الفصل الخامس والعشرون(بداية جديدة )
-انتِ بتغيري من رائد يا تمارا ؟!
-قالها عمار وهو بيحاول يكتم ضحكته …بصتله تمارا بغضب وقالت:
-ليه اغير منه إن شاء الله …ايه اللي انت بتقوله ده يا عمار وهغير ليه ؟!
رفع حواجبه وهو بيغيظها وقال:
-معرفش …يمكن عشان بحبه اكتر منك …
وشه بهت وبصتله بزعل وغيرة وقالت:
-انت فعلا بتحبه اكتر مني؟!
ضحك عمار عليها وقرب منها وهو بيبوس رأسها وبيقول:
-يا عبي*طة بضحك عليكي …
مسكته من قميصه وقالت بطفولة:
-يعني انت بتحبني أنا اكتر منه …
ضحك وباسها علي مناخيرها وقال :
-وبحبك أنتِ اكتر مني شخصيا
ابتسمت ليه وحس عمار أن وشها بينور …بينور بالطريقة اللي هو بيحبها …هو عارف أنه آذ*اها كتير وهو مش فخور باللي عمله ابدا …وهيفضل طول حياته يعتذر عن الال*م اللي سببه ليها ..بس عارف ان تمارا متفهمة الا*لم اللي مر بيه …لأنها حاولت تساعده كتير يتخطاه وهو كان رافض …بس المرة دي لا …المرة دي هيمسك ايديها ويعدوا ده سوا …هيجتازوا المرحلة دي بأمان …
-يالا يا روميو هنتأخر يا حبيبي ..
قالها رائد بزهق وهو شايف عمار حاضن تمارا بحب …كان حاسس بالغيرة فعلا لانه اتمني ان هو وحور يكونوا في الموقف ده …حور …قال رائد اسمها بحب وغمض عيونه وهو بيتخيلها معاه …بيتخيل عيونها البنية الجميلة بتبصله بحب …شعرها الطويل اللي بيطير حواليها ..ايديها الحنونة وهي بتلمس كتفه …حضنها ليه …بيتخيل كل حاجة فيها وبيتندم انه اذ*اها …اذ*اها بالشكل ده …كانت بين ايديه وكل حاجة كانت مثالية بس بسبب هو*سه وجن*ونه راحت …
الدموع بدأت تتكون علي عينيه وحس انه بيتخ*نق جامد …
مسح دموعه بسرعة قبل ما تنزل وراح لعمار اللي حاضن تمارا بالشكل ده وشده من الجاكيت بتاعه وقال:
-يالا يا حبيبي …يالا…
بعد عمار عن تمارا وقال بزهق:
-الواحد ميعرفش يتكلم مع مراته في بيته بخصوصية شوية …
شاور رائد علي تمارا وقال:
– ما يا حبيبي.مراتك قاعدة طول اليوم قدامك مش هتمشي متقلقش …يالا انت عشان نلحق ميعاد الدكتورة …
بصتله تمارا بقرف وقالت:
-متروح لوحدك ولا انت لازم تتعب جوزي …
-انا لازم اتعب جوزك
قالها رائد برخامة ..
بصتله تمارا بغضب فضحك رائد …ضر*به عمار علي دراعه وقال :
-واد انت ملكش دعوة بمراتي…
بعدين بس لتمارا وقال :
-معلش يا حبيبتي هروح معاه واكسب ثواب حرام مس*كين …
كانت لسه تمارا بتبص لرائد بغضب ورائد مبتسم باستفزاز …الشخص ده قادر انه يفقدها اعصابها لدرجة انها نفسها دلوقتي تمسكه وتك*سر اسنانه وتش*د شعره …متعرفش هو جايب كمية الاست*فزاز دي من فين …
عمار شاف ان الاتنين ممكن يتخا*نقوا في أي وقت فشاف انه احسن ينسحب هو ورائد …
مسك رائد من دراعه وقال:
-يالا بينا…
ابتسم رائد وقال لتمارا:
-عن اذنك يا مرات اخويا …
وبعدين مشي وهو بيضحك علي شكلها
……………….
في العربية
-متأكد ان الدكتورة دي كويسة ؟!
سأله رائد للمرة العشرين تقريبا …هز عمار راسها بيأس وقال:
-رائد حبيبي دي المرة العشرين اللي تسألني فيها وانا حلفتك انها كويسة وانا ساعدتني كتير …خلاص يا بني صدعتني …اك*تم لحد ما نروح …
-مش كنا روحنا لدكتور احسن يا عمار …كنت مرتاح مع ر*اجل زيي مش س*ت …
اتنهد عمار …هو فاهم رائد …الخطوة دي اصلا صعبة …هو عارف ان رائد غصب عنه بيعترض دلوقتي كتير بس عارف انه هيرتاح مع الدكتورة نيرمين جدا…هي هتقدر تصلح الكلا*كيع اللي جواه…ابتسم عمار بتسلية …نيرمين دكتورة قوية جدا …وهي الوحيدة اللي هتقدر علي رائد …هتقدر تسيطر عليه كويس ….
رفع عمار حواجبه وقال:
-متقلقش يا رائد هي دي اللي هتعدل حالك الما*يل …
بصله رائد بحيرة وقال:
-تقصد ايه معلش ؟!
ضحك عمار وقال بتسلية:
-لا مقصدش.حاجة …
-لا يا حبيبي تقصد …قولي تقصد ايه هتعدل حالي المايل …اوعي تقول هتكهر*بني ؟!
ضحك عمار وقال :
-لا هتعمل الأس*وأ من كده …
ضربه رائد علي كتفه وقال:
-بطل يا عم وانجز قولي هتعمل ايه الولية دي فيا …عمار اقسم لو بدأت تستظرف مش هروح …
-ايه يا دنجوان خايف ولا ايه …عيب عليك بس …
بصله رائد بغيظ وقال:
-انا مش خايف منها …خايف من الطرق اللي هتستخدمها في العلاج يا خفة …يالا انجز قولي هي بتستخدم الكه*ربا …أكيد بتستخدمها …والدليل قدامي اهو شكلك من جلسة واحدة اتهب*دت في نفوخك ورجعت مراتك واهو هتسيب شغلك …
ضحك عمار وقال :
-متخافش يا سيدي …مبتستخدمش كه*ربا لا …بس هي شخصيتها قوية …يعني بلاش تزعلها !!
-كلامك ده خوفني منها اكتر يا عم فيه ايه ؟! مالها يعني بتستخدم أسلوب الضر*ب …
ابتسم عمار وقال :
-حاجة زي كده
بعدين سرع عمار العربية وهو بيضحك علي رائد …نادرا ما يشوف رائد متوتر بالشكل …وادي أخيرا شافه !!!…وكان مستمتع جدا وهو شايفه في الحالة دي …أخيرا هيت*أدب ويتعدل ويبطل مشا*كل ….هو فعلا الفترة اللي فاتت خلاه يفقد اعصابه جدا بسبب مشا*كله اللي مبتخلصش …بس واثق ان نيرمين هيكون تأثيرها زي السحر عليه….
……
وصلوا العيادة…
قعد رائد وهو متوتر مستني دوره وبيبص حواليه بقلق ..أول مرة يروح لدكتور نفسي ومر*عوب جدا من اللي هيواجه …كان بيتمني ان الدكتورة اللي جوا تقدر تساعده في العقد اللي جواه …
…
جه دورهم واتوتر اكتر …كان فعلا هيه*رب بس عمار مسكه ودخله بالعافية ….
دخل رائد اوضة الدكتورة وقلبه بينبض بع*نف …عمار دخل معاه بابتسامة واثقة …وقف رائد وهو بيبص للدكتورة واللي اتصدم انها صغيرة جدا …طولها ميجيش في كتفه حتي …رابطة شعرها ولابسة نضارة وعلي وشها ابتسامة لطيفة …عرف انه هيكون سخي*ف لو خاف منها …دي واحدة متجيش في كتفه حتي …لو زعق فيها هتع*يط….
قعد رائد بهدوء علي الكرسي وقعد عمار وقال بمرح:
-ازيك يا دكتورتنا …ايه المج الحلو ده …جديد …
وراح يلمس المج اللي واخذ شكل الز*ومبي اللي في افلام الر*عب …ضر*بته نيرمين علي ايديه وقالت :
-سيب زغلول في حاله …
قام رائد وقال بتوتر:
-زغلول ؟!زغلول مين هو فيه قط هنا …
بصيتله نيرمين وقالت وهي بتشاور للمج وقالت:
-زغلول المج بتاعي …
كتم رائد ضحكته وقالت:
-انتِ مسمية المج بتاعك زغلول …
-ايوة .
ردت نيرمين ببرود …فضحك رائد بصوت عالي …ضحك متواصل وعمار شغال يض*رب فيه عشان يسكت بس هو مكانش مهتم …كان بيضحك من قلبه فعلا وبيقول بصوت متق*طع من الضحك :
-المج بقا اسمه زغلول …يا حلاوة يا ولاد … قوليلي يا دكتورة الكرسي اللي قاعد عليه اسمه ايه ؟!
بصتله نيرمين بغض*ب وقالت
:-اسمه متعب …
ضحك رائد مرة تانية وهو بيكرر :
-زغلول ومتعب كمان …
بطل ضحك فجأة وبص لعمار وقاله :
-انا استاهل ض*رب الجز*مة اني بثق فيك …
وبعدين طلع من اوضة الكشف …
بصتله نيرمين وقالت:
-ده قليل الذوق يا عمار …
قام عمار وقال بأسف حقيقي :
-انا بجد آسف ليكي يا دكتورة …
وبعدين خرج ورا رائد…
….
في العربية …
-يا بني والله دكتورة شاطرة اديها بس فرصة …
قالها عمار فز*عق رائد فيه:
-دكتورة شاطرة مين يا عم …دي عايزة دكتور يعالجها من العت*ه اللي هي فيه …قال زغلول ومتعب كمان …تعرف المص*يبة اني وثقت فيك انت من دون الناس …
-مالي انا ان شاء الله
-مغ*فل …انت مغ*فل …أصل اللي يتجوز تمارا ويقضي حياته معاها يبقي مغ*فل …
ضر*به عمار علي كتفه فضحك رائد وقال:
-قال زغلول قال …ابقي لما تشوفلي دكتور نفسي تاني …جيب المس*كينة دي معانا واهو تتعالج ونكسب ثواب ..
ضر*به عمار مرة تاني وقال:
-تصدق الدكتورة دي خس*ارة فيك ..يالا او*لع أنا مالي
……………..
في عيادة الدكتور كريم ….
كانت حور بتبص حواليها في العيادة وهي حاسة بالتوتر …قلبها كان بينبض بع*نف …بسبب سفر الدكتورة بتاعتها المفاجئ واللي للاسف هيطول جدا هي رشحت ليها دكتور شاطر …دكتور كريم والنهاردة هتكون أول جلسة ليه معاها …رغم أن الدكتورة طمنتها ان كريم ممتاز جدا وهيساعدها إلا أنها كانت متوترة جدا …ومن غير ما تحس كانت بتخد*ش في ايد نائل اللي كان ماسكها …رفع نائل ايديها وباسها وقال :
-متقلقيش كل حاجة هتكون تمام يا حور. . أنا معاكي …وهفضل معاكي ..
بصتله حور بتوتر وقالت:
-انا متوترة اووي …خايفة أنه ميقدرش يساعدني …
طبطب عليها وهو بيهديها وقال:
-هو لو مقدرش يساعدك نشوف غيره عادي …المهم أنتِ متشيليش هم طول ما أنا معاكِ …
ابتسمت حور ليه وقالت:
-انا بشكر ربنا كل يوم أنك في حياتي يا نائل …معرفش أنا من غيرك كنت هعمل ايه …حقيقي ربنا يخليك ليا …
شد نائل علي ايديها وقال:
-انا اللي بشكر ربنا أنك في حياتي …انتِ انقذتيني من الم*وت …واليأ*س …
ابتسمت بحب ليه ولاول مرة من زمان تحس ان الامور بتمشي في الطريق صحيح …تحس ان الحياة بتبتسم ليهم تاني بعد العذ*اب اللي عاشوه …اللي بينها وبين نائل أكبر من الحب …اللي بينهم عشق ومشاركة ومودة وتفاهم…مفيش حد تفهم حور قد نائل …عشان كده نائل الأقرب لقلبها دايما …هو صديقها وحبيبها في نفس الوقت …
حطت حور راسها علي كتفه وقالت:
-مش.قادرة اوصف درجة حبي ليك يا نائل …أنا بحبك اكتر من أي حاجة …أنا دلوقتي مش خايفة لأنك معايا وعمري ما هخاف …هنتجاوز ده سوا …وانا هرجع زي الأول واحسن كمان وبعدها نتجوز ونعيش حياتنا سوا …نعوض الايام اللي بعدنا عن بعض فيها ومحدش هيقدر يفرقنا …
كان نائل مبتسم وهو حاسس بالسلام في قلبه …هي قدرت تفرحه وتسعده …وجه دوره انه يفرحها …دوره انه يشيل أي ال*م في قلبها….هي اتأ*ذت كتير وجه وقت انها ترتاح ….جه وقت انها تفرح وتحس انها غالية عليه …وده قليل عشان حور …بص نائل لحور وقال:
-بالمناسبة اتصلت بجد سالي …
انتبهت حور ليه فكمل:
-انا مقدرش اساعدها اكتر من كده …حاسس اني مش مفيد ليها كتير …جدها هيفيدها اكتر …هي محتاجة دعم من عيلتها مش مني أنا …عشان كده قولتله كل حاجة. ….
عيون حور دمعت وقالت بصوت مخنوق:
-انت عملت كده عشاني صح يا نائل ؟!عملت كده عشان أنا زعلت من كلامها ؟!أنا مش قصدي أنك تتخلي عنها .
هز نائل راسه وقال ؛
-لا يا حور …صحيح انتِ من ضمن الاسباب اللي خليتني عملت كده …لما فكرت أنك عندك حق تتضايقي …وبالعكس انتِ اتفهمتِ الموضوع وانا لو مكانك مكنتش هتفهم ابدا …بس عرفت ان ده بيأ*ذيكي …وانا مستحيل اشوف حاجة بتأ*ذيكي واعملها …مش هزعل الست الوحيدة اللي بحبها …
ابتسمت ليه حور ووشها نور فكمل نائل.:
-ده طبعا من ضمن اسبابي يا حور …لكن أكيد في اسباب تاني …زي أن سالي بدأت تتأمل أننا نرجع سوا وانا مش عايزة اديها آمل علي الفاضي ده حاجة ممكن تأ*ذيها وحالتها النفسية مهمة جدا في مرضها ده …وكمان احنا هنتجوز وانا هنشغل …فعشان كده قولت ان جدها يبقي معاها افضل وانا هفضل علي تواصل معاه واعرف ايه اخبارها ..أكيد مش هغسل ايدي منها خالص يعني …
بصتله حور وهي حاسه بالفخر …كانت فخورة بيه …وفخورة بنفسها انها حبته.هو ….
مسكت ايديه وقالت :
-انا بحبك اووي…
اتنهدت وكملت :
-سالي عرفت بالموضوع ..
هز نائل راسه فردت بتوتر:
-طيب وايه ردة فعلها ؟! اتقبلت الموضوع ولا زعلت ؟!
اتنهد نائل وقال بتعب:
-هتتقبل أكيد يا حور …هي طبعا زعلت واتكلمت كتير بس هتتقبل …
افتكر نائل ردة فعل سالي واللي كانت عني*فة جدا …
…….
-انت عايز تتخلي عني ؟!
قالتها ودموعها بتنزل …غمض نائل عينيه وهو بيحاول يجمع كلامه مكانش عايز يزعلها وهي في الوضع ده …قرب منها وقال بهدوء :
-انا مش بتخلي عنك …بالعكس انا كلما جدك يقف معاكي …وجود حد من عيلتك جمبك مهم يا سالي …هما هيفدوكي اكتر مني …ومتقلقيش أنا كلمت دكتور …
قاطعته سالي وهي بتضر*به علي صدره وبتقول:
-بتتخلي عني عشان حور مش كده …هي اللي طلبت منك كده …طلبت بأنا*نية أنك تتخلي عني وانا بمو*ت …
مسك نائل ايديها وقال:
-حور مطلبتش حاجة بس أنا حاسس بيها …وانا بحبها ومش عايز أي حاجة تضا*يقها خصوصا كلامك اللي قولتيه ليها لما جات هنا …
-انت انا*ني ..
قالتها وهي بتبكي وقلبها كان بيتع*صر من الأ*لم …فهز رأسه وقال:
-لو هخ*سر حور بسببك يبقي لازم اكون انا*ني يا سالي …
بعد عنها وقال:
-حور اتو*جعت كتير ومش هكون أنا الشخص اللي هيزيد الو*جع عليها …هتطمن عليكِ من بعيد يا سالي لكن مش هتشوفيني ولا اشوفك !!
وقعت سالي علي الأرض وهي بتبكي وقالت بصوت بيتق*طع بسبب العياط :
-حرام عليك …حرام عليك أنا عملتلك ايه ..أنا عايزاك تبقي معايا وانا والله ما هضايق حور تاني …بس متتخلاش عني يا نائل …
قعد نائل جمبها وقال:
-افهميني أنا مش بتخلي عنك….بالعكس انا بساعدك اكتر وجودي مش هيفيدك بحاجة …بالعكس هيض*رك لأنك هتبني امال اني ارجعلك وده مش هيحصل يا سالي …أنا مش هرجعلك …جدك من د*مك وهو اللي هيدعمك …وانا كل فترة اتصل بيه وهتطمن عليكِ اتفقنا …
بعدها قام عشان يمشي فصرخت هي من وراه:
-كل ده بسببها…بسبب حور !!!يارب يجيلها اللي جالي…
رجع نائل من شروده وهو بيتمني أن سالي ترضخ للامر..
………..
ريحت حور علي الكرسي ..عينيها كانت لفوق وكانت مليانة دموع …كانت نفسها تعيط وتصر*خ بس صوته مش بيطلع …حاسة ان حد لافف حبل حوالين رقبتها بيخن*قها جامد …كان الدكتور كريم قدامها …علي وشه ابتسامة هادية وهو بيدرس تفاصيلها …دكتورتها كانت عندها حق دكتور كريم كان هادي خالص ومراعي جدا وضعها …محاولش يض-غط عليها عشان تتكلم …ورغم انها مش أول مرة تروح لدكتور نفسي والمفروض تكون عارفة الوضع كويس لكن هو كان صبور بشكل كبير …مفكرش حتي يستعجلها ….
بصتله حور وقالت بتوتر:
-معلش محتاجة دقايق عشان اقدر اتكلم …رغم اني مش جديدة في العلاج النفسي …بس صدقني نسيت اهدي نفسي واتكلم ازاي ….
ابتسم ليها دكتور كريم وقال:
-خدي وقتك أكيد أنا مش مستعجل …انتِ مستعجلة ؟!
عيون حور لمعت بالدموع وقالت:
-انا نفسي اتعالج …بجد نفسي …تعبت من اللي انا فيه واهلي تعبوا مني …خطيبي تعب…الكل تعب وانا بدل ما اساعدهم واتعالج …بقيت ع*بأ عليهم …
-اهلك وخطيبك حسسوكي أنك عبأ في يوم من الايام ؟!
قالها الدكتور كريم بجدية …هزت حور راسها وقالت وهي بتمسح دموعها اللي نزلت وقالت:
-خالص …اهلي دايما كانوا في ضهري …بابا كان دايما في ضهري دايما بيساعدني …عمره ما مل ابدا …اهم حاجة عنده اني ابقي كويسة …بس هو صعبان عليا …أنا بقيت حمل تقي*ل عليا …أنا نفسي اخف…نفسي اتعافي…نفسي اشيل الذ*نب اللي انا شايلاه علي ضهري ده …حاسه اني بتخ*نق …حاجة لافة حوالين رقبتي يا دكتور …أنا مش طبيعية …عارفة كده كويس …بحاول ابين اني طبيعية بس لا أنا مش كده …أنا عملت ذ*نب كبير …الذ*نب ده لسه مأثر عليا لحد دلوقتي …أنا د*مرت حياة الكل …بابا بيقول اني مليش ذ*نب …وانا عارفة كده لان اللي حصل …حصل وانا وصغيرة …لكن يا دكتور مش عارفة حاجة جوايا بتقول ان الغلط غلطي وبس …حاجة جوايا خا*نقاني وجايبة اللوم عليا …أنا مش عارفة أعيش حياتي وانا طبيعي …مش عارفة افرح بأي حاجة …من وقت من رجعت من حاد*ثة الخ*طف اللي حصلتلي والذكريات مش راضية تسيبني …
-طيب براحة وقوليلي أي نوع من الذكريات …
قالها الدكتور بهدوء وهو بيدفعها تتكلم …الدكتورة بتاعة حور قالتله علي حالتها بالتفصيل …بس هو حب انها تتكلم وتطلع كل اللي في قلبها…كده احسن ليها…
دموع حور بدأت تنزل وقالت بصوت مخن*وق وبيتق*طع:
-انا قت*لت امي …
مبانش علي كريم أي حاجة فكملت حور وهي بتبكي بصوت علي وصوتها بيتق*طع:
-انا والله ما كان قصدي أعمل كده يا دكتور …أنا كنت صغيرة وقتها اللي فاكراه اني مسكت السك*ينة وكنت بلعب بيها …امي حاولت تاخدها مني بس جريت منها وبعدين حدفتها ليها …
سكتت وهي بتكمل عياط…..كانت بتعيط بصوت عالي أقرب للص*راخ …كان كريم بيبصلها بشفقة فكملت هي:
-الد*م كان بينزل علي الأرض جامد …أنا كنت قاعدة مصدومة جمبها…لسه حاسه بسخونة د*مها علي ايدي …اليوم ده مش راضي يروح من بالي …وعذ*اب الضمير برضه مش بيروح من بالي يا دكتور …أنا فعلا فقدت الامل اني ارتاح …أنا عايزة اخف للأبد …مش عايزة احس بالحزن والخن*قة دي كلها …نفسي ابقي طبيعية ….
-بتزوري قب*ر مامتك.يا حور ؟!
قالها دكتور كريم بهدوء …
بهتت حور وبدأت تترعش ودموعها بتنزل …هي عمرها ما زارت قب*ر والدتها …عمرها ما جاتلها الجراءة دي…
هزت حور راسها وقالت:
-مكانش عندي الشجاعة أعمل كده …
رد الدكتور كريم بهدوء:
-يبقي زيارة قب*رها هتبقي من خطواتنا عشان نبقي احسن …اتفقنا ؟!
يتبع
#لم_اكن_يوما_سجينتك
#سولييه_نصار
الفصل السادس والعشرون (غفران صعب المنال)
في بيت نورا ….
جاب حسام جوزها عمر وميرا في محاولة انه يصالح بينهم …
….
كان حسام قاعد بين عمر اللي بيبص لميرا بحب وندم وميرا اللي باصة في الارض ورافضة تبص في وش عمر اصلا …اما نورا فهي كانت بتبص لعمر بكر*ه كأنه ق*تل عيلتها !!!…
نغ*زها حسام في كتفها وقال بصوت واطي:
-اعدلي وشك احنا جايين هنا نصالحهم …
ردت نورا بصوت واطي:
-انا مش عايزة اختي تعيش معاه تاني …ده اذ*اها …
-نورا دول بينهم اطفال …حرام عليكي خليكي محضر خير …ده الراجل هيمو*ت علي اختك …كلمني كتير واترجاني ميت مرة عشان اساعده واكلم اختك المستبدة دي …
بصتله نورا ببرود وقالت:
-كلكم صنف وا*طي والله …
نغزها مرة تانية في كتفها وقال:
-لمي لسانك يا نورا …متنسيش اني جوزك …بعدين احنا جايين نحل المشكلة ما بينهم مش نتخ*انق …خليكي محضر خير …
بصتله نورا ببرود وقالت:
-طبعا عشان راجل زيه بتدافع عنه وناسي قه*رة اختي …
-والله أنا مش شايف حد مقهو*ر غير الراجل المسكين ده …د*مرتوه انتِ واختك …الله يكون في عونه بجد …وخلي اختك تلم الدور شوية هي معاها عيال منه …عشان خاطر عيالها علي الأقل …معلش تسامح المرادي …
هزت نورا كتفها وقالت:
-القرار بإيديها أنا مليش دعوة …
نفخ حسام بضيق وعرف ان مراته مش ناوية تساعد انهم يتصالحوا …هو عارف نورا قد ايه بتحب ميرا وبتزعل عليها …وعارف دلوقتي ان عمر محتاج معجزة عشان ميرا تصالحه لانه عارف قد ايه مراته واختها عندهم عند الدنيا كأنه ورثهم الوحيد …
بص حسام لعمر اللي شكله شاحب وحزين وقلبه وج*عه عليه …قد ايه هو مس*كين وقع تحت ايد اللي مبيرحمش …وقرر انه لازم يسانده في القعدة دي لحد ما يقدر يلين دماغ ميرا …
-انا جبتكم النهاردة عشان نتكلم بجد شوية …مش كفاية يا ميرا بقا …عمر عرف غل*طه …سامحيه عشان خاطر ولادك بلاش ته*دمي بيتك …
بصت ميرا ببرود علي عمر وقالت:
-مش أنا اللي هد*مت بيتي يا حسام …البيه هو اللي عمل كده فينا وش*تتنا …راح غد*ر بيا واتجوز عليا …فقولي يا حسام مين فينا اللي هد*م البيت …
بلع عمر ريقه وقال:
-عارف غل*طي وندمت والله وبطلب فرصة تانية يا ميرا …
هزت ميرا راسها ودموعها الغبية بدأت تتجمع في عينيها وقالت :
-وانا مش قابلة ندمك ولا اسفك …مش قابلة منك حاجة …لاني مخ*نوقة منك ومج*روحة بسببك …أنت عارف عملت ايه فيا …أنت د*بحتني يا عمر …اكتر انسان وثقت فيه د*بحني وشافني وانا بنز*ف ببرود …شافني.بمو*ت ومهموش …قولي بقا ازاي اسامح …اسامح في الخيا*نة ازاي …
اتدخل حسام وقال بهدوء:
-عمر مخا*نكيش يا ميرا …هو اتجوز علي سنة الله ورسوله وده حقه…
قامت ميرا وصر*خت فيه:
-وكمان حقي اعرف …
صرخت ميرا بقه*ر وبعدين بدأت تبكي وتقول بصوت مخنوق:
-حقي اعرف واختار اكمل ولا لا مش من حقه او من حق أي حد يسلب مني الحق ده …ليه محدش حاسس بيا …عمري ما اعترف ان ده حقه طالما هو معترفش بحقي آني اعرف واختار اكمل ولا لا …هو كذ*ب وغد*ر …بس طبعا يا حسام انت وعمر عمركم ما هتحسوا بالنا*ر اللي حاسة بيها …عمركم ما هتحسوا بالو*جع اللي في قلبي …لانكم.شايفين انكم انتوا بس اللي عندكم احساس واحنا لا …المهم انكم تنبسطوا واحنا نول*ع بج*از .
مسحت دموعها وقالت لحسام اللي سكت خالص وقالت :
-قولي يا حسام لما بتتكلم علي الحقوق…ليه متكلمتش علي حقي اللي الاستاذ اخده مني …حقي اني اختار ؟!!!
سكت حسام وعمر بس جوا قلب عمر كان ال*م كبير كأنه أخيرا ادرك قد ايه هو اذ*اها !!!
………
……بعد ست أشهر …
-شركتي بدأت تكبر اكتر ….نوبات العي*اط اللي كانت يتجيلي كل يوم بالليل بدأت تخف اووي …اشتياقي لعمر اختفي تماما كأن المشاعر العن*يفة اللي كانت جوايا من ناحيته اختفت تماما …حاجة غريبة صح …أنا في يوم حسيت اني بحب عمر لدرجة ان الحياة من غيره هتبقي جح*يم واختارت انا المو*ت ولا اني ابعد عنه …دلوقتي شايفة حياتي ليها قيمة كبيرة يا دكتور …شايفاها غالية ومستغربة ازاي كنت هض*يعها عشان حب محكوم عليها بالفش*ل…لاني هما كنت بنكر ده …بس عمر محبش الا ميرا …حبها جدا …عرفت اني كنت اختيار غل*ط اتفرض عليه في وقت غل*ط تماما …مش هنكر غل*طه ولا غل*طي ..
احنا الاتنين غل*طنا وبندفع تمن الغ*لط ده …أنا بدفعه بشعوري بالذ*نب.لاني السبب الاساسي في هدم بيت …وعمر بيدفعه ان لحد دلوقتي ميرا رفضاه ومش راضية تسامحه …بس هي هتسامحه بإذن الله …
بصت ميريهان للدكتور كريم ووشها بينور وقالت:
-انا بدأت اصلي …بدأت أقرب من ربنا …عرفت ان مشاكلي كلها هتتحل لما أقرب منه وده اللي حصل …أنا حاسة بسلام نفسي عمري ما حسيته قبل كده يا دكتور … حاسة اني اتولدت من جديد …حاسة ان فيه أمل اكافح في الحياة …..
كان كريم بيبصلها وهو مبهور ..
هي بتتقدم بسرعة …بتعرف اخط*ائها وتصححها …اختلفت كتير عن ميريهان اللي جاتله منه*ارة قبل كده…بالعكس هي دلوقتي وشها بينور من الفرحة …
ابتسامة ميريهان اتوسعت وقالت :
-عايزة اتحجب كمان …عايزة اصلح أي غل/طة في حياتي …مش عايزة اقابل ربنا وانا عاملة حاجة وح*شة …
صوتها اتخنق وبدأت الدموع تتجمع في عينيها وقالت:
-تفتكر ربنا هيسامحني يا دكتور علي اللي عملته…
-ربنا أكبر من أي ذ*نب يا ميريهان واكيد هيسامح …بس انتِ توبتك تكون صادقة …
دموعها نزلت ومسحتها وقالت:
-انا حاسة بالند*م علي كل اللي عملته …بأنب نفسي كتير ونفس ربنا يتقبل توبتي …عارفة ان لحد دلوقتي حياة عمر متبه*دلة بسببي …أنا عشان اعرف حاله ايه سألت زميله في الشغل الجديد …ولما قالي ان مراته مرجعتلهوش لحد دلوقتي زعلت جدا …
تفتكر لو روحت وكملتها تاني هتسمع الكلام ؟!
اتنهد كريم وقال:
-اعتقد أنك عملتِ اللي عليكِ وواثق انهم أكيد هيتصالحوا …فكري انتِ في نفسك …
ابتسمت ليه ميريهان وقالت:
-انا بدأت افكر في نفسي فعلا واحبها يا دكتور …بس فكرة انهم لسه بعاد لحد دلوقتي تعباني يا دكتور …مر ست شهور ..ست شهور وعمر بعيد عن اللي بيعشقها بسببي…أنا مش عارفة ارتاح وانا بفكر في كده …
اتكلم كريم بنبرة متفهمة وقال :
-لا دلوقتي المش*كلة مش*كلة عمر هو مفروض يصلح اللي عمله …يعمل أي حاجة بقا عشان تسامحه …ماشي غلطتي لكن صدقيني جر*حها من عمر أكبر …لانه هو اكتر واحد بتحبه …هي شايفه انه خذ*لها يبقي هو اللي مفروض يصلح اللي عمله …يتشقلب بقا عشان تسامحه مش مهم المهم تسامحه …
-تفتكر هتسامحه؟!
سألته ميريهان وهي حاسة بتقل في قلبها …محتاجة حد يطمنها عشان ترتاح من تأ*نيب الضمير اللي حاسة بيه ده …محتاجة تحس انها اتخلصت من كل الأخط*اء اللي عملتها في حق عمر ومراته …رغم انها بدأت تتحسن الا انها لسه بتشوف نفسها شيط*انة فرقت بينهم ..يعلم ربنا انها بتدعي في كل صلاة انهم يتصالحوا …بتدعي ان ميرا تسامح عمر …بتدعي ان عمر يقدر يداوي قلبها اللي اتجر*ح منه ..
بصت ميريهان للدكتور اللي قال :
-من كلامك عن عمر وحبه لعمر انا متأكد انها هتسامحه .
……….
قدام الاتيليه…
كان نائل وحور ماسكين ايد بعض …قلوبهم بتدق من السعادة وهو بيتأملوا فستان الفرح الجميل اللي قدامهم …أخيرا بعد ست شهور قضتهم حور تتعالج من الض*رر النفسي اللي حصلها قرروا يتجوزوا ….حور اصرت تستني لحد ما تتعافي تماما محبتش تستعجل حتي تأخد وقتها ونائل كان متفهم بشكل دوب قلبها …قد ايه هي بتحب الشخص ده …قد ايه احترمته وحبته اكتر بسبب اللي عمله معاها الفترة اللي فاتت …نائل دايما كان حريص انه يسعدها ….كان بيحترمها ويقدرها…عمره ما حسسها انه متض*ايق بالعكس تماما أي حاجة بينهم كانت بتتحل بالنقاش …نادرا ما بيتخا*نقوا …ولو اتخا*نقوا بيصفوا لسوا بسرعة خالص …مبينموش وهما زعلانين من بعض … نائل بيعرف ازاي يفرحها وهي في عز حزنها …
-ها يا عروسة ايه رايك في الفستان ده ؟!
قالها نائل فابتسمت حور وبصت علي الفستان اللي تصميمه بسيط بس جميل جدا …مكانش منفوش ابدا بالعكس كان بسيط جدا …فستان ابيض بتغطيه فراشات بيضة صغيرة مخلياها زي فساتين الاحلام …كانت عينيها هتطلع عليه …وقعت في حب الفستان ده بسهولة وقالت لنائل:
-حبيته اووي يا نائل …جميل بشكل مش طبيعي …
بصلها نائل وقال بإبتسامة منبهرة:
-انتِ اللي جميلة بشكل مش طبيعي يا حور …جميلة فعلا …انتِ حورية …وواثق أنك هتزيدي الفستان جمال …
احمر وشها من الكسوف وكل الكلام اللي علي لسانها طار خالص بسبب كلامه الحلو …هو قادر في لحظة انه يسكتها بكلامه الجميل زيه….
….
جوا الاتيليه …
-مبروك عليكي .
قالتها صاحبة الاتيليه بابتسامة حلوة …فابتسمت حور وهي بتاخد الفستان ..
حاسب نائل علي الفستان وخرجوا سوا …
-كان نفسي اشوف الفستان عليكي …
قالها نائل وهو عامل نفسه زعلان …ضحكت حور وقال:
-تؤ …عايزة اخليه مفاجأة ليك يوم فرحنا …عشان كده ممنوع تشوفي يا نائل لحد يوم الفرح …
ضحك نائل وهو بيفتحلها باب العربية بتاعته وقال:
-امرك يا هانم….يالا عشان اكلك وبعدين اروحك ..
غمضت حور عينيها وقالت بإبتسامة:
-نفسي اكل همبورجر ..
-بس بس …عيوني ليكي…
وبعدين.ركبت العربية وهو ركب كمان ومشيوا …
من بعيد واحد كان واقف بيراقبهم وعيونه مليانة حق*د
يتبع
رواية ما تخبأه لنا اقدرانا الحلقه 18