رواية ما تخبأه اقدارنا الحلقه السابعه

الحلقه السابعه

ركض والد جويريه بسرعه الي الاستعلامات يسأل عن مكان ابنته، وبعد الوصل إلى غرفتها

طمني يادكتور جويريه مالها.؟ انا ابقى والدها

الطبيب بعد ان ربت على كتفه : والله مش عارف اقلك ايه بس يؤسفني اني أقلك ان بنتك ألكانسر بيهاجمها بشراسه لأنها تعرضت لنوبة زعل شديده قبل ميتم علاجها كلياً من المرض، ده حصل ازاي مش عارف رغم أنها تطعت حاجذ كبير جداا في علاجها ومكدبش عليك بنتك مفيش امل انها تعيش كتير، كلها ايام معدوده وتقابل وجه كريم، هيا حاليا شبه ميته هيا يادوب شغاله بالاجهزه بس يعني لو شلنا الاجهزه تبقى ميته، انا عارف ان دي ضناك وان الكلام ده أصعب حاجه في الدنيا على قلبك بس ده امر الله ونفز وربنا يصبر قلوبكم ويأجركم في مصيبتكم، شد حيلك وقلبي معاك…

بكى والد جويريه بكاء شديداً وكاد قلبه ان يتوقف من شدة حزنه على ابنته ثم قال للطبيب : يادكتور انا مقتدر ماليا واقدر اعالجها في أحسن مكان في العالم

الطبيب : يا افندم صدقني لو في امل ولو واحد في الميه ان بنتك تخف كنت خليتك سافرت بيها
انا مقدر مدي حزنك على بنتك لاني اب، وصدقني انا هعمل اللي عليا وزياده شويه، وهحاول بكل جهد اني اعملها اي حاجه، شد حيلك

انصرف الطبيب من الغرفه وترك والد جويريه يموت من شدة الوجع

جلس والد جويريه بجوار ابنته وهو يذرف الدموع من عينه كالسيول ثم امسك بيدها وقبض عليها بين يديه : ربنا وحده يعلم يابنتي انك اقرب عندي من حبل الوريد واغلى حد عندي في حياتي، وربنا شاهد عليا اني عملت المستحيل علشان انقذك من الموت بس الله غالب، ربنا قادر على كل شئ يابنتي، قادر يقول للشئ كن فيكون، قادر يجبر كسر قلبي، ربنا يرجعك لحضني بالسلامه يابنتي

على الجانب الاخر يجلس الجميع امام غرفتك محمد ينتظرون على أمل أن يخبرهم الطبيب خبر يجبر قلوبهم

بعد مرور اسبوع في غرفة جويريه وبين تسليم التمريض لبعضهم بين الفتره الصباحيه والفتره المسائيه

ألقت التمريض النظر الى الروبوت المعلق بالسرير الخاص بجويريه فرأت ان الطبيب اوصي بزياده المسكن في المحاليل المعلقه بيد المريضه فبدأت تسأل زميلتها : لماذا امر الطبيب بزيادة المسكن في المحاليل.؟

فأجابت زميلتها قائله : ان الكانسر في مرحله متأخره جدا لذلك يهاجم المريضه بشراسه وان الطبيب اوصي بزياده المسكنات لان لا تشعر المريضه بشدة الألم في الساعات القليله المتبقيه في عمرها

في ذلك الوقت كانت جويريه قد افاقت بعض الشئ لكنها في فترة استرخاء تامه مغمضه لعينيها لكنها سمعت كل مادار بين التمريض وعرفت ان بها مرض الكانسر وفي مراحله الأخيرة أيضاً

بدأت تسترجع ذكرياتها مع محمد، وبدأ شريط حياتها يمر أمامها كالبرق

تذكرت اول يوم لقاء بينها وبين محمد، واول صوره لهم سوياً، واول مساعده قدمها لها، وتذكرت ضحكته التي كانت تنير وجهه، وتذكرت نظراته لها، وحنانه ولهفته عليها، ثم استفاقت في صحوة الموت وطلبت من الممرضه ان تجلب لها ورقه وقلم لتكتب شئ ربما يكون هذا الشئ اخر شئ تكتبه في حياتها..

جلبت لها الممرضه الورقه والقلم فبدأت جويريه بكتابه بعض الكلمات ثم طبقت الورقة وطلبت من الممرضه ان تؤتي بوالديها..

دخل والد جويريه ووالدتها الي الغرفه فطلبت جويريه ان يأتو باصدقائها

بعد حضور أصدقائها بناء على طلبها أمسكت جويريه بيد ابيها : بابا انا عرفت كل حاجه وعرفت طبيعة مرضى وعرفت كمان ان فاضلي ساعات معدوده واموت، بابا انا مش خايفه من الموت، انا خايفه ان محمد ينزل دمعه وحده عليا لما يفوق وميلاقينيش في حياته

وسط بكاء شديد من والديها واصدقائها
بدأت جويريه ان تصافح أصدقائها للمره الاخيره، ثم احتضنت والدها ووالدتها للمره الاخيره، ثم أعطت والدها الرساله واكدت عليه أن يعطيها لمحمد فور صحوته، ثم طلبت من والدها ان ترى محمد للمره الاخيره في حياتها وهذه اكبر امنياتها

ذهب والد جويريه الي الطبيب وأخبره بأن جويريه تريد رؤيه محمد واعلمه بحالتها

وافق الطبيب على أمنية جويريه الاخيره وقام بأدخال جويريه بكرسي متحرك الي غرفة محمد بالعنايه المركزه رغم خطورة الموقف على حالتها وحالة محمد الصحيه

بعد الاستأذان من الطبيب الخاص بحالة محمد
وافق الطبيب رفقاً بحالة جويريه فور سماع ماحدث وقاموا بأدخالها فوراً الي الغرفه

دخل معها جميع أصدقائهم وقفوا مصطفين حول محمد فبدأت جويريه بنزع التنفس الصناعي من على وجهها والمحاليل من يدها وجلست على السرير بجوار محمد

بدأت ان تحرك يدها على وجه محمد تتفقد ملامحة البريئه كأم ضريره تتفقد ملامح ابنها الذي لما تراه منذ زمن والدموع تسيل على خديها

بدأت تنظر لوجه محمد وبدأ النور كأنه يشع من وجهها

جويريه : انا اسفه ياحبيبي، انا عارفه ان اللي حصلك ده كله بسببي..
تعرف يامحمد انا اسعد انسانه في الدنيا دلوقتي، تعرف ليه.؟، علشان اخر وش هشوفه في الدنيا هو وشك انت
صدقني مكنتش بتمنى ف حياتي موته احسن من دي

بدأت في الاقتراب من محمد وقبلته من وجنتيه ثم عانقته بقوه قائله : نلتقي في جنة الخلد ان شاء الله ومن ثم انقطعت أنفاسها وهي بين أحضانه، في وسط بكاء شديد من جميع الحاضرين من كلامها الذي كان بمثابه سكين تقطع في قلوبهم

بدأت امها تصرخ بشده : بنتي لااااااااااا

أغلق والد جويريه عينيها ثم قال : انا لله وانا اليه راجعون….

تم نقل جويريه من المستشفى ليبدأوا في مراسم دفنها، وبالفعل تم دفن جويريه في حضور أهلها واصدقاء والدها وجميع أصدقائها بما فيهم والد محمد ووالدته

بعد الانتهاء من مراسم الدفن وتلقى العذاء مع والد جويريه لمده ثلاث ايام، كانت والدة محمد تجلس بجواره بينما كان والده يتلقي العذاء بجوار والد جويريه، فهي كانت صديقة لابنه ، كما أنه رأئ كل ماحدث من جويريه بالمستشفى قبل رحيلها

بعد مرور 45 يوم من بداية حادثه محمد يخرج الطبيب على والد محمد ووالدته خارج الغرفه : اتفضل يافندم محمد ابن حضرتك فاق وبيسأل عليكم

دخل الكل مسرعين الي غرفة محمد

قبضت والدة محمد علي يده ودموع الفرح في عينيها : حمدالله على سلامتك يابني

محمد بتعب : الله يسلمك يا أمي ثم وجه نظره للجميع اذا بالجميع مصفر الوجه تظهر على الجميع علامات الحزن، كما يرتدي جميع الموجودين الملابس السوداء حزناً على جويريه

بدأ قلبه يرتجف خوفاً من أن يكون اصاب جويريه مكروه لحزنها عليه

توجه محمد بالسؤال الي والد جويريه بلهفه : جويريه فين ياعمي

بدأت الدموع تسيل من اعين والد جويريه : جويريه تعيش انت يابني، وسط بكاء شديد من الجميع

بدأ محمد بالبكاء بهستيريه وبدأ يتمتم بكلمات حزينه : جويريه ماتت، ماتت من غير مشوفها، ماتت ومدفنتهاش بأيدي، مات القلب النضيف اللي في حياتي، مين هياخد بالو مني من بعدها، ليه مستنتنيش لما افوق علشان اشوفها، ليه انا ممتش في الحادثه واتدفنت معاها، ليه سابتني ليييه لييييه جويريااااااااا

والد جويريه بعد ان احتضنه بقوه وهو يبكي بقووه : هون عليك يابني دا جويريه ماتت وهيا في حضنك، ثم بدأ يقص والد جويريه ماحدث لجويريه وهي على فراش الموت، ثم وضع يده في جيبه وأخرج الرساله التي تركتها له جويريه : يامحمد يابني جويريه سابتلك الرساله دي وحملتني امانه ان محدش يشوفها غيرك ولا حتي انا اتفضل يابني

امسك محمد الرساله وبدأ بالقراءه

” اليك يا من أحببت”
تحيه من اعماق قلبى المريض

اعلم انك لم تحبني مثل ما احببتك
اعلم مدى كرمك واعتزازك بنفسك ومساعدتك للاخرين على حساب نفسك

اليوم علمت بمرضى صدفه وانا فى صحوة الموت بين اجهزة طبيه عديده لعلها تمد فى عمري ساعات او ايام لاكتب لك رسالتى هذه عرفانا بجميلك الذى سيجازيك عليه رب العالمين قبل البشر

محمد يا من احببت ….
لعلها تكون لحظاتى الاخيرة فى هذه الدنيا اخط فيها لك رسالتى

يامن بعثت في الحياه لمده يعلمها الله

اقولها لك صراحه وانا بين ايادى الرحمن

اعلم انك لم تحبني يوماً اكثر من صديقه، انما انا احببتك بكل ذره فى كيانى

احببت اهتمامك ، طيبتك ، اشراقه وجهك ، حبك لعمل الخير ، وتفانيك فى مساعده الاخرين

كنت اتعجب من التفاف الجميع حولك وانا فى المقدمه فى بدايه تعارفنا ولكن زال كل هذا عندما اقتربت منك فأنت نعم الصديق والزميل والحبيب يا اوفى شخص تمنيت دائما وجوده بقربي

لطالما تمنيت أن أكون قدرك ولاكن هذا قضاء الله نعم القضاء، فاللهم لا اعتراض على قضائك

عندما تقرا رسالتى فيا عالم الغيب ساكون فى دنياكم ام عند رب العالمين

ساترك هذه الدنيا بخيرها المتجسد فيك وفى اصدقاء اكن لهم كل حب واحترام

وشرها المتجسد فى ابن عمى لحمى ودمى، من يكيد المكائد باسم الحب

نعم هو الذى نزع منى الحياه باعترافاته الآثمه ضدك

علمت منه كل شئ وهو من نقلنى الي المستشفى وهرب گ الفئران

علمت مقدار طهرك ونقائك وطيبه قلبك وحمدت الله انى احببت رجلا بمعنى الكلمه، يعرف معنى المسئوليه، يصون العرض، ويخشى الله فى افعاله قبل اقوله

نعم احببتك وساحبك الى ان نلتقى فى جنات النعيم

وفي الاخير أود أن تتذكرنى وعندها فقط ادعو لى بالرحمة والمغفرة لعلها تكون ساعه اجابه ليغفر لى ربى ما تقدم من ذنبي وما تأخر

وسلاماً على من ذاب القلب فيهم عشقا ففتنوه بحبهم وطيب منزلهم فكانو نعم المقيم تقديراً للمقام

استودعك الله الذى لا تضيع ودائعه

بحبك
جويريه الجرحى…

بدأت الدموع تذرف من أعين محمد حتى ابتلت الرساله التي يقرأها ثم صرخ باعلي صوت : ” جويريااااااااااااااااا

صفحتنا علي فيس بوك

تحميل تطبيق لافلي Lovely

صعيديه امتلكت قلب الاسد الفصل السابع