دخل ماهر الغرفة بعض مرور بعض الوقت فلماذا لم تنادى عليه زوجته او امه
ماهر…..فى ايه انتوا نسيتونى ولا ايه فى حاجة حصلت
هدى….. معلش يا حبيبي الكلام اخدنا ونسيت انادى عليك
استيقظت نعمة على الاصوات فى الغرفة فرأت ابن خالتها وزوجته وأمه
ماهر…..الف سلامة عليكى يا نعمة ربنا يشفيكى ويعافيكى يارب
نعمة بصوت منخفض……الله يسلمك وتسلم يارب
هدى….. احنا قولنا نيجى نشوفك والف سلامة عليكى وربنا يشفيكى
نعمة….. تسلموا يا رب من كل شر وتسلموا على اللى انتوا بتعملوه معانا
ماهر…..متقوليش كده احنا اهل هى العسولة دى بنتك
نعمة بطيف ابتسامة…..ايوة دى سچى
ماهر….اهلا يا سچى الف سلامة على مامتك
سچى بخجل…..الله يسلمك واهلا بحضرتك نورتونا
ماهر…. وانتى بتدرسى فى كلية ايه يا سچى
سچى….بدرس فى كلية علاج طبيعى
هدى….ماشاء الله ربنا يوفقك يا حبيبتى
سچى بخجل…..شكرا
لاحظت هدى فعلا انها تتحدث وهى ناظرة الى الأرض ووجهها يكاد ينفجر منه الدماء من فرط خجلها فابتسمت لها فهى تشعر انها احبت تلك الفتاة فهى كانت تتمنى ان يكون لديها ابنة ولكن الله قد رزقها باولادها الثلاثة
ماهر…. طب انتوا محتاجين اى حاجة انتوا بس تؤمروا
نعمة….ربنا يباركلك يا رب
صفية…..لو محتاجة اى حاجة يا حبيبتى قولى متنكسفيش
نعمة……ربنا يخليكوا وتسلموا على زيارتكم
بعد ان قضى ماهر وزوجته وامه بعض الوقت فى المستشفى للاطمئنان على نعمة وابنتها انصرفوا عائدين إلى المنزل
**********************
فى منزل ماهر زيدان
كان رائف وشادى فى الغرفة المخصصة لعمل الجلسات العلاجية الخاصة برائف لاحظ شادى ضيق رائف فهو يعلم ان أخيه يصيبه السأم بسبب هذه الجلسات التى لا يرى منها فائدة ولكنه يفعلها لارضاء والديه
الدكتور…..تمام كده النهاردة كده احنا خلصنا النهاردة
شادى……فى تحسن يا دكتور
الدكتور…….ايوة طبعا بس لو رائف يبطل عصبية ونرفزة يبقى احسن
رائف بعصبية…….وانا عملت ايه ما انا بعمل الجلسات وانا ساكت اهو ومتكلمتش
شادى….مش كده يا ابيه ميصحش كده
الدكتور….وهو ده اللى بقول عليه انك بتعمل الجلسات تقضية اوامر مش برغبة منك
رائف بنرفزة…. اظن انك ملكش حق تدخل فى رغباتى انتى تشوف شغلك وبس انت فاهم
شادى باحراج…..سورى يا دكتور على عصبية اخويا
الدكتور…..انا مقدر حالته واللى هو فيه عن اذنكم
شادى…..مع السلامة يا دكتور
خرج الدكتور من غرفة رائف نظر شادى لاخيه بعتاب بسبب ما يفعله
شادى….احنا قولنا ايه يا ابيه وبعدين بقى
رائف…..فى ايه انت كمان
شادى…..انت بقيت عصبى جداً يا ابيه
رائف….. اوووووف كله عمال يقول عصبى ومحدش حاسس باللى انا فيه
شادى….والله يا ابيه عارفين وحاسين وعايزين نساعدك بس انت مش بتساعد نفسك
رائف…..كفاية كلام يا شادى اسكت بالله عليك انا مش ناقص اللى فيا مكفينى
دخلت امه وجدته للاطمئنان عليه بعد عودتهم من المستشفى
هدى…..حبيبى عامل ايه دلوقتى يا قلب ماما
رائف…..الحمد لله يا ماما
صفية….هو الدكتور مشى ولا ايه يا شادى
شادى….ايوة مشى بس بعد ما ابيه اداله دش بارد كالعادة وخلاه خارج قفاه يقمر عيش من الإحراج
هدى….وبعدين يا رائف فى اللى انت بتعمله ده هو ده اتفاقنا مع بعض
رائف باحباط…..فى ايه يا ماما بس انا معملتش حاجة هو اللى بيدخل فى حاجات ملوش فيها
شادى…..هو عايز يساعدك يا ابيه علشان تخف بسرعة
رائف بعصبية….. خلاص بقى بالله عليكم ارحمونى شوية انا مبقتش مستحمل كلام من حد
هدى….. خلاص هنسيبك ترتاح بس حاول يا حبيبى تبطل عصبية
سكت رائف ولم يكن يرغب فى ان يتكلم فالكلام أصبح يوجعه اكثر من السكوت
شادى….صحيح قريبتك يا تيتة عاملة ايه دلوقتى
صفية بأسف…..والله دى تعبانة اوى يا شادى وحالتها صعبة اوى
هدى…..ربما يشفيها دى صعبت عليا اوى فعلا ربنا يشفى كل مريض
شادى…..وبنتها عاملة ايه هى كمان
هدى…. الحمد لله دى طلعت بنت يا شادى الله اكبر عليها ادب واخلاق وتدين وهى عسولة
شادى بمزاح…. حلوة يعنى يا ماما علشان تجوزيهالى وتفرحى بيا
هدى…..هههه بس دى اكبر منك يا شادى
شادى….يا خسارة يا ماما ليه كده تواجهينى بالحقيقة ههههه
هدى….بس انت خلص كليتك الأول يا فالح
رائف……هو بابا فين هو مش كان معاكم فى المستشفى
هدى…. بابا رجع الشركة يخلص شغل مهم
صفية…..انا هطلع ارتاح شوية عن اذنكم
هدى…..اتفضلى يا ماما
اجبلكم حاجة تاكلوها يا حبايبى
شادى….ياريت يا ماما والله انا شايف ديك رومى فى التلاجة ياريت تجبيه نتسلى فيه كده شوية
رائف….هتتسلى بديك رومى بحاله
شادى….هنقنق كده على ما بابا وابيه اكرم ييجوا انت عارف بقى انى بجوع بسرعة
هدى….ههههه خلاص هخليهم يعملولكم شوية ساندوتشات تتسلوا بيها وابعتلكم معاها عصير الفراولة اللى رائف بيحبه
شادى بمزاح…..ياريت يا ماما يكون برميل عصير الجو حر اهى حاجة تطرى على قلب الواحد
ابتسم رائف على كلام شادى فهو لا يمل من المزاح والضحك طوال الوقت
***********************************
فى النادى
كانت تجلس مايا كعادتها مع اصدقائها فى النادى غير مبالية بأحد سوى نفسها فقط
نيللى……يعنى انتى يا مايا مشفتيش رائف خالص بعد الحادثة ولا روحتى اطمنتى عليه لما رجع البيت
مايا ببرود……لا مشفتوش من ساعة ما قالى على اللى حصله وانه ممكن ميقدرش يمشى على رجله
نيللى…..ازاى يعنى ده خطيبك وانتى لازم تطمنى عليه دى الحادثة بقالها حوالى ٣ شهور ده كله ومبتسأليش عليه خالص ليه كده يا مايا
وائل…..يعنى انتى عيزاها تدفن عمرها وشبابها مع واحد مبيمشيش وعاجز انتى هبلة ولا ايه دى تعيش أميرة مش تعيش معاه ممرضة تخدمه
نيللى…..هو انتى مش بتحبيه يا مايا
مايا…… اظن هو فهم دلوقتى ان اللى بينا انتهى خلاص انا مقدرش اتحمل ده كله وانتى عارفة انا مليش فى جو التضحيات ده
نيللى…..دا انتى طلعتى انانية اوى معقولة فى كده
مايا……دا انتى بقى صحيح زى ما قال وائل ان كانت عينك منه
وائل….مش قولتلك مصدقتيش انتى مشفتيش كانت بتبصله ازاى
نيللى…..ياريت تخرس انت يا استاذ لولو بلاش انتى تتكلم أحسن وانت اصلا الواحد يحس انك لا مؤاخذة يعنى متفرقش كتير عن البنات
مايا…..على العموم يا حبيبتى اهو عندك اشبعى بيه انا خلاص مبقتش عيزاه لو عيزاه اتفضليه بالهنا والشفا على قلبك يا روحى
نيللى…..حد قالك انى باخد فضلتك يا مايا انا كان بس صعبان عليه انه حبك وانتى فى اول اختبار ليكى بعدتى واتخليتى عنه ومهتمتيش بحاجة غير نفسك وبس
مايا…..ياريت بلاش الحكم والمواعظ دى خليها لنفسك تنفعك احسن مش انتى اللى هتحاسبينى او توعظينى يا ست نيللى
وجدت مايا هاتفها يرن ولم يكن سوى الشاب المدعو هانى الذى تعرفت عليه مؤخرا واصبحوا اصدقاء
مايا بابتسامة……هاى يا هانى
هانى….انتى فين كده
مايا…..فى النادى مش هتيجى ولا ايه
هانى….. شوية وجايلك يا قمر
مايا…..ماشى تعال بسرعة ومتتأخرش باى
هانى…..باى
نيللى بسخرية……مضيعتيش وقتك سيبتى رائف لقيتى بديل بس يا خسارة البديل اللى لقتيه ميجيش حاجة فى رائف
مايا…..على فكرة انا ابتديت اتخنق منك لو كده بلاها الصحوبية دى خالص انتى زهقتينى
نيللى….على رأيك انا منفعش اصاحب واحدة زيك انانية ومعندهاش دم ولا اخلاق
قامت نيللى وتركت مايا مذهولة من كلامها فمن تكون حتى توجه لها هذا الكلام
وائل……سيبك منها دى بت حقودة وبتغير منك علشان انتى احلى منها
مايا….انا اللى غلطانة انى صاحبت واحدة زيها اصلا
وائل….متفوريش دمك اهى غارت فى داهية
مايا…..فى ستين داهية انا مش عارفة ايه الاشكال دى لاء وكمان عمال تدينى حكم ونصايح
وائل……هبلة اصلها مش عارفة انك أميرة وهتفضلى أميرة على طول غيرة بنات بقى يا ستى المهم متزعليش نفسك انتى
*************************
فى منزل حامد راضى
كانت أروى حزينة بسبب حالة اختها وزوجة ابيها بعكس امها الذى لا يبدو على التأثر بأى شىء فهى لم تفكر ان تقوم بزيارتها مرة على الأقل
أروى……ماما انتى مش هتروحى تشوفى طنط نعمة فى المستشفى
فادية…..واروح ليه يعنى هى بتحبنى اوى اروحلها ولا بطيق تبص فى وشى
حامد…..بس دى تعبانة اوى ومحدش ضامن عمره يا فادية
فادية بلامبالاة….ربنا يشفيها يا سيدى عايز حاجة تانية بقى
أروى…..سچى صعبانة عليا أوى نفسيتها تعبانة خالص بسبب حزنها على مامتها
فادية…..ميصعبش عليكى غالى يا حبيبتى صحيح يا حامد لو نعمة ماتت بنتك هتروح فين وهتعيش فين
أروى…..خليها يا بابا تيجى تعيش معانا هنا مينفعش نتخلى عنها او نسيبها فى محنتها
فادية…..نعم تيجى فين يا حبيبتى ان شاء الله ايه اللى انتى بتقوليله ده يا بت انتى
حامد…..ريحى دماغك يا فادية ومتخافيش اوى كده نعمة موصيانى لو جرالها حاجة انى اخلى خالة نعمة تاخد سچى تعيش عندها
فادية….خالة نعمة مين دى كمان
حامد…..دى خالتها الوحيدة وهى موصياها على سچى انها تخلى بالها منها لو جرالها حاجة
فادية باطمئنان……طيب اذا كان كده ماشى
أروى باستهجان….ارتحتى لما سمعتى انها مش هتيجى هنا مع ان ده بيت ابوها واولى بيها
فادية…..بيت ابوها مين يا عنيا ده بيتى انا وانتى بقيتى تقلى ادبك احترمى نفسك احسن ما اربيكى من اول وجديد
*********************************
فى المستشفى
ذهبت ريهام للاطمئنان على سچى ووالدتها بعد ان علمت انها محجوزة فى المستشفى بسبب تدهور حالتها الصحية
ريهام….الف سلامة عليكى يا طنط نعمة ربنا يشفيكى يارب
نعمة….الله يسلمك يا بنتى
ريهام…..عاملة ايه يا سچى دلوقتى
سچى…..الحمد لله نحمد ربنا يا ريهام
ريهام…..انا لما عرفت جيت اطمن عليكى وكمان افرحك ان النتيجة طلعت
سچى….بجد وعملنا ايه فى النتيجة
ريهام….. الحمد لله يا سچى نجحنا
سچى…..والتقدير ايه يا ريهام
ريهام…. التقديرجيد جداً لينا احنا الاتنين
سچى…..الحمد لله الف حمد وشكر ليك يا رب الحمد لله
نعمة….الف مبروك يا حبايبى عقبال التخرج ان شاء الله
ريهام…تسلمى يا طنط وربنا يشفيكى يارب ويعافيكى
نعمة…..تسلميلى يارب
بعد اطمئنان ريهام عليهم عادت الى منزلها كانت سچى سعيدة بنجاحها ولكنها ايضا حزينة على حال والدتها فكل يوم تسوء حالتها الصحية أكثر مما يتسبب فى زيادة القلق والخوف فى قلب سچى فهى لا تتصور ان يأتى يوم ولاترى فيه وجه والدتها الحبيبة
سمعت صوت أذان العشاء قامت توضأت وصلت فرضها كعادتها وبعد ان انتهت سمعت صوت والدتها تنادى عليها
نعمة بصوت منخفض……سچى سچى
سچى….ايوة يا ماما عايزة حاجة يا حبيبتى
نعمة….عايزة اتوضا علشان اصلى انا كمان
سچى….بس انتى مش هتقدرى تقومى انا هجبلك حاجة تتوضى وانتى على السرير ماشى
ساعدتها سچى فى ان تتوضأ وجلست نعمة على السرير وادت صلاتها وبعد ان انتهت نادت على سچى لتجلس جوارها
نعمة….سچى حبيبتى انا عيزاكى تاخدى بالك من نفسك
سچى بقلق…..بتقولى ليه كده يا ماما
نعمة…..انا عيزاكى تسمعى كلام خالتى صفية ماشى يا حبيبتى
سچى….في ايه يا ماما متقلقنيش عليكى والنبى
نعمة…..اسمعى كلامى يا سچى انتى معاها هتبقى فى الحفظ والصون وربنا يا بنتى يكتبلك الخير والسعادة دايما اوعدينى يا سچى انك تسمعى كلامها ولو مت يا سچى ابقى خليهم يدفنونى جنب امى الله يرحمها
سچى بدموع……متقوليش كده محدش هياخد باله منى غيرك انتى يا حبيبتى ان شاء الله ربنا هيشفيكى وتقوميلى بالسلامة
نعمة….. المهم يا حبيبتى زى ما وصيتك اسمعى كلامها ماشى
سچى بدموع….. حاضر يا ماما هسمع كلامها
نعمة بابتسامة رضى……انا دلوقتى ارتحت اناعايزة انام
سچى….نامى يا حبيبتى ولو عاوزة حاجة تنادى عليا
نطقت الشهادتين بصوت منخفض واغمضت عينيها بابتسامة على وجهها وقد أذن الله لها بالرحيل عن هذا العالم
كانت سچى جالسة وهى تبكى وتنظر الى والدتها ولم تكن تعلم ان امها قد فارقت الحياة فهى ظنت انها نائمة ولكن شعور غريب أصابها جعلها تقترب منها وهى تنادى عليها
سچى….ماما ماما
نعمة……………..
سچى بدموع…..ماما ردى عليا انتى مبترديش عليا ليه ماما ماما
ولكن لايوجد رد مسكت يدها وعندما افلتت يدها سقطت يد نعمة على الفراش معلنة ان امها قد فارقت الحياة وصعدت روحها الى بارئها
جرت سچى بصدمة الى خارج الغرفة لتجد طبيب ليرى والدتها وجدت أكرم
سچى بلهفة…..دكتور أكرم لو سمحت تعال معايا شوف ماما فيها ايه
ذهب أكرم معها بسرعة الى الغرفة قام بالكشف عليها وعلى وجهه علامات الاسف ولكنها علمت من تعابير وجهه بانه سيخبرها الأن بما سوف يحطمها
سچى برجاء…..ابوس ايدك بلاش تقول انها ماتت
أكرم بأسف…..انا اسف البقاء لله
سچى…. لااااااء ماما ردى عليا هتسبينى لمين ماما ماما
أكرم…..مينفعش كده لكل أجل كتاب شدى حيلك
قام أكرم بالاتصال على والده واخبره بما حدث فذهب هو وأمه وزوجته الى المستشفى وايضا ذهب والد سچى واختها أروى
كانت سچى كانها مغيبة عن العالم ولا تدرى بأى شىء يحدث حولها فهذه اطول ليلة مرت عليها فى عمرها بأكمله
وعندما اتى الصباح كانوا قاموا بتجهيز نعمة لمؤاها الاخير وتم دفنها بجانب والدتها حسب رغبتها
كانت سچى واقفة كالاموات فهى ترى من حولها وكأنهم أطياف فهى تعلم شىء واحد ان من كانت تنير حياتها قد ذهبت الى غير عودة
بعد ان تم دفن والدتها الحبيبة وذهب الحاضرين جثت على ركبتيها امام قبر امها بعيون باكية فهى تشعر ان روحها قد غادرتها
سچى ببكاء….كده يا ماما سبتينى وانتى عارفة انى مليش غيرك أعيش ازاى فى الدنيا دى من غيرك هسمع مين بيدعيلى اشوف مين بيضحك فى وشى كل يوم الصبح لما افتح عينى الله يرحمك يا ماما ويصبرنى
صفية بحنان…..قومى يا حبيبتى كفاية كده يلا علشان نمشى
سچى….ماما خلاص سابتنى فى الدنيا دى لوحدى
صفية….متقوليش كده انا جنبك وكلنا هنبقى معاكى يا حبيبتى
قضت ايام العزاء بقلب ممزق وروح تهفو الى والدتها وعيون باكية حتى اصبحت بلون الدم
اصرت سچى انها لن تترك منزل والدتها الا بعد مرور شهرعلى الأقل فهى تريد ان تظل مع ذكرياتها مع والدتها وافقت صفية حتى انها ظلت معها فى الشقة حتى لا تكون بمفردها
صفية….العزا خلص يا حبيبتى يلا علشان نروح البيت عندنا
سچى….ممكن بس افضل هنا شوية انا مش هقدر اسيب البيت وامشى دلوقتى ومش همشى من هنا الا بعد شهر
ماهر…..ليه يا بنتى عايزة تقعدى لوحدك ده كله
هدى…..مينفعش تقعدى لوحدك يا حبيبتى
صفية بتفهم…..خلاص سبوها براحتها وانا هفضل هنا معاها لحد ما تبقى مستعدة انها تيجى تعيش معانا
ماهر……ماشى يا امى ولو عايزين حاجة ابقى اتصلى عليا
صفية….ماشى يا حبيبى وانتى يا هدى ابقى ابعتيلى مع السواق هدوم بكرة
هدى…. حاضر يا ماما عن اذنكم
سچى…..مع السلامة ومتشكرة جدا على وقفتكم معايا
هدى….متقوليش كده ربنا يرحمها ويصبرك يا حبيبتى
وبالفعل ظلت سچى فى منزل والدتها هى وصفية لاحظت سچى ان صفية شديدة الطيبة فهى تتعامل معها بكل ود وحب حتى ان سچى احبتها وتعلقت بها جدا فهى لم ترى جدتها والدة امها فعوضتها صفية عن هذا الإحساس
وعندما انقضت المهلة التى كانت تريدها سچى اجتمع كل من حامد وأروى وماهر وهدى وصفية
صفية……لو سمحت يا ابو سچى نعمة كانت موصيانى ان اخد سچى عندى البيت
حامد…..عارف وهى قالتلى قبل ما تموت ووصتنى انى معارضش
صفية…..انا برضو بستأذنك علشان دى الاصول
حامد….عارف يا ست صفية وانا معنديش مانع انها تروح معاكى
نظرت اليه سچى ببرود وجمود فهى لآخر لحظة كانت تتوقع انه سيرفض ان تذهب الى أى مكان اخر سوى بيته
ماهر….وانت برضو لو حبيت تطمن عليها تشرف فى اى وقت
هدى….وسچى هتبقى فى عنينا الاتنين ومتخافش عليها
حامد….عارف انكم ولاد اصول وهتحافظوا عليها
صفية…..خلاص يا حبيبتى جهزى نفسك علشان نمشى
قامت سچى وهى يكتنفها الصمت بلم اغراضها فوالدتها الحبيبة اوصتها ان تستمع لكلام خالتها وهى ايضا لايصح ان تعيش بمفردها ووالدها لم يبذل جهد فى ان يأخذها الى بيته فكل شئ يتساوى فى نظرها الآن
تأخرت فى غرفتها دخلت صفية لترى لماذا تأخرت كثيرا فى غرفتها
صفية……ايه يا حبيبتى اتأخرتى ليه
سچى بهدوء…..خلاص انا خلصت هو ممكن اخد قطتى معايا ولا حضرتك تضايقى
صفية بابتسامة……لاء يا حبيبتى دا انا حتى حبيت مشمشة خالص خلاص هاتيها معاكى
قامت سچى بوضع قطتها فى قفص صغير خاص بها حتى تأخذها معها الى ذلك المنزل التى لا تعلم حتى الآن كيف ستعيش فيه ؟
************************
كانت سچى تجلس بجوار خالة امها فى السيارة كانت تنظر من شباك السيارة كأنها تنظر إلى المجهول فكيف ستذهب وتعيش مع هؤلاء الناس وهى لم تعرفهم سوى من مدة قصيرة وجدت صفية ممسكة بيدها وكأنها تواسيها فهى تعرف ماذا تشعر به الآن
ماهر…….انتى هتنورى البيت يا سچى
سچى بصوت منخفض…… شكراً
هدى…..انتى هتبقى بنتى اللى مخلفتهاش انتى متعرفيش كان نفسى قد ايه اخلف بنت بس ربنا اراد يرزقنى باولادى الثلاثة فأنتى هتعوضينى احساس ان يكون عندى بنوتة
صفية بمزاح…..دى هتعمل جو حلو بدل الخناشير اللى احنا عايشين معاهم يا هدى
ماهر….كده يا امى احنا خناشير
هدى…..هى متقصدكش انت تقصد ولادك
ابتسمت سچى رغما عنها فهى شعرت ببعض الراحة من كلامهم وهم يبدو عليهم الطيبة
وصلوا الى المنزل استغربت سچى من فخامة البيت فهى لا تعلم انهم اثرياء لهذه الدرجة فهم يتعاملون بتواضع شديد
هدى…..نورتى البيت والدنيا كلها يا حبيبتى
سچى….. شكراً لحضرتك
صفية…..اتفضلى ادخلى يا سچى
دخلت سچى المنزل وهى تشعر بان حياتها ستتغير لا تعلم سر هذا الإحساس المسيطر عليها
وجدت فى الصالة أكرم ومعه شاب اخر اصغر منه
أكرم…..ازيك يا انسة سچى تيتة وحشتينى
صفية…..وانت كمان وحشتنى يا حبيب تيتة
سجى….الحمد لله يا دكتور
شادى بضحك…..ايه ده انسة ودكتور انتى قوليله يا اكرم وانا معنديش مانع انك تقوليلى يا واد يا شادى عادى كده يا صفصف تسيبينى شهر بحاله
صفية…..ادينى رجعت اهو يا روح صفصف
ابتسمت سچى على كلامه ونظرت إلى الارض من خجلها بسبب كلام شادى
ماهر….فين رائف
أكرم…..فى اوضته جوا
هدى…..عمل حاجة تانى فى الدكتور النهاردة يا شادى
شادى…..كسفه واحرجه بس غير كده معملش حاجة تانى
صفية…..وانت عايزو يعمل ايه تانى
أكرم……انا الصراحة خايف الدكتور يزهق وميرضاش ييجى تانى دا اشتكالى كتير من عصبيته
كانت سچى واقفة لا تفهم شئ مما يقولونه فمن يكون رائف؟ وماذا يفعل ؟وما قصة الدكتور ؟ فخمنت ان يكون الابن الثالث لهذه العائلة فهى تعلم من هدى ان لديها ثلاثة ابناء وربما يكون رائف الاخ الصغير لأكرم وشادى
اثناء كلامهم انفتح باب احدى الغرف وخرج منه شاب يستند بثقل على عكاز رأته سچى ولكنه لم يكن شابا صغيرا بل انه اكبر من أكرم فعلمت ان تخمينها ليس فى محله فرائف هو الابن الأكبر لماهر وبالرغم من أن أكرم وشادى من ذوات القامة الطويلة الا ان رائف يفوقهم طولا ولكن ماذا حدث له؟وما الذى اوصله لهذه الحالة؟ ظلت تسأل نفسها هذه الاسئلة
اقترب منهم وعلامات الالم والوجع بادية على وجهه وخطواته بطيئة بسبب إصابته
رائف…..اهلا يا انسة نورتى البيت
سچى بتوتر….. ششكراً
فكرت سچى كيف ستعيش فى هذا البيت وبه ٣ شباب فهى لن تأخذ راحتها وستشعر انها مقيدة فماذا تفعل؟
فاقت من افكارها على صوت صفية وهى تتكلم مع زوجة ابنها
صفية…..قوليلهم يا هدى يحضروا العشا بسرعة
هدى……حاضر
ماهر…..هغير هدومى وهاجى على طول
صفية….اتفضلى يا حبيبتى اقعدى ثوانى وجاية
وجدت سچى فى موقف لا تحسد عليه فبالرغم من انها تنظر إلى الارض الا انها تشعر ان هؤلاء الثلاثة ينظرون اليها فركت يدها بتوتر شديد فلو الأمر بيدها كانت فرت هاربة من مكانها وخصوصا ذلك الجالس بكل هدوء وكأنه يراقبها بعينيه التى تشبه عيون الصقر فشعرت بالخوف يسرى فى مفاصلها
شادى بهزار….. إيه يا بنتى انتى مبتنطقيش ليه للدرجة دى وسامتى وحلاوتى توهتك
أكرم…..بطل ياض انت هزارك الرخم ده
شادى…. انا قولت افك القعدة شوية دى عاملة زى مايكون مقبوض عليها في القسم وباين على وشها الخوف
رائف بهدوء…..بس يا شادى أسكت بقى
سمعت صوته العميق الذي يحمل فى نبراته لهجة تدل على انه يجب ان يطاع فيما يقوله فزاد خوفها
سمعوا الثلاثة صوت مواء قطة فاستغربوا فهم لا يملكون قطة فى المنزل
شادى……هو انا سامع صوت قطة ولا دى تهيؤات
أكرم…..يبقى بيتهيألى انا كمان لانى سامع صوتها
رائف…..لاء يا حبيبى انت وهو مش تهيؤات دى قطة بجد
شادى….قطة بجد فين دى
رائف….هناك اهى فى القفص الصغير اللى هناك ده
شادى…هى ماما اشترتلى قطة ولا ايه
سچى بصوت منخفض وبكسوف……دى تبقى القطة بتاعتى انا
شادى……الله انتى عندك قطة اسمها ايه
سچى باحراج…..اسمها مشمشة
ذهب شادى وجلب القفص الخاص بالقطة وقام باخراجها منه
أكرم…..دى شكلها حلو اوى
شادى……اه شوف يا ابيه رائف شكلها حلو ازاى
رائف بطيف ابتسامة…..اه هى حلوة أوى
شادى بطفولية……هو ينفع العب معاها
أكرم…..تلعب معاها ازاى يعنى
سچى…..هى مش واخده على حد غيرى ومش بتتعود على حد بسهولة
أكرم…..شوفت بقى ياريت تسكت وتبطل شغل العيال بتاعك ده
شادى….حاضر ما انا ابن البطة السودا فى البيت ده
هدى….انا بطة سودا يا شادى اخس عليك يا خسارة تربيتى فيك
شادى….انا اقدر اقول كده يا جميلة الجميلات دا انتى قمر
هدى….طب بطل بكش وروح نادى لبابا وتيتة علشان الأكل جاهز
يلا يا حبيبتى اتفضلى
على السفرة
كانت سچى تنظر الى طبقها ولا تأكل سوى لقيمات صغيرة ولكنهم لاحظوا ذلك
صفية…..ايه يا حبيبتى الأكل مش عاجبك
سچى….لا بالعكس الاكل جميل جدا
هدى…..امال مش بتاكلى ليه دا طبقك زى ماهو
شادى…..لو مكلتيش الاكل هاكله انا انا زى التمساح فى الأكل
ماهر…..وبعدين معاك يا شادى
أكرم…..هو الصراحة مش مقصر من ساعة ما سچى جت ومش مبطل رخامة
صفية…..بس محدش يزعل حبيب قلبى ده
شادى…..شوفى مفيش غيرك انتى يا صفصف اللى ليا
هدى….بقى كده
شادى……طب هاتى بوسة يا دودو
هدى…..محدش بيقولى يا دودو غير رائف
لاحظت سچى ان جميعهم يتحدثون ماعدا رائف فهو يجلس بصمت رهيب ولم ينتبه سوى على جملة والدته
وعندما رفع نظره تقابلت عيناها بعينيه فخفضت نظرها سريعا وهى تشعر بسخونة فى وجهها فعقد حاجبيه استغرابا من تصرفها ولكنه تذكر كلامهم عنها انها من النوع الخجول
********************
فى منزل حامد راضى
كانوا يجلسون لتناول العشاء وكانت فادية تشعر بسعادة انها استطاعت ان تتخلص من نعمة وابنتها
أروى…..بس يا بابا كان لازم سچى تيجى تعيش معانا
حامد…..امها وصتنى انى اوافق انها تعيش مع خالتها
فادية….اه يا ترى هيعملوا معاها ايه اكيد هيشغلوها ويطلعوا عينها
أروى….مظنش انهم كدا دا حتى باين عليهم انهم ناس أغنياء
فادية……وانتى عرفتى منين
أروى…….العربية اللى كانوا ركبينها غالية اوى وكمان المستشفى اللى كانت فيها طنط نعمة بتاعتهم
فادية….هما صحيح اغنيا اوى كده يا حامد
حامد…..ايوة خالتها كانت متجوزة راجل غنى وابنها عنده شركات ومصانع
فادية بغيظ…… آه يا بنت نعمة يابنت المحظوظة وهو ابنها ده عنده ولاد
أروى…..انا شفت واحد منهم دكتور على ما اظن اسمه أكرم
فادية….خلاص كلوا وبطلوا كلام مش هنفضل نتكلم عن الست الدكتورة ومزاجها طول الليل
كانت تشعر ببراكين من الغيرة عندما سمعت هذا الكلام فهى كانت تظن ان سچى سوف تعانى فى حياتها بعد موت أمها
************************
فى منزل ماهر زيدان
كانوا انتهوا من تناول العشاء وكانت سچى لا تعرف كيف تخبرهم انها لا تستطيع ان تعيش معهم فى هذا المنزل
صفية……تعالى يا حبيبتى ارتاحى فوق انا خليتهم جهزولك اوضة هتعجبك اوى
سچى…..ممكن اتكلم مع حضرتك شوية
هدى…..فى حاجة يا سچى
سچى…..عايزة اتكلم معاكم شوية على انفراد
دخلت صفية وهدى وسچى الى غرفة لتستطيع ان تتحدث بحرية
صفية….. خير يا حبيبتى فى ايه
هدى….فى حد ضايقك يا سچى ولا حاجة حصلت زعلتك
سچى…..لاء حضرتك ابدا والله
هدى….لو ضايقك هزار شادى وكلامه معاكى انا هخليه يحترم نفسه
سچى….لا والله ابدا دا دمه خفيف ربنا يباركلك فيه
صفية….طب فى إيه يا حبيبتى مالك
سچى…..انا أسفة انا مش هقدر اعيش فى البيت هنا
صفية…..ليه كده يا حبيبتى
سچى….علشان……………………
********************************”
روايه حلوه اوووى بجد يعنى… بس متى هتنزلى الجزء السادس؟
انهرده بأذن الله