رواية ليست خطيئتى الفصل السابع و الثامن حلقتين 7/8
ليست خطيئتى .
الحلقة السابعة
……………………
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
تعجب ادهم من جرأة عزت فى الحديث عن شوق زوجة الريس المتولى.
ولم يراعى أنها زوجة ، لأن ادهم رغم تنشئته فى دار الايتام ، الا انه تربى على الخلق والدين والصلاة .
ادهم بغضب ….ميصحش كده يا عزت .
حرام تبصلها او تكلم عنها بالشكل ده .
عزت بسخرية …..حرام ايه يا جدع .
وهى دى وحدة اصلا تعرف الحرام من الحلال .
ولو احنا مبصناش هى هتبص .
وبكرة تشووووف وتقولى .
وكمان ياااسطا دورك جى جى ، ومش هتقدر تقاوم أو تغمض عينيك.
استغرب ادهم من كلامه ومكنش فاهم هو يقصد ايه
بس مردش عليه .
وحس انه عايز ينام من تعب النهار .
مجدى …يلا بينا يا ادهم ندخل ننام .
وكانت الشقة عبارة عن اوضة وصالة وحمام ومطبخ صغير .
الاوضة فيها اربع سراير .
كل اتنين بيناموا جمب بعض.
فنام ادهم ومجدى على سرير واحد .
……………….
وفى شقة الريس متولى …
عاتبت شوق زوجها بقولها “”
ايه اللى اخرك كده يا راجل النهارده ؟
الريس متولى …معلش يا حبيبتى .
كان بس فيه اتنين جداد موصينى عليهم الحاج ناجى اشتغلوا معانا فى المصنع ..
وجبتهم يسكنوا مع العيال اللى تحت .
واهو كله بثوابه والحاج بيدفع اجرتهم .
حدثت نفسها شوق بقولها … جداد !!
.ياترى شكلهم ايه دول ومنين بالظبط ؟
انا لازم اعرف بنفسى .
شووق بلا مبالاة …….وماله يا متولى ..بس متتاخرش تانى عليه .
انا ببقى قعدة طول النهار لوحدى ومستنياك .
متولى …حاضر يا حبيبتى .
شووق ……احضرلك الاكل يا خويا .
متولى…….ياريت ، ده انا هموت من الجوع.
شووق…….بس كده من عنيا الاتنين .
متولى …..تسلم عيونك الحلوين .
وبالفعل تناول طعامه بنهم ،حتى اكتفى وجلس على الأريكة بارتياحية .
وظل يتثائب كثيرا ، ثم غفلت عيناه .
لتأتى شوق قائلة …..ايه انت هتنام يا راجل !
زى كل يوم كده ، ما تفوق وتقعد معايا شوية.
متولى…….لا انا فايييييق اهو بس اعمللنا كوبايتين شاى وانا هصهلل معاكى يا جميل .
شوق…..بس على الله أرجع الاقيك نايم.
متولى…… لا متقلقيش .
وأثناء قيامها بإعداد الشاى ، سمعت شوق صوت التشخير .
فقالت بإنكسار ………..مفيش فايدة فيه الراجل ده .
طول النهار سيبنى وحتى باليل عمره ما حسسنى انى ست ومحتاجه قربه.
وعايزاه زى اى وحدة ست مجوزة .
اعمل ايه هو اللى بيضطرنى لكده.
لو كان بيكفينى مكنتش فكرت فى غيره .
خلاص مفيش فايدة فيه .
وانا نازلة الشقة تحت عشان اعرف مين كمان الصيد الجديد ، يمكن يدخل مزاجى .
سمع عزت صوت طرق على الباب خفيف .
فتحدث ادهم …..انتم منتظرين حد فى الوقت المتأخر ده ؟
عزت بلهفة …….اه مستنيين الصاروخ اللى بيونسنا كل ليلة .
ادهم ……مش فاهم يعنى ايه ؟
عزت …..هتعرف دلوقتى ،متستعجلش على رزقك
هتاخد دورك اكيد.
ثم تابع عزت “”
قوم بس وافتح الباب وانت هتشوف بعينك .
فقام ادهم وفتح الباب ، ودخلت شووق .
فرمقته شوق بنظرة اعجاب ، ولم تنطق ، واكتفت بالنظر إلى ذلك الشاب الوسيم .
ادهم… …مين انتى وعايزة ايه فى الوقت ده ؟
شوق بضحكة مثيرة…….انا الحب يا حلو انت يا حلو .
ثم اقتربت منه وحاولت لمسه ، ولكن ادهم صدها .
حتى كادت أن تقع ولكن لحقها عزت بيديه .
فانفعلت شوق وحدثت نفسها بقولها …..ايه ده؟
انا اول مرة حتى يصدنى كده .
لا ده حكايته حكاية .
ودينى ، ما انا سايباه .
ويا انا يا هو .
ثم قالت بانفعال شديد “‘
انت تعمل كده معايا !!
انت مفكر نفسك مين ؟
بكرة تركع تحت رجلى وانا ساعتها اللى هشوطك بيها .
عزت…..معلش اصله خام ومش واخد عليكى.
بكرة ..يتودك ..
ثم حدث ادهم بقوله ……بقه كده يا أدهم دى الست شوق يعنى الجمال والرقة والحب .
أدهم بغلظة … ..وأنا مالى بيها؟
ومش عارف ازاى ست زيها مجوزة جاية فى نص الليل لشباب قاعدين لوحدهم .
..اتقى الله يا ست .
وروحى يلا مطرح ما جيتى .
شوق بغضب ……انت هتعمل نفسك مستشيخ ولا ايه ؟
لما نشوف يا عم الشيخ ومكنتش تجرى ورايا مبقاش انا شوق .
انا طالعة سلام يا شيخنا .
عزت …ما تخليكى شوية تنسوينا .
ولا اقولك اطلع معاكى انا .
شوق بنفور ……لا خلاص نفسى اتسدت وهطلع اتخمد .
عزت……متزعليش نفسك ده لسه عيل .
شوق…اوف خلاص بقلك سلام ورمت نظرة غاضبة على ادهم .ووشها جاب الوان وطلعت .
ادهم………مين الست هانم دى يا عزت وطلعة فين هى كمان جارتنا ايه الارف ده !
عزت…. ..وطى صوتك .تسمعك .مش كفاية اللى عملته فيها .
دى يا سيدى تبقى مرات ريسك متولى ولازم تهاودها الا تخليه يغضب عليك وتنكرش من اول يوم فاهم.
فيا اخويا ..شوف مصلحتك وبلاش الدور اللى انت عايشه ده .
.محدش يرفض يمتع نفسه وايه ببلاش .
متبقاش قفل ولما تشوفها راضيها بكلمتين عشان أكل عيشك ..ادينى نصحتك وابقى افتكر كده
وانا داخل انام تصبح على خير .
ادهم…….استغفر الله العظيم ..يعنى كمان متجوزة ودمعت عينى ادهم ..ودخل لمجدى وهو حزين .
مجدى……مش قولتلك شكلهم زى بعض كلهم وانا بكرههم كلهم .
هما السبب فى احنا فيه ووصلنا ليه دلوقتى .
ادهم ……والعمل يا صاحبى .
دحنا لسه بنقول يا هادى .
مجدى …..اوعى ترخ وتذكر قوله تعالى ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ).
ادهم ….ونعم بالله .ربك يدبرها .يلا ننام دلوقتى .
………تانى يوم نزل الريس مرسى وخبط على شقتهم
فتح أدهم .وبصله بارتباك وخوف ..خصوصا لمه لمح شوق بتبصله من فوق نظرة انتقام وتوعد ووراها بداية عشق لأدهم .
الريس مرسى….ايه يا عم ادهم من اولها كده ملبستش لسه .
لا الحاج ناجى بيحب المواعيد المظبوطة فى الشغل
أدهم محدثا نفسه … .الحمدلله بيكلم عادى يعنى مفيش حاجة عرفها .
ادهم ..معلش ثوانى اكون جاهز .
الريس مرسى ..تمام يا شباب .
عقبال ماسخن العربية ، تكون جهزتم حالكم .
قدمكم خمس دقايق بالظبط .
فارتدوا جميعا ملابسهم واسرعوا بالالتحاق بالريس متولى .
ونزلوا واحد واحد وأدهم كان اخرهم .
فوجد من يصدر صوتا خفيفا ورائه .
لينظر ورائه فوجد شوق بتغمزله ..فدور عينه بسرعة وجرى يلحق يركب العربية مع زمايله .
شوق بغيظ … .ايه هو الواد ده مش هقدر عليه.
ده انا شوق هوريه وهيجيلى دايب وبكرة نشوف يا ادهم .
..فى المصنع.. بدء أدهم فى تعليم طريقة الشغل وكان مهمته فى البداية تقفيل الملابس وتعبئتها فى الاكياس المخصصة .
وكان ادهم ايده سريعة جداا .يعنى يقفل عشرة فى الوقت اللى زميله فيقفل فى واحد لسه .
وده لحظه الريس متولى وكان معجب بشغله وسرعته جداا .
وعدى الحا ج نادى ..على العمال عشان يشوف مستوى الشغل ويتابع .
وهو بيعدى ومش واخد وكان الونش اللى بينزل البضاعة المطلوبة للمصنع المعبأة فى كيراتين فوق بعض بتستعد تنزل الكيراتين للارض.
والحاج معدى والراجل مش واخد باله فكانت هتقع على دماغه لولا ان ادهم بص فى اللحظة دى.
وشاف انها هتنزل على رأس الحاج فجرى عليه ونده بصوت عالى.
خلى بالك يا حاج ولسه الحاج مش مستعوب فيه ايه؟
كان زقه ادهم وفداه ونزلت على الكيراتين على دماغ ادهم.
واتجمع العمال حواليه يشلوا الكراتين .
ولقوا ادهم مغمى عليه ودماغه اتفتحت ورجله اكسرت
فطلبوله الاسعاف بسرعة وخدوه للمستشفى بأقصى سرعة عشان ينقذوا حياته من الموت .
وصمم الحاج ناجى رغم اعتراض ابنه ايمن انه يركب معاه عربية الاسعاف .
معقولة يا بابا هتركب مع الولد ده !!
الحا ج ناجى ..ده انقذ حياتى يبنى وده اقل واجب
ايمن… .بس ميصحش سيب اى حد من العمال معاه
ده ميستهلش وعادى يعنى لو راح فيها .
ثم تابع “‘
هو انت هتعمله علينا بنى ءادم !!
.ده ميتحسبش علينا .
الحاج ناجى..ايه اللى بتقوله ده دى بنى ءادم زينا زيه.
وانت معندكش قلب وسبنى يلا عشان نلحقه وننقذه سلام .
وركب معاه الحا ج والدموع فى عينيه لانه انقذ حياته من موت محقق لانه راجل كبير ومكنش هيستحمل اكيد لو هو اللى وقع عليه الكيراتين دى .
ووصلوا المستشفى ..ودخلوه على طول عمليات .والحاج واقف مستنى يطمن عليه بره .
وحصلهم الريس مرسى اللى دخل وشاف الحج واقف بره غرفة العمليات وقال…
خير يا حاج ان شاءالله .
اقعد بس استريح. .وان شاءالله يخرج حد ويطمنا عليه .
الحاج ناجى….. يارب يا متولى .
.ده انقذ حياتى وانا اللى كنت غلطان ومش واخد بالى.
وخرج الدكتور ..وجرى عليه الحاج وقال طمنا يا دكتور
الدكتور ..الحمد لله انقذناه ولو كنتوا اتاخرتوا خمس دقايق كمان كان مات .
الحاج ..وهو عامل ايه دلوقتى وحالته ايه طمنى؟
الدكتور..هو عنده ارتجاج فى المخ من اثر اللى وقع عليه مع جرح فى الجبهة تم خياطته وتجميله .
وكمان فى كسر فى رجله مع جرح شديد شوية فركبناله شريحة ومساميروقفلنا الجرح وعملنلاه جبيرة.
الحاج ناجى ..ياه بس الحمد لله انه لسه عايش لو كان حصله حاجة مكنتش سمحت نفسى ابدا.
طب يا دكتور وهيقعد كتير فى المستشفى؟
الدكتور……يعنى ممكن يخرج بعد اسبوع .
بس لازم يستريح خالص لمدة تلت اسابيع وميحملش على رجله وبعدها يجى نفك الجبس ونشوف الوضع بقه طبيعى فيها ولا هيحتاج فترة تانية.
الحج متولى. …وماله يستريح .
.المهم يخف ويرجع طبيعى وانا متكفل بكل مصاريفه بإذن الله .
طيب ممكن ندخل نطمن عليه يا دكتور
الدكتور ..للاسف مينفعش النهاردة عشان هيتحط فى العناية لمدة ٢٤ساعة تحت الملاحظة عشان نطمن وتستقر حالته وتقدروا تروحوا دلوقتى وبكرة ان شاءالله يكون خرج لغرفته وتقدروا تدخلوله وتتطمنوا عليه .
الحاج متولى..يارب يا دكتور .
واستأذن الدكتور ومشى.
الريس متولى..يلا بينا بقه يا حج نشوف شغلنا بدال مش هنقدر ندخله يبقى منضيعش وقتنا ونمشى .
الحاج ناجى ..ولو انى كنت عايز اشوفه واطمن عليه بنفسى ..
بس ما باليد حيلة يلا بينا بس وصلنى للبيت انا اعصابى تعبت ومش هقدر اتابع الشغل .
وعندكم ايمن لو احتاجتم اى شىء .
الريس متولى…. اللى تشوفه يا حاج وجمد قلبك كده والحمد لله انها جت على قد كده وقدر ولطف .
الحاج ….ناجى الحمد لله .
ووصل الريس متولى الحاج ناجى لبيته وهو راح المصنع وتجمع حوله العمال يسئلوا على ادهم اللى قدر فى يومين يكسب حبهم باخلاقه واخيرا بشجاعته وفدى الحاج بنفسه .
ومجدى كان بيبكى واول مشاف الريس متولى جرى وقاله طمنى يا ريس ؟
الريس متولى…..خير يا مجدى ..خير يا شباب هو دلوقتى تحت الملاحظة وبكرة ان شاءالله نطمن عليه وتعملوا دورية فى الزيارة حد يروح وحد يجى .
العمال ..ان شاء الله .ربنا يطمنا عليه.
وعاد متولى للبيت متأخرا كعادته .
شوق بعتاب
….مفيش فايدة كل يوم تأخير يا متولى.
متولى……اسكتى يا شوق .
متعرفيش اللى حصل النهارده انتى!
شوق….ايه يا راجل خير؟
متولى ..الواد ادهم الجديد ده اللى قولتلك عليه .
شوق بفزع …..ايه ماله يخيبه اوعى يكون سرق حاجة.
متولى ..سرق ايه بس ده فى المستشفى بين الحياه والموت.
وهنا انتفضت شوق..بذعر..ايه ليه .حصله ايه ؟
وهنا استغرب متولى. .من خوفها الزائد غير المتوقع ده عشان واحد لسه متعرفهوش
بس يعنى مخدتش فى باله .وقال يمكن قلبها رهيف حبتين .
شوق ..ما تكلم يا متولى حصله ايه ؟
متولى……ده انقذ الحاج ناجى من انه يقع عليه كراتين البضاعة بنفسه ووقعت عليه هو .
.وودناه المستشفى ولحقناه فى اخر لحظة ده كان هيروح فيها ووووو
ولسه بيكمل …راحت قايمة شوق..
متولى..ايه ريحة فين ..مش لسه بكلمك؟
شوق….اه استنى بس لما اعلق على الاكل وجاية .
متولى……اه عندك حق .ده انا هموت من الجوع.
وجريت شوق.للمطبخ ..وهى بتخفى دموعها ..وانهارت لدرجة انها بقت تلطم على وشها من حزنها على أدهم….ودعت ربنا ..يارب انا عارفة انى وحشة وفيه اللى فيه .
.بس انت كريم..نجيه يارب .
حتى ان مكنش ليه .يبقى ليه .ده كويس اوى
..وانا بحححححححبه ..وطلعت الكلمة من غير ما تحس بنفسها وبعدين استغربت
.وقالت ازاى اتعلقت بيه بسرعة كده ؟
.ده كل العيال اللى قبله كان مجرد ارضاء شهوة بس محرومة منها مش حب كده .
ومفقتش لنفسها الا على صوت متولى..ايه يا شوق..كل ده بتسخنى الاكل ؟
.يلا انا جعان اوى.
شوق..اه حاضر انا جيه اهو وغسلت وشها بسرعة عشان ميبنش عليها اى زعل وحضرت الاكل وراحت وعملت نفسها بتاكل بس مش قدرة تبلع اللقمة من قلقها على أدهم .
متولى…تسلم ايديك يا احلى شوق.
معلش بكرة..لو اتأخرت تعرفى انى على اخر اليوم هروح اطمن على الواد ادهم ويارب يكون اتحسن.
شوق ..بصوت ممزوج بالالم مكتوب ..اه ان شاءالله
وغض..متولى فى سبات عميق كعادته كل يوم بعد الاكل
والغريب.
أن شوق منزلتش للشباب كعادتها كل يوم بعد ان ينام متولى بل استمرت تفكر فى حبيب القلب أدهم.
.وكانت تفكر..كيف تستطيع ان تذهب اليه وتطمئن عليه ..؟
عزت….لزميله فى السكن…ايه هى المزة منزلتش النهاردة يعنى …؟
زميله…….هههه يمكن متولى طلع راجل من نفسه النهاردة.
هههههه وضحك الاثنان حتى ناموا.
ولكن مجدى لم يستطع النوم كـ شوق من فرط القلق على صديق عمره وحبيبه أدهم ..وقام وصلى وبكى بين يدى الله عز وجل ان ينجيه ويشفيه .
طلع النهار…وبيلبس الريس متولى..وحولت شوق.تعرف منه فى اى مستشفى ادهم ..من غير ما يحس متولى ولا يفكر .انها عايزة تزوره وفعلا عرفت توقعه بالكلام. وعرفت مكان المستشفى.
بس ياترى هتروح ازاى ؟؟
..وممكن حد يشوفها هناك .من العمال..فتكشف.وتتفضح قصاد متولى.
ده اللى هنعرفه فى الحلقة الجاية بإذن الله .
نختم بدعاء جميل
اللهم استرنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض عليك
ام فاطمة
ليست خطيئتى
الحلقة الثامنة .
………………..
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
الحب ليس بيد أحد ، بل يقذفه الله فى قلوبنا .
ولكن العاقل هو من عرف حقه ، وعلم أن الله مطلع على أفعاله ، وسيجازيه إن لم يتب إلى الله .
لأن ما فى القلب لا يحاسبنا الله عليه ولكن يحاسبنا على أفعالنا .
أعدت شوق الأفطار إلى زوجها الريس متولى ، وانتظرت بفارغ الصبر أن ينتهى منه حتى يذهب إلى عمله .
ليتيح له الفرصة بالذهاب إلى ادهم فى المستشفى لكى تطمئن عليه .
وبالفعل ما أن غادر حتى ارتدت ملابسها ، واحكمت غطاء وجهها حتى لا يراها احد فيعرفها فى المستشفى .
من عمال المصنع .
وسبحان الله ارتدت زى العفاف وهى من العاهرات. وللاسف هذا حال الكثيرين الان .
ممن يتخفون وراء النقاب ، فتجد من اراد ان يسرق اويفجر او يعمل الفاحشة يرتدى النقاب .
ثم للأسف بعد ذلك يلقون اللوم على النقاب انه السبب وراء تلك الجرائم .
وهل العيب فى قطعة قماش ام من يختبئ ورائها ام سنأخذ بذنب قلة منبوذة ملايين من العفيفات يرتدين النقاب .
شووق ..وصلت للمستشفى وسئلت فى الاستعلامات عن أدهم .وعرفت انه خرج من العناية وودوه غرفة لوحده ..فمشت ليها وكان صوت دقات قلبها يعلو صوت خطواتها ..
وكان باب الغرفة مقفول فخبطت بحيث لو حد جوه وجى يفتح الباب تعمل نفسها اتلغبطت فى رقم الغرفة
بس خبطت وملقتش استجابة فعرفت انه لوحده ففتحت ودخلت .
شافت ادهم..نايم زى الملايكة بس راسه ملفوفة بالشاش الابيض ووشه فيه علامات الحادث ورجله متعلقة ومجبسة ..فحزنت لشكله وتقدمت بشويش ليه والدموع تتساقط من عنيها لغاية مابقت قدامه بالظبط وهو مش حاسس بيها .
ونظرت له نظرة شوق ولهفة ..ومحستش بنفسها الا وهى تلامس شفتيه بشفايفها فى قبلة طويلة منها وكأنها تروى نار تشتعل فى قلبها .
تحرك على اثر القبلة ادهم وحاول بصعوبة فتح عينيه وشافها كأنها خيال لا يحدد ملامحها من اثر التعب .
شوق ..بنبرة خافتة .وتلمس بيديها احدهما يده والاخرى تلاعب صدره وتقول ..حمدلله على السلامة يا حبيبى ..الف بعد الشر عليك..ان شاءالله اللى يكرهك.
أدهم..بصوت ضعيف متعب….مين انتى.؟
شوق…..انت مش عرفنى ولا ايه ..انا شوق ؟
أدهم بغضب …..ايه اللى جابك هنا ؟
..امشى اطلعى بره .انا تعبان وفيه اللى مكفينى .
.حرام عليكى .
شوق بحرج …..ادهم..معلش انا غصب عنى مستحملتش اسمع انك تعبان ومجيش اشوفك .
ادهم ..بقلك امشى ارجوكى قبل ماحد يجى يشوفك .
.وتجبيلى مصيبة اكتر من اللى انا فيها دلوقتى .
شوق……حاضر ..يا حبيبى ..ولسه بتوطى عليه تبوسه تانى .
.راح ..قال .ابعدى عنى حرام عليكى اللى بتعمليه ده .
.انا مش عايزة اشوفك تانى انتى فاهمة !
شوق…..انا بحبك ..يا أدهم صدقنى .
ادهم بإنفعال ….بتحبنى !!
.انتى وامثالك ميعرفوش الحب مبيعرفوش غير طريق الهوى والذل.
اللى بيكون نتيجته طفل يفضل طول عمره يتعذب بذنب هو معملهوش والدنيا تخبط فيه ويذله الناس وميبقاش ليه سند ولا ضهر ووحيد زى حالاتى كده.
فمش ممكن ابدا اكرر نفس الغلطة واجيب حد يتعذب زى ما تعذبت انا فى حياتى .
ويفضل طول عمره شايل وصمة حار ، ويتقال ليه أنه ابن حرام ، أو تربية ملاجىء .
ثم تابع بقوله “”
اطلعى برا .
ومش عايز اشوفك تانى ابدا وانسينى خالص وياريت تعرفى ان ربنا شايفك ولغاية دلوقتى سترك فرجعى تانى لربنا قبل ميكشف ستره عليكى وتنفضحى وتفضحى جوزك اللى سترك فى بيته .
انفجر سيل من الدموع من شوق وبكلمات مضطربة …..
اناااااااااا غصب عنى.
انت متعرفش انا عايشة ازاى.مع متولى.؟
وغصب عنى قلبى مش بإيدى وحبيتك فمتصدنيش ..
ولسه بتكلم ..سمعت صوت بره الغرفة. وايد الباب بتتحرك فغطت وشها بسرعة .
وقفت ورا الباب ..بحيث اللى هيدخل ..هيتجه بوشه لادهم على طول وفى لحظتها هى تخرج من غير مياخد باله .
وفعلا اللى دخل كان ..مجدى ومعاه عزت ..وفى لحظة استغلت ان ضهرهم ليها كانت فص ملح وداب وخرجت من غير ما يشعروا بيها .
مجدى بحب …..عامل ايه يا صاحبى .؟
ايه اللى جرالك ده بس ؟
حاسس بإيه دلوقتى ؟
أدهم باطمئنان . ..متقلقش يا مجدى انا بخير الحمد لله .
مجدى ..ازاى مقلقش ؟
وانت كل حاجة فى دنيتى اخويا وصاحبى وكل ما أملك.
ادهم بحب …..يا حبيبى يا مجدى .ربنا يخليك ليه.
ومتقلقش انا زى الفل اهو حتى شوف وحاول يقوم أدهم مقدرش .
عزت……معلش انت لازم تستريح شوية ومتجيش على نفسك .
ومتقلقش من المصاريف ..انا سمعت ان الحاج ناجى متكلف بكل فترة علاجك .
أدهم وهو ينظر إلى عزت …..ربنا يبارك فيه .
وشكرا يا عزت انت كمان على زيارتك عشان تتطمن عليه .
عزت…. .لا شكر على واجب ..انت انسان جميل وشجاع وعارف ربنا عشان كده نجاك.
أدهم ..الحمدلله .
عزت…….يلا يا مجدى عشان نرجع المصنع عشان غيرنا يجى يطمن عليه زى مقال الريس متولى.
وسمع أدهم اسم متولى ..وقلق وخاف عشان لو حس او عرف بل بتعمله مراته وتكون سبب انه يسيب الشغل والسكن وقال فى نفسه ربنا يستر .
وفعلا مشى مجدى وعزت ..وتوالت عليه زيارات العمال عليه طوال اليوم .
واتختمت بزيارة الحاج ناجى ..والريس متولى .
الحاج ناجى بإمتنان……..انا مش عارف اشكرك ازاى يبنى على اللى عملته.
انت انقذت حياتى ..بس وقعت فيها انت واتصبت بسببى وانا حاسس بالذنب ومش عارف اعوضك بإيه ؟
أدهم …… متقولش كده. .
واى حد فى مكانى وشافك كان هيعمل كده .
.ده واجب علينا ..وحضرتك اللى فاتح بيوت ناس ياما.
فربنا يخليك ويبارك فى عمرك .
الحاج ناجى………راجل انت اوى يا ادهم ، وشهم كمان .
ربنا يبارك فيك ، ويسعدك .
ثم تابع بقوله .
انا عايزك بس تستريح خالص ومتشلش هم حاجة ومرتبك هتخده بالكامل الشهر ده.
ومصاريفك كلها عليه لغاية متطلع بالسلامة .
ادهم ..ربنا يجازيك كل خير يا حا ج ويزيدك من نعيم الله .
متولى…….سلامتك يا ادهم.
.شيد حيلك بقه كده بسرعة ومحتاجينك فى الشغل يا ابو ايد تتلف فى حرير .
ادهم..بخجل من متولى..ربنا يخليك يا ريس متولى.
متولى ..مش يلا بقه يا حاج..الوقت اتأخر وعايزين نلحق نروح.
الحا ج..ايوه ماشى….
ثم سئل ادهم ….. محتاج اى شىء يا أدهم؟
قول متكسفش ، انا زى ابوك بالظبط .
ادهم.بحرج ….. سلامتك يا حاج.
ربنا يحفظك بحفظه .
الحاج ناجى …..
.طيب السلام عليكم .
.وهنبقى نيجى نطمن عليك تانى ان شاءالله.
ادهم .
..متتعبش نفسك يا حاج .
الحاج………..متقولش كده ، انت زى ايمن ابنى بالظبط ، وربنا عالم .
وبالفعل غادروا المستشفى .
ووصل الريس متولى الحاج فى بادىء الأمر .
وبعدين هو عاد إلى منزله
واستقبلته شوق بترقب وحولت تعرف منه اخبار ادهم بطرق غير مباشرة عشان تتطمن عليه ولما اطمنت . حمدت الله فى سرها.
ولتانى يوم متنزلش عند الشباب بعد ما ينام متولى.
…… استغرب عزت وقال لا كده الموضوع فيه أن ولازم اعرف فيه ايه مش عوايدها يعنى .
دى كانت جامدة اوى ، اى حصلها ؟
وانا صراحة خلاص ادمنتها ومبقتش اقدر اعيش من غيرها .
…………
وفى اليوم التالى .
تاخر فى النوم قاصدا ، حتى تفوته الفرصة فى الذهاب مع العمال فى سيارة الريس متولى .
وعندما تأكد ، أنهم بالفعل غادروا .
عزم الأمر على الوصول إلى شوق .
وعندما صعد السلم ، سمع مفتاح الباب وهى تغلقه استعدادا للخروج .
وشافها نزلة على السلم ..فجرى دخل شقته عشان يشوف هيه رايحة فين بدرى كده ..وشفها من العين السحرية .
بس استغرب من لبسها و أنها حاطة نقاب بس مرفوع واول موصلت للشارع نزلته .
عزت بسخرية …..ايه ده معقول شووق بقت ستنا الحجة مش مصدق نفسى .
مش معقول مرة واحدة كده يعنى ، ربنا هداها .
ونقاب كمان ، لا كده كتير اوى .
فنزل وراها وشافها وقفت تاكسى فوقف تاكسى .
وخلاه يتابعها ..ولاحظ ان التاكسى بيمشى فى طريق المستشفى .
.ففهم عزت انها رايحة لادهم .
وقال من امتى القلب الحنين ده يا شوق ولا انتى وقعتى فى حبه بجد .
وفعلا ..وصلت لشوق للمستشفى..وعزت وراها وهى مش وخده بلها .
ودخلت على ادهم…وهى بتقول ..حبيبى عامل ايه النهاردة ؟
.انا شايفة ماشاءالله .
وشك حلو ، يعنى اكيد اتحسنت شوية ،مش كده ؟
ادهم بنفور …….انتى تانى !!
.مش قولتلك مش عايز اشوف وشك تانى..
.انتى معندكيش دم اوى كده ليه ؟
.ومش حاسه انك مجوزة واللى بتعمليه ده غلط وحرام.
شوق بحب …..اعمل ايه مش بإيدى
انا ..بحبك يا أدهم بجد صدقنى .
ادهم. بغلظة ……انتى ايه جبلة .مبتحسيش..
..انا عمرى ما هفكر فى وحدة زيك بتبيع نفسها لكل من هب ودب .
شوق بقهر وحزن …..بس كفاية.ارجوك…
اعمل ايه يعنى ؟
بس انت معذور برده ، مش عارف ظروف .
ادهم ….ايه هى الظروف اللى تخليكى تبيعى نفسك كده ؟
شوق ….هقولك يا محترم .
انا اسمى مجوزة على ورق بس ..
.هو يدوبك قعد فترة كويس وبعدين بقينا زى الاخوات ..
ومبقاش حاسس بالنار اللى بتاكل فيه .
ويجى ياكل وينام .
وانا لسه فى صغيرة ومحتاجة اللى يحتوينى ويملى عينى .
ادهم بغلظة …..بالحرام.
.ما كنتى اطلقتى منه وشوفتى حالك واتجوزتى افضل بالحلال .
مش كده .
شوق بسخرية ….أطلق !
مش بقولك انت مش عارف حاجة ولا حاسس بيه .
..لو اطلقت هروح فين؟
انا مليش حد ولا اهل ولا مكان اعيش فيه .
ادهم…مهما تقولى برده .
.مفيش اى مبرر للحرام لان اخرته وحشة صدقينى .
وهو قدامك حلين يا بنت الناس .
يا تعيشى معاه على كده وتصونيه و ترضى بحالك او تتطلقى وتشتغلى لغاية ما يجيلك نصيبك .
بس انتى استستهلتى الحرام وخدتى عليه للأسف .
عشان كده بقولك امشى واياكى تيجى هنا تانى ، انتى فاهمة .
شوق.والدموع فى عينها …..حاضر همشى يا ادهم.
.بس مسيرك تحس بالنار اللى فى قلبى .
ادهم ….انا ياما استحملت النار دى .
وكان قدامى برده طريق الحرام ، بس انا اموت على أن اعمل حاجة تغضب ربنا .
شوق ….وانا غصبا عنى .
وبرده غصبا عن قلبى حبيتك .
وقبل ما تقول امشى .
انا اهو همشى بنفسى .
وفعلا غادرت شوق .
وطلعت شوق ولكن وجدت من ينتظرها بالخارج .
وهو عزت .
فاتصدمت من هيئته ..
وعملت نفسها مش مش واخده لها، عشان هو مش هيعرفها بالنقاب .
بس لقيته بيقولها…ايه حبيب القلب يا شوق عطاكى استمارة ستة ومش عايزك صح .
ثم تابع بقوله ”
ما انتى غلطانة برده ، اخترتى سكة غلط .
ادهم بتاع ربنا ، مش بتاع مزاج خالص .
شوق بغيظة…….اسكت ، انا مش عايزة اسمع ولا كلمة .
كفاية اللى انا فيه .
عزت…….ليه بس يا بنت الناس تعلقى نفسك بحبال دايبة
ده عيل ملهوش فى الطيب نصيب .
تعالى مع حبيبك عزت .
وانا هروقك وهنسيكى ادهم واللى جابوه كمان .
شوق بنفور ……بقولك ايه !
خلاص خلصنا يا واد ، وانسى الموضوع ده وسبنى اروح وانت شوف شغلك .
عزت..بمكر وضحك ….ايه يا ست تبتى الى الله بسبب عيل.
مش عارف صراحة هو عجبك فى ايه ؟
شوق……. ملكش دعوة، وسبنى فى حالى لو سمحت .
عزت بتهديد ……بصى يا سكر .
لو معملتيش كل انا عايزه بهدوء كده .
.فأنا سجلتلك كل كلامك معاه .
..وبضغطة وحدة ا بعتها للريس متولى .
وهو بقا يتصرف معاكى ، على حسب هواه يا قطة .
ها ايه رئيك ؟ قولتى إيه ؟
شوق بانفعال …..اه يا واطى .يا دون انت بتهددنى انا !
عزت…. ..اعتبريها زى متعتبريها بس يلا بينا عشان قلبى آيد نار يا شوق .
فخافت شوق من الفضيحة .
فما كان منها الا وافقت خوفا من الفضيحة على الرغم منها .
وخدته عندها فى البيت ..عشان عرفة انه متولى دلوقتى فى الشغل .
…ودخلوا اوضة النوم…..وافضى اليها عزت بكل قوته وشوقه …لكى يشبع رغبته ..فى الحرام ..
ولكن …حدث ما لم تتوقعه شوق فى هذا المرة ؟
يا ترى حصل ايه ؟
ويا ترى ادهم هيعمل ايه بعد ما يطلع من المستشفى .
ويا ترى ايمن هيسيبه فى حاله ؟
وللحكاية بقية .
نختم بدعاء جميل.
اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك وحب كل عمل صالح يقربنا إلى حبك
………………..
ام فاطمة