الحلقه الاولي
في منزل صغير بالقاهره استيقظ محمد على صوت ثرثره من صديق طفولته جمال : قوم يامحمد هنتأخر على الجامعه
محمد بصوت خافت واعين ناعسه : يابني لسه بدري، هو اللي يقعد معاك في مكان واحد هينام ليل ولا نهار
جمال مازحاً: ههههههههه قوم طيب وبلاش كسل انا خلاص بقيت قدرك اللي مفيش منو مهرب، واتعود بقى اني هصحيك كل يوم ولو مصحيتش هدلق عليك ميا ساقعه، يعني جو الدلع والمرقعه اللي كنت بتعمله في البيت ايام الثانوي ده انساه، وبالنسبه لصوت امك الحنين اللي كان بيصحيك الصبح ده معادش في منه خلاص .
أمسك محمد بوسادته من على فراشه ثم ألقاها على وجة جمال : فايق قوي انتا على الصبح
جمال : اه طبعا فايق انا جاي هنا اتعلم إنما انتا شكلك جاي هنا تدلع
محمد بغضب : أصتبحنا واصتبح الملك لله
جمال : بتبرطم تقول ايه سمعني
محمد : غور بقى
قام محمد من على فراشه متوجها الي الحمام الصغير الموجود بالشقه فتوضأ ثم صلي الضحا وبدأ في لبس ثيابه، ثم وقف امام المرأه يتفقد ثيابه التي رغم بساطتها غايه في الاناقه، ثم بدأ يتفقد ملامحه الرجوليه، فقد كان يتمتع بطول القامه وعرض المنكبين وعينين عسليتين ذات الرموش الكثيفه والنظره الحاده التي تبدو مخيفه جدا عندما يغضب وانفه التي تليق جدا على وجهه وحواجبه ذات الشعر الكثيف وبشرته القمحي التي تجعله يبدو غاية في الوسامه
ومن ثم اخذ جمال وتوجهوا الي الجامعه
كان محمد متحمساً جداً للجامعه وكان يتطلع لنفسه في مستقبل باهر من خلال تلك الجامعه مما جعله يظهر كثيرا في عينيه حماسه للتفوق
توجه محمد وجمال الي المبنى الخاص( بكلية الاعلام) حيث مكان دراستهم
بعد دخول المدرج وبدأ اول محاضره قام الدكتور بالقاء السلام ثم بدأ بالتعرف على طلاب الفرقه ومن ثم هنأ الجميع بقدوم العام الجديد متمنياً للجميع التوفيق فيما هو قادم
بدأت تتوالى المحاضرات الي ان انتهى اليوم الدراسي وكان قد تعرف محمد وجمال على بعض الزملاء الذين سيتم ذكرهم فيما هو قادم..
بدأت الايام تتوالى ليظهر فيها التفوق الملفت لمحمد وبدأ يعرف بقوه بين اساتذته وبين طلاب فرقته بطيب روحه ومساعدته للغير والوقوف بجانب كل من يحتاجه الي ان انتهى العام الأول بسلام وعاد محمد وجمال الي بلدتهم حيث اقامة اهلهم.
.
وفي موعد ظهور النتيجه تفاجأ جدا محمد مما رأي، وجد نفسه امتياز الثاني على فرقته.
لم تكن المفاجأه في انه وجد نفسه الثاني على فرقته، بل لانه وجد الأول فتاه تسمى روضه : من روضه.؟!
دفعتي اعرفها جيدا لم يصادفني ذلك الاسم ابدا، فمن تلك الروضه.
بدأت التساؤلات تدور في رأسه الي ان اخذ الموضوع وقته وانشغل محمد عنه في أمور حياته.
من الجديل بالذكر ان جمال كان متفوقا جدا واتي بعد محمد في الترتيب فكان الثالث على فرقته.
انتهت الاجازه الصيفيه ومن ثم توجه محمد وجمال الي القاهره لاكمال دراستهم.
فى صباح يوم جديد توجه محمد وجمال الي الجامعه ومنها الي مبنى كلية الاعلام ثم إلى المدرج حيث المحاضره الأولى.
دخل عميد كلية الاعلام ومن ثم القى السلام، ثم قام بشكر الفرقه كامله على المجهود الطيب المبذول العام الماضي وهو في كامل فرحته ان تلك الفرقه وتلك الدفعه كانت متفوقه ومميزه جداا عن كل الدفع والفرق التي سبقتها، وقام بتكريم العشره الأوائل على الدفعه ومنحهم شهادة تقدير واجلال على المجهود المبذول منهم في السنه الماضيه.
لكن الغريب في ذلك أن محمد لم يجد تلك التي تدعي بروضه لتستلم جائزتها فهي الأولى على الدفعه.
بدأت التساؤلات تدور في ذهن محمد وكاد الفضول ان يقتله الي ان سأل عميد الكليه فقد كانت بينهم علاقه طيبه نظرا للتفوق الملفت لمحمد
محمد : بعد اذن حضرتك ياسياده العميد، هو مين روضه الحسيني دي.؟
انا استغربت لما لقيتها اول الدفعه وانا معرفهاش واستغربت اكتر انها مش موجوده علشان تستلم الجايزه، ممكن اعرف هيا مين.؟!
نظر العميد الي محمد نظرة رضي بابتسامه ناصعه ثم ربت على كتفه : روضه دي بنت مسؤل مهم في الدوله، وهيا عايشه بره مصر هي وأسرتها نظرا لعمل والدها وبتمتحن في السفاره المصريه في فرنسا علشان كده انت مشفتهاش قبل كده لأنها مش بتنزل مصر اصلا.
نظر محمد للعميد نظره تعجب بعد ترقبه لكلامه : شكرا سياده العميد،
القى العميد السلام ثم انصرف.
بدأ محمد يفكر في كلام العميد وازداد فضوله اكثر لمعرفة تلك الروضه.
بدأت الايام تتوالى الي ان أتت فتاه تدعي جويريه تطلب من محمد ان يساعدها في حل مشكلاتها،فهي كانت تعاني من مشكلات كثيره تحيط بها وهي لم تتردد لحظه في ان تستنجد بمحمد لما كان يصدر منه من تصرفات عفويه أمامها تجاه جميع من يطلب منه المساعده .
رحب محمد بالأمر كثيرا وكان يلتقي بجويريه يوميا على كافتيريا الجامعه لتحكي له عن مشكلاتها ليبدأوا في حلها سوياً
( جويريه فتاه شديده الجمال شقراء تتمتع بعينين زرقاوتين بلون السماء طويله القامه انيقه جدااا ذات ابتسامه جذابه ويظهر عليها الثراء)
في الجانب المقابل جمال يلتقي بصديقه له بالجامعه تدعي حنان على اكبر قدر من الاحترام والالتزام والجمال، لتبدأ قصه صداقه بينهم تقوي يوم عن الاخر،
(حنان فتاه جميله جدا تتمتع بتوسط القامه وعينين خضراوتين وانف نحيفه وبشره تميل للون الأبيض وضحكه جذابه خجوله جداً وتظهر عليها البساطه في ملامحها وملابسها)
وف يوم من الايام جمال وبدون أي مقدمات : محمد انا بحب حنان ومش متخيل يوم اني مشوفهاش فيه واليوم اللي بتغيب فيه عن الجامعه ببقى هتجنن وعاوز أطير ف ثانيه واروحلها.
فابتسم محمد بفرح شدييييد جدا ثم احتضنه :
خلاص وقعت يامعلم، حبيت خلاص، جات اللي هتاخد مكاني ف قلبك.
نظر له بعيون دامعه : معاشت ولا كانت اللي تاخد مكانك ف قلب صاحبك ياصاحبي.
ومن ثم قام باحتضانه بقوه فقام محمد بالطبطبه على ظهره :ربنا يديم المحبه ياصديق
جمال مسرعاً : مبلاش جو ليالي الحلميه دا وعاوزين نشوف هنوصل للبنت دي ازاي، انا خايف اعترفلها بحبي تسيبني، ومش عارف اصلا ابتدي الموضوع منين واذاي، دي البنت محترمه جدا وانا لو سابتني والله هموت فيها
محمد بضحكه ساخره: متنشف يلا كده
جمال: بس يابارد
محمد بضحكه :سيبها على ربنا وعلى اخوك، بس انت قلي حاسس انها بتبادلك نفس المشاعر
جمال: مش عارف انا مشوش جدا
محمد: اهدا طيب وانا هتصرف
انتهى اليوم وفي صباح يوم جديد تجمع الكل بالجامعه محمد وجمال واصدقائهم على كافتيريا الجامعه
محمد وبدون أي مقدمات : ياجماعه جمال بيحب حنان ومش عارف يقولها اذاي، والبنت الظاهر بتاعها ان معدنها نضيف ومحترمه وخايف لو اعترفلها بحبه تبعد عنه يبقى ايه العمل
ميرنا : سيبها عليا انا ياكبير ومتشغلش بالك انا وامنيه هنخلصلك الحوار ده
ثم قامت بتشمير يديها وقالت بنبرة فيها خشونه : سيبوني عليها
محمد : هههههههه يابنتي بقلك بيحبها مش اتخانق معاها الصبح
الجميع : هههههههه
امنيه : سيبها انت بس علينا وملكش دعوه، عن ازنكم بقى
ومن ثم توجه الاثنين الي الطاوله التي تجلس عليها حنان
(ميرنا بنت من اسره ثريه، فائقة الجمال تتمتع ببشره بيضاء ناصعه وشعرها قصير منسدل على كتفيها وعيون واسعه عسليه جذابه وقوام ممشوق قصيرة وتتمتع بخفة الدم ومحبوبه جدا من جميع أصدقائها)
(أمنية من اسره متوسطة الحال تتمتع بقصر القامه والعيون الواسعه العسلية والضحكة الجذابه بيضاء البشره وملامح وجهها فائقه الجمال تتمتع بخفة الدم ومن اكبر مميزاتها انها تمتلك خدان كبيران يميزان ضحكتها)
قام محمد بالنظر لعبده وجمال : والله شكلهم هيبوظو الدنيا ويودونا ف داهيه
عبده : لو لقيتها جايه علشان تضربك بالبوكس في مناخيرك انا هسيبك وأجرى
محمد : وانا والله نجري سوه ونسيبه ياخد بابو ورده لوحده
الكل: ههههههههههههه
جمال : بس بقى حرام عليكم انا متوتر ومش عارف اتلم على اعصابي ومش عارف البنات دول هيعملو ايه ربنا يستر
(عبده شاب طويل القامه اسمر البشره طيب القلب ومتقلب المزاج أقرب صديق له هو هاتفه المحمول فهو لا يتركه من يده ابدا حتى وهو مع اصدقائه)
ذهبت ميرنا وامنيه الي الطاوله التي تجلس عليها حنان وكانت برفقه صديقتها ساره للعلم ان ميرنا وامنيه كانت علاقتهم سطحيه بحنان وساره كانت زمالة دراسه فقط
أمنيه :ايه ياحنان مجيتيش امبارح الجامعه ليه والله قلقنا عليكي وسألنا عليكي جمال وقال إنو ميعرفش انتي غبتي ليه
حنان بتوتر واضح : وتسألو جمال ليه.؟ جمال صديق دراسه مش اكتر، ومبنكلمش بعض غير لما نكون في الجامعه في حدود الدراسه بس مش اكتر،
ميرنا : ياحبيبتي احنا عارفين وامنيه متقصدش اكتر من أنها شايفه ان جمال قريب منك فكانت تفكر انو يعرف انتي غبتي ليه كسؤال مش اكتر
حنان بعد ان تداركت الموقف : انا اسفه يا امنيه على اسلوبي بس ماما كانت تعبانه شويه ووديناها المستشفى علشان كده ما عرفتش اجي
امنيه بلطف : ولا يهمك يا حبيبتي والف سلامه على ماما ان شاء الله تكون بخير
حنان بامتنان : يا رب يا امنيه وشكرا على سؤالك والله وانا اسفه لتانى مره على الطريقه اللي انا كلمتك بيها
امنيه بحب : ولا يهمك يا حبيبتي احنا اخوات
حنان بابتسامه: شكرا يا امنيه وده شرف ليا اكيد ان احنا نكون اخوات
امنيه : تسلميلي يا رب و بعد اذنكم،
اتجهت امنيه وميرنا لاصدقائهم فقام جمال من على الكرسي متجة لامنيه
جمال : ها يا امنيه عملتوا ايه
ميرنا بضحكه طويله : يا ابني اهدا احنا لحقنا نعمل حاجه البنت بتقول امها كانت تعبانه امبارح وكانوا بيها في المستشفى فمش معقول يعني هنروح نقولهاجمال بيحبك وامها تعبانه ما تبقاش غشيم بقى، احنا لازم نصاحبها في الاول
جمال : طيب يا اختي انتي وهيا،
قاطعهم دخول جويريه : صباح الخير
محمد : صباح النور ياجويريه، تعالي اقعدي
جويريه : لا يامحمد شكرا، بعد ازنك عاوزاك
استأذن من اصدقائه وقام إليها مسرعا
محمد :في حاجه ياجويريه ولا ايه
جويرية: لالا متقلقش مفيش حاجه بابا بس عاوز يشوفك
محمد :يشوفني انا ويشوفني ليه هو يعرفني اصلا علشان يطلب يشوفني
فتحولت نظرات الفرح الموجوده ف عينيها الي نظره حزن و انكسار
جويرية: انا اسفه يامحمد بعد اذنك انا ماشيه
تدارك محمد الأمر مسرعا :انا اسف حقك عليا متزعليش مني، بس هو باباكي يعرفني منين علشان يطلب يشوفني.؟
جويرية: يعرفك كويس جدا يامحمد من كلامي عنك، بابا يعرف بكل كلمه بتحصل بيني وبينك وكل حاجه بتساعدني فيها انا بروح اقله عليها، وهو من كتر كلامي عنك مشتاق انو يشوفك، عموماً خلاص يامحمد مش لازم وبعتذر على الإزعاج
محمد: لالا مفيش ازعاج ولا حاجه انا جاي معاكي
لم يكن محمد يعرف حقيقة جويريه التي لا يعرفها إلا في حدود الجامعه والدراسه فقط
فركبو سياره من طراز مرسيدس موديل السنه تملكها، وسائق خاص ، وذهبوا برفقة بعضهم الي المنزل حيث إقامتها،
فوجده قصر من التحف المعماريه المرصعه بالبلور من الخارج،
فقاموا بالدخول الي المنزل إذ برجل اربعيني ناصع بياض الوجه يلبس من أرقى وأنقى الثياب يقترب من محمد باعين لامعه وشفاه مبتسمه جدا
والد جويريه : حمدالله على السلامه نورت بيتك يابني
محمد : منور بوجودك ياعمي، فقام والد جويريه باحتضان محمد بقوه كأن لم يحتضن احد من قبل : سررت جدا بلقائك، وبدأ يدعوه للجلوس
والد جويريه :والله يامحمد انا بقالي كتير عاوز اشوفك من كتر كلام جويريه عنك
محمد : ربنا يخليك ياعمي انا اسعد برؤيتك
فدعي والد جويريه محمد للغداء وبعدها وجه كلامه لجويريه: ممكن تسيبنا انا و محمد شويه لوحدنا
جويريه : ايه ده من اولها كده دانا هبدأ اغير منه ياسي بابا
والد جويريه مازحا : امشي يا بنت من هنا
جويريه بضحكه عاليه ووجه برئ كالاطفال :حاضر يا سي بابا انا ماشيه
بعد خروج جويريه تحولت ضحكه والدها الي انكسار ودموع شديده حتي وصلت لحد الاختناق
سأله محمد مسرعاً : مالك ياعمي في ايه.؟
انت كنت كويس دلوقت ايه اللي حصل
والد جويريه باعين منكسره وصوت خافت : يا محمد يابني انت ربنا بعتك ليا من السما علشان تنقذ بنتي من الموت..