15
لو كنت اعرف
الفصل الخامس عشر والأخير
سليم اخد شنطة هدوم ليه و نزل من البيت ، وبعد ما كان مقرر انه هيروح عند شقة سامية اللى فى بيت ابوه ، رجع تانى لقى انها مش ظريفة لو راح لابوه فى اليوم ده بالذات ، فقرر انه ينزل فى اوتيل كام يوم وبعد كده يبقى يروح لابوه
وفعلا .. عدى كام يوم وبعد كده راح لسامية اخد منها مفتاح سقتها فى بيت ابوه بعد ماحكى لها اللى حصل باختصار
ولاول مرة سامية تقول له : احنا كلنا غلطنا فى حق ايمان يا سليم ، بس خلاص ، اللى حصل حصل ، كل اللى تقدر تعمله دلوقتى انك تلحق علاقتك ببنتك قبل فوات الاوان
سليم اخد المفتاح وراح على بيت ابوه ، وكان ناوى انه يطلع على شقة سامية على طول ، لكن لقى ابوه فاتح المكتبة ، فراح يسلم عليه وقبل ما يوصل سمع ضحكة ابوه عالية وممزوجة بالبهجة ، فراح يسلم عليه ، ولما دخل المكتبة لقى محمود قاعد بيضحك وجنبه كمان صفا اللى هى كمان بتضحك جدا بس كاتمة صوت ضحكتها بايدها وهى بتقول له : طب والله يامحمود زى مابقول لك كده
محمود بضحك : ده انتى طلعتى مصيبة يا صفا
سليم دخل وقال : السلام عليكم
صفا قامت بسرعة وردت السلام بابتسامة ترحيب ، ومحمود رد السلام وهو لسه بيضحك وقال له : اهلا يا سليم ..ازيك يا ابنى
سليم بخجل : سامحونى لو جيت من غير معاد
صفا بسرعة : ياخبر يا استاذ سليم … هو فى صاحب بيت يستأذن من ضيوفه برضة
سليم بود : كلك ذوق يا مدام صفا
صفا : لأ ، مدام ايه بقى ، انا يشرفنى طبعا انك تعتبرنى اختك الكبيرة وتقوللى صفا كده على طول
محمود بمرح : ازاى بقى و انتى لسه كنتى بتقولي له يا استاذ
صفا : انا بشيل اللقب بتاعى لانى حابة ده ، لكن انا ما اقدرش اشيل التكليف بتاعه الا لو هو عاوز
سليم بابتسامة : كلك ذوق يا صفا ، وبلاها القاب من اى حد
صفا بسعادة : طب انا هسيبكم بقى واروح اشقر على الغدا ، ولما بجهز ، هرنلكم تدخلوا تتغدوا
سليم : لا معلش … اعفينى انا من الغدا ، مش جعان خالص
محمود كان لمح الشنطة بتاعة سليم فقال لصفا : روحى انتى ياصفا جهزى واحنا هنيجى وراكى
وبعد ما صفا دخلت البيت محمود قال لسليم : ايه الشنطة اللى معاك دى ، رايح … واللا راجع
سليم بابتسامة وجع : ترانزيت يا ابويا
محمود : فى ايه ، وايه اللى حصل بينك وبين ابو ايمان وبنتك يوم كتب الكتاب ، انا مارضيتش اتدخل ، لانك دايما بتتهمنى انى واقف ضدك ، قلت اسيبك تحل مشاكلك بنفسك
سليم نكس راسه فى الارض وقال بخجل : خلاص يا ابويا ، كل حاجة راحت
محمود : تقصد جواز ايمان
سليم رفع راسه وقال له بفضول : انت كنت عارف
محمود : ايوة ، ايمان قالتلى قبلها وعزمتنى على كتب كتابها
سليم بحزن : وحضرت
محمود بابتسامة : انا مش مثالى للدرجة دى يا سليم عشان احضر جواز طليقة ابنى على واحد تانى عادى كده و برحابة صدر ، ماقدرتش يابنى اعاشر خسارتك اكتر من كده ، ما قدرتش اودع اخر امل ليك انك تقدر ترجعلها وانا واقف بتفرج وبهنى
وبعدين اتنهد وقال : انسى يا سليم ، واعتبره درس ليك ، اينعم درس قاسى وقلم بيوجع ، لكن اكيد اتعلمت منه ولسه هتتعلم
سليم هز راسه بالموافقة لابوه من سكات ، فمحمود قال له : انت راجع تعيش معايا ، واللا ايه حكاية الشنطة دى
سليم اتنهد وحكاله على اللى حصل بينه وبين عزيزة من غير التفاصيل اللى تقلل من كرامة امه قدام ابوه ، وقال له انه هيقعد فى شقة سامية لمدة شهرين وبعد كده هيرجع شقته
محمود بقلة حيلة : اللى يريحك يابنى ، بيتك ومطرحك ، الود ودى انت واختك ترجعوا تعيشوا معايا من تانى وناخد بحس بعض كلنا
سليم : تشكر با ابويا
محمود : طب ياللا نشوف صفا عاملة لنا اكل ايه ، وماتقولليش مش جعان ، هتاكل معانا وبعدين ابقى اطلع نام زى ما انت عاوز
وقعد سليم مع محمود فعلا الفترة دى ، واللى اكتشف فيها اد ايه صفا انسانة بتكسب حب واحترام كل اللى بيتعامل معاها
خلال الفترة دى سليم كان بيحاول يكلم امنية ويصالحها ، لكن امنية كانت رافضة تماما انها ترد عليه
فسليم قرر انه يبعتلها رسايل على الواتس اب يعتذرلها ويصالحها وقعد يبعتلها يوميا لحد ما ابتدت تلين وترد عليه ، لكن فضلت رافضة تقابله وتشوفه فترة كبيرة
سليم راح لمصطفى مكتبه واعتذر له على اللى حصل منه وطلب منه انه يسامحه على اى حاجة حصلت ووعده انه مش هيتعرض ابدا لايمان بعد النهاردة ، ومصطفى ولا سامحه ولا ماسامحوش ، لكن رد عليه بجملة واحدة وقال له : طول ما انت عارف حدودك هحترم ده ، لكن غير كده لا
ومشيت الايام لحد مافى مرة سليم قرا خبر على موقع من مواقع الانترنت بيعلن عن خبر زواج رجل الاعمال والمليونير المصرى الكبير يوسف نوار على بنت خاله مديرة فرع احد البنوك المصرية الشهيرة بعد عودته النهائية الى مصر
الخبر كان بيتكلم عن يوسف وحياته وشغله برة مصر ، و ثروته ، وكانوا جايبين صور للفيلا اللى اخدها من برة ، ومعاد الزفاف اللى معمول فى اشهر الفنادق فى مصر
والخبر كان فيه صور ليوسف وايمان اتصورت لهم وقت كتب كتابهم ولامنية وايمان الصغيرة
سليم لقى ان معاد الفرح فى نفس اليوم اللى كان بيقرى فيه الخبر ، وكان عنده فضول شديد انه يشوف ايمان هيبقى شكلها ايه فى الفرح ده
سليم نزل عند ابوه المكتبه وقال له : انت عارف ان فرحها النهاردة
محمود بتنهيدة : ايوة يابنى
سليم : هتروح
محمود : الحقيقة انا اتعزمت من كل الاطراف ، بس مش هقدر اروح
سليم : بس انا عاوز اروح
محمود : وليه يابنى ، هتستفيد ايه ، خلاص بقى
صفا من وراهم : سيبه يروح يامحمود ، و روح معاه
محمود بعتاب : كلام ايه ده ياصفا ، مامنوش فايدة ابدا الكلام ده ، لزمته ايه وجع القلب ده
صفا : سيبه يتاكد ان الباب اتقفل نهائى ، ويتعلم الدرس للاخر
سليم لما سمع كلام صفا بصلها بجمود فقالت له باعتذار : انا اسفة لو كنت اتدخلت فى اللى ماليش فيه ، بس انا بنصح اخويا اللى حسيت بوجعه ، هتروح تحضر ، وهتشوف السعادة مرسومة على الوشوش وجوة العيون ، و يمكن ساعتها تتصالح مع نفسك ، وتبتدى تفصل نصرك من هزيمتك بقى
سليم بعدم فهم : افصل نصرى من هزيمتى
صفا بابتسامة : ايوة طبعا ، على حسب مافهمت انك خسرت وعرفت اسباب خسارتك و ده فى حد ذاته نصر، يبقى تخزن اسباب الخسارة دى فى ذاكرتك عشان ماتكررهاش تانى ، ويبقى كدة استخلصت وفصلت نصرك من هزيمتك … فهمت
سليم بضحك : وكمان طلعتى فيلسوفة ياصفا ، يا بختك يا ابويا
محمود بمرح : قل اعوذ برب الفلق
سليم بضحك يائس : يعنى… هتيجى معايا واللا ايه
محمود بص لصفا بفضول وقاللها : هتيجى معايا
صفا وهى بتنقل عينها بين محمود وسليم : لو عاوزنى اجى معاكم هاجى
محمود بص لسليم اللى قال : الا عاوزين ، انا عن نفسى موافق فمحمود قال : ماشى .. بس على شرط ، هى نص ساعة مش اكتر
…………………
فى الاوتيل كان يوسف لابس بدلته وماسك صحبة ورد ابيض وواقف تحت السلم ، وكان باصص لفوق بسعادة الدنيا كلها وهو متابع بعيونه ايمان وهى فى ايد مصطفى ونازل بيها السلم ، وايمان الصغيرة وامنية حواليهم بسعادة ماتتوصفش
ايمان كانت منزله الطرحة بتاعتها على وشها ، لحد ما مصطفى سلم على يوسف فيوسف رفع الطرحة من على وشها وهو بياكل ملامحها بعنيه ، باس جبينها وبعدين باس ايدها وسلمها صحبة الورد واخدها فى ايده وحواليهم المعازيم والزفة لحد ما وصلوا القاعة
وبعد شوية رقصوا مع بعض على اغنية هادية كل كلماتها عن الحب والهيام اللى بيكوى القلوب ، وطول الرقصة كان يوسف حاضن ايمان ومش مديها فرصة تبعد عنه سم واحد ، واول الرقصة ماخلصت ايمان اتفاجئت بيوسف بيشيلها وبيلف بيها وهى تلقائى حضنته لما عمل كده ولما نزلها باسها تانى من جبينها ، وطول الفرح كان بيهمس لها بحبه وشوقه ليها ، وهى كانت بتنكس راسها بخجل يخلى الكل يخمن فورا هو كان بيقوللها ايه
بعد الرقصة رجع يوسف وايمان قعدوا مكانهم والكل اتفاجئ بان الويتر راح ليوسف واداله ميكروفون ويوسف ابتدى يتكلم فقال : مساء الخير .. انا طبعا بشكركم جميعا على حضوركم ، والعاقبة عندكم جميعا يارب فى المسرات ، انا النهاردة عمرى تلاتة واربعين سنة ، وعلى الرغم من كده فانا بعلن قدام العالم كله ان ده تالت اسعد يوم فى حياتى كلها ، وشاور لايمان الصغيرة اللى راحتله وحضنته وهو بيقول ، دى اول فرحة فرحتها ، ايمان … ايمان الصغيرة ، اللى سميتها على اسم اغلى انسانة فى حياتى كلها ، وبعدين بص لايمان الكبيرة ومسك ايدها وباسها وكمل وقال .. وتانى فرحتى لما ايمان الكبيرة وافقت اننا نكمل حياتنا مع بعض ، والنهاردة تالت فرحتى لان اخيرا هنبقى سوا فى بيت واحد وانا متأكد انها مش هتبقى ابدا اخر فرحة ان شاء الله ، وبالمناسبة دى احب اقدم اول هدية لزوجتى اللى بتمنى من كل قلبى انها تعجبها
وقتها دخل ويتر بيزق قدامه ترابيزة عليها حاجة زى الماكيت لمبنى فخم وشيك اوى
يوسف كمل كلامه وقال وهو باصص لايمان الكبيرة : ايام ما كنا لسه فى الكلية … كنتى دايما بتحلمى انك لما تتخرجى تعملى مكتب محاسبة ، وانا النهاردة بهديكى المقر اللى تقدرى تبتدى تحققى حلمك منه ، المبنى مفروش ومجهز على اعلى مستوى ، وبتمنى لك النجاح والتوفيق من كل قلبى
ايمان الكبيرة كانت دموعها نازلة على وشها وبعد ما يوسف خلص كلام ، ايمان وقفت وهو وقف ورمت نفسها فى حضنه وهى بتشكره وسط تسقيف كل اللى فى القاعة واللى كان عددهم يفوق ال 700 شخص
سليم كان واقف من بعيد فى الضلمة مركز معاهم وشريط ذكرياته مع ايمان بيمر جواه ، وافتكر لما رفض يديها التابلت اللى عجبها ، ضحك بسخرية على نفسه وعلى عقليته لما كان مقتنع بكلام مامته ليه
لقى محمود وصفا جايين عليه ومحمود قال له : مش كفاية كده
سليم باستسلام : كفاية اوى يا ابويا
محمود اخده ومشى ، وكان سليم الحزن والندم باينين عليه اوى فمحمود قال له : لو كنت اعرف انك هتبقى بالشكل ده ماكنتش وافقتكم ابدا على حضور الفرح
سليم : بالعكس يا ابويا ، كان لازم احضر واشوف اللى حصل عشان اعرف وافهم اللى لو كنت عرفته وفهمته زمان … يمكن ماكناش وصلنا لده ابدا
صفا : اوعى تنسى يا سليم ان ده فى الاول والاخر بيبقى نصيب ، بس ربنا بيسبب لنا الاسباب
سليم : عندك حق
محمود : طب ياللا بينا ، تعالوا اعزمكم على العشا
صفا : لا والنبى يامحمود ، انا معدتى تعبانة ومش هقدر احط حاجة فى بقى
محمود : وبعدها لك يا صفا ، انتى بقالك اسبوع على ده الحال
سليم : طب وما وديتهاش للدكتور ليه لما هى بقالها كتير تعبانة
صفا : ياعم انا مابحبش الدكاترة
محمود : طب تصدقى بقى انك هتكشفى بالعافية ودلوقتى حالا ، بصى فوقيكى كده ، اهو … عيادة دكتور باطنة ، ياللا هطلعك عنده
صفا : وهو اى دكتور وخلاص يامحمود ، وبعدين دكتور هنا فى المنطقة دى هيبقى غالى اوى
محمود وهو بيوجهها ناحية العمارة اللى فيها الدكتور : ياللا ياصفا قدامى ومش عاوز كلام كتير
وفعلا طلعوا للدكتور وسليم استناهم فى العربية وهو بيعيد حساباته مع نفسه من تانى لغاية مارجعوا له ، وكانت صفا ساكتة تماما ومحمود عمال يضحك جامد ، فسليم استغرب وقاللهم ، مالكم كده كل واحد فى مود غير التانى ، ايه ، الدكتور قاللكم ايه
محمود بضحك : قاللنا انك هتبقى اخ
سليم سكت شوية يستوعب الكلمة وبعدين انفجر فى الضحك مع محمود صفا كانت ساكتة تماما ، فسليم بص لمحمود وقال له بهزار : والله وعملوها الرجالة ، مبروك يا ابويا … يتربى فى عزك
وبعدبن التفت لصفا وقال لها : وانتى مالك ساكتة كده ، انتى زعلانة واللا ايه
صفا بصتله بخجل وقالت : الحقيقة يا سليم ، انا ماكنتش متصورة نهائى ولا فى حسابى ان يحصل حاجة زى دى ، وطبعا فرحانة وبحمد ربنا ، بس خايفة
محمود : خايفة من ايه بس
صفا : الحقيقة اول ماعرفت كنت خايفة من رد فعل سليم وسامية انهم يعملوا معاك مشكلة
سليم : واحنا ايه اللى فى ايدينا عشان نعمل مشكلة او مانعملش ، افرحى يا صفا ، وماتشيليش هم سامية ، انا هبلغها بمعرفتى
…………………..
يوسف اخد عروسته وسافر اليونان عشان يقضوا شهر العسل ، وامنية وايمان الصغيرة فضلوا مع مصطفى وفاطمة ، وكانوا ابتدوا يستعدوا للدراسة اللى كانت على الابواب
يوسف وايمان كانوا بيعيشوا مع بعض اجمل ايام عمرهم ، وكان يوم بعد يوم يوسف بيعبر عن حبه ليها بشكل جديد ، اليونان كان ليها عبق خاص وسحر خاص ليها بقلاعها ومبانيها الاثرية وناسها القريبين جدا من عاداتهم وتقاليدهم من المصريين
كانوا بيكلموا البنات كل يوم عشان يتطمنوا عليهم ، لحد ما مر على سفرهم شهر كامل وآن الاوان انهم يرجعوا مصر
ايمان وهى بتحضر الشنطة يوسف جه من وراها حضنها وقاللها فى ودنها بعد ماباسها فى راسها : ماتخلينا كام يوم كمان
ايمان التفتت له بضحك وقالت له : انا لو عليا انا ممكن افضل هنا على طول ، بس البنات وبابا وماما وحشونى ، وكمان اجازتى اخرها بعد خمس ايام
يوسف : انتى مش قلتى هتقدمى استقالتك عشان تبتدى تتفرغى للشركة بتاعتك
ايمان بدلع : طب ما انا لازم .. ارجع .. الاول .. من الاجازة .. وبعدين .. اقدم الإستقالة
يوسف ضمها ليه وباسها فى جبهتها بعمق فايمان سألته بفضول : عاوزة اسالك على حاجة بس من غير تريقة
يوسف وهو بيبوسها فى جبهتها تانى : اسألى ياحبيبتى اللى انتى عاوزاه
ايمان : هو انت ليه بتعمل كده
يوسف وهو بيبوسها تانى : بعمل ايه يا حبيبتي
ايمان وهى بتشاور على جبهتها : بتعمل كده ، اشمعنى بتحب تبوسنى من اورتى على طول
يوسف بصلها بحب وقاللها : لان دى بوسة الحب الحقيقية ، بوسة العشق اللى بعيدة عن الشهوات ، بوسة الانتماء يا ايمان
ايمان بفضول : انتماء ازاى بقى
يوسف راح قعد على كرسى وسحبها وقعدها على رجله وهو حاضنها من وسطها وضمها على صدره وقال لها : لما تبوسى ابوكى او امك من اورتهم وراسهم بتبقى بوسة صافية ، بوسة حب من غير غرض
لما ترجعى بلدك بعد سنين غربة كتيييير واول ماتوصلى تسجدى على ارضك تبوسيها بتبقى بوسة اشتياق وحب وعشق من غير غرض تانى ابدا
لما تبوسى بنتك من راسها ، بتبقى برضة بوسة حب من غير غرض
ولما تفكرى هتلاقى انك بتنتمى لكل اللى بتعملى معاهم كده ، وانتماءك ده سبب حبك ليهم وحبهم ليكى ، حب غريزى مزروع جواكى بالفطرة
ايمان رفعت راسها من على كتفه وقالت له : تقصد ان حبك ليا بالفطرة
يوسف بتصحيح : حبنا لبعض بالفطرة ، فتحنا عنينا على بعض ، طلعنا مالناش غير بعض ، ولما بعدنا برضة فى الاخر رجعنا لبعض
………………….
يوسف وايمان رجعوا من السفر على الفيلا بتاعتهم ، ومصطفى وفاطمة راحوا زاروهم وودولهم البنات
قبل ما ايمان ترجع البنك بيوم واحد كان يوسف قاعد فى اوضة المكتب فدخلت عليه ايمان وهى ماسكة فى ايدها ظرف كبير وقالت له : مش هتاخد بقى الورق ده تشيله يايوسف ، احسن خايفة يضيع
يوسف بانتباه : ورق ايه ده يا حبيبتى
ايمان : ورق الفيلا ، كنت بعتتهولى مع بقية فلوس الراجل قبل ماتسافر تركيا اخر مرة .. فاكر
يوسف بفضول لما لقى الظرف مقفول زى ماهو وايمان مافتحتهوش : هو انتى مافتحتيش الظرف
ايمان : لا .. هفتحه ليه
يوسف بضحك : تفتحيه ليه ، واحد باعتلك حاجات وقاللك خليها عندك ، مش على الاقل تعرفى هى ايه الحاجة دى ، ماتفرضى بعتتلك منشورات وبلغت عنك
ايمان بتفكير : اعتقد انى لسه ماوصلتكش لمرحلة الزهق دى عشان تفكر انك تخلص منى بالشكل ده
يوسف خدها فى حضنه وقال لها : ولا عمرك هتوصلينى ، افتحى الظرف يا ايمان وشوفى اللى فيه
ايمان بمرح : اوعى تكون كنت باعتلى فيه مقلب
يوسف بتريقة : ااه حاططلك فبه صرصار
ايمان فتحت الظرف وطلعت منه العقد فقاللها : اقريه كده
ايمان لما قرت العقد ، لقت انه عقد بيع للفيلا باسمها
ايمان باستغراب : ازاى الكلام ده ، وازاى بابا ماقالليش
يوسف : وخالى يقولك ازاى وهو اصلا ما يعرفش
ايمان : مايعرفش ازاى وهو اللى كتب العقود يوميها
يوسف : ركزى ياحبيبتى فى اسم البايع
ايمان بصت تانى لقت البيع من يوسف ليها فقالت له : طب ليه
يوسف : لان ده كان حلمك انتى .. فاكرة
ايمان : كان حلمنا احنا الاتنين ، وبعدين انت لسه كمان عامللى الشركة ، كده كتير اوى يا يوسف
يوسف : مافيش حاجة تكتر عليكى ابدا
ايمان حضنته وباسته وقالت له : ربنا مايحرمنيش منك ابدا ، بس عشان خاطرى كفاية كده
يوسف بحب : ماتشغليش بالك
ايمان : طب قولى قررت ايه فى مشروعك
يوسف : هنزل بكرة ان شاء الله امضى عقود الارض اللى هعمل علبها مزرعة تسمين المواشى ، وبعدين ضحك وقال .. لكن ده مايمنعش انى برضة لازم اعمل محل مأكولات بحرية عشان افضل فاكر
……………………
ايمان استقالت من البنك وابتدت تشرف على مكتب المحاسبة بتاعها اللى الحقيقة كان صرح مش مكتب ، و يوسف كان مخصصلها ميزانية هايلة عشان تساعدها انها تبتدى بقوة ، فصممت انه يدخل شريك رسمى معاها ولما رفض بحجة ان ده هديته ليها ، اقنعته ان اسمه معاها هيبعد عنها اى حد ممكن انه يطمع فيها او يضايقها .. فوافق
وابتدى يبقى عندها عملاء مهمين وليهم وزنهم فى البلد ، وده كان بيكسب مكتبها ثقل وبيديله سمعة هايلة
بعد جوازهم بحوالى خمس شهور ، يوسف جاله تليفون من مكتب المحاسبة بلغوه ان ايمان تعبت ونقلوها المستشفى
يوسف جرى على المستشفى ، لقى ايمان قاعدة فى اوضة الدكتور وهى زى مايكون بتوزن حاجة فى دماغها
يوسف بلهفة : مالك يا ايمان ، الف سلامة عليكى ياحبيبتى ، ايه اللى حصل
ايمان بصتله وهى مبرقة عينها ورافعة حواجبها لفوق باستغراب وقالت له بتعجب : الحق يا يوسف
يوسف : ايه ياحبيبتى بس ، فى ايه
ايمان شاورت على الدكتور وقالت له : الدكتور بيقول انى حامل
يوسف زى مايكون اتجمد فى مكانه مابيتحركش منه غير عينه اللى عماله تروح وتيجى مع تعبيرات وش ايمان اللى اندهاشها ده خلاه مش مفسر رد فعلها الحقيقى
يوسف اخد نفس وقاللها : طب هو انتى زعلانة
ايمان برفعة حاجب : انا هخلف تانى فى السن ده واحنا بناتنا فى العمر ده
يوسف : احنا ماعجزناش يا ايمان
ايمان بصت له ببداية فرحة وقالت : يعنى انا وانت هيبقى عندنا ولاد شايلين اسمنا احنا الاتنين
يوسف ضمها وقال : وهيبقوا اعز ولاد على قلبنا
الدكتور اتنحنح عشان ينبههم لوجوده وقال : مبروك ياجماعة ، بس طبعا زى ما المدام فاهمة ، الحمل فى السن ده بيبقى له تعليمات خاصة
يوسف : كل اللى هتقول عليه هيتعمل المهم انها تقوملى بالسلامة
عدت الشهور وصفا ولدت جابت بنت ، محمود فرح بيها جدا وسماها صفية
وكان دايما يقول لصفا : انتى جيتى صفيتى لى حياتى من كل الهموم ، وصفية هتبقى الامتداد بتاعك
سامية كانت متضايقة فى البداية من حمل صفا لكن اتقبلت اللى حصل بعد كده بسبب طبيعة صفا اللى خلت الكل حبها ، ولما صفا ولدت .. سليم وسامية فرحوا جدا بصفية ، ومحمود وصاهم عليها وعلى صفا ، وقاللهم انهم امانة فى رقبتهم وقت مايقابل رب كريم
سليم اتعرف على مهندسة مطلقة ومابتخلفش ، كانت هادية و جد جدا فى شغلها اتقدملها واتجوزها ، وفهمها ان مهما حصل او كانت الاسباب … ممنوع تماما تروح لمامته من غيره او من غير علمه ، و لما كان بيحب يزور عزيزة كان بيزورها لوحده ويلبيلها كل طلباتها ، بس ماكانش بيسمحلها تتدخل ابدا فى اى شئ يخص حياته ، وهو دايما بيقوللها .. انه اتعلم الدرس خلاص ومش ناوى يكرر نفس الغلطة من تانى
وفى يوم ، سليم اتفاجئ بعزيزة بتكلمه وبتبلغه انها هتتجوز ، ولما ثار عليها ورفض ، قالت له اشمعنى ابوك اتجوز وشاف حياته وخلف كمان ، انا كمان من حقى اعمل اللى انا عاوزاه
سليم غضب منها وقاطعها ، لحد مافات شهرين ، واتفاجئ بامه بتكلمه بتستنجد بيه ، وعرف ان جوزها نصب علبها واخد منها اللى وراها واللى قدامها وبعد كده طلقها ، واتحايلت على سليم ياخدها تعيش معاه لان مابقالهاش مكان
سليم اللى طلع عليه انه كان بيضحك جدا على اللى حصل وفى الاخر اخدها وداها عند خاله اللى مشاركاه فى الارض على مايدبر لها سكن ، وقاللها ان العمارة بتاعته لما تخلص هيقعدها فى شقة فيها ، ولما قالت له يكتبلها شقة باسمها رفض وقاللها انه ماعندوش استعداد انه يضيع شقى السنين على تصرفاتها الغير مسئولة
طول حمل ايمان … كان يوسف مذللها كل حاجة عشان راحتها وسلامتها ، لحد ماولدت ولد زى القمر يوسف سماه يامن وقاللهم انه اختار الاسم ده عشان حروفه من حروف اسم ايمان
وقبل ماتعدى سنة على ولادة يامن كانت ايمان حامل لتانى مرة والمرة دى جابت لهم وداد وبرضة اللى سماها يوسف واللى كان بيستبد برأية بشدة فى تسمية ولاده ، والمرة دى قاللهم ان الاسم ده عشان ولادهم وصلوا الود مابينهم طول العمر
امنية علاقتها ابتدت تتحسن شوية بشوية مع ابوها ، وابتدت تنسى اللى حصل منه ، خصوصا لما اتغير تماما عن كل اللى كان بيعمله ، وابتدى يهتم بيها هى وبس بعيدا عن اى حاجة ليها صلة بايمان وعرفها على مراته اللى امنية حبيتها جدا واعتبرت انها تعتبر نقطة تحول فى حياة ابوها
امنية وايمان الصغيرة نجحوا بتفوق فى الثانوية العامة ، ورغم ان مجموعهم يدخلهم هم الاتنين طب ، الا انهم قرروا انهم يدخلوا تجارة زى ايمان ويوسف ، عشان يشتغلوا مع ايمان بعد التخرج
قصتنا خلصت لحد هنا ، لكن فى حاجات بنحاول نقف قدامها ونفهمها ،
البنى ادم احيانا بيتعرض لمواقف كتير ولما النتيجة ماتعجبوش ، بيندم وبيقول لو كنت اعرف ان ده اللى هيحصل كنت عملت او كنت ماعملتش ، ونسيوا ان رغم اننا احيانا بنغلط بغبى مننا ، لكن برضة اوقات بيبقى فى حاجات كتير بتحصللنا حتى لو كنا نعرف قبلها برضة ماكناش هنقدر نمنعها
وبدل مانقول لو كنت اعرف وابكى على اللبن المسكوب ، فيها ايه لو اتعلم من غلطتى اللى غلطتها قبل كده
مش عيب انى اغلط ، لكن عيب انى اعرف انى غلطان واتمادى
مش عيب انى اغلط ، لكن عيب انى اكرر نفس الغلطة مرتين
مش عيب انى اغلط ، لكن عيب انى اشوف الغلط واروحله برجليا
كلنا بنغلط ، بس اكبر غلطة ممكن نغلطها … اننا نعمل نفسنا اننا مش شايفين
تمت
اترك رد