روايات رومانسيهرواية لعبة القدر

رواية لعبة القدر للكاتبة شاهندة الفصل السادس

نظر عمر الى البحر الممتد أمامه فى غضب، شعر بأمواجه الثائرة وكأنها تشاركه ثورة غضبه، مازالت كلمات عادل ترن فى أذنيه، ماعرفه منه اكثر من كاف لايقاظ شياطين الدنيا فى قلبه، انه يفسر الكثير من المشاعر التى تنتابه تجاه مريم ويفسر تلك الأحلام التى كان يحلم بها والتى لم تكن سوى انعكاس لليلة زفافهم، تلك الليلة التى انمحت من ذاكرته ولكنها لم تنمحى من عقله الباطن. أدرك الآن لماذا يعرف عنها الكثير من الأشياء كرائحة عطرها ولون شعرها الحريرى الأصفر وطعم قبلاتها فلقد كانت زوجته ليوم واحد، بل ليلة واحدة، شعر بالغضب منها، كيف استطاعت أن تخفى عنه الحقيقة، كيف استطاعت ان تخفى عنه سيف؟

سيف ابنه الذى كاد أن يموت وهو لا يعرف عنه شيئا، كان داخل حجرة العمليات يصارع الموت وهو يظن أنه طفل غريب عنه، ماذا لو، لم يستطيع مجرد التخيل بأنه اوشك على فقد ابنه قبل حتى ان يعلم بوجوده، تذكر كلماتها عن زوجها ونظرة الحنين والعتاب التى كانت ترمقه بها، تذكر انها مازالت تحب زوجها، تحبه هو، وكاد قلبه ان يرق لها ولكنه أبى أن يسامحها، فمهما كانت مبرراتها فما فعلته لا يغتفر، اتجه الى سيارته واستقلها متجها الى عنوانها الذى عرفه من ملفها بالشركة وهو مصمم على شئ واحد سيعيد ابنه الى أحضانه ويجعلها تدفع الثمن.

دارت ملك حول نفسها فى سعادة وهى تقول:
أنا عمة يانااااس، عمة، والله عمة
ابتسم عادل وهو يراها تتصرف كالأطفال ثم قال مشاكسا اياها:
والله ماانا عارف امتى هتكبرى وتعقلى؟
توقفت ملك عن الدوران وهى تقول فى غيظ:
مش هكبر وهفضل كدة، عاجبك ولا مش عاجبك؟
ابتسم وهو يربت على رأسها قائلا:
عاجبنى ياستى وأنا قلت حاجة
ابتسمت ملك وكادت ان تقول شيئا لولا ان قاطعها رنين هاتف عادل فأجابه قائلا وهو يعطيها ظهره:.

ياهلا بالقمر، وحشتينى ياسو
لم يلاحظ ترقرق الدمعات فى عينى ملك وهو يستمع لمحدثته ثم يجيبها قائلا:
اكيد فاضى ولو مش فاضى افضيلك نفسى
سكت مستمعا ثم قال:
تمام، اشوفك ياقمر، سلام
التفت الى ملك مبتسما لتتجمد الابتسامة على شفتيه وتختفى نهائيا وهو يرى دموعها التى تسيل على خديها فقال فى قلق:
مالك ياملك، فيكى ايه؟
نظرت اليه قائلة فى ألم:
انت ايه يااخى، مبتحسش؟
انعقد حاجبى عادل فى دهشة قائلا:
انتى اتجنتتى ياملك؟

أومأت برأسها قائلة:
آه اتجننت، عمايلك جننتنى. من يوم ماوعيت ع الدنيا وانا بحبك
نظر اليها عادل فى صدمة وهى تستطرد قائلة:.

أيوة بحبك، وكل ماكنت اشوفك مع واحدة كنت بتجنن من الغيرة، بس كنت دايما اطمن نفسى، واقول مش مهم انا اللى فى قلبك، قلبك ملكى واكيد فى يوم م الأيام هتحس بية، لكن انت ولا الهوا، لكن خلاص، بجد تعبت، ومعنتش قادرة استحمل، انا عمرى بيضيع وانا مش شايفة غيرك، وانت مش شايفنى ولا حاسس بية، روح ياعادل شوف حياتك، قضيها مع دى ودى، وانا كمان هشوف حياتى، هنساك وهحب من اول وجديد، بس المرة دى هختار صح، سلام، سلام ياابن خالتى.

وغادرته تتبعها عيناه ومازالت علامات الصدمة بادية على وجهه يحاول ان يستوعب كلماتها التى فاجأته، كيف كان بهذا الغباء فلم يلاحظ مشاعرها التى تعدت حدود الأخوة، ملك، تلك الفتاة الشقية الجميلة والتى تربت على يديه، تحبه، وماذا عن مشاعره هو، دائما ما كان يراها كأخت له، يهتم بها، يشاكسها، يراها ملكية خاصة به لا يجرؤ احد على الاقتراب منها، وجودها اقترن دائما بوجوده، فهل مشاعره مثلها قد تعدت حدود الاخوة، كيف يتساءل، اذا لم يكن يحبها اذا لماذا شعر بنار تحرق قلبه عندما قالت انها ستحب من جديد، لم لا يستطيع ان يتخيلها مع شخص آخر، لم؟

أفسح آسر لكرمة الطريق لتدخل الى الحجرة ثم دلف ورائها واغلق الباب فى هدوء قائلا فى برود:
انا هدخل الحمام آخد شاور واغير وبعدين تقدرى تتفضلى، هتنامى ع السرير وهنام انا ع الكنبة
أومأت كرمة برأسها فى هدوء لا يعكس مشاعرها المضطربة وعندما كان آسر متجها الى الحمام استوقفه صوتها الذى قال فى رقة:
آسر
التفت اليها ونظر اليها فى حدة فاستطردت قائلة بعد ان ابتلعت ريقها بتوتر:.

يمكن الفرصة مجتش قبل كدة عشان افهمك اللى بينى وبين يوسف…
قاطعها قائلا فى حدة:
ميهمنيش اعرف حاجة، كل اللى يهمنى انك من انهاردة حرم آسر الغازى، يعنى هتحترمى اسمى غصب عنك
احست كرمة بدمها يفور من الغضب فقالت بحدة:.

انت ايه يااخى؟ايه الجبروت ده، انت لازم تسمعنى، لازم تسمع كلامى حتى لو مصدقتنيش بس اقسم بالله هى دى الحقيقة، انا ابقى صاحبة نور من واحنا لسة عيال صغيرين، بحبها اكتر من نفسى، دى الأخت اللى ربنا عوضنى بيها، ازاى بس أخونها، كل الموضوع انى كنت بحاول اوفق بين يوسف ونور، افهمه هى بتحب ايه وبتكره ايه، مش ذنبى انك فسرت اى حاجة غلط، انا قبل كدة مكنش يهمنى رأيك فية، بس انت دلوقتى جوزى، يعنى غصب عنى حتى لو مش راضية لازم اكون صريحة معاك واحاول ارضيك لانى معاهدة ربنا انى أتقيه فى كل حاجة، واولهم معاملتى لجوزى، وانت بقيت الزوج ده.

نظر اليها آسر وملامحه لاتعكس اضطرابه، هل يصدقها ويصدق تلك البراءة فى عينيها، ام هى فقط بارعة فى التمثيل، مثلها مثل غيرها، لم يستطع ان يحسم رأيه لذا قال فى برود:
خلصتى، طيب ياريت بقى تفهمى انك مش بالسهولة دى تقدرى تخدعينى وياريت بعد كدة تخلى كلامك ده لنفسك ومتحاوليش معايا تانى لأنى مش هصدقك
وتركها متجها للحمام وهى تنظر اليه فى صدمة ثم مالبثت ان عقدت حاجبيها فى ضيق قائلة:
انا وانت والزمن طويل ياأسر.

استيقظ آسر على صوت همسات باكية ففتح عينيه فى هدوء ونظر باتجاه السرير فلم يجد كرمة فجال بنظره فى الحجرة ثم مالبث ان اتسعت عيناه فى دهشة وهو يراها ساجدة تهمس بكلمات باكية لم يستطع سماعها ثم مالبثت ان رفعت رأسها واختتمت صلاتها ثم جلست تدعوا ربها بخشوع، كانت تبدو كالملاك فى ذلك الاسدال، لا يدرى آسر لم خفق قلبه لذلك المشهد، وصورة أخرى تعود لذاكرته وهو يراها بشعرها لأول مرة وهى تخرج من الحمام ليلة أمس، كان أسودا فاحما ناعما ومسترسلا جعلها آية فى الجمال فأعطاها ظهره مشيحا بوجهه عن جمالها الآخاذ وحاول النوم يهدئ من خفقان قلبه، ولكن مشهدها وهى تصلى الآن بتلك الصورة الملائكية جعل قلبه يخفق بشدة، تكاد تقتله دقاته، مسحت كرمة وجهها بيديها والتفتت فالتقت عيناها بعينيه فقالت فى خجل:.

قلقتك، أنا آسفة
لم يرد عليها آسر فاستطردت قائلة:
قوم خد شاور وصلى وانا هحضر الفطار واجيبه بسرعة
استمر آسر على صمته فقامت كرمة وخرجت من الحجرة وعينا آسر تتابعانها وداخله يصرخ قائلا:
انتى مين بالظبط ياكرمة وعايزة منى ايه؟

ابتسمت نور حين وجدت كرمة تدلف الى المطبخ فقالت لها:
ايه يابنتى فيه عروسة فى الدنيا تنزل يوم صباحيتها بدرى كدة؟
ابتسمت كرمة فى خجل قائلة:
آسر صحى وشكله جعان قلت احضر له حاجة خفيفة ع السريع، انتى عارفة انه مكلش حاجة م البوفيه انبارح
ابتسمت نور قائلة:
سيدى ياسيدى، ربنا يهنيكوا ياستى
ازداد خجل كرمة قائلة:
بس بقى يابت انتى وحاسبى خلينى اجهز الاكل بسرعة.

تابعتها نور بعينيها وهى تشعر بأن كرمة تحب آسر، اذا فحياتها ستكون افضل بكثير من حياة نور لأن نور لا تحب يوسف، وتوقفت نور عند تلك الفكرة وتساءلت ان كانت لا تحبه فلماذا اذا تضطرب مشاعرها عندما يكون بجوارها، ولم تشعر بالأمان فقط لمرآه ولم كلما غاب اشتاقت لوجوده، للحديث معه، اشتاقت لابتسامته ومزاحه، لما يدق قلبها بتلك السرعة عندما تفلت منه عبارات الغزل، هل تخطت مشاعرها الصداقة، هل خانت زكرى حازم؟، وتوقفت عند تلك النقطة وعيونها تدمع، نعم هى خائنة فمشاعرها تجاه حازم اصبحت ضعيفة ومشوشة بجانب مشاعرها ليوسف، يجب ان تفيق، يجب ان تسحق تلك المشاعر، يجب ان تحافظ على زكرى حازم، يجب ألا تكون خائنة، يجب.

اصبح الجو مضطربا داخل الفيلا حتى ان الجدة لاحظت ذلك، ولكنها آثرت أن لا تتدخل، قد يبدو من الظاهر أن الأزواج يعيشون بسعادة ولكن من ينظر الى أعينهم يلاحظ الحزن والشرود وكما هى العادة كل يوم يذهب يوسف وآسر ألى العمل فى الصباح الباكر وتجلس كل من نور وكرمة على الأرجوحة فى الحديقة. كل منهما سارحة بأفكارها تتذكر ما كان بينها وبين زوجها فى الفترة الأخيرة من صدام.

كرمة تتذكر عندما صعدت الى الحجرة بالطعام ودلفت الى الداخل فوجدت آسر وقد ارتدى ثيابه كاملة فقالت فى دهشة:
انت رايح فين؟فيه عريس يلبس ويخرج يوم صباحيته؟
التفت اليها قائلا فى برود:
انتى صدقتى نفسك ولا ايه؟لا أنا عريس ولا انتى عروسة، انا مش فاهم انتى عايزة توصلى لايه بالظبط؟وبعدين أنا حر أعمل اللى انا عايزه وقت ما انا أعوزه
نظرت اليه كرمة فى هدوء قائلة:
انت كدة مرتاح؟
عقد حاجبيه قائلا:
أظن واضح انى مرتاح.

اومأت برأسها قائلة فى برود:
خلاص اهم حاجة تكون مرتاح
واتجهت الى الطاولة ووضعت عليها صينية الافطار قائلة فى هدوء:
ياريت بس تفطر قبل ماتخرج، انت مكلتش حاجة من انبارح
كاد ان يتحدث فقاطعته قائلة:
وقبل ماتقوللى انتى مالك هقولك انى قلتلك انبارح انك حتى لو ماكنتش معتبرنى مراتك فانت بالنسبة لى جوزى وهتقى ربنا فيك حتى لو مش بارادتى او رغبتى.

وانصرفت من امامه متجهة الى الحمام تتابعها عيناه فى حيرة ثم مالبث ان اتجه الى طاولة الافطار وتناول طعامه فى هدوء فى حين أغلقت كرمة باب الحمام وتركت لدموعها العنان ثم مسحتهم قائلة فى نفسها:
برده مش هيأس
ونظرت الى صورتها فى مرآة الحمام قائلة فى تصميم:
مش هيأس ياآسر وهفضل أدعى تحبنى زى ما انا حبيتك.

وبالفعل تمر عليها الأيام متشابهة، هى تقوم بواجباتها كزوجة تهتم بمأكله ومشربه وحياته وهو يقابل اهتمامها بكل برود ويسمعها كلماته الغاضبة وهى تتسامح وتتسامح، لكن الى متى؟ ومتى يتقبل حبها؟ فهى أيقنت أنها أحبته منذ ان رأته لأول مرة وكل همها الآن ان يشعر بحبها ويثق بها، فهل سيفعل؟

التقت عينا مريم الزرقاوتان والمليئتان بالدهشة بعينى عمر الخضراوتين الباردتين عندما أجابت على رنين جرس باب منزلها، لم تكن ابدا تتخيل ان تجد عمر على باب منزلها فى هذا الصباح الباكر، تلعثمت قائلة:
أستاذ عمر، عايز ايه، قصدى…
قاطعها عمر قائلا فى برود:
احنا هنقف ع الباب كتير؟
افسحت له الطريق ليدخل قائلة:
اتفضل
تقدم عمر الى داخل المنزل ليلقى عليه نظرة سريعة ثم التفت الى مريم قائلا ودون مقدمات:
فين سيف؟

نظرت مريم الى عينى عمر وأيقنت من ملامحه الباردة أنه قد عرف كل شئ وأنه لن يغفر لها ابدا اخفاؤها سيف عنه. لذا قالت فى هدوء وهى تشير الى باب احدى الغرف قائلة:
دى اوضته وهو صاحى
اتجه عمر الى باب الغرفة فاستوقفته لمسة يد مريم لكتفه قائلة:
عمر
التفت اليها فى جمود وهو ينزع يدها عن كتفه قائلا:
متخافيش يامدام، أنا بس عايزة اشوفه وبعدين لينا كلام مع بعض، كلام كتير أوى.

ثم استدار ليطرق باب الغرفة فى هدوء يخالف مشاعره الثائرة والتى تحثه على ان يضمها الى حضنه ليريحها من قلقها ويشبع لهفة قلبه عليها، دخل عمر الى حجرة سيف فوجده مستلقيا على سريره، ينظر اليه فى براءة، فابتسم عمر فى حنان، فبالفعل ولده سيف هو نسخة مصغرة منه كما قال عادل، قال عمر بهدوء:
صباح الخير
انعقد حاجبى سيف ثم ما لبثت ان لانت أساريره وابتسم قائلا:
صباح الخير، انكل عمر صح؟
رفع عمر حاجبيه فى دهشة قائلا:.

انت تعرفنى ياسيف؟
أخرج سيف صورة من تحت وسادته وهو يقول:
ماما ادتنى الصورة بتاعتك وقالتلى انك اديتنى دم فى المستشفى لما عملت العملية، متشكر قوى ياآنكل.

ابتسم عمر فى حنان. ونظر الى صورته المقطوعة من مجلة السنة الماضية، ليدرك حقيقة جديدة، هى ان مريم كانت تتابع اخباره طوال فترة ابتعادهما، لا يعلم لم شعر بالسعادة لذلك، نظر الى سيف الذى يبتسم بمحبة وشكر مريم فى نفسه لأنها سهلت مهمة دخوله الى قلب ولده كما انه من الواضح انها احسنت تربيته، نظر الى الرسمة التى كان سيف يرسمها قبل دخوله قائلا:
انت بترسم ايه ياسيف؟
نظر سيف الى الرسمة قائلا:.

برسم مامى وهى ماسكة ايدى موديانى النادى زى ماوعدتنى، اول ماابقى كويس واقدر العب
نظر عمر الى عينى سيف قائلا:
وفين بابى ياسيف؟مرسمتوش ليه؟
ظهرت لمحة من الحزن فى عينى سيف أدمت قلب عمر خاصة حين قال سيف:
معرفش ارسمه لأنى مشفتوش قبل كدة، بابى مسافر علطول
قال عمر فى حزن:
وان قلتلك ان بابى رجع من السفر؟
قال سيف فى لهفة:
بجد ياأنكل؟
ابتسم عمر قائلا:
آه ياحبيبى بجد وعاملك مفاجأة كبيرة بكرة كمان
قال سيف فى سعادة:.

انت أحسن واحد فى الدنيا، أنا بحبك أوى ياآنكل
اقترب عمر منه وضمه بحنان قائلا:
وانا مبحبش حد قد ما بحبك ياسيف، أنا همشى دلوقتى وأشوفك بكرة.

وتركه متجها الى باب الغرفة ليغادرها ونظر نظرة اخيرة الى سيف الذى بعث له قبلة فى الهواء فأمسكها عمر وضمها الى قلبه مبتسما ومغادرا الحجرة ليجد مريم تقف بجوار الباب مغمضة العينين، تسيل دموعها على خديها فى صمت وتضع يدها على قلبها، علم انها استمعت الى حديثهم ومن ملامحها ودموعها المتألمة علم أيضا انها تشعر بالذنب لحرمان ولدها من أبيه، كاد ان يضعف ويضمها ليمسح دموعها المتساقطة بشفتيه ولكنه تمالك نفسه فهو لم يغفر بعد، ان مشاعره تتقاسمه مابين رغبته فى ان يتغلب عليه عشقها فيتنفس هواؤها وبين غضبه الذى يخشى عليها منه.

فتحت عينيها لتراه امامها يتأملها فمسحت دموعها فى اضطراب، أفاق من شروده وأشار لها ان تتبعه وقد عادت ملامحه باردة، جلس على الأريكة وقال دون مقدمات:
من بكرة تلمى هدومك وهدوم سيف عشان اوديكوا الفيلا عندى و…
قاطعته قائلة:
بس…
قاطعها فى حدة قائلا:.

من غير بس، أنا هاخد ابنى يامريم أربيه فى حضنى، عايزة تيجى معانا أهلا وسهلا، مش عايزة براحتك، الماضى هنقفل عليه، احنا الاتنين غلطنا ولازم نتحمل نتيجة غلطتنا، بس يمكن غلطك انتى اكبر شوية، انا مكنتش فى وعيى لما غلط، لكن انتى خبيتى عنى سيف وانتى واعية وفى كامل ارادتك…

كادت ان تتحدث لتخبره بأسبابها ولكنها ايقنت ان الكلام لن يفيد فمهما كانت مبرراتها هى الآن تعلم أن خطأها فى حرمان سيف من أبيه، خطأ كبير لا يغتفر، اتجه عمر الى باب المنزل مغادرا وقبل ان يخرج التفت اليها قائلا:
متحاوليش تهربى يامريم، لأنى هجيبك ولو فى سابع أرض
ثم غادر المنزل بهدوء ومريم تتابعه بعينيها متسائلة عما تخبئ لها الأيام القادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى