روايات رومانسيه

رواية لا احد سواك الفصل 25 الاخير

قال رائف ذلك وانصرف بينما كان عصام يغلى من غيظه
عصام…ماشى يا رائف
قال عصام ذلك ومسح تلك الدماء التى تساقطت من فمه بسبب قوة تلك اللكمة التى وجهها له رائف قام بالاتصال على مايا
عصام بغضب…مايا انتى ازاى تقولى لرائف ان انا اللى كنت بقولك اخباره هو ده اتفاقنا
مايا.. خلاص يا عصام لا اتفاق ولا غيره انا خلاص مش عايزة رائف يرجعلى كفاية اللى حصل ومش عايزة اعرفك انت كمان انا خلاص هسيبلكم البلد كلها وهسافر مع السلامة
قالت مايا ذلك واغلقت الهاتف فى وجه عصام وهى عاقدة العزم على ان تسافر لوالدها وتترك مصر فيكفى ما حدث فربما تبدأ حياة جديدة فى بلد جديد فرائف ليس لها ولن يكون لها فى يوم من الايام
***
بدأت الامتحانات وضعت سچى وريهام وشادى كل تركيزهم فى اداء الامتحانات عندما عاد رائف ووالده من الشركة لاحظوا هدوء غريب فى البيت
رائف…هو البيت هادى ليه كده
هدى…انت عارف ان اللى بيعمل دوشة بيذاكر علشان الامتحانات
ماهر…وانا بقول برضه شادى مش باين ليه
صفية…ربنا يوفقهم كلهم
رائف…هى سچى فين
هدى..كانت بتذاكر هى وريهام فى الاستراحة
قالت هدى ذلك ولاحظت دخول سچى وريهام فسچى تعلم ان ميعاد رجوع زوجها من العمل الآن وريهام ايضا وجدت زوجها يدخل المنزل بعد رجوعه من المستشفى
اكرم…السلام عليكم
جميعهم…وعليكم السلام
رائف…ماما لو سمحتى خليهم يحضروا العشا انا جعان
هدى…حاضر يا حبيبى غيروا هدومكم والعشا هيكون جاهز
على السفرة
كان شادى كعادته يجلس يضحك ويمزح فهو لا يكف عن الضحك لذلك يعشقه كل أفراد اسرته وخاصة اخيه رائف
رائف…عامل ايه فى الامتحانات ياشادى
شادى…عامل بالنصيحة يا ابيه وساعات بعمل عبيط
أكرم…ايه يا واد خفة الدم دى اللى انت فيها
رائف…هههه هو العبط بينفع فى الامتحان
شادى… مقولكش العبط بيجيب تقديرات كمان
ماهر..ربنا يوفقك يا حبيبى
شادى…تسلملى يا بابا
أكرم…والدكاترة بتوعنا عاملين ايه
ريهام…الحمد لله لا تقلق
أكرم… طالما قولتى لا تقلق يبقى لازم اقلق
سچى…لاء بجد الامتحانات لحد دلوقتى ماشية تمام
رائف…بالتوفيق ان شاء الله
قال ذلك وابتسم لها ابتسامته الخاصة بها التى تجعل قلبها ينبض بقوة قلبها الذى اصبح هو مالكه دون سواه
***
كان عصام يبحث عن اى طريقة لايذاء رائف ولكن الله لم يجعله يتمادى فى تصرفاته ففى احد الايام عندما كان يستقل سيارته عائد الى منزله وجد سيارة تعترض كريقة نزل من سيارته وجد هانى ومعه اثنين يبدو عليهم البلطجة والاجرام
عصام…عايز ايه ياض انت
هانى…ياض ! انا هوريك انا هعمل ايه انا عايزكم تظبطوه
وبالفعل قام الرجلان بضرب عصام بقوة حتى عجز عن الدفاع عن نفسه وتركوه غارق فى دماءه وذهبوا وجده احد المارة بالصدفة وذهب به الى المستشفى وهو فى حالة يرثى لها وبعد ان افاق وجد الدكتور بجانبه
الدكتور…حمد الله على السلامة
عصام بتعب…الله يسلمك انا حصلى ايه
الدكتور…الحمد لله جت سليمة بس كتر الضرب ممكن يخليك تفضل فترة متقدرش تمشى
عصام بذعر…ايه انا هبقى عاجز
الدكتور…الموضوع مؤقت على ما تخف وهترجع تمشى تانى متقلقش
بعد ان سمع عصام ذلك ادرك كيف كان إحساس رائف بالعجز فالله اذاقه ايضا من نفس الكأس حتى يشعر باحساس غيره فربما هذه رسالة من الله حتى يكف عما يفعل من تصرفات كانت ربما ستأذى انسان آخر
مرت الايام سريعا وانتهت الامتحانات وكان رائف عند وعده لها بأنه سياخذها لعمل العمرة وبالفعل سافر الجميع لتأدية العمرة بقلوب ممتلئة بالسعادة والفرح وشعور روحانى فكل منهم كأنه عاد انسان جديد
***
فى احد الايام سمعت أروى صوت جرس الباب فتحت وجدت خطيبها هشام ولكن يبدو على وجهه ان هناك كارثة قد حدثت
أروى… خير يا هشام فى ايه
هشام…اروى تعالى بسرعة مامتك فى المستشفى
أروى بخضة.. فى المستشفى ليه ايه اللى حصل
هشام..الواد اللى كان اسمه شريف ده ضربها بسكينة وسرق فلوسها ودهبها وولع فى البيت وهرب وهى دلوقتى فى المستشفى بين الحيا والموت
سمعت أروى ذلك هربت الدماء من عروقها ذهبت سريعا مع هشام لترى امها وصلت إلى المستشفى بقلب كاد أن يتوقف من شدة الخوف دخلت الغرفة وجدت والدتها وقد احرق جسمها باكمله حتى تغيرت ملامحها بكت اروى بشدة ولكنعا سمعت صوت هامس من أمها
فادية بهمس… أروى
أروى بدموع…ايوة يا ماما الف سلامة عليكى
فادية… سامحينى يا أروى
قالت فادية ذلك وصعدت روحها الى بارئها وقد اسدلت الستار على حياتها بحلوها ومرها بخيرها وشرها
أروى…ماما ماما ردى عليا
هشام…شدى حيلك يا أروى البقاء لله
عندما علمت سچى بما حدث ذهبت هى وزوجها سريعا الى المنزل حتى تكون بجوار اختها وتواسيها فيما حدث
سچى…حبيبتى شدى حيلك البقاء لله
أروى…ونعم بالله
رائف…البقاء لله يا آنسة اروى
أروى…ونعم بالله وتسلموا على تعبكم
سچى…متقوليش كده يا حبيبتى انتى اختى وحبيبتى
أروى…ربنا ما يحرمنى منك يا سچى
حامد…سچى ممكن اتكلم معاكى شوية
سچى…اتفضل يا بابا
جلست سچى مع أبيها لتعرف ماذا يريد منها فهو يريد ان يطلب منها ان تسامحه
سچى…خير يا بابا فى حاجة
حامد…انا كنت عايزك يا بنتى تسامحينى
سچى…اسامحك على ايه
حامد…على اى حاجة عملتها وزعلتك على ان انا مكنتش الاب اللى انتى عيزاه على اللى عملته فيكى وفى امك سامحينى علشان ضميرى يرتاح وربنا يسامحنى هو كمان
سچى…بابا انت فى الاول والاخر ابويا يعنى انا مقدرش افضل زعلانة منك
حامد…صدقينى وانا هحاول اعوضك عن الإحساس ده اللى باقى من عمرى وعايزك تاخدى بالك من أروى
سچى…ان شاء الله
قام والدها باحتضانها فكانت هذه اول مرة يحتضنها والدها بهذا الحب فنزلت دموعها رغما عنها فهذا احساس جميل ان يكون لديها من يحبها ويهمه أمرها
***
فى منزل ماهر زيدان
انتابت سچى وريهام أعراض الحمل ولكن كل من هن لم تعرف سبب هذا الشعور بالتعب
ريهام…بت يا سچى
سچى…فى ايه
ريهام…انا حاسة ان انا تعبانة على بردانة على جعانة احساسات غريبة كده
سچى…وانا كمان مش عارفة ايه ده معقول نكون واخدين برد
ريهام…احنا الاتنين مش عارفة بس تفتكرى ان احنا نكون حوامل
سچى بأمل…تفتكرى يا ريهام
ريهام…احنا احسن حاجة نروح نعمل تحليل حمل ونعرف
سچى…ماشى يلا بينا
ريهام…احنا نعمل تحليل دم اضمن بس بلاش نقول لحد لغاية ما نتأكد
ذهبت ريهام وسچى لعمل اختبار الحمل وظهرت النتيجة وكانت ايجابية كانت كل من هن لا تصدق انها ستصبح ام
سچى بفرحة عارمة…ريهام احنا حوامل بجد
ريهام…اه يا سچى هجيب عيال لابو غمازات
سچى..انا فرحانة اوى اوى اوى
ريهام…وانا كمان يا خرابى لو خلفت عيل حلو كده زى ابوه دا انا اكله اكل كده
سچى …طول عمرك مفجوعة
عادوا الى المنزل ولم يخبروا احد قبل ان يخبروا ازواجهم بهذا الخبر السار
فى غرفة أكرم
عاد أكرم من عمله وجدها تنتظره فى الغرفة بلهفة شديدة وعلى وجهها ابتسامة عريضة
أكرم…السلام عليكم
ريهام…وعليكم السلام حمد الله على السلامة
أكرم باستغراب…فى ايه يا ريهام مالك حاسس ان فى حاجة
ريهام… أكرم انا عايزة رنجة
أكرم…عايزة ايه يا اختى رنجة واجبلك رنجة منين دلوقتى
ريهام… طب مانجة
أكرم… ايه طلباتك الغريبة دى يا ريهام النهاردة
ريهام…ما تفهم بقى يا دكتور بقولك عايزة رنجة انت مش فاهم
أكرم…لاء مش فاهم
ريهام…انا حامل يا دكتور حامل فهمت
أكرم…طب ما انا عارف بس حبيت استهبل عليكى شوية
ريهام…بجد يا أكرم
أكرم…ايوة يا روح أكرم دا احلى خبر سمعته النهاردة ان انا هيبقى ان شاء الله عندى اولاد منك
ريهام….مش اكتر منى اه لو يطلعوا بغمازاتك الحلوة دى
أكرم…الغمازات وصاحب الغمازات تحت أمرك
فى غرفة رائف
عاد من عمله دخل الى الغرفة اخذها فى أحضانه فهذه هى عادته دائما عندما يعود اليها
سچى… براحة يا حبيبى
رائف…فى ايه انا بحضن بلاش يعنى
سچى..كده هتفعصنى
رائف…وايه يعنى بلاش يعنى
سچى…ماهو مش هتفعصنى لوحدى كده
رائف…يعنى ايه مش فاهم
سچى بابتسامة…يعنى هتفعصنى انا وابنك ولا بنت اللى جوا دول
رائف…انتى قصدك انك حامل
سچى…ايوة يا حبيبى انا حامل وهتبقى انت بابا وانا ماما
رائف بفرحة…بجد يا سچى بجد الكلام ده انا هيبقى عندى اولاد منك ويطلعوا شبهك كده
سچى…مبسوط يا حبيبى
رائف…مبسوط! دا انا هموت من الفرحة
سچى…بعد الشر عليك يا حبيبى
كانت الدنيا لا تسعه من فرحته ان الله سيرزقه بذرية من زوجته وحبيبته
عندما علم من فى المنزل بخبر حمل سچى وريهام كانوا سعداء جدا وخاصة ماهر وهدى بانهم سبصبح لديهم احفاد
***
مرت أيام وحان ميعاد زفاف اروى وهشام ذهبت سچى وزوجها الى حفل زفاف اختها كانت سچى بطنها منتفخة من الحمل الذى زادها اغراء فى عين زوجها
سچى…الف مبروك يا حبيبتى ربنا يتمم بخير ويسعدكم يارب
أروى…تسلميلى يا سچى وربنا يقومك بالسلامة يارب انتى فاضلك قد ايه وتولدى
سچى…هانت فاضل شهر
أروى…يعنى شهر واشوف حبيب خالتو
سچى.. ان شاء الله وربنا يكرمك انتى كمان ويرزقك الذرية الصالحة وابقى انا كمان خالتو
كانت أروى جميلة جدا فى فستان زفافها وهشام ايضا كان وسيم جدا وكان لا يصدق أن أروى اصبحت زوجته
هشام…مبروك يا حبيبتى
أروى بكسوف…الله يبارك فيك يا حبيبى
هشام…حبيبى ! ايه الكلمة العسل دى
أروى…بس بقى ما تكسفنيش
هشام…القمر بيتكسف اوى كده
لم ترد عليه ولكنه رأى الخجل على وجهها الذى زادها جمالا وبراءة
بعد انتهاء حفل الزفاف عادت سچى وزوجها الى المنزل دخل الى الغرفة يحملها بين ذراعيه وهى واضعة ذراعيها حول عنقه ورأسها على كتفه
سچى…هو انا بقيت تقيلة اوى من الحمل
رائف… ليه بتقولى كده
سچى…مش عارفة حاسة ان انا تقلت اوى
رائف…دا انتى زى ما تكونى حامل فى زتونة يا سچى بطنك مش كبيرة ولا حاجة بس الصراحة الحمل مخليكى شكلك حلو اوى عايزة تتاكلى
سچى بكسوف…بطل قلة ادب بقى ايه ده يا ساتر عليك
رائف…انتى لسه كل ده وبتخجل وبتنكسف منى يا قمر
سچى…هى طبيعتى كده ربنا خالقنى كده
رائف…ودى احلى حاجة بحبها فيكى ولما كانوا بيتكلموا عنك قبل ما تيجى تعيشى معانا هنا كان فضولى بيزيد ان اشوف البنت اللى كانوا بيحكوا عنها وبيقولوا بتنكسف وبتتكلم وهى باصة فى الأرض
سچى…للدرجة دى
رائف…ايوة لما تيتة تحكى عنك كنت استغرب هو لسه فى بنات بالشكل ده والاحترام ده فكنت عايز اشوفك وفعلا انتى جيتى هنا وشوفتك وعرفتك وحبيتك وعشقتك
سچى…انا كمان اول مرة شوفتك فيها خوفت
رائف…ساعة موضوع العربية
سچى..لاء فى اليوم ده انا مشوفتش شكلك بس اول لما دخلت البت هنا حسيت ان حياتى هتتغير مكنتش عارفة ليه الاحساس ده بس لما فتحت الباب وخرجت وشوفتك حسيت باحساس غريب وحسيت ان انا خوفت جامد مش عارفة ليه بس بعد كده عرفت ان احساس الخوف ده كان بسبب ان انا حبيتك
رائف…بحبك اوى يا سچى
سچى بهمس ناعم…وانا بحبك وبعشقك بجنون يا رائفى
عندما يسمع منها اسمه بهذه الصيغة لا يستطيع منع نفسه من ان يقترب منها كلى يجعلها تشعر بمدى حبه لها ولهفته اليها التى لا تخمد ابدا بل تزداد بمرور الزمن
***
حان ميعاد وضع سچى وريهام ذهبوا بهم الى المستشفى فريهام لاتكف عن الصراخ والبكاء
ريهام…هو فين هو فين اللى كان السبب فى اللى انا فيه يا اكرررررررررم
أكرم…اهدى يا روحى فضختينى يا قلبى ميصحش كده
ريهام…ميصحش كده ويصح الوجع اللى انا فيه يا ابو غمازات انت ااااااااه الحقونى
زينب…بس بقى يا ريهام
ريهام… مش قادرة يا ماما حاسة ان انا هموت
ناصر…بعد الشر عليكى يا حبيبة ابوكى
كانت سچى لا تفعل شئ سوى البكاء فحتى الصراخ لا تقوى عليه فزاد خوف زوجها أكثر
رائف بخوف… حبيبتى مالك انتى بتعيطى جامد ليه كده
سچى…تعبانة اوى يا رائف
رائف…ان شاء الله هانت يا عمرى
حامد…بعد الشر عليكى يا سچى
سچى…تسلم يا بابا
أروى…حبيبتى تقومى بالسلامة يارب
سچى…تسلميلى يا أروى
وبعد بضع ساعات من البكاء والصراخ من ريهام ودموع سچى وضعت كل منهم جنين ذكر
اخذ اكرم ورائف اولادهم وأذن كل منهم فى أذن ابنه وشعور بالفرح انهم أصبحوا آباء
ماهر…الف مبروك يا حبايبى
هدى…حبايب قلب تيتة
صفية…الف مبروك عشت وشوفت ولادكم يا حبايبى
رائف…ربنا يباركلنا فى عمرك يا تيتة
شادى…هتسموا ولادكم ايه
أكرم…هسميه أمير
رائف…وانا هسمية باسل
ماهر…يتربوا فى عزكم يارب ويجعلهم ذرية صالحة
رائف…ويتربوا فى عزك وخيرك يا بابا
شادى بضحك…يا حبايبى يا ولاد اخواتى دا انا ههنيكم دا كده العض هيبقى على ودنه من خدودهم الحلوة دى
رائف…اياك تقرب منهم وتعضهم يا شادى
شادى…عضة صغيرة بس كده على الماشى يا ابيه
أكرم بضحك..انت حر عضه وانت عارف ريهام مش بعيد اجيبك من حمام السباحة وهى مغرقاك
شادى…اه انا ناسى ريهام مش بتسكت خلاص هعض باسل سچى غلبانة ومش هتعمل حاجة
فاقت ريهام وسچى بعد الولادة وكل من هن تبحث عن صغيرها حتى تضمه الى صدرها
ريهام..ابنى فين
أكرم…اهو اميرنا الحلو اهو
ريهام… حبيب ماما ايه ده دا بغمازات زيك يا أكرم
أكرم…شوفتى بقى ربنا مش حارمك من حاجة مع انك فضحتينى فضيحة بجلاجل وانتى داخلة تولدى
ريهام…ميبقاش قلبك اسود بقى يا دكتور
أكرم…دا انا قلبى لبن حليب
ريهام…طبعا يا حبيبى امال انا بموت فيك ليه يا كرومتى
أكرم…روح كرومتك انتى يا ام أمير
ريهام…ام أمير! اخلى لقب ده ولا ايه
كان رائف يحمل ابنه بين ذراعيه ودخل غرفة زوجته بعد ان افاقت وضعه بين أحضانها ضمته بلهفة شديدة اليها وهى سعيدة وتبكى فى نفس الوقت من فرحتها
رائف…بتعيطى ليه يا روحى
سچى…دى دموع الفرح يا حبيبى ان انا بقى عندى ابن منك انت
رائف…ربنا يباركلنا فيه
سچى…اللهم امين بس صغنون اوى يا رائف
رائف…بكرة يكبر يا روحى وتشوفيه احلى عريس
سچى…ان شاء الله انا عيزاه يطلع زيك فى كل حاجة فى حنانك وخوفك على اللى بتحبهم وغيرتك على اهل بيتك بس بلاش عصبيتك ونرفزتك
رائف…هههه ودى لاء ليه
سچى…يعنى لما يكبر يتعصب يعور اللى قدامه
رائف…هو انا اتعصبت عليكى وعورتك قبل كده
سچى…لاء يا حبيبى انت كنت بتخاف عليا اكتر لما كنت بتتعصب
رائف…لان انا معنديش اغلى منك فى حياتى اخاف عليه
سچى بعشق…ربنا ما يحرمني منك ابدا يا رائف
رائف…ولايحرمنى منك انتى وابننا
***
فى منزل ماهر زيدان
عادت سچى وريهام الى المنزل وكل من هن تحمل صغيرها بين يديها وابتسامة على وجوههم ولكن كانت الايام الاولى صعبة بالنسبة للتأقلم على نوم الاطفال فهو لا ينالوا القسط الكافى من النوم بسبب هؤلاء الصغار
سچى…لاء دا انا كده هموت من قلة النوم
ريهام…ومين سمعك طول الليل عياط وينام بالنهار وحاجة قلق بعيد عنك
سچى…دا انا حاسة ان هيجيلى هلاوس من قلة النوم
ريهام….طب وبعدين الحل ايه انا بقيت شبه الزومبى من قلة النوم
ابتسمت هدى وصفية على كلام سچى فهم يعلمون ما يمرون به
هدى…خلاص سيبوا أمير وباسل معانا وروحوا ناموا شوية
صفية…ايوة روحوا ناموا وانتوا شكلكم يرعب كده
سچى…ربنا يبارك فيكم يارب خدوهم اهم
ريهام…اه والنبى دا انا هنام على باب الاوضة
هدى…هاتوا وروحوا ناموا
ذهبت سچى وريهام سريعا الى غرف النوم وعندما وضعت كل منهم رأسها على الوسادة ذهبت فى نوم عميق كأنهم لم يناموا منذ سنوات ولم يفيقوا الا عندما حضر ازواجهم
أكرم…هاى صح النوم
ريهام…ايه ده هو انا نمت ده كله
أكرم…اه يا روحى وأمير جعان قومى يلا
ريهام…حاضر
دخل رائف الغرفة وجدها تنام بهذا الشكل فهى كأنها لم تنام منذ زمن اقترب منها وجلس بجوارها على السرير يمرر يده على وجهها شعرت بلمسة يدة ابتسمت وهى مغمضة العينين فهى شمت رائحته التى ملأت المكان منذ دخوله
سچى بنعاس…حبيبى
رائف… صح النوم نمتى كويس
سچى..اه شوية انا كنت خلاص هموت من قلة النوم انت جيت من بدرى
رائف…لسه جاى من شوية شفت باسل وامير مع ماما وتيتة سألت عليكى قالولى نايمة بس باسل شكله جعان
سچى…خلاص انا قايمة اهو هاخد شور علشان افوق واعرف اسهر مع سيادته باليل
رائف…لو تعبانة كده نجيب مربية علشان ترتاحى
سچى…هو تعب اه بس تعب لذيذ ثم ده ابنى محدش ياخد باله منه غيرى
رائف…طب وابوه مين اللى ياخد باله منه
سچى…انا برضه يا روحى مفيش اهم منكم عندى
بعد ان انتهت سچى من حمامها ذهبت سريعا وارتدت ملابسها لكى تذهب الى ابنها وجدت رائف ينادى عليها
رائف…سچى
سچى…نعم يا حبيبى
رائف…نسيتى تقفليلى زراير القميص يا عمرى
سچى…هههه معلش نسيت
رائف..اه ما استاذ باسل واخدك منى
سچى…على اساس ان باسل ده مش ابنك انت كمان
رائف..ماهو علشان هو ابنى انا ساكت ومش قادر اتكلم
سچى…طب يلا بقى زمانه فاضح الدنيا بسبب عياطه وجاب لطنط هدى وتيتة الصداع
رائف…لو معملش كده ميبقاش ابنى
بعد ان انتهت مما تفعله لم يتركها تذهب قبل ان يعانقها ذلك العناق الذى ينسيها ماذا كانت ستفعل ولا تتذكر سوى انها بين ذراعيه وفى أحضانه
شادى…حبايب عمو هاتيهم يا ماما
هدى…بلاش عض يا شادى انت شايف هم مش ساكتين اصلا
شادى… لسه بدرى عليهم فى مرحلة العض دلوقتى هبوس بس
صفية…عقبال عندك لما نفرح بيك انت كمان يا خبيبى ونشوف ولادك انت كمان
شادى….ربنا يباركلنا فيكى يا تيتة بس لما اخد الدكتوراة الأول
هدى… احلى دكتور يا ناس
ماهر…انت قدمت على الماجستير خلاص
شادى…ايوة يا بابا خير البر عاجلة
صفية…ان شاء الله تبقى اشهر عالم فى الدنيا
شادى…ايوة كده ادعيلى يا تيتة وركزى فى الدعاء ليا اوى
****
بعد مرور سنوات
كان الله رزق سچى ايضا بتؤام بعد باسل اسمتهم (أسر حور) وريهام رزقها الله بطفلة بطفلة اسمتها(مريم) وايضا انجبت أروى طفلتين ( جودى وبسملة)
كانت هدى وماهر وصفية ينظرون الى احفادهم بشعور السعادة فالمنزل اصبح مثل الجنة بسبب وجود هؤلاء الصغار بالرغم من شقاوتهم
كانت ريهام مازالت تلك المجنونة ذات التصرفات الطفولية التى لا تتركها ابدا
ريهام…يلا يا حبايبى قولوا ورايا سمكة يعنى fish طبق يعنى dish يلا قولوا
سچى…انتى بتعملى ايه يا ريهام انتى دماغك لسعت
ريهام…بتسلى يا سچى يا حبيبتى اعمل ايه ماهو الشغل ومش عارفين نشتغل بسببهم فبمارس مهنة التعليم
سچى…دا الحمد لله انك مش مدرسة دا انتى فاشلة
ريهام…بقى كده يلا خدى ولادك من هنا مش هذاكرلهم
سچى…ولا تذاكرى لولادك كمان دى العيال بيتكلموا انجليزى احسن منك
ريهام…اه والله انتى بتقولى فيها
سچى…مش بقولك فاشلة
ريهام…ماشى هوريكى يا سچى
قامت ريهام تجرى خلف سچى كعادتهم ولكن سچى اصطدمت بذلك الرجل الطويل الذى تأسرها رؤيته وابتسامته حتى بعد مرور تلك السنوات
رائف…بتجروا ورا بعض ليه كده
سچى… عايزة تضربنى يا رائف الحقنى
رائف بضحك…سكت مراتك يا اكرم ومتخلهاش تضرب مراتى احسن اضربك انت
أكرم…الله وانا مالى يا لمبى تضربنى انا ليه عجبك كده يا ريهام هتجبيلى الضرب بعد العمر ده كله
رائف…هو انا اقدر اضربك برضه يا حبيبى
ريهام…شوفت سيبونا بقى نصفى خلفاتنا براحتنا تعالى هنا يا سچى
سچى…بس يابت انتى اياكى تمدى إيدك عليا
ريهام…وانا اقدر اضربك يا قمر هو شادى وصل ولا لسه
كان شادى مسافرا لحضور مؤتمر علمى مهم فهو حصل على الدكتوراة
سمعوا صوت شادى خلفهم وقد عاد من سفره للتو وعلى وجهه ابتسامة عريضة
شادى…اهلى وحبايبى والمجتمع والناس وحشتونى
رائف…حمد الله على السلامة يا عالمنا الكبير
أكرم… حمد الله على السلامة يا زويل
شادى…الله يسلمكم يا حبايبى احلى حاجة الواحد يرجع ويشوفكم
سچى…اخبار المؤتمر ايه
شادى…كان تمام اوى وهتكرم قريب ادعولى
ريهام…ربنا يوفقك يا شادى
هدى…انا فرحانة اوى وجه اليوم اللى شوفت فيه احفادى مالين عليا البيت وابنى حبيبى رجع بالسلامة
ماهر…البيت بقى زى الجنة يا هدى حبيب بابا حمد الله على السلامة
شادى…تسلمولى كلكم فين تيتة
صفية…انا اهو يا واد يا شادى
شادى…لسه بتقولى يا واد يا صفصف بعد العمر ده كله
صفية…اه هقولك يا واد انت ورائف وأكرم كمان
رائف بمزاح…الله دى تيتة هضيع هيبتنا قدام العيال خالص ليه بس كده
أكرم…يعنى يرضيكى العيال تقولى يا بابا يا واد
صفية…انتوا حبايب قلبى وعشت لليوم اللى شفت فيه ولادكم
رائف…وعقبال ما تجوزيهم كمان يا تيتة
صفية…ياه يا رائف يا مين يعيش
ماهر…ربنا يباركلنا فى عمرك يا أمى
هدى…يلا عملالكم حفلة شواء صغيرة كده احتفالا برجوع شادى
شادى بحماس…يلا بينا دا انا هموت من الجوع وانا اللى هشويلكم
صفية…انت مش ناوى تتجوز بقى يا شادى انت كمان
شادى بابتسامة…لسه ملقتهاش يا تيتة لسه صاخبة النصيب مجاتش مش عارف اتأخرت ليه كده
ريهام…جايز المواصلات زحمة
شادى…تقولى وانا ابعتلها هليكوبتر بس خلينا فى الشوى دلوقتى انا جعان
سچى… وتأكل اللى تشويه صح يا شادى زى ما كنت بتعمل دايما
شادى…يااااه انتى لسه فاكرة يا سچى
أكرم بهمس لرائف…وفاكر كمان يا رائف لما كنت قاعد هتولع لما سچى كانت بتضحك مع شادى
رائف…اخرص ياض انت انت بتنسى كل حاجة وتفتكر اللى كنت بعمله بس
أكرم…دا انت فى الايام دى كنت فظيع يا اخى وكنت مجننى برضه
رائف…خلاص بقى يا أكرم دى ايام وعدت
أكرم…ربنا يسعد ايامك يا حبيبى
رائف…ويسعدك انت كمان انت ونعم الاخ يا أكرم
أكرم بضحك…شوفت بقى من غيرى ما تعرفش تعيش
رائف…انا غلطان ان انا قولتلك كلمتين حلوين أكرم
ضحكوا جميعا فالله قد حباهم الحب والسعادة وكل منهم تزوج ممن احبها قلبه
فى غرفة أكرم
كان جالسة تنظر اليه بتلك الابتسامة التى يعرف ان خلفها طلب ستطلبه منه
أكرم…ها خير عايزة تقولى ايه
ريهام…وانت عرفت منين
أكرم…علشان عارفك كويس طالما بتبتسمى الابتسامة العريضة دى يبقى فى حاجة انتى عيزاها فبقولك خير
ريهام…انا عايزة اشتغل يا أكرم زهقت من قعدة البيت
أكرم…طب والاولاد
ريهام…الاولاد بيبقوا فى المدرسة وانا وسچى بنبقى قاعدين مبعملش حاجة
أكرم…خلاص انتوا تيجوا بس هتشتغلوا ساعتين تلاتة وتروحوا علشان الاولاد
ريهام…ماشى يا حبيبى اى حاجة المهم شوية تغيير
أكرم…زهقتى يا قمر
ريهام…مزهقتش منك اكيد يا ابو غمازات انت انا بس قاعدة البيت بتزهق
أكرم بهمس…وحشتينى يالمضة انتى
ريهام…وانت كمان وحشتنى اوى يا أكرم
ارتسمت ابتسامة على وجهها وهى تعلم مدى اشتياقه اليها وهى ايضا تشتاق اليه فى كل دقيقة
بعد ان اطمأنت سچى ورائف على اولادهم بعد ان ناموا بكل براءة عادوا الى غرفتهم اراد مفاتحته فى موضوع ذهابها للعمل فى المستشفى
سچى…رائف
رائف… عيون وقلب رائف
سچى..انا عايزة اروح اشتغل فى المستشفى
رائف…بس هتعرفى توفقى بين الاولاد والشغل
سچى…انا هشتغل بس كام ساعة فى اليوم مش اكتر ولو حسيت ان الموضوع هيأثر على الاولاد خلاص مش هروح تانى
رائف…خلاص ياعمرى اللى انتى عيزاه
سچى…يعنى انت مش هتضايق
رائف…لاء طبعا اهم حاجة انك انتى تكونى مبسوطة يا قلبى
سچى..انا مفيش واحدة اسعد منى علشان انت حبيبى وجوزى وابو ولادى
وجدت نفسها بين ذراعيه واطبق عليها بقوة جاذبا اياها نحوه وتذكرت كل تفاصيل حياتهما معا منذ ان دخلت الى هذا المنزل حتى الآن فهى لا تريد شئ سوى ان تكون بين ذراعيه تلتصق به حتى يعلم مدى عشقها له وضمها اليه بقوة كأنه يحميها فاحاطته بذراعيها
رائف بهمس عاشق…. بحبك يا احلى ما فى عمرى كله انا بحمد ربنا انه خلاكى انتى من نصيبى وكمان بقيتى انتى ام اولادى اللى واثق ان شاء الله انك هتربيهم احسن تربية وهيبقوا احسن الناس بأخلاقهم
سچى بابتسامة…وانا كمان يا حبيبى بعشقك وخصوصا لما اشوفك بتبتسم ابتسامتك دى بتخلى قلبى يدق جامد كأنه هيخرج من مكانه
رائف…حتى بعد السنين دى كلها يا سچى
سچى…حتى اخر لحظة فى عمرى واخر نبضة من نبض قلبى بحبك يا رائفى
رائف… احلى اسم بسمعه منك انتى ولما تقوليلى رائفى بحبك اكتر واكتر ياقلب رائفك
سچى…رائفى انت اعز الناس وهفضل اقولك رائفى طالما لسه قلبى بينبض بحبك انت
وكانت هذه هى حالتهم دائما امرأة عاشقة وغارقة فى عشق رجل احتل كيانها وملك قلبها منذ ان قابلته وهو يسرى عشقها فى عروقه فهى من تحملته فى اصعب حالاته حتى اصبح ماعليه الآن زوج وأب لثلاثة ابناء وايضا رجل ناجح فى عمله فهو لايعرف ماذا يفعل اكثر من ذلك حتى يعبر لها عن عشقها الذى تمكن من قلبه وكل جوارحه فهى كانت تردد على مسامعه دائما انها لم ولن تحب و تعشق احد مثلما عشقته فكانت تقول له انت حبى عشقى و(لا أحد سواك رائفى)
****
تمت

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى