى جتلك من غير معاد
قسمت : اتفضل
مدحت دخل المكتب وقعد على كرسى قدام مكتبها ، وقسمت راحت قعدت مكانها وسابت الباب مفتوح وقالت : شرفتنا تحب تشرب ايه
مدحت : ولو انه مالوش لزوم ، بس لو لازم خليها قهوة مظبوط
قسمت رفعت سماعة التليفون وطلبتله القهوة ، ولسه هتتكلم دخل على وهو بيقول : ده ايه النور ده يامدحت بية ، اهلا وسهلا
مدحت باحراج : حمدالله على سلامتكم كلكم يارب تكونوا انبسطتوا فى شهر العسل واللا نقول اسبوع العسل
على : ما باليد حيلة ، انت عارف الشغل والالتزامات ومصلحة العملاء
مدحت : الله يكون فى العون
على : ياترى الزيارة دى شغل واللا عائلية
مدحت : لو مايضايقش حد ، انا بس محتاج اتكلم مع الاستاذة قسمت فى موضوع شخصى
على بص لقسمت وقاللها : طب ياقسمت لما تخلصى انا مستنيكى فى مكتبى وسلم على مدحت وقال له : ابقى خلينا نشوفك
قسمت اتضايقت ان على سابهم وخرج بس بصت لمدحت وسكتت ، والساعى جاب القهوة وقدمها لمدحت اللى اول الساعى ماخرج بص لقسمت وقاللها : انا عارف انك مستغربة زيارتى دى ، ويمكن كمان رفضاها ، بس انا محتاج مساعدتك ، فياترى هتقبلى تساعدينى واللا هتردينى خايب الرجا زى مابيقولوا
قسمت : طالب مساعدتى انا ، طب ازاى ، مش فاهمة
مدحت : اسمعى ياقسمت ، واسمحيلى المرة دى بس انى اشيل الالقاب وانا بتكلم معاكى واقسملك ان كل كلمة هقولها انا صادق فيها
انا اول مرة شفت فيها زينة ، شفت فيها بنت جميلة وجريئة وطموحة ، عجبتنى ، ويمكن اكون غازلتها زى ماغازلت بنات كتير غيرها ، مش هنكر ولا هكدب ، لكن لما عرفت منها انها اختك ، ابتديت ابصلها بطريقة تانية ، يمكن لاحظت الفرق بينكم من اول مرة قعدت فيها معاها ، لاحظت جرأتها ، وقوتها ، لاحظت طموحها ، وما انكرش ان كل ده عجبنى وخلانى انبهرت بيها ، بس اكتر حاجة شدتنى ليها انها صارحتنى بحبها ليا ، واللى اصبح عندى شك فى الوقت الحالى فى تصريحها ده
لكن مش دى المشكلة ، المشكلة انى حبيتها ، فى الاول حبيت اهتمامها وحبها المزعوم ليا ، بس بعد كده حبيتها ، حبيتها بجد
قسمت : طب ده شئ كويس جدا ، فين بقى المشكلة اللى عاوزنى اساعدك فيها
مدحت بص لقسمت وقاللها : المشكلة انى اكتشفت ان زينة اللى حبيتها غير زينة اللى عايشة معايا تحت سقف بيتى
قسمت بجمود : برضة مافهمتش ايه المساعدة اللى عاوزنى اساعدهالك
مدحت : فى عندى اسئلة بتمنى انك تجاوبينى عليها وبصراحة
قسمت : اسئلة ايه دى
مدحت سكت شوية وبعدين قاللها : ليه اتهمتينا انا و زينة اننا اتجوزنا بعد ما غلطنا سوا
قسمت قامت وقفت بخضة وهى بتقول : ايه الكلام الفارغ اللى انت بتقوله ده ، انا عمرى ماقلت حاجة زى دى ، ولا حتى عمره ماجه على بالى
العكس صحيح يامدحت بية
التفتوا على الصوت لقوا احمد واقف فى باب المكتب وهو عى وشه غضب واضح
فقسمت قالتله : احمد … انت هنا من امتى ، فى حاجة واللا ايه
احمد دخل وقفل الباب وراه وقال : على كلمنى وطلب منى اجيلك
قسمت بصت لاخوها بامتنان فى حين ان مدحت قال له : تقصد ايه بان العكس صحيح يا احمد
احمد بص لقسمت بحزن وبعدين قال بخفوت : مراتك هى اللى اتهمت قسمة الاتهام ده هى وعزيز
قسمت شهقت وحطت ايدها على بقها ورمت نفسها على الكرسى بتاعها وهى بتقول : ليه كده ، ليه كده ، وازاى ماتقولليش حاجة زى دى يا احمد ، ليه تخبى عليا ، واللا صدقتها
احمد بغضب : انتى مجنونة ، اصدق ايه ، ده انا لو صدقت فى الدنيا كلها ، لا يمكن اصدق فيكى انتى بالذات ، ثم انا عرفتها غلطها
قسمت : غلطها ، قول جريمتها ، حصل امتى بالظبط الكلام ده
احمد : يوم ماضربتها هنا فى المكتب
قسمت بدهشة : انت ضربتها عشان كده
احمد بنرفزة : اومال اسيبها تنهش فى عرضك واسكت ، لا وكمان مفهمة جوزها ان انتى اللى نهشتى عرضهم
قسمت بصت لمدحت والدموع مالية عيونها وقالتله : ايه اللى خلاها تقوللك كده
مدحت : لما سألتها على السبب اللى احمد عمله ، قالتلى انك مفهماه كده ، وانك ماحضرتيش فرحنا عشان معتقده ده
قسمت : لو حلفتلك ان الكلام ده ماصدرش منى و انى اول مرة اسمع الكلام ده ، كان منك النهاردة هتصدقنى
مدحت : مصدقك ياقسمت من غير حلفان ، بس فى دلوقتى سؤال اهم ولازم اعرف اجابته ، ايه السبب الحقيقى لرفضك جوازنا ، ايه السبب اللى مخليكى مقاطعة اختك الوحيدة وكل العداوة دى بينكم
قسمت وهى بتهرب من عينين مدحت واحمد فى نفس الوقت : اعذرنى ، مش هقدر اتكلم فى الموضوع ده
مدحت : الحالة الوحيدة اللى مسموحلك تخبى بسببها ان السبب يكون خاص جدا بحياتك الشخصية ، هل السبب كده
قسمت بتردد : لأ ، مايخصش حياتى الشخصية
مدحت باستفزاز : يبقى مافيش غير انها كانت على علاقة بحد تانى والله اعلم وصلت لفين واستغفلتنى انا بعد كده
احمد وقف بغضب وهو بيبص لقسمت وقاللها : الكلام ده صحيح ياقسمة
قسمت بغضب : انت برضة تصدق فى اختك الكلام ده
احمد : اومال ايه ، انطقى ياقسمة ، لانك لو اصريتى تخبى اكتر من كده اختك هتبقى مقتولة على ايدى النهاردة
قسمت برعب : الكلام ده ماحصلش يامجنون ، والله ابدا مش هو ده السبب ابدا ابدا
مدحت حس انه عرف يلعب على وتر مهم فقاللها : اسمعى ياقسمت ، انا مش همشى من هنا غير وانا معايا حاجة من اتنين ، يادليل براءة مراتى بانك تعرفينى سبب عداوتكم لبعض ، ويبقى سبب مقنع طبعا ، يا اما معايا الدليل اللى يخلينى اقتلها وانا ضميرى مستريح