روايات رومانسيهرواية مغتربه داخل قلبه

رواية مغتربه داخل قلبه الحلقه الخامسه

الحلقه (5)..”مُغتربة داخل قلبه “.
——–
_ وأشدد علي قلبها يا الله، حتي يأتيها من يهمه رضاك قبل أن يرضيها ..وإن كان لها بهذه الزيجة خيرا فـ عجل بها ، إهدها يا الله وأرشدهـا لكُل ما تُحبه وترضاه .

أردفت السيدة فاطمة بتلك الكلمات في تضرعِ وهي ترفع كفيها عاليًا تجأر إليه بدعوات متوهجة ، تصدُر من بين طيات قلبهـا ، رغم حديث إبنتها الطفولي عن هذا الشـاب وعدم اقتناعها بما قالته ، ولكن قلبها يدق بغير إنتظام .. الأمر في حد ذاته خير ولكنه جاء بسرعه لا يعلمها سواه -رب العالمين – ولكن لا بأس فلا نتعجل بالحُكم دون الحديث في تلك اللحظه سمعت صوت زوجهـا يُتابع بنبرة حانية واقفًا خلفها :
_ حرمًا سيدتي الجملة .

فاطمة وهي ترفع وجهها إليه بإبتسامة رقيقة :
_ جمعًا بجنات الله ، علي خير زوجي الحبيب .

وهنــا نزل بجسده إلي الأرض ليجلس القُرفصاء أمامهـا ومن ثم صوب نظراته نحو مُقلتيها قائلًا بتركيز :
_ أراكِ علي غير عادتك ؟ ، حزينة أو خائفة بعض الشيء ؟!!
فاطمة بإبتسامة خفيفة أعقبتها تنهيدة حارة لتردف بشرود قليلًا :

_ حسنًا .. لأُخبرك بأنني أخشي علي ابنتي من هذا الشاب قليلًا ، أعلم انني يجب أن اسعد لكون الاسلام سيزيد واحدًا ولكن مـا علاقة دخوله الاسلام بـ ابنتي ؟! .. هي وحيدتي يا ضاهر ، كيف لي ألا أقلق ؟!

إِفتر ثغرهُ عن إبتسامة هادئه حيث إلتقط كفيها إليه يُقبلهمـا بحنو جـارف فـ رغم مرور العُمر بهمـا ولكنه يبقي الأخ والأب والحبيب ليردف بنبرة مُتفهمة وهو يوميء براسه في خفه :

_ بالطبع يحق لكي القلق ، نحن لن نُجبرهـا علي شيء حبيبتي .. جاء الرجُل ورغب اعتناق الاسلام بنية صافية وود أن يُشارك سيدة مُسلمة حياته الجديد كي تشدد من أزره .. فـ أختار ابنتنـا ليبن ما هو قادم معهـا ، سيأتي غدًا لتحويل ديانته إلي الاسلام في حضور (الشيخ ) ، سيتم انطاقه الشهادتين ثم يتوضأ وكأنه وُلد من جديد ، فكما تعلمين الاسلام الدين الوحيد الذي ليس بحاجة إلي مراسم هائلة حتي تدخل فيه .. مُجرد إنطاق الشهادتين ، تُصبح مُسلمًا .. ومن بعدهـا لكي حق الحديث معه واستفساراتكي التي لن تنته .

فاطمة بإرتياح بعض الشيء : أجل سأتحدث معه أولًا ، فـ سأعلم الكثير عنه من خلال حاسة الأمومة السادسة .

أطلق ضاهر قهقة خفيفة علي حديثها وبنبرة هادئه تابع :
_ فلتفعلي ما تشاءين به .. فـ الحق كُله لكي يا أُمها .
——–
( في غُرفة اسلام ) :-
_ أتجهـــز ؟! .. كيف تجرؤين علي قول هذا ليّ؟! .. أتزين لذاك الأبله ، أنا لم أوافق من الأساس يا حمقاء .. لا أعلم كيف اتخذتكي صديقة ؟!

أردفت اسلام بتلك الكلمات في عصبية خفيفة ، تجلس أرضًا بعدما حررت خُصلات شعرها من رابطته .. مــدّت يدهـا تلتقط علبة الشيكولاته الزُجاجية (نوتيلا) ومن ثم وضعت الملعقه داخلها تغرف منها ثم تضعها في فمهـا بوجهٍ عابس فيمـا تابعت جودي بنبرة ساخرة أثارت إستفزازهـا :

_ إهدأي قليلًا أيها المُشاكسه ، ولكن أجيبيني أولًا .. هل حقًا لا تقبلين به ؟!

لم تجبها فظنت جودي أنها قد أغلقت الهاتف لتبعدهُ قليلًا ومن ثم تنظُر إلي شاشته بحاجبين متقاربين وأعـادت الهاتف من جديد لتهمّ أن تنادي عليها حتي وجدتها تقول بتلذذ :
_ اممم ، حقًا النوتيلا مهدأي الوحيد لقد إلتهمت العُلبه في دقيقتين حتي أستطع مُقاومة حُزني من هذا اللقـاء القادم في الغـد .

جودي بغيظِ : كُنت أسألكِ ، أحقًا لا تُريدينه ؟
طفقت اسلام تضع الملعقة بفمهـا لـ تتناول ما عليها ومـا أن سمعت حديث صديقتها حتي تركتها داخل فمهـا وشردت قليلًا .. لحظات لا تتعدي الدقيقتين حتي صـاحت اسلام بنبرة أوشكت علي البكاء قائله :
_ لا أجد إجابه ، اللعنـــه .. هل أتقبله لا قــدر الله ؟!
برقـت عينيها بفزعِ وهي بالملعقة أرضًا حتي يتضح حديثها عن ذي قبل فيمـا قهقهت جودي بنبرة جعلتها تهتف سخطًا عليها :
_ يا حمقاء ، يا أُنثي البامبي .. صديقتك سـ تتزوج يهودي وسيجمع أصحابه ويغتصبونهـا ومن ثم يبعثر شعري كالشحاذه ويطلب مني ان أظهر علي شاشه التليفزيون كضحية ، استغيث بحُكام العرب وأبي ولن يُنقذني أحد ، لم يُحركوا ساكنًا عندما سُلبت فلسطين منهم .. أيتحركون عند خطفي؟! .. وبعدهـا يطلق رصاصاته في سائر جسده وأستشهد .. أنا خائفة يا جودي ؟؟؟

جودي كاتمة ضحكتها : دعكِ من ترديد اسم (فلسطين ) في حديثك ، لن تُحرر فلسطين لـ حُزنك عليهم ولن يلين اليهـود ويُنفذون رغبتكي فـ كما قُلتي العرب كُسالي ومنهم من يتعاون مع هؤلاء اليهود .. ولكن إن فكرتي في إيجابية الأمر ستعلمي انكِ الرابحة ، هو يود اعتناق الاسلام وإنتِ إلي جواره تُفيدينه بكُل الحقائق وتجعلي منهُ مسلمًا عن اقتناع ، هذه مغامرة وإثبـات (ذات ) .. إذًا لما لا تقودينها ؟!

اسلام وهي تنتبه لحديثها لترفع أحد حاجبيها بتفكير : أهذا رأيك ؟ .. يعني أنه لن يغتصبني كما ظننت .. وأنه من الوارد أن يُحب الاسلام عن طريقي ؟!

جودي وهي تُلقي بهذا الكتاب بين يديها أرضًا :

_ اللعنـــه عليكِ وعلي هذه الكلمة ، لقد كرهتهـا تتردد في كُل مكان حتي الروايات التي انا مُتيمة بهـا ، ما عُدت أُحبهـا .. فهذه الكلمة كثُرت بشكلِ مُثير للإشمئزاز .. اغتصاب ، إغتصاب .. مـا هذا بحق السماء .. لن يغتصبكي يا عزيزتي ولن يأتي بأصحابه .. أكبحي جماح مُخيلتك البلهـاء قليلًا .. أبق إلي جواره في حياته القـادم ومن المؤكد بأنه سيعشق الاسلام وانتِ معه .

ومن ثم استأنفت بنبرة جامدة قليلًا : وحذاري أن أجدكِ تقرأين روايات بوليسية أو أحد الأفلام الجاسوسية القديمة ، أفهمتِ ؟!

مطت اسلام شفتيها بإمتعاض وحُزنِ وهي تُلقي بجسدها علي ارضية الغُرفة وتتمطع في كسل :
_ ولكنني كُنت أقرأ رواية رومانسية هذه المرة ، ولكنها خليط من الأكشن والكوميدية وليست بهـا اغتصاب علي الاطلاق ولكنني أمُر بحالة من الجفاف العاطفي حيث شاهدتُ ليلة أمس شاب يتقدم لخُطبة فتاه ويُقدم لهـا علبة شيكولاه كبيرة ودب الباندا بحجمها .

التفتت تنظُر إلي جنبها الشمال ، لتجد نفسها تتحدث دون وجود الهاتف إلي جوار أُذنها حيثُ ألقته وهي تتمطع في كسل ، بعيـدًا ، هبّت جالسه في مكانها ومن ثم رفعت الهاتف إلي أُذنها وهي تقول بتلعثم :
_ أجل قطة البامبي .. سأخلد إلي النوم .. أنتظركِ في الصباح البـــاكر .. لا تنسي أن تُصلي الفجر حاضرًا يتبقه عليه ربع ساعة فقط تُصبحين علي خير من خيرات الله الذي دبرها لكِ .

جودي بحنو : تُصبحين أنتِ علي ما تُحبينه فـ يُرضيكي الله به .
———
” في صباح اليوم التالي،،،

إتجه جودي ناحية فراش صديقتها حتي توقظهـا لتريا هذا المشهد الذي يعشقانه في كُل مرة فهذه ليست المرة الأولي التي يُشاهدون أحدهم يدخل في الاسلام ، فـ ضاهر الناصفي يفتح بيته لكُل زائر جديد علي دينه ،،،
أبعدت الغطاء علي الفـــور وهمّت أن تتفوه بكلمات مُندفعة حتي وجدت قدمي صديقتها ترتفع لأعلي قليلًا وهي ترتدي قفازًا للقدم يشبه وجه القطة ، قطبت مـا بين حاجبيها وراحت ترفع الغطاء عن الناحية المُعاكسه حتي وجدتها تغُط في سبات عميق ،،،

_ اسلاااااااام ، إستيقظي في الحــال .. حضر الشيخ ومعه (چوزيف ) وسيبدأ في تلقينه الشهـادة .. فلا تفوتي هذا المشهد .

اسلام بنعاس ونبرة صارخة : أدام عليه حُب الاسلام ولكن دعيني لا أراهُ ، أرجوك .

أبعدت جودي الغطاء عن جسدها كُليًا وأخذت تجذبها من ذراعها بقوة وتحثها علي النهوض ، وافقت اسلام لتقوم علي مضض وبنبرة مُغتاظة تابعت :
_ دعيني ارتدي إسدالًا يا فتـاة .. أم أنني سأذهب معكِ بمنامتي الطفولية وشعري المشعث هذا ؟!!!

حثتها جودي علي قيامها بإرتداء ملابسها علي عجلة ، إتجها معًا حيث درج الڤيلا الرُخامي .. هبطا عدة درجات حتي أصبح المشهد واضحًا بالنسبة لهمـا ،،،

كان چوزيف يجلس أمام الشيخ في سكينة تامة حين قام الآخر بنطق الشهادتين ليبدأ چوزيف في ترديدهمـا بثبات تــام ، وهنــا افتر ثغر الشيخ عن إبتسامة هادئه ليمد يدهُ مصافحًا چوزيف في سعادة غــامرة :

_ أهلًا بها في دينك الجديد ، أسأل الله أن يُثبتك .
هزّ چوزيف رأسه بهدوء شديد ليقول : أمين .

ضاهر بسعادة : والآن يجب عليك التوضأ ، سأُرشدك بالخطوات ومن ثم تقوم بهـا .

چوزيف وهو يتجه بعينية ناحية الدرج :
_ لأفعل إذًا ،
قال جُملته الأخيره وهو ينظُر ناحية الدرج ومن ثم غمز بعينية لها ، إتسعت حدقتا عينيها في صدمة وراحت تنظر لصديقتها مُرددة بتوترِ وغيظ :
_ آرأيتِ مـا فعله لتوه ، لقد غمز ليّ بعينية السوداوتين اليهودية .. جريء وقح ؟!!!

جودي بنظرات لائمة : أي يهودي .. لقد دخل الاسلام لتوه يا فتاه .. سامحكي الله ؟
اسلام بنظرة طفولية حزينة : والله لم أكُن أقصد هذا .. ولكنه يفعل أشياء لا تليق سوي بصبي في العاشرة !!!

جودي وهي تجذبها من ذراعها عائدين إلي الغرفة : يُمازحك حبيبتي ، لأنه يعلم بأنكِ وُلدتي بالشهر السابع ، الشهر الذي عُرف عن مولوديه بـ ضيق أنفاسهم وعصبيتهم المُفرطة .

اسلام وهي تُلقي بنفسها علي الفراش : سأقتله إن سُنحت لي الفرصة .. ياله من وغد وقح .

كتمت جودي ضحكاتهـا التي توارت خلف إبتسامة بسيطة حيث تنحنحت مُجددًا وهي تقول بهدوء :
_ يجب أن ترتدي ملابسكي .. حتي تجلسين معه قليلًا قبل أن تُخبريهم بقراركِ الأخير .
اسلام وهي تتجة بعينيها إلي اسدالها : ها أنا أرتدي في الأســاس .
جودي وهي تنظُر لها بعينين جاحظتين : أتُقابلينه بإسدال الصلاة ؟!

اسلام وهي تستقيم في مكانها واقفة وبنبرة جامدة تابعت :
_ أجل .. إنه لا يصف ولا يشف ولا يُحدد معالم جسدي ،
ثم أخفضت نبرتها قليلًا وهي تقول بعينين مخضوضتين : اما أنه مُلفت للإنتباة وضيق ؟ ، أجيبيني بالله عليكِ يا جودي ؟

وضعت جودي رأسها بين كفيها وقد كاد الصُداع أن يُفتك برأسها لتقول وهي تصر علي أسنانها :
_ بلي با عزيزتي .. تُشبهين ذاك الطفلة التي تُسمي بـ (اسلام ) عندما كانت في السادسة من عُمرها وكانت ترتدي جلباب والدتها .. أنتِ هي بعينها .

أخفضت اسلام بصرها حيث اسدالهـا تتفحصه بإمعـان ، فهي صاحبة قوام نحيف بعض الشيء ، وترتدي اسدالًا يزنها ثلاثة مرات و دائمًا حينما تمشي تتعركل بأخره ،،،

رفعت اسلام بصرها من جديد وبنبرة صارمة تابعت : أجل سأرتدي هذا .. وإما فلتتزوجينه أنتِ .

في تلك اللحظه طرقت السيدة فاطمة علي حجرة الغرفة طرقات خفيفة ومن ثم أطلت من خلفه تقول بنبره حانية :
_ لماذا لم تتجهزين بعد ، حبيبتي ؟!
اسلام وهي تتجه سيرًا خارج الغرفة وترفع رأسها عاليًا في صرامة :
_ سأُقابله هكذا .

ســارت خُطوتين خارج الغرفة وسرعان ما تعركلت من جديد حتي سقطت أرضًا فيمـا أطلقت جودي وفاطمة قهقهـات طالت مُدتها لترمقهمـا بنظره مُغتاظه لتنهض من جديد حتي اتجهت حيث ينتظرها ،،،

إتجهت حيث الغرفة الذي ينتظرها بها بعدما أخذ الإذن من والدها بالجلوس معها وكذلك بعدما إنتهي من تحقيقات (فاطمة) معـــه …

جدحته بنظرة حانقة وهي تسير كالطفله حتي جلست إلي الأريكة الكائنه بأخر الغرفة بينما يجلس هو في أولهـا وقد تركت باب الحجرة مفتوحًا علي مصرعيه ، رمقهـا بنظرة جامدة ليردف مُتسائلًا :
_ لماذا تجلسين بعيدًا هكذا ؟!
اسلام وهي تشيح بنظراتها بعيدًا عنهُ : وأين أجلس إذًا ؟؟؟

چوزيف بنبرة ذات مغزي وإبتسامة ظهرت اسنانه منها بوضوح قائلًا : تجلسين إلي جواري .. كي نتحدث قليلًا .

اسلام بصرامة : تحدث ، أنا أسمعك ؟؟؟

في تلك اللحظه نهض من مكانه علي الفـــور وسرعان ما جلس إلي جوارها وهي ترمقه بنظرات مصدومة فيمـا إلتقط كفها وهمّ أن يُقبله حتي باغتته هي بجذب ذراعه إلي فمهـا لتغرس أسنانها في لحم كفه ومـا أن إنتهت حتي وقفت امامه مُردده بتحدِ :

_ أنا لستُ رأس البطيخ تلك .. التي تُقبلها دون أن تحل لك .. أمح من عقلك الأحمق هذا أنك كُنت يهودي ذات يومٍ .. وأفهم أن المُسلمـات لا تمسهن يد رجُل إلا إن كـان زوجها .. زوجها فحسب .

.

صفحتنا علي فيس بوك

تحميل تطبيق لافلي Lovely

قصه بنت ابليس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى